معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   فتاوى السيوطي (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=315)
-   -   أسئلة في الفاتحة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=6713)

علي بن عمر 9 جمادى الأولى 1431هـ/22-04-2010م 08:10 PM

أسئلة في الفاتحة
 
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (
مسألة : ما يوجد في بعض التفاسير في قوله في سورة الفاتحة (( افتتح سبحانه كتابه بهذه السورة لأنها جمعت جميع مقاصد القرآن ولذلك من أسمائها أم القرآن وأم الكتاب والأساس فصارت كالعنوان )) .
والمقصود بيان ذلك على وجه التفصيل والتبيين.

الجواب : هذا الكلام قد تكلمت عليه في عدة من تصانيفي منها (( الإتقان في علوم القرآن )) ، ومنها (( الإكليل في استنباط التنزيل )) ومنها : (( قطف الأزهار في كشف الأسرار )) ومنها : حاشية البيضاوي . وأنا ألخص ذلك هنا فأقول :
قال العلماء : إنما افتتح سبحانه كتابه بهذه السورة لأنها جمعت جميع مقاصد القرآن فناسب الافتتاح بها لأنها تصير كبراعة الاستهلال وهي الاتيان أول الكلام بما يدل على المقصود على وجه الإجمال وكالعنوان والمراد بالعنوان نوع من أنواع البديع يسمى بذلك .
قال ابن أبي الأصبع في (( بدائع القرآن )) : العنوان أن يأخذ المتكلم في غرض فيأتي لقصد تكميله وتأكيده بأمثلة في ألفاظ تكون عنوانا لأخبار متقدمة وقصص سالفة ومنه نوع عظيم جدا وهو عنوان العلوم بأن يذكر في الكلام ألفاظ تكون مفاتيح العلوم ومداخل لها: هذا كلام ابن أبي الأصبع . والفاتحة لكونها جامعة لجميع مقاصد القرآن وفيها الإشارة إلى جميع الأخبار المتقدمة من بدء الخلق والأمم السالفة من اليهود والنصارى وغيرهم وفيها الإشارة إلى مفاتيح العلوم ومداخلها من أصول الدين والفقه والتصوف وهذه العلوم الثلاثة هي أجل العلوم فإن الأول هو الذي يصح به الإيمان والثاني هو الذي تصح به الأعمال والثالث هو الذي تتم به محاسن الأخلاق ويصل إلى حضرة الخلاق وما عدا هذه من العلوم كالوسيلة لها فلما جمعت الفاتحة هذه كانت جديرة بأن تكون عنوان القرآن بالتقرير الذي ذكره ابن أبي الاصبع.‏




مسألة : الحديث الذي رواه أبو داود في سننه عن الشريد بن سويد قال رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا وقد اتكأت على الية يدي اليسرى ووضعتها خلف ظهري فقال "أتقعد قعدة المغضوب عليهم"
من هم المغضوب عليهم هل هم المذكورون في قوله تعالى : (( غير المغضوب عليهم )) ؟.



الجواب : نعم المراد بالمغضوب عليهم في الحديث المذكورون في سورة الفاتحة وهم اليهود وقد أورده النووي في شرح المهذب مستدلا به على كراهة هذه القعدة لفعل اليهود لها وأورد بعده حديث البخاري عن عائشة أنها كانت تكره أن يجعل الرجل يده في خاصرته وتقول أن اليهود تفعله فدل على أن المقصود كراهة التشبه باليهود في كيفية قعودهم.‏


الساعة الآن 04:54 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir