كيف يجمع بين تلقي ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وبين عدم بلوغه الدليل كون المعوذتين من القرآن؟
عُلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أجاز ابن مسعود للتعليم فكان معلما في زمنه وفي زمن الخلفاء الراشدين، مما يدل على اعتنائه بالقرآن ودرايته بسوره. السؤال: كيف يجمع بين تلقي ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وبين عدم بلوغه الدليل كون المعوذتين من القرآن ؟ فلو تكرمتم مزيدا من التوضيح إن قلنا بعدم التلازم بين هذا وذاك. بارك الله فيكم |
اقتباس:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود: ((يا عبد الله أقرئه)) قال: فأقرأتُه ما كان معي، ثمّ اختلفتُ أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقرأه معاذٌ، وكان معلّمًا من المعلّمين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم). رواه ابن أبي شيبة. وقد قال ابن مسعود نفسه أنه تلقى من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وفي رواية بضعا وسبعين سورة، وسور القرآن التي لم تنسخ مائة وأربع عشرة سورة، وظاهر صنيعه أنه لم يحسب المعوذتين من هذه السبعين، وابن مسعود كان يعلم بالمعوذتين لكنه كان يظنّهما عوذتين من التعويذات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوّذ بها، وليست من القرآن، وهذا الخطأ الذي عرض له لا يقدح في حفظ غيره وضبطه؛ فالعصمة لإجماع الصحابة لا للفرد منهم، فالفرد يجوز عليه الخطأ والوهم، ولذلك لما اشتهر هذا الأمر لم يُقرّ ابن مسعود عليه وعاد ابن مسعود على ما أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم. |
الساعة الآن 02:51 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir