المجلس العاشر: مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة طرق التفسير
مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير القسم الأول: [ من بداية المقرر إلى درس تفسير القرآن بأقوال التابعين ] اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية. المجموعة الأولى: س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير. س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟ س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن. س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن. س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟ س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟ س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك. س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم. س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. س10: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال. المجموعة الثانية: س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟ س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟ س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن. س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة. س5: بيّن خصائص التفسير النبوي. س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير. س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟ س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. س10: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة. المجموعة الثالثة: س1: عدد مراتب طرق التفسير. س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟ س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن. س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير. س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية. س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم. س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟ س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير. س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك. س10: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟ تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
المجموعة الأولى: س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير. طرق التفسير لها أهمية بالغة: 1- أنها طرق تيسَّر على المتعلمين والدارسين تعلم التفسير ودراسته. 2- هذه الطرق تعين المفسر على التمييز بين الخطأ والصواب، والراجح والمرجوح. 3- اتباع الأئمة في طرق التفسير، يكاد يبلغ بالمفسر منزلتهم،وعدم اتباع سبيلهم، يقود إلى الزلل والضلال. س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟ إذا كان تفسير القرآن بالقرآن مستنده النصّ الصريح في القرآن، فليس لأحد قول في مخالفته، فهو يفيد اليقين. أما إذا كان من التفسير الاجتهادي، فهو على مراتب: - قد يُقيم عليه المفسّر دلائل صحيحة تُفيد العلم اليقيني، - وقد يقصر بيانه عن بلوغ هذه المرتبة فيفيد الظنّ الغالب، أو يفيد وجهاً معتبراً في التفسير، - وقد يُخطئ المجتهد في اجتهاده. فليس كلّ ما يُذكر من تفسير للقرآن بالقرآن يكون صحيحاً لا خطأ فيه؛ بل منه ما يدخله اجتهاد المجتهدين من المفسّرين؛ (وقد يخطئ المجتهد وقد يصيب، وقد يصيب بعض المعنى دون بعض، أو يذكر وجها من أوجه التفسير ويغفل ما سواه، وقد يكون في تفسيره ما هو محلّ نظر). س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن. اعتني كبار المفسرين بتفسير القرآن بالقرآن وبالاجتهاد فيه؛ فهو أجلّ طرق التفسير وأحسنها، ومنهم ابن جرير الطبري، وابن كثير، والشنقيطي في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، فرووا عن كبار الصحابة والتابعين مثل ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ما اجتهدوا فيه لإصابة المعنى المراد، وكانوا يستدلون لذلك بالقرآن، ويقدمون تفسير القرآن بالقرآن على غيره من أنواع التفسير، ومن مصنفاتهم فيه: 1-مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن؛ لمحمد الصنعاني. 2-تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي. 3-تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي. 4-أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي. س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن. ينبغي عدم التوسع في تفسير القرآن بالقرآن حتى لا يصير فيه تكلّف ظاهر. وذلك أن بعض أهل الأهواء استعمله لمحاولة الاستدلال به على بِدَعِهم وأهوائهم؛ فالقرآن حمّالٌ ذو وجوه؛ كما قال عليّ بن أبي طالب، ومنه محكم ومتشابه فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله: ومن ذلك: استدلال نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات الواردة في القرآن بقوله تعالى: {ليس كمثله شيء} ومن ذلك: استدلال نفاة الحكمة والتعليل من الجبرية بقوله تعالى: {لا يُسأل عمّا يفعل}على ردّ ما يثبت خلاف معتقدهم؛ فيذكرون أموراً لا تليق بحكمة الله من لوازم أقوالهم الباطلة، وإذا اعتُرض عليهم استدلوا بقوله تعالى: {لا يُسأل عما يفعل} لذلك هناك شرطان لصحّة قول المفسّر المجتهد في تفسير القرآن بالقرآن: الشرط الأول:صحّة المستدلّ عليه.( أن يكون التفسير في نفسه صحيحا وأن لا يخالف أصلا صحيحا من الكتاب والسنة والإجماع) والشرط الثاني:صحّة وجه الدلالة. - كلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله (احتياله لبلوغ هدفه) واتباعه لهواه أو معتقده. - وقد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً ، وقد يكون خفيّا صحيحاً ، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقد يدلّ على بعض المعنى. - والتفسير الذي يخالف صاحبه منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال تفسير بدعي خاطئ. س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟ النبي هو إمام المجتهدين، واجتهاده في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، فيجتهد في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه، لكنه معصوم من أن يُقَرَّ على خطأ. فإن أصاب في اجتهاده أقرّه الله: - كما أقرّه الله على اجتهاده إذ شرب اللبن لمّا خيره جبريل بين اللبن والخمر، - واجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، - واجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم. وما أخطأ فيه فإنّ الله تعالى يبيّن له ولا يقرّه على خطئه: - وذلك كاجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار، - واجتهاده في التصدي لأكابر الكفار وإعراضه عن الأعمى، - واجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة. س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟ القرآنيون: هم طائفة زعموا الاكتفاء بالقرآن، وأنّ الأخذ بالسنة غير لازم، فأحدثوا في صفة الصلاة وسائر العبادات بدعاً شنيعة زعموا أنهم استدلوا على كيفيتها بالقرآن من غير حاجة إلى السنة: - أنّ بعضهم يسجد على ذقنه لا على جبهته احتجاجاً بقوله تعالى: {يخرون للأذقان سجدا}ولهم في هذا الباب ضلالات كثيرة. - وزعموا أنه لا حاجة إلى البحث في صحيح الأحاديث وضعيفها؛ لأن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن. وهذه الطائفة من صنائع الإنجليز بأرض الهند في القرن 19 الميلادي، زعيمها: أحمد خان؛ بدأ توجهه بالتفسير العقلي للقرآن، والإعراض عن الاحتجاج بالسنة، ثم تلاه: عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة. وتتابع لهذه الطائفة رموز وجمعيات أسّست لخدمتهم، ونشر أفكارهم، وغرضها محاولة هدم الدين الإسلامي بأيدي المنتسبين إليه. وفي مصر تزعَّم هذه الطائفةَ: أحمد صبحي منصور، وكان مدرّساً في الأزهر ففُصِل منه بسبب إنكاره للسنة، ثم انتقل إلى أمريكا وأسس المركز العالمي للقرآن الكريم، وبثَّ أفكاره من هناك، وله أتباع ومناصرون في مصر وخارجها. خطر هذه الطائفة: أن لها شبهات وطرق في محاولة التشكيك في السنة، تلقفوا كثيراً منها عن المستشرقين، وأنهمينكرون الاستدلال بها وحجيتها ومشروعية اتباعها، كما إنهم أدخلوا في الدين بدعا نتيجة إنكارهم للسنة. س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك. كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؛ فلعلماء الصحابة وقرّائهم وكبرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن؛ كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك. قال مسروق بن الأجدع:"لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ"، (الإخاذ بغير هاء وهو مجتمع الماء، شبيه بالغدير. وذلك بتفاوتهم في: 1- مصاحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وحضورهم لوقائع وأحوال التنزيل. 2- تفاوت معرفتهم للغة العربية التي لا يستطيع أحد أن يحيط بها. س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم. كان الصحابة رضي الله عنهم يفسّرون القرآن بالقرآن، ويفسرون القرآن بالسنة، ويفسّرون القرآن بما يعرفون من وقائع التنزيل، ويفسّرون القرآن بلغة العرب، وكانوا يجتهدون رأيهم في فهم النص، وفيما لا نصّ فيه على التفسير، واجتهاد الصحابة أسلم وأقرب إلى الصواب من اجتهاد من بعدهم. 1- فأمّا تفسيرهم القرآن بالقرآن، كما ورد أن عثمان بن عفان رضي الله عنه، صلى الصلاة، ثم جلس على المنبر فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: "أتى هاهنا امرأة إخالها قد عادت بشرّ، ولدت لستة أشهر، فما ترون فيها؟"فناداه ابن عباس؛ فقال: إن الله قال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقال:{والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمنأراد أن يتم الرضاعة}، فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها". 2-وأما تفسيرهم القرآن بالسنة فهو على نوعين: النوع الأول:تفسير نصّي صريح إما مما سألوا عنه النبي فأجابهم، أو من معرفتهم بسبب نزول الآية، أو يكون الحديث صريحاً في بيان معنى الآية. - قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، أرأيت قوله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار}أين الناس يومئذ؟ قالت: سألت رسول الله عن ذلك فقال: ((على الصراط)) والنوع الآخر: أحاديث يستدلّ بها على التفسير من غير نصّ عليه. - عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي : ((إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه)) 3-تفسير الصحابة بما يعرفون من وقائع التنزيل: وهو مما يعين على معرفة المعنى وإدراك المقصد وبيان المشكل: -سئل عبد الله بن عمر، فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله: {والذين يكنزون الذهب والفضة، ولاينفقونها في سبيل الله}قال ابن عمر : "من كنزها، فلم يؤد زكاتها، فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طُهراً للأموال". 4-تفسير الصحابة بلغة العرب: كان من أكثرهم استعمالاً لهذا الطريق ابن عباس؛ فكان إذا سئل عن شيء من القرآن أنشد شعراً من أشعارهم. مثال ذلك: - كان ابن عباس لا يدري ما{فاطر السموات}حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد {فاطر السموات} - عن ابن عباس (وما وسق): وما جمع، ألم تسمع قول الشاعر: مستوسقات لو يجدن سائقا). 5-اجتهاد الصحابة في التفسير: والصحابة يجتهدون رأيهم في التفسير عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة، واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم، لامتلاكهم من أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم. ومن أمثلة اجتهادهم في التفسير: - اجتهاد أبي بكر في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: "إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد". - فلما استخلف عمر، قال: إني لأستحيي من الله أن أخالف أبا بكر في رأي رآه. س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. أقوال الصحابة في التفسير على مراتب: المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي ، وهو على أنواع: منها:ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي. ومنها: مراسيل الصحابة. ومنها:ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل فهذا مع ضميمة الجزم بتورّع الصحابة وتثبّتهم في القول عن الله وعن رسوله يدلّ على أنّهم إنما أخذوه عن الرسول. ومنها:قول الصحابي الصريح في سبب النزول. فحكم هذه المرتبة: ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير. والمرتبة الثانية:أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فحكم هذه المرتبة: حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة. والمرتبة الثالثة:ما اختلف فيه الصحابة، وهذا الاختلاف على نوعين: النوع الأول:اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال بمجموعها حجّة على ما يعارضها. والنوع الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله. وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص. س10: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال. فضل التابعين: 1- أن الله تعالى قد أثنى الصحابة والتابعين الذين اتبعوهم بإحسان، وبيّن ما أعدّ لهم من الثواب العظيم الذي يدلّ دلالة بيّنة على هدايتهم ورضا الله عنهم، كما بيّنه قوله تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} ومن إحسان الاتباع: أن يصدّق التابعون بما صدّق به الصحابة، وأن يقبلوا ما قبلوه، وأن يردّوا ما يردّوه، وأن يسيروا على منهاجهم، ويأخذوا دينهم بالاتباع لا بالابتداع. 2- أن النبي صلى الله عليه وسلم نبه على فضل التابعين في أكثر من حديث حتى استقرّ ذلك في نفوس السلف الصالح رحمهم الله، وعرفوا شرط أفضليتهم فاعتنوا به واجتهدوا فيه، فعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم)) 3- أن الصحابة شهدوا لهم بإحسان الاتّباع، وأثنوا عليهم، وائتمنوهم على تعليم الناس وإفتائهم، وأمروا بالأخذ عنهم. 4- ثناء الأئمة عليهم بما يدلّ على صدقهم وعلمهم وفضلهم، وقد ورد في ذلك جملة من الآثار. وسمّوا بالتّابعين لقول الله تعالى:{والذين اتّبعوهم بإحسان}..، فهذه التسمية دلت على أنّهم إنما نالوا أفضليتهم بإحسانهم اتّباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فمن شُهد له بإحسان الاتباع فهو إمام من أئمة الدين، يعتبر تفسيره للقرآن، ويُحتجّ بروايته، ويُؤتسى به بالشروط المعتبرة عند أهل الحديث، وهي أن لا يخالف قوله نصّاً ولا قول صحابيّ ولا يخالفه أهل العلم من التابعين. -فأمّا الاحتجاج بروايته فلأجل ما عُرف من عدالته وضبطه إلا أن يظهر في روايته علّة من العلل التي توجب الرد بما يعرفه أهل الحديث. -وأما اعتبار قوله في التفسير؛ فالمراد به أنه له حظ من النظر، ويقبل بالشروط التي يأتي بيانها في أحكام تفسير التابعين. -وأما الاتّساء بفعله فلأجل ما عرف من تأسّيه بصحابة رسول الله، واهتدائه بهديهم، ولذلك يُشترط في التأسي به أن لا يُخالف هديَ النبي ولا هديَ أصحابه. |
المجموعة الثالثة:
س1: عدد مراتب طرق التفسير. مراتب طرق تفسير القرآن على الترتيب هي: أ. تفسير القرآن بالقرآن. ب. تفسير القرآن بالسنة. ج. تفسير القرآن بأقوال الصحابة. د. تفسير القرآن بأقوال التابعين ومن تبعهم من الأئمة الربانيين. هـ. تفسير القرآن بلغة العرب. و. تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع. وهذا التقسيم لا يعني التمايز بين المراتب ولكنه توضيح لطريقة التعلم، وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر القرآن بالقرآن، كما فسره أيضا بلغة العرب، بل وقد يجتمع في المسألة الواحدة عدة طرق للتفسير. وهذه المراتب منها ما يكون نصّا لظهور دلالته، ومنها ما يحتاج إلى الاجتهاد مع هذه المراتب. س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟ من تفسير القرآن بالقرآن ما مستنده النص الصريح في القرآن، ومنه ما هو اجتهادي ليس في تفسيره نص صريح، وهو الذي يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غير أن يكون فيها نص صريح في تفسيرها. وهذا الاجتهاد قد يصيب به المجتهد وقد يخطئ، فإن وفق فقد وفقه الله، وإن أخطأ فيه أو في تفسير بعضه فلا ينسب اجتهاده إلى أنه التفسير الإلهي للقرآن. وإن الاجتهاد في التفسير ليس لكل أحد، ولكنه يقتصر فقط على العلماء الربانيين الذي جمعوا من الصفات ما يؤهلهم لذلك. س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن. من المؤلفات المعتمدة على تفسير القرآن بالقرآن، والتي يتفاضل في العناية بها العلماء: 1) مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن للصنعاني. 2) تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان. للفراهي الهندي. 3) تفسير القرآن بكلام الرحمن لثناء الله الهندي. 4) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للشنقيطي. س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير. من الأحاديث التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم نوعين: النوع الأول: أحاديث تفسيرية، أي فيها نص على معنى الآية أو معنى متصل بالآية. مثاله: حديث أبي هريرة وأبو موسى الأشعري في تفسير قوله تعالى: "يوم يكشف عن ساق". جاء للآية تفسيران مأثوران عن السلف: أ. المراد به ساق الله تعالى. - فقد جاء في حديث أبي هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى مناد ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، فيلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، ويبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا وأنتم هاهنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا. فيقول هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه، فيقعون سجودا، وذلك قول الله تعالى: "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون". ويبقى كل منافق فلا يستطيع أن يسجد ثم يقودهم إلى الجنة. ففي الحديث تصريح بأن الساق هي ساق الله تبارك وتعالى. - وجاء في حديث أبي موسى الأشعري الطويل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فينظرون إلى الله تبارك وتعالى، فيخرون له سجدا، ويبقى قوم في ظهروهم مثل صياصي البقر، فيريدون أن يسجدوا فلا يقدرون على ذلك، وهو قول الله تعالى: "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون"). - وكذلك جاء في الأثر عن ابن مسعود وقد رواه ابن جرير في باب تعظيم الصلاة. - وكذلك حديث أبي سعيد الذي بوب البخاري في كتاب التفسير في صحيحه وسماه: باب يوم يكشف عن ساق وأورد حديث أبي سعيد فيه. ب. المراد به الكرب والشدة. وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة... وهو قول تحتمله اللغة لولا ما صح من التفسير النبوي للآية. وقد ذكر كثير من المفسرين كلا المعنيين كما فعل ابن جرير والبغوي وابن كثير وغيرهما مع تسليمهم وإيمانهم بما صح من أحاديث صفة الساق على ما يليق في جلال الله وعظمته. النوع الثاني: أحاديث ليس فيها نص على معنى الآية، لكن يمكن أن تفسر بها اجتهادا. وهذا الاجتهاد قد يكون: - ظاهر الدلالة على المراد. - وقد يكون فيه بعد. - وقد يكون محل نظر واحتمال. مثاله: حديث ابن عباس في الصحيحين وقوله: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه). فليس في الحديث نص على لفظ اللمم، لكنه فهما آتاه الله لابن عباس. وإن العلماء يتفاضلون في استنباط المعاني المتصلة بالآيات من الأحاديث تفاضلا كبيرا، ويتعذر الإحاطة بجمع الأحاديث التي لها صلة بالتفسير، كما أن المؤلفات التي ألفت في جمع التفسير النبوي للقرآن لا يمكن الإحاطة بها. س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية. إن الأخذ بالسنة مع القرآن فرض واجب، ولا يجوز ترك الاحتجاج بالسنة متى علم بها وتحقق من صحتها. أما حديث معاذ بن جبل في القضاء ونصه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال: «كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟» قال: أقضي بكتاب الله. قال: «فإن لم تجد في كتاب الله؟». قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: «فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا في كتاب الله؟» قال: أجتهد رأيي، ولا آلو؛ فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال: «الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي رسولَ الله» الحديث رواه أحمد والدارمي وأبو داوود والترمذي وغيرهم. الحديث ضعيف، للأسباب التالية: - انقطاع إسناده. قال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل. - وجهالة حال الحارث بن عمرو. وذكر البخاري في ترجمته: لا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، مرسل. - ولعلّة في متنه. لأنّه فُهم منه أنه لا يقضي بالسنة إلا إذا لم يجد شيئاً في كتاب الله، ولهذا أعل الحديث بعض أهل العلم لأنّ طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بكل حال، ولا تكون موقوفة على حال عدم وجود نص من القرآن، بل يجب الأخذ بالقرآن والسنة معاً؛ فالسنة مبيّنة للقرآن، وقد تخصص عمومه، وتقيّد مطلقه، وقد صح نسخ السنة للقرآن، لكن ليس له مثال يخلو من اعتراض وجيه. ومن أهل العلم من لم يفهم من هذا الحديث هذا المعنى المستنكر، واستدلوا بهذا الحديث على تقديم النص على الرأي، وعلى ترتيب الأدلة، فالقرآن أشرف رتبة من السنة، والسنة تابعة للقرآن مبيّنة له، والترتيب عندهم ترتيبٌ ذِكْري لا ترتيب احتجاجي، فإن السنة حجّة في جميع الأحوال، وإذا اجتمع في المسألة دليل من القرآن ودليل من السنة قدّم دليل القرآن، وجعل دليل السنة كالبيان له، والاجتهاد في فهم النص ملازم له. س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم. من الأوجه في تفضيلهم: - رضا الله عنهم. - تزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم. قال تعالى: "لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين". فالله فضلهم بالفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح. - هم أعلم الأمة بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد علمهم النبي صلى الله عليه وسلم وأدبهم وزكاهم، وشهدوا من وقائع التنزيل، وعرفوا من أحوال النبي ودعوته وجهاده وشؤونه العامة والخاصة ما تقدموا به على غيرهم. ولكثرة اجتماعهم بالنبي وصلاتهم الخمس صلوات معه، واستماعهم لخطبه ووصاياه، وحضورهم لمجالسه وتلقيهم القرآن منه، وتمكنهم من سؤاله عما يحتاجون إليه، وتنوع معاملاتهم معه. - فقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: (والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه). - علمهم بالقراءات وبالأحرف السبعة وبما نسخت تلاوته. فقد قال أبي بن كعب لزر بن حبيش: يا زر كأين تعد؟ أو قال: كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ قلت: اثنين وسبعين آية، أو ثلاثة وسبعين آية. فقال: إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم. قال زر: وما آية الرجم؟ قال: إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله، والله عزيز حكيم. - فصاحة لسانهم العربي، ونزول القرآن بلغتهم وفي ديارهم، وسلامتهم من اللحن والضعف الذي حدث بعد زمانهم. - سلامتهم من الأهواء والفتن والفرق التي حدثت بعد زمانهم، وما قذفت به كل فرقة من الشبهات والتضليلات. ففي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء، وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بعضهم بعضا). س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟ يجب أن يعلم أن اختلاف الصحابة في مسائل التفسير قليل جدا، وأغلب ما ذكر في مسائل الخلاف فأكثره لا يصح إسناده، وأن ما صح إسناده إليهم فهو على نوعين: النوع الأول: ما يصح فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة إلى الترجيح، وأكثره من التفسير بالمثال أو ببعض المعنى. مثاله: الآية: "إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما". فقد ورد قولين في سبب نزولها كما في الحديث: ما رواه عروة بن الزبير رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها حين قال لها: (فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة)، فقالت: بئس ما قلت يا ابن أختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه، كانت: لا جناح عليه أن لا تطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار، كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية، التي كانوا يعبدونها عند المشلل، فكان من أهلّ يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، قالوا: يا رسول الله، إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة، فأنزل الله الآية. وقالت عائشة: وقد سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما. قال عروة: ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن فقال: إن هذا لعلم ما كنت سمعته، ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون أن الناس – إلا من ذكرت عائشة – ممن كان يهل بمناة، كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فلما ذكر الله تعالى الطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن، قالوا: يا رسول الله، كنا نطوف بالصفا والمروة وإن الله أنزل الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا، فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة؟ فأنزل الله الآية. قال أبو بكر: فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما، في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالجاهلية بالصفا والمروة، والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام، من أجل أن الله تعالى أمر الطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت. فكما ذكر ذلك أبو بكر بن عبد الرحمن، أنها نزلت في الفريقين كلاهما، والقولان هما: القول الأول: أنها نزلت في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالجاهلية بالصفا والمروة. القول الثاني: أنها نزلت في الذين يطوفون بهما في الجاهلية ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام، من أجل أن الله تعالى أمر الطواف بالبيت، ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت. النوع الثاني: ما يحتاج فيه إلى الترجيح، وعامة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يعذر به صاحب القول المرجوح. س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير. إن ما يروى عن الصحابة في التفسير ويحكم عليه بالضعف على نوعين: النوع الأول: ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه، وهذه المرويات قليلة في كتب التفسير، وإن نكارة المتن تدل على نكارة خفية في الإسناد تعرف بجمع الطرق وتفحص أحوال الرواة الذين منهم من هو ثقة ولكنه وهم أو أخطأ، فينص بعض النقاد على أخطاء بعض الثقات من الرواة وبالتالي لا تصح نسبته للصحابي. وإن الحكم بنكارة المتن قضية اجتهادية فقد يتوهم المفسر نكارة المتن لما سبق إلى فهمه. النوع الآخر: ما يكون ضعفه بسبب ضعف إسناده، وهو على ثلاث مراتب: * المرتبة الأولى: الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط، فيكون الإسناد فيها معتبراً قابلاً للتقوية بتعدد الطرق، والمتن غير منكر؛ وهذه المرويات قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها إلا أن تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه. * والمرتبة الثانية: الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ لكون أحد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه أو اضطراب حديثه أو متهما بالكذب من غير أن يظهر في المتن نكارة؛ فهذا النوع من أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها. وهي ليست حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة، وقد تساهل بعض المفسّرين في ذلك وحذفوا الأسانيد اختصاراً، وكان هذا من أسباب شيوع كثير من الأقوال المعلولة إلى الصحابة رضي الله عنهم. ومرويات هذا النوع كثيرة في كتب التفسير المسندة. * والمرتبة الثالثة: الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات. وقد اشتهر برواية الموضوعات رواة ضعفاء متهمون بالكذب لهم نسخ في التفسير في زمانهم من أمثال الكلبي، ومقاتل بن سليمان البلخي، وأبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني، وموسى بن عبد الرحمن الصنعاني، وأمثالهم. وقد تجنّب الرواية عن كتبهم أئمة المفسّرين الكبار من أمثال عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، ومنهم من ينتقي منها شيئاً يسيراً كما انتقى ابن جرير مرويات قليلة جداً من تفسير أبي الجارود وتفسير الكلبي وتحاشى الرواية عن مقاتل بن سليمان وموسى الصنعاني. وقد تساهل بعض المفسّرين المتأخرين في الرواية عنهم كابن شاهين والثعلبي والواحدي وقد شانوا تفاسيرَهم بالرواية عنهم. ثم اختصر بعض المفسرين ما في هذه التفاسير وحذفوا الأسانيد اختصاراً كما فعل الماوردي وابن الجوزي في تفاسيرهم فشاع بسبب ذلك عن الصحابة أقوال لا تصحّ نسبتها إليهم. س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك. لا، لا يحمل قول الصحابي في نزول الآية على الرفع مطلقا، فالرفع المطلق يحمل على ما ينقله الصحابي صريحا لسبب النزول، لكونه نقل حادثة وقعت في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة كلهم عدول فيما ينقلون. وكما قال ابن الصلاح: (فأما تفاسير الصحابة التي لا تشتمل على إضافة شيء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فمعدودة من الموقوفات). مثاله: قول جابر رضي الله عنه: (كانت اليهود تقول: من أتى امرأته من دبرها في قبلها جاء الولد أحول، فأنزل الله عز وجل: "نساؤكم حرث لكم .." الآية. وقد قال أبو عبدالله الحاكم: (الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل فأخبر عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا وكذا فإنه حديث مسند). وهذا هو النوع الأول من أقوال الصحابة في نزول الآية، وهذا هو الذي له حكم الرفع. وهناك نوعا آخر حكمه حكم اجتهاد الصحابة في تبيين المعنى الذي تدل عليه الآية. مثاله: ما رواه أبي الطفيل عن عبد الله بن الكواء أنه سأل عليا رضي الله عنه عن قوله تعالى: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا" قال: هم أنتم يا أهل حروراء. أي أن عليا يرى أن معنى الآية يتناولهم وإن كان لا يحكم بكفرهم لكنهم شابهوا الكفار في هذا المعنى. فالخلاصة، إن قال الصحابي: (هذه الآية نزلت في كذا) فقد يراد بكلامه: - صريح سبب النزول. وهذا ماله حكم الرفع. - أن معنى الآية يتناوله. وهذا ما له حكم الوقف تبعا لما جاء في قول ابن الصلاح. س10: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟ قال تعالى: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم". فثناء الله تعالى على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جاء في الآية، وأتبعه الله بالثناء على من اتبعهم بإحسان، فكان شرط الاحتجاج بأقوال التابعين هو اتباعهم للصحابة بإحسان، ويعني ذلك: - أن يصدّق التابعون بما صدّق به الصحابة. - وأن يقبلوا ما قبلوه. - وأن يردّوا ما ردّوه. - وأن يسيروا على منهاجهم. - وأن يأخذوا دينهم بالاتباع لا بالابتداع. قال تعالى: "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا". فقد أوجب الله تعالى اتّباع سبيل المؤمنين، وتوعّد من خالفه، وسمّى لنا أئمة المؤمنين الذين يُقتدى بهم، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار، والذين اتّبعوهم بإحسان. ولا شكّ أن أولى الناس بهذا الوصف من شهد لهم الصحابة رضي الله عنهم بإحسان الاتّباع، وأثنوا عليهم، وائتمنوهم على تعليم الناس وإفتائهم، وأمروا بالأخذ عنهم، ومن استفاض ثناء الأئمة عليهم بما يدلّ على صدقهم وعلمهم وفضلهم. وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على التابعين في حديث عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم). فيكون قول التابعي حجة إذا شُهد له بإحسان الاتباع فيكون إماما من أئمة الدين. - ويعتبر تفسيره للقرآن، لأنه له حظ من النظر، ويقبل بشروط. - ويُحتجّ بروايته لما عُرف من عدالته وضبطه إلا أن يظهر في روايته علّة من العلل التي توجب الرد بما يعرفه أهل الحديث. - ويؤتسى بفعله لما عرف من تأسّيه بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واهتدائه بهديهم، ولذلك يُشترط في التأسي به أن لا يُخالف هديَ النبي صلى الله عليه وسلم ولا هديَ أصحابه. |
السلام عليكم.
المجموعة الثانية: س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟ للتفسير باعتبار معرفة الناس له أربعة أوجه: وجهٌ تعرفه العربُ من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحدٌ بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، تفسير لا يعلمه إلا الله. وهذا التقسيم تقسيم ابن عباس رضي الله عنهما كما رواه ابن جرير عنه من طريق أبي الزناد، وإن كان منقطعا من جهة سنده إذ لم يسمع أبو الزناد من ابن عباس، لكنه صحيح وحسن من جهة المعنى. أما التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته فهو الذي يحصل به العلم الضروري من دلالة الخطاب لمن بلغه؛ فيشمل الأمر بالفرائض، والنهي عن المحارم، وأصول الأخلاق والعقائد. فهذه لا يعذر أحد بجهالتها إذا بلغته بلاغاً صحيحاً، وإذا بلغته على وجه لا تقوم به الحجة؛ كالأعجمي الذي لا يفقه ما يتلى عليه، ومن في حكمه، فقد يعذر بجهله. س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟ طرق التفسير متعددة، ومن أحسنها وأجلها تفسير القرآن بالقرآن؛ لأن لا أحد أعلم بمراد الله تعالى إلا هو سبحانه؛ وبعده تفسير القرآن بالسنة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بمراد الله تعالى، وبعده تفسير القرآن بأقوال السلف، فهذا يشمل تفسير الصحابة والتابعين ومن تبعهم بالإحسان من الأئمة؛ لأن الصحابة كانوا يتعلمون التفسير من النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا مرجعا لمن بعدهم، فتعلم منهم التابعون فصاروا مرجعا لمن بعدهم، وبعده تفسير القرآن بلغة العرب؛ لأن القرآن نزل بها كما أخبر الله قائلا: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}، وبعده تفسير القرآن بالاجتهاد، فهو يستعمل في كل الطرق المذكورة إذا لم يأت فيها النص الصريح عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يجمع عليه. وهذا التقسيم لتوضيح الطرق فقط، ولا يعني عدم جواز اجتماع بعضها أو كلها في مسألة واحدة، إذ لا مخالفة بينها. س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن. تفسير القرآن بالقرآن من أحسن طرق التفسير وأجلها، وذلك لأن الله تعالى هو الأعلم بمراده. فهو نوعان: الأول: ما مستنده النصّ الصريح إما بالقرآن نفسه، وإما عن النبي صلى الله وسلم، وإما بالإجماع. فهذا النوع لا يدخله الاحتهاد، فيجب قبوله ويحرم رده. الثاني: تفسير اجتهادي، فهو تفسير يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غير أن يكون فيها نصّ صريح في مسألة التفسير. وقد يصيب فيه المفسر وقد يخطئ، وقد يصيب بعض المعنى، وقد يكون لقوله وجه معتبر في حال من الأحوال، فيكون صحيحاً في خصوص ذلك الحال من غير تعميم. وقد فسر أهل البدع القرآن بالرآن لكن على أصولهم الفاسدة. ولذلك شرط العلماء لصحة هذا النوع شرطين: الأول: صحّة المستدلّ عليه، فيجب أن لا يخالف أصلاً صحيحاً من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فكلّ تفسير اقتضى معنى باطلاً دلّت الأدلّة الصحيحة على بطلانه فهو تفسير باطل يدلّ على خطأ المفسِّر أو وَهْمِه أو تمحُّله. الثاني: صحّة وجه الدلالة، وقد يكون وجه الدلالة ظاهراً مقبولاً، وقد يكون خفيّا صحيحاً، وقد يكون فيه خفاء والتباس فيكون محلّ نظر واجتهاد، وقد يدلّ على بعض المعنى. س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة. تفسير القرآن بالسنة أجل طرق التفسير بعد تفسير القرآن بالقرآن؛ لأنها وحي من الله تعالى، فلا أحد من الناس أعلم بمراد الله من النبي صلى الله عليه وسلم، فلا تعارض السنة القرآن أبداً، ومَن توهّم التعارض فهو لخطئه في فهم الآية، أو فهم الحديث، أو أنّ الحديث غير صحيح أو أنّ أحدهما منسوخ. والأحاديث في التفسير نوعان: الأول: ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم في مقام التفسير، فهذا يكون نصّا على معنى الآية أو معنى متّصل بالآية. ولا يجوز رده ومخالفته. الثاني: ما يصلح أن يكون تفسيرا للآية، ولم يقع عن النبي في مقام التفسير، بل وقع اجتهادا من المفسر لما يراه من ربط بين الحديث والآية، فهذا لا يكون نصا، وقد يكون صوابا، وقد يكون خطأ؛ لأنه قد يكون ظاهر الصحّة والدلالة على المراد، وقد يكون فيه بعد، وقد يكون محلّ نظر واحتمال. أما أنواع التفسير بهذين النوعين فهي على ثلاثة أنواع: الأول: التفسير القولي، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قول الله تعالى: {إن قرآن الفجر كان مشهودا} قال: «تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار» رواه الترمذي عن أبي هريرة. الثاني: التفسير العملي، ومنه تفسير النبي صلى الله عليه وسلم لمعنى إقامة الصلاة المأمور بها في قول الله تعالى: {وأقيموا الصلاة} وقوله: {أقم الصلاة} بأدائه للصلاة أداءً بيّن فيه أركانها وواجباتها وشروطها وآدابها، وقال لأصحابه: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي» رواه البخاري من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه. الثالث: التفسير الإقراري، ومنه إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما نزل قول الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} في شأن رجلٍ أذنب ذنباً. فقال الرجل: يا رسول الله، أهي في خاصة، أو في الناس عامة؟ فقال عمر: (لا، ولا نعمة عين لك، بل هي للناس عامة). فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «صدق عمر»، رواه الإمام أحمد من طريق يوسف بن مهران عن ابن عباس عن عمر. س5: بيّن خصائص التفسير النبوي. امتاز تفسير النبي صلى الله عليه وسلم بخصائص عن غيره من التفاسير، منها: - أنه تفسير معصوم من الخطأ ابتداء أو إقراراً؛ فكلّ ما صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن فهو حجّة لا خطأ فيه. - أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ أو توسيع لها ، وكلّ ذلك حجّة عنه صلى الله عليه وسلم. ومن أمثلة ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم. - أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون معه إخبار عن مغيّبات لا تُعلم إلا بالوحي. ومن أمثلة ذلك: حديث علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت}». متفق عليه. س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير. لزم الصحابة في تفسير القرآن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم وتأديبه إياهم، فاجتنبوا القول في القرآن بغير علم، والسؤال عنه سؤال تنطّع وتكلّف؛ فظهرت آثار تأديبه صلى الله عليه وسلم على هديهم. فهذا أبو بكر الصديق قال: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت على الله ما لا أعلم"، رواه مالك في الموطأ. فهذه المقولة مروية عن أبي بكر من أكثر من وجه. وروى الطبراني في مسند الشاميين من طريق شعيب عن الزهري قال: حدثني أنس بن مالك، قال: قرأ عمر بن الخطاب: {فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا} فقال: كل هذا قد علمنا به فما الأبّ؟" ثم قال: "هذا لَعَمْرُ الله التكلف، اتبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب، وما أشكل عليكم فَكِلُوه إلى عالمه". قال ابن عباس: خطبنا عمر بن الخطاب فقال: (إن أخوف ما أخاف عليكم تغير الزمان، وزيغة عالم، وجدال منافق بالقرآن، وأئمة مضلون يضلون الناس بغير علم). رواه أبو الجهم الباهلي في جزئه، ومن طريقه أبو القاسم البغوي كما في مسند الفاروق لابن كثير. س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في مسائل التفسير قليل جداً، فأكثره من اختلاف التنوع الذي يمكن الجمع فيه، أما الاختلاف بسبب تأويل خاطئ فهو نادر جدا. وما صحّ إسناده إليهم فهو على نوعين: الأول: أن يكون من الاختلاف الذي يمكن الجمع فيه مع عدم الاحتياج إلى الترجيح، وأكثره مما يكون من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى، كاختلافهم في المراد بالقسورة: فقال ابن عباس: هم الرماة. وقال أبو هريرة: الأسد. والقسورة لفظ مشترك يطلق على الرماة وعلى الأسد، وكلٌّ قد قال ببعض المعنى. الثاني: ما يُحتاج فيه إلى الترجيح، وعامّة مسائل هذا النوع مما يكون للخلاف فيه سبب يُعذر به صاحب القول المرجوح. فيجب تعلم أنواع الاختلاف وأسبابه وطرق الجمع والترجيح، حتى لا يدعى الاختلاف بينهم بدون علم. س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟ كان الصحابة يفسرون القرآن بالقرآن، وبالسنة وباللغة ويقع منهم الاجتهاد - عند الحاجة من غير تكلّف، ولا ادّعاء للعصمة- في كل هذه الطرق. واجتهادهم أقرب إلى التوفيق للصواب ممن بعدهم؛ لأنهم أعلم الأمة بالقرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لكثرة اجتماعهم به صلى الله عليه وسلم، ولتعليمه صلى الله عليه وسلم إياهم الكتاب والسنة ما جعل فهمهم أحسن فهم وعلمهم أصح علم، ولعلمهم بمواضع النزول وأحوال من نزل فيهم القرآن، ولفصاحة لسانهم وسلامتهم عن البدع والأهواء. س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. تنقسم المرويّات عن الصحابة في التفسير من حيث الصحّة والضعف إلى أربعة أقسام: 1. ما صح إسناده ومتنه، فيُحكم بثبوته عن الصحابي رضي الله عنه، وإذا صحّت أقوالهم في التفسير، واتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة. 2. ما ضعف إسناده غير منكر المتن، وهذا النوع على ثلاث مراتب: أ. الضعف اليسير، كأن يكون من مراسيل الثقات، أو فيه انقطاع يسير، أو راوٍ ضعيف الضبط يُكتب حديثه، فمرويات هذه المرتبة قد جرى عمل أئمة المحدّثين والمفسّرين على روايتها والتفسير بها ما لم تتضمّن حكماً شرعياً؛ فمنهم من يشدّد في ذلك إلا أن تحتفّ به قرائن تقوّيه كجريان العمل به. ب. الضعف الشديد، وهو ما يكون فيه الإسناد واهياً غير معتبر؛ فمن أهل الحديث من يشدّد في روايته، ومن المفسّرين الكبار من ينتقي من مرويات هذه الطرق ويَدَع منها. فهذا النوع ليس حجّة في التفسير ولا تصحّ نسبة ما روي بأسانيدها إلى الصحابة. جـ. الموضوعات على الصحابة في التفسير؛ فهذه لا تحلّ روايتها إلا على التبيين أو لفائدة عارضة يُستفاد منها في علل المرويات. 3. ضعيف الإسناد منكر المتن؛ فهذا النوع يُحكم بضعفه، ويُردّ ولا تصحّ نسبته إلى الصحابة رضي الله عنهم. 4. صحيح الإسناد في ظاهر الأمر لكنّه منكر المتن؛ فإذا عُرفت العلّة وتبيّن الخطأ عُرف أن ذلك القول المنكر لا تصحّ نسبته إلى الصحابة. وينبغي التنبّه إلى أن الحكم بنكارة المتن قضيّة اجتهادية؛ فقد يتوّهم المفسّر نكارةَ المتن لما سبق إلى فهمه، ويكون للقول تأويل صحيح سائغ غير متكلَّف ولا منكر. س10: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة. التابعون على ثلاث طبقات: الأولى: طبقة كبار التابعين، وهم الذين عاصروا كبار الصحابة رضي الله عنهم، وتلقوا عنهم العلم، ومنهم: الربيع بن خثيم الثوري، وعلقمة بن قيس النخعي، وسعيد بن المسيّب المخزومي، وغيرهم كثير. الثانية: طبقة أواسط التابعين، ومنهم: سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عباس، وغيرهم. الثالثة: طبقة صغار التابعين، ومنهم: ابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي، وزيد بن أسلم العدوي، وغيرهم. |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير. طرق التفسير هي الطرق التي تبين مصدر التفسير فتأمن النفس اليه أو تنفر منه ، فاليوم نرى الكثيرين يتكلمون في التفسير ، و لو لم نحقق ما يقولون و نرجعه لطرق التفسير التي أجمع عليها العلماء ، فسنضل و نقول على الله بغير علم ، و يعمل هوى المُضلين أي و نجد كثير من ألأحكام الفقهية ميعت و من ألأحكام الشرعية و الفرض و الواجب يختلط ، فتظهر البدع و الانحرافات الدينية و الفتاوي التي لاأصل لها . س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟ لا ، فتفسير القرآن بالقرآن منه ما هو الهي ، مبين في الكتاب و منه ما بينه رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذا يفيد اليقين ، أما ما يقع باجتهاد العلماء لأنه لا يوجد نص صريح بها ، و يقوم على اجتهادهم ، فمنه ما يفيد العلم اليقيني و منه ما يحتمل الظن الغالب ، ، فاذا أقام دلائل صحيحة على تفسيره كان يفيد العلم اليقيني ، و الا فهو يفيد الظن الغالب ، و اجتهاد المفسر يُبنى على ما يملك من أدوات و ما يكون في قلبه من اخلاص أو هوى ، و عليه ، فقد يصيب المجتهد و قد يخطئ ، و قد يصيب في بعض المعنى أو في وجه منه فقط و قد يُرد تفسيره . مثال ذلك اختلاف المفسرين في مرجع الضمير في قول الله تعالى(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فمن أهل العلم من ذهب إلى أن مرجع الضمير إلى أقرب مذكور وهو الذكر، والمراد به هنا القرآن الكريم؛ وهو القول المأثور عن السلف الصالح، منهم مجاهد وقتادة وثابت وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. ومن المفسرين من ذهب إلى أن مرجع الضمير إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: وإنا لمحمد صلى الله عليه وسلم لحافظون؛ واستدلوا لذلك بقول الله تعالى _( والله يعصمك من الناس)؛ وقد ذكر هذا الاستدلال الزمخشري والبغوي والقرطبي وغيرهم، وأصل القول ذكره ابن جرير قبلهم لكن من دون هذا الاستدلال. وهذا الاستدلال فيه نظر، لأن سورة الحجر مكية، وسورة المائدة مدنية؛ وهذا القول خلاف الأصل، وهو أن يرجع الضمير إلى أقرب مذكور ما لم يصرفه صارف؛ ولا صارف هنا. س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن. اعتنى المفسرون منذ أيام الصحابة بتفسير القرآن بالقرآن ، و دليل ذلك ما لدينا من الأآثار عن بن عباس و مجاهد و قتادة و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بتفسير يستدلون له بالقرآن ، و تتابع بعدهم المفسرون فعلى مر الأزمان كان هناك اهتماماً كبيراً بهذا النوع من التفسير ظهر ذلك في تفسير بن جرير الطبر ي و إسماعيل بن كثير القرشي و محمد الأمين الجنكي الشنقيطي ، و لليوم يقدم هذا التفسير على غيره س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن. ان الخطر في التوسع في تفسير القرآن بالقرآن يكمن في استغلال أصحاب الأهواء ذلك ، فيتخون من بعض الآيات دليلاً باطلاً يؤيد كلامهم المنحرف ، كاستدلال نفاة الصفات التي وردت في القرآن بالآية ( ليس كمثله شيء ). و استدلال الجبرية بالآية ( لا يسأل عما يفعل ) على أقوال باطلة تتنافى مع حكمة الله. و امتلأ تفسير الرازي بمثل هذه الاجتهادات الباطلة ، و عليه فليس كل تفسير اجتهادي للقرآن بالقرآن صحيح بل لا بد من التحقق منه . س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟ نعم كان يجتهد في تفسير الآيات ما كان منها مفسراً بنص أو لا ، فهو امام المجتهدين ، و و ما كان الله ليقره على خطأ ، كما كان يقره على أفعال و يبين خطأ اجتهاده في أفعال أخرى و من أمثلة ما أقره الله عز و جل في أفعاله، شرب اللبن لمّا خيره جبريل بين اللبن والخمر، واجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، واجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم. و من أمثلة ما لم يقره عليه ، الصلاة على عبد الله بن سلام . س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟ هم جماعة ضلت في باب التفسير بالسنة ، و ادعت أن التفسير لا يكون بغير القرآن ، و أنه لا حاجة للسنة في تفسير القرآن ، فابتدعوا في العبادات ، كالسجود على الأذقان ( يخرون للأذقان سجدا ) تفسير باطل و صلاة مبتدعة ، بدأت هذه الحركة في الهند و كان الداعي لها أحمد خان ثم تلاه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وأسس جماعة أهل الذكر والقرآن ودعا إلى اعتبار القرآن المصدر الوحيد لأحكام الشريعة. و في مصر تزعم هذا الفكر أحمد منصور الذي انتقل بعد ذلك لأمريكا و و وضع الأساس لمركز عالمي للقرآن ، و نشر فكره المنحرف الذي وافقه عليه كثيرون في بقاع كثيرة من الأرض ، و هذا المنهج كان عونا للمستشرقين في هجومهم على الدين . هذا المنهج هو جزء من الحرب على الدين فالسنة لا يمكن أن لا يحتج بها ، و عدم الاحتجاج بها يضيع كثيراً من العبادات و الأحكام و يفتح الباب للأهواء و الشبهات و الانحرافات العقدية و الفكرية . س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك. نعم يتفاضلون ، لتفاوت اهتمامهم بالعلم و من اشتهر منهم كان مهتما بالعلم و أخذه و منهم ، الخلفاء لراشدين ، عائشة ، بن مسعود ، معاذ بن جبل ، أبي بن كعب ،سلمان الفارسي ،ابي الدرداء ، أبي هريرة ،ابن عمر ، أبي سعيد الخدري ، أبو موسى الأشعري ، أنس بن مالك . و في الصحيح ، دعا رسول الله صلى الله عليه و سلم لبن عباس ( اللهم فقه في الدين و علمه التأويل ) و قال مسروق: (لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ (الغدير)، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المئة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله ابن مسعود من ذلك الإخاذ س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم. 1- تفسير القرآن بالقرآن كان الصحابة يعتنون به و من أمثلة ذلك سؤال عثمان بن عفان عن القول في المرأة التي وضعت بعد ستة أشهر ، فاستدل بن عباس بالآيات ( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهر) و الآية ( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها . 2- التفسير بالسنة على أنواع ، منها ما سألوا الرسول صلى الله عليه و سلم و أجابهم ، أو لمعرفتهم أسباب النزول ، أو أو الحديث صريح في تفسير الآية. من أمثلة ما أجابهم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، سؤال عائشة رضي الله عنها عن تفسير الآيات (ولقد رآه بالأفق المبين )، (ولقد رآه نزلة أخرى ) ، فأجابها أنه جبريل ، و بينت ذلك عندما رأت ما اختلط على فهم مسروق . 3- تفسير التفسير بالوقائع و الأحداث حضور الوقائع و الأحداث من الأمور التي يقدم بسببها تفسير الصحابة ، و مثال ذلك تفسير عبد الله بن عمر لقوله تعالى {والذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله فقال : ( من كنزها، فلم يؤد زكاتها، فويل له، و ربط الآية بوقت نزول الآية ، فقال ( إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طُهراً للأموال ) 4- التفسير باللغة هم أهل اللغة فعن عكرمة قال: ( كان إذا سئل ابن عباس عن شيء من القرآن أنشد شعراً من أشعارهم ) من أمثلة التفسير باللغة ما رواه عبد الله بن أبي مليكة، عن ابن عباس (وما وسق): وما جمع، ألم تسمع قول الشاعر: مستوسقات لو يجدن سائقا 5- التفسير بالاجتهاد و الصحبة كانوا يجتهدون فيما لا يكون له تفسير سابق ، و اجتهادهم هو خير من اجتهاد القرون التي تليهم ، بما كان لهم من الخصوصية بمرافقة رسول اله صلى الله عليه و سلم و علمهم ثلاث و لغتهم و حضورهم للوقائع و الأحداث ، و ما كانوا يتكلفون و لا يلوون أعناق الآيات لتوافق معان . و من أمثلة ذلك تفسير أبو بكر رضى الله عنه للكلالة فقال إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد» ( س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير . مراتب الصحابة على ثلاث مراتب مراتب 1- ما له حكم الرفع عن الرسول صلى الله عليه و سلم ، ان صح كان التفسير حجة ، كمثال ذلك من صرح بالأخذ عنه ، و مراسيل الصحابة ، و ما لا يكون للاجتهاد و الرأي فيه مجال و تثبت من عدم أخذه عن بني إسرائيل ، وما يقوله الصحابي في سبب النزول . 2- ما كان من أقوالهم مما اتفقوا عليه و لم يختلفوا فيه ، فهي حجة ، لحجية الاجماع ، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم. 3-: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، ما كان اختلاف تنوع ، ليس فيه تعارض ، هذه الأقوال في مجموعها حجة لأي أقوال تعارضها ، و ما كان الاختلاف فيه تضاد فلا بدّ فيه من الترجيح، يرجح القول بينهم العلماء . س10: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به ). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني ) أحاديث تواترت عن فضل التابعين للصحابة ، و ما سموا بالتابعين الا لأنهم فضلوا باحسانهم اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم قال تعالى ( و الذين اتبعوهم باحسان ) تفسير من تثبت له المتابعة باحسان حجة و يراعى شروط التفسير في عدم المخالفة لنص او قواعد التفسير . |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير. · يتعلم طالب العلم بها العلامات التي يميز بها الخطأ من الصواب، والراجح من المرجوح. · يتعلم أيضا المنهج الصحيح التي يَستخرج بها المعنى الصحيح من كتاب الله. · يميز بها التفسير المعتبر المأخوذ به من التفسير غير المعتبر المردود . س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟ تفسير القرآن بالقرآن على نوعين: 1. النوع الأول: تفسير مستنده النصّ الصريح في القرآن سواء أكان متصلا أم منفصلا. وهذا يفيد اليقين بلا شك لأنه تفسير إلهي . كقوله تعالى:" {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب". وقوله تعالى: {وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل}، وهذا في سورة النحل؛ والإشارة إلى قول الله تعالى في سورة الأنعام: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفرٍ ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظمٍ ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون (146)} 2. والنوع الثاني: تفسير اجتهادي غير معتمد على نصّ صريح في مسألة التفسير. · وهذا الاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد بإقامة دلائل صحيحة فيكون قد وفق للكشف عن بيان الله للقرآن بالقرآن وهذا يفيد العلم اليقيني. · وقد يقصر بيانه عن هذه الدلائل الصحيحة فيكون علم ظني . · وقد يخطأ المجتهد في اجتهاده فلا يصح أم ينسب تفسيره إلى التفسير الإلهي. س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن. اعتنى بهذا النوع من التفسير جماعة من العلماء: مثل: ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. واعتنى به بعدهم جماعة من كبار المفسرين منهم: بن جرير الطبري ،ابن كثير الدمشقي. ومحمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن.. ومن المؤلفات في هذا النوع من التفسير: 1. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن؛ لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني 2. تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، لعبد الحميد الفراهي الهندي. 3. تفسير القرآن بكلام الرحمن، لأبي الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي . 4. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، لمحمد الأمين الجكني الشنقيطي. س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن. استعمل كثير من أهل الأهواء هذا النوع من التفسير لمحاولة الاستدلال به على بِدَعِهم وأهوائهم والقرآن كما قال الله تعالى عنه:" منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله" . · ومن ذلك استدلال المأولة بقول الله تعالى: {ليس كمثله شيء} على نفي الصفات وتأويلها. · استدلال نفاة الحكمة والتعليل من الجبرية بقول الله تعالى: {لا يُسأل عمّا يفعل}. ومثل هذا لا يصحّ اعتبارهما من التفسير الإلهي، ولو زعم قائلوه أنه تفسير للقرآن بالقرآن. س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟ النبي صلى الله عليه وسلم هو إمام المجتهدين، وكان يجتهد في تفسير القرآن كما يجتهد في غيره من مسائل الدين، لكنه معصومة بعصمة الله فإن أصاب في اجتهاده أقره الله ، وإن أخطأ لم يقرّه الله عليه ويعاتبه على ذلك أو ينزل في الأمر بيانا شافيا. ومن ذلك: ما أقرّه الله على اجتهاده حين شرب اللبن لمّا خيره جبريل بين اللبن والخمر، واجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، واجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم. وما أخطأ فيه – صلى الله عليه وسلم- كاجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار، واجتهاده في التصدي لأكابر الكفار وإعراضه عن الأعمى، واجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة ، وكصلاته على رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول، حتى نزلت هذه الآية: {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون}. س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟ القرآنيون: هم جماعة زعموا الالتزام بأحكام القرآن فقط، وتركوا أحكام السنة وأن لا حاجة إلى البحث في صحة الأحاديث وضعفها. وأول من بدأها رجل من الهند: اسمه أحمد خان، ثم تلاه عبد الله جكرالوي من باكستان وتبعهم جماعة كبيرة. أما خطرهم: فقد أحدثوا فتن وضلالات في الصلاة وسائر العبادات وضلوا كثيرا من العباد. مثال ذلك: من يسجد على ذقنه احتجاجا بقول الله تعالى:" يخرون للأذقان سجدا". وعطلوا كثيرا من أحكام الدين: لأن السنة المصدر الثاني من أحكام التشريع وفيها أحكام لم ترد في القرآن. وأيضا السنة مفسرة وشارحة لكثير من أمور الدين: مثل كيفية الصلاة ومقادير الزكاة وغيرها... س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك. نعم تفاضل الصحابة رضوان الله عليهم في علم التفسير: كالخلفاء الأربعة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت وعائشة وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك. ودليل ذلك ما ورد عن مسروق بن الأجدع: «لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ". س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم. · تفسير القرآن بالقرآن: ومثاله:ما رواه الزهري أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى الصلاة، ثم جلس على المنبر فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أتى هاهنا امرأة إخالها قد عادت بشرّ، ولدت لستة أشهر، فما ترون فيها؟» فناداه ابن عباس رضي الله عنهما؛ فقال: إن الله قال: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقال: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} ، فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها). · تفسير القرآن بالسنة. منه نوعان: النوع الأول: تفسير نصّي صريح إما من إجابة النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وإما من معرفتهم بسبب نزول الآية، وإما أن يكون الحديث صريحاً في تفسير الآية. ومثاله: ومنها ما رواه الدارمي عن مسروق، قال: قلت لعائشة: يا أم المؤمنين، أرأيت قول الله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار} أين الناس يومئذ؟ قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «على الصراط». والنوع الآخر: أحاديث يستدلّ بها على التفسير من غير نصّ عليه. ومثال هذا النوع ما رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه» · تفسير القرآن بوقائع التنزيل. ومثاله: في صحيح البخاري من حديث خالد بن أسلم، قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله: {والذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله} قال ابن عمر رضي الله عنهما: «من كنزها، فلم يؤد زكاتها، فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طُهراً للأموال». · تفسير القرآن بلغة العرب. ومثاله: ما رواه إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد قال: "(كان ابن عباس لا يدري ما {فاطر السموات} حتى جاءه أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما: يا أبا عباس بئري أنا فطرتها، فقال: خذها يا مجاهد {فاطر السموات}). س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير على مراتب: المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهو على أنواع: منها: ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم. ومنها: مراسيل الصحابة. ومنها: ما لا يقال بالرأي والاجتهاد. ومنها: قول الصحابي الصريح في سبب النزول. فهذه المرتبة ما صحّ منها فهو حجّة في التفسير. والمرتبة الثانية: أقوالٌ صحّت عنهم في التفسير، اتّفقوا عليها ولم يختلفوا فيها، فهذه حجّة أيضاً لحجيّة الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم. والمرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم. وهذا الاختلاف على نوعين: النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهذ النوع يمكن فيه جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض؛ فهذه الأقوال حجّة على ما يعارضها. والنوع الثاني: اختلاف تضادّ لا بدّ فيه من الترجيح؛ فهذا مما يجتهد العلماء المفسّرون فيه لاستخراج القول الراجح بدليله. وهذا النوع لا بدّ أن يكون أحد القولين فيه مأخذه الاجتهاد؛ لأنه لا يقع تعارض بين نصين، وإذا تعارض النص والاجتهاد قُدّم النص. س10: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال. ورد في فضل التابعين أحاديث عديدة : 1. خير القرون بعد الصحابة: فعن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» 2. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على الناس زمان، يبعث منهم البعث فيقولون: انظروا هل تجدون فيكم أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثاني فيقولون: هل فيهم من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيفتح لهم به، ثم يبعث البعث الثالث فيقال: انظروا هل ترون فيهم من رأى من رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ ثم يكون البعث الرابع فيقال: انظروا هل ترون فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل فيفتح لهم به). 3. لاتزال الأمة بخير ما دام فيهم من التابعين : عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني» . 4. تسميتهم بالتابعين: وسمّوا بالتّابعين لقول الله تعالى: {والذين اتّبعوهم بإحسان}..، وهذه التسمية تدلّ على أنّهم إنما نالوا أفضليتهم بإحسانهم اتّباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. 5. من شُهد له بإحسان الاتباع فهو إمام من أئمة الدين، يعتبر تفسيره للقرآن، ويُحتجّ بروايته، ويُؤتسى به بالشروط المعتبرة عند أهل الحديث، وهي أن لا يخالف قوله نصّاً ولا قول صحابيّ ولا يخالفه أهل العلم من التابعين. |
بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثالثة: س1: عدد مراتب طرق التفسير. ١_ تفسير القرآن بالقرآن ٢_ تفسير القرآن بالسنة ٣_ تفسير القرآن بأقوال الصحابة ٤_تفسير القرآن بأقوال التابعين ٥_ تفسير القرآن بلغة العرب ٦_ تفسير القرآن بالاجتهاد المشروع س2: هل يدخل الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن؟ نعم وهو تفسير يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من آية لبيان معنى آية أخرى من غير ان يكون فيها نص صريح في مسألة التفسير وقد يصيب المجتهد فيه فيوفق لبيان مراد الله للقآن بالقرآن وما أخطأ فلا يصح أن ينسب اجتهاده الى التفسير الالهي للقرآن. س3: عدد ما تعرف من المؤلفات في تفسير القرآن بالقرآن. مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن لمحمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني تفسير نظام القران وتأويل الفرقان بالفرقان لعبد الحميد الفراهي الهندي تفسير القران بكلام الرحمن لابي الوفاء ثناء الله الآمر تسري الهندي أضواء البيان في ايضاح القران بالقران لمحمد الامين الشنقيطي س4: بيّن أنواع الأحاديث المتعلقة بالتفسير. أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية او معنى متصل بالاية احاديث ليس لها نص على معنى الاية ويمكن ان تفسر الاية بنوع من انواع الاجتهاد الذي يحتمل الصحة او النظر او الاحتمال س5: بيّن خلاصة القول في حديث معاذ بن جبل في طرق القضاء رواية ودراية. هذا الحديث ضعفه جماعة من اهل العلم لاجل انقطاع سنده وجهالة حال الحارث بن عمرو احد رجال السند ولاجل علة في متنه قال الترمذي: هذا الحديث لا نعرفه الا من هذا الوجه وليس اسناده عندي متصل وذكر البخاري في التاريخ الكبير لايصح ولا يعرف الا بهذا، مرسل اما علة متنه فمن اهل العلم من فهم انه لا يقضى بالسنة الا اذا لم يجد شيئا في كتاب الله ولهذا أعل الحديث لان طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة بكل حال ولا تكون موقوفة على حال عدم وجود نص في القرآن فالواةب الاخذ بهما كلاهما اذ ان السنة مبينة للقران ومن اهل العلم من لم يستنكره كالجماعة الاولى واستدلوا به على ترتيب الأدلة وتقديم النص على الرأي فالقرآن اشرف مرتبة من السنة والسنة ثابتة للقران فالترتيب ترتيب ذكري لا ترتيب احتجاجي فاذا اجتمعا دليلان من القران والسنة قدم الدليل من القران وجعل دليل السنة كالبيان له س6: بيّن أوجه تفضيل تفسير الصحابة رضي الله عنهم على تفسير من جاء بعدهم. ١_ كثرة اجتماعهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وحضور مجالسه وتعلمهم منه مما أثرى معرفتهم بالقران ثراء عظيما ٢_رضا الله عنهم وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم وما فضلهم الله به من الفهم الحسن والعلم الصحيح والعمل الصالح ٣_ تأديب الرسول صلى الله عليه وسلم لهم وتعليمه اياهم الكتاب والحكمة ٤_ علمهم بالقراءات والاحرف السبعة بما نسخت تلاوته ٥_ علمهم بمواضع النزول وأسبابه وأحواله فعرفوا معاني القران ٦_ قصاحة لسانهم العربي ونزول القران بلغتهم وسلامتهم من اللحن والضعف ٧_ سلامتهم من الأهواء والفتن والشبه التي نالت من بعدهم من الفرق س7: ما هي أسباب اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير؟ ١_ ان يقول كل واحد بما بلغه من العلم ويكون تمام المعنى بمجموع ما بلغهم جميعا ٢_ ان يفسر أحدهم بمثال او جزء من المعنى ويفسر الآخر بمثال اخر او جزء آخر من المعنى ٣_ان يقصد بعضهم الى الحاق معنى قد يغفل عنه بتفسير الاية ارشادالم فسر الاية بظاهرها ٤_ان يدرك بعضهم مقصد الاية فيفسر الاية بها ويفسر بعضهم الاية على لفظها ٥_ ان يسال أحدهم عن مسألة فيجيب عليها بآية من القران فينقل قوله على أنه تفسير لهذه الاية ٦_ ان يكون احدهم متمسكا بنص منسوخ لم يعلم ناسخه ويكون هذا في الاحكام ٧_ ان يكون مستند أحدهم النص والاخر مستنده الاجتهاد ٨_ ان تكون المسألة اجتهادية فيختلف اجتهاد كل منهما ٩_ان يفسر بعضهم على اللفظ والآخر على سبب النزول س8: بيّن مراتب الضعف فيما روي عن الصحابة في التفسير. على نوعين : ما يكون ضعفه بسبب نكارة متنه ما يكون ضعفه بسبب ضعف اسناده على ثلاث مراتب: الضعف اليسير بان يكون مراسيل الثقات او انقطاع يسير او راو ضعيف الضبط يكتب حديثه فيكون الاسناد في هذه الحالات قابلا للتقوية بتعدد الطرق والمتن غيرمنكر وهذه المرتبة يجزي العمل بهادوالمفسرينيروونها ويفسرون بها الا ان تتضمن حكما شرعيا الضعف الشديد عندما يكون الاسناد واهيا غير معتبر لكون احد رواته متروك الحديث لكثرة خطئه او اضطراب حديثه ويشدد اهل الحديث في هذا النوع وقد ينتقي كبار المفسرين مرويات من هذه الطرق ويدع منها الموضوعات على الصحابة وتروى فقط لتبين ويحذر منها س9: هل يحمل قول الصحابة في نزول الآية على الرفع مطلقاً؟ وضّح إجابتك لا يختلف بحسب : ما كان صريحا في نقل سبب النزول له حكم الرفع لانه نقل حادثة حصلت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة عدول فيما ينقلون ما كان لبيان معنى تدل عليه الاية فهذا حكمه حكم اجتهاد الصحابة فعندما يقول الصحابي ان الاية نزلت في كذا قد يراد به صريح سبب النزول وقد يراد به التفسير س10: متى يكون تفسير التابعين حجّة؟ حجية تفسير التابعين فهي في حال اتفاقهم وعدم اختلافهم في التفسير قال ابن تيمية_ اذا اجتمعوا على شيء فلا يرتاب في كونه حجة والاجماع يعرف بشهرة الاقوال وعدم المخالفة اما اذا تعددت الروايات عن جماعة منهم على قول واحد او علم ان التابعي اخذ هذا التفسير عن احد الصحابة فيكون ما تترجح دلالته بقوة وقد يكون قول التابعي محل اعتبار ان صح عنه ودلالته محكمة ولم يوقف على ما يوجب رده اما ان اختلف التابعون في الاقوال فلا تكون هذه الاقوال حجة على بعضهم البعض |
المجموعة الأولى:
س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير. أولاً ينبغي العلم أن التفسير يقع على أربع أوجه : - الأول الذي لا يعذر أحد بجهالته ، ومن أهمية معرفته أن يسلم صاحبه من أن تقام عليه الحجة حال تخلفه عن اتباعه ، فيقوم بدينه على الوجه المشروع ما دام بلغه على الوجه الصحيح - الثاني الذي تفهمه العرب من كلامها، وهذا يساعد على عدم الانكار على من لم ينشأ على السليقة العربية لأنها خاصية امتازت بها العرب أن نزل بلغتها فلايعذر العربي فيها مادام عقل معناها فيحرص عليها - الثالث التفسير الذي يعرفه العلماء ، فهذا يساعد على عدم تخبط العامه وظنهم أن هناك تعارض فيرجعون للعلماء فيتبين لهم الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه وما عسر عليهم فهمه - الرابع التفسير الذي لا يعلمه الا الله ، ومن أهميته أنه يظهر الجانب التعبدي عند المسلم وتسليمه لما انزله الله ﷻ ثانياً ينبغي العلم أن هناك تقسيم آخر لطرق التفسير باعتبار الجهة التفسيرية - تفسير القرآن بالقرآن ومن أهمية معرفته أن تعين المتعلم على فهم آيات القرآن وبيان أن البيان القرآني أعظم - تفسير القرآن بالسنة ففيه استجابة لأمر الله برد الامر الى النبي وسنته - تفسير القران باقوال الصحابه من أهميته أن نحصل على المعنى الصواب من أقرب الناس الى النبي - تفسير القران باقوال التابعين ومن أهمية معرفته أن نجد المعنى الصائب عند من تتلمذ على يد صحب رسول الله ﷺ ومعرفة الوجه الصحيح من المعنى س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟ - التفسير الصريح يفيد اليقين قطعًا لأنه ليس لأحدٍ مخالفته كما في قوله تعالى " وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب " - اما التفسير الاجتهادي فإنه يفيد اليقين إذا أقام المفسر دلائله الصحيحة ، وقد لا يفيد اليقين بأن يصل إلى مرتبة الظن الغالب ، وقد يبين تفسير الآية بآية تبين وجهًا واحدًا منها ( علمًا أن المفسر قد يصيب في هذا الباب وقد يُخطئ) مثال على ذلك " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " قالوا أن مرجع الضمير الأخير إلى أقوب شي له وهو الذكر فالضمير عائدعليه ، وقيل أن مرجع الضمير الى النبي بدليل " والله يعصمك من الناس " ففسرو مرجع الضمير في الآية الأولى بآية أخرى س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن. - تظهر عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن بتقديمها في مصنفاتهم وقيامهم بها ، فقد كان ابن عباس ممن يفسر القرآن بالقرآن وكذلك مجاهد وقتاده - واعتنى الامام الطبري بهذا في تفسيره واشتهر بذلك - وظهور مؤلفات مستقلة بهذا القسم من التفسير آكد الأمور على عناية العلماء بذلك منها آضواء البيان في إيضاح القران بالقران لمحمد الأمين الشنقيطي س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن. - التوسع في هذا الباب جعل اهل الاهواء يربطون الايات ببعضها على هواهم و بما يخدم معتقدهم فقد استدل نفاة الصفات بقوله تعالى " ليس كمثله شي " بأن نفو الصفات تمامًا عن الله - وفي قوله تعالى " لا يسأل عما يفعل " استدل بها الجبرية لنصرة مذهبهم ، فيجعل من لا يفقه في دينه يتبعهم نظرًا لتكلفهم وانحرافهم س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟ - نعم فقد كان النبي امام المجتهدين فإن أصاب أقرّه الله على فعله ، وإن جانب الصواب فإنه لا يخطئ ولكن لا يقره ربه على ذلك ويبين له الصواب - فمن اجتهاده الذي اقره عليه ربه عندما خيّره جبريل بين اللبن والخمر فاختار اللبن - ومن اجتهاده الذي بين له ربه خلافه اذنه لبعض المنافقين بالتخلف عن غزوة العسرة س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟ - هم طائفة من الناس زعموا بالاكتفاء بالقرآن في بيان مافي القرآن واحكامه ، وما كان في غيره من المصادر كالسنة فيردونها - ومن خطر هذه الطائفة أن تنقص على الأمة دينها فليس كل مافي القرآن مبين وإنما جاء في السنة بيانه ككيفية الصلاة وكيفية أداء مناسك الحج وغيرها س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك. - نعم كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير فليس كل الصحابة اشتغل بهذا العلم ، فمنهم من ولى القرآن اهتمامًا كبيراً كالخلفاء الأربعة وكتاب الوحي وأصحاب مدارس التفسير كابن مسعود وابن عباس وابن عمر وابي - وقد دعا النبي لابن عباس " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " ففسر سورة النصر بخلاف ما فهمه بقية الصحابة بأنها تدل على قرب اجل النبي - وقال مسروق " لقد جالست أصحاب محمد ﷺ فوجدتهم كالاخاذ .." س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم. - تفسير القرآن بالقرآن - تفسير القرآن بالسنة : ( اما مما صرح به النبي بعد سؤالهم له / او ارجاع الآية الى حديث مبين له ) - تفسير هم له بما يعرفونه من وقائع التنزيل - تفسيرهم بلغة العرب - يفسرون باجتهادهم بلا تكلف س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. - المرتبة الأولى : ماله حكم الرفع الم النبي ﷺ مثل / ما صرح الصحابي بأخذه عن النبي – مراسيل الصحابه – وما لا مجال للرأي فيه كالغيبيات – قول الصحابي عن سبب النزول حكمه : حجة إن صح - المرتبة الثانية : الاقوال الصحيحة المتفقة عن الصحابة في التفسير حكمه: حجة لحصول الاجماع بين الصحابة - المرتبة الثالثة : ما اختلف فيه الصحابة وهو على شقين : 1. اختلاف تنوع ، وهو بإمكان الجمع بين الاقوال دون تعارض حكمه: حجه بمجموعه 2. اختلاف تضاد لابد فيه من مرجح حكمه : يحتج بالقول الراجح الذي يستخرجه العلماء المفسرون س10: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال. - أنهم من أفضل الأمم كونهم عاشوا ضمن أفضل القرون لقول النبي " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" - شهد لهم النبي ببقاء الخير فيهم ما داموا راؤ أصحابه ﷺ فقال : " .. والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحب من صاحبني" - شهد الله لهم بالاحسان باتباعهم لصحب النبي ﷺ بقوله تعالى " والذين اتبعوهم باحسان" |
Maha Kamal:
المجموعة الاولى: 1-اهمية معرفة طرق التفسير : *لان هذه الطرق منارات يهتدى بها السائرون الراغبون فى تعلم هذا العلم فيستطيعون التمييز بين الخطأ والصواب وبين الراجح والمرجوح . *وبمعرفة طرق التفسير نتعرف على أئمة هذا العلم فنتبع سبيلهم ونتدرج فى مدارجهم فيحصل الانتفاع بهذا العلم والعصمة من الفتن والزلل. 2-ما يفسر فى تفسير القرءان بالقرءان على نوعين: النوع الاول :تفسير مستنده النص الصريح . مثال :(وما ادراك ما الطارق . النجم الثاقب ) .وهذا النوع من التفسير يفيد اليقين ولا يجوز لأحد مخالفته . النوع الثانى :تفسير اجتهاد غير معتمد على نص صريح فى مسألة التفسير وهذا النوع من التفسير يعتمد فيه المجتهد على استخراج دلالة من أية لبيان معنى آية أخرى .وهذا الاجتهاد قد يصيب فيه المجتهد وقد يخطئ وقد يصيب بعض المعنى دون بعض . أو يذكر وجها من أوجه التفسير ويغفل عن آخر ففى هذه الحالة لا يفيد العلم اليقينى . وممكن أن ياتى المجتهد على تفسيره بدلائل صحيحة تفيد العلم اليقينى . 3-عناية العلماء بتفسير القرءان بالقرءان : اعتنى كثير من العلماء بهذا العلم وظهر اثر ذلك فيما نقل عنهم من التفسير : فقد روى كثير عن ابن عباس ومجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم أمثلة كثيرة لتفسير القرءان بالقرءان . واعتنى به بعدهم جماعة من كبار المفسرين ومن أشهرهم امام المفسرين ابن جرير الطبرى . وإبن كثير الدمشقى ومحمد الأمين الشنقيطي فى تفسيره اضواء البيان فى ايضاح القرءان بالقرءان وقد افرد بعض العلماء كتبا فى التفسير اعتنوا فيها بتفسير القرءان بالقرءان مثل : *مفاتيح الرضوان فى تفسير الذكر بالآثار والقرءان لمحمد بن اسماعيل الصنعاني *تفسير نظام القرءان وتأويل الفرقان بالفرقانةلعبد الحميد الفراهى الهندى *اضواء البيان للشنقيطى 4-خطر توسع أهل الرأى فى تفسير القرءان بالقرءان : *من الممكن أن يؤدى هذا التوسع إلى تكلف ظاهر *القرءان حمال ذو وجوه كما قالى على بن أبى طالب رضى الله عنه مما جعل أهل الأهواء يستخدمونه فى الاستدلال به على بدعهم واهوائهم واتباع المتشابه منه كالجبرية والقدرية ونفاة الصفات . والأمثلة على انحراف المبتدعة فى محاولة تفسير القرءان بالقرءان كثيرة وفى تفسير الرازي أمثلة لهذا النوع 5- النبى صلى الله عليه وسلم هو أمام المجتهدين واجتهاده فى التفسير كاجتهاده فى مسائل الدين .فالنبى صلى الله عليه وسلم يجتهد فى فهم النص وفيما لا نص فيه. ولكنه معصوم من أن يقر على خطأ فإن أصاب واجتهد أقره الله كما أقره على اجتهاده إذا شرب اللبن لما خيره جبريل بين اللبن والخمر. وان اجتهد وأخطأ فإن الله لا يقره عليه ويبين له . كاجتهاده فى أخذ الغنائم يوم بدر قبل الاثخان فى قتل الكفار 6-القرءانيون هم طائفة اكتفوا بالقرءان وزعموا أن الأخذ بالسنة غير واجب. خطرهم :احدثوا بدعا فى العبادات زعما منهم أنهم استدلوا على كيفيتها من القرءان من غير حاجة إلى السنة منها أن بعضهم يسجد على ذقنه لا على جبهته احتجاجا بالآية (ويخرون للاذقان سجدا ) 7-نعم كان الصحابة يتفاضلون فى العلم بالتفسير: لعلماء الصحابة وقرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرءان كالخلفاء الأربعة وابن عباس وأبى بن كعب وابن مسعود ومعاذ بن جبل وسلمان الفارسي وزيد بن ثابت وعاىشة وأبى هريرة وعمرو بن العاص وابن عمر وأبى موسي الاشعرى. قال مسروق بن الاجدع :(لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالاخاذ فالاخاذ يروى الرجل والإخاء يروى الرجلين والاخاذ يروى العشرة والاخاذ يروى المائه والاخاذ لو نزل به أهل الأرض لاصدرهم فوجدت عبدالله بن مسعود من ذلك الاخاذ 8-طرق التفسير عند الصحابة : *تفسير القرءان بالقرءان *تفسير القرءان بالسنة *تفسير القرءان بما يعرفون من وقائع التنزيل *تفسير القرءان بلغة العرب وكانوا يجتهدون رأيهم فى فهم النص وفيما لا نص فيه 9-مراتب حجية أقوال الصحابة : المرتبة الأولى :ماله حكم الرفع إلى النبى صلى الله عليه وسلم وهو على أنواع: منها ما يصرح فيه بأخذه عن النبى صلى الله عليه وسلم . ومنها مراسيل الصحابة . ومنها قول الصحابي الصريح فى سبب النزول هذه المرحلة ما صح منها فهو حجة فى التفسير المرتبة الثانية :أقوال صحت عنهم فى التفسير اتفقوا عليها ولم يختلفوا فيها فهو حجة أيضا المرتبة الثالثة :ما اختلف فيه الصحابة رضى الله عنهم وهذا الاختلاف على نوعين : الاول :اختلاف تنوع وهو ما يمكن الجمع فيه بين الأقوال الصحيحة دون تعارض . فهذه الأقوال بمجموعها حجة على ما يعارضها النوع الثانى : اختلاف تضاد لابد فيه من الترجيح فهذا مما يجتهد العلماء فيه لاستخراج الراجح . 10-فضل التابعين : لقد اثنى الله عز وجل على المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان . قال تعالى :(والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه ...) ومن الأحاديث الواردة فى فضل التابعين : عن ابن مسعود عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :(خير القرون قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) وحديث عن واصلة بن الاسقع قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا تزالون بخير مادام فيكم من رانى وصاحبنى والله لا تزالون بخير مادام فيكم من رأى من رانى وصاحب من صاحبنى ) |
🌙 المجلس العاشر. 🌙
◾ أسئلة المجموعة الأولى ◾ س 1⃣ - ما هوالتفسيرالذي لا يعذر أحد بجهله ؟ ج س1 - هناك أيات واضحات دلا لتها على المراد دلالة ظاهرة بينه في ما هو معلوم من أمور الدين بالضرورة مثل الأيات :- التى تنص على. وجوب التوحيد والنهي. عن الشرك يقول عز من قائل : { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. } - والأيات التي جاء فيها تحريم القتل والزنا ونحوها كقوله تعالى : { ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق } { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا } على أن يكون البلاغ بها عند المبلغ صحيحا بينا لا لَبْس فيه ، فلا اعتبار ببلاغ لا تقوم به الحجة كمن لم يفقه أصلا ما يتلى عليه من الأيات. كالأعجمي ومن في حكمه .▫ ▫◽▫◽◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽ س 2⃣ - هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة ؟ ج2 - نعم ، يحدث. أن يجتمع في مسألة واحدة عدة طرق من طرائق التفسير منها ما ماهو ظاهر بالنص واضح الدلالة ، ومنها ما يحتاج لإجتهاد ليظهر وجه الدلالة فيه. ◽◽▫◽◽▫◽◽▫◽◽▫◽▫◽▫ س 3⃣ -ماهي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن؟ ج 3- هما شرطان أثنان : 1- صحة المستدل عليه 2- صحة وجه الدلالة فلا يخالف التفسير أصلا صحيحا من القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح فكل تفسير دل على معنى باطل خالف الأدلة الصحيحة ، حكم ببطلانه ، الذى قد يكون نشأ. من خطأ المفسر أو وهمه أو تمحله وتكلفه للمعنى المراد . ◽▫◽◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫ س 4⃣- بين أنواع تفسير القرآن بالسنة. ؟ ج 4 - هو يكون على مراتب السنة ، سنة قولية ، وفعلية ، وإقراره صلى الله عليه وسلم : النوع الأول 🔷 التفسير القولي : كتفسيره عليه الصلاة والسلام لقول الله تعالى. : {. إن قرآن الفجر كان مشهودا } قال : ▫ تشهده ملائكة الليل والنهار ▫ راوه الترمذي النوع الثاني 🔷 التفسير العملي : كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأداء ، الذى استوفى فيه أركانها وواجباتها وشروطها وأدآبها ، فيه تفسير عملي لمعنى تحقيق * إقامة الصلاة * لقوله سبحانه في عديد الأيات : { وأقيموا الصلاة } - { وأقم الصلاة } والأمثلة على هذا النوع من التفسير كثيرة تزخر بها السنة الغراء . النوع الثالث 🔷 إقرار ه صلى الله عليه وسلم. : نورد مثالا على هذا النوع من التفسير : في غزوة ذات السلاسل احتلم الصحابي. عمرو بن العاص فتيمم. لشدة البرد في تلك الليلة وصلى الصبح بأصحابه ، ونقل خبره الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له: ◽ يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب ؟ ◽ فقال له : إني سمعت الله يقول. { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما } فضحك عليه الصلاة والسلام ولم يقل شيئا. وهذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم لصحة اجتهاد الصحابي رضى الله عنه. ◽▫◽▫◽▫◽◽▫◽◽▫◽▫◽▫ س 5⃣ - بين خصائص التفسير النبوي ج 5 - تميز تفسيره عليه الصلاة والسلام. بخصائص عدة منها : 🔶- ما صح عنه صلى الله عليه وسلم حجة لا خطأ فيه ، لأنه تفسير معصوم من ال خطأ ابتداء أو إقرارا 🔶- اجتهاد ه صلى الله عليه وسلم في التفسير ، لا يقر فيه على خطأ أخطأه ، لعصمته من أن يقر على الخطأ في تفسير كلامه تعالى . 🔶- يخصص تفسيره صلى الله عليه وسلم ( دلالة اللفظ أو يوسع هذه الدلالة ) فيكون هذا حجة عنه صلى الله عليه وسلم ، مثال على هذا : أ- حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «◻ أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ◻ فقال {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}». رواه مسلم. 🔶 - جاء في بعض تفسيره صلى الله عليه وسلم. لأيات من القرآن ، إخبار عن غيوب لا تدرك إلا بالوحي ، وهي كثيرة ، منها : عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «◽إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إني قد أحببت فلانا فأحبه، قال: فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا}، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلانا، فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض». ◽رواه أحمد والترمذي وأصله في الصحيحين. ◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫ س 6⃣ - تحدث عن الصحابة رضى الله عنهم وتعظيمهم. لشأن التفسير ج6- ما القول في أناس رباهم نبي مرسل ، كان كأكمل ما يكون الأدامي ؟ قرأوا كتاب الله ، فوعوا وعلموا أنه كلام عظيم من ( العظيم سبحانه) فأورثهم هذا التعظيم الحق. ،. خوفا وإشفاقا و تورعا ، أن يقولوا في كلام الله العظيم بغير علم وهدى كان القرآن يتنزل بين ظهرانيهم. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يربيهم على أدبه وقويم منهجه فهاهو : عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول : هجَّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية. قال: فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعرف في وجهه الغضب، فقال: «▫إنما هلك من كان قبلكم، باختلافهم في الكتاب▫» رواه أحمد ومسلم والنسائي في الكبرى م * وعديد الأحاديث التى. أكدت على النهي الشديد عن الجدال في القرآن وتتبع متشابه الأيات ، والتى شكلت كبير تأدبهم رضي الله عنهم مع كتاب الله فنحن نقرأ أن *صديق الأمة * أبابكر يسأل عن أية من كتاب الله تعالى فيجيب : ▫ أي أرض تقلني. ، وأي سماء تظلني ، إذا قلت على الله مالا أعلم ▫ راوه مالك في الموطأ - أما الفاروق *عمر * رضي الله عنه ، فكان شديد الأخذ والتآديب على من يقول - في تفسير كلام الله بغير علم ، فقد أخرج الدرامي : ، عن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له صبيغ قدم المدينة؛ فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فأرسل إليه عمر رضي الله عنه وقد أعدَّ له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال: أنا عبد الله صبيغ. فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين، فضربه وقال: ( أنا عبد الله عمر؛ )فجعل له ضربا حتى دمي رأسه. فقال: يا أمير المؤمنين، حسبك، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي. - وهذا *على بن أبي طالب * يوصي إياس بن عامر قائلا : ▫إنك. ان بقيت سيقرأ القرآن ثلاثة أصناف : فصنف لله ، وصنف للجدال ، وصنف للدنيا ومن طلب به أدرك ▫ راوه الدارمي وقد جاء في الأثر. كلام. في هذا المعنى من جليل تعظيم الصحابة لتفسير. كلام الله تعالى وتحذيرهم للخوض فيه بغير علم ، عن * معاذ بن جبل * وعن * أبي بن كعب* وعن * ابن مسعود* وعن حبر الأمة *عبد الله بن عباس * رضي الله عنهم جميعا ، ماكان أرضاهم،. وأتقاهم لله درهم . ◽▫◽▫◽◽▫◽◽▫◽▫◻◽◽▫ س 7⃣ - بين الموقف الصحيح. من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير ج7- لما كان موردهم. واحد من مشرب النبوة ، اتفقوا وقل بل ندر اختلافهم وما نقل عن اختلافهم في مسائل التفسير فأغلبه لا صحة له ، وماصح إسناده إليهم فهو على ضربين. : ⚪. ماهو من باب التفسير بالمثال أو ببعض المعنى ، ويصح فيه الجمع بين مختلف الأقوال دونما حاجة الى الترجيح ، مثال على ذلك : جاء في تفسير المراد ب ( قسورة ) : - ابن عباس : هم الرماة - أبو هُريرة : الأسد والقسورة : مفردة تطلق على الرماة والأسد ، فاختلافهم إذا كان بذكر بعض المعنى . ⚪. ما يحتاج فيه إلى الترجيح ، وعامة مسائله يكون لصاحب القول المرجوح سبب يعذر به فَلَو استعرضنا ماصح من اختلافهم رضي الله عنهم في التفسير ، سنجد أسبابه في : ◽ قول كل منهم. هو ما بلغه من العلم ، فيتم المعنى بمجموع أقوالهم ◽ يفسر احدهم ببعض المعنى أو بمثال ، وكذا الأخر يفسر على نفس النسق بمثال أخر وبجزء أخر من المعنى لوجود * مشترك لفظي أو أسلوبي في الأية * ◽ يفسر صحابي الأية بظاهر ها ، ويفسر صحابي أخر معنى دلالي تشمله الأية لغرض التنويه عليه وعدم إغفاله ◽ يفسر بعضهم الأية بذكر مقصودها ، والأخر يقف على المعنى الظاهر للأية ◽ في أيات الأحكام ربما فسر ها أحدهم بنص منسوخ لم يعلم ناسخه ◽ تكون المسئلة من مسائل الإجتهاد ، وكل واجتهاده في تفسيرها ◽ يفسر أحدهم استنادا على النص ، والأخر يفسر اجتهادا ◽ يفسر الصحابي بسبب النزول لعلمه بحاله ، ويفسر الأخر وقوفا على اللفظ الظاهر ◽ يجيب أحدهم على المسألة بإيراد أية ، فيكون هذا من باب التفسير ببعض المعنى ◽▫◽▫◽◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫ س8⃣ - هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير ؟ ج8- لما كان لهم سبق الفضل ، لصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وما أورثتهم هذه الصحبة من تربية وتزكية وحسن تعليم وتأديب فكانوا الأقرب للصواب والسداد في تفسير هم ممن جاء بعدهم ، يجتهدون رأيهم بلا كلفة ولا عصمة ينسبونها لأنفسهم ويدعونها ، مع كونهم يملكون من أدوات الأجتهاد ماليس عند غيرهم ومن أمثلة اجتهادهم : اجتهاد الصديق أبي بكر رضى. الله عنه في الكلالة بقوله : : «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد» ◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫ س 9⃣ - بين أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير ج9- انواع المرويات عن الصحابة :- 1 - صحيح الاسناد صحيح المتن ، وهذا حكمه ( ثابت عن الصحابي رضي الله عنه ) 2 - ضعيف الاسناد غير منكر المتن ، وهذا يكثر في كتب التفسير المسندة وهو على ثلاث مراتب فصلها علماء الحديث 3 - ضعيف الاسناد منكر المتن ، حكمه ( ضعيف - مردود - ولا تصح نسبته الى الصحابة 4 - صحيح الاسناد في ظاهر الأمر لكنه منكر المتن ، هذه مرويات نادرة في كتب التفسير ونكارة المتن تدل على علة خفية في الإسناد ، مع الأخذ في الإعتبار أن نكارة المتن قضية اجتهادية وليست قطعية الحكم دوما على أن المتن منكر . ◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽▫◽◽▫◽ س 🔟- التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من كل طبقة ج10- الطبقة الاولى : طبقة كبار التابعين وهم اللذين تلقو العلم عن كبار الصحابة ومنهم الربيع بن خشيم الثوري ، والأسود بن يزيد النخعي ، و سعيد ابن المسيب المخزومي ( سيد التابعين ) - الطبقة الثانية : طبقة أواسط التابعين ومنهم سعيد ابن جبير ، الحسن البصري ، وقتادة بن دعامة السداسي - الطبقة الثالثة : طبقة صغار التابعين ومنهم ابن شهاب الزهري ، وَعَبَدالله ابن عوم ، وايوب السختياني |
س
س1: ما هو التفسير الذي لا يُعذر أحد بجهالته؟ هو تفسير العلم الضروري كالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا).والنهي الصريح(واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا) فإذا بلغ الإنسان بلاغا صحيحا لايعذر وتقوم عليه الحجة؛ وقد يعذر إن بلغه بلاغا غير صحيح كالأعجمي٠ س2: هل يمكن أن يجتمع التفسير من طرق متعددة في مسألة واحدة؟ نعم يجتمع التفسير من طرق متعددة ، وقد يكتفى بالنص لظهور دلالته عليه، أو يقع الاجتهاد في تفسير القرآن بالقرآن أو بالسنة أو بأقوال الصحابة والتابعين٠ س3: ما هي شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن. له شرطان: ١- صحة الاستدلال عليه٠بأن لايخالف التفسير أصلا صحيحا من الكتاب أو السنة أو إجماع الصحابة وإن خالف ذلك كان تفسيرا باطلا يدل على خطأ المفسر أو وهمه ٠ ٢- صحة وجه الدلالة ؛ وقد يكون ظاهرا مقبولا ؛ أو خفيا صحيحا؛ أويدل على بعض المعنى؛ أو يحتاج إلى نظر واجتهاد٠ س4: بيّن أنواع تفسير القرآن بالسنة. ثلاثةأنواع: ١- قول ('سنة قولية) كقوله تعالى:(وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا) قال صلى الله عليه وسلم:( تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار). ٢- سنة فعلية كأركان الصلاة وشروطها وواجباتها في قوله(وأقيموا الصلاة)، بينها النبي صلى الله عليه وسلم لحديث( صلوا كما رأيتموني أصلي). ٣- إقرار٠ كإقرار النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه في قوله تعالى:(وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل) في شأن رجل أذنب ذنبا٠ فقال الرجل : يارسول الله أهي في خاصة الناس أو عامتهم؟ فقال عمر:(لا ولا نعمة عين لك بل هي للناس عامة) فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: صدقت٠ والسنة بيان للقرآن من ٣أوجه: ١-أن تكون بيانا لحكم٠ ٢- أن تكون موافقة له من كل وجه٠ ٣- أن تكون موجبة لحكم سكت عنه القرآن٠ س5: بيّن خصائص التفسير النبوي. ١-تفسير معصوم من الخطأ لأن ماجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو من الله٠ ٢- قد يكون معه دلالة على المغيبات لا تعلم إلا بالوحي لحديث البراء بن عازب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:( إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله تعالى:( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت) متفق عليه٠ ٣- قد يكون معه تخصيص لدلالة اللفظ عليه٠مثل : حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:(أيها الناس إن الله طيب لايقبل إلا طيبا وإن الله أمر بما أمر به المرسلين فقال:( ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا). س6: تحدّث عن تعظيم الصحابة رضي الله عنهم لشان التفسير. كان الصحابة على قدر كبير من تعظيم القرآن والقول فيه بلا علم ٠ فقد كان أبو بكر يخاف من ذلك ، وكان عمر شديد التأديب لمن قال في القرآن بلا علم٠ ومن الأدلة أيضا: حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال هجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوجدا رجلين اختلفا في مسألة فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه الغضب فقال:( إنما أهلك من كان قبلكم اختلافهم في الكتاب) ٠ س7: بيّن الموقف الصحيح من اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. اختلافهم قليل جدا مالم يكن فيه اختلاف؛ وأكثر ماروي عنهم في الاختلاف لايصح إسناده؛ والصحيح منه على نوعين: ١- مايصح فيه الجمع بين الأقوال دون الحاجة للترجيح، ويسمى التفسير بالمثال أو ببعض المعنى٠ كسبب نزول قوله تعالى : ( إن الصفا والمروة من شعائر الله). وكاختلافهم في العذاب الأدنى: فقال ابن عباس:الحدود؛ وقال أبي: مصائب الدنيا؛ وقال ابن مسعود: يوم بدر وهو تفسير بالمثال؛ وتفسير ابن عباس يشمل عذاب المنافقين في الدنيا ؛ وتفسير أبي عام٠ وكاختلافهم في تفسير القسورة: فقال ابن عباس: الرماة٠ وقال أبو هريرة: الأسد٠ وهو لفظ مشترك يطلق على الكل، وهو من التفسير ببعض المعنى ٠ ٢- ما يدخل فيه الترجيح ؛ وهذا النوع له عذر وسبب في القول به٠ س8: هل كان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون في التفسير؟ نعم ؛ فقد كانوا يجتهدون من غير تكلف ولا ادعاء للعصمة، لأنهم كانوا يملكون أدوات الاجتهاد ، مثل: اجتهاد أبوبكر الصصديق في آية الكلالة قال: ( إني قد رأيت في الكلالة رأيا فإن كان صوابا فمن الله وحده، وإن كان خطأ فمني والشيطان: إن الكلالة ماخلا الولد والوالد) فلما استخلف عمر رضي الله عنه قال: إني لأستحي أن أخالف أبابكر فيما رآه٠ س9: بيّن أنواع وأحكام المرويات عن الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. أقسام مرويات الصحابة أربعة: ١- صحيح المتن صحيح الاسناد فهذا يحكم بثبوته للصحابي ٠ ٢- ضعيف الإسناد غير منكر المتن٠ ٣- ضعيف الاسناد منكر المتن يرد ويحكم بضعفه٠ ٤- صحيح الاسناد منكر المتن٠ س10: التابعون على ثلاث طبقات اذكرها، واذكر ثلاثة من من أصحاب كلّ طبقة. ١- طبقة كبار التابعين هم الذين عاصروا الصحابة: مثل: الربيع بن خثيم؛ ومسروق؛ أبو عبيدة السلماني ٠ ٢- طبقة أواسط التابعين: مثل: سعيد بن جبير؛ إبراهيم النخعي، مجاهد بن جبر٠ ٣- طبقة صغار التابعين: كابن شهاب الزهري، وأبو إسحاق السبيعي وعبدالله بن عون٠ |
المجموعة الأولى:
بداية أعتذر للتأخير لظرف عائلي وصحي. س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير. 1- أنها منارات هداية لطلاب العلم وعلامات يميّزون بها الخطأ من الصواب، والراجح من المرجوح. 2- معرفة المنهجية المعتبرة للتفسير الصحيح من خلال الاطلاع على طرق أئمة هذا العلم واتباع سبيلهم والسير على منهاجهم، وتحمل لأواء الطريق للوصول إلى البغية والأمن من الزلل والخطأ واتباع الهوى. 3- من أدرك ذلك بلغ منزلة الإمامة في هذا العلم، فانتفع وارتفع وأرضاه الله. س2: هل ما يذكر من تفسير القرآن بالقرآن يفيد اليقين؟ لا، ولا بد أن يعلم أن تفسير العلماء للقرآن بالقرآن على نوعين منه ما يفيد اليقين قطعا ًوهو التفسير الذي مستنده النص الصريح في القرآن، وهو ما يعرف بالتفسير الإلهي القرآني. والآخر: اجتهادي غير معتمد على نص صريح في مسألة التفسير وهذا اجتهاد بشري فقد يصيب المجتهد فيه ويخطئ وهي على مراتب: فقد يقيم عليه المفسر دلائل صحيحة تُفيد العلم اليقيني، وقد يقصر بيانه عن بلوغ هذه المرتبة فيفيد الظنّ الغالب، أو يفيد وجهاً معتبراً في التفسير، وقد يُخطئ المجتهد في اجتهاده. س3: بيّن عناية العلماء بتفسير القرآن بالقرآن. اعتني بهذا النوع جملة من السلف الصالح أمثال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم، واعتنى به بعدهم جماعة من كبار المفسرين أمثال: ابن جرير الطبري، وابن كثير، والشنقيطي، وقد أفرد بعض العلماء التصنيف في هذا النوع من التفسير كالصنعاني في كتابه مفاتيح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن، وعبد الحميد الفراهي الهندي وكتابه تفسير نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان، وأبو الوفاء ثناء الله الآمرتسري الهندي وكتابه تفسير القرآن بكلام الرحمن، والشنقيطي وكتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن. س4: بيّن خطر توسّع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن. أدى توسع أهل الأهواء في تفسير القرآن بالقرآن إلى المغالاة والتكلف في ليّ عنق الآية لتناسب عقيدتهم ومذهبهم، فقال علي بن أبي طالب: "القرآن حمال ذو وجوه" فمنه المحكم والمتشابه وأهل البدع والأهواء يتبعون المتشابه ليستدلوا بها على بدعهم وأهوائهم وقال تعالى في شأنهم: (فأمّا الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله). ومن ذلك استدل المعطلة نفاة الصفات على تأويل ما ثبت من الصفات بقوله تعالى:{ليس كمثله شيء}. واستدل الجبرية على نفاة الحكمة والتعليل بقول الله تعالى: {لا يُسأل عمّا يفعل} على ردّ ما يخالف معتقدهم؛ فيذكرون أموراً لا تليق بحكمته جل في علاه، وهناك أمثلة كثيرة في توسع أهل الأهواء والبدع في تفسير مفاتيح الغيب للإمام الرازي المشهور بالتفسير الكبير أو تفسير الرازي. س5: هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في التفسير؟ نعم، كان للنبي صلى الله عليه وسلم اجتهادات في التفسير كاجتهاده في غيره من مسائل الدين، وهو إمام المجتهدين فيجتهد صلى الله عليه وسلم في فهم النص، وفيما لا نص فيه، فإن أصاب في اجتهاده أقره الله تعالى كما أقرّه الله على اجتهاده إذ شرب اللبن لمّا خيره جبريل بين اللبن والخمر، واجتهاده في قتال الكفار يوم أحد خارج المدينة، واجتهاده في ترك هدم البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم. وإن أخطأ فهو معصوم من أن يُقَرَّ على خطأ فيبين الله تعالى له خطئه، ويصححه له ومن ذلك اجتهاده في أخذه الغنائم يوم بدر قبل الإثخان في قتل الكفار، واجتهاده في التصدي لأكابر الكفار وإعراضه عن الأعمى، واجتهاده في إذنه لبعض المنافقين في التخلف عن غزوة العسرة. س6: من هم القرآنيون؟ وما خطر فتنتهم؟ القرآنيون هم جماعة اكتفوا بالقرآن الكريم وجعلوه المصدر الوحيد للتشريع، وزعموا أن الأخذ بالسنة غير لازم مع وجود القرآن، فلا حاجة إلى البحث في صحيح الأحاديث وضعيفها. وهذه الطائفة صنعها الإنجليز بأرض الهند في القرن التاسع عشر وزعيمها أحمد خان، وتلاه عبد الله جكرالوي في الباكستان، وفي مصر تزعَّم هذه الطائفةَ رجل يقال له: أحمد صبحي منصور وله أتباع ومناصرون في مصر وخارجها وأسس المركز العالمي للقرآن الكريم في أمريكا، كما لهذه الطائفة جمعيات ومؤسسات تنشر أفكارها. خطرها: أحدثوا بدعاً شنيعة في أصول الدين والعبادات ومثال ذلك في صفة الصلاة قالوا بالسجود على الذقن لا على الجبهة واحتجوا بقول الله تعالى: {يخرون للأذقان سجدا} فضلوا وأضلوا. كما لهم شبهات وطرق في محاولة التشكيك في السنة، تلقفوا كثيراً منها عن المستشرقين وغرضهم من ذلك هدم الدين الإسلامي. س7: هل كان الصحابة يتفاضلون في العلم بالتفسير؟ بيّن ذلك. نعم، فعلماء الصحابة وكبرائهم وقرائهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وابن مسعود، وأبي الدرداء، وسلمان الفارسي، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، وعائشة، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن عباس، وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبد الله، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك. قال مسروق بن الأجدع: "لقد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ، فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ". س8: ما هي طرق التفسير عند الصحابة رضي الله عنهم. 1- تفسير القرآن بالقرآن وله أمثله كثيرة منها أن عثمان بن عفان رضي الله عنه صلى الصلاة، ثم جلس على المنبر فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: "أتى هاهنا امرأة إخالها قد عادت بشرّ، ولدت لستة أشهر، فما ترون فيها؟" فناداه ابن عباس رضي الله عنهما؛ فقال: إن الله قال:{ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وقال: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} ، فإذا تمت رضاعته فإنما الحمل ستة أشهر، فتركها عثمان رضي الله عنه فلم يرجمها). 2- تفسير القرآن بالسنة وهو على نوعين أحدهما نصي صريح: إما مما سألوا عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأجابهم، وإما من معرفتهم بسبب نزول الآية، وإما أن يكون الحديث صريحاً في بيان معنى الآية. مثاله: عن مسروق بن الأجدع قال: كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة: ثلاث من تكلم بواحدةٍ منهنَّ فقد أعظم على الله الفرية، قلت: ما هن؟ قالت: من زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية. قال: وكنت متكئا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني، ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: {ولقد رآه بالأفق المبين}، {ولقد رآه نزلة أخرى}؟ فقالت: أنا أوَّل هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض». والآخر: أحاديث يستدل بها على تفسير من غير نص عليه. مثاله: قول ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه». 3- تفسير القرآن بما يعرفونه من وقائع التنزيل: مثاله: ما جاء في البخاري من حديث خالد بن أسلم، قال: خرجنا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فقال أعرابي: أخبرني عن قول الله: {والذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله} قال ابن عمر رضي الله عنهما: «من كنزها، فلم يؤد زكاتها، فويل له، إنما كان هذا قبل أن تنزل الزكاة، فلما أنزلت جعلها الله طُهراً للأموال». 4- تفسير القرآن بلغة العرب: وكان أكثرهم استعمالاً للغة العرب ابن عباس رضي الله عنهما، قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: «شهدت ابن عباس، وهو يسأل عن عربية القرآن، فينشد الشعر». مثاله: ما رواه أبو المعلى العطّار عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنه كان يقرأ {دارست} ويقول: «دارس كطعم الصاب والعلقم». وما رواه منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن ابن عباس، في هذه الآية {إلا اللمم} قال:(الذي يلم بالذنب ثم يدعه، ألم تسمع قول الشاعر: إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما ). 5- الاجتهاد بالرأي في تفسير القرآن فيما لا نص فيه: واجتهادهم رضوان الله عليه أقرب للصواب ممن بعدهم لملازمتهم النبي صلى الله عليه وسلم ومشاهدتهم نزول الوحي ووقائع التنزيل، ولأن العربية لغتهم فهم أشد معرفة بها وبقواعدها، كما يمتلكون أدوات الاجتهاد ما لا يقاربهم فيه غيرهم. مثاله: اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فيما روي عنه من طرق أنه قال: «إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد». قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). س9: بيّن مراتب حجيّة أقوال الصحابة رضي الله عنهم في التفسير. مراتب حجية أقوال الصحابة رضوان الله عليهم: المرتبة الأولى: ما له حكم الرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على أنواع: 1- ما يصرّح فيه بأخذه عن النبي صلى الله عليه وسلم. 2- مراسيل الصحابة. 3- ما لا يقال بالرأي والاجتهاد، ولم يأخذه الصحابي عمن يروي عن بني إسرائيل. 4- قول الصحابي الصريح في سبب النزول. حكمها: ما صح منها فهو حجة في التفسير. والمرتبة الثانية: أقوال صحت عنهم في التفسير، اتفقوا عليها ولم يختلفوا فيها. حكمها: حجة لحجية الإجماع، وأرفعه إجماع الصحابة رضي الله عنهم. المرتبة الثالثة: ما اختلف فيه الصحابة رضي الله عنهم، وهذا الاختلاف على نوعين: النوع الأول: اختلاف تنوّع، وهو ما يمكن جمع الأقوال الصحيحة فيه من غير تعارض. حكمه: هذه الأقوال بمجموعها حجة على ما يعارضها. والنوع الثاني: اختلاف تضاد. حكمه: لا بد فيه من الترجيح فهذا مما يجتهد فيه المفسرون في استخراج القول الراجح بدليله. س10: بيّن فضل التابعين مع الاستدلال. ورد في فضلهم أحاديث عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم: منها ما روي عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». ومنها: عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصَاحَبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصَاحَب مَن صَاحَبَني».. فهذه الأحاديث تدلّ دلالة بيّنة على فضل التابعين للصحابة بإحسان، وسمّوا بالتابعين لقول الله تعالى: {والذين اتّبعوهم بإحسان} وهذا الاسم الشريف يدلّ على أنّهم إنما نالوا أفضليتهم بإحسانهم اتّباع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. |
تقويم مجلس المذاكرة الأول لدورة طرق التفسير المجموعة الأولى: س1: بيّن أهميّة معرفة طرق التفسير. هذا السؤال إجابته اجتهادية وليست نصًا من الدرس ، الطالب يستنبط الفوائد بذاته ويمكن الاشارة إلى شرف طلب هذا العلم أولًا ثم الإشارة إلى مزيد من الفوائد مثل : - أنه يتبين بمعرفة طرق التفسير مدى حفظ الله تعالى لكتابه ذلك لأن طرق تفسيره محكمة ضابطة عن الضلال في فهمه. - أنه يتبين لنا عظمة قدر هذا العلم فلا يتجرأ جاهل على الخوض فيه. - أنه يساعد طالب علم التفسير على التمييز بين ما يجوز فيه الاجتهاد واحتمالات صحة أو خطأ هذا الاجتهاد وما لا يجوز فيه الاجتهاد مطلقًا. التقويم: 1: جيهان أدهم أ+ س2: أحسنتِ وفاتك المثال. 2: رولا بدوي أ+ س4: أحسنتِ وفاتكِ الاشارة إلى شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن. 3: براء القوقا أ+ س4: ينظر التقويم السابق. س7: لو بينتِ أسباب هذا التفاضل. س8: فاتك التفسير بالاجتهاد. 4: سارة المري أ س1: ينظر الملاحظات أعلاه. س4: فاتكِ الاشارة إلى شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن. س8: فاتك ذكر مثال على كل طريقة. 5: مها كمال أ س4: فاتكِ الاشارة إلى شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن. س7: لو بينتِ أسباب هذا التفاضل. س8: فاتك ذكر مثال على كل طريقة. س10: يجب بيان شرط أفضلية التابعين. 6: عطاء طلعت أ+ س2: أحسنتِ وفاتك المثال. س4: فاتكِ الاشارة إلى شروط صحة تفسير القرآن بالقرآن. س7: لو بينتِ أسباب هذا التفاضل. المجموعة الثانية: 1: فروخ الأكبروف أ+ س2/س8: أحسنت ومن تتمة الإجابة ذكر مثال. 2: سعاد مختار أ+ س2: أحسنتِ وفاتك المثال. 3: عبير الغامدي أ+ س2: أحسنتِ وفاتك المثال. س9: فاتك ذكر أحكام كل المرويات. |