معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة التفسير وعلوم القرآن الكريم (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=976)
-   -   سؤال عن وصف الله عز وجل بأفعال لم يصف بها نفسه ولم ترد في السنة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=33403)

صفية الشقيفي 8 محرم 1436هـ/31-10-2014م 07:48 PM

سؤال عن وصف الله عز وجل بأفعال لم يصف بها نفسه ولم ترد في السنة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر ابن عطية في مقدمة تفسيره: باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
ما يفيد كرهه لوصف الله عز وجل بأفعال أثناء التفسير ، لم يصف بها نفسه ولم ترد في السنة، مثل: حكى الله تعالى، خاطب الله تعالى، ...
فما صحة ذلك؟

عبد العزيز الداخل 21 جمادى الأولى 1436هـ/11-03-2015م 02:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي (المشاركة 148815)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر ابن عطية في مقدمة تفسيره: باب في الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى
ما يفيد كرهه لوصف الله عز وجل بأفعال أثناء التفسير ، لم يصف بها نفسه ولم ترد في السنة، مثل: حكى الله تعالى، خاطب الله تعالى، ...
فما صحة ذلك؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الإخبار عن الله تعالى إذا لم يخالف مقتضى النصوص فليس بتوقيفي كما هو متقرر في باب الأسماء والصفات.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (ما يُطْلَقُ عليهِ في بابِ الأسماءِ والصفاتِ تَوْقِيفِيٌّ، وما يُطْلَقُ عليهِ مِن الإخبارِ لا يَجِبُ أن يكونَ تَوْقِيفِيًّا كالقديمِ والشيءِ والموجودِ والقائمِ بنفسِهِ؛ فهذا فصْلُ الخطابِ في مسألةِ أسمائِهِ هلْ هيَ توقيفيَّةٌ أوْ يَجوزُ أن يُطْلَقَ عليهِ منها بعضُ ما لم يَرِدْ بهِ السمْعُ).
والمسألة فيها بحث طويل، لكن الخلاصة ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى، ويضاف إلى تمثيله مثل وصف الله تعالى بالشرف والسمو والأمانة ونحو ذلك مما لم يرد لفظه في النصوص ومعناه صحيح ينزه الله تعالى عن ضده.
وأولى منه إثبات عكس الصفات المنفية.
وكذلك: وصف صفات الله تعالى وأسمائه؛ فلو وصفت رحمة الله تعالى بوصف صحيح لا يخالف مقتضى الدليل الصحيح لم يكن في ذلك حرج، بل قد يكون مطلوبا حين يستفسر عن معناها ولذلك تكلم العلماء في شرح أسماء الله تعالى وصفاته وشرحوا ذلك بكلمات ليست توقيفية لكنها صحيحة تبين مقتضى الدليل الصحيح إما من جهة اللفظ وإما من جهة المعنى، وإما للرد على تأويلات أهل الأهواء، كوصف رحمة الله تعالى بأنها رحمة حقيقية رداً على من قال بأنها مجازية،وكذلك وصف كلامه بأنه بحرف وصوت، وأن ذاته تعالى بائنة عن خلقه ونحو ذلك، واستدل لذلك بعض العلماء بقوله تعالى: (سبحان الله عما يصفون، إلا عباد الله المخلصين) ومنهم من منع الاستدلال بهذه الآية وقال: عباد الله المخلصون لا يصفونه بغير ما وصف به نفسه، وكلا القولين راجعان إلى قول واحد والخلاف لفظي، وفي المسألة تفصيل أكثر.
والمقصود أن الإخبار الصادق الذي لا يتضمّن محذوراً في نفسه كدلالة على معنى يُنزّه الله تعالى عنه؛ فلا حرج في إطلاقه في باب الإخبار، وأمّا الأسماء الوصفات فهي توقيفية كما هو متقرر.


الساعة الآن 11:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir