المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الحزب 59
مجلس مذاكرة تفسير سور التكوير والانفطار والمطففين 1. (سؤال عامّ لجميع الطلاب) استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}. 2. أجب على إحدى المجموعات التالية: المجموعة الأولى: 2. حرّر القول في كل من: أ: المراد بالخنّس الجوار الكنّس. ب: المراد بانكدار النجوم. 3. بيّن ما يلي: أ: خطر الذنوب والمعاصي. ب: حسن عاقبة الصبر. المجموعة الثانية: 1. حرّر القول في كل من: أ: المراد بسجّين. ب: المراد بتسجير البحار. 3. بيّن ما يلي: أ: دلائل حفظ الله تعالى للقرآن. ب: القراءات في قوله تعالى: {وإذا الموؤودة سئلت . بأي ذنب قتلت} ومعنى الآية على كل قراءة. المجموعة الثالثة: 2. حرّر القول في كل من: أ: المراد بتزويج النفوس. ب: المراد بعليّين. 3. بيّن ما يلي: أ: ما أعدّه الله تعالى من العذاب للكفار والعصاة. ب: المراد بالتطفيف وحكمه، وما يستفاد من الآيات الواردة في شأنه. المجموعة الرابعة: 2. حرّر القول في كل من: أ: المراد بالعشار، ومعنى تعطيلها. ب: المراد بتكوير الشمس. 3. بيّن ما يلي: أ: ما أعدّه الله من النعيم للمؤمنين. ب: ما يفيده قوله تعالى: {وما أرسلوا عليهم حافظين}. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم. |
1. (سؤال عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}. الأولى: الاغترار بالرب يفضي إلى عدم الشكر على نعمه تعالى. والتهديد الذي يفيده الاستفهام يرشدني إلى عدم الاغترار بالله ويحثني إلى شكره وعبادته سبحانه. الثانية: الإضافة في قوله تعالى: {بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} والتعبير بضمير المخاطب يرشد كل إنسان إلى التفكر في ربوبية الله العامة ما تكون سببا لربوبية الخاصة. الثالثة: تفسير السلف لـ {ما غرك} بأنه الجهل يدلني على أن الجهل من أعظم أسباب الشقاوة. وهذا زادني نشاطا وحرصا في طلب العلم. الرابعة: التكذيب بيوم الدين سبب للمعاصي، وهذا أيضا يدل على فضل العلم حيث يفضي إلى اليقين والتصديق بآيات الله والعمل بما أمره تعالى. الخامسة: المعرفة بأن علينا الحافظين الذين يكتبون أعمالنا ذكرني مراقبة الله تعالى ما يشوق إلى الإحسان والإصلاح واجتناب النواهي. المجموعة الرابعة: 2. حرّر القول في كل من: أ: المراد بالعشار، ومعنى تعطيلها. الأقوال الواردة في المراد بالعشار: الأول: أنها عشار الإبل، ذكره ابن كثير عن عكرمة ومجاهد. وذكر هذا القول السعدي والأشقر. وذكر ابن كثير أيضا أن هذا القول رجحه القرطبي في تفسيره. و عشار الإبل هي النوقُ التي تتبعُهَا أولادُهَا، أو النُّوقُ الحواملُ التي قد وصلت في حملها إلى الشّهر العاشر، ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. الثاني: أنّها السّحاب تعطّل عن المسير بين السّماء والأرض لخراب الدّنيا. الثالث : أنّها الأرض التي تعشّر. الرابع: أنّها الدّيار التي كانت تسكن تعطّلت لذهاب أهلها. والأقوال الثلاثة الأخيرة نقلها ابن كثير عن القرطبي وقال بعد ذلك بأن لا يعرف عن السلف والأئمّة سوى القول بأن المراد بالعشار هنا هي الإبل. الأقوال الواردة في معنى تعطيل الإبل: الأول: أنها تركت وسيّبت، ذكره ابن كثير عن مجاهد. الثاني: معناه: أهملها أهلها، ذكره ابن كثير عن أبيّ بن كعبٍ والضّحّاك. الثالث: لم تحلب ولم تصرّ، تخلّى منها أربابها، ذكره ابن كثير عن الرّبيع بن خثيم. الرابع: أنها تركت لا راعي لها، ذكره ابن كثير عن الضّحّاك. وهذه المعاني متقاربة – كما قاله ابن كثير- ولو اختلفت العبارات قليلا، والمعنى في كل ذلك: أنها تركت هملاً بلا راع لخوف أهلها من شدة يوم القيامة. وهذا المعنى ذكره أيضا السعدي والأشقر. ب: المراد بتكوير الشمس. الأقوال الواردة في المراد بتكوير الشمس: الأول: يعني: أظلمت، ذكره ابن كثير عن ابن عبّاسٍ. الثاني: ذهبت، ذكره ابن كثير عن ابن عبّاسٍ أيضا. الثالث: اضمحلّت وذهبت، ذكره ابن كثير عن مجاهد والضّحّاك. الرابع: ذهب ضوؤها، قاله قتادة كما ذكره ابن كثير. الخامس: غوّرت، قاله سعيد بن جبيرٍ كما ذكره ابن كثير. السادس: يعني: رمي بها، ذكره ابن كثير عن الرّبيع بن خثيم. السابع: ألقيت، ذكره ابن كثير عن أبي صالحٍ. الثامن: نكّست عن أبي صالحٍ أيضاً كما ذكره ابن كثير. التاسع: تقع في الأرض، ذكره ابن كثير عن زيد بن أسلم. العاشر: تجمعُ وتلفُّ، وتكوّر مثل شكل الكرة، ذكر هذا القول ابن كثير عن ابن جرير الذي رجحه بدليل أصل اللفظ في اللغة، وبه قال السعدي والأشقر. عن ابن عبّاسٍ: {إذا الشّمس كوّرت} قال: "يكوّر اللّه الشّمس والقمر والنّجوم يوم القيامة في البحر، ويبعث اللّه ريحاً دبوراً فتضرمها ناراً". رواه ابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير ونسب بعد ذلك هذا القول إلى عامر الشعبي. وذكر أيضا ما رواه البخاريّ في الصّحيح عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "الشّمس والقمر يكوّران يوم القيامة". وهذه الأقوال متلازمة ومتقاربة، بل بعضها يتفق في المعنى تماما وإن اختلفت العبارات. 3. بيّن ما يلي: أ: ما أعدّه الله من النعيم للمؤمنين. أخبر سبحانه أنه أعد لعباده الأبرار المطيعين لأوامره تعالى ما لا يقادر قدره، ويدخلهم الجنات، هم فيها جالسون على الأَسِرَّة الَّتِي فِي الحِجَالِ، ناظيرين في ملكهم وما أعطاهم اللّه من الخير والفضل الّذي لا ينقضي ولا يبيد ما تكسب وجوههم نوراً وحسناً وبهجةً، شاربين من الرحيق الذي هو خمر من الجنّة وهو منْ أطيبِ ما يكونُ منَ الأشربةِ وألذِّها إذ لا غِشَّ فِيهِ وَلا شَيْءَ يُفْسِدُهُ، وأعظم هذه النعم هو النظر إلى وجه الله جل جلاله. ب: ما يفيده قوله تعالى: {وما أرسلوا عليهم حافظين}. يفيد قوله تعالى هذا عدم تكلف الكفار بمراقبة المؤمنين وما يصدر منهم من الأعمال والأقوال. |
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}. الفوائد الخمسة : 1- حال الإنسان بين الرجاء والخوف ، فالاغترار بلطف الله سبيل إلى التفريط في حقوقه - عز وجل - دلت على ذلك الآية : " يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم " . 2-من نعم الله الظاهرة نعمة الخلق والهيئة الحسنة . 3-قدرة الله لا تحدها حدود ، ودل على ذلك من الأدلة المادية هيئات البشر المتنوعة . 4-التصديق بالحساب وما يتبعه من جزاء وعقاب من أهم الأسباب لاتباع الحق . 5-الإيمان بالملائكة الكرام البررة . المجموعة الثالثة: 2. حرّر القول في كل من: أ: المراد بتزويج النفوس. جاء في تفسير السعدي : ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ أي: قرن كل صاحب عمل مع نظيره، فجَمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحور العين، والكافرون بالشياطين . وجاء في الهداية لمكي بن أبي طالب : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: هو الرجلان (يعملان) بعمل أهل الجنة أو بعمل أهل النار. فَيُقْرَنُ كل شكل بشكله. ودليله قوله: ﴿ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ﴾ [الصافات: ٢٢]، أي: وأشكالهم في الشر. وقال عكرمة: يقرن الرجل الصالح بقرينه الصالح - في الدنيا - في الجنة [ويقرن] الرجل الطالح بقرينه [الطالح] الذي كان يعينه في الدنيا على ذلك في النار، وكذلك تزوج الأنفس. وقيل: معناه أن نفوس المؤمنين تقرن بحور العين. وتقرن نفوس [الكفار] والمنافقين بأنفس الشياطين. وقال الحسن: ﴿زُوِّجَتْ﴾ "ألحق كل امرئ بشيعته". (وقاله قتادة)، (قال): يلحق اليهود باليهود، والنصارى بالنصارى. وقال عكرمة: معناه: وإذا النفوس ردت إلى الأجساد، فتقرن كل نفس بجسدها. وهو قول الشعبي. من القولين السابقين نجد أنهما أتفقا في : - زوجت تدل على القَران : نفوس المؤمنين تقرن بحور العين. وتقرن نفوس [الكفار] والمنافقين بأنفس الشياطين ، وهذا ما قاله السعدي ومن قبله مكي بن أبي طالب . - أو زوجت أيِ المُؤْمِنُ مَعَ المُؤْمِنِ والكافِرُ مَعَ الكافِرِ ، ووافقهم أبو حيان في البحر المحيط . وأضاف مكي : قول الشعبي كما سبق ؛ قرن النفس بالجسد . ب: المراد بعليّين. عند ابن جرير : اختلف أهل التأويل في معنى عليين، فقال بعضهم: هي السماء السابعة ، وقال آخرون: بل العِليُّون: قائمة العرش اليمنى ، وقال آخرون: عند سِدْرَةِ المنتهى . وعند ابن كثير : قَالَ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَمر بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَاف قَالَ: سَأَلَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَعْبًا وَأَنَا حَاضِرٌ عَنْ سِجِّينٍ، قَالَ: هِيَ الْأَرْضُ السَّابِعَةُ، وَفِيهَا أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ. وَسَأَلَهُ عَنْ عِلّيين فَقَالَ: هِيَ السَّمَاءُ السَّابِعَةُ، وَفِيهَا أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ. وَهَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّهَا السَّمَاءُ السَّابِعَةُ. 3. بيّن ما يلي: أ: ما أعدّه الله تعالى من العذاب للكفار والعصاة. ﴿ كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ (١٤) كَلَّاۤ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّمَحۡجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمۡ لَصَالُوا۟ ٱلۡجَحِیمِ (١٦) ﴾ ب: المراد بالتطفيف وحكمه، وما يستفاد من الآيات الواردة في شأنه. جاء في عمدة الحفاظ للسمين الحلبي : قوله تعالى: ﴿ويل للمطففين﴾ [المطففين: ١] هم الذين ينقصون المكيال والميزان. قيل لهم ذلك لأنهم لا يكادون يبخسون الناس إلا الشيء اليسير، وهو الطفيف. وأصله من طفا الماء وهو جانبه. وقيل: من الطفافة وهو ما لا يعتد به. وفي الحديث: ((كلكم بنو آدم طف الصاع)) أي قريب من بعض، لأن طف الصاع قريب من ملئه. وجاء في الجامع للقرطبي : قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْمُطَفِّفُ مَأْخُوذٌ مِنَ الطَّفِيفِ، وَهُوَ الْقَلِيلُ، وَالْمُطَفِّفُ هُوَ الْمُقِلُّ حَقَّ صَاحِبِهِ بِنُقْصَانِهِ عَنِ الْحَقِّ، فِي كَيْلٍ أَوْ وَزْنٍ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: إِنَّمَا قِيلَ لِلْفَاعِلِ مِنْ هَذَا مُطَفِّفٌ، لِأَنَّهُ لَا يَكَادُ يَسْرِقُ مِنَ الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ إِلَّا الشَّيْءَ الطَّفِيفَ الْخَفِيفَ، وَإِنَّمَا أُخِذَ مِنْ طَفَّ الشَّيْءُ وَهُوَ جَانِبُهُ. حكم التطفيف : من كتاب القرطبي : وَقَالَ نَافِعٌ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَمُرُّ بِالْبَائِعِ فَيَقُولُ: أتق الله وأوف الكيل وَالْوَزْنَ بِالْقِسْطِ، فَإِنَّ الْمُطَفِّفِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُوقَفُونَ حَتَّى إِنَّ الْعَرَقَ لَيُلْجِمُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ. الاستفادة : الحرص على إقامة الأمور بابقسط في كل أمورنا مادية كانت أم معنوية ، والابتعاد عن بخس الناس حقوقهم . |
المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير الحزب 59
السؤال الأول : استخرج خمس فوائد سلوكية ، وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } : ١) عدم الاغترار بكرم وستر الله عز وجل ، لما في قوله تعالي { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ } من التهديد. ٢) العمل بشكر الله تعالي أن خلقنا في أحسن تقويم ، وسوانا ، وعدَّلَ خلقتنا ، فهو جل وعلا وحده المستحق للعبادة والشكر. ٣) عدم التكذيب بيوم الدين ، حيث أنَّ التكذيب يحمل على مواجهة الكريم جل وعلا ، ومقابلته بالمعاصي. ٤) الإيمان بالملائكة الكرام ، وَما لهم من صفات ؛ كالكرم ، وَما لهم من الأفعال : كالكتابة والحفظ. ٥) عدم مقابلة الملائكة الحفظة الكرام بالقبائح ، فإنّهم يكتبون جميع أعمالنا ، فاللائقُ بِنَا أنْ نكرمهمْ ونجلهمْ ، ونحترمهمْ. المجموعة الأولى : السؤال الاول : حرّر القول في كلٍّ من : أولاً : المراد بالخنّس الجوار الكنّس : تعددت أقوال السلف وأهل العلم في المراد بالخنس ، وفيما يلي بيان أقوالهم : ١ - قيل هي : النجوم تخنس بالنهار ، فَتَخْتَفِي تَحْتَ ضَوْءِ الشَّمْسِ وَلا تُرَى ، وتظهر بالليل ، أورد ابن كثير هذا القول عنْ عليٍّ رضي الله عنه ، وعَنْ ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي. وقال بعض الأئمّة : إنّما قيل للنّجوم : الخنّس ، أي : في حال طلوعها ، ثمّ هي جوارٍ في فلكها ، وفي حال غيبوبتها يقال لها : كنّسٌ ، من قول العرب : أوى الظّبي إلى كناسه إذا تغيّب فيه. وَالكُنَّسُ مَأْخُوذٌ أيضاً مِنَ الْكِنَاسِ الَّذِي يَخْتَفِي فِيهِ الوَحْشُ ، كما قال الأشقر رحمه الله. ٢ - وقيل هي : النجوم الدراري التي تجري تستقبل المشرق ، أورد هذا القول ابن كثير عن بكر بن عبد الله ، وقًالَ الشيخ السعدي رحمه الله موضحاً ومفصلاً هذا القول : وقيل : هي الكواكبُ التي تخنسُ ، أي : تتأخرُ عن سيرِ الكواكبِ المعتادِ إلى جهةِ المشرقِ ، وهيَ النجومُ السبعةُ السيارةُ : الشمسُ ، والقمر ، والزهرة ، والمشتري ، والمريخ ، وزحلُ ، وعطاردُ ، فهذهِ السبعةُ لها سيرانِ : سيرٌ إلى جهةِ المغربِ معَ باقي الكواكبِ والأفلاكِ ، وسيرٌ معاكسٌ لهذَا منْ جهةِ المشرقِ ، تختصُّ بهِ هذهِ السبعةُ دونَ غيرهَا. فأقسمَ اللهُ بهَا في حالِ خنوسِهَا ، أي : تأخرِهَا ، وفي حالِ جريانِهَا ، وفي حالِ كنوسها ، أي : استتارهَا بالنهارِ ، ويحتملُ أنَّ المرادَ بها جميعُ النجومِ الكواكبُ السيارةُ وغيرهَا. ٣ - وقيل هي : بقر الوحش تكنس إلى الظّلّ ، أورد ابن كثير هذا القول عن عبد الله ، وعن ابن عبّاسٍ ، وكذا قال سعيد بن جبيرٍ. ٤ - وقيل : هي الظباء ، أورد هذا القول ابن كثير عن ابن عبّاسٍ ، وكذا قال سعيدٌ أيضاً ومجاهدٌ والضّحّاك. ٥ - وقال أبو الشّعثاء جابر بن زيدٍ : هي الظّباء والبقر.أورده ابن كثير رحمه الله. تنبيه : قال ابن كثير رحمه الله : وتوقّف ابن جريرٍ في المراد بقوله : { الخنّس الجوار الكنّس}. هل هو النّجوم أوالظّباء وبقر الوحش ؟ قال: ويحتمل أن يكون الجميع مراداً. ثانياً : المراد بانكدار النجوم : للسلف والعلماء رحمهم الله أقوالٌ في المراد بانكدار النجوم ، تدور وتتفق جميعها علي أن المراد بالانكدار : التغير ، وعبَّر كل واحد منهم عن هذا التغير بما يلي : ١ - { وإذا النّجوم انكدرت } ، أي : تغيّرت ، ورد هذا عن ابن عباس كما عند ابن كثير رحمه الله. ٢ - { وإذا النّجوم انكدرت } ، أي : تناثرت ، وانتثرت ، كما قال تعالى : { وإذا الكواكب انتثرت } ، وأصل الانكدار الانصباب ، أورد ابن كثير رحمه الله هذا القول عن قال مجاهدٌ والرّبيع بن خثيمٍ ، والحسن البصريّ ، وأبو صالحٍ ، وحمّاد بن أبي سليمان والضّحّاك ، وأورد ابن كثير رحمه الله قولَ أُبَي بن كعب : ستّ آياتٍ قبل يوم القيامة بينا النّاس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشّمس ، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النّجوم ، فبينما هم كذلك إذ وقعت الجبال على وجه الأرض فتحرّكت واضطربت واختلطت ففزعت الجنّ إلى الإنس والإنس إلى الجنّ واختلطت الدّوابّ والطّير والوحوش فماجوا بعضهم في بعضٍ. ٣ - { وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ } أي : تغيَّرتْ ، وتساقطتْ مِنْ أفلاكِهَا ، وهذا قول الشيخ السعدي رحمه الله. ٤ - { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } أي : طُمِسَ نُورُهَا ، وهذا قول الأشقر رحمه الله. ٥ - وأورد ابن كثير عن ابن أبي حاتم ، بسنده الي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم : { وإذا النّجوم انكدرت } ، قال : (( انكدرت في جهنّم ، وكلّ من عبد من دون اللّه فهو في جهنّم ، إلاّ ما كان من عيسى وأمّه ، ولو رضيا أن يعبدا لدخلاها )). السؤال الثاني : بيّن ما يلي : أولاً : خطر الذنوب والمعاصي : إن للذنوب والمعاصي أثر عظيم في الدنيا والآخرة ، حيث الناظر في كتاب الله يري كيف أهلك الله أقواماً بذنوبهم ، فمن هؤلاء قوم شُعَيْب عليه السلام ، أهلكهم الله وذمهم علي ما كانوا يبخسون الناس في المكيال والميزان ، وتوعد الله عز وجل من يطفف الميزان بالويل ، فَما بالنا بالذي يظلم الناس ويتعدي عليهم في أموالهم وأعراضهم وأنفسهم. ثانياً : حسن عاقبة الصبر : تبين لنا الآيات الأخيرة من سورة المطفّفين ، صورة من صور حسن عاقبة الصبر ، حيث تبين لنا كيف يصبر أهل الإيمان علي أذي أهل الكفر في الدنيا ، وكيف أعقابهم الله في الآخرة بأن ضحك أهل الإيمان ، وشتان بين الحالين. حيث كان الكفار في الدنيا يضحكون من أهل الإيمان ؛ فيسخرون ويستهزئون ويحتقرون المؤمنين ، ويعيرونهم بالإسلام ويعيبونهم به ، كل هذا مع ما أنعم الله عليهم من الملذات والأمن في الدنيا. ثم يوم القيامة يضحك أهل الإيمان عند رؤية أهل الكفر في غمرات العذاب يتقلبون ، وَما أنعم الله به علي أهل الإيمان في الجنان. |
مجلس مذاكرة تفسير سور التكوير والانفطار والمطففين أحسنتما بارك الله فيكما وأحسن إليكما. المجموعة الأولى : أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. - سؤال الفوائد: فاتك كتابة محل الشاهد على الفوائد الأربعة الأخيرة. - سؤال التحرير الأول: وبعد سرد الأقوال جميعا نجد أن الأقوال في هذه المسألة ترجع إلى قولين: 1. النجوم والكواكب. 2. البقر والظباء. وسبب هذا الاختلاف البيّن أن الآية ذكرت أوصافا ولم تعيّن موصوفاتها، فيمكن حملها على كل ما اتّصف بهذا الوصف، فالنجوم تخنس وتجري وتكنس وكذلك الكواكب وكذلك البقر والظباء تختفي من أعدائها وتأوي إلى مكانسها. وهذا شبيه بما درسناه سابقا في الاختلاف في تفسير النازعات ونحوها. - سؤال التحرير الثاني: حاصل الأقوال بعد إيرادها قولان: 1. تناثرها. 2. تغيّرها وذهاب نورها. والقولان متلازمان، فإن تناثر النجوم ينتج عنه تغيّر خصائصها وذهاب نورها. ولكل قول وجه في اللغة، فالقول الأول مأخوذ من الانكدار وهو الانصباب، والقول الثاني مأخوذ من الكدرة. - س3أ : ولا يفوتك ما يسببه الإصرار على كسب الذنوب والمعاصي من الحجب عن الحق بما على قلوبهم من الرين، كما قال تعالى: {كلاّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}. تم خصم نصف درجة على التأخير. المجموعة الرابعة: ذكر في العشار عدة أقوال : القول الأول : عشار الإبل ... قاله عكرمه ومجاهد ورجحه القرطبي في التذكره وأورده عنهم ابن كثير ، كما ذكره السعدي والأشقر . ومعنى تعطيلها : أنها تركت وسيبت ولم تحلب ولم تصرّ ... حاصل ما أورده ابن كثير عن أبيّ ومجاهد والضحاك وعكرمة والربيع بن خثيم . القول الثاني : الأرض التي تعشّر... ذكره ابن كثير عن القرطبي . القول الثالث: الدّيار التي كانت تسكن... ذكره ابن كثير عن القرطبي . ومعنى تعطيلها : تعطّلت لذهاب أهلها . القول الرابع : السّحاب ... ذكره ابن كثير عن القرطبي . |