مجلس أداء التطبيق السادس من تطبيقات دورة مهارات التفسير
|
2. قال ابن عطية: (اختلفت عبارة المفسرين في المراد في هذه الآية بِحَبْلِ اللَّهِ، فقال ابن مسعود: «حبل الله» الجماعة، وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قال فقيل يا رسول الله: وما هذه الواحدة؟ قال فقبض يده وقال: الجماعة وقرأ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً، وقال ابن مسعود في خطبة: عليكم جميعا بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به، وقال قتادة رحمه الله: «حبل الله» الذي أمر بالاعتصام به هو القرآن، وقال السدي: «حبل الله» كتاب الله، وقاله أيضا ابن مسعود والضحاك، وروى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض، وقال أبو العالية: «حبل الله» في هذه الآية هو الإخلاص في التوحيد وقال ابن زيد: «حبل الله» هو الإسلام).
النقول: قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى واعتصموا بحبل الله قال بعهد الله وبأمره). [تفسير عبد الرزاق: 1/129] قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلَا يَزُوغُ فَيُشَعَّبَ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وَلَا يَخْلَقُ عَنْ رَدٍّ، اتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ لِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، لَمْ أَقُلْ لَكُمْ {الم} [البقرة: 1] وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ") [مصنف عبد الرزاق الصنعاني: 3/375 رقم الحديث 6017] قال أبو عُبيد القاسم بن سلاّم الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ ثنا أَبُو الْيَقْظَانِ عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّوْرِيُّ، أَوْ غَيْرُهُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مأْدُبَةُ اللَّهِ تَعَالَى، فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا حَبَلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلَا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلُقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ؛ فَاتْلُوهُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ {الم} وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلَامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ") [كتاب فضائل القرآن للقاسم بن سلام: 49] قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): (حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: نا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الهَجَري، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْهُ شَيْئًا فَلْيَفْعَلْ؛ فَإِنَّهُ حَبْلُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنِ اتَّبعَهُ، وَلَا يَعْوَجُّ فيُقَوَّم، وَلَا يَزِيغُ فيُستَعتَبُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ: (( (الم)) ) . ). ). [سنن سعيد بن منصور:1/43 رقم الحديث 7 قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا} ] - حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، عن جامع بن أبي راشدٍ، عن أبي وائل، عن عبد اللّه - في قوله: {واعتصموا بحبل الله جميعًا} -، قال: حبل الله: القرآن. - حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، قال: نا العوّام، عن الشّعبي، عن ابن مسعودٍ قال: حبل اللّه: هو الجماعة). ). [سنن سعيد بن منصور: 3/1083-1084] قال أحمد بن حنبل (ت: 241هـ): (حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ يَعْنِي إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُلَائِيَّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ: كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ") [مسند أحمد: 17/170 رقم الحديث 11104] قال أبو محمد الدارمي (ت: 255هـ): (حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ، فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنِ اتَّبَعَهُ، لَا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبَ، وَلَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمَ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، فَاتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ {الم} [البقرة: 1]، وَلَكِنْ بِأَلِفٍ، وَلَامٍ، وَمِيمٍ") [سنن الدارمي: 4/89 رقم الحديث 3358] قال أبو محمد الدارمي (ت: 255هـ): (حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: "إِنَّ هَذَا الصِّرَاطَ مُحْتَضَرٌ، تَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ يُنَادُونَ: يَا عَبادَ اللَّهِ، هَذَا الطَّرِيقُ فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ، فَإِنَّ حَبْلَ اللَّهِ الْقُرْآنُ") [سنن الدارمي: 4/90 رقم الحديث 3360] قال محمد بن نصر المروزي (ت: 294هـ): (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، أنبأ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: "الصِّرَاطُ مُحْتَضَرٌ يَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ، يُنَادُونَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلُمَّ، يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلُمَّ، هَذَا الطَّرِيقُ؛ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ، قَالَ: حَبْلُ اللَّهِ هُوَ كِتَابُ اللَّهِ) [السنة للمروزي: 12 رقم الحديث 21] قال محمد بن الضريس (ت: 294هـ): (أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ هَذَا الصِّرَاطَ مُحْتَضَرٌ، تَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا الطَّرِيقُ هَلُمَّ إِلَى الطَّرِيقِ، فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ حَبَلُ اللَّهِ») [كتاب فضائل القرآن لابن الضريس: 50 رقم الحديث 74] قال أبو يعلى الموصلي (ت: 307هـ): (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ") [مسند أبي يعلى الموصلي: 2/303 رقم الحديث 1027] قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة اللّه عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا وكنتم على شفا حفرةٍ من النّار فأنقذكم منها كذلك يبيّن اللّه لكم آياته لعلّكم تهتدون} يعني بذلك جلّ ثناؤه: وتعلّقوا بأسباب اللّه جميعًا. يريد بذلك تعالى ذكره: وتمسّكوا بدين اللّه الّذي أمركم به، وعهده الّذي عهده إليكم في كتابه إليكم من الألفة والاجتماع على كلمة الحقّ والتّسليم لأمر اللّه. وقد دلّلنا فيما مضى قبل على معنى الاعتصام وأمّا الحبل، فإنّه السّبب الّذي يوصل به إلى البغية والحاجة، ولذلك سمّي الأمان حبلاً، لأنّه سببٌ يوصل به إلى زوال الخوف والنّجاة من الجزع والذّعر، ومنه قول أعشى بني ثعلبة: وإذا تجوّزها حبال قبيلةٍ = أخذت من الأخرى إليك حبالها ومنه قول اللّه عزّ وجلّ: {إلاّ بحبلٍ من اللّه وحبلٍ من النّاس}. وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل. ذكر من قال ذلك: - حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، عن الشّعبيّ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ، أنّه قال في قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} قال: الجماعة. - حدّثنا المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن العوّام، عن الشّعبيّ عن عبد اللّه في قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} قال: حبل اللّه: الجماعة. وقال آخرون: عنى بذلك القرآن، والعهد الّذي عهد فيه. ذكر من قال ذلك: - حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} حبل اللّه المتين الّذي أمر أن يعتصم به: هذا القرآن. - حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} قال: بعهد اللّه وأمره. - حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن شقيقٍ، عن عبد اللّه، قال: إنّ الصّراط محتضرٌ تحضره الشّياطين، ينادون: يا عبد اللّه هلمّ هذا الطّريق ليصدّوا عن سبيل اللّه، فاعتصموا بحبل اللّه، فإنّ حبل اللّه هو كتاب اللّه. - حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} أمّا حبل اللّه: فكتاب اللّه. - حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {بحبل اللّه} بعهد اللّه. - حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ: {بحبل اللّه} قال: العهد. - حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ، عن عبد اللّه: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} قال: حبل اللّه القرآن. - حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا أبو زهيرٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} قال: القرآن. - حدّثنا سعيد بن يحيى، قال: حدّثنا أسباط بن محمّدٍ، عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزميّ، عن عطيه عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كتاب اللّه، هو حبل اللّه الممدود من السّماء إلى الأرض وقال آخرون: بل ذلك هو إخلاص التّوحيد للّه. ذكر من قال ذلك: - حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، عن أبي العالية، في قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} يقول: اعتصموا بالإخلاص للّه وحده. - حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} قال: الحبل: الإسلام، وقرأ {ولا تفرّقوا}). [جامع البيان: 5/643-646] قال ابن المنذر (ت: 319هـ): (حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَمَخْلَدُ بْنُ مَالِكٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قوله عَزَّ وَجَلَّ: " {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا} قَالَ: حَبْلُ اللهِ الْقُرْآنُ ") [تفسير ابن المنذر: 1/319 رقم الحديث 772] قال ابن المنذر (ت: 319هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "حَبْلُ اللهِ هُوَ الْجَمَاعَةُ ") [تفسير ابن المنذر: 1/319 رقم الحديث 773] قال ابن المنذر (ت: 319هـ): (حَدَّثَنَا النجار، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد الرزاق، عَنْ معمر، عَنْ قتادة: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا} قَالَ: بعهد الله وأمره) [تفسير ابن المنذر: 1/319 رقم الحديث 774] قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا [الوجه الأول] - حدّثنا الحسن بن عرفة، ثنا يحيى بن اليمان، عن حمزة الزّيّات، عن سعدٍ الطّائيّ، عن ابن أخي الحارث الأعور، عن الحارث، عن عليٍّ قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: كتاب اللّه: هو حبل اللّه المتين الوجه الثّاني: - حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن الأوزاعيّ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: افترقت بنوا إسرائيل على إحدى وسبعين فرقةً، وإنّ أمّتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقةً كلّهم في النّار إلا واحدةً قالوا: يا رسول اللّه: ومن هذه الواحدة؟ قال: الجماعة. قال: فقبض يده ثمّ قال: واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تفرّقوا - حدّثنا عليّ بن إبراهيم الواسطيّ، ثنا يزيد بن هارون، عن إسماعيل، عن الشّعبيّ، عن ثابت بن (قطبة) قال: سمعت عبد اللّه بن مسعودٍ يخطب وهو يقول يا أيّها النّاس عليكم بالطّاعة والجماعة، فإنّهما حبل اللّه الذي أمر به. الوجه الثّالث: - حدّثنا أبي، ثنا أبو سلمة، ثنا مباركٌ يعني ابن فضالة، عن الحسن في قول اللّه عزّ وجلّ واعتصموا بحبل اللّه جميعاً قال: بطاعته. والوجه الرّابع: - حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه عن أبي العالية في قوله: واعتصموا بحبل اللّه جميعاً يقول: اعتصموا بالإخلاص للّه وحده. والوجه الخامس: - حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، أنبأ عبد الرّزّاق ، عن معمرٍ، عن قتادة واعتصموا بحبل اللّه جميعاً قال: بعهد اللّه وبأمره. [تفسير القرآن العظيم: 2/723] قال أبو القاسم الطبراني (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللهِ، فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَهُوَ النُّورُ الْبَيِّنُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمَ، وَلَا يَزُوغُ فَيُسْتَعْتَبَ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلُقُ عَنْ رَدٍّ، اتْلُوهُ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْجُرُكُمْ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، لَمْ أَقُلْ لَكُمْ: الْم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ") [المعجم الكبير: 9/130 رقم الحديث 8646] قال أبو القاسم الطبراني (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءَ، أَنَا زَائِدَةُ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي قُطْبَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: «الْزَمُوا هَذِهِ الْجَمَاعَةَ فَإِنَّهُ حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَإِنَّ مَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ، وَإِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا جَعَلَ لَهُ مُنْتَهًى، وَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ تَمَّ، وَإِنَّهُ صَائِرٌ إِلَى نُقْصَانٍ، وَإِنَّ أَمَارَةَ ذَلِكَ أَنْ يُقْطَعَ الْأَرْحَامُ، وَيُؤْخَذَ الْمَالُ مِنْ غَيْرِ حَقِّهِ، وَتُسْفَكَ الدِّمَاءُ، وَيَشْكِي ذُو الْقَرَابَةِ إِلَى قَرَابَتِهِ لَا يَعُودُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ، وَيَطُوفُ السَّائِلُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ مَا يُوضَعُ فِي يَدِهِ شَيْءٌ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَارَتِ الْأَرْضُ خُوَارَ الْبَقَرِ إِذْ قَذَفَتْ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا فَلَا يُنْتَفَعُ بَعْدَهُ بِذَهَبٍ، وَلَا فِضَّةٍ») [المعجم الكبير: 9/199رقم الحديث 8973] قال أبو القاسم الطبراني (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا هُشَيْمٌ، أَنَا الْعَوَّامُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: «حَبْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ الْجَمَاعَةُ») [المعجم الكبير: 9/212 رقم الحديث 9033] قال أبو القاسم الطبراني (ت: 360هـ): (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ الْمُنْذِرِ الْحِمْصِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصُّورِيُّ، ح وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَا: ثنا عَمْرُو بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا الْفِتَنَ فَعَظَّمَهَا وَشَدَّدَهَا، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الْمَخْرَجُ مِنهَا؟ فَقَالَ: "كِتَابُ اللهِ، فِيهِ حَدِيثُ مَا قَبْلَكُمْ، وَنَبَأُ مَا بَعْدَكُمْ، وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللهُ، وَمَنْ تَتَبَّعَ الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللهُ، هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ، وَالذَّكْرُ الْحَكِيمُ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لَمَّا سَمِعَتْهُ الْجِنُّ قَالَتْ: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1] هُوَ الَّذِي لَا تَخْتَلِفُ بِهِ الْأَلْسُنُ، وَلَا تُخْلِقُهُ كَثْرَةُ الرَّدِّ") [المعجم الكبير: 20/84 رقم الحديث 160] قال ابن بطة العكبري (ت: 387هـ): (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ، قَالَ: ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثنا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهَا حَبْلُ اللَّهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَإِنَّ مَا يَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا يُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا شَيْئًا إِلَّا جَعَلَ لَهُ نِهَايَةً يَنْتَهِي إِلَيْهَا، ثُمَّ يَنْقُصُ، وَيُدْبِرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنْ تَفْشُوَ الْفَاقَةُ، وَتُقْطَعَ الْأَرْحَامُ حَتَّى لَا يَخَافَ الْغَنِيُّ إِلَّا الْفَقْرَ، وَحَتَّى لَا يَجِدُ الْفَقِيرُ مَنْ يَعْطِفُ عَلَيْهِ») [الإبانة الكبرى: 1/297 رقم الحديث 133] قال ابن بطة العكبري (ت: 387هـ): (أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «إِنَّ هَذَا الصِّرَاطَ مُحْتَضَرٌ يَحْتَضِرُهُ الشَّيَاطِينُ يُنَادُونَ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلُمَّ هَذَا الصِّرَاطَ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ، فَإِنَّ حَبْلَ اللَّهِ هُوَ كِتَابُ اللَّهِ» [الإبانة الكبرى: 1/297 رقم الحديث 135] قال أبو عبد الله الحاكم (ت: 405هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ الْفَقِيهُ، ثنا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَاقْبَلُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لَا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبَ، وَلَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلَقُ مِنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، اتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ كُلَّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ وَلَامٌ وَمِيمٌ» . «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِصَالِحِ بْنِ عُمَرَ») [المستدرك على الصحيحين 1/741 رقم الحديث 2040] قال أبو الفضل الرازي (ت: 454هـ): (أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ، نا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّيْبُلِيُّ، نا سَعِيدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَجَامِعٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى " {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ}"، قَالَ: حَبْلُ اللَّهِ الْقُرْآنُ) [كتاب فضائل القرآن وتلاوته للرازي: 72 رقم الحديث 29] قال أبو الفضل الرازي (ت: 454هـ): (حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِأَصْفَهَانَ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّوَّافِ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا ابْنُ عُثْمَانَ الْحَنَفِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ، هُوَ النُّورُ الشَّافِي، وَعِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ، وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلا يَخْلَقُ مِنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، فَاتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ، الم، وَلَكِنْ، بِأَلِفٍ، وَلامٍ، وَمِيمٍ»( [كتاب فضائل القرآن وتلاوته للرازي: 72 رقم الحديث 30] قال أبو الفضل الرازي (ت: 454هـ): (أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ، نا عَليُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «الْقُرْآنُ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ») [كتاب فضائل القرآن وتلاوته للرازي: 72 رقم الحديث 31] قال أبو بكر البيهقي (ت: 458هـ): (أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أبي إِسْحَاقَ، أخبرنا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ يَعْقُوبَ، أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، قَالَ: أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أخبرنا الْأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: "إِنَّ هَذَا الصِّرَاطَ مُحْتَضَرٌ يَحْضُرُهُ الشَّيَاطِينُ يُنَادُونَ يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا الطَّرِيقُ فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ فَإِنَّ حَبْلَ اللهِ الْقُرْآنُ") [شعب الإيمان: 3/397 رقم الحديث 1867] قال الخطيب البغدادي (ت: 463هـ): (وأنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْبَزَّازُ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدَّقَّاقُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ، فَتَعَلَّمُوا مَأْدُبَتَهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ، وَهُوَ النُّورُ الْبَيِّنُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لَا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلَا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ») [كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي: 1/107 رقم الحديث 79] التخريج: بعد نقل أقوال السلف السابقة من كتب التفسير المسندة ودواوين السنة والنظر فيها، يتبين ما يلي: 1- قول ابن مسعود: حبل الله هو الجماعة، رواه سعيد بن منصور في سننه وابن جرير الطبري في تفسيره وابن المنذر في تفسيره والطبراني في المعجم الكبير جميعهم من طريق هشيم، قال: أخبرنا العوّام، عن الشّعبيّ، عن عبد اللّه بن مسعود. 2. والحديث الذي ذكره عن أنس بن مالك، فقد رواه ابن أبي حاتم بقوله: حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن الأوزاعيّ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنس بن مالكٍ قال: (قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: افترقت بنوا إسرائيل على إحدى وسبعين فرقةً، وإنّ أمّتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقةً كلّهم في النّار إلا واحدةً قالوا: يا رسول اللّه: ومن هذه الواحدة؟ قال: الجماعة. قال: فقبض يده ثمّ قال: واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تفرّقوا). 3. وقول ابن مسعود: عليكم جميعا بالطاعة والجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به، رواه ابن أبي حاتم في تفسيره وابن بطة العكبري في الإبانة الكبرى كلاهما من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ عَامِرٍ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّهَا حَبْلُ اللَّهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ»، مع اختلاف رواية ابن أبي حاتم في (فإنهما) مكان (فَإِنَّهَا). 4. وقول قتادة: «حبل الله» الذي أمر بالاعتصام به هو القرآن، فقد بحثت عنه في كتب السنن والتفاسير المسندة فلم أجده إلا عند ابن جرير الطبري بقوله: (حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} حبل اللّه المتين الّذي أمر أن يعتصم به: هذا القرآن). لكن وجدت قول آخر لقتادة أن المراد بحبل الله: بعهد اللّه وبأمره، رواه عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير الطبري في تفسيره وابن المنذر في تفسيره وابن أبي حاتم جميعهم من طريق معمر، عَنْ قتادة. ويحتمل أن يكون قول قتادة (بعهد اللّه وبأمره) قد حصل له بعض التغيير أثناء النقل إلى (هذا القرآن). 5. وقول السدي: «حبل الله» كتاب الله، بعد البحث لم أجده إلا عند ابن جرير الطبري بقوله: (حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} أمّا حبل اللّه: فكتاب اللّه). 6. ونسبة القول لابن مسعود أن المراد بحبل الله هو القرآن هي الأشهر في هذا الباب، فقد رواه عبدالرزاق في مصنفه وأبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن وسعيد بن منصور في سننه والطبراني في المعجم الكبير وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن وتلاوته والحاكم في المستدرك والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع جميعهم من طريق إِبْرَاهِيمَ الْهَجَرِيِّ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، بروايات كثيرة مختلفة الألفاظ متقاربة في المعنى. ورواه الدارمي في سننه والمروزي في السنة وابن الضريس في فضائل القرآن وابن جرير في تفسيره وابن المنذر في تفسيره وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن وتلاوته وابن بطة العكبري في الإبانة الكبرى والبيهقي في شعب الإيمان جميعهم من طريق أَبِي وَائِلٍ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ. 7. وقول الضحاك أن المراد به القرآن، بعد البحث لم أجده إلا عند ابن جرير الطبري بقوله: (حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا أبو زهيرٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} قال: القرآن) 8. أما حديث أبي سعيد الخدري، فقد رواه أحمد بن حنبل في مسنده وأبو يعلى في مسنده، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ: كِتَابُ اللهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ) أما رواية ابن جرير الطبري بسنده (حدّثنا سعيد بن يحيى، قال: حدّثنا أسباط بن محمّدٍ، عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزميّ، عن عطيه عن أبي سعيدٍ الخدريّ) فهي متفقة الألفاظ مع نقل ابن عطية وهي: (كتاب اللّه، هو حبل اللّه الممدود من السّماء إلى الأرض)، وفيها اختلاف يسير عما سبق من الروايات: زيادة (هو) وتعريف (ممدود). 9. وقول أبو العالية أن «حبل الله» في هذه الآية هو الإخلاص في التوحيد، فقد رواه ابن جرير الطبري في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره مع اختلاف يسير في السند وهو: زيادة الربيع عند ابن جرير. 10. وقول ابن زيد: «حبل الله» هو الإسلام، فبعد البحث لم أجده إلا عند ابن جرير الطبري بقوله: (حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {واعتصموا بحبل اللّه جميعًا} قال: الحبل: الإسلام، وقرأ {ولا تفرّقوا}). يظهر فيما نقلنا عن السلف والمفسرين: أن ابن عطية نقل عن ابن جرير ما ذكر عن أقوال السلف والتابعين في معنى الآية كما هي، وهي مما يحتاج إلى دراسة أسانيده بدقة وعناية قبل الحكم على النسبة لهم، فقد تكون هذه الروايات في التفاسير المفقودة، وقد لا تصح. |
قال ابن الجوزي: (قوله تعالى: {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} فيه سبعة أقوال:
أحدها: خافوا ربهم، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. والثاني: أنابوا إلى ربهم، رواه العوفي عن ابن عباس. والثالث: ثابوا إِلى ربهم، قاله قتادة. والرابع: اطمأنوا، قاله مجاهد. والخامس: أخلصوا، قاله مقاتل. والسادس: تخشَّعوا لربهم، قاله الفراء. والسابع: تواضعوا لربهم، قاله ابن قتيبة). ........................................ الدراسة: أولا: رواية أبي طلحة عن ابن عباس: "خافوا ربهم" قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): " حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله: (وأخبتوا إلى ربهم)، يقول: خافوا". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290). قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): " حدثنا أبي ثنا أبو صالح كاتب الليث، ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: "وأخبتوا يقول: خافوا". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2019). ثانيا: رواية العوفي عن ابن عباس: " أنابوا إلى ربهم" . قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال حدثني عمي قال، حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم) ، قال: الإخبات، الإنابة". قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):: حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: "(وأخبتوا إلى ربهم) ، يقول: وأنابوا إلى ربهم" تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 289). قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدثنا أبي، ثنا هشام بن خالد، ثنا شعيب بن إسحاق، عن سعيد، عن قتادة، قوله: "أخبتوا إلى ربهم يقول وأنابوا إلى ربهم". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2020). ثالثا: قول قتادة: ثابوا إِلى ربهم. قال جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ): "ثابوا إِلى ربهم، قاله قتادة" زاد المسير في علم التفسير (2/ 367). رابعا: قول مجاهد: اطمأنوا. قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى وحدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وأخبتوا إلى ربهم) ، قال: اطمأنوا". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290). قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290). وقالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ):: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله". تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290). قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): "حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وأخبتوا إلى ربهم قال: اطمأنوا". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2019). قال أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَمَذَانِيِّ ( ت: 352): أنبأ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، نا إِبْرَاهِيمُ، ثنا آدَمُ، ثنا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [هود: 23] يَقُولُ: اطْمَأَنُّوا" تفسير مجاهد (ص: 386). خامسا: قول مقاتل: "أخلصوا. قال مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى (ت: 150هـ): "{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} يعني وأخلصوا إلى ربهم" تفسير مقاتل بن سليمان (2/ 278). سادسا: قول الفراء "تخشَّعوا لربهم" قال أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ) عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [هود: 23] , قَالَ: «الْإِخْبَاتُ التَّخَشُّعُ , وَالتَّوَاضُعُ" تفسير عبد الرزاق (2/ 186) قال: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ) "وقوله: {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} معناهُ: تَخْشَعوا لربِّهم وإلى ربِّهم. معاني القرآن للفراء (2/ 9). قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وأخبتوا إليهم ربهم) ، "الإخبات"، التخشُّع والتواضع". قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة المعاني، وإن اختلفت ألفاظها، لأن الإنابة إلى الله من خوف الله، ومن الخشوع والتواضع لله بالطاعة، والطمأنينة إليه من الخشوع له، غير أن نفس "الإخبات"، عند العرب: الخشوع والتواضع. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290). سابعا: قول قتيبة: تواضعوا لربهم. قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ): "{وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} أي: تواضعوا لربهم. وَالإخْبَاتُ: التواضع والوقار". غريب القرآن لابن قتيبة ت أحمد صقر (ص: 202). قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وأخبتوا إليهم ربهم) ، "الإخبات"، التخشُّع والتواضع". قال أبو جعفر: وهذه الأقوال متقاربة المعاني، وإن اختلفت ألفاظها، لأن الإنابة إلى الله من خوف الله، ومن الخشوع والتواضع لله بالطاعة، والطمأنينة إليه من الخشوع له، غير أن نفس "الإخبات"، عند العرب: الخشوع والتواضع. تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (15/ 290). قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدثنا أبي، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، "وأخبتوا قال: الإخبات: الخشوع والتواضع". تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2020). التخريج: أما القول الأول: وهي رواية أبي طلحة عن ابن عباس: "خافوا ربهم" فقد رواه ابن جرير في تفسيره عن علي عن ابن عباس، ورواه ابن أبي حاتم عن أبي طلحة عن ابن عباس. أما القول الثاني: وهي رواية العوفي عن ابن عباس: " أنابوا إلى ربهم" فقد رواه ابن جرير الطبري عن عبد الله بن عباس، وراه هو وابن ابي حاتم من طريق سعيد عن قتادة. أما القول الثالث: قول قتادة: ثابوا إِلى ربهم. فلم أجد له ذكرا في الكتب المسندة ولا الناقلة. أما القول الرابع: وهو قول مجاهد: اطمأنوا، فقد رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم وأبو القاسم عبد الرحمن الهمذاني عن أبي نجيح عن مجاهد، ورواه ابن جرير الطبري عن جريج عن مجاهد. أما القول الخامس: وهو قول مقاتل: "أخلصوا. فلم أجد له ذكرا في الكتب المسندة ووجدت له ذكرا في الكتب الناقلة، فذكره ابن أبي زمنين في تفسيره حيث قال:{وأخبتوا إِلَى رَبهم} أَي: أنابوا مُخلصين" (2/ 285)، والماوردي في النكت والعيون حيث قال في تفسيرها: "أنابوا إلى ربهم قاله مقاتل (2/465). أما القول السادس: وهو قول الفراء "تخشَّعوا لربهم" فقد رواه كلا من عبد الرزاق الصنعاني وابن جرير الطبري في تفسيريهما من طريق معمر عن قتادة. أما القول السابع: وهو قول قتيبة: تواضعوا لربهم، فقد رواه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما من طريق معمر عن قتادة. |
تقويم أداء التطبيق السادس من المهارات المتقدمة في التفسير: أحسنتم جميعًا، بارك الله فيكم ونفع بكم. ملحوظات عامة: - طريقة العرض والتعبير عن الجواب واسعة، لكن أفضل العرض بطريقة الأقوال: مثلا التطبيق الأول: القول الأول: دائمًا: قول ابن عباس أخرجه فلان ... قول قتادة أخرجه فلان . القول الثاني : واجب ، قاله ابن عباس وأخرجه فلان .. القول الثالث: ... وهكذا ... وحتى عند وضع النقول أفضل تصنيفها بنفس الطريقة، وهذا يفيدكم بإذن الله كثيرًا عند تحرير الأقوال في التطبيق السابع والثامن وييسر عليكم كثيرًا. - المطلوب في هذا التطبيق هو معرفة أصل نسبة القول للسلف، وذلك بالبحث في الكتب المسندة وتخريج أقوال المفسرين، أما التحقق من هذه النسبة والحكم على الأثر بالصحة والضعف فلهذا دورة مستقلة بإذن الله. هيثم محمد: أ+ أحسنت، وتميزت، بارك الله فيك ونفع بك. وأرجو قراءة التعليق العام؛ فتنظيم الأقوال بداية ييسر عليك بإذن الله مرحلة التحرير العلمي. |
اقتباس:
المطلوب هنا هو معرفة أصل نسبة هذه الأقوال التي ذكرها ابن عطية، لمن نسبها إليهم من السلف، وذلك بالبحث في الكتب المسندة، ومعرفة الأسانيد، ثم تحديد مخرج الأثر، وأصل الإسناد ومن ثم الطرق التي روي بها هذا الأثر. مثلا: قول ابن عباس: خافوا. نقله ابن عطية بدون إسناد ؟ ونريد معرفة أصل هذه النسبة إلى ابن عباس، وقد أحسنتِ البحث في الكتب المسندة مثل تفسير الطبري وابن أبي حاتم، وستلاحظين أعلاه تلويني لقدر من الإسناد باللون الأحمر. هذا القدر = أصل الإسناد. وأبو صالح، وهو نفسه عبد الله بن صالح، هو الراوي الذي تدور عليه الأسانيد، يعني ما قبله مختلف، واتفق الإسناد بعده. إذن أبو صالح = مخرج الأثر. إذا أردنا التخريج سنقول: أما قول ابن عباس أنها بمعنى " خافوا " فقد رواه ابن جرير وابن أبي حاتم الرازي في تفسيريهما من طريق عبد الله بن صالح عن معاوية عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. - القول الثالث لقتادة، أنتِ نقلتِ عن ابن الجوزي نسبة هذا القول لقتادة، لكن تفسير ابن الجوزي من الكتب الناقلة مثل ابن عطية، وأتعجب من قولك: اقتباس:
وما أردت توضيحه في مثل هذه الحالة إذا لم تستطيعي معرفة أصل النسبة، فنبحث في الأقوال الأخرى لقتادة، لعله حصل تحريف لقوله، أو تصحيف عند نقله في الكتب. مثلا تجدين أنه قال : " أنابوا إلى ربهم " فيحتمل أنه حصل خطأ في الكتابة عند نقل هذا القول، أو أنهم نقلوه بالمعنى. فنقول عند التخريج: وأما قول قتادة " ثابوا إلى ربهم " فلم أجده بهذا اللفظ في الكتب المسندة ولا البديلة، وإنما روي عنه القول " .... "، إذا رواه عنه فلان وفلان، من طريق فلان ..... ويحتمل أن القول " ثابوا " روي بالمعنى أو حصل تصحيف أثناء النقل. - قول مجاهد: اقتباس:
رواه ابن جرير الطبري قال: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد به. - قول مقاتل مذكور في تفسيره فهذا يكفي، وهو مسند وإسناده مذكور في مقدمته. - قول الفراء وقتيبة، يكفي التحقق من وجود القول في كتبهم، ولا يلزمكِ البحث عمن قال مثلها من السلف. فنقول أما قول الفراء فقد ذكره في كتابه " معاني القرآن ". التقويم: ب زادكِ الله توفيقًا وإحسانًا وسدادًا. |
قال ابن كثير: ({وله الدين واصبا} قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وميمون بن مهران، والسدي، وقتادة، وغير واحد: أي دائما.
وعن ابن عباس أيضا: واجبا. وقال مجاهد: خالصا، أي: له العبادة وحده ممن في السماوات والأرض، كقوله: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} هذا على قول ابن عباس وعكرمة، فيكون من باب الخبر، وأما على قول مجاهد فإنه يكون من باب الطلب، أي: ارهبوا أن تشركوا به شيئا، وأخلصوا له الطلب، كما في قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص}.) أولاً: ذكر النقول القول الأول: دائماً: قول ابن عباس أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا ") [جامع البيان: 14/246-250] قول مجاهد أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا ") [جامع البيان: 14/246-250] قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص واصبا يعني دائما). [تفسير مجاهد: 348] قول عكرمة أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، قال: " دائمًا ") [جامع البيان: 14/246-250] قول ميمون بن مهران قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا} سعيد عن قتادة، قال: دائمًا. جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران، قال: دائمًا. وهو تفسير مجاهدٍ.) [تفسير القرآن العظيم: 1/68] قول السدي قال محمد عطا يوسف الجامع لكتاب السدي الكبير: (أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال في قوله تعالى: (واصباً) أي: دائماً) (تفسير السدي الكبير: 1/327) وأشير إلى تفسير القرآن العظيم لأبن أبي حاتم كمصدر له وهو مفقود فيما يتعلق بتفسير سورة النمل، وإن صح نسبته إليه فإن اسناده للسدي قد يكون كما ذكر ابن أبي حاتم في مقدمته: (وما ذكرنا فيه عن السدي بلا إسناد فهو ما : حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي .)، والله أعلم. قول قتادة قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا} سعيد عن قتادة، قال: دائمًا) [تفسير القرآن العظيم: 1/68] ذكره عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وله الدين واصبا قال دائما ألا ترى أنه يقول ولهم عذاب واصب أي دائم). [تفسير عبد الرزاق: 1/357] أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وله الدّين واصبًا} أي دائمًا، فإنّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئًا من خلقه إلاّ عبده، طائعًا أو كارهًا " - حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {واصبًا} قال: " دائمًا، ألا ترى أنّه يقول: {عذابٌ واصبٌ} أي دائمٌ؟ ") [جامع البيان: 14/246-250] القول الثاني: واجباً قول ابن عباس أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " واجبًا ") [جامع البيان: 14/246-250] القول الثالث: خالصاً قول مجاهد أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :( وكان مجاهدٌ يقول: " معنى الدّين في هذا الموضع: الإخلاص " وقد ذكرنا معنى الدّين في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " الإخلاص " - حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: " الدّين: الإخلاص ") [جامع البيان: 14/246-250] قول قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص واصبا يعني دائما). [تفسير مجاهد: 348] ثانياً: التخريج: أورد ابن كثير في معنى (واصباً) ثلاث أقوال: القول الأول: دائماً، نقله عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وميمون بن مهران والسدي وقتادة. 1. قول ابن عباس رواه ابن جرير الطبري في تفسيره بسنده فقال: حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ. 2. قول مجاهد رواه ابن جرير والهمذاني في تفسيريهما، واتفقت أحد طرق روايات الطبري مع رواية الهمذاني والتي هي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد. أما الطريق الأخر لابن جرير الطبري فهي من طريق القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ. 3. قول عكرمة رواه ابن جرير من طريقين مختلفين، أولهما طريق إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة. والآخر طريق ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة. 4. قول ميمون بن مهران رواه يحيى بن سلام البصري من طريقه عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران. 5. قول السدي أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره المفقود، وقد وجدته في تفسير السدي الكبير المجموع، وإن صحة نسبته لابن أبي حاتم فقد ذكر اسناد ما يرويه عن السدي بلا اسناد في مقدمته وهو حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد بن طلحة ثنا أسباط عن السدي، والله أعلم إن كان رواه بلا اسناد أو مع إسناده. 6. قول قتادة رواه يحيى بن سلام البصري وعبد الرزاق الصنعاني وابن جرير الطبري من طريقين: الأول من طريق سعيد عن قتادة، وهو ما رواه يحيى بن سلام وأحد روايات الطبري، ولكن في رواية الطبري زيادة وهي: (فإنّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئًا من خلقه إلاّ عبده، طائعًا أو كارهًا) الثاني من طريق معمر عن قتادة، وهو ما رواه عبد الرزاق والرواية الأخرى للطبري، مع زيادة في رواية عبد الرزاق وهي (ولهم) في الآية. القول الثاني: واجباً وقد نقله عن ابن عباس وهذا القول رواه ابن جرير من طريق أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ. القول الثالث: خالصاً وقد نقله عن مجاهد وقد روى هذا القول ابن جرير الطبري والهمذاني، ووافقت أحد طرق الطبري طريق الهمذاني وهي طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وأما الطريق الآخر لابن جرير فهو من طريق القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ. وبالتمعن في قول مجاهد يظهر لنا أن مقصود مجاهد من خالصاً أي: الدين، فهو فسر الدين بالإخلاص، ولم يفسر واصباً بالإخلاص، بل فسره ب(دائماً) كما في الروايات السابق ذكرها عند ذكر القول الأول، ويؤكد هذا ما رواه الهمذاني فهو جامع لقول مجاهد في معنى الدين ومعنى واصباً في رواية واحدة، ولعل هذا الأمر لتبس على ابن كثير فاعتقد بأنه قول آخر وقام بتوجيه الأقوال، والمعنى الذي ذكره من أنه من باب الطلب وأنه يلزم الإخلاص في الدين قد تأكد في آيات أخرى غير هذه الآية. |
اختر تطبيقا واحداً من التطبيقات التالية، وخرّج أقوال المفسّرين المذكورة فيه:
1. قال ابن كثير: ({وله الدين واصبا} قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وميمون بن مهران، والسدي، وقتادة، وغير واحد: أي دائما. وعن ابن عباس أيضا: واجبا. وقال مجاهد: خالصا، أي: له العبادة وحده ممن في السماوات والأرض، كقوله: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} هذا على قول ابن عباس وعكرمة، فيكون من باب الخبر، وأما على قول مجاهد فإنه يكون من باب الطلب، أي: ارهبوا أن تشركوا به شيئا، وأخلصوا له الطلب، كما في قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص} ). أولا: قول ابن عباس: قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " - حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " واجبًا " جامع البيان: 14/246-250] قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وله الدين واصبا} قال: دائما). [الدر المنثور: 9/61] قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير عن ابن عباس في قوله: {وله الدين واصبا} قال: واجبا). [الدر المنثور: 9/61] قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {وله الدين واصبا} ما الواصب قال: الدائم، قال فيه أمية بن أبي الصلت: وله الدين واصبا وله * الملك وحمد له على كل حال). [الدر المنثور: 9/61] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا} روى عكرمة عن ابن عباس قال واجبا). [معاني القرآن: 4/73-71] قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : ( وهذا كثير، وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- أيضا: الواصب: الواجب، وهذا نحو قوله: {الواصب}: الدائم. [المحرر الوجيز: 5/368] ثانيا: قول مجاهد: قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : - حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " - حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " وكان مجاهدٌ يقول: " معنى الدّين في هذا الموضع: الإخلاص " وقد ذكرنا معنى الدّين في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته - حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " الإخلاص " - حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: " الدّين: الإخلاص " ). [جامع البيان: 14/246-250] قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص واصبا يعني دائما). [تفسير مجاهد: 348] قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {وله الدين واصبا} قال: {الدين} الإخلاص {واصبا} دائما). [الدر المنثور: 9/60] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وروى ابن جريج عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص والواصب الدائم وهذا هو المعروف في اللغة يقال وصب يصب وصوبا إذا دام والدين الطاعة والمعنى أن كل من يطاع تزول طاعته بهلاك أو زوال إلا الله جل وعز). [معاني القرآن: 4/73-71] ثالثا: قول عكرمة: - قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " - حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، قال: " دائمًا " جامع البيان: 14/246-250] رابعا: قول ميمون بن مهران: قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا} وروى معمر عن قتادة وله الدين واصبا قال دائما ألا تسمع إلى قوله: {ولهم عذاب واصب} أي دائم وكذا قال ميمون بن مهران ). [معاني القرآن: 4/73-71] خامسا: قول السدي: أخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال في قوله تعالى: "واصبا" أي: دائما. (تفسير القرآن العظيم: 2/ 572) سادسا: قول قتادة: قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وله الدين واصبا قال دائما ألا ترى أنه يقول ولهم عذاب واصب أي دائم). [تفسير عبد الرزاق: 1/357] قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : - حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وله الدّين واصبًا} أي دائمًا، فإنّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئًا من خلقه إلاّ عبده، طائعًا أو كارهًا " - حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {واصبًا} قال: " دائمًا، ألا ترى أنّه يقول: {عذابٌ واصبٌ} أي دائمٌ؟ " جامع البيان: 14/246-250] التخريج: يتبين لنا من خلال هذا العرض أن لابن عباس رضي الله عنهما روايتان في تفسير الواصب: الأولى: الدائم كما رواه عنه أبو نضرة وابن أبي حاتم وابن الأنباري الثانية: الواجب كما رواه عنه عكرمة وابن جرير وتفسير مجاهد للواصب بـ الدائم أيضا كما رواه ابن نجيح وابن جريج وابن أبي حاتم. قال الطبري رحمه الله: وكان مجاهدٌ يقول: " معنى الدّين في هذا الموضع: الإخلاص" من هنا يتبين لنا علة التفسير الذي رواه عنه ابن كثير بأن الواصب هو الإخلاص، بينما الإخلاص تفسير للدين لا للواصب، ولعل الأمر اشتبه عليه رحمه الله وأعلى منزله. وتفسير عكرمة للواصب بـ الدائم أيضا من طريق أبي حصين ويعلى بن النعمان، وكذا قال السدي فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم، وكذا قال ميمون بن مهران كما رواه النحاس في معاني القرآن، وكذا قال قتادة فيما رواه عنه معمر وسعيد. |
اقتباس:
لابد من معرفة طبقات الإسناد، معرفة أوله ومنتهاه، ومعرفة أصل الإسناد، ومخرجه، وفي الدرس بعض الإشارات لذلك، وكذا في تصحيحي للأخت وفاء هنا : http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...58&postcount=5 لكن ربما تحتاجين الاطلاع على أحد المتون وبعض الشروح في هذا الأمر ليتضح، ولعلكِ تتواصلين مع المشرفات في مجموعة الواتس ليساعدوكِ في هذا الأمر. فقولكِ : اقتباس:
لكن إن طبقنا على نقول ابن جرير نقول: وأما قول مجاهد فقد أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريقين، أحدهما من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، والآخر رواه ابن جرير عن القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ به. حيث أن الطريق الثاني لم يرد إلا من طريق واحد فذكرناه كاملا. باقي التطبيق به أخطاء أيضًا، لكن لابد من معرفة سبب الخطأ أولا لمعرفة طريق معالجته هل قرأتِ الدرس بتأن؟ هل التزمتِ بالخطوات الموضحة؟ أم أن المشكلة في الحاجة لتأسيس في بعض علوم الحديث؟ للأسف أختي، يلزمكِ إعادة التطبيق بعد الوصول لأصل المشكلة ومعالجتها، وللأسف أيضًا لا يمكن تصحيح التطبيق السابع والثامن لأنهما يعتمدان اعتمادًا كليا على التطبيق الرابع والخامس، ويعتمدان كذلك على إتقان التخريج، فستحتاجين إعادتهما لكن بعد إعادة التطبيقات السابقة، وتصحيحها. وهذه الدورة أساسية لكل طالب علم تفسير ولابد من إتقانها لجميع الطلاب الذين سيتخرجون من المستوى الخامس، لذا تساهلنا في فتح مدة أداء التطبيقات مقابل أن يتقن الطالب العمل. وفقكِ الله وسددكِ. |
اقتباس:
التقويم: أ أحسنتِ جدًا، بارك الله فيك ونفع بك، آسف لخصم نصف درجة للتأخير. |
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن كثير: ({وله الدين واصبا} قال ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وميمون بن مهران، والسدي، وقتادة، وغير واحد: أي دائما. وعن ابن عباس أيضا: واجبا. وقال مجاهد: خالصا، أي: له العبادة وحده ممن في السماوات والأرض، كقوله: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} هذا على قول ابن عباس وعكرمة، فيكون من باب الخبر، وأما على قول مجاهد فإنه يكون من باب الطلب، أي: ارهبوا أن تشركوا به شيئا، وأخلصوا له الطلب، كما في قوله تعالى: {ألا لله الدين الخالص} ). أولا: ذكر الأقوال: القول الأول : دائما : ورد عن ابن عبّاسٍ قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا، أفغير اللّه تتّقون}. حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " ورد عن مجاهد قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا، أفغير اللّه تتّقون}. - حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " - حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص واصبا يعني دائما). [تفسير مجاهد: 348]. ورد عن عكرمة قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا، أفغير اللّه تتّقون}. - حدّثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي حصينٍ، عن عكرمة، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا " - حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، قال: " دائمًا " ورد عن مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قال يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة، التيمي بالولاء، من تيم ربيعة، البصري ثم الإفريقي القيرواني (ت: 200هـ) : قَوْلُهُ: {وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} [النحل: 52] سَعِيد، عَن قَتَادَةَ، قَالَ: دَائِمًا. عن جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: دَائِمًا. وَهُوَ تَفْسِيرُ مُجَاهِدٍ. (تفسير يحيى بن سلام 1/68) ورد عن قَتَادَةَ قال يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة، التيمي بالولاء، من تيم ربيعة، البصري ثم الإفريقي القيرواني (ت: 200هـ) : قَوْلُهُ: {وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} [النحل: 52] سَعِيد، عَن قَتَادَةَ، قَالَ: دَائِمًا. قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وله الدين واصبا قال دائما ألا ترى أنه يقول ولهم عذاب واصب أي دائم). [تفسير عبد الرزاق: 1/357] قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا، أفغير اللّه تتّقون}. - حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وله الدّين واصبًا} أي دائمًا، فإنّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئًا من خلقه إلاّ عبده، طائعًا أو كارهًا " - حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {واصبًا} قال: " دائمًا، ألا ترى أنّه يقول: {عذابٌ واصبٌ} أي دائمٌ؟ " قال أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد (ت: 338هـ) : وقوله جل وعز وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا : وروى معمر عن قتادة وله الدين واصبا قال دائما ألا تسمع الى قوله ولهم عذاب واصب أي دائم وكذا قال ميمون بن مهران (معاني القرآن للنحاس 4/71-72) ورد عن آخرين قال أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (ت: 207هـ): وقوله: وَلَهُ الدِّينُ واصِباً معناهُ: دائمًا. (معاني القرآن للفراء 2/104) قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {وسبلا لعلكم تهتدون} قال: الطّرق {وله الدّين واصبًا} قال: دائما [الآية: 15، 52]). [تفسير الثوري: 165] . قال أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت: 276هـ) : {وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} أي: دائما. والدين: الطاعة. يريد: أنه ليس من أَحَدٍ يُدَانُ له ويطاع إلا انقطع ذلك عنه بزوال أو هلكة، غير الله. فإن الطاعة تدوم له. (غريب القرآن لابن قتيبة 1/243) قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وله ما في السّموات والأرض وله الدّين واصبًا، أفغير اللّه تتّقون}. - حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عبدة، وأبو معاوية، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا ". - حدّثني المثنّى قال: أخبرنا عمرو بن عونٍ قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك مثله - حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " دائمًا والواصب: الدّائم ".( جامع البيان246/14-250) القول الثاني: واجبا ورد عن ابن عباس - قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وله الدّين واصبًا} قال: " واجبًا " قال أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد (ت: 338هـ) : وقوله جل وعز وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا : روى عكرمة عن ابن عباس قال واجبا (معاني القرآن للنحاس 4/71-72) القول الثالث: خالصا قال أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (ت: 207هـ): يُقال: وَصَبَ يَصِب: دام. ويُقال: خالِصًا. (معاني القرآن للفراء 2/104) ورد عن مجاهد - قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " الإخلاص " - حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: " الدّين: الإخلاص " [جامع البيان: 14/246-250] قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص واصبا يعني دائما). قال أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد (ت: 338هـ) : وقوله جل وعز وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا : وروى ابن جريج عن مجاهد وله الدين واصبا قال الإخلاص (معاني القرآن للنحاس 4/71-72) ثانيا :تخريج الأقوال ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره أقوالا ثلاثة في المراد بقوله تعالى: {وله الدين واصبا}: القول الأول: دائما. أورده عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وميمون بن مهران، والسدي، وقتادة، وغير واحد. 1-أما قول ابن عباس: فقد رواه الطَّبَرِيُّ عن ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن الأغرّ بن الصّبّاح، عن خليفة بن حصينٍ، عن أبي نضرة، عن ابن عبّاسٍ . 2- وروى قول مجاهد : الطبري بسنده فقال: حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحرث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ. ورواه عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ بقوله: (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح وروى الطبري بسنده أيضا عن القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ. 3- روى قول عكرمة : الطبري بقوله: حدّثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريكٌ، عن أبي حصينٍ وبقوله: حدّثنا ابن وكيعٍ قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان 4- روى قول ميمون بن مهران: يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة، التيمي بالولاء، من تيم ربيعة، البصري ثم الإفريقي القيرواني بسنده عن جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ. 5- لم أجد قول السدي 6- روى قول قتادة: -يحيى بن سلام بن أبي ثعلبة، التيمي بالولاء، من تيم ربيعة، البصري ثم الإفريقي القيرواني عن سَعِيد، عَن قَتَادَةَ. -عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ عن معمر عن قتادة -أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، بزيادة :" فإنّ اللّه تبارك وتعالى لم يدع شيئًا من خلقه إلاّ عبده، طائعًا أو كارهًا " وعنه عن محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ عن قتادة. -أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد عن معمر عن قتادة. وروي هذا القول كذلك عن سفيان الثوري والضحاك وابن زيد ، وقال به الفراء وابن قتيبة القول الثاني : واجبا رواه الطبري والنحاس عن عكرمة، وأورده الطبري بسنده عن أبي كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن قيسٍ، عن يعلى بن النّعمان، عن عكرمة. القول الثالث :خالصا رواه الطبري بسنده عن محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، وحدّثني المثنّى، قال: أخبرنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ ورواه بسنده أيضا عن القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ. ورواه النحاس أيضا عن ابن جريج. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات |
اقتباس:
أحسنتِ توزيع النقول على الأقوال، وما زلنا بحاجة لأمرين حتى نحسن هذا التطبيق: 1. تعيين أصل الإسناد ومن ثم مخرج الأثر. 2. تمييز صحة نسبة الأقوال لقائليها. وسأبين لكِ الأمرين بإذن الله من خلال هذا التعليق: اقتباس:
وفي المقابل يمكننا تتبع الطرق في أكثر من كتاب فلا نجد سوى طريق واحد للقول، أو نجد عدة طرق مختلفة إلى مجاهد؛ حينئذ نذكر الأسانيد كاملة، إذا لم يمكنك التعرف على إسناد النسخة التفسيرية التي يروي منها المفسّر المسنِد. هنا نقول: أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال: .... وما حصل في تخريجك أنك ذكرتِ الأسانيد كاملة في كل الأحوال دون تمييز وهذا لا يصح، وها قد رأيت تخريج مسألة واحدة كيف طال بكِ؛ فكيف إن كان مطلوبًا منكِ تفسير آية كاملة مع مراعاة هذه القواعد؟ - ومخرج الأثر ليس بالضرورة ما يسبق منتهى الإسناد براو أو راويين، وإنما نعينه بتتبع الأسانيد، وأذكر هذه الملحوظة تعليقًا على تلوينك لبعض الأسماء أعلاه. النقطة الثانية: تمييز صحة نسبة الأقوال لقائليها. ابن كثير نسب لمجاهد أنه فسر " واصبًا " بمعنى خالصًا. وفيما نقلتيه: " مجاهدٍ: {وله الدّين واصبًا} قال: " الإخلاص ". وكلاهما مختلف، وإذا رجعتِ لنقول أخرى عن مجاهد ستجدين أن مراد مجاهد هنا ليس تفسير " واصبًا " وإنما تفسير " الدين " فأرجو مراجعة ذلك في بقية النقول، وتأمل طريقة الشيخ هنا في التعبير عن مثل هذه الحالة - نقلا عن التطبيق المذكور في الدرس الثامن من دورة المهارات المتقدمة في التفسير - اقتباس:
وبمعرفة تاريخ وفاته وعمره، وتاريخ وفاة عكرمة ومعمر يمكنك تمييز أنه لم يلقاهم؛ فما ذكره في معاني القرآن ليس بإسناده إليهم، فلا يصح قول:" رواه النحاس" وإنما يعد هنا مصدر ناقل فنقول " ذكره النحاس". أرجو إعادة التطبيق وفق الملحوظات السابقة - بما فيها الملحوظات الموجودة داخل الاقتباس أعلاه - وإذا لم يتضح لكِ أي نقطة لا تترددي في السؤال عنها؛ فإتقان هذه المهارة مهم جدًا في كل الأعمال القادمة بإذن الله. وأنتِ مخيرة بين إعادة ذات التطبيق أو عمل تطبيق آخر، وإن كنت أنصحك في كل الأحوال أن تقومي بحل التطبيقات الأخرى ومقارنتها بزملائك كمزيد تدريب، ولكن تفعلين هذا بعد اعتماد التصحيح النهائي لتطبيقك بإذن الله. وفقكِ الله وسددكِ. |
أداء التطبيق السادس
قال ابن الجوزي: (قوله تعالى: {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} فيه سبعة أقوال:
أحدها: خافوا ربهم، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس. والثاني: أنابوا إلى ربهم، رواه العوفي عن ابن عباس. والثالث: ثابوا إِلى ربهم، قاله قتادة. والرابع: اطمأنوا، قاله مجاهد. والخامس: أخلصوا، قاله مقاتل. والسادس: تخشَّعوا لربهم، قاله الفراء. والسابع: تواضعوا لربهم، قاله ابن قتيبة). 1) قول ابن عباس: - قال ابن جرير الطبري (ت: 310ه): حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال حدثني عمي قال، حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم) ، قال: "الإخبات"، الإنابة. وحدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس في قوله: (وأخبتوا إلى ربهم) ، يقول: خافوا. جامع البيان (15/ 289) - قال ابن أبي حاتم (ت 327ه): وبه، عن ابن عباس قوله: وأخبتوا يقول: خافوا. تفسير ابن أبي حاتم (6/ 2019) - وقال السيوطي (ت 911ه): أخرج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله {وأخبتوا} قَالَ: خَافُوا. وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: الإِخبات الإِنابة. الدر المنثور في التفسير بالمأثور (4/ 414) 2) قتادة: - قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ (ت: 211هـ): عَنْ مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} [هود: 23] , قَالَ: «الْإِخْبَاتُ التَّخَشُّعُ , وَالتَّوَاضُعُ» تفسير عبد الرزاق بن همام الصنعاني (2/ 186) - وقال الطبري (ت 310ه): حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وأخبتوا إلى ربهم) ، يقول: وأنابوا إلى ربهم حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: (وأخبتوا إليهم ربهم) ، "الإخبات"، التخشع والتواضع. جامع البيان (15/ 289) - وقال ابن أبي حاتم (ت 327ه): - حدثنا أبي، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، وأخبتوا قال: الإخبات: الخشوع والتواضع. تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2019) - وقال السيوطي (ت 911ه): وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ: الإِخبات الْخُشُوع والتواضع. الدر المنثور في التفسير بالمأثور (4/ 414). 3) مجاهد: قال مجاهد (ت 104ه)أنبأ عبد الرحمن، نا إبراهيم، ثنا آدم، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {وأخبتوا إلى ربهم} [هود: 23] يقول: «اطمأنوا». تفسير مجاهد (ص: 386) قال الطبري (ت 310ه): حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى وحدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الله، عن ورقاء = عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (وأخبتوا إلى ربهم) ، قال: اطمأنوا. جامع البيان (15/ 289) قال ابن أبي حاتم (ت 327ه): حدثنا حجاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: وأخبتوا إلى ربهم قال: اطمأنوا. تفسير ابن أبي حاتم - محققا (6/ 2019) قال السيوطي (ت 911ه): وَأخرج ابْن جرير وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ {وأخبتوا إِلَى رَبهم} قَالَ: اطمأنوا إِلَى رَبهم. الدر المنثور في التفسير بالمأثور (4/ 414) 4) مقاتل: قال مقاتل بن سليمان (ت 150ه): "ثم أخبر عن المؤمنين وما أعد لهم فقال: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم يعني وأخلصوا إلى ربهم" تفسير مقاتل بن سليمان (2/ 278) 5) الفراء: قال أبو زكريا الفراء (ت 207ه) "وقوله: وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ [23] . معناهُ: تَخْشَعوا لربِّهم وإلى ربِّهم. وربَّما جعلت العرب (إلى) فِي موضع اللام. معاني القرآن للفراء (2/ 9) وقال: "ومعنى الإخبات الخشوع" معاني القرآن للفراء (2/ 10) 6) ابن قتيبة: قال بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ):"وأخبتوا إلى ربهم أي تواضعوا لربهم. والإخبات: التواضع والوقار. غريب القرآن لابن قتيبة (ص: 176) الدراسة والتخريج: 1) لابن عباس قولين في معنى الإخبات: القول الأول: أخرجه ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم عن طريق معاوية، عن علي، عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله {وأخبتوا} قَالَ: خَافُوا. القول الثاني: أخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ: الإِخبات الإِنابة. 2) وقول قتادة أخرجه عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وابن أبي حاتم عَنْ طريق مَعْمَرٍ , عَنْ قَتَادَةَ , أن معنى الْإِخْبَاتُ التخشع والتواضع. وأخرج ابن جرير قول آخر لقتادة عن طريق يزيد عن سعيد عن معنى قوله: {و أخبتوا إلى ربهم} أي أنابوا إلى ربهم. 3) وقول مجاهد أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم عن طريق ابن أبي نجيح عَن مُجَاهِد في قوله {وأخبتوا إِلَى رَبهم} قَالَ: اطمأنوا إِلَى رَبهم. 4) وذكر مقاتل بن سليمان في تفسيره في معنى قوله: {وأخبتوا إلى ربهم} يعني وأخلصوا إلى ربهم. 5) ومعنى الإخبات عند الفراء هو الخشوع، أي تَخْشَعوا لربِّهم وإلى ربِّهم. 6) ذكر ابن قتيبة الدينوري أن المراد بالإخبات: التواضع والوقار. قال أبو جعفر "الطبري": وهذه الأقوال متقاربة المعاني، وإن اختلفت ألفاظها، لأن الإنابة إلى الله من خوف الله، ومن الخشوع والتواضع لله بالطاعة، والطمأنينة إليه من الخشوع له، غير أن نفس "الإخبات"، عند العرب: الخشوع والتواضع. |
اقتباس:
التقويم: ب+ أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بك خُصمت نصف درجة للتأخير. زادكِ الله توفيقًا وسدادًا. |
الساعة الآن 01:56 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir