المجلس الرابع: مجلس مذاكرة القسم السابع من كتاب التوحيد
مجلس مذاكرة القسم السابع من كتاب التوحيد اختر إحدى المجموعات التالية، وأجب على أسئلتها إجابة وافية. المجموعة الأولى: س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم. س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد. س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته. س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟ س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة. س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟ س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد. المجموعة الثانية: س1: ما معنى نفي الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). س2: ما هي المحبة الشركية؟ س3: بيّن خطر إرضاء الناس بسخط الله. س4: ما حكم التوكل على غير الله تعالى؟ س5: بيّن خطر الأمن من مكر الله تعالى، وأثره السيء على العبد، وكيف يعالج نفسه من يجد فيها شيئاً من ذلك. س6: بيّن معنى الرياء، ودرجاته. س7: اكتب رسالة قصيرة في بيان أثر التوحيد في الإعانة على الصبر. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم. تجب محبة الرسول عليه الصلاة والسلام وتقديم محبته على محبة النفس والأهل، ومن محبته نشر سنته، ومن لوازم محبته تقديم قوله على أقوال الناس، ومن أدلة وجوب محبته صلوات اللله وسلامه عليه حديث أنس رضي الله عنه: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" والمقصود بقوله "لا يؤمن" نفي كمال الإيمان الواجب. س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد. يحذرنا الله جل وعلا في الآية الكريمة من الشيطان الذي يخوف العباد من فريضة الجهاد وهو واجب من واجبات الدين، ومن كل من يخاف استجابة لداعي الشيطان فهو من أوليائه، والواجب على المؤمن ألا يخافهم بل يمضي في تنفيذ ما أمر الله به مع صدق النية والإخلاص والتوكل على الله، وقد قيل قديما: من خاف الله خافه كل شيء، ومن اتقى الله اتقاه كل شيء، ومن خاف غير الله خاف من كل شيء. ويفهم من الآية أن الخوف من الشيطان وأوليائه مناف لكمال الإيمان وإن أدى إلى الشرك فهو مناف لأصله. والآية وردت في ترجمة باب عن الخوف في كتاب التوحيد وكان الباب السابق عن المحبة، والعبادة إنما ترتكز على المحبة والخوف، فبالمحبة نمتثل للأوامر وبالخوف نجتنب النواهي. س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته. التوكل هو الإعتماد على الله سبحانه وتعالى في حصول المطلوب ودفع المكروه مع الثقة به وفعل الأسباب المأذون بها شرعا. حكمه: التوكل من الفرائض فالله علق الإيمان بالتوكل في قوله: "فتوكلوا على الله إن كنتم مؤمنين". ثمرته: تعلق قلب العبد بربه وافتقاره إليه في كل حاله، فهو يتوكل عليه في العبادة "إياك نعبد وإياك نستعين"، ويعتمد عليه في كل أموره الدينية والدنيوية، مما يورث في قلبه الرضا والإطمئنان إلى أن الله حسبه وكافيه "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"، والعبد المتوكل لا يتعلق قلبه بالأسباب فيهنأ لأنه يعلم أن الله هو النافع الضار وهو وحده المتصرف لشئونه، فلا يخضع إلا إليه ولا يتوجه قلبه إلا إليه، فيخرج من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد. س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟ مناسبة الباب لكتاب التوحيد: الأمن من مكر الله من الكبائر كما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال: " الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله"، فاشتمل الباب على موضوعين هما طرفي نقيض: الأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله. فلاستكمال إيمان العبد وتمام توحيده فإنه يجب عليه تجنب هاتين الخصلتين، فإذا ارتكب معصية بادر بالاستغفار وتعلق قلبه بأن رحمة الله واسعة وأنه غفور رحيم، وإذا أنعم الله عليه بالرزق ورغد العيش وملذات الدنيا أدى واجبه تجاه الله وشكر نعمه مع عدم اعتبار تلك النعم دليلا على رضا الله عنه بل انها استدراج وابتلاء. س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة. قال تعالى في كتابه الحكيم: "ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون" فالقنوط من رحمة الله لا يجوز لأنه سوء ظن بالله من جهتين: 1. طعن في قدرة الله فمن يعلم أن الله على كل شيء قدير لا يستبعد شيئا على قدرة الله. 2. طعن في رحمة الله فمن يعلم أن الله غفور رحيم لا يستبعد أن يشمله الله برحمته ومغفرته ولهذا كان القانط من رحمة الله ضالا كما وصفه الله في الآية. وعلاج القنوط لا يكون إلا بحسن ظن العبد بالله وتغليب جانب الرجاء، ولا ينبغي له إذا وقع في كربة أن يستبعد حصول مطلوبه أو كشف كربه، فالله قادر على كل شيء ينجيه بعمل صالح سابق مثلما حدث ليونس عليه السلام "فلولا أنه كان من المسبحين، للبث في بطنه إلى يوم يبعثون"، أو بعمل لاحق كدعاء الرسول عليه الصلاة والسلام يوم بدر وليلة الأحزاب. س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟ إذا أصاب العبد كربا، ورأى أنه ثقيل عليه ويكره لكنه يتحمله ويصبر وإيمانه بالله وأقداره وحكمته يمنعه من التسخط والجزع، هذا هو مقام الصب وهو واجب، أما مرتبة الرضا وهو أعلى من ذلك وهو أن يكون الأمرا عنده سواء بالنسبة لقضاء الله وقدره، فغذا حصلت له نعمة أو أصابته مصيبة فهو سواء فلتمام رضاه ينظر لكل ما يحدث له على أنه قضاء الله وقدره، ومقام الرضا مستحب. قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "ما يصيب المؤمن من هم ولا غم ولا شيء إلا كفر له به حتى الشوكة يشاكها". س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد. بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله أن الرياء خلق ذميم وهو من أوصاف المنافقين، ورد في الصحيحين أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: "من راءى راءى الله به، ومن سمع سمع الله به"، وعن أبي سعيد مرفوعا: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال" قالوا: بلى، قال: "الشرك الخفي يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه"ِ. فالرياء من الشرك الخفي لأنه لا يعلم بما في القلوب إلا الله ويسمى أيضا شرك السرائر "يوم تبلى السرائر"، وهو من أسباب رد العمل إذا أشرك فيه العامل أحدا غير الله. وهذا من عظم حق الله وأنه لا يجوز لأحد أن يشرك أحدا مع الله في حقه، وبذلك يجتمع في المرائي حبوط عمله وغضب الله عليه أنه أشرك مع الله غيره. وإذا علم خطر الرياء على أعمال العبد وجب عليه مدافعته بالاستعانة بالله وتجديد النية على إخلاص العمل لله وحده لا شريك له، قال بعض السلف: "ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص". |
المجموعة الثانية:
س1: ما معنى نفي الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). النفي الوارد هو لكمال الإيمان الواجب لا لأصله، فالإيمان مراتب وشعاب يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. والدليل: قول سيدنا عمر رضى الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله لأنت أحب إلى من كل شئ إلا من نفسى. فقال صلى الله عليه وسلم: (والذى نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك). فقال عمر: فإنك الآن أحب إليَّ من نفسي! فقال صلى الله عليه وسلم: (الآن يا عمر). س2: ما هي المحبة الشركية؟ هي المحبة التي تشترك بحب الله تعالى، فيحب المرء مع الله غيره ومثالها: شرك المشركين وحبهم لمعبوداتهم كحب الله تعالى من أحجار وأشجار وأوثان وأبقار. قال الله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله). س3: بيّن خطر إرضاء الناس بسخط الله. كل من أرضى الناس بسخط الله يكون ذلك منه إما خوفا منهم ومن أذاهم، فلو خاف الله حق المخافة لما نظر الى رضا الناس فيما يعمل لأن الأصل عنده هو رضى ربه تعالى وإن كره الناس ما يعمل، أو يكون ذلك تملقا لهم ورجاء لما فى أيديهم وهذا علامة ضعف اليقين ونقص الإيمان والتصديق بوعد الله سبحانه به من العزة والنصرة. والدليل: ما ورد في الحديث الشريف عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: (إِنَّ مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللهِ، وَأَنْ تَحْمَدَهُمْ عَلَى رِزْقِ اللهِ، وَأَنْ تَذُّمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللهُ، إِنَّ رِزْقَ اللهِ لاَ يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيصٍ وَلاَ يَرُدُّهُ كَرَاهِيةُ كَارِهٍ). وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ). س4: ما حكم التوكل على غير الله تعالى؟ التوكل على غير الله تعالى نوعان: - التوكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله تعالى: وهذا كمن يتوكل على ميت أو يتوجه إلى ضريح، أو يخنع لصنم أو قبر أو وليّ ويسأله إحياءا أو إماتة أو ولدا مما لا يقدر عليه الا الله تعالى ومن سلك هذا المسلك فقد وقع في الشرك الأكبر. - التوكل في الأسباب الظاهرة والعادية: كمن يتوكل على أمير أو رئيس أو سلطان أو طاغوت دعيّ زنيم في التفريج عن مأسور أو فك مشنوق أو توسعة رزق أو دفع أذى أو رفع عقوبة، فهذا نوع من الشرك الخفي، ويجب على من كان حاله كذلك أن يكون توكله على الله وحده لا شريك له. - الوكالة الجائزة: تكون بتوكل الإنسان على فعل مقدور عليه وله القدرة على إنفاذه، ولكن ليس له أن يتوكل عليه لأن الاصل ألاينصرف التوكل إلا لله وحده تعالى، فكل شئ في الكون يجري وفق تقدير الله تعالى وتدبيره ولا مشيئة إلا لله تعالى. س5: بيّن خطر الأمن من مكر الله تعالى، وأثره السيء على العبد، وكيف يعالج نفسه من يجد فيها شيئاً من ذلك. الأمن من مكر الله تعالى خطر وذنب عظيم فهو ينافي كمال التوحيد الواجب وبنفس الدرجة من ذلك يكون القنوط من رحمة الله تعالى، والمؤمن يسير بين خوف ورجاء، بين رهبة ورغبة لله تعالى. وهذا يعدُّ من أكبر الكبائر والدليل: حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (أَكْبَرُ الكبائِرِ: الإشراكُ باللهِ، والأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ، والقُنُوطُ مِنْ رَحمةِ اللهِ، واليَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ)، وَعَن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ فَقَالَ: (الشِّرْكُ بِاللهِ، وَاليَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، وَالأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ). وأما أثره السيء على العبد: أن يضعف خوف العبد من الله تعالى، وهذا يجعله يتهاون في المعاصي والذنوب ويتكاسل عن الطاعات والعبادات، ونتيجة ذلك نقص الإيمان، لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وعلاج ذلك يكون: بأن يجمع بين الخوف والرجاء فكلاهما عبادة لله تعالى واجتماعهما في القلب واجب. والدليل: قول الله سبحانه وتعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلي ربهم راجعون أولئك يسارعون فى الخيرات وهم لها سابقون). فهذا ميزان العبد في عبادته لله تعالى، فإن كان العبد في جانب الصحة والعافية فعليه أن يغلب جانب الخوف من الله تعالى فلا تغريه صحته وقوته للأمن من مكر الله تعالى. وأما إن كان في حال المرض ودنو الأجل فعليه تغليب جانب الرجاء وحسن الظن بالله تعالى وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يمت أحدكم إلا وهو يُحسِّن الظن بربه تعالى). س6: بيّن معنى الرياء، ودرجاته. تعريف الرياء: إظهار العبادة بقصد أن يراها الناس فيحمدونه عليها من دون الله تعالى. ودرجاته اثنتان: - الرياء المحضّ: كحال المنافقين، قال سبحانه فى وصفهم: (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا). وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر عن مؤمن في العبادات غير المتعدية كالصلاة والصيام، ولكن قد يصدر في العبادات المتعدية كالزكاة الواجبة والحج أي العبادات الظاهرة والمتعدية النفع فالإخلاص فيها عزيز. وهذا العمل حابط وموجب لصاحبه الغضب من الله ومقته. - العمل المختلط: وهو أن يكون العمل لله تعالى ويشركه الرياء. وهو على أقسام: - أن يدخل الرياء على العمل من أصله فيبطله لأنه شرك كما فى حديث شَدَّادِ بنِ أوْسٍ رضي الله عنه مرفوعًا: (مَنْ صَلَّى يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ صَامَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَصَدَّقَ يُرَائِي فَقَدْ أَشْرَكَ، وَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا خَيْرُ قَسِيمٍ لِمَنْ أَشْرَكَ بِي فَمَنْ أَشْرَكَ بِي شَيْئًا فَإِنَّ جَسَدَهُ وَعَمَلَهُ، قَلِيلَهُ وَكَثِيرَهُ لِشَرِيكِهِ الَّذِي أَشْرَكَ بِهِ، أَنَا عَنْهُ غَنِيٌّ). ولحديثُ أبي أمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ. أَرَأَيْتَ رَجُلاً غَزَا يَلْتَمِسُ الأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ شَيْءَ لَهُ). فَأَعَادَهَا عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لاَ شَيْءَ لَهُ). ثُمَّ قَالَ: (إِنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ مِنَ العَمَلِ إِلاَّ مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِي بِهِ وَجْهُهُ). - وأما إن كان أصل العمل لله تعالى ثم طرأ عليه نية الرياء فله تفصيل: فإن كان خاطرا ودفعه فلايضره بلا خلاف، وإن استرسل معه فقد وقع الخلاف هل يحبط عمله أم يجازى على أصل نيته. فقد حكى الإمام أحمد وابن جرير قولا روي عن الحسن البصري وغيره أنه يجازى بنيته الأولى ولا يبطل عمله. ويُسْتَدَلُّ لهذا القولِ بما أخرجهُ أبو داودَ في (مراسيلِهِ) عن عطاءٍ الخُراسانيِّ:أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ. إِنَّ بَنِي سَلِمَةَ كُلَّهم يُقَاتِلُ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُقاتلُ لِلْدُّنْيَا. ومنهم مَنْ يُقَاتِلُ نَجْدةً. وَمِنْهُمْ مَنْ يُقَاتِلُ ابْتِغَاءَ وَجهِ اللهِ؟ قال: (كُلُّهُمْ إِذًَا كَانَ أَصْلُ أَمْرِهِ أَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هَي العُلْيَا). وذكَر ابنُ جريرٍ أنَّ هذا الاختلافَ إنما هو في عملٍ مُرْتَبِطٍ آخرُه بأولهِ، كالصلاةِ والصيامِ والحجِّ، فأمَّا ما لا ارتباطَ فيهِ، كالقراءةِ والذِّكرِ، وإنفاقِ المالِ ونشرِ العلمِ، فإنه يَنْقَطِعُ بنيَّةِ الرِّياءِ الطارِئةِ عليه، ويحتاجُ إلى تجديدِ نِيَّةٍ. وقال بعضهم بل ينقص من العمل بقدر تمكنه من القلب. وأما إن كان العمل عملا خالصا لله فوجد صاحبه أثر ذلك فى قلوب الناس ففرح واستبشر فإن ذلك ليس من الرياء. وفي هذا المعنى جاءَ في حديثِ أبي ذرٍّ رضي الله عنه عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ سُئلَ عن الرجلِ يَعْمَلُ العملَ من الخيرِ، يَحْمَدُه الناسُ عليه، فقالَ:(تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى المُؤْمِنِ). س7: اكتب رسالة قصيرة في بيان أثر التوحيد في الإعانة على الصبر. الصبر قيمة دينية عظيمة يوفى صاحبها أجره من ربه بغير حساب، والصبر مفتاح للفرج، وانتظار الفرج عبادة، والصبر الجميل جزاؤه الجنة، والصبر يكون على أوامر الله وعن معاصيه وعلى الأقدار المؤلمة، ومن يتصبر يصبره الله، والدنيا تؤخذ غلابا بالمصابرة والتصبر، والصبر ثمرته حلوة مهما كان مخاضه صعبا ومؤلما. وقد وَرَدَ في حديثِ سعدٍ رضي الله عنه: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً؟ قَالَ:(الأَنْبِياءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ؛ يُبْتَلى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فإن كانَ في دينِهِ صَلاَبَةٌ اشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى قَدْرِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاَءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلى الأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطيئَةٌ). فبلاء الله تعالى لعباده على قدر إيمانهم وتصديقهم وتوحيدهم بالله تعالى، وما زال العبد يصبر ويتصبر لله تعالى وما زال الله به من زيادة في بلاء حتى يتركه الله تعالى يمشي على الاض وما عليه خطيئة. والعبد يتقلب في بلاء الله تعالى واختباره بالخير والشر هو علي يقين تام ان ذلك من الله ووفق مراد الله تعالى الحكيم الخبير والعليم القدير والعزيز الرحيم. وعن محمودِ بنِ لَبِيدٍ رَفَعَهُ: (إِذَا أَحَبَّ اللهُ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ صَبَرَ فَلَهُ الصَّبْرُ، ومَنْ جَزِعَ فَلَهُ الْجَزَعُ). فاللهم اقبلنا عندك من الصابرين الشاكرين الراضين بما قسمته لنا العاملين عل وفق مرادك. اللهم آمين. |
المجموعة الثانية: س1: ما معنى نفي الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). معنى النفي في هذا الحديث : نفي الإيمان الواجب , والمراد كماله الواجب , ولا يكون النفي للكمال المستحب فإن ذلك لم يقع في كلام الله ولا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم , كما ذكر ذلك شيخ الإسلام , فالعبد لا يحصل كمال الإيمان إلا بمحبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتكون محبته فوق كل المحاب من الوالد والولد والناس أجمعين , وتكون محبته صلى الله عليه وسلم مقدمة على محبة الرجل لنفسه كما في حديث عمر - رضي الله عنه -حينما قال للنبي صلى الله عليه وسلم : لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي , فقال له صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك) ,فقال له عمر : فإنك الأن أحب إلي من نفسي , فقال : ( الأن يا عمر ), فإذا خلا قلب العبد من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك ينفي أصل الإيمان . س2: ما هي المحبة الشركية؟ المحبة الشركية : هي المحبة مع الله عز وجل قال تعالى : ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ) فهؤلاء المشركين اتخذوا شركاء وانداد يساوون الله عز وجل في المحبة , وقد جاء في أحد وجهي التفسير لهذه الآية : أن المشركين يحبون شركائهم كمحبة الله عز وجل فيساوون بين الله وغيره في المحبة , وهذه هي المحبة الشركية . س3: بيّن خطر إرضاء الناس بسخط الله. إن إرضاء الناس بسخط الله عز وجل من موجبات سخط الله على العبد ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس , ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط عليه الله وأسخط عليه الناس ) , فهذا الحديث يبين خطر التماس رضا الناس بسخط الله عز وجل فينبغي على العبد أن يكون خوفه من الله وحده فخوفه من الناس يقدح في هذه العبادة الجليلة وهي عبادة الخوف من الله عز وجل , ولن ينال العبد بهذا الخوف من الناس إلا سخط الله عليه وسخط الناس عليه أيضا , فينبغي على العبد أن يراقب الله عز وجل في كل أعماله ويكون رضا الله هو المطلوب وليس رضا الناس فإن ذلك هو فوز الدنيا و الآخرة . س4: ما حكم التوكل على غير الله تعالى؟ التوكل من العبادات القلبية التي لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل فهي : تفويض العبد ربه في كل أموره قال تعالى : ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) , فجعل شرط الإيمان التوكل على الله , وتقديم الجار والمجرور يفيد الحصر والقصر , فلا تتوكل على أحد سواه سبحانه وتعالى . والتوكل على غير الله ينقسم إلى : 1 - التوكل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله : وهو أن يتوكل على غير الله في جلب الرزق , أو جلب نفع , أو دفع ضر ؛فهذا النوع شرك أكبر مخرج من الملة . 2 - التوكل على غير الله في الأسباب الظاهرة : وهو أن يتوكل على غير الله فيما أقدره الله عليه , مثل أن يتوكل على أمير أو سلطان في جلب منفة , أو دفع أذى , أو رزق ؛ فهذا النوع شرك أصغر, ولهذا منع بعض أهل العلم قول ( توكلت على الله ثم عليك ) قالوا : لأن التوكل عمل قلبي ولا يجوز أن يكون له نصيب من التوكل فالتوكل كله لله وحده . أما النوع الجائز فهو الوكالة : بأن يوكل غيره فيما يقدر عليه نيابة عنه مع تعلق القلب بالله عز وجل والتوكل عليه . س5: بيّن خطر الأمن من مكر الله تعالى، وأثره السيء على العبد، وكيف يعالج نفسه من يجد فيها شيئاً من ذلك. الأمن من مكر الله عز وجل يعد من الأمور الخطيرة التي قد تقدح في توحيد العبد و في عباداته القلبية فقد قال تعالى ( أفامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) فالذي يأمن مكر الله فيه شبه من المشركين وفيه بعض صفاتهم التي وصفهم الله بها في هذه الآية الكريمة , و أيضا الأمن من مكر الله تعد من الكبائر فقد قال صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن الكبائر : ( الشرك بالله , واليأس من روح الله , والأمن من مكر الله ) , بل إن ابن مسعود رضي الله عنه عد الأمن من مكر الله من أكبر الكبائر فقال : ( أكبر الكبائر : الإشراك بالله , الأمن من مكر الله ,...) الحديث. و أثر الأمن من مكر الله على العبد : ذهاب الخوف من قلب العبد فيدفعه ذلك لارتكاب المحرمات , وعدم فعل الطاعات . من يجد شيئا من ذلك في نفسه فيجب عليه أن يعالج نفسه من هذا الأمر ؛ ذلك بإن يقبل على دين الله عز وجل يتعلمه ويعمل به , ويعرف ما لله عز وجل من حقوق عليه فيقوى إيمانه , ويخاف من الله أن يلحق به عقاب دنيوي أو أخروي , وأن يجمع بين الخوف والرجاء فإن ذلك أنفع لقلبه و أصلح لحاله . س6: بيّن معنى الرياء، ودرجاته. معنى الرياء كما عرفه الحافظ ابن حجر :( مشتق من الرؤية و المراد به : إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدون صاحبها ) . درجاته : 1 - الرياء المحض : وهو حال المنافقين قال تعالى : ( و إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) , وهؤلاء أعمالهم حابطة وهم في الدرك الأسفل من النار . 2 - الرياء في أصل العمل : وهو أن يقصد بالعمل مراءاة الناس , ولا يقصد وجه الله , فهذا العمل باطل , وهو شرك بالله عز وجل . 3 - أن يكون الرياء مشاركا للعبادة في أثنائها : وفي هذه الحالة يكون العمل في أوله لله عز وجل ثم ثم يطرأ عليه الرياء أثناءها ؛ فإذا كانت العبادة لا ينبني آخرها على أولها فأولها صحيح , وما خالطه الرياء باطل , أما إذا لم ينبني أولها على آخرها ؛ فإن دافع هذا الرياء , ولم يسكن إليه فهذا لا يؤثر على العمل , أما إذا استرسل مع الرياء ولم يدافعه واطمئن له فإن عمله حابط . 4 - أن يطرأ الرياء بعد انقضاء العبادة : فهذا لا يؤثر على العمل . س7: اكتب رسالة قصيرة في بيان أثر التوحيد في الإعانة على الصبر. إن للتوحيد أثرا عظيما في حياة العبد فالتوحيد يعين العبد على الصبر على ما قدره الله عليه من الأمور في حياته قال تعالى :( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) فالذي يؤمن بالله عز وجل يجعل قلبه مطمئنا لما يحصل له لأنه يعلم أن ذلك من عند ربه فيصبر عليه و لا يجزع و لا يتشكى , وقال علي - رضي الله عنه - : ( إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ) ثم رفع صوته فقال :( ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ) فدل ذلك على أن للإيمان أثر جليل في إعانة العبد على الصبر وذلك لأن الصبر يعد بمنزلة الرأس من الجسد في الإيمان فلا يستطيع أحد أن يعيش بلا رأس , والذي يفقد الصبر يفقد الإيمان فكلاهما متلازم , وعدم الصبر قد يؤدي بالعبد إلى أن يتبرأ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية ) فمن كان قلبه عامرا بالتوحيد فلن يذهب لهذه الأفعال التي توجب تبرؤ النبي صلى الله عليه وسلم منه , فمن كمال توحيده أن يصبر على المقدور فلا يشق جيبا ولا يلطم خدا ولا يدعوا بدعوى الجاهلية , وأيضا عدم الصبر قد يؤدي بالعبد إلى الكفر فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب , والنياحة على الميت ) فالنياحة على الميت تكون بسبب عدم الصبر وعدم وجود القوة الإيمانية في القلب فيؤدي ذلك بالعبد إلى الكفر , أما إن كان العبد قوي الإيمان فإنه يصبر على ما قدره الله عليه . والله أعلم |
تقويم مجلس مذاكرة القسم السابع من كتاب التوحيد أحسنتم جميعا نفعكم الله بالعلم ونفع بكم. المجموعة الأولى: هدى هاشم أ+ أحسنتِ جدا نفع الله بك. س7: اختصرتِ. المجموعة الثانية: محمد بشار أ+ أحسنت جدا نفع الله بك. س3: التركيز على ذكر خطورة هذا الأمر مما ورد في الحديث. صلاح الدين محمد أ+ أحسنت جدا نفع الله بك. |
المجموعة الثانية: س1: ما معنى نفي الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). معنى نفي الإيمان في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) هو كمال الايمان الواجب وهذا كما في حديث عمر رضي الله عنه لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم أنت أحب إلي من كل شئ إلا من نفسي فقال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ) فقال عمر الآن أنت أحب إلي من نفسي فقال الآن يا عمر . فالمقصود هو نفي الكمال الواجب إلا إذا خلا القلب من محبة النبي صلى الله عليه وسلم مطلقا فيكون إذا نفي لأصل الإيمان س2: ما هي المحبة الشركية ؟ المحبة الشركية هي المحبة مع الله تعالى أي محبة العبادة والتعظيم والتذلل يتقربون إلى آلهتهم رغبا ورهبا وإجلالا لهم فيجعلون محبتهم لآلهتهم مثل محبة الله تعالى أو مثل محبة المؤمنين لله رب العالمين . س3: بيّن خطر إرضاء الناس بسخط الله. أن الذي يرضي الناس بسخط الله تعالى هذا مؤمن بقدر الله تعالى وخلقه وتدبيره فمن أرضى الناس بسخط الله لم يكن موقنا لا بوعده ولا برزقه وإرضاؤه للناس في سخط الله تعالى يكون خوفا منهم ورجاء لهم وهذا يحمل الإنسان على أمرين : الأول :إما أن يميل إلى ما في أيدي الناس فيترك القيام بأمر الله تعالى لأنه يرجوهم من دون الله الثاني : إما ضعف تصديقه بما وعد الله من النصر والتأييد والثواب الدنيوي و الأخروي فإن أرضى العبد ربه في سخط الناس كفاه و وقاه ونصره وأعزه في الدنيا والآخرة س4: ما حكم التوكل على غير الله تعالى؟ إن عبادة التوكل على الله تعالى عبادة قلبية فما توكل على الله أحد وخاب والمتوكل على غير الله تعالى خاسر خائب وهذا له حالان ك الحال الأولى : أن يتوكل على غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى فهذا توكل العبادة وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر كمن يتوكل على المخلوق في مغفرة الذنوب ومن يتوكل على المخلوق لتحصيل الخيرات الأخروية أو الدنيوية كطلب الولد أو الوظيفة ومثل ما يفعله عباد القبور والموتى فإنهم يتوكلون عليهم ويتقربون إليهم بقلوبهم وما أشبه ذلك . الحال الثانية : أن يتوكل على المخلوق فيما أقدره الله تعالى عليه فهذا شرك أصغر لأن المخلوق لا يقدر على شئ استقلالا وإنما هو سبب فالتوكل عبادة محضة لهذا قال بعض أهل العلم من قال ( توكلت على الله وعليك ) فقد أشرك شركا أصغر فهو عبادة محضة فلا تصرف إلا لله تعالى س5: بيّن خطر الأمن من مكر الله تعالى، وأثره السيء على العبد، وكيف يعالج نفسه من يجد فيها شيئاً من ذلك. إن خطر الأمن من مكر الله تعالى يجعل العبد في غرور وفي غفلة مما يستوجب عدم الخوف من الله تعالى يورث العبد الإعراض عن دين الله رب العالمين ويورثه الغفلة عن الله تعالى وعن حقوقه سبحانه وتعالى , ويورث العبد الجهل والعجب بالنفس وبالغرور بالعمل الذي يقوم به العبد وهذا يسبب أثرا سيئا في نفس العبد يعالج نفسه من يجد فيها شيئاً من الأمن من مكر الله تعالى أن يتوب ويؤب إلى الله تعالى ويدعو الله تعالى أن يرفع عنه هذا الظن السئ وأن يترك الغرور والغفلة وعجب بالنفس ويعلق قلبه بالله رب العالمين س6: بيّن معنى الرياء، ودرجاته. الرياء من الرؤية البصرية وهو عمل العبادة لكي يرى أنه يعمل مثل الصلاة وتلاوة القرءان وما أشبه ذلك لا لطلب ما عند الله ولكن لأجل أن يراه النس فيثنوا عليه . ودرجاته : هو على درجتين الأولى ك رياء المنافقين : بأن يظهر الإسلام ويبطن الكفر لأجل رؤية الناس وهذا مناف لأصل التوحيد فهو كفر أكبر لهذا وصفهم لله تعالى ( يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) ولقوله صلى الله عليه وسلم ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ) الدرجة الثانية : أن يكون أصل العبادة لله ولكن خلط عمله بالرياء كمن يحسن عبادته لأجل أحد من الناس . س7: اكتب رسالة قصيرة في بيان أثر التوحيد في الإعانة على الصبر. إن التوحيد شأنه عظيم فبه يورَث العبد الإخلاصَ لله رب العالمين فيقوم بقلبه أعمال ومنازل منها منزلة الصبر والصبر أجره عظيم عند الله تعالى فقد قال تعالى عنه ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وبشرهم ربنا تعالى بالجنة فقال ( وبشر الصابرين ) ولما كمل توحيد الأنبياء والمرسلين تحلوا بعبادة الصبر فأمر رسوله و المؤمنين بالصبر فقال ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) وقال ( واصبر إن العاقبة للمتقين ) وموسى لما جزع قومه بين لهم أن جزاء الصبر أن العزة في الدنيا والآخرة قال ( وقال موسى لقومه اصبروا إن الأرض لله ) وقال يوسف لإخوته ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) وقال نبينا للمرأة التي تصرع ( اصبري ولك الجنة ) وقال لأصحابه ( اصبروا إن الأمر قريب ) وقال ( اصبروا حتى تلقوني على الحوض ) فإن التوحيد يجعل العبد يصبر بجميع أنواع الصبر : فيصبر على طاعة الله , ويصبر عن معصية الله , ويصبر على أقدار الله تعالى المؤلمة لذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم أكمل الناس صبرا لأنه كان أكثر الناس توحيدا فكان يقول ( أوذيت في الله وما أوذي في الله أحد مثلي ) فالصبر مر مذاقه لكن عقباه أحلى من العسل . |
اقتباس:
الدرجة : ب+ تم خصم نصف درجة للتأخير. |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين", فنفى كمال الإيمان الواجب عمن لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ولده, ووالده, والناس أجمعين, بل وأكثر من نفسه؛ قال عمر رضي الله عنه: لأنت يا رسول الله أحب إلى من كل شيء إلا نفسي, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده, حتى أكون أحب إليك من نفسك", فقال عمر: فإنك الآن أحب إلي من نفسي, فقال: "الآن يا عمر". ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم, محبة في الله, لأنها موصلة إلى محبة الله جل وعلا, وتابعة لها ولازمة. وليست المحبة قولا باللسان وفقط, وإنما طاعة واتباع, فلقد نفى الله تعالى الإيمان عمن تولى عن طاعة الله ورسوله؛ فقال: (ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين). ولابد لهذه المحبة أن تقدم على محبة من سواها من الخلق, وأن تحرك القلب والجوارح إلى طاعة الله ورسوله, وطلب الآخرة. س2: فسّر قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} وبيّن مناسبته لكتاب التوحيد. -يقول تعالى: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه): أي يخوفوكم أولياءه, أي أن الشيطان يخوف أهل التوحيد من أعدائهم أولياء الشيطان. (فلا تخافوهم وخافون): أي يا من آمنتم بي, لا تخافون منهم, وإنما اقصروا خوفكم على الخوف مني, فلا تخافون إلا أنا. (إن كنتم مؤمنين): أي فإن أخلصتم لي العبادة – ومنها الخوف مني – فهذه علامة إيمانكم بي. -والخوف من غير الله: شركي وهو خوف السر, ومحرم, وطبيعي وهو مباح. -ومناسبة الآية لكتاب التوحيد: أن الخوف عبادة لله تعالى, من العبادات القلبية التي يجب أن تكون خالصة لله وحده, وتكميلها تكميل للتوحيد, والنقص فيها نقص في كمال التوحيد. س3: بيّن معنى التوكل وحكمه وثمرته. التوكل في الشرع: هو عمل قلبي, يعني تفويض الأمور إلى الله تعالى, ثقة وإيمانا بأن الأمر كله لله, فيلجأ المؤمن دائما إلى ربه متوكلا عليه, مع الأخذ بالأسباب التي شرعها الله تعالى لعباده, وعدم التواكل على الله, فترك الأخذ بالأسباب ينافي حقيقة التوكل. حكمه: التوكل على الله فريضة من الفرائض, وواجب من الواجبات, وقد قال تعالى: (وعلى الله فتوكلوا). والتوكل على غير الله: -إذا كان فيما لا يقدر عليه غير الله, فهو شرك أكبر. -إذا كان فيما يقدر عليه المخلوق, فهو شرك أصغر. ثمرته: -إذا حقق العبد التوكل على ربه, فإن الله هو حسبه, يكفيه بتوكله عليه؛ قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه). -أن الله تعالى يجعل للمتوكل عليه يسرا من أمره, مهما كان الأمر عظيما, ويجعل له من كل ضيق مخرجا, وهذا من ثمرة التوكل وفضله, كما فعل الله تعالى مع ابراهيم عليه السلام حين نجاه من النار, وكما فعل مع محمد عليه الصلاة والسلام, حين قالوا له: (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل), ولذلك جاء في الحديث: (إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل). س4: ما مناسبة باب قول الله تعالى: {أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون} لكتاب التوحيد؟ الأمن من مكر الله ناتج عن عدم الخوف منه سبحانه, وفي ذلك ذنب من أعظم الذنوب, وهو مناف لكمال التوحيد, كذلك الأمر بالنسبة للقنوط من رحمة الله, فإن العبد لابد أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء, فيغلب الخوف في حال والرجاء في آخر. س5: بيّن خطر القنوط من رحمة الله وأثره السيء على نفس العبد، وبيّن علاج القنوط بدلالة الكتاب والسنة. القنوط هو استبعاد الفرج واليأس منه, بل هو أشد اليأس, وفي ذلك إثم عظيم, وكبيرة من أكبر الكبائر, ولذلك فالقانط من رحمة الله على خطر عظيم, وتوحيده غير مكتمل, بل هو على ضلال؛ قال الله تعالى: (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون), ومعنى ذلك أن صفة المتقين والمهتدين أنهم لا يقنطون من رحمة ربهم. علاجه: -على العبد أن يحسن الظن بربه, ففي الحديث القدسي: (يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي), وهو الذي يقبل التوبة عن عبادة ويعف عن سيئاتهم, ولذلك أمر الله عباده مهما أسرفوا في الذنوب, ألا ييأسوا من رحمته, فقال: (قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله). -فليصبر العبد على ما أصابه, ويتذكر الأجر الذي ينتظره, فيسير العبد إلى الله بجناحي الخوف والرجاء, في غير قنوط, ولا أمن من مكر الله. -وفي الحديث أن الكبائر: (الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله). س6: ما الفرق بين الصبر والرضا؟ الصبر في اللغة هو الحبس. وفي الشرع: هو حبس اللسان عن التشكي, وحبس القلب عن التسخط, وحبس الجوارح إظهار السخط بأي صورة. والصبر ثلاثة أقسام: - صبر على الطاعة. - وصبر عن المعصية. - وصبر على أقدار الله المؤلمة. والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد؛ لأن من لا يصبر يفوته أكثر الإيمان. أما الرضا: فهو أن يسلم العبد أمره لله, مع إحسان الظن والثقة بقضاء الله وفعله, والرغبة في ثوابه, وقد يجد لذلك راحة في صدره. وقد وصف الله نفسه بالرضا فقال: (رضي الله عنهم ورضوا عنه). وكيف لا يرضى العبد, وهذا القدر إنما هو راجع إلى فعل الله تعالى وعلمه, وهذا الفعل والعلم, له حكمة يعلمها الله – وإن جهلها العبد, بل على العبد أن يرضى: -بقدر الله الذي هو فعله. -ويرضى بفعل الله. -ويرضى بحكمة الله. -ويرضى بما قسم الله, فهذا الرضى بما قسمه الله واجب من الواجبات, وتركه محرم، ومنافٍ لكمال التوحيد. والرضا بالمصيبة في نفسها مستحب، وليس واجباً على العباد,وهو رتبه الخاصة من عباد الله, س7: اكتب رسالة قصيرة في التحذير من الرياء وبيان خطره وكيف ينجو منه العبد. إن الإخلاص لله تعالى أساس الدين, وروح التوحيد, فإذا قصد العبد بعمله كله وجه ربه, وطمع في ثوابه وفضله, فأخلص لله دينه, ولم يبتغ رياء ولا سمعة, تم إيمانه وتوحيده. وإن من أعظم ما يقدح في الإِخلاصِ والتوحيدِ, مراءاة الناس, والعمل لأجل الدنيا. ولذلك حذر الله ورسوله من الرياء؛ فقد ورد في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك, من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه), فكما أن الله سبحانه لا إله إلا هو, فكذلك يجب أن تكون العبادة خالصة له وحده. وقد يكون الرياء محضا كحال المنافق, وقد يكون العمل لله ولغيره فيبطله كله, أو ينقص من أجره ما لم يدفعه عن نفسه, ويخلص لله العبادة. ولذلك كان خوف النبي منه على أمته, أكبر من المسيح الدجال: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟", قالوا: بلى. قال: "الشرك الخفي؛ يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل". والرياء يحتاج إلى علاجٍ شديد وتمرين النفس على الإخلاص ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء والأغراض الضارة والاستعانَة بالله على دفْعها، لعل الله يخلص إيمان العبد ويحقق توحيده. نسأل الله العفو والعافية. |
اقتباس:
الدرجة : أ تم خصم نصف درجة للتأخير |
الساعة الآن 02:15 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir