المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة مسائل الإيمان
*&* مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن *&* ( القسم الثاني) السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد. اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية: المجموعة الأولى : س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟ س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن. س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم. المجموعة الثانية : س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن. س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي: أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن. ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن. س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
إن الله – عزوجل – أعز هذا الدين بالإمام أحمد بن حنبل ، كما قال فيه عليّ بن المديني: (إنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة). فهو الإمام التقي الذي لا يخاف في الله لومة لائم ، فصدق في نيته وأيقن بما عند الله من العطاء الجزيل ؛ فنصره الله وأظهر الحق . و إن مما استفدته من خبر محنته – رحمه الله - عدة أمور، منها : 1- صدق النية ، و الحرص على سلامة العقيدة من أي بدعة تفسدها و لو كان ذلك على حساب النفس . 2- الثبات على قول الحق . 3- الالتجاء إلى الله و الدعاء في السراء و الضراء ، و أن من أسباب استجابة الدعاء القرب من الله و الصدق و الإخلاص في القول و العمل . 4- مغريات الدنيا و زينتها لا تساوي شيئاً أمام قول الحق و الثبات عليه ، ولا يعلم حقيقة ذلك إلا الصادق المتيقن أن ما عند الله خيراً و أبقى . 5- عظم أجر العفو والصفح . المجموعة الثانية : س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن. إن عقيدة أهل السنة و الجماعة في القرآن تتلخص في التالي : 1- أن القرآن كلام الله حقيقة لا كلام غيره ، منه بدأ -أي نزل من الله- ، و إليه يعود -أي إشارة إلى رفعه آخر الزمان- . 2- القرآن حروفه و معانيه من الله و ليس مخلوق . 3- حكم من زعم أن القرآن مخلوق : كافر. 4- أن جبريل – عليه السلام- سمعه من الله -تعالى- ، و الرسول – عليه الصلاة و السلام – سمعه من جبريل ، و الصحابة -رضوان الله عليهم- سمعوه من الرسول – عليه الصلاة و السلام - ، و ثم نُقل إلينا متواتراً . 5- القرآن هو الذي في المصحف بين الدّفتين ، محفوظ في السطور و الصدور . 6- كل حرف منه قد تكلم الله به حقيقة ، وهو بلسان عربي مبين . 7- حكم من ادعى وجود قرآن غيره : كافر بالله -تعالى- . قال سفيان بن عيينة : سمعت عمرو بن دينار يقول :" أدركت مشايخنا و الناس من سبعين سنة يقولون : القرآن كلام الله منه بدأ و إليه يعود ". و هذا حاصل أقوال أهل السنة و الجماعة في القرآن . س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي: أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن. الفرق بين قول الكلابية و الأشاعرة في القرآن كالتالي : - الكلابية قالوا : أن القرآن حكاية عن كلام الله . - الأشاعرة قالوا : القرآن عبارة عن كلام الله ؛ لأن الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي ، و العبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ و حروف . و يتفقون على أن القرآن غير مخلوق ، لكنه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه . ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن. الفرق بين قول المعتزلة و قول الأشاعرة في القرآن كالتالي : - المعتزلة قالوا : أن القرآن كلام الله ؛ لكنه مخلوق . - الأشاعرة قالوا : القرآن غير مخلوق و ليس هو كلام الله حقيقة ، و إنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله . و كلا القولين باطلان ؛ فالقرآن كلام الله حقيقة ، تكلم بها بحروف سمعها جبريل ثم نزل به على الرسول – عليه الصلاة و السلام – و بلغه إياه بحروفه . س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون . إن فتنة القول بخلق القرآن من أعظم الفتن التي افتتنت بها الأمة ، و أحدثت التفرقة بينهم ، ولقي من ثبت على قول الحق الأمر الجسيم فصبروا على ما أصابهم ، ونصرهم الله و أظهر الحق . و لابد من وجود بذرة فاسدة مع كل قول مبتدع يكون لها السبق في الفساد ، فإن أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم ، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبدالله القسري عام ١٢٤هـ يوم الأضحى . قال أبو القاسم اللالكائي :" لا خلاف بين الأمة أن أول من قال : ( القرآن مخلوق ) جعد بن درهم ". ثم أخذ هذه المقالة : الجهم بن صفوان ، واشتهرت عنه ، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه ، و بقيت مقالاته حتى تلقفها أهل الكلام و فتحوا بها على الأمة أبواب من الفتن . و للجهم بن صفوان أمور مفسدة أدخلها على الأمة منها : إنكار الأسماء و الصفات ، إنكار علو الله ، القول بخلق القرآن . و حكم عليه علماء عصره بالكفر ، فقتله الأمير : سلم بن الأحوز المازني سنة ١٢٨هـ . ثم ظهر بعدها بمدة بشر بن غياث المريسي ،و كان مشتغلاً بالفقه في أول أمره ، و ممن أخذ عنهم : القاضي أبي يوسف ، و روى عن حماد بن سلمة ، و ناظر الشافعي في مسائل ، و كان مع أخذه عن العلماء يسيء الأدب . أقبل على علم الكلام ، و افتتن به ، وكان خطيباً مفوهاً ، ومجادلاً مشاغباً . و كان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بالقتل ؛ ثم أظهر مقالته . قال علي بن المديني :" إنما كانت غايته أن يدخل الناس في كفره " . و كان تحذير أئمة أهل السنة من هؤلاء المبتدعين تحذيراً ظاهراً منتشراً ؛ فحذرهم طلاب العلم ، لكنهم تسللوا إلى الحكام بما لهم من العناية بالأدب و التفنن في صياغة المكاتبات ، وهذا ما كان قبل عهد المأمون في نشأة القول بخلق القرآن . |
السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
• علـى الانسان ألا يأبه للضرر الحاصل عليه من الناس من أجل تبليغه دين ربه ، فشتان بين من يردعه السب والاستهزاء به عن تبليغ دين الله ومن لا يردعه حتى القتل عن تبليغ دين الله . وقد كان الإمام أحمد يعذر بعضا من الذين أجابوا في الفتنة لأنهم أُكرهوا وعُذبوا ولا يَعذر آخرين أجابوا قبل وقوع أي شيء عليهم خوفا من وقوع الضرر عليهم كعلي بن المديني . • ينبغي ألا يستوحش الانسان من قلة الثابتين على الحق ، وكما يُقال: (أنت الجماعة ولو كنت وحدك ) فليست العبرة بالكثرة. وإن استوحش لا يحملنه هذا على ترك الحق أو الوهن والضعف، فالمسلم لابد له أن يعزم وأن يكون قويا يصدح بالحق في سبيل الله • بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين، فبصبر الإمام أحمد نال الإمامة وبقي علمه يدرس في الأزمان. وقد قال علي بن المديني: (إنّ الله عزّ وجلّ أعزّ هذا الدين برجلين ليس لهما ثالث: أبو بكر الصديق يوم الردّة، وأحمد بن حنبل يوم المحنة). رواه الخطيب البغدادي وعبد الغني المقدسي. • ينبغي للداعي أن يكون على بصيرة من دينه، فيعرف دينه حقا ويعمل بما يعلم ويتعلم أصول التلقي والاستدلال كما عليه أهل السنة والجماعة فيحسن في إستدلاله، وقد ضل المعتزلة لما تركوا أصول التلقي والاستدلال الصحيحة وتأولوا معاني النصوص وجاءوا بمعانٍ غير مرادة لها وأخطأوا الاستدلال وضلوا وأضلوا. • ينبغي ألا يفتح الانسان باب الفتنة على نفسه، فلا يدرس علم الكلام والمنطق من باب الفضول أو من أجل أن يرد على أصحاب البدع المتكلمين وهو يعلم جهله بعقيدة أهل السنة والجماعة، وقد قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه لكتاب حلية طالب العلم عن علم الكلام: ( وعلمُ الكلامِ كلامٌ فارغ) . • يحمد الانسان ربه على العافية في دينه ودنياه فلعله لم يبتلى في دينه بمثل هذه البلاءات العظيمة. فلله الحمد. • ينبغي أن يحسن الإنسان اختيار جلسائه من الصحب والاخوان الذين يعينونه، فقد فرط قوم وقربوا منهم أصحاب بدع وأهواء حتى اقترفوا العظائم وزُينت لهم البدعة وآذوا علماء المسلمين، وقتلوا منهم من قتلوا. • من يأتي بما يعارض أو يصادم النصوص لا ينبغي أن يُقبل منه ما يدعو إليه ولا يؤبه له وقد كان الإمام أحمد لا يرد على المتكلمين إن جاءوا بكلام من علم المنطق ويرد عليهم لما يستدلوا استدلالات خاطئة بالنصوص من كتاب وسنة، فالدين قد كمل ولا يحتاج لإستحسانات البشر العقلية والتي يُفهم منها الاستدراك على الشريعة. • كتابة العلم من الأمور المهمة، فيعتني الطالب بكتابة ما يتعلمه وهذا مستفاد من جمع الإمام أحمد للأحاديث وقد حثه على ذلك نعيم بن حماد ، وكان من طرق وصول علم الإمام أحمد إلينا كتابته له وتدوينه له. قال الإمام أحمد: ( جاءنا نعيم بن حماد ونحن على باب هُشيم نتذاكر المقطعات فقال: جمعتم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (فعُنينا بها منذ يومئذ). س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟ قبل الفتنة التي وقعت وهي القول بخلق القرآن التي خاض فيها الكثيرون وترأسها المعتزلة وأقنعوا فيها بعضا من حكام ذلك العصر كالمأمون والمعتصم والواثق، كان لابد لأهل السنة من التصريح بأن القرآن غير مخلوق دفعا للبس وتبيينا للحق ، فكلام الله صفة من صفاته ولا تكون الصفة مخلوقة . وأما من توقف فلم يقل مخلوق ولم يقل غير مخلوق عدوه واقفيا وهجروه، لأنه لا بد للإنسان أن يؤمن بالقرآن الذي هو صفة من صفات الله ولا يقول بأنها مخلوقة. قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: (ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!). وقد احتج الإمام أحمد على الذين ناظروه بقول الله تعالى :{ ألا له الخلقُ والأمر} ففرّق بين الخلق والأمر، والقرآن من أمر الله تعالى كما قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا} س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن. * من الفرق المكفرة الجهمية الأوائل ؛ لشناعة مقالتهم في القرآن وهي القول بخلق القرآن، وقد أنكروا الأسماء والصفات جميعها؛ ولا خلاف في تكفيرهم. * كثير من الروافض قالوا أقوالا كفرية من قالها فقد كفر مثل : فمن أقوالهم تحريف القرآن وهذا يقوله الاثني عشرية الإمامية ومنهم من يزعم نقصان القرآن وأنه نقص منه ما يدل على فضائل علي وإمامته وأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو الذي جمع القرآن وأن ما لدى الناس من القرآن قليل بالنسبة لما جمعه عليّ، ووجود ظاهر للقرآن يعمله الكثيرون وباطن له لا يعلمه إلا أئمتهم. وهذه أقوال كفرية يكفر من قالها . * المعتزلة: زعموا أن الله إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء، وهذا الاعتقاد قادهم إلى القول بخلق القرآن. * الكرَّاميّة : زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن، ومع أنهم قالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق؛ لكنّهم خالفوا في أصل صفة الكلام، وفي معنى الإيمان بالقرآن.وقولهم مختلف عن قول أهل السنة والجماعة. *الكلابية والأشاعرة والماتريدية:زعموا أن كلام الله هو المعنى القائم بالنفس وأنه لا حرف له ولا صوت ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتفاضل ولا يرتبط بالمشيئة والقدرة. و الكلابية يقولون: إن القرآن حكاية عن كلام الله، والأشاعرة يقولون: إن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى. وكلا القولين باطل. ** الزيدية: هم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وقد زعم الشهرستاني أنهم قالوا بخلق القرآن لزعمه أن زيد تتلمذ على عطاء المعتزلي مع أن أكثر النقل عن الكثيرين من أئمة الزيدية لا يقولون بخلق القرآن بل ينكروه. س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم. • حُبس المحدث محمود بن غيلان المروزي وهو من شيوخ الإمام البخاري ومسلم. • حمل نعيم بن حماد مقيدا إلى العراق لما لم يجب في الفتنة وتم جره بقيوده في حفرة ولم يصلى عليه ولم يتم تكفينه. • قُيِّدَ أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي عالم مصر بقيود تزن 15 كيلوغرام ثم سحب إلى العراق وسُجن إلى أن مات في قيوده • ممن سُجن لأنه لم يجب إلى الفتنة الحارث بن مسكين المصري وهو شيخ النسائي وأبي داوود سجن بضع عشرة سنة. • ما وقع لأحمد بن نصر الأوزاعي لما لم يجب في الفتنة وأبى القول بخلق القرآن من ضرب بالسيف على عاتقه ورأسه ثم طعنه فمات . قال جعفر بن محمد الصائغ: رأيت أحمد بن نصر حيث ضربت عنقه قال رأسه: لا إله إلا الله. وذكر السرّاج عن إبراهيم بن الحسن أنه قال: رأى بعض أصحابنا أحمد بن نصر في النوم فقال: ما فعل بك ربك؟ قال: ما كانت إلا غفوةٌ حتى لقيتُ الله، فضحك إلي. • ضُربَ فضل بن نوح الأنماطي وفُرِّق بينه وبين امرأته. • ما وقع من محنة عظيمة للإمام أحمد بن حنبل من ضرب بالسياط من قبل الجلادين فقد ضرب نيفا وثلاثين سوطا كما ذُكر وقد حُبسَ وكُبَّ على وجهه وداسوه وعذب عذابا شديدا فلم يُجب وثبته الله. |
السؤال العام: بيّن ما استفدته من خبر محنة الإمام أحمد.
1- الثبات على الحق ولو قل المعاون، فإن الله ينصر دينه وينصر من ينصره ورسله. 2- السمع والطاعة للإمام ما لم يأمر بمعصية، وعدم الخروج عليه والصبر على الأذى. 3- الاستمساك بالقرآن والسنة فهما أصل الدين، وعدم الاغترار بما يقوله من يقدم العقل على النقل. 4- عدم الطعن فيمن أكره والتماس الأعذار لهم ما داموا على الحق. 5- الحرص على تثبيت الإخوان والتواصي بالحق والصبر. 6- سؤال الله الإعانة والتسديد والتثبيت فإن الإنسان لا يقوى على احتمال الأذى دون معونة ومعية إلهية. 7- ثبات العلماء أجل وأعز من ثبات عامة الناس، فالناس يتبعون العلماء وربّ عالم يزل فيزل بعده خلق كثير. 8- الحرص على الأخذ من العلماء الربانيين الذين يتبعون ما جاء في الوحي لا ما جاء من الهوى. المجموعة الثانية: س1: لخص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن. ج1: القرآن هو كلام الله حقيقة وليس بمخلوق، حروفه كلها ومعانيه من الله سبحانه بصوت ولسان عربي مبين، بدأ منه فسمعه جبريل ثم سمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل ثم سمعه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقل إلينا متواترا، فهو محفوظ في الصدور ومحفوظ في السطور بين دفتي المصحف، ثم يعود إلى الله فيرفعه آخر الزمان، ولا يوجد قرآن غيره، ومن ادعى ذلك أو ادعى أنه مخلوق فقد كفر. س2: بيّن الفرق بين كل مما يلي: أ- قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن. - يعتقد الكلابية أن القرآن حكاية عن كلام الله وليس كلامه، فكلام الله عندهم هو معنى نفسي لا حرف له ولا صوت، إذ إنه كما يزعمون لا بد أن يقوم بالمتكلم وهذا ممتنع على الله، فجبريل هو الذي يحكي ما في نفس الله تعالى ويسمعه النبي صلى الله عليه وسلم. - ويعتقد الأشاعرة أنه غير مخلوق، وأنه عبارة عن كلام الله لكن ليس على الحقيقة وإنما عبارة عبر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وقال بعضهم أنه كلام الله على المجاز. فالفرق بينهما أن الكلابية يعتقدون أن القرآن حكاية عن كلام الله وليس كلامه وأنه لا حرف له ولا صوت، بينما يقول الأشاعرة أن الحكاية تقتضي مماثلة المحكي فهو عبارة عن كلام الله، والعبارة تعبير عن المعنى بصوت وحرف، وكلاهما يعتقد أنه غير مخلوق لكنه ليس كلام الله حقيقة بألفاظه. ب- قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن. - يعتقد المعتزلة أن كلام الله مخلوق، يخلقه في أجسام ويسمعه من يشاء متى شاء أن يتكلم، فهو منفصل عنه كما يزعمون. - ويعتقد الأشاعرة أنه غير مخلوق، وأنه عبارة عن كلام الله لكن ليس على الحقيقة وإنما عبارة عبر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وقال بعضهم أنه كلام الله على المجاز. فالفرق بينهما أن المعتزلة يعتقدون أنه كلام الله لكنه مخلوق، بينما يعتقد الأشاعرة أنه عبارة عن كلام الله عبر به جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله وليس بمخلوق وقال بعضهم أنه كلام الله على المجاز، وكلا القولين باطلان. س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون. ج3: نشأت بدعة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون على يد ثلاثة: - أما الأول: فهو الجعد بن درهم، وهو أول من ابتدع هذا القول، وقد زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، وقتله أمير العراق خالد بن عبد الله القسري يوم عيد الأضحى. - وأما الثاني: فهو الجهم بن صفوان، وهو الذي اشتهرت عنه، وقد كان يأخذ من الجعد بن درهم فهو من أحفاده، ولم يكن له أتباع في حياته وإنما أخذ أهل الكلام مقالاته بعد موته، ولم يكن من أهل العلم ولم يعتن بالأحاديث والآثار وإنما ساعده على نشر مقالاته: فصاحته وذكاؤه وجداله، وقد أنكر الأسماء والصفات وعلو الله، وقال بخلق القرآن، وغلا في الجبر والإرجاء، فقتله الأمير سلم بن الأحوز، وقال علماء عصره أنه كافر. - وأما الثالث: فهو بشر بن غياث المريسي، وقد فتن بعد اشتغاله بعلم الكلام ففقد ورعه وتقواه ولم ينفعه اشتغاله بالفقه أول الأمر ولا مجالسته العلماء أمثال الشافعي وحماد بن سلمة وغيرهم، وساعده في ذلك أنه كان خطيبا مفوها ومجادلا تلقف مقالات الجهم من أتباعه حتى صار عين الجهمية وعالمهم، فزعم أن القرآن مخلوق، وحذر العلماء منه وكفروه، حتى إنه استخفى في زمن هارون الرشيد ولم يخرج لنشر بدعته حتى مات الرشيد، ثم تسلل هو وأصحابه إلى الحكام والولاة بما أوتوا من لسان وخطب وكتابة وحفظ نوادر، حتى آلت الخلافة إلى المأمون فقربهم وأعجب بهم. |
المجموعة الثانية :
السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد. • فضل الله تعالى على هذه الأمة أن قيّض علماء يذودون عن الدين ويحمون العقيدة من بدع المبطلين • سؤال الله تعالى الثبات على الحق دوماً وخصوصا وقت الفتن • أن الرزق من الله وحده ، فلا يخاف العبد من الخلق أن يقطعوا رزقه • أن السكوت عن الحق في أول الأمر يجرئ أهل الباطل على التمادي في غيهم • أن العلماء رؤوس للناس وقدوات في الاعتقاد والعمل • أن تذكر البلاء والتعذيب الذي لقيه من قبلنا ، يعين الصبر والثبات على الحق • أن من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان فهو معذور ، ولا تثريب عليه • ملازمة العبد دعاء ربه والتضرع إليه والافتقار بين يديه ، فما أسرع الفرج لمن أدام القرع س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن. أنَّ القرآنَ كلامُ الله تعالى حقيقةً ، منه بدأ وإليه يعود، وأنَّ القرآنَ حروفه ومعانيه من الله تعالى ، ليس بمخلوق ، وأن من زعم أنّ القرآن مخلوق فهو كافر،وأنه نقل متواتراً إلينا من الصحابة الذين سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم الذي سمعه من جبريل الذي سمعه من الله تعالى ، وأنه محفوظ في السطور والصدور ، وأن الله تكلم به حقيقة بلسان عربي مبين، وانه من زعم وجود قرآن غيره فهو كافر . س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي: أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن. الفرق بين الكلابية والأشاعرة في القرآن: هو أن الكلابية يقولون: إن القرآن (حكاية عن كلام الله) ، والأشاعرة يقولون: إن القرآن (عبارة عن كلام الله تعالى)، لأنَّ الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف. ويتّفقون على أنّ (القرآن غير مخلوق)، لكنّه عندهم (ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه) ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن. الفرق بين المعتزلة والأشاعرة: أن المعتزلة يقولون: إن القرآن (كلام الله تعالى لكنّه مخلوق). والأشاعرة يقولون: إن القرآن (غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى) س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون هي من أعظم الفتن التي بليت بها الأمة : • أول من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو (الجعد بن درهم) ، وقتله أمير العراق عام 124 • ثم أخذ مقالته ( الجهم بن صفوان) وكان يأخذ الكلام من الجعد ، وقتله الأمير عام 128 • ثم ظهر بعدهما (بشر المريسي) ولم يدرك الجهم بل تلقف مقالته من اتباعه وكان متخفيا في زمن هارون الرشيد لما بلغه من وعيده بقتله ، ثم أظهر مقالته ودعا الى ضلالته بعد موت الرشيد عام 193 • وقد حذر أئمة السنة من بشر المريسي وأصحابه ، لكنهم تسللوا إلى الحكام لما لهم من عناية بالكتابة والأدب والنوادر من الأخبار ، حتى عام 198 لما آلت الخلافة للمأمون |
المجموعة الأولى:
س1:ماسبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق؟ بسبب الفتنه التي ظهرت بالقول بأن القرآن مخلوق غير منزل،والتي قد فُتن بها أصحابها العامة وبعض الولاة والقضاة فصرحوا بذلك بيانًا للحق وابعادًا لما قد حدث من ريبة ولبس من هذه الفتنه العظيمة والتي قد قال فيها ابن تيمية :(لم يقل أحد من السلف :إن القرآن مخلوق أوقديم ،بل الآثار متواترة عنهم يقولون :القرآن كلام الله ،ولما ظهر من قال :إنه مخلوق ،قالوا ردَّ كلامه :إنه غير مخلوق ).وقال أبو داود السجستاني :سمعت أحمد يسأل :هل لهم رخصة أن يقول الرجل :القرآن كلام الله ثم يسكت ؟فقال:(ولم يسكت ؟!لو لا ماوقع فيه الناس كان يسعه السكوت ،ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا ،لأي شئ لايتكلمون؟!!) ——————————— س2: إعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفه لأهل السنة في القرآن . لقد ظهرت عدة فرق قد خالفت أهل السنة والجماعة ومن تلك الفرق: 1-الرافضة: وهؤلاء قد اختلفوا على فرق كثيرة،فمن تلك الفرق الإثني عشرية والذين وهم من قال وزعم بأن القرآن الكريم محرف ،وفرقة أخرى قد زعموا أن القرآن ناقص حيث قالوا:أن علي رضي الله هو من جمع القرآن وأن مالدى الناس ليس كل ماجمعه علي رضي الله عنه وأنه للقرآن باطن لايعلمه إلا ومعظميهم وأما البقيه فإنهم لايعلمون إلا الظاهر ،وهم قد كفروا بأقوالهم تلك. ............................ 2-الجهمية الأوائل:وهم اتباع جهم بن صفوان ،وقد أنكروا صفات الله وأسمائه فأنكروا صفة الكلام لله عزوجل ،وقد أجمع السلف على كفرهم. ......................... 3-المعتزلة: وهؤلاء قد فصلوا صفة الكلام عن الله عز وجل وقالوا إنه مخلوق،وإذا أراد أن يتكلم خلق كلامًا في بعض الأجساد يسمعه من يشاء سبحانه وتعالى. ........................ 4-المرامية:وهم اتباع محمد بن كرام السجستاني،فقد كان متعبدًا ناسكًا لم يجالس العلم ولم يأخذ عنهم ،فقد اشتغل بالقول في التعبد والزهد فتبعه خلق كثير وفد كان له بدًعا وأقوالًا شنيعه منها قوله بأن الإيمان لايشترط أن يصاحبه اعتقاد بالقلب بل يكتفى أن يكون قولًا باللسان. وقد زعم بعض أصحاب تلك الفرق أن كلام الله حادثًا وأن كان ممتنعًا عن الكلام لامتناع حوادث لاأول لها عندهم ثم حدثت له صفة الكلام .وقالوا أيضًا أن القرآن غير مخلوق لكنهم خالفوا أهل السنة في صفة الكلام لله عز وجل . .................................. 5-الزيدية:وهم اتباع زيد بن علي بن الحسن بن علي رضي الله عنه وقد زعم الشهرستاني أن زيد تتلمذ على واصل بن عطاء وأن أوائلهم معتزلة وهذا القول انكره ابن الوزير وأكثر مانقل عنهم هو انكارهم القول بخلق القرآن . .............................. 6-الكلابية والماتريدية والأشاعرة:زعموا أن كلام الله لاحرف ولاصوت وأنه قديم وأن كلام الله هو المعنى النفسي القائم بالله عز وجل وأن جبريل عليه السلام يحكي مافي نفس الله تعالى ويسمعه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مازعمه ابن كلاب .ثم أتى بعده الحسن الأشعري والذي سلك مسلكه وذهب إلى أن القرآن كلام الله وهو لايريد بذلك حقيقةً وإنما عل سبيل المجاز. ............................... س3-اذكر ممادرست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبينًا أنواع الأذى الذي لحق بهم. هنالك عدة علماء ومحدثين قد لحق بهم كي يقروا من ادعى خلق القرآن وذاقوا العذاب جراء ذلك وم هؤلاء : —عفان بن مسلم الصفار وهوشيخ الإمام أحمد والذي قد أمر المأمون بقطع المؤونة عنه إن لم يقر بذلك وقد كان فقيرًا لكنه لم يرسخ لذلك ولم يجيبهم. —يحيى بن معن،وأبو خيثمة زهير بن حرب ،وأحمد بن إبراهيم،وإسماعيل الجوزي ومحمد بن سعد ،وأبو مسلم عبدالرحمن بن يونس،وابن أبي مسعود لكنهم أجابوا المأمون.كذلك هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن،وعبد الله بن ذكوان وأحمد بن أبي الحواري وقد كانوا أجابوا عدا أحمد والذي قد أحضروا له زوجته وأولاده ليجيب لكنه لم يرسخ لذلك ولم يجب إلا على قول أن مافي القرآن من جبال وأشجار مخلوق. —ومن أولئٰك أيضًا الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ،ومحمد بن نوح ،وعبيد الله القواريري،والحسن بن حماد الحضرمي وجماعة من أهل الحديث،وقد أجابوا عدا الإمام أحمد ومحمد بن نوح ،وقد ذاق الإمام أحمد العذاب من سجن وضرب لأجل ذلك لكنه لم يرسخ لهم وثبت على الحق وكانت حجته عليهم قوية رغم ماوجد .كذلك أبو نعيم الفضل وهو من أهل الكوفة والذي ثبت ولم يجبهم،فطعن في رقبته وأصيب بكسر في صدره حتى أنه بعدها بيوم . —وفي البصرة العباس بن عبد العظيم والذي قد ضرب بالسياط حتى أجاب وقد عذره الإمام أحمد وكان معه علي بن المديني والذي قد أجاب وهو لم يتعرض لأذى ولم يعذره الإمام أحمد. —وفي مصر أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي والذي قدحُمل إلى بغداد في أربعين رطلًا من الحديد مقيدًا بها ويغرمها وقد حمل على بغل وفي عنقه غل وفي رجليه قيد وبينه وبين الغل سلسلة فيه لبنة وزنها أربعون رطلًا .ورغم ذلك ظل ثابتًا وقد مات مسجونًا بقيوده. —نعيم بن حماد وهو من أهل خراسان ،وقد ثبت على الحق حتى مات في سامرا والتي قد حبس بها وروي أنه جر بأقياده حتي ألقي بحفرة ولم يكفن ولم ولم يصلى عليه . — الحافظ المحدث محمود المروزي والذي قد سجن. — أحمد بن نصر الخزاعي والذي قد قد قيد وأُوقف على النطع ،فأبى أن يجيبهم ،حتى تقدم إليه الوالي فضربه على عنقه ثم ضربه على رأسه ،ثم طعنه في بطنه فمات عليه رحمة الله .ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بصلب جسده في سامرا ،وعلقوا رأسه في بغداد وربطوا في أذنه ورقةً قد كتبوا عبارة :(هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك ،دعاه عبد الله الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه ،فأبى إلا المعاندة ،وجعله الله إلى ناره).وقد بقي ست سنين ثم جمع رأسه بجسده ودفع إلى أهله فشيعه خلق كثير ودفن عليه رحمة الله. —فضل بن نوح وقد ضرب وفرق بينه وبين امرأته . —أبو عبدالرحمن عبدالله بن محمد بن إسحاق الأذرمي،والذي قد جيئ به مقيدًا،فثبت وغلبت حجته حجة أحمد بن دؤاد وسقط ابن دؤاد من عين الخليفة وأمر الخليفة بفك قيده ولعل الواثق قد رجع عن الفتنة منذ ذلك اليوم . — المحدث الفقيه الحارث بن مسكين المصري،والذي قد ثبت ولم يجب ،وقد سجن حتى تولى المتوكل الخلافة فأطلق صراحه وولي قاضيًا على مصر. |
اجابة السؤال العام
بين ما استفدته من محنة خبر الامام احمد استفدت عدة دروس منها جهود العلماء في الصد عن القرآن والدفاع عنه عظم القرآن في نفوس العلماء يدفعنا للنظر في ماقدمنا للقرآن مهما اشتد البلاء فالنصر قريب يجب التفكر في ماقدمنا للقرآن هل قمنا بحقه أم مقصرين فيه فوالله ما أقمنا حقه كما يجب عظيم المحنة والبلاء للامام احمد يكشف لنا قوة الإيمان في قلبه وجوب التمسك بالدين وإقامة حق الله بطاعته واجتناب مانهي عنه من تمسك في السراء نجاه الله بالضراء مهما واجهتنا من فتن فلاتقارن بما كان عليه في زمن فتنة القرآن تهون مصائب الدنيا وفتنتهااذا قورنت بفتنة الدين أعظم المصائب والفتن هي فتنة الدين المجموعة الأولى : س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟ كان العلماء قبل حدوث فتنة خلق القرآن يقولون: إن القرآن كلام الله؛ فلمّا حدثت فتنة القول بخلق القرآن صرّحوا ببيان أنه غير مخلوق. ومن توقّف في كون القرآن مخلوقاً أو غير مخلوق عدّوه واقفيًّا وهجروه؛ لأنَّ من واجب الإيمان بالقرآن اعتقادَ أنّه كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله لا تكون مخلوقة. قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: (ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!). أي: حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا العامَّةَ بذلك، وفتنوا بعضَ الولاةِ والقضاةِ بذلك: وَجَبَ التصريحُ بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق، بياناً للحقّ، ودفعاً للَّبس. س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن. الرافضة اختلفوا على فرقٍ كثيرة، ولكثير منهم أقوال كفرية باطلة في شأن القرآن؛ فمنهم من يقول بتحريف القرآن، وهذا مستفيض عن الاثني عشرية الإمامية، ومنهم من يزعم أنّه ناقص، قد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي وإمامته، وأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد انفرد بجمع القرآن، وأن ما لدى الناس منه قليل بالنسبة لما جمعه عليّ، وأنّ للقرآن ظاهراً يعلمه الناس، وباطناً لا يعلمه إلا أئمتهم وبعضُ معظَّميهم. وأمّا الجهمية الأوائل أتباع جهم بن صفوان؛ فإنهم قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا، وإنكارهم سائر الأسماء والصفات، وقد أجمع السلف على تكفيرهم. وأمّا المعتزلة: فزعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق. وأمّا الكرَّاميّة فهم أتباع محمّد بن كرّام السجستاني وقد اختلفت الكرامية على فرق، ومما نقل عنهم أنهم زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن، وأنّ الله تعالى كان ممتنعاً عليه الكلام لامتناع حوادث لا أوّل لها عندهم، ثمّ حدثت له صفة الكلام، وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق؛ لكنّهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام، وفي معنى الإيمان بالقرآن، ولذلك يجب التفريق بين قولهم وقول أهل السنة. وأمّا الزيدية فهم أتباع زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب وقد زعم الشهرستاني في الملل والنحل أنّ زيد بن علي تتلمذ على واصل بن عطاء، وأن أوائل الزيدية معتزلة، وهذا القول أنكره ابن الوزير اليماني في العواصم والقواصم إنكاراً شديداً، وأكثر النقلَ عن جماعةٍ من أئمة الزيدية ينكرون القول بخلق القرآن. وأما الكلابية والماتريدية والأشاعرة فزعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل. س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم. وكان أوّلَ من امتحن من العلماء عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً كبيراً في الرابعة والثمانين من عمره لمّا امتحن فدعاه نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم المصعبي؛ فقرأ علييه قال: يا شيخ إن أمير المؤمنين يقول: إنك إن لم تجبه يقطع عنك ما يجري عليك. قال عفان: فقلت له: يقول الله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}؛ فسكتَ وانصرفتُ. ثم يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود. أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقّة ؛ ولم يُمتحنوا في بلدانهم؛ وإنما أحضروا إليه؛ فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأطلقوا. وفي دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم؛ فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، وكان والي دمشق يجلّ هؤلاء العلماء ولا يقوى على مخالفة أمر الخليفة؛ فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني. وكان شيخاً كبيراً قد بلغ الثامنة والسبعين من عمره؛ فأُدخل على المأمون وبين يدي المأمون رجل مطروح قد ضُربت عنقه، ليرهبه بذلك وأخذ المأمون بالنطع والسيف؛ فلما رأى ذلك أجاب مترخّصاً بعذر الإكراه. لكن أمر بالحبس فأُشْخِصَ من الرَّقة إلى بغداد فحبس فلم يلبث في الحبس إلا يسيرا حتى مات فأخرج ليدفن أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث. فأحضر كل واحد منهم من موضعه، وأما الإمام أحمد بقي في الحبس؛ فمكثا أياماً؛ ثم ورد كتاب المأمون من طرسوس بأن يحملا إليه؛ فحملا مقيّدين وعزم على ضربه؛ فدعا بالعقابين والسياط فضرب بالسياط ضربا مبرحا حتى أغمي عليه فأعيدَ عليه الضربُ حتى ضرب نيّفاً وثلاثين سوطاً، وأغمي عليه ؛ ثم سحبوه وكبّوه على وجهه وداسوه، فلمّا رأى المعتصم أنّه لا يتحرّك دخله الرعب، وأمر بتخليته. فلم يفق إلا وهو في حجرة قد أطلقت عنه الأقياد. ثم حملوه على دابّة إلى داره لبعض الجراحات غور؛ فسبرها بالميل ؛ فلم يجدها نقبت، وعافاه الله من ذلك، ورأى بعض اللحم قد مات من الضرب؛ فقطعه بسكين، فلم يزل أثر الضرب في ظهره. . ففي الكوفة: أُخذ أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخاً كبيراً قد قارب التسعين؛ فأدخل على الوالي مع جماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس وابن أبي حنيفة؛ فامتحنه الوالي فأدخل على الوالي مع جماعة من أهل الحديث منهم أحمد بن يونس وابن أبي حنيفة؛ فامتحنه الوالي: ولكنه لم يجب اليه ثمّ قطع زرّا من قميصه وقال: عنقي أهون علي من زري هذا. ثمّ إنّه طُعن في عنقه وأصابه (وَرَشْكين) وهو كسر في الصدر، ومات بعد يوم من جراحته وفي البصرة: أُخذ العباس بن عبد العظيم العنبري، وعلي بن المديني فامتحنا فلم يجيبا في أول الأمر؛ فأما العباس فأقيم فضرب بالسوط حتى أجاب، وعلي بن المديني ينظر إليه؛ فلما رأى ما نزل بعباس العنبري وأنّه قد أجاب أجاب مثله، ولم يُنل بمكروه ولا ضرب؛ فكان الإمام أحمد يعذر العباس ولا يعذر عليّا لذلك. أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي؛ عالم مصر ومفتيها فاستدعاه والي مصر؛ فامتحنه فأبى أن يجيب،وكان ابن أبي دؤاد قد أمر أن يُحمل إلى بغداد في أربعين رطلاً من حديد يقيّد بها ويغرّمها من ماله إن لم يجب.فيكون وزن القيد نحو 15 كيلوجرام من الحديد. وترك في السجن إلى أن مات في قيوده الحافظ المحدّث محمود بن غيلان المروزي نزيل بغداد من شيوخ البخاري ومسلم وقد حبس أُحضر أحمد بن نصر الخزاعي إلى مجلس الواثق؛ وكان شيخاً أبيض الرأس واللحية، فأُوقف على النطع مقيّداً؛ وامتحنه الواثق بنفسه وأشاروا اليه من في مجلسه أمثال ابن أبي داؤد وغيره بالقتل ثم نهض إليه الواثق بالسيف فلما انتهى إليه ضربه بها على عاتقه وهو مربوط بحبل قد أوقف على نطع، ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه بالصمصامة في بطنه فسقط على النطع صريعا رحمه الله وتقبّله في الشهداء.ثم عُلّق رأسه رحمه الله في بغداد، وربطوا في أذنه ورقه وصُلب جسده في سامرا، وبقي مصلوباً ستّ سنين ؛ ثمّ جمع رأسه وجسده ودفع إلى أهله فدفنوه، واجتمع لتشييعه ودفنه ما لا يحصى من العباد وممن أوذي في هذه المحنة من المحدّثين: فضل بن نوح الأنماطي؛ فإنّه ضُرب، ثمّ فرّقوا بينه وبين اهله وفي آخر زمن الواثق جيء بشيخ من أهل الشام من بلدة يقال لها "أذنه" ليُمتحن في مسألة خلق القرآن بحضرة الواثق؛ وكان الواثق إذا أراد أن يقتل أحداً أحضر ابنه المهتدي ليشهد قتله. وتمت المناظرة بينهم والجم الشيخ بحججه القوية وبراهينه العظيمة ابن أبي دؤاد ثم أعرض الشيخ عن ابن أبي دؤاد، وأقبل على الواثق، ونصحه فأمر بفك قيده |
إجابة السؤال العام:حينما نقرأ قصة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله نستشعر مدى قوة إيمانه ،وصبره وحبه لله ورسوله ،والدار الآخرة ،ودفاعه عن الحق، وحبه للغير ،فقد ثبت رحمه الله وصبر ودافع عن الحق وقد فُتن فتنة عظيمة رغم ذلك لم ييأس ولم يخضع لتلك الفتنه،رغم أصناف العذاب التي قد ذاقها .فعلينا أن نقتدي به رحمه الله. فنحن في زمن قد كثرت فتنه ،وقد قال حبيبنا وقدوتنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم :(يأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر )وقال صلى الله عليه وسلم:(بادروا بالأعمال الصالحات فإن فتنًا ستكون كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرا،ويمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا )أوكما قال صلى الله عليه وسلم فتلك الملهيات ،والشواغل، واتباع الهوى ،والشبهات والبدع التي قد ظهرت ،وغير ذلك من أمور الدنيا التي ربما تشغلناعن الله والدار الآخرة،وعن مايرضي الله ويعود علينا بالنفع والفائدة في حفظ أوقاتنا ،واستغلالها فيما ينفعنا في الدنيا ويرضي عنا خالقنا ويقودنا إلى جناته بفضله ورحمته فعلى على المسلم أن يبادر بالأعمال الصالحة، وفي كتاب الله وسنة نبيه أدعية جامعة على المسلم أن يدعي بها فمن تلك الأدعية :(ربنالاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) .وقول يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .وقول اللهم إني أعوذ بك من الفتن ماظهر منها ومابطن ،وغيرها من الأدعية الواردة .
|
ماستفدته من محنة الامام احمد هو ان الانسان يجب علي ان يتبع الحق و لا يلتقت الى الطريق المعوج، اللجوء الى الله بصدق و التوكل عليه حق توكل، اخذ العلم عمن هم اهله حقا، الصفح، عدم تقديم اي شيء على نصرة دين الله و اخيرا تعلم الصبر و الاتصاف به.
١.إن القرآن كلام الله و من الإيمان بالاعتقاد الجازم بانه كلام الله و الكلام صفة من صفات الله غير مخلوقة، و هذا هو ما قيل و نقل عن ائمة اهل السنة من الصحابة و التابعين و غيرهم من الحفاظ و كبار الائمة في ازمنة و قرون مختلفة، و عندما حدثت الفتنة التي ضل و فُتن فيها الكثيرون و قالوا ان القرآن مخلوق، وُجب على علماء اهل السنة و الجماع تصريح و بيان و توضيح ان القرآن غير مخلوق بل هو كلام الله سمعه جبريل عليه السلام من رب العزة و القاه الى الرسول محمد صلى الله عليه و سلم. كما قال ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة: "لم يقل احد من السلف: ان القرآن مخلوق او قديم، بل الآثار متواترة عنهم بأنهم يقولون: القرآن كلام الله، و لما ظهر من قال: انه مخلوق، قالوا ردا لكلامه: انه غير مخلوق". لذلك التصريح بان القرآن غير مخلوق كان سببه فتنة وقعت بين الناس و اهل السنة صرحوا بهذا لدفع الفتنة عن الناس. ٢.اقوال القرق المخالفة لأهل السنة في القرآن هي: - الرافضة:انهم على اختلاف كبير و الكثير مما يعتقدونه بما يخص القرآن يخرجهم من الملة الاسلامية لانه كفر. من اقوالهم: تحريف القرآن و نقصانه، و هنالك من يزعم ان الامام علي رضي الله عنه و ارضاه جمع القرآن و انفرد بهذا عن الناس الذين ما عندهم الا قليل ان قُرن بما لدى علي رضي الله عنه و ارضاه، و من قال منهم أن للقرآن ظاهر و باطن و فقط ائمتهم يعلمون كليهما اما الناس فلا. و مثل هذه الأقوال انما تؤدي قائلها الى الخسران في الدارين لانها كفرية بما جاء به القران الذي انزله رب العزة جل جلاله و هو الذي يحفظه. -الجهمية: انهم اتباع جهم بن صفوان الذي انكر سائر الاسماء و الصفات و قال بان القرآن مخلوق. السلف اجمع على انهم كفار. - المعتزلة: انهم لما خاضوا في صفات الله قالوا عن صفة الكلام انها مخلوقة منفصلة عن الله و لهذا قالوا ان الله اذا اراد الكلام خلق كلاما يُسمعه لمن شاء و لقولهم هذا و خوضهم فيه انتهى بهم القول ان قالوا القرآن مخلوق. - الزيدية: هم اتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب. وزعم الشهرستاني بان أولها معتزلة و بأن زيد بن علي اخذ عمله عن واصل بن عطاء، لكن ابن الوزير اليمآني انكر هذا القول في العواصم و القواصم و اكثر ما نقل عن الزيدية انهم ينكرون القول بان القرآن مخلوق. -الكرامية: هم اتباع محمد بن كرام السجستاني، انه عبد الله بدون علم و لا اخذ عن اهل العلم، و انشغل بالكلام في التعبد و التزهد و اتَّبعه الكثيرين. عند موته اتباعه كانوا قرابة 20 ألفا. و هذه الفرق الثلاثة: الكلابية و الأشاعرة و الماتريدية قالوا ان كلام الله هو ما في نفسه قائم بالله جل جلاله و هو قديم على قدمه. و بالنسبة لهم ليس بحرف و لا صوت و غير متعلق لا بالمشيئة و لا بالقدرة و نفوا ايضا انه يتجزأ و يتبعض و يتقاضل. اصل من بدا بهذا القول عبد الله ين سعيد بن كلاب البصري بحيث اراد الرد على المعتزلة لكن انتهى به الامر بقول ان الحروف التي تتلى من القرآن حكاية عن كلام الله و ليست من كلام الله و بهذا خاض في صفة الكلام و ضل. و بعده قال ابو الحسن الاشعري متتبعا طريق ابن كلاب ان الحكاية يجب فيها ممثالة المحكي اي انها عبارة عن المعنى و دلالة عليه. و انتهى به الامر بان قال ان القرآن عبارة عن كلام الله. - الكلابية: اتباع ابن كلاب، يزعمون ان القرآن حكاية عما في نفس الله حكاها جبريل عليه السلام للرسول محمد صلى الله عليه و سلم. و هذا باطل. -الاشعرية: اتباع ابو الحسن الاشعري، متبع طريقة الكلابية، قال ان القرآن عبارة عن كلام الله و ليس كلام الله. ٣.العلماء الذين امتحنوا في مسألة القرآن: - عفان بن مسلم الصفار، و قد امر المامون بقطع ما ياخذ من مال من بيت ان رفض القول بخلق القرآن، فابى الشيخ قول الباطل. - يحي بن معين، و ابو خيثمة زهير بن حرب، و أحمد بن ابراهيم الدورقي، و اسماعيل الجوزي، و محمد بن سعد كاتب الواقدي، و ابو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي و اين أبي مسعود: وقع منهم ان قالوا بما يرضي المامون مخافة منه. - هشام بن عمار، و سليمان بن عبد الرحمن، و عبد الله ين ذكوان، و أحمد بن ابي الحواري: امتحنوا و اجابوا الا احمد. - ابو مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني: رفض ان يدعن بقول الباطل بالرغم من انه اخوتي اليه امام المامون و كان عنده من قتل لعدم قوله بخلق القرآن. و عقوبته كانت حبسه في منزله حتى وافته المنية. - احمد ابن حنبل، و محمد بن نوح العجلي، و عبيد القواريري، و الحسن حماد الحضرمي: فقط الامام احمد و محمد نوح من بقي و أمسكت بقول الحق و على اثر ذلك حبسوا لايام و من بعد حمِّلا الى المامون، غير ان الامام احمد دعا الله و مات المامون قبل ان يلقاه. و كانا يحملا من بلد الى اخر و مرضا و هما في الطريق و اشاهد المرض بمحمد بن نوح حتى مات و صلى عليه الإمام احمد. و الكثير من العلماء من امتحانوا ايضا و منهم من قال بخلق القرآن بعذر الاكراه و من ابى هذا القول الباطل حُبس، او عُزل، ضُرب، او فُرق عن اهله. و بقي الامام احمد صامدا لا يخشى في قول الحق بوما لائم و حاول عمه إخراجه من سجنه الذي طال فأجاب نائب بغداد لذلك و أتى به لداره ليناظره منتظرين المعتزلة، ابو شعيب الحجام و محمد بن رباح، و ما استطعوا مناظرته اذ لم أقم لهم حجة. و بعد ذلك زيد في تعذيب الامام بحيث حبي في غرفة مظلمة و الاقياد التي قيد بها زيدت، ثم حمل على دابة و ما أمسكه احد. و صباحا احضر الى مجلس المعتصم مع قضاته و المعتزلة و كان زعيمهم فاضي القضاة ابن أبي دؤاد موجودا. و ما قامت لهم اي حجة على قولهم بخلق القرآن. و حبس الامام أحمد لايام و حاولوا جاهدين مناظرته لكن كل المحاولات فشلت، حتى وصل الامر بالمعتصم ان امر يجلده حتى اغمي عليه. و من بعد أعيد الى غرفته و ندم المعتصم و اطلق سراحه و مضت ايام حتى عوفي الامام و استطاع ان يشهد الصلاة مع المؤمنين. في مدة حبس الامام احمد امتحن: في الكوفة - ابو نعيم الفضل بن دكين: أتبع قول الحق و طعم في عنقه و أصابه ورشكين و توفي بعد يوم من جراحته في البصرة: - العباس بن عبد العظيم العنبري و علي بن المدني: في اول الامر لم يجيبا، لكن العباس ضرب حتى أجاب و على اثر ذلك أجاب حتى علي بن المدني. بعد موت المعتصم: عهد الواثق بن المعتصم امتحن: - ابي يعقوب يوسف بن يحس البويطي و نعيم بن حماد اامروزي: ابوا ان يتبع قول خلق القرآن فحبسوا في السجن حتى وافتهم المنية. - محمود بن غيلان المروزي: حبس في السجن لاتباعه الحق. أحمد بن نصر الخزاعي: قتله الواثق ضربا بالسيف و علق رأسه في بغداد و علقة ورقة في أذنيه و صلب جسمه في سامرا ست سنين ثم جمع الكل و دفع لأهله لدفنه. و رفعت المحنة رفعت تاما عن الأمة في سنة ٢٣٣ ه. |
السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد:
1- كلما قوي الإيمان وزاد العلم، عظم البلاء. 2- أن التمكين والنصر لا يكون إلا بعد الابتلاء الشديد. 3- أن العلم الشرعي بالكتاب والسنة مما يدفع الشبهات ويقمع البدع، فهو نور وهداية وبصيرة. 4- أن المرء مهما بلغ من علم وديانة فلا يأمن على نفسه الفتنة. 5- أن المرء يتأثر بمن يجالسه ويحاوره حتى لو اختلف معه في بادئ الأمر إلا أنه مع كثرة الخلطة والمعاشرة والمساس فسيأخذ آراءه وأقواله. المجموعة الأولى : س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟ لئلا يحدث خلط بين الحق والباطل، فالعامة لا يميزون دقائق الألفاظ والمسائل لذلك قام جهابذة الأمة -رحمهم الله- بالتصدي لهذه الفتنة والتصريح بأن كلام الله تعالى غير مخلوق دفعاً لها وبيانًا للحق وتعليماً له؛ لئلا يضلّ الناس باتباع السلطان، فالناس مجبولون على اتباع الرأس الكبير والقائد لهم إما رغبة أو رهبة، لذلك قاموا بالبيان لئلا تكون فتنة. س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن. القول الأول (الرافضة): اختلفت أقوالهم، ومنها: - من قال بتحريف القرآن. - من قال بنقص القرآن قد سقط منه ما يدل على فضائل علي وغيرها. - من قال بأن للقرآن ظاهرًا يعلمه العامة، وباطًا يعلمه الخاصة. القول الثاني (الجهمية الأوائل): إنكار الصفات ويترتب عليه القول بخلق القرآن. القول الثالث (المعتزلة): أن كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، فإن شاء أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام يسمعه من يشاء، وبناء عليه فالقرآن مخلوق. القول الرابع (الكرامية): يرون أن كلام الله تعالى حادث بعد أ لم يكن، وبناء عليه فالقرآن غير مخلوق، فخالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام. القول الخامس (الزيدية): القرآن غير مخلوق. القول السادس (الكلابية والماتريدية والأشاعرة): أن كلام الله تعالى معنى نفسي قائم بالله تعالى، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل. س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم. 1- الإمام أحمد، ولحقت به صنوف من الأذى، فسجن وحبس، وجلد وضرب، ومنع من التدريس. 2- محمد بن نوح، سجن وحبس مع الإمام أحمد. 3- عفّان بن مسلم الصفّار، قطع عنه الرزق من بيت المال. 4- أحمد بن أبي الحواري، سجن في دار الحجارة. 5- أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني، التهديد والحبس حتى الموت. 6- عبيدالله القواريري، والحسن بن حماد، الحبس والقيد. 7- أبو نعيم الفضل بن دكين، الطعن وكسر الصدر مات على إثرها. 8- العباس بن عبد العظيم العنبري، الضرب بالسوط. 9- أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، القيد الثقيل والحبس 10- نعيم بن حماد، سجن حتى الموت. 11- محمود بن غيلان المروزي، الحبس والسجن. 12- أحمد بن نصر الخزاعي، القتل وقطع الرأس وتعليقه، والصلب ست سنين. |
المجلس الثالث عشر: المجموعة الثانية
السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
1- من يصدق الله عز وجل بإخلاص النية ودفع الفتن يصدقه بإعانته على الثبات وباستجابة الدعاء. ومن مواقف الثبات واستجابة الدعاء لما توعد المأمون بقتل الإمام أحمد إذا رآه، فـبرك الإمام أحمد على ركبتيه ولحظ السماء بعينيه، ثم قال: (سيدي غرّ هذا الفاجرَ حلمُك حتى تجرّأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهمّ فإن يكن القرآن كلاُمك غير مخلوق فاكفنا مؤونته).فما مضى ثلث الليل الأول حتى سمعوا صيحة وضجّة، وإذا رجاء الحُضاري قد أقبل فقال: (صدقت يا أبا عبد الله، القرآن كلام الله غير مخلوق، مات والله أمير المؤمنين). 2- الصبر على الأذى في سبيل إعلاء كلمة الحق ودفع الفتن عن هذا الدين القويم. 3- إذا كان المرء على حق فعليه ألا يخاف لومة لائم، لا حدَّ سيف ولا لسعة سوط. 4- على العلماء والدعاة أن يكونوا أكثر ثباتا في المحن والفتن لأن عامة الناس يقتدون بعلمائهم. 5- حاجة العالم إلى من يشد أزره ويكون عونا له وهذا ما بينه موقف زميله في المحنة محمد بن رباح. الذي قال الإمام أحمد فيه:ما رأيت أحداً على حداثة سنّه أقومَ بأمر الله من محمّد بن نوح، وإنّي لأرجو أن يكون قد خُتم له بخير. قال لي ذات يوم وأنا معه جالس: يا أبا عبد الله! .. اللهَ اللهَ؛ إنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك؛ إنِ اللهُ ابتلاني فأجبتُ فلا يقاس بي، فإنّك لستَ مثلي ولستُ مثلك، أنت رجلٌ يُقتدى بك، وقد مدّ هذا الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك؛ فاتّق الله واثبت لأمر الله، فتعجّبت من تقويته ومن موعظته إياي). 6- أن يناظر العالم بما جاء في القرآن والسنة وألا يجادل في القرآن. قال الإمام أحمد للخليفة المعتصم: علام تدعوني إليه؟ لا من كتاب الله ، ولا من سنّة نبيه، تأويلٌ تأوَّلوه، ورأيٌ رأوه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن جدال في القرآن، وقال: (( المراء في القرآن كفر ))، ولستُ صاحبَ مِرَاءٍ ولا كلام، وإنما أنا صاحبُ آثارٍ وأخبارٍ؛ فاللهَ اللهَ في أمري؛ فارجع إلى الله، فوالله لو رأيتُ أمراً وصحّ لي وتبيّنته لَصِرْتُ إليه. 7- العفو عند المقدرة بغية نيل مغفرة الله عز وجل. قال الإمام أحمد: العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذّب أخوك المسلم بسببك، ولكن تعفو وتصفح عنه؛ فيغفر الله لك كما وعدك. وتلا: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}» رحم الله الإمام أحمد بن حنبل رحمة واسعة. المجموعة الثانية : س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن. أن القرآن كلام الله تعالى وحده بحروفه ومعانيه لا كلام غيره، وكل حرف منه قد تكلم به الله عز وجل حقيقة، غير مخلوق، منه بدأ -أي أنزله الله عز وجل بلسان عربي مبين- وإليه يعود -أي يرفعه في آخر الزمان-، كما أن جبريل عليه السلام سمعه من رب العزة، وأسمعه النبي صلى الله عليه وسلم الذي بدوره أسمعه للصحابة رضوان الله عليهم ثم نُقل إلينا بالتواتر، وكل من يدعي أن القرآن مخلوق أو يعتقد بوجود قرآن غيره فهو كافر. س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي: أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن. الكلابية هم أتباع بن كلاب يزعمون: أن القرآن حكاية عن كلام الله، وليس من كلام الله. الأشاعرة هم أتباع أبي موسى الأشعري يقولون: أن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى، ليس كلام الله عز وجلَّ حقيقةً، ولكنَّه عبارةٌ عبَّر بها جبريلُ عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى، ومنهم من ذهب إلى أنه كلام الله لكن على سبيل المجاز لا الحقيقة. فالفرق بين قول الكلابية وقول الأشعرية، أن الكلابية يقولون أن القرآن حكاية عن كلام الله، والأشعرية يقولون أنه عبارة عن كلام الله تعالى، لأنَّ الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف. ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن. المعتزلة يزعمون أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء. أما الأشاعرة فيعتقدون: أن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى. س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون تعتبر فتنة خلق القرآن من أعظم الفتن التي ابتليت بها الأمة الإسلامية، وكان أول من أنشأها الجعد بن درهم وتناقلها الجهم بن صفوان وبشر بن غياث المريسي قبل عهد المأمون: - الجعد بن درهم: أول من أحدث فتنة خلق القرآن، كما زعم زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله علوا كبيرا عن قوله. قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 هــ، يوم الأضحى. قال أبو القاسم اللالكائي: (لا خلاف بين الأمّة أنّ أوّل من قال: "القرآن مخلوقٌ" جعد بن درهم). - الجهم بن صفوان: تبع بن درهم في مقولته بخلق القرآن، واشتهرت عنه على الرغم من أنه لم يكن له أتباع لهم شأن لأنه لم يكن ذا علم، إلا أن بعضا من أهل الكلام أخذوا بمقالاته وتناقلوها بينهم. وكان منكرا لأسماء الله عز وجل ولصفاته، منكرا علوّ الله تبارك وتعالى. قد كفّره العلماء في عصره. قتله الأمير سلم بن الأحوز المازني سنة 128هـ. - بشر بن غياث المريسي: كان في البداية مشتغلا بالفقه، ثم افتتن بعلم الكلام، فصار خطيبا أكثر منه فقيها. اتبع منهج جهم بن صفوان باعتقاد أن القرآن مخلوق مع أنهم لم يدرك بن صفوان ولكن وصلته مقالاته. كفَّره عدة علماء وتوعد هارون الرشيد بقتله، فبقي متخفيا حتى وفاة الرشيد سنة 193هـ، ليظهر بعدها مقالاته المضللة. |
المجموعة الأولى:
1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟ الجواب: لوقوع فتنا ترا أن القرآن مخلوق، وأن الله لم يتكلم به.. وذلك من منطلق عقائدهم الفاسدة التي ترا أن الله لم يتكلم به.. تعالى الله عن ذلك علو كبيرا.. س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن. الجواب: - قول الرافضة: الرافضة فاختلفوا على فرقٍ كثيرة، ولكثير منهم أقوال كفرية باطلة في شأن القرآن؛ فمنهم من يقول بتحريف القرآن، وهذا مستفيض عن الاثني عشرية الإمامية، ومنهم من يزعم أنّه ناقص، قد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي وإمامته، وأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد انفرد بجمع القرآن، وأن ما لدى الناس منه قليل بالنسبة لما جمعه عليّ، وأنّ للقرآن ظاهراً يعلمه الناس، وباطناً لا يعلمه إلا أئمتهم وبعضُ معظَّميهم. - وهذه كلُّها أقوالٌ كفريَّة؛ من قال بها فقد كفر بالقرآن العظيم الذي أنزله الله هدى للناس وتكفَّل بحفظه. - قول الجهمية: قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا، وإنكارهم سائر الأسماء والصفات، وقد أجمع السلف على تكفيرهم. - قول المعتزلة: زعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق. - قول الكراميّة: زعمه أن الإيمان مجرَّدُ الإقرارِ باللسان وإن لم يصحبه اعتقاد بالقلب، وهو من أخبث أقوال المرجئة، وقد اختلفت الكرامية على فرق، ومما نقل عنهم أنهم زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن، وأنّ الله تعالى كان ممتنعاً عليه الكلام لامتناع حوادث لا أوّل لها عندهم، ثمّ حدثت له صفة الكلام، وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق؛ لكنّهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام، وفي معنى الإيمان بالقرآن، ولذلك يجب التفريق بين قولهم وقول أهل السنة. - قول الزيدية: زعم الشهرستاني في الملل والنحل أنّ زيد بن علي تتلمذ على واصل بن عطاء، وأن أوائل الزيدية معتزلة، وهذا القول أنكره ابن الوزير اليماني في العواصم والقواصم إنكاراً شديداً، وأكثر النقلَ عن جماعةٍ من أئمة الزيدية ينكرون القول بخلق القرآن. - أما الكلابية والماتريدية والأشاعرة: فزعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل. س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم. الجواب: في سنة 218هـ امتحن المأمون العلماء في القول بخلق القرآن؛ فكتب إلى الولاة بامتحانهم، ومن أبى هُدّد بالعزل أو الحبس أو القتل. ثم ولي الخلافة أخوه المعتصم، وكان رجلاً لا بصر له بالعلم، وإنما هو قائد جيش وصاحب حروب، لكنّه قلّد أخاه المأمون في هذه المسألة، وقرّب المعتزلة على طريقة أخيه؛ فزيّنوا له ما كانوا يزيّنونه لأخيه. ثمّ ولي بعد المعتصم ابنه الواثق؛ فنشط في المحنة بتدبير من قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد؛ وأظهر القضاةُ القول بخلق القرآن؛ فكان الإمام أحمد يشهد الجمعة، ويعيد الصلاة إذا رجع، ويقول: تؤتى الجمعة لفضلها، والصلاة تعاد خلف من قال بهذه المقالة. وفي سنة 233هـ رفعت المحنة رفعاً تامّا ومُنع القضاة من امتحان الناس، وأظهر المتوكّل السنة، وأكرم المحدّثين، وأشهرت مجالس الحديث، وروى المحدّثون أحاديث الصفات، وانكشفت الغمّة عن أهل السنة بفضل الله ورحمته. |
السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد
الإجابة:- *لله در الإمام أحمد، أين نحن منه؟! *قرأت ودموعي تسيل من حالنا، وقد تعلمت الكثير من خبر محنة الإمام 1/ الثبات على الحق، مهما كانت التضحيات 2/ سيذهب العناء ويبقى الذكر الحسن والعمل الصالح، فقد ذهب الإمام أحمد وبقي خبر عمله 3/ الفتن تحتاج لعلماء لديهم البصيرة بالدين والإخلاص لهذا الدين 4/ لابد من الإجتهاد في طلب العلم النافع لرد الشبهات والتصدي للضالين المضلين 5/الاستعانة بالصبر والدعاء في المحنة 6/العبرة ليست بكثرة السالكين، وإنما العبرة بالسالكين على الحق وإن كانوا قلة 7/ التضحية والفداء لنصرة هذا الدين 8/سنرحل جميعاً ويبقى الأثر 9/ العفو عند المقدرة إلا لمبتدع 10/ لا نتكلم إلا بدليل وحجة من القرآن والسنة ☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀ س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن. *الإجابة:- 1/أن القرآن كلام الله غير مخلوق 2/ أن القرآن كلام الله حقيقة لا كلام غيره 3/القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود 4/القرآن سمعه جبريل من الله عز وجل وسمعه النبي صلى الله عليه وسلم من جبريل، وسمعه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم. ونقل إلينا بالتواتر 5/أنه من قال بخلق القرآن فهو كافر 6/القرآن حروفه ومعانيه من الله عزوجل 7/ القرآن نزل بلسان عربي مبين 8/أن هذا القرآن محفوظ إلى قيام الساعة 9/من ادعى وجود قرآن غيره فهو كافر ☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀ س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي: أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن. *قول الكلابية في القرآن: يقولون أن القرآن حكاية عن كلام الله *قول الأشاعرة في القرآن : القرآن عبارة عن كلام الله تعالى، لأنَّ الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف. 👈والكلابية والأشاعرة يتفقون في أن القرآن ليس مخلوق ، ولكنه ليس كلام الله بحقيقته وألفاظه ☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀ ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن. *قول المعتزلة: يقولون بأن القرآن مخلوق، وهو كلام الله تعالى *الأشاعرة يقولون: أن القرآن غير مخلوق وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى. ☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون الإجابة:- •أول من قال بخلق القرآن كان الجعد بن درهم، وهو أول من ابتدع ذلك، وقتله أمير العراق، ثم جاء بعد ذلك واتبع مسلكه👈الجهم بن صفوان، ولم يكن له من اتباع إلا أن هناك من أخذ منه بهذا القول وفتحوا به باب فتنة عظيمة. ولم يكن الجهم بن صفوان من أهل العلم والدراية، وإنما أتي بلاغة وبرع في علم الكلام، ولكنه كان كاتبا للأمراء لذلك اشتهرت مقالاته، ولقد أدخل بدعة خلق القرآن، وإنكار الأسماء والصفات، وبدعة الجبر والإرجاء، وقد كفّره العلماء في عصره؛ فقتله الأمير سلم بن الأحوز المازني • ثم جاء بعده👈 بشر بن غياث المريسي، وكان مهتما بعلم الفقه، حتى عدوه من الفقهاء ، ولكنه كان سئ الأدب ، وقال عنه الإمام أحمد : (ما كان صاحب حُججٍ، بل صاحب خطبٍ • وكان متخفياً في زمان هارون الرشيد لما بلغه وعيده بقتله؛ ثم أظهر مقالته ودعا إلى ضلالته بعد موت • وقد حذر أهل السنة منه تحذيرا شديدا |
بسم الله الرحمن الرحيم تقويم مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن أحسنتنّ جميعا في سؤال الفوائد وأسأل الله لي ولكم أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه. ملحوظات عامة المجموعة الأولى: س2. بعض الفرق قالت بخلق القرآن وبعضها لم يقل بخلقه لكنهم خالفوا ما عليه أهل السنة والجماعة من اعتقاد في القرآن من كونه كلام الله على الحقيقة وأنه صفة من صفاته. فالذين قالوا بخلق القرآن كالجهمية الأوائل، والمعتزلة، والذين لم يقولوا به الكلابية والأشاعرة والكرامية والزيدية لكنهم انحرفوا عن منهج أهل السنة في هذا الباب، وكل فرقة تأولت تأويلات باطلة خرجت عن الحق في حقيقة القرآن فينبغي توضيح ذلك. 1. الطالبة دينا المناديلي: أ أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بكِ. س1. أحسنتِ. س2.عليكِ بيان أن الكلابية والأشاعرة لم يقولوا بخلق القرآن لكنهم ذهبوا إلى تأويلات باطلة مخالفة لمعتقد أهل السنة. س3. أحمد بن نصر الخزاعي وليس الأوزاعي. 2. الطالبة نورة الربيعي: ب+ بارك الله فيكِ، ونفع بكِ. جيد ما ذكرتيه في السؤال العام وكان يمكنك إضافة المزيد من الفوائد. س1. لو بينتِ قول أهل السنة قبل الفتنة وبعدها، وموقفهم تجاه من توقف في هذا الأمرلكان أتم. س2. عليكِ بيان من قال بخلق القرآن من الفرق وما خالفوا فيه أهل السنة والجماعة، فالكلابية والماتريدية والأشاعرة اتفقوا مع أهل السنة والجماعة في كون القرآن غير مخلوق لكنهم خالفوهم في حقيقته.. س3. انتبهي لبعض الألفاظ مثل: ( لم يرسخ لهم) لعلك أردتِ ( لم يرضخ لهم). 3.الطالبة أمل تميم: ج بارك الله فيكِ ووفقكِ. - انتبهي لبعض الألفاظ الموهمة لمعنى غير صحيح مثل: جهود العلماء في الصد عن القرآن والدفاع عنه. - غلب على إجابتك النسخ من الدرس، نوصيكِ بمراجعة تعليمات أداء المجلس. 4. كلثوم يوسف: ب بارك الله فيكِ، ونفع بكِ. اختصرت جدا في سؤال الفوائد. س2. فاتكِ ذكر قول الكرامية في القرآن، فقد زعموا أنه حادث بعد أن لم يكن، واتفقوا مع أهل السنة في كونه غير مخلوق. - انتبهي لأمر فإن الكلابية زعموا أن القرآن حكاية عن كلام الله، وأن جبريل يحكي ما في نفس الله، أما أبو موسى الأشعري- (الأشاعرة)- فقال أن الحكاية تقتضي مماثلة المحكي، فذهب إلى أن القرآن عبارة عن كلام الله وليس حكاية عنه. 5. الطالبة دانة عادل: ب+ أحسنتِ في السؤال العام، بارك الله فيكِ. س1.الأكمل أن نبين قول أهل السنة في القرآن قبل الفتنة وبعدها وموقفهم ممن توقف فيه هذا الأمر. س2. ما ذكرتيه من قول الكرامية يحتاج إلى مزيد بيان، وفاتكِ بيان الفرق بين قول الكلابية والأشاعرة، وهو من تمام الجواب. س3.لو ذكرت أسماء أهل الحديث وربطتِ بين ما صار لهم فهو أفضل من حيث الصياغة. مثلا: العباس بن العظيم العنبري، لم يجب في أول الأمر، فضرب بالسوط حتى أجاب. بدلا من قولكِ: (العباس بن عبد العظيم العنبري، الضرب بالسوط)، فلا ترابط بين العبارتين. 6.الطالبة طفلة المطيري: هـــ بارك الله فيكِ أختي طفلة. س1. اختصرتِ جدا وكان يحسب بك التفصيل. س2. غلب عليكِ النقل وفاتتكِ مواطن الإجابة فلم توضحيها. س3. لم تأتي بمطلوب السؤال. نوصيكِ بإجابة السؤال العام وإعادة المجلس. المجموعة الثانية نوصيكنِ بمراجعة مشاركة الطالبة أسماء العوضي لمزيد فائدة. 1.الطالبة جوري المؤذن: أ بارك الله فيك، ونفع بكِ. غلب على بعض الإجابات النسخ، فانتبهي لذلك رعاكِ الله. 2.الطالبة أسماء العوضي: أ+ أحسنتِ، سددكِ المولى. 3.الطالبة شريفة المطيري: أ أحسنتِ بارك الله فيك. اختصرت جدا في السؤال الثالث، فلو فصلتِ في ذكر أقوال الجعد والجهم في القرآن والصفات وأنهما لم يكونا من أهل العلم، لكان أتم. 4.الطالبة جيهان محمود: أ بارك الله فيكِ، ونفع بكِ. - محمد بن رباح كان معتزليا ناظر الإمام أحمد، لم يظهر لي سبب ذكركِ له في استشهاد الإمام أحمد بكلمات محمد بن نوح. س2. فاتكِ بيان اتفاق الكلابية والأشاعرة على أن القرآن غير مخلوق. 5.الطالبة هند محمد: أ أحسنتِ بارك الله فيكِ. حاوليِ أن تربطي بين العبارات في السؤال الثالث ليظهر تسلسل نشأة الفتنة. نأسف لخصم نصف درجة بسبب التأخير. تم بفضل الله الحمد لله رب العالمين |
مجلس مذاكرة مسائل الإيمان بالقرآن
( القسم الثاني) السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد. أن هذه المحنة كانت في العقيدة أي في صميم الدين، وفي أصل قوته، ، وكان أهل الاعتزال من وراء هذه المحنة والفتنة. 2- أن الدولة كانت تدعم هذه المحنة، وكانو هدفهم إجبار الناس على ذلك الضلال ولو بالقوة . 3- أن هذه المحنة لم تكن خاصة بالإمام أحمد وحده وإن كان قد تحمل عبئها الأكبر وحده بل كانت محنة عامة، وفتنة شاملة، طالت الكبير والصغير، والعالم والعامي، والأحرار والعبيد، حتى الأسارى عند الأعداء كانوا يمتنحون على القول بخلق القرآن. 4- أن هذه المحنة لما وقعت لم يصمد فيها سوى الإمام أحمد بن حنبل، وقد ثبته الله تعالى ليكون قدوة لكل عالم في كل زمان ومكان . اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب عن أسئلتها إجابة وافية: المجموعة الأولى : س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟ كان العلماء قبل حدوث فتنة خلق القرآن يقولون: إن القرآن كلام الله؛ فلمّا حدثت فتنة القول بخلق القرآن صرّحوا ببيان أنه غير مخلوق. لأنَّ من واجب الإيمان بالقرآن اعتقادَ أنّه كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله لا تكون مخلوقة. قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: (ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!). أي: حيث تكلم أهل الأهواء وقالوا: إن القرآن مخلوق وفتنوا العامَّةَ بذلك، وفتنوا بعضَ الولاةِ والقضاةِ بذلك: وَجَبَ التصريحُ بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق، بياناً للحقّ، ودفعاً للَّبس. قال ابن تيمية رحمه الله: (لم يَقُلْ أحدٌ مِن السَّلَفِ: إنَّ القرآنَ مخلوقٌ أو قديمٌ، بل الآثارُ متواتِرةٌ عنهم بأنَّهم يقولون: القرآنُ كلامُ اللَّهِ، ولمَّا ظَهَرَ مَن قال: إنَّه مخلوقٌ، قالوا رداًّ لكلامِه: إنَّه غيرُ مخلوقٍ)ا.ه س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن. إن مسألة الكلام والقرآن من أكبر المسائل التي اختلفت فيها الفِرَق، وحصل بسبب هذا الاختلاف والتنازع فتن عظيمة، ومحن شديدة؛ ومن أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في باب العقيدة في القرآن حيث أن أشهر الفرق التي لها مقالات وأتباع، وكان لبعضهم شوكة ودولة: الرافضة والجهمية والمعتزلة والزيدية والكرامية والكلابية والأشاعرة والماتريدية. فأمّا الرافضة فاختلفوا على فرقٍ كثيرة، ولكثير منهم أقوال كفرية باطلة في شأن القرآن؛ فمنهم من يقول بتحريف القرآن، وهذا مستفيض عن الاثني عشرية الإمامية، ومنهم من يزعم أنّه ناقص، قد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي وإمامته، وأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد انفرد بجمع القرآن، وأن ما لدى الناس منه قليل بالنسبة لما جمعه عليّ، وأنّ للقرآن ظاهراً يعلمه الناس، وباطناً لا يعلمه إلا أئمتهم وبعضُ معظَّميهم. وهذه كلُّها أقوالٌ كفريَّة؛ من قال بها فقد كفر بالقرآن العظيم الذي أنزله الله هدى للناس وتكفَّل بحفظه. وأمّا الجهمية الأوائل أتباع جهم بن صفوان؛ فإنهم قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا، وإنكارهم سائر الأسماء والصفات، وقد أجمع السلف على تكفيرهم. وأمّا المعتزلة: فزعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق. وأمّا الكرَّاميّة فهم أتباع محمّد بن كرّام السجستاني (ت:255هـ)، وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق؛ لكنّهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام، وفي معنى الإيمان بالقرآن، ولذلك يجب التفريق بين قولهم وقول أهل السنة. وأمّا الزيدية فهم أتباع زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ت:120هـ)، وقد زعم الشهرستاني في الملل والنحل أنّ زيد بن علي تتلمذ على واصل بن عطاء، وأن أوائل الزيدية معتزلة، وهذا القول أنكره ابن الوزير اليماني في العواصم والقواصم إنكاراً شديداً، وأكثر النقلَ عن جماعةٍ من أئمة الزيدية ينكرون القول بخلق القرآن. وأما الكلابية والماتريدية والأشاعرة فزعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل. وأوّل من أحدث هذا القول عبد الله بن سعيد بن كُلاب البصري (ت: 243هـ)، وكان في عصر الإمام أحمد؛ وتبعه عليه الآخرون، ثمَّ اختلفوا في التفاصيل على أقوال فيها اضطراب وتعارض، س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم. 1- أول من امتحن بهذه المحنة هو : عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، وكان شيخاً كبيراً في الرابعة والثمانين من عمره 2- ثمّ ورد كتاب المأمون بامتحان جماعة من أهل الحديث منهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود. 3- أمر المأمون بإحضارهم إليه في الرقّة ؛ ولم يُمتحنوا في بلدانهم؛ وإنما أحضروا إليه؛ فامتحنوا فهابوه وخافوا معارضته؛ فأجابوا وأطلقوا. 4- في دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم؛ فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري فامتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا.إلا أحمد بن أبي الحواري الناسك العابد والذي امتحنه بشدة فأجاب بقول (ما في القرآن من الجبال والشجر مخلوق). 5- وامتحن في تلك المدة أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد وامتحنه المأمون حتى أجاب بالإكراه ثم قرر حبسه فمات في السجن 6- و ورد الكتاب من الخليفة إلى أمير بغداد يأمره بامتحان الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث. ثمّ امتحن القوم فأجابوا جميعاً مصانعة وترخّصاً بالإكراه غير هؤلاء الأربعة |
اقتباس:
الدرجة: ب |
السؤال العام:
الدروس المستفادة من محنة الإمام أحمد: 1- الثبات على الحق مهما قوى الباطل. 2- العالم ينبغي عليه بيان الحق وتوضيحه حتى لا ينطمس الحق كما قال الإمام أحمد: "إذا سكت العالم تقية والجاهل يجهل، فمتى يتبين الحق". 3- أن الإمام أحمد من أئمة السنة الصادعين بالحق. 4- من أعلى كلمة الحق أعلى الله ذكره. 5- أهل الباطل قد يلجئون غالبا للقهر إذا عجزوا عن الحجة. 6- ينبغي للعالم أن يكون عنده الحجج والأدلة على قوله ومذهبه. 7- التمسك بالكتاب والسنة سبيل العصمة، فما اهتدى الإمام أحمد إلا بهما وكان قوله لأهل الكلام: "ما أعرف هذا، ما أعرف إلا كتاب أو سنة". 8- أن أهل الكلام أبعد الناس عن الهداية، وعلم الكلام سبب للضلال. 9- تقديم العقل على الشرع سبب للانحراف في المنهج. 10- ينبغي للعالم أن يصدع بالحق، فلو صدع أول ستة تم امتحانهم في فتنة خلق القرآن بالحق، لما تجرأ المأمون على بقية أهل العلم. 11- أن الله لا يضيع أولياءه، فحفظ الله الإمام أحمد، بل صار إماماً للسنة. 12- من حفظ الله لأوليائه استجابة دعائهم، فقد استجاب الله دعاء الإمام أحمد لما دعا المأمون وطلب من الله أن يكفيه أمره. 13- اعتصام العبد بربه سبيل للنجاة، وتمسكه بكتابه وسنته سبيل للهداية. المجموعة الأولى: السؤال الأول: سبب تصريح أهل السنة بأن القرآن غير مخلوق: كان قبل فتنة خلق القرآن يكتفى بقول القرآن كلام الله، فلما حدثت الفتنة وفتنوا العامة وجب التصريح بأنه غير مخلوق؛ بياناً للحق ودفعاً للبس. السؤال الثاني: أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن: 1- الرافضة: انقسموا فرقا فمنهم من يقول بتحريف القرآن كما في الاثني عشرية ومنهم من يقول بأنه ناقص، أنقص منه ما يدل على فضل علي وإمامته، ومنهم من يدعي أن للقرآن ظاهر يعلمه الناس وباطن لا يعلمه إلا أئمتهم، وهذا كل كفر فقد تكفل الله بحفظ كتابه من التحريف أو النقص أو الزيادة. 2- الجهمية: أتباع جهم بن صفوان قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله تعالى كما ينكرون سائر الأسماء والصفات وأجمع السلف على تكفيرهم. 3- المعتزلة: زعموا أن كلام الله مخلوق منفصل عنه وأنه إذا شاء أن يتكلم خلق كلاما في بعض الأجسام يسمعه من يشاء وقالوا بخلق القرآن. 4- الكرّامية: زعموا أن كلام الله حادث، وأن الله كان ممتنعا عليه الكلام ثم حدث له صفة الكلام وقالوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق، لكن خالفوا في أصل صفة الكلام ومعنى الإيمان بالقرآن. 5- الكلابية: زعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا وأنه قديم بقدمه، وليس بحرف ولا صوت ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة ولا يتجزأ ولا يتبعض ولا يتفاضل، وأدل من أحدث هذا القول عبدالله بن سعيد بن كُلاب البصري وكان في عصر الإمام أحمد، وزعم بن كلاب أن الحروف التي تتلى في القرآن حكاية عن كلام الله وليس كلامه لأن الكلام لابد أن يقوم المتكلم والله يمتنع أن يقوم به حروف وأصوات، وهو بهذا يريد الرد على المعتزلة في خلق القرآن فأفسد وأساء. 6- الأشاعرة: ثم أتى أبو الحسن الأشعري، فسلك طريقه في الرد على المعتزلة لكنه استدرك عليه، الحكاية تقتضي مماثلة المحكي وليست الحروف مثل المعاني، بل هي عبارة عن المعنى ودالة عليه، فبذلك قال بأن القرآن "عبارة عن كلام الله" أي عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا وهذا احتلال في صفة الكلام، فالقرآن كلام الله عندهم على صفة المجاز لا الحقيقة. السؤال الثالث: امتحن المأمون العلماء للقول بخلق القرآن، وكان منهم أبو مسهر قاضي دمشق، فلم يجب المأمون، فلما عرض على السيف، أجاب كرها، ولكن حبسه المأمون حتى مات في حبسه وقيد الإمام أحمد ومحمد بن نوح وحملا إلى المأمون حتى مات محمد بن نوح في قيده وعذب الإمام أحمد في عهد المعتصم وأغشي عليه عدة مرات وجلد وهو ثابت كالجبل رحمه الله بل وكاد من كثرة القيود التي عليه أن يقع من ثقلها وكان في الخامسة والخمسين من عمره وفي الكوفة أخذه أبو نعيم الفضل بن دكين وكان شيخا كبيرا فأبى أن يجيب بخلق القرآن، فطعن في عنقه ثم مات في جراحته وفي البصرة امتحن العباس بن عبد العظيم العنبري وعلي ابن المديني فلم يجيبا، فضرب العباس بالسوط حتى أجاب كرها فلما رآه ابن المديني أجاب مثله وامتحن في خلافة الواثق أبو يعقوب البويطي عالم مصر ومفتيها، فأبى أن يجيب وحمل إلى بغداد في أربعين رطلاً من الحديد مقيدا بها وظل في محبسه إلى أن مات في قيوده وحبس معه نعيم بن حماد المروزي ومحمود بن غيلان المروزي |
اقتباس:
الدرجة: أ الخصم بسبب التأخير |
السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد. - اتباع فهم السلف ومنهجهم في فهم كلام الله عزوجل والحذر من فهم الدين تبعًا لعلم الكلام والفلسفات الغريبة عن الإسلام فإن هذه الفتنة كانت بسبب أناس فتنوا بعلم الكلام وصاروا يعتقدون وفقًا لما يرونه من حجج عقلية توهموا أنها هي العلم . - اجتناب المحدثات في الدين فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وأن الدين كاملٌ تامٌ فما أحدث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لم يفهمه الصحابة ولا نقل عنهم فليس هو من الدين . - مع ما أصاب الإمام أحمد من الأذى والضرب إلا أنه لم يخرج على ولي الأمر - ثبات العلماء في الفتنة ولو كان في ذلك هلاك بعضهم سبيلٌ قويٌ في قطع الفتنة وإخمادها وكان الإمام أحمد إذا ذكر عنده أول العلماء امتحانًا وإجابتهم في ذلك يقول هم أول من ثلم هذه الثلمة . - عدم السكوت عن الباطل وإن كان الذي يذيعه ولي الأمر ، فالخروج على ولي الأمر مسألة تختلف عن بيان الحق للناس وإبطال الباطل . - من كان رأسًا في الناس متبعًا فيهم لا يجوز له الترخص في الإجابة لعذر الإكراه لأنه سيضل به الناس كما فعل الإمام أحمد رحمه الله . - مناظرة أهل الكلام والبدع بما في القرآن والسنة وآثار الصحابة وعدم الالتفات إلى الاحتجاج عليهم بأصولهم . - التحذير من أهل البدع والتنفير عنهم . س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟ قبل حدوث فتنة القول بخلق القرآن كان العلماء يقولون القرآن كلام الله . ثم لما حدثت تلك الفتنة وظهر من يقول بأن القرآن مخلوق ، صرح العلماء وبينوا الحق في ذلك بقولهم القرآن كلام الله غير مخلوق. قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: (ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!). س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن. - الرافضةاختلفوا على فرقٍ كثيرة، ولهم أقوال كفرية باطلة في شأن القرآن؛ ومن ذلك : - زعمهم بتحريف القرآن وهذا مستفيض عن الاثني عشرية الإمامية، ومنهم من يزعم أنّه ناقص وقد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي وإمامته - زعمهم وأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد انفرد بجمع القرآن، وأن ما لدى الناس منه قليل بالنسبة لما جمعه عليّ - زعمهم أنّ للقرآن ظاهراً يعلمه الناس، وباطناً لا يعلمه إلا أئمتهم وبعضُ معظَّميهم - الجهمية الأوائلقالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا، وإنكارهم سائر الأسماء والصفات، وقد أجمع السلف على تكفيرهم. - المعتزلة قالوا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء و بذلك قالوا القرآن مخلوق - الكرَّاميّة زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن لامتناع حوادث لا أوّل لها عندهم وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق. فخالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام لله عزوجل . - الزيدية ينكرون القول بخلق القرآن . - اتفق الكلابية والماتريدية والأشاعرة على أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل ولكن اختلف الكلابية عن الأشاعرة بقولهم أن القرآن حكاية عن الله وأما الأشاعرة فقالوا القرآن عبارة عن الله عزوجل لأن الحكاية عندهم تقتضي مماثلة المحكي فعند الكلابية يحكي جبريل المعنى القائم بذات الله وعند الأشاعرة يعبر جبريل عن المعنى النفسي القائم بذات الله . س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم. - عثمان بن مسلم الصفار رحمه الله شيخ الإمام أحمد كان أول من امتحن وكان يجري عليه من بيت المال ألف درهم كل شهر فقطع عنه لما أبى أن يقول القرآن مخلوق وهذا من أيسر الأذى بالنسبة لما لقيه العلماء بعد . - أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني رحمه الله قاضي دمشق امتحن فلم يجب فلما أمر المأمون بالنطع والسيف أجاب معذرًا بالإكراه ثم حبسه المأمون حتى مات في حبسه ولم يلبث إلا يسيرا فيه قبل موته . - عبيدالله القواريري والحسن بن حماد الحضرمي رحمهما الله حُبسا وقيدا ثم لما أجابا خُليَّ عنهما وكان الإمام أحمد يعذرهما ويقول : ( القيد كُرهٌ والحبس كره ) - محمد بن نوح العجلي رحمه الله امتحن مع الإمام أحمد فلم يجب ومات وهو محمول في طريقه هو والإمام أحمد إلى بغداد - أبو نعيم الفضل بن دكين رحمه الله شيخ البخاري أدخل على الوالي وكان شيخًا كبيرًا قد قارب التسعين فلم يجب وقال : عنقي أهون عليَّ من زري هذا . فطعن في عنقه وأصيب بكسر في صدره ومات بعد من جراحته رحمه الله ولا نزال نقرأ البخاري يقول حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين . - العباس بن عبدالعظيم العنبري رحمه الله أقيم فضرب بالسوط حتى أجاب . - أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي رحمه الله تلميذ الشافعي وخليفته بعد موته استدعاه والي مصر فأبى أن يجيبه بخلق القرآن ثم حمل مقيدًا في أربعين رطلًا من الحديد وغرمها من ماله وترك في السجن إلى أن مات وهو في قيده رحمه الله وها نحن نذكر أن قومًا ماتوا في هذا الشأن في حديدهم كما قال رحمه الله . - وكذا نعيم بن حماد رحمه الله ورضي عنه حمل مقيدًا مع البويطي ومات وهو في السجن مقيدًا وأمر الخبيث ابن أبي دؤاد أن يلقى في حفرة فلم يكفن ولم يصلى عليه ولئن تولى الله عبده ورضي عنه فما يضره شيءٌ بعد . - محمود بن غيلان المروزي رحمه الله من شيوخ البخاري ومسلم حبس بسبب القرآن . - أحمد بن نصر الخزاعي رحمه الله أوقف على نطع مقيدًا في مجلس الواثق وامتحنه الواثق بنفسه فلم يجب ، فنهض إليه بالصمصامة وكانت سيفًا لعمرو بن معديكرب رضي الله عنه فضربه بها على عاتقه ثم ضربه أخرى على رأسه ثم طعنه في بطنه فسقط صريحًا رحمه الله . ( رحمه الله ما كان أسخاه لقد جاد بنفسه ) |
اقتباس:
بارك الله فيك الدرجة: أ الخصم بسبب التأخير |
السؤال العام : بيّن ما استفدّته من خبر محنة الإمام أحمد.
1- الصبر وقوة الجأش. 2- الثبات على الحق، ولو تنازل من تنازل. 3- رب كلمة ألقيت على مسامع أحدهم فثبتته؛ فلا نستقل أي عمل مهما كان ولو كان بسيطًا؛ فلربما كان في ذلك تمسكه على الحق. 4- لزوم الصحبة الصالحة المعينة على الخير، والهادية له. 5- إن كنت إمامًا في الأمة؛ فلا يؤتى الدين من قبلك؛ فبك يكون ثبات من حولك على ما أنت عليه. 6- الابتلاء سنة كونيّة؛ يرفع الله بها أقوامًا، ويسقط بها أخرون. 7- الله هو الكفيل بحفظك، متى صدقت معه، ولزمت بابه. 8- تقوى الله في السر والعلن، فهو النور والهادي لسُلوك طريق الحق. المجموعة الأولى : س1: ما سبب تصريح أهل السنة بأنّ القرآن غير مخلوق؟ الجواب: قبل حدوث فتنة خلق القرآن كانوا يقولون: إن القرآن كلام الله؛ فلمّا حدثت فتنة القول بخلق القرآن صرّحوا ببيان أنه غير مخلوق. ومن توقّف في كون القرآن مخلوقاً أو غير مخلوق عدّوه واقفيًّا وهجروه؛ لأنَّ من واجب الإيمان بالقرآن اعتقادَ أنّه كلام الله تعالى، وكلام الله صفة من صفاته، وصفات الله لا تكون مخلوقة. فقد قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: (ولم يسكت؟! لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟!!). ثم إن الإمام أحمد احتج على الذين ناظروه بقول الله تعالى :{ ألا له الخلقُ والأمر} ففرّق بين الخلق والأمر، والقرآن من أمر الله تعالى كما قال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}. س2: اعرض بإيجاز أقوال الفرق المخالفة لأهل السنة في القرآن. الجواب: أشهر الفرق التي لها مقالات وأتباع، وكان لبعضهم شوكة ودولة: الرافضة والجهمية والمعتزلة والزيدية والكرامية والكلابية والأشاعرة والماتريدية. - فأمّا الرافضة: فاختلفوا على فرقٍ كثيرة، ولكثير منهم أقوال كفرية باطلة في شأن القرآن؛ فمنهم من يقول بتحريف القرآن، وهذا مستفيض عن الاثني عشرية الإمامية، ومنهم من يزعم أنّه ناقص، قد أسقط منه ما يدلّ على فضائل علي وإمامته، وأنّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد انفرد بجمع القرآن، وأن ما لدى الناس منه قليل بالنسبة لما جمعه عليّ، وأنّ للقرآن ظاهراً يعلمه الناس، وباطناً لا يعلمه إلا أئمتهم وبعضُ معظَّميهم. وهذه كلُّها أقوالٌ كفريَّة؛ من قال بها فقد كفر بالقرآن العظيم الذي أنزله الله هدى للناس وتكفَّل بحفظه. - وأمّا الجهمية الأوائل: قالوا بخلق القرآن لإنكارهم صفة الكلام لله جلّ وعلا، وإنكارهم سائر الأسماء والصفات، وقد أجمع السلف على تكفيرهم. - وأمّا المعتزلة: فزعموا أنّ كلام الله تعالى مخلوق منفصل عنه، وأنه إذا شاء أن يتكلّم خلق كلاماً في بعض الأجسام يُسمعِه من يشاء، وهذا الاعتقاد في كلام الله تعالى قادهم إلى القول بأنّ القرآن مخلوق. - وأمّا الكرَّاميّة: فهم أتباع محمّد بن كرّام السجستاني (ت:255هـ)، وله بدع شنيعة منها زعمه أن الإيمان مجرَّدُ الإقرارِ باللسان وإن لم يصحبه اعتقاد بالقلب، وهو من أخبث أقوال المرجئة، وقد اختلفت الكرامية على فرق، ومما نقل عنهم: أنهم زعموا أن كلام الله تعالى حادث بعد أن لم يكن، وأنّ الله تعالى كان ممتنعاً عليه الكلام لامتناع حوادث لا أوّل لها عندهم، ثمّ حدثت له صفة الكلام، وقالوا: إنّ القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق؛ لكنّهم خالفوا أهل السنة في أصل صفة الكلام، وفي معنى الإيمان بالقرآن، ولذلك يجب التفريق بين قولهم وقول أهل السنة. - - وأمّا الزيدية فهم أتباع زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (ت:120هـ)، وأن أوائل الزيدية معتزلة، وهذا القول أنكره ابن الوزير اليماني في العواصم والقواصم إنكاراً شديداً، وأكثر النقلَ عن جماعةٍ من أئمة الزيدية ينكرون القول بخلق القرآن. - وأما الكلابية والماتريدية والأشاعرة فزعموا أن كلام الله تعالى هو المعنى النفسي القائم بالله جل وعلا، وأنه قديم بقدمه تعالى، وأنه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتعلق بالقدرة والمشيئة، ولا يتجزّأ ولا يتبعّض، ولا يتفاضل. وأوّل من أحدث هذا القول عبد الله بن سعيد بن كُلاب البصري (ت: 243هـ)، وكان في عصر الإمام أحمد؛ وتبعه عليه الآخرون، ثمَّ اختلفوا في التفاصيل على أقوال فيها اضطراب وتعارض، وهذا شأن أهل الفرق والأهواء، يظهر فيهم الاختلاف والتناقض بسبب لوازم أقوالهم الباطلة؛ حتى ينقل عن الشخص الواحد منهم أقوال متعارضة. رق بين قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن؛ هو أن الكلابية يقولون: إن القرآن حكاية عن كلام الله، والأشاعرة يقولون: إن القرآن عبارة عن كلام الله تعالى، لأنَّ الحكاية تقتضي مماثلة للمحكي، والعبارة هو تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف. ويتّفقون على أنّ القرآن غير مخلوق، لكنّه عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه. والفرق بين المعتزلة والأشاعرة: أن المعتزلة يقولون: إن القرآن كلام الله تعالى، لكنّه مخلوق. والأشاعرة يقولون: إن القرآن غير مخلوق، وليس هو كلام الله حقيقة، وإنما هو عبارة عبّر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى. وكلا القولين باطلان، فالقرآن كلام الله تعالى حقيقةً، تكلّم الله به بحروفٍ سمعها جبريلُ من الله تعالى؛ ثمّ نزل به إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وبلَّغه إيّاه بحروفه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولا يجوز إطلاق القول: بأنه حكاية عن كلام الله أو عبارة عنه، بل إذا قرأه الناس أو كتبوه في المصاحف؛ لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله حقيقة؛ فإنّ الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئاً، لا إلى من قاله مبلغا مؤديا. وهو كلام الله؛ حروفه ومعانيه؛ ليس كلام الله الحروف دون المعاني، ولا المعاني دون الحروف)ا.هـ. س3: عدد مما درست من امتحن من أهل الحديث في مسألة خلق القرآن مبيّنا أنواع الأذى الذي لحق بهم. الجواب: 1- أول محنة كان كانت على يد المأمون، وكان أوّلَ من امتحن من العلماء عفّان بن مسلم الصفّار شيخ الإمام أحمد، فلم يجب. وكتب المأمون بامتحان جماعة من أهل الحديث منهم: يحيى بن معين، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وإسماعيل الجوزي، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، وابن أبي مسعود. فهابوا وأجابوه. وفي دمشق ورد كتاب المأمون على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن أحضر المحدثين بدمشق فامتحنهم؛ فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، فأجابوه على مقالته. وامتحن في تلك المدة أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسّاني قاضي دمشق وهو من شيوخ الإمام أحمد؛ وكان موصوفا بالعلم والفقه؛ وكان عظيم القدر عند أهل الشام. فأجاب مكرها. ثم ورد الكتاب من الخليفة إلى أمير بغداد يأمره بامتحان الإمام أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح العجلي، وعبيد الله القواريري، والحسن بن حماد الحضرمي الملقّب بِسَجّادة، ومعهم جماعة من أهل الحديث. فأجابوا جميعاً مصانعة وترخّصاً بالإكراه غير هؤلاء الأربعة. قال ابن كثير: (كان من الحاضرين من أجاب إلى القول بخلق القرآن مصانعة مكرها ؛ لأنهم كانوا يعزلون من لا يجيب عن وظائفه ، وإن كان له رزق على بيت المال قطع ، وإن كان مفتيا منع من الإفتاء ، وإن كان شيخ حديث ردع عن الإسماع والأداء ، ووقعت فتنة صماء، ومحنة شنعاء، وداهية دهياء). فمن أجاب أطلق، ومن أبى حُبس وقُيّد؛ فلمّا كان بعد ذلك دعا بالقواريري وسجّادة فأجابا وخلّى عنهما. فكان الإمام أحمد يعذرهما ويقول: (قد أعذرا وحُبِسَا وقُيِّدا، وقال الله عزّ وجل: {إلا من أكره وقلبه مطمئنّ بالإيمان} القَيْدُ كُرْه، والحَبْسُ كُرْه). وبقي أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح في الحبس. وتولّى الخلافة بعد المأمون أخوه المعتصم. ومن أوّل يوم تولّى فيه المعتصمُ الخلافةَ عيَّن أحمدَ بن أبي دؤاد الإيادي قاضيَ القضاة؛ فكان من أشد المعتزلة أذية لأهل السنة في القول بالخلق القرآن والامتحان به. فبقي الإمام أحمد في سجنه مدة خلافته، وتوفي محمد بن نوح مقيد. |
(أعتذر لم أتمكن من التنسيق بالهاتف)
المجموعة الثانية : س1: لخّص عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن. القرآن كلامم الله حقيقة لا كلام غيره القرآن حروفه ومعناه من الله عزوجل القرآن غير مخلوق من قال أن القرآن مخلوق فهو كافر أن الله تكلم بحروفه حقيقة القرأن بلسان عربي مبين من ادعى وجود قرآن غير هذا فهو كافر أن هذا المصحف بين الدفتين هو القرآن محفوظ في السطور والصدور أن جبريل سمع القرآن وأن النبي صلى الله عليه وسلم سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم ثم نقل الينا بالتواتر س2:بيّن الفرق بين كل ممّا يلي: أ: قول الكلابية وقول الأشاعرة في القرآن. الكلابية: تقول أن القرآن حكاية عن كلام الله الأشاعرة يقولون: أن القرآن عبارة عن كلام الله، لأن الحكاية تقتضي مماثلة المحكي والعبارة تعبير عن المعنى بألفاظ وحروف ويتفقون على أن القرآن غير مخلوق لكن عندهم ليس هو كلام الله حقيقة بألفاظه ب: قول المعتزلة وقول الأشاعرة في القرآن. المعتزلة : أن القرآن كلام لكنه مخلوق الأشاعرة:-القرآن غير مخلوق وليس هو كلام الله حقيقة ،انما هو عبارة عبر بها جبريل عن المعنى النفسي القائم بالله تعالى س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون أول من أحدث هذه البدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم قتله أمير العراق خالد بن عبد الله القسري 124ه يوم الأضحى أخذ منه هذه المقالة: الجهم بن صفوان ،ولم يكن له أتباع قتله الأمير سلم الأحوز ظهر بعده: بشر بن غياث المريسي كان منشغلا بالفقه ،لكنه لما دخل في علم الكلام أصبح ممن يقول بهذه البدعة وكان متخفيا في زمن هارون الرشيد لأنه توعده بالقتل ولم يخرج الا بعد موته |
اقتباس:
اقتباس:
وفقك الله، اجتهدي في إظهار أسلوبك في الإجابات أختنا الفاضلة الدرجة: أ |
اقتباس:
اقتباس:
وفقك الله ، فاتكِ السؤال العام الخاص بالفوائد الدرجة: ب |
الساعة الآن 01:53 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir