سؤال: كيف يدرب طالب العلم نفسه على سرعة استحضار الأدلة من القرآن الكريم؟
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الفاضل، أحسن الله إليكم.
سمعت في أحد دروس الشيخ عبدالرزاق البدر -حفظه الله-
عمن يحفظ من القرآن الكريم أو يحفظه كاملا لكن إن سئل عن دليل أو حكم ما أو طلب منه الاستشهاد ببعض الآيات مما يحفظ فلا يعرف..
كيف يكون التدريب على ذلك؟
جزاكم الله خيراً

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا أمر من الأمور المهمة التي ينبغي لطالب العلم أن يدرب نفسه عليها، ويداوم على هذا التدريب حتى تحصل له ملكة جيّدة في سرعة استحضار الأدلة، وليبدأ بما هو بيّن؛ كأن يسأل نفسه أو يتذاكر مع زميل له أدلة وجوب التوحيد في القرآن الكريم؛ ثم يحاول أن يجيب على ذلك بما يستطيع، ثم لا يزال يكرر طرح الأسئلة عن الأدلة في الأمور البيّنة حتى يكون له معرفة حسنة بأدلة كثير من المسائل، ثم ينتقل بعد ذلك للطائف المسائل والاستدلالات؛ ويحاول أن يستذكر ذلك ويراجعه في ذهنه من وقت لآخر .
وكثرة الأسئلة في هذا الباب وكثرة الإجابات تفيد الطالب كثيراً خصوصاً إذا كان يحفظ الأدلة لكنه يحتاج إلى استحضارها عند الحاجة للاستدلال فهذا الربط الذهني المتكرر بين الأسئلة والأجوبة والتمرين على ذلك ومراجعته يفيد الطالب كثيراً في بناء ملكة الاستدلال؛ فهذا جانب مهم ينبغي أن يعتني به طالب العلم.
وجانب آخر: هو أن يحرص على استخلاص الفوائد واستنباط الأحكام من الأدلة ، ويدرب نفسه على ذلك؛ فيجعل لنفسه برنامجاً في تدبر الآيات وتأمل الأحاديث واستخراج الفوائد والأحكام التي يستنبطها منها، ومن المهم في أول الأمر أن يعرض ما يستنبطه على عالم أو طالب علم متمكن ليفيده في صحة استدلاله أو خطئه ويرشده إلى ما يحسن منه العناية به.
وهذان الأمران لا ينالان إلى بالصبر والمداومة عليهما، وكلما كان طالب العلم أكثر مداومة على ذلك كان أدعى لرسوخ تلك الأدلة والاستدلالات في ذهنه وهذا يقرّب له السبيل ليكون من الراسخين في العلم بإذن الله.