2-ما رأي فضيلتكم في جعل الشهادات العلمية بختم خاص للمعهد مع إمضاء فضيلتكم ومشرف الدورة ثم توضع صورة لهذه الشهادة في الموقع مع إرسال نسخة لصاحبها على عنوانه في رسالة خاصة ، فتكون الشهادة أكثر مصداقية وتحفيز للطالب، وأكثر جِديَّة بالنسبة للمعهد ومن ينخرط فيه؛ فلا يسع الطالب إلاَّ أن يتحمس لإكمال باقي الدورات فتكون هناك استمرارية في طلب العلم الشرعي والله أعلم؟

3-شيخنا الكريم؛ آمل من فضيلتكم أن تحدثنا ولو بإيجاز عن علاقتكم أو الفوائد التي استفدتها من المشايخ العلماء الذين درست واستفدت منهم، وأخص بالذكر علاقتكم بشيخنا العلامة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظكم الله وبارك فيكم، فإن مثل هذه الأخبار تشحذ الهمم وتقوي العزائم؟

وفي الأخير أقول أُحبك في الله شيخنا الكريم، وازددت لك حبا فيه تعالى لمَّا رأيت مادة مرئية لفضيلتكم منذ سنوات في حلقة التفسير المباشر ، وما يظهر عليكم من تواضع، وسمت، وهدي، ودَلٍّ، نحسبكم كذلك والله حسيبكم ولا نزكي على الله أحدا..
ولا تنسى طلبتك بالدعاء الصالح، فكم -والله- كان له وقع في القلب، ورُبَّ دعاءٍ أو كلمةٍ منكم تحرك ساكن وتنشط خامل..
وجزاكم الله خيرا...

- الفوائد التي استفدتها من العلماء كثيرة ولله الحمد.
وقد يكون الحديث عن الذكريات الشخصية غير محبب في الجوانب العلمية إلا أن يكون المتحدث من العلماء المقتدى بهم ، وأما أنا وأمثالي فقد يكون حديثنا عن هذه الذكريات مستثقلاً ، لكن استجابة لطلبك أشير بعض الإشارات لمواقف كان لها أثر ، فأذكرها لما فيها من نفع علمي.
- كان من توفيق الله لي أنني درست في بدايات تعلمي على أحد طلاب العلم في حينا وكان كثير العناية جداً بأدب الطلب، ويورد علينا من قصص السلف وأخبارهم وآثارهم ما يرقق قلوبنا ويعرفنا بقدر أنفسنا ويعرفنا بقدر العلماء ومكانتهم وما يجب على طالب العلم من توقيرهم وإجلالهم فدرست عليه سنتين لا يكاد يمر درس إلا ويذكر فيه فائدة تتعلق بأدب الطلب ، ويستثمر المواقف التي تمر بنا وما نقرأه عليه في التذكير بهذا الجانب حتى أثر في نفسي كثيراً؛ فتعلمت الأدب قبل العلم.
- وكان من طريقتي في الدراسة أنني أُحَضِّر للدرس من شروح متعددة للمتن ، وأدون الأسئلة فيما يشكل علي، ثم أَحضُر الدرس فإن وجدت جواب ما أشكل علي حمدت الله، فإن انتهى الدرس وبقي على ما أحتاج للسؤال عنه سألت الشيخ عنه بعد انتهاء الدرس إن أمكن، وإلا لحقت به عند انصرافه من المسجد وسألته، وأذكر أن الشيخ صالح آل الشيخ كان يقف لأسئلتنا بعد الدرس بعد خروجه من المسجد وقتاً طويلاً ربما قارب الساعة في بعض الدروس وهو واقف على قدميه يستمع ويجيب ويناقش، وقد حضرت دروسه من عام 1415 هـ إلى أن توقفت دروسه ، وكان من أكثر من استفدت منهم التأصيل العلمي والمنهجية في القراءة والتعلم .
وقد درست عليه خلال تلك المدة العقيدة الواسطية، والطحاوية، وكتاب التوحيد، وكشف الشبهات، والأربعين النووية، واستدركت ما فاتني من دروسه القديمة عن طريقة أشرطة التسجيل كشرحه لثلاثة الأصول، ولمعة الاعتقاد ومسائل الجاهلية، والورقات ، ومقدمة التفسير، والثلاثة الأخيرة لم يتم شرحها، إضافة إلى عدد من محاضراته القيمة.
ولما أنشأت مؤسست آفاق التيسير استشرته في الخطة العلمية لها ، واستفدت من توجيهاته وفقه الله ونفع به.

ولبعض مشايخي مواقف عجيبة تدل على عظيم جلدهم واشتغالهم بالقراءة والتعليم مع مشاركة مباركة في كثير من الأعمال الصالحة الخيرة ، وأخبار بعضهم معروفة مشتهرة، ولستُ إلا من أصغر طلابهم، وقد كتب في سيرهم وأخبارهم عدد من طلاب العلم ، لكن أذكر من ذلك أنني أحصيت مرة للشيخ عبد الله ابن جبرين رحمه الله خمسين درساً في الأسبوع، إضافة إلى جلوسه كل عصر يستقبل الناس في بيته يفتي ويجيب ويكتب الشفاعات ويسعى في قضاء الحوائج، مع مشاركاته في بعض البرامج ، فكنت أتعجب كثيراً مما وهبه الله من بركة عظيمة في الوقت وهمة عالية وجلد عظيم على كبر سنه.

هذه إشارات لبعض ما يحسن ذكره مما أحسب فيه نفعاً، وعلى الله قصد السبيل.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بدر الدين سيفي (المشاركة 43535) وفي الأخير أقول أُحبك في الله شيخنا الكريم، وازددت لك حبا فيه تعالى لمَّا رأيت مادة مرئية لفضيلتكم منذ سنوات في حلقة التفسير المباشر ، وما يظهر عليكم من تواضع، وسمت، وهدي، ودَلٍّ، نحسبكم كذلك والله حسيبكم ولا نزكي على الله أحدا.. ولا تنسى طلبتك بالدعاء الصالح، فكم -والله- كان له وقع في القلب، ورُبَّ دعاءٍ أو كلمةٍ منكم تحرك ساكن وتنشط خامل.. وجزاكم الله خيرا...

أحبك لله الذي أحببتني فيه، ووفقك لما يحب ويرضى، ويسر لك بلوغ ما تأمل، وزادك من فضله وبركاته.