معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى) (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1039)
-   -   المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة التحرير والتنوير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=43405)

هيئة الإشراف 24 ربيع الثاني 1442هـ/9-12-2020م 11:37 PM

المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الأول من مقدمة التحرير والتنوير
 
مجلس مذاكرة القسم الأول مقدمة التحرير والتنوير



- فهرس مسائل القسم الأول من مقدمة تفسير ابن عاشور.

الشيماء وهبه 29 ربيع الثاني 1442هـ/14-12-2020م 01:40 AM

القسم الأول من مقدمة تفسير ابن عاشور

الهدف من إقدام ابن عاشور على التأليف في التفسير.
فضل القرآن.
موقف المتقدمين من المتأخرين والأدب الواجب في ذلك.
أهم وأبرز التفاسير عند ابن عاشور.
عناية المؤلف بفن البلاغة والإعجاز اللغوي في تفسيره.

بيان معنى التفسير
معنى التفسير لغة
اشتقاق لفظ التفسير
معنى التفسير اصطلاحًا
موضوع علم التفسير

أوجه كون التفسير علمًا مستقلًا
نشأة علم التفسير
أشهر الصحابة قولًا بالتفسير
بداية التصنيف في التفسير


أنواع المصنفات في التفسير
تفاسير ناقلة عن السلف
تفاسير تعتمد على النظر والاستدلال
تفاسير شاع فيها الإسرائيليات والموضوعات
ما تميز به تفسير الزمخشري وابن عطية
معنى التأويل وكونه مساوٍ لمعنى التفسير


مداد علم التفسير وأصول تفسيره
أهمية العلم بلغة العرب وعلم البيان لتفسير القرآن
خطورة الإقبال على التفسير بدون علم بلغة العرب
منهج السلف في التفسير بلغة العرب
أهمية العلم بالآثار في بيان مواضع الإشكال والإجمال
العلم بأسباب النزول وأثره في التفسير
علم القراءات وأثره في الترجيح والاستدلال
العلم بأخبار العرب يعين على فهم ما أوجزه القرآن
الخلاف في عد أصول الفقه من مداد علم التفسير
الدلالة على أن علم الكلام لا يبنى عليه تفسير القرآن
الفرق بين ما يعد من التفسير وما يعد من مداده.
علم التفسير أصل علوم الإسلام على وجه الإجمال.

حكم تفسير القرآن بغير المأثور من الكتاب والسنة
هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كله ؟
الدلالة على اجتهاد الصحابة في التفسير
الدلالة على أن التفسير ليس مقصورًا على بيان معاني المفردات فحسب
حكم تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد فيه
تأويل المرويات عن السلف في التحذير من التفسير بالرأي
التحذير من القول في القرآن بغير علم
بعض الفرق المبتدعة في التفسير بالرأي
حكم التفسير الإشاري عند الصوفية

نزول القرآن بلسان عربي والحكمة من ذلك


المقاصد الأصلية التي جاء القرآن لتبيانها
صلاح العقيدة أعظم سبب لإصلاح الخليقة
تهذيب الأخلاق والتمثل بمن كان خلقه القرآن
جمع القرآن جميع الأحكام التشريعية
سياسة الأمة بقصد صلاحها وحفظ نظامها من أهم مقاصد القرآن
قصص القرآن باب عظيم للتأسي وأخذ العبرة
التعليم بما يناسب حال المخاطبين
الترغيب والترهيب بآيات الوعد والوعيد
الإعجاز والتحدي بالقرآن للدلالة على صدق الرسول



طرائق المفسرين في القرآن والغرض الواجب على كل مفسر
آراء العلماء حول التوفيق بين المعاني القرآنية والعلوم الغير دينية
أهمية العلم بأسباب النزول وضرورة التحقق من أسانيدها
أسباب النزول عند المفسرين بين إفراط وتفريط
أصناف أسباب النزول المذكورة في التفاسير


مقدار تعلق القراءات بالتفسير
أنواع اختلاف القراءات من حيث أثرها في التفسير
جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
إجماع الصحابة على مصحف عثمان رضي الله عنهم أجمعين
من خالف جمع عثمان من القراءات الشاذة
أنواع القراءات وشروط قبول القراءة
القراءات العشر الصحيحة المتواترة
اختلاف القراءات ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم
المراد من القراءة على سبعة أحرف
الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع




عبدالكريم الشملان 4 جمادى الأولى 1442هـ/18-12-2020م 08:26 PM

الأسبوع :9 .
الأحد 21/ 4/1442هـ
دراسة القسم الأول من مقدمة التحرير و التنوير و فهرسه مسائلها .
خطبة المصنف :
- بدء بحمد الله على بيان معالم مراده ، و أعلام أمداده،
- أنزل القرآن قانوناً عاماً معصوماً .
- كتاب معجز ، مصدق لما بين يديه .
- ما فرط الله في الكتاب من شيء ، عرفه الكل ،المؤمن والجاحد ، و شهد له الراغب و الحاسد ، أنزله على سيد الخلق ، و به شرح صدره " إنك على الحق المبين " .
- قيض لتبيينه أصحابه الأشداء الرحماء ،وبين أسراره من بعدهم من العلماء .
-هذا التفسير أكبر أماني ابن عاشور ،
مميزاته:-

1- الجامع لمصالح الدنيا و الدين .
2- موثق شديد العرى من الحق المتين .
3- الحاوى لكليات العلوم و معاقد استتباطها.
4- آخذ قوس البلاغة من محل نياطها .
5- بيان نكت العلم و كليات التشريع .
6- مفصل مكارم الأخلاق
من خلال تدبره ، و بيان مفسره .
- الحذر من :-

1- متاعب تنوء بالقوة .
2- فلتات سهام الفهم .
-تكليفه بالقضاء ثم الفتيا ،جعله يؤخر التأليف .
حرص أن يبدي نكتا لم يسبق إليها .
-أن يقف موقف الحكم من طوائف المفسرين ،لها أو عليها .
و الحذر من التكرار، لأنه تعطيل لفيض القرآن الذي ماله من نفاد .
- عمد لما أشاده الأقدمون فهذبه وزاده، دون نقص أو إبادة.
- التفاسير متفاوتة ، و عالة على بعضها ،أهمها الكشاف ، و المحرر الوجيز ،وتفسير الرازي و البيضاوي.

- لم ينسب لتلك التفاسير لأجل الاختصار .
- معاني القرآن و مقاصده ذات أفانين كثيرة ، موزعة على آياته .
-لكن كل آية فيها من البلاغة ، ولم تختص بدراسة كثيرة كغيرها من الأفانين .
-لذا التزم على تقييد ما يلوح له منه .
- العناية بوجوه الإعجاز ، ونكت البلاغة و أساليب الاستعمال .
-اهتم بتناسب اتصال الآيات ببعضها.
- تناسب السور لا يراه حقاً على المفسر .
- يبين أغراض كل سورة و يبين انسجامها ،وبيان جمالها .
- العناية ببيان المفردات بضبط و تحقيق .
- بيان نكت معاني القرآن و إعجازه.

الاحد 21/4/1442هـ
المقدمة الأولى ،
في التفسير و التأويل و كون التفسير علماً .
- التفسير : مصدر فسر ،
و الفسر : الإبانة و الكشف لمدلول كلام أو لفظ بكلام آخر هو أوضح لمعنى المفسر عند السامع .
-صيغه المبالغة : للدلالة على التكثر من المصدر - وقد يكون من التكثير مجازيا أو اعتبارياً ،بأن ينزل كد الفكر في تحصيل المعاني الدقيقة.

-ثم في اختيار أضبط الأقوال لإبانتها منزلة العمل الكثير ،مثل دلالة نزل على التكثير ، لإرادة التدرج و التنجيم .
- مثل فرق و فرّق - تدل كثرة الحروف على زيادة المعنى، أو قوته ، و المعاني : فرق ، لطيفة يناسبها التخفيف .
-التفسير اصطلاحاً :- اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن ، وما يستفاد منها ، باختصار أو توسع.
- و المناسبة بين المعنى الأصلي و المعنى المنقول إليه لا يحتاج إلى تطويل.

-موضوع التفسير :- ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانية و مايستنبظ منه .
-وهو يختلف عن علم القراءات ، لأن تمايز العلوم بتمايز الموضوعات و حيثياتها -في عد التفسير علماً تسامح !!
لأن العلم إذا أطلق إما :-
1- يراد به نفس الإدارك .
2- يراد به الملكة المسماة بالعقل .
3- يراد به التصديق الجازم ، مقابل الجهل.
4- يراد به مسائل المعلومات .
-الاستنباط من دلالة الالتزام .
-عدوا تفسير ألفاظ القرآن علماً مستقلا لوجوه ستة:
1- أن مباحثه لكونها تؤدي إلى استنباط علوم كثيرة و قواعد كلية ، لأنه مبدا لها و منشأ ، تنزيلاً للشيء منزلة ماهو شديد الشبه به.

2- العلوم الشرعية تكون مباحثها مفيدة كمالا عليما لمزاولها ،و التفسير بيان مراد الله من كلامه .
3- التعاريف اللفظية تصديقات تؤول إلى قضايا ، و تفرع المعاني عنها نزلها منزلة الكلية .
4- أن علم التفسير يتضمن قواعد كلية في أثنائه، مثل : قواعد النسخ ، و قواعد المحكم ..، فسمي مجموع ذلك علما تغليبا .
5- أن حق التفسير أن يشتمل بيان أصول التشريع وكلياته ، لكنهم انشغلوا ببيان معاني الألفاظ .
6- أن التفسير أول ما اشتغل به العلماء ، فكثرت مناظراته ، فأوجد لصاحبه ملكة يدرك بها أساليب القرآن ودقائق نظمه ،لذا سمي علماً ، لأنه أفاد علوما كلية لها مزيد اختصاص بالقرآن.

لأنه إن أخذ على أنه بيان وتفسير لمراد الله ،فيعد من أصول العلوم الشرعية ، و أولها الكتاب و السنة ، فهو رأس العلوم ،
-وإن أخذ مافيه من مكي و مدني وناسخ ومنسخ وقواعد استنباط كان معدودا من متممات العلوم الشرعية.

- التفسير أول العلوم الإسلامية ظهوراً ،
-بدأ في عصر النبي ،كما سأله الصحابة عن تفسيره .
-اشتهر جملة من الصحابة المفسرين .
- ثم دخل جملة من الناس في الإسلام، و كثر الخوض فيه ،فكان لابد من التصدي لهم ببيان معانيه .
- أول من صنف فيه عبدالملك بن جريج، ولد 80 هـ ،،ت - 149هـ
- أول من صنف فيما يؤثر عن السلف مالك بن أنس ، والداودي تلميذ السيوطي ،و الطبري .
- مسلك النظر : الزجاج و الفارسي وغيرهما.

- ثم ظهر الزمخشري وابن عطية : يغوصان في معاني الآيات، و يأتيان بالشواهد من كلام العرب .
- منحى البلاغة و العربية عند الزمخشري أخص ،ومنحى الشرعية عند ابن عطية، أغلب - كلاهما عضادتا الباب ، و مرجع من بعدهما .
- التفسير و التأويل :-
من العلماء من ساوى بينهما ومن فرق ،
-فالتأويل : الرجوع إلى الأول ، الغاية المقصودة ، و الغاية المقصودة من اللفظ هو معناه ، وما أراده المتكلم من المعاني ،فساوى التفسير.

الاثنين 24/4/1442
المقدمة الثانية .
في استمداد علم التفسير :
- معنى استمداد العلم :- توقفه على معلومات سابقة على وجود ذلك العلم عند مدونيه ، ليكون عونا لهم على إتقان تدوين ذلك العلم .
- سمي اصطلاحاً : استمدادا :- عن تشبيه احتياج العلم لتلك المعلومات بطلب المدد .

المدد : العون و الغوث ،
-ومدده : ما يتوقف عليه تقومه ،
- قد يتوسع مثل الرازي : فلا يسمى مدد ، لأنه لا ينحصر ولا ينضبط ،
-استمداد علم التفسير : من علم العربية و الآثار ،و من أخبار العرب و أصول الفقه و علم الكلام وعلم القراءات.

العربية :-
- المراد منها ؛ معرفة مقاصد العرب من كلامهم ، وأدب لغتهم ، كما حصل للعرب بنزول القرآن .
- القرآن كلام عربي ، و قواعد العربية طريق لفهم معانيه.
- القواعد العربية : متن اللغة و التصريف و النحو و المعاني.
- استعمال العرب في خطبهم و أشعارهم.
- تعاهد أوضاع اللغة من نظم و بلاغة .
- أهمية علمي البيان و المعاني لإظهار وجه الإعجاز .
- أن كلام الله يحوي مقاصد جليلة، و معان غالية، لا تحصل إلا بالتعمق بالبلاغة .
- لا تصح أمور الديانة إلا بلسان عربي.

- معرفة دلالة الألفاظ المجازية و التمثيلية .
- الشعر ديوان العرب ، يلتمس فيه معرفة الدلالات و المعاني على الألفاظ .
-الآثار:-
مانقل عن النبي من بيان المراد في مواضع الإجمال .
- مانقل عن الصحابة الذين شاهدوا التنزيل .
- إجماع الأمة على تفسير معنى.

القراءات :- يحتاج إليها حين الاستدلال بالقراءة على تفسير غيرها .
- يكون في معنى الترجيح لأحد المعاني القائمة .
-أخبار العرب : يستعان بها على ما أوجزه القرآن في سوقها .
- يذكرها القرآن للموعظة و الاعتبار .
-أصول الفقه :-
بعضه مادة للتفسير ، الأوامر و النواهي ، و العموم .
-أعطى مفاهيم مهمة ،مثل :مسائل الفحوى و مفهوم المخالفة ،مما يفيد في التفسير .
- علم الأصول يضبط قواعد الاستنباط ،فهو آلة للمفسر .
-علم الكلام: يحتاج إليه عند التوسع في إقامة الأدلة على استحالة بعض المعاني.

-الفقه :- لم يعد من مادة علم التفسير ، لعدم توقف فهم القرآن عليه .
- يُحتاج إليه للتوسع في طرق الاستنباط و تفصيل المعاني تشريعاً و آدابا و علوماً .
- لايعد من استمداد علم التفسير الآثار المروية عن النبي في تفسير الآيات ،ولا مايرويه الصحابة ، لأنه من التفسير ،لا من مدده.

المقدمة الثالثة :
في صحة التفسير بغير المأثور ،ومعنى التفسير بالرأي ونحوه .
- حال المفسر الذي يمتلك أدوات التفسير.
-الحذر من التفسير بغير علم ،والأدلة الواردة في ذلك " من قال بالقرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" .
-زاد وانتشر علم التفسير بالاستنباطات من الآيات ،بمعايير علمية وأدوات خاصة .
-أهمية التفهم والتدبر عند قراءة القرآن .
- التدبر يكشف أسرار القرآن و إعجازه .
-ومن شروط التفسير المقبول :-
1- مطابقة اللفظ من حيث الاستعمال .
2- سليما من التكلف .
3- عر ياً من التعسف .
- توجيه التحذير من التفسير بغير علم:
- أن المراد بالرأي :هو القول دون استناد إلى نظر في أدلة العربية و مقاصد الشريعة.
2- ضرورة الإحاطة بجوانب الآية ،و مواد التفسير و مجمل الآدلة ، و استعمال العرب.

3- التحذير من أن يكون له نزعة، أو مذهب أو نحلة ،فيتأول القرآن على وفق رأيه ،و يصرفه عن المراد .
4- أن يفسر القرآن برأي ، و يزعم أن هذا الرأي هو المراد دون غيره ،وفيه تضييق .
5- أخذ الحيطة و الحذر في التدبر و نبذ التسرع.

- الرد على من حجم عن التفسير بالرأي ،ولم يتناول استنباطات فيه ،وهو يملك أدواته .
- الحذر من تفسير الباطن ،وأن تفسير القرآن فيه كنايات و رموز وأغراض من غلاة الشيعة ،عن طريق التأويل المذموم .
-مذهبهم من مذهب التناسخ و الحلولية، ومن طقوس اليهودية .
- الحذر من تكلفاتهم و زيغهم.

- تصدى للرد عليهم الغزالي في كتابه " المستظهري" .
- من تفاسير الباطنية " تفسير القاشاني "،و رسائل إخوان الصفا.

-عبث أهل الإشارات من الصوفية ، و اختلاف الأمر فيها ، بسبب ادعائهم أنها ليست تفسير .
- إبطال ابن العربي في كتابه العواصم لما ذهبت إليه الصوفية من التفسير الإشاري .
- تفصيل الأمر في الإشارات الصوفية.
1- ماجرى من الآية مجرى التمثيل ، فهذا يشبه ضرب المثل ، مثل " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن .." في أنها إشارة للقلوب ،لأنها مواضع الخضوع .
2- ماكان من نحو التفائل ، و سمي سماعاً.
3- عبر و مواعظ ينتفع بها،
- نسبة الإشارة إلى لفظ القرآن مجازية.

- كل ما خرج من التفاسير الإشارية عن الأحوال الثلاثة يقترب من قول الباطنية .
- ليس من الإشارة ما يعرف بدلالة الإشارة و فحوى الخطاب ، و فهم الاستغراق ، لأنها قامت فيه الدلالة العرفية مقام الوضعية .
- الحذر من الخوض في تفسير القرآن بدون علم ولا أدوات معينة على ذلك ، و خطورة ولوج هذا المعترك بدون علم وزاد.

الثلاثاء 23/4/1442
المقدمة الرابعة
فيما يحق أن يكون غرض المفسر .
- غاية المفسر ،و معرفة المقاصد التي نزل القرآن لبيانها .
- أغراض التفسير و مقاصده .
- إنزال القرآن لصلاح أمر الناس كافة ، سواء فردية أو جماعية .
- الصلاح الفردي يعتمد تهذيب النفس و تزكيتها .
- صلاح الاعتقاد و صلاح السريرة .
- السياسة المدنية و إصلاح المجتمع و ترابط أفراده مما يعرف بعلم العمران .

- مراد الله من كتابه :بيان تصاريف مايرجع إلى حفظ مقاصد الدين .
- اللسان العربي مظهر للوحي ، و مستودع لمراده .
- حكمة اختيار العرب لذلك:
1- لأن لسانهم أفصح الألسن ، وأكثرها تحملاً للمعاني .
- مقاصد القرآن الأصلية ثمان:
1- إصلاح الاعتقاد ، و تعليم العقد الصحيح .
2- تهذيب الأخلاق .
3- التشريع الخاص و العام.

4- سياسة الأمة وحفظ نظامها .
5- القصص و أخبار الأمم السابقة .
6- التعليم بما يناسب حال المخاطبين .
7- المواعظ و الإنذار و التحذير و التبشير .
8- الإعجاز بالقرآن .
- غرض المفسر بيان مراد الله في كتابه ،بأتم بيان ، و إقامة الحجة.
- طرائق المفسرين للقرآن ثلاث:-
1- الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب مع بيانه و إيضاحه .
2- استنباط معان ماوراء الظاهر ،تقتضيها دلالة اللفظ أو المقام ، ولا يجافيها الاستعمال.

3- جلب المسائل و بسطها ،لمناسبة بينها وبين المعنى ، أو لأن زيادة فهم المعنى متوقفة عليها ،
4- التوفيق بين المعنى القرآني وبين بعض العلوم مما له تعلق بمقاصد الشريعة ، لزيادة تنبيه، أو لرد مطاعن ، لقصد التوسع .
- أكثر من ذلك العلماء و دخلوا في تفاريع العلوم ،لخدمة المقاصد القرآنية.
- لأجل زيادة تقرير عظمة القدرة الإلهية.

- معنى الآية وارتباطها بتفاريع الحكمة التي تعين عليه ،كعلم الاقتصاد السياسي .
- زيادة التفسير في التفصيل لحالات خاصة، وبيان أسراراها وعللها .
-الاقتصار و الاختصار في مسائل الإعجاز العلمي ،وعدم الاستطراد ،و التمحل في ذلك.
- معاني القرآن تطابق الحقائق ، و الحذر من الفلسفة في ذلك أو التمذهب بالمذاهب المنطقية الآنية ،وكل مايجر للتفاسير الباطنية .
- الحذر من إقحام علوم الطبيعيات و التعاليم و المنطق في تفسير القرآن .
- تبرئة ساحة السلف الصالح من ذلك .
- شبهة أن القرآن كان خطابا للأميين.

عبدالكريم الشملان 4 جمادى الأولى 1442هـ/18-12-2020م 08:29 PM

-علاقة العلوم بالقرآن على أربع مراتب :
1- علوم تضمنهاالقرآن كأخبار الأنبياء ،وتهذيب الأخلاق والاعتقاد والبلاغة .
2- علوم تزيد المفسر علماً كالحكمة والهيئة.
3- علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كالطب .
4- علوم لا علاقة لها به ،لبطلانها، كالزجر والعيافة .
-تفنيد أن مسلك القرآن تفيهم العرب على مقدرتهم وطاقتهم :
1- أن ما بناه عليه يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال ،وهو باطل .
2-أن مقاصد القرآن راجعة إلى عموم الدعوة ،وهو معجزة باقية ولا يخلو أحد من فهمه .
3- أن القرآن لا تنقضي عجائبه لعدم انحصار أنواع معانيه.
4- من تمام إعجازه أن يتضمن كثير من المعاني مع إيجاز ألفاظه .
5- أن المعنى الأساسي مفهوم ،وما زاد عليه فيمكن لبعض ولا يمكن لآخرين ،حسب قدراتهم .
6- أن السلف تركوا مساحة للبحث في معاني مستجدة ،حسب تغيرات الأحوال ،ضمن ضوابط ومعايير معينة.

المقدمة الخامسة في أسباب النزول :
أسباب النزول : هي حوادث نزلت آيات قرآنية لأجلها ،لبيان حكمها ،أو لحكايتها، أو إنكارها .
-خطأ أن كل آية نزلت على سبب.
- تضمن القرآن إشارات إلى الأسباب التي دعت إلى نزولها.
- هناك أسباب نزول ثبتت بالنقل .
- خطورة التفريط في إرسال حبله على غاربه .
- من المهم الحاجة لتمحيص أسباب النزول والبحث فيها .
- الحذر من تلقي الروايات الضعيفة فيه .
- نزول القرآن لا يتوقف على أسباب داعية إلى نزول الأحكام وتشريعها .
- العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
- من أسباب النزول ماهو مهم للمفسر ،كبيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز .
- ومنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية ،مثل :نزول آية الصفا " إن الصفا والمروة من شعائر الله .." نزلت في الأنصار.

كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون من الطواف بينهما ،فنزلت .
- ومنها ما ينبه المفسر إلى إدارك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات ،أي يعين على تصوير مقام الكلام .
-أقسام أسباب النزول التي صحت أسانيدها :
1- ما يتوقف فهم الآية عليه ،وهو المقصود منها ،فلا بد منه مثل :تفسير مبهمات القرآن .
2- تشريعات تسببت عليها تشريعات وأحكام وصور تلك الحوادث ،لا تبين مجملًا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد ،مثل حديث كعب بن عجرة في قوله " فمن كان منكم مريضا أو به أذى .." ،
وهذا القسم لا يفيد البحث فيه إلا زيادة تفهم في معنى الآية وتمثيلا لحكمها .
3- حوادث تكثر أمثالها ،تخص شخص واحد ،فنزلت الآية لإعلانها ،وبيان أحكامها، أي من الأحوال التي تشير إليها الآية ،فكأنهم يريدون التمثيل ،مثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة " المفتتحة بقوله " ومنهم ..."

ومثله كثير لا فائدة منه ،كما أن ذكره قد يوهم قصر الآية على تلك الحادثة ،لعدم ظهور ألفاظ العموم في الآية .
4- حوادث حدثت ،وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة ،فيقع في عبارات بعض السلف مايوهم أن تلك الحوادث هي المقصودة بها .
5-قسم يبين مجملات ،ويدفع متشابهات ،مثل :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ،وسبب النزول هم النصارى ،وهو قسم يبين وجه تناسب النزول في الآي ببعضها .
- القرآن كتاب جاء لهدي الأمة والتشريع لها .
-جاء بكليات تشريعية وتهذيبية، ولحكم بالغة من السهولة، ولتواتر الدين ،ويجعل المجال مفتوح للاستنباط.
- من فوائد أسباب النزول أنها تأتي عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال ،ويقطع دعوى أنه أساطير الأولين.

‏المقدمة السادسة في القراءات
-اختلاف القراءات متعلق بالتفسير ،ومراتب القراءات قوة وضعفا.
للقراءات في تعلقها بالتفسير حالتين :
1- ‏لا تعلق لها بالتفسير.
2- لها تعلق من جهات متفاوتة.
-ومن الأولى اختلاف القراءة في وجوه النطق بالحروف كمقادير المد.
- ‏هي مفيدة في تحديد كيفية النطق بالحروف من مخارجها ،لكن لا علاقة لها في اختلاف المعنى .
- ‏ولها تعلق بتعدد وجوه الإعراب .
-إجماع القراء على مصحف عثمان ،على العرضة الأخيرة وتواتر ذلك.
- ‏شروط قبول القراءة الصحيحة: صحة السند وموافقة العربية ، ‏ورسم المصحف .
-وهي ‏سبع قراءات وثلاث متممات للعشر ،أما الأربع بعدها فشاذة .
- الحالة الثانية : اختلاف القراء في حروف الكلمات ،مثل :مالك يوم الدين .
‏-ما له تعلق بالتفسير ،لأن ‏ثبوت أحد اللفظين قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرى .
-اختلاف القراءات يزيد المعاني مثل " لانستم النساء " و " لمستم النساء ".
-هذا نظير التضمين في استعمال العرب ،ويزيد من بلاغة القرآن .
-تعدد القراءات يقوم مقام تعدد كلمات القرآن .
-معنى الرخصة بسبعة أحرف :
1- أن المراد بالأحرف الكلمات المترادفة للمعنى الواحد ،أي : بتخيير قارئه تسهيلا للإحاطة بالمعاني ،
-المراد حقيقة العدد ،ويكون تحديدا للرخصة .
2- أن العدد غير مراد به حقيقة ،بل كناية عن التعدد والتوسع .
3-المراد التوسعة.
- من رأي أن الحديث محكم : أن المراد من الأحرف : أنواع أغراض القرآن ،كالأمر والنهي ،وهذا لا يناسب سياق الحديث وهو تكلف في حصر الأغراض .
- وقيل أنه نزل مشتملا على سبع لغات مبثوثة في آيات القرآن ،على جهة التعيين لا على جهة التخيير .
- قيل: أن المراد : كيفيات النطق كالإمالة .
- أول من جمع القرآن في سبع : ابن مجاهد في السبعة .
- وجوه الإعراب في القرآن أكثره متواتر .
- القراءات العشر متواترة ،تتفاوت في اشتمالها على البلاغة وكثرة المعاني وهو تمايز متقارب.
- لا يلزم أن يتحقق الإعجاز في كل آية .
- ابن عاشور بنى تفسيره على قراءة نافع .

هيئة التصحيح 11 6 جمادى الأولى 1442هـ/20-12-2020م 02:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه (المشاركة 394083)
القسم الأول من مقدمة تفسير ابن عاشور

الهدف من إقدام ابن عاشور على التأليف في التفسير.
فضل القرآن.
موقف المتقدمين من المتأخرين والأدب الواجب في ذلك. [من ماذا؟]
أهم وأبرز التفاسير عند ابن عاشور.
عناية المؤلف بفن البلاغة والإعجاز اللغوي في تفسيره.

بيان معنى التفسير
معنى التفسير لغة
اشتقاق لفظ التفسير
معنى التفسير اصطلاحًا
موضوع علم التفسير

أوجه كون التفسير علمًا مستقلًا [يُذكر قبلها المآخذ على عد التفسير علمًا من العلوم، وبعدها علاقته بباقي العلوم الشرعية]
نشأة علم التفسير
أشهر الصحابة قولًا بالتفسير
بداية التصنيف في التفسير


أنواع المصنفات في التفسير
تفاسير ناقلة عن السلف
تفاسير تعتمد على النظر والاستدلال
تفاسير شاع فيها الإسرائيليات والموضوعات
ما تميز به تفسير الزمخشري وابن عطية
معنى التأويل وكونه مساوٍ لمعنى التفسير


مداد علم التفسير وأصول تفسيره
[حبذا لو بينتِ أولا معنى استمداد العلم أو مداد العلم، ثم بينتِ العلوم التي منها استمداد علم التفسير بالاتفاق، والعلوم التي عليها خلاف، ثم فصلتِ المسائل التي تتعلق بكل علم، لتترابط مسائل الفصل، وقد تغافلتِ عن كثير من مسائل هذا الفصل على أهميتها]
أهمية العلم بلغة العرب وعلم البيان لتفسير القرآن
خطورة الإقبال على التفسير بدون علم بلغة العرب
منهج السلف في التفسير بلغة العرب
أهمية العلم بالآثار في بيان مواضع الإشكال والإجمال
العلم بأسباب النزول وأثره في التفسير
علم القراءات وأثره في الترجيح والاستدلال [والخلاف في عده من استمداد علم التفسير، وبيان رأي ابن عاشور]
العلم بأخبار العرب يعين على فهم ما أوجزه القرآن
الخلاف في عد أصول الفقه من مداد علم التفسير [مع بيان رأي ابن عاشور]
الدلالة على أن علم الكلام لا يبنى عليه تفسير القرآن [بيان وجود خلاف أولا ثم ترجيح ابن عاشور]
الفرق بين ما يعد من التفسير وما يعد من مداده.
علم التفسير أصل علوم الإسلام على وجه الإجمال.

حكم تفسير القرآن بغير المأثور من الكتاب والسنة
هل فسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كله ؟
الدلالة على اجتهاد الصحابة في التفسير
الدلالة على أن التفسير ليس مقصورًا على بيان معاني المفردات فحسب
حكم تفسير القرآن بالرأي والاجتهاد فيه
تأويل المرويات عن السلف في التحذير من التفسير بالرأي
التحذير من القول في القرآن بغير علم
بعض الفرق المبتدعة في التفسير بالرأي
حكم التفسير الإشاري عند الصوفية

نزول القرآن بلسان عربي والحكمة من ذلك


المقاصد الأصلية التي جاء القرآن لتبيانها
صلاح العقيدة أعظم سبب لإصلاح الخليقة
تهذيب الأخلاق والتمثل بمن كان خلقه القرآن
جمع القرآن جميع الأحكام التشريعية
سياسة الأمة بقصد صلاحها وحفظ نظامها من أهم مقاصد القرآن
قصص القرآن باب عظيم للتأسي وأخذ العبرة
التعليم بما يناسب حال المخاطبين
الترغيب والترهيب بآيات الوعد والوعيد
الإعجاز والتحدي بالقرآن للدلالة على صدق الرسول



طرائق المفسرين في القرآن والغرض الواجب على كل مفسر
آراء العلماء حول التوفيق بين المعاني القرآنية والعلوم الغير دينية [الألف واللام لا تدخل على غير]


أهمية العلم بأسباب النزول وضرورة التحقق من أسانيدها
أسباب النزول عند المفسرين بين إفراط وتفريط [إفراط وتفريط في ماذا؟]
أصناف أسباب النزول المذكورة في التفاسير


مقدار تعلق القراءات بالتفسير
أنواع اختلاف القراءات من حيث أثرها في التفسير
جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
إجماع الصحابة على مصحف عثمان رضي الله عنهم أجمعين
من خالف جمع عثمان من القراءات الشاذة
أنواع القراءات وشروط قبول القراءة
القراءات العشر الصحيحة المتواترة
اختلاف القراءات ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم
المراد من القراءة على سبعة أحرف
الفرق بين الأحرف السبعة والقراءات السبع
[حبذا لو كانت صياغة العناصر وترتيبها موضحة للمناسبة بين جمع القرآن والقراءات]



بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ونفع بكِ
اعتمدتِ على ذكر عناوين للعناصر دون تفصيل ما تحتها من مسائل فأدى ذلك إلى اختصار شديد يفوت عليكِ أهمية هذه المقدمة والمقاصد التي تتحقق من دراستها
مثلا عند الحديث عن استمداد علوم التفسير، ومنها علم العربية، أغفلتِ الكثير من المسائل الخاصة بها
وفي المقدمة الرابعة مثلا اختصرتِ كثيرًا بيان طرائق المفسرين للقرآن وبيانها مدخل لبيان علاقة القرآن بباقي العلوم ومسألة الإعجاز العلمي في القرآن وقد فصل فيها ابن عاشور وناقش الأقوال في هذه المسألة.
فلو أنكِ عدتِ لقراءة فهرستكِ الآن هل يتضح لكِ المقصد من عنوان هذا العنصر
اقتباس:

طرائق المفسرين في القرآن والغرض الواجب على كل مفسر

التقويم: ج
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

هيئة التصحيح 11 6 جمادى الأولى 1442هـ/20-12-2020م 04:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان (المشاركة 394226)
الأسبوع :9 .
الأحد 21/ 4/1442هـ
دراسة القسم الأول من مقدمة التحرير و التنوير و فهرسه مسائلها .
خطبة المصنف :
- بدء بحمد الله على بيان معالم مراده ، و أعلام أمداده،
- أنزل القرآن قانوناً عاماً معصوماً .
- كتاب معجز ، مصدق لما بين يديه .
- ما فرط الله في الكتاب من شيء ، عرفه الكل ،المؤمن والجاحد ، و شهد له الراغب و الحاسد ، أنزله على سيد الخلق ، و به شرح صدره " إنك على الحق المبين " .
- قيض لتبيينه أصحابه الأشداء الرحماء ،وبين أسراره من بعدهم من العلماء .
-هذا التفسير أكبر أماني ابن عاشور ،
مميزاته:-

1- الجامع لمصالح الدنيا و الدين .
2- موثق شديد العرى من الحق المتين .
3- الحاوى لكليات العلوم و معاقد استتباطها.
4- آخذ قوس البلاغة من محل نياطها .
5- بيان نكت العلم و كليات التشريع .
6- مفصل مكارم الأخلاق
من خلال تدبره ، و بيان مفسره .
- الحذر من :-

1- متاعب تنوء بالقوة .
2- فلتات سهام الفهم .
-تكليفه بالقضاء ثم الفتيا ،جعله يؤخر التأليف .
حرص أن يبدي نكتا لم يسبق إليها .
-أن يقف موقف الحكم من طوائف المفسرين ،لها أو عليها .
و الحذر من التكرار، لأنه تعطيل لفيض القرآن الذي ماله من نفاد .
- عمد لما أشاده الأقدمون فهذبه وزاده، دون نقص أو إبادة.
- التفاسير متفاوتة ، و عالة على بعضها ،أهمها الكشاف ، و المحرر الوجيز ،وتفسير الرازي و البيضاوي.

- لم ينسب لتلك التفاسير لأجل الاختصار .
- معاني القرآن و مقاصده ذات أفانين كثيرة ، موزعة على آياته .
-لكن كل آية فيها من البلاغة ، ولم تختص بدراسة كثيرة كغيرها من الأفانين .
-لذا التزم على تقييد ما يلوح له منه .
- العناية بوجوه الإعجاز ، ونكت البلاغة و أساليب الاستعمال .
-اهتم بتناسب اتصال الآيات ببعضها.
- تناسب السور لا يراه حقاً على المفسر .
- يبين أغراض كل سورة و يبين انسجامها ،وبيان جمالها .
- العناية ببيان المفردات بضبط و تحقيق .
- بيان نكت معاني القرآن و إعجازه.

الاحد 21/4/1442هـ
المقدمة الأولى ،
في التفسير و التأويل و كون التفسير علماً .
- التفسير : مصدر فسر ،
و الفسر : الإبانة و الكشف لمدلول كلام أو لفظ بكلام آخر هو أوضح لمعنى المفسر عند السامع .
-صيغه المبالغة : للدلالة على التكثر من المصدر - وقد يكون من التكثير مجازيا أو اعتبارياً ،بأن ينزل كد الفكر في تحصيل المعاني الدقيقة.

-ثم في اختيار أضبط الأقوال لإبانتها منزلة العمل الكثير ،مثل دلالة نزل على التكثير ، لإرادة التدرج و التنجيم .
- مثل فرق و فرّق - تدل كثرة الحروف على زيادة المعنى، أو قوته ، و المعاني : فرق ، لطيفة يناسبها التخفيف .
-التفسير اصطلاحاً :- اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن ، وما يستفاد منها ، باختصار أو توسع.
- و المناسبة بين المعنى الأصلي و المعنى المنقول إليه لا يحتاج إلى تطويل.

-موضوع التفسير :- ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانية و مايستنبظ منه .
-وهو يختلف عن علم القراءات ، لأن تمايز العلوم بتمايز الموضوعات و حيثياتها -في عد التفسير علماً تسامح !!
لأن العلم إذا أطلق إما :-
1- يراد به نفس الإدارك .
2- يراد به الملكة المسماة بالعقل .
3- يراد به التصديق الجازم ، مقابل الجهل.
4- يراد به مسائل المعلومات .
-الاستنباط من دلالة الالتزام .
-عدوا تفسير ألفاظ القرآن علماً مستقلا لوجوه ستة:
1- أن مباحثه لكونها تؤدي إلى استنباط علوم كثيرة و قواعد كلية ، لأنه مبدا لها و منشأ ، تنزيلاً للشيء منزلة ماهو شديد الشبه به.

2- العلوم الشرعية تكون مباحثها مفيدة كمالا عليما لمزاولها ،و التفسير بيان مراد الله من كلامه .
3- التعاريف اللفظية تصديقات تؤول إلى قضايا ، و تفرع المعاني عنها نزلها منزلة الكلية .
4- أن علم التفسير يتضمن قواعد كلية في أثنائه، مثل : قواعد النسخ ، و قواعد المحكم ..، فسمي مجموع ذلك علما تغليبا .
5- أن حق التفسير أن يشتمل بيان أصول التشريع وكلياته ، لكنهم انشغلوا ببيان معاني الألفاظ .
6- أن التفسير أول ما اشتغل به العلماء ، فكثرت مناظراته ، فأوجد لصاحبه ملكة يدرك بها أساليب القرآن ودقائق نظمه ،لذا سمي علماً ، لأنه أفاد علوما كلية لها مزيد اختصاص بالقرآن.

لأنه إن أخذ على أنه بيان وتفسير لمراد الله ،فيعد من أصول العلوم الشرعية ، و أولها الكتاب و السنة ، فهو رأس العلوم ،
-وإن أخذ مافيه من مكي و مدني وناسخ ومنسخ وقواعد استنباط كان معدودا من متممات العلوم الشرعية.

- التفسير أول العلوم الإسلامية ظهوراً ،
-بدأ في عصر النبي ،كما سأله الصحابة عن تفسيره .
-اشتهر جملة من الصحابة المفسرين .
- ثم دخل جملة من الناس في الإسلام، و كثر الخوض فيه ،فكان لابد من التصدي لهم ببيان معانيه .
- أول من صنف فيه عبدالملك بن جريج، ولد 80 هـ ،،ت - 149هـ
- أول من صنف فيما يؤثر عن السلف مالك بن أنس ، والداودي تلميذ السيوطي ،و الطبري .
- مسلك النظر : الزجاج و الفارسي وغيرهما.

- ثم ظهر الزمخشري وابن عطية : يغوصان في معاني الآيات، و يأتيان بالشواهد من كلام العرب .
- منحى البلاغة و العربية عند الزمخشري أخص ،ومنحى الشرعية عند ابن عطية، أغلب - كلاهما عضادتا الباب ، و مرجع من بعدهما .
- التفسير و التأويل :-
من العلماء من ساوى بينهما ومن فرق ،
-فالتأويل : الرجوع إلى الأول ، الغاية المقصودة ، و الغاية المقصودة من اللفظ هو معناه ، وما أراده المتكلم من المعاني ،فساوى التفسير.

الاثنين 24/4/1442
المقدمة الثانية .
في استمداد علم التفسير :
- معنى استمداد العلم :- توقفه على معلومات سابقة على وجود ذلك العلم عند مدونيه ، ليكون عونا لهم على إتقان تدوين ذلك العلم .
- سمي اصطلاحاً : استمدادا :- عن تشبيه احتياج العلم لتلك المعلومات بطلب المدد .

المدد : العون و الغوث ،
-ومدده : ما يتوقف عليه تقومه ،
- قد يتوسع مثل الرازي : فلا يسمى مدد ، لأنه لا ينحصر ولا ينضبط ،
-استمداد علم التفسير : من علم العربية و الآثار ،و من أخبار العرب و أصول الفقه و علم الكلام وعلم القراءات.

العربية :-
- المراد منها ؛ معرفة مقاصد العرب من كلامهم ، وأدب لغتهم ، كما حصل للعرب بنزول القرآن .
- القرآن كلام عربي ، و قواعد العربية طريق لفهم معانيه.
- القواعد العربية : متن اللغة و التصريف و النحو و المعاني.
- استعمال العرب في خطبهم و أشعارهم.
- تعاهد أوضاع اللغة من نظم و بلاغة .
- أهمية علمي البيان و المعاني لإظهار وجه الإعجاز .
- أن كلام الله يحوي مقاصد جليلة، و معان غالية، لا تحصل إلا بالتعمق بالبلاغة .
- لا تصح أمور الديانة إلا بلسان عربي.

- معرفة دلالة الألفاظ المجازية و التمثيلية .
- الشعر ديوان العرب ، يلتمس فيه معرفة الدلالات و المعاني على الألفاظ .
-الآثار:-
مانقل عن النبي من بيان المراد في مواضع الإجمال .
- مانقل عن الصحابة الذين شاهدوا التنزيل .
- إجماع الأمة على تفسير معنى.

القراءات :- يحتاج إليها حين الاستدلال بالقراءة على تفسير غيرها .
- يكون في معنى الترجيح لأحد المعاني القائمة .
-أخبار العرب : يستعان بها على ما أوجزه القرآن في سوقها .
- يذكرها القرآن للموعظة و الاعتبار .
-أصول الفقه :-
بعضه مادة للتفسير ، الأوامر و النواهي ، و العموم .
-أعطى مفاهيم مهمة ،مثل :مسائل الفحوى و مفهوم المخالفة ،مما يفيد في التفسير .
- علم الأصول يضبط قواعد الاستنباط ،فهو آلة للمفسر .
-علم الكلام: يحتاج إليه عند التوسع في إقامة الأدلة على استحالة بعض المعاني.

-الفقه :- لم يعد من مادة علم التفسير ، لعدم توقف فهم القرآن عليه .
- يُحتاج إليه للتوسع في طرق الاستنباط و تفصيل المعاني تشريعاً و آدابا و علوماً .
- لايعد من استمداد علم التفسير الآثار المروية عن النبي في تفسير الآيات ،ولا مايرويه الصحابة ، لأنه من التفسير ،لا من مدده.

المقدمة الثالثة :
في صحة التفسير بغير المأثور ،ومعنى التفسير بالرأي ونحوه .
- حال المفسر الذي يمتلك أدوات التفسير.
-الحذر من التفسير بغير علم ،والأدلة الواردة في ذلك " من قال بالقرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" .
-زاد وانتشر علم التفسير بالاستنباطات من الآيات ،بمعايير علمية وأدوات خاصة .
-أهمية التفهم والتدبر عند قراءة القرآن .
- التدبر يكشف أسرار القرآن و إعجازه .
-ومن شروط التفسير المقبول :-
1- مطابقة اللفظ من حيث الاستعمال .
2- سليما من التكلف .
3- عر ياً من التعسف .
- توجيه التحذير من التفسير بغير علم:
- أن المراد بالرأي :هو القول دون استناد إلى نظر في أدلة العربية و مقاصد الشريعة.
2- ضرورة الإحاطة بجوانب الآية ،و مواد التفسير و مجمل الآدلة ، و استعمال العرب.

3- التحذير من أن يكون له نزعة، أو مذهب أو نحلة ،فيتأول القرآن على وفق رأيه ،و يصرفه عن المراد .
4- أن يفسر القرآن برأي ، و يزعم أن هذا الرأي هو المراد دون غيره ،وفيه تضييق .
5- أخذ الحيطة و الحذر في التدبر و نبذ التسرع.

- الرد على من حجم عن التفسير بالرأي ،ولم يتناول استنباطات فيه ،وهو يملك أدواته .
- الحذر من تفسير الباطن ،وأن تفسير القرآن فيه كنايات و رموز وأغراض من غلاة الشيعة ،عن طريق التأويل المذموم .
-مذهبهم من مذهب التناسخ و الحلولية، ومن طقوس اليهودية .
- الحذر من تكلفاتهم و زيغهم.

- تصدى للرد عليهم الغزالي في كتابه " المستظهري" .
- من تفاسير الباطنية " تفسير القاشاني "،و رسائل إخوان الصفا.

-عبث أهل الإشارات من الصوفية ، و اختلاف الأمر فيها ، بسبب ادعائهم أنها ليست تفسير .
- إبطال ابن العربي في كتابه العواصم لما ذهبت إليه الصوفية من التفسير الإشاري .
- تفصيل الأمر في الإشارات الصوفية.
1- ماجرى من الآية مجرى التمثيل ، فهذا يشبه ضرب المثل ، مثل " ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن .." في أنها إشارة للقلوب ،لأنها مواضع الخضوع .
2- ماكان من نحو التفائل ، و سمي سماعاً.
3- عبر و مواعظ ينتفع بها،
- نسبة الإشارة إلى لفظ القرآن مجازية.

- كل ما خرج من التفاسير الإشارية عن الأحوال الثلاثة يقترب من قول الباطنية .
- ليس من الإشارة ما يعرف بدلالة الإشارة و فحوى الخطاب ، و فهم الاستغراق ، لأنها قامت فيه الدلالة العرفية مقام الوضعية .
- الحذر من الخوض في تفسير القرآن بدون علم ولا أدوات معينة على ذلك ، و خطورة ولوج هذا المعترك بدون علم وزاد.

الثلاثاء 23/4/1442
المقدمة الرابعة
فيما يحق أن يكون غرض المفسر .
- غاية المفسر ،و معرفة المقاصد التي نزل القرآن لبيانها .
- أغراض التفسير و مقاصده .
- إنزال القرآن لصلاح أمر الناس كافة ، سواء فردية أو جماعية .
- الصلاح الفردي يعتمد تهذيب النفس و تزكيتها .
- صلاح الاعتقاد و صلاح السريرة .
- السياسة المدنية و إصلاح المجتمع و ترابط أفراده مما يعرف بعلم العمران .

- مراد الله من كتابه :بيان تصاريف مايرجع إلى حفظ مقاصد الدين .
- اللسان العربي مظهر للوحي ، و مستودع لمراده .
- حكمة اختيار العرب لذلك:
1- لأن لسانهم أفصح الألسن ، وأكثرها تحملاً للمعاني .
- مقاصد القرآن الأصلية ثمان:
1- إصلاح الاعتقاد ، و تعليم العقد الصحيح .
2- تهذيب الأخلاق .
3- التشريع الخاص و العام.

4- سياسة الأمة وحفظ نظامها .
5- القصص و أخبار الأمم السابقة .
6- التعليم بما يناسب حال المخاطبين .
7- المواعظ و الإنذار و التحذير و التبشير .
8- الإعجاز بالقرآن .
- غرض المفسر بيان مراد الله في كتابه ،بأتم بيان ، و إقامة الحجة.
- طرائق المفسرين للقرآن ثلاث:-
1- الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب مع بيانه و إيضاحه .
2- استنباط معان ماوراء الظاهر ،تقتضيها دلالة اللفظ أو المقام ، ولا يجافيها الاستعمال.

3- جلب المسائل و بسطها ،لمناسبة بينها وبين المعنى ، أو لأن زيادة فهم المعنى متوقفة عليها ،
4- التوفيق بين المعنى القرآني وبين بعض العلوم مما له تعلق بمقاصد الشريعة ، لزيادة تنبيه، أو لرد مطاعن ، لقصد التوسع .
- أكثر من ذلك العلماء و دخلوا في تفاريع العلوم ،لخدمة المقاصد القرآنية.
- لأجل زيادة تقرير عظمة القدرة الإلهية.

- معنى الآية وارتباطها بتفاريع الحكمة التي تعين عليه ،كعلم الاقتصاد السياسي .
- زيادة التفسير في التفصيل لحالات خاصة، وبيان أسراراها وعللها .
-الاقتصار و الاختصار في مسائل الإعجاز العلمي ،وعدم الاستطراد ،و التمحل في ذلك.
- معاني القرآن تطابق الحقائق ، و الحذر من الفلسفة في ذلك أو التمذهب بالمذاهب المنطقية الآنية ،وكل مايجر للتفاسير الباطنية .
- الحذر من إقحام علوم الطبيعيات و التعاليم و المنطق في تفسير القرآن .
- تبرئة ساحة السلف الصالح من ذلك .
- شبهة أن القرآن كان خطابا للأميين.



-علاقة العلوم بالقرآن على أربع مراتب :
1- علوم تضمنهاالقرآن كأخبار الأنبياء ،وتهذيب الأخلاق والاعتقاد والبلاغة .
2- علوم تزيد المفسر علماً كالحكمة والهيئة.
3- علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كالطب .
4- علوم لا علاقة لها به ،لبطلانها، كالزجر والعيافة .
-تفنيد أن مسلك القرآن تفيهم العرب على مقدرتهم وطاقتهم :
1- أن ما بناه عليه يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال ،وهو باطل .
2-أن مقاصد القرآن راجعة إلى عموم الدعوة ،وهو معجزة باقية ولا يخلو أحد من فهمه .
3- أن القرآن لا تنقضي عجائبه لعدم انحصار أنواع معانيه.
4- من تمام إعجازه أن يتضمن كثير من المعاني مع إيجاز ألفاظه .
5- أن المعنى الأساسي مفهوم ،وما زاد عليه فيمكن لبعض ولا يمكن لآخرين ،حسب قدراتهم .
6- أن السلف تركوا مساحة للبحث في معاني مستجدة ،حسب تغيرات الأحوال ،ضمن ضوابط ومعايير معينة.

المقدمة الخامسة في أسباب النزول :
أسباب النزول : هي حوادث نزلت آيات قرآنية لأجلها ،لبيان حكمها ،أو لحكايتها، أو إنكارها .
-خطأ أن كل آية نزلت على سبب.
- تضمن القرآن إشارات إلى الأسباب التي دعت إلى نزولها.
- هناك أسباب نزول ثبتت بالنقل .
- خطورة التفريط في إرسال حبله على غاربه .
- من المهم الحاجة لتمحيص أسباب النزول والبحث فيها .
- الحذر من تلقي الروايات الضعيفة فيه .
- نزول القرآن لا يتوقف على أسباب داعية إلى نزول الأحكام وتشريعها .
- العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
- من أسباب النزول ماهو مهم للمفسر ،كبيان مجمل أو إيضاح خفي وموجز .
- ومنها ما يدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية ،مثل :نزول آية الصفا " إن الصفا والمروة من شعائر الله .." نزلت في الأنصار.

كانوا يهلون لمناة، وكانوا يتحرجون من الطواف بينهما ،فنزلت .
- ومنها ما ينبه المفسر إلى إدارك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات ،أي يعين على تصوير مقام الكلام .
-أقسام أسباب النزول التي صحت أسانيدها :
1- ما يتوقف فهم الآية عليه ،وهو المقصود منها ،فلا بد منه مثل :تفسير مبهمات القرآن .
2- تشريعات تسببت عليها تشريعات وأحكام وصور تلك الحوادث ،لا تبين مجملًا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد ،مثل حديث كعب بن عجرة في قوله " فمن كان منكم مريضا أو به أذى .." ،
وهذا القسم لا يفيد البحث فيه إلا زيادة تفهم في معنى الآية وتمثيلا لحكمها .
3- حوادث تكثر أمثالها ،تخص شخص واحد ،فنزلت الآية لإعلانها ،وبيان أحكامها، أي من الأحوال التي تشير إليها الآية ،فكأنهم يريدون التمثيل ،مثل الآيات النازلة في المنافقين في سورة براءة " المفتتحة بقوله " ومنهم ..."

ومثله كثير لا فائدة منه ،كما أن ذكره قد يوهم قصر الآية على تلك الحادثة ،لعدم ظهور ألفاظ العموم في الآية .
4- حوادث حدثت ،وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة ،فيقع في عبارات بعض السلف مايوهم أن تلك الحوادث هي المقصودة بها .
5-قسم يبين مجملات ،ويدفع متشابهات ،مثل :" ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " ،وسبب النزول هم النصارى ،وهو قسم يبين وجه تناسب النزول في الآي ببعضها .
- القرآن كتاب جاء لهدي الأمة والتشريع لها .
-جاء بكليات تشريعية وتهذيبية، ولحكم بالغة من السهولة، ولتواتر الدين ،ويجعل المجال مفتوح للاستنباط.
- من فوائد أسباب النزول أنها تأتي عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال ،ويقطع دعوى أنه أساطير الأولين.

‏المقدمة السادسة في القراءات
-اختلاف القراءات متعلق بالتفسير ،ومراتب القراءات قوة وضعفا.
للقراءات في تعلقها بالتفسير حالتين :
1- ‏لا تعلق لها بالتفسير.
2- لها تعلق من جهات متفاوتة.
-ومن الأولى اختلاف القراءة في وجوه النطق بالحروف كمقادير المد.
- ‏هي مفيدة في تحديد كيفية النطق بالحروف من مخارجها ،لكن لا علاقة لها في اختلاف المعنى .
- ‏ولها تعلق بتعدد وجوه الإعراب .
-إجماع القراء على مصحف عثمان ،على العرضة الأخيرة وتواتر ذلك.
- ‏شروط قبول القراءة الصحيحة: صحة السند وموافقة العربية ، ‏ورسم المصحف .
-وهي ‏سبع قراءات وثلاث متممات للعشر ،أما الأربع بعدها فشاذة .
- الحالة الثانية : اختلاف القراء في حروف الكلمات ،مثل :مالك يوم الدين .
‏-ما له تعلق بالتفسير ،لأن ‏ثبوت أحد اللفظين قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرى .
-اختلاف القراءات يزيد المعاني مثل " لانستم النساء " و " لمستم النساء ".
-هذا نظير التضمين في استعمال العرب ،ويزيد من بلاغة القرآن .
-تعدد القراءات يقوم مقام تعدد كلمات القرآن .
-معنى الرخصة بسبعة أحرف :
1- أن المراد بالأحرف الكلمات المترادفة للمعنى الواحد ،أي : بتخيير قارئه تسهيلا للإحاطة بالمعاني ،
-المراد حقيقة العدد ،ويكون تحديدا للرخصة .
2- أن العدد غير مراد به حقيقة ،بل كناية عن التعدد والتوسع .
3-المراد التوسعة.
- من رأي أن الحديث محكم : أن المراد من الأحرف : أنواع أغراض القرآن ،كالأمر والنهي ،وهذا لا يناسب سياق الحديث وهو تكلف في حصر الأغراض .
- وقيل أنه نزل مشتملا على سبع لغات مبثوثة في آيات القرآن ،على جهة التعيين لا على جهة التخيير .
- قيل: أن المراد : كيفيات النطق كالإمالة .
- أول من جمع القرآن في سبع : ابن مجاهد في السبعة .
- وجوه الإعراب في القرآن أكثره متواتر .
- القراءات العشر متواترة ،تتفاوت في اشتمالها على البلاغة وكثرة المعاني وهو تمايز متقارب.
- لا يلزم أن يتحقق الإعجاز في كل آية .
- ابن عاشور بنى تفسيره على قراءة نافع .

أحسنت، بارك الله فيكِ ونفع بك.
الملحوظة العامة:
على ترتيب المسائل وتصنيفها تحت عناوين لعناصر عامة، بحيث يسهل تنظيم الفهرسة، فإذا عدت لقراءة عملك رغبة في مراجعة المسائل التي أوردها ابن عاشور في مقدمة تفسيره، سهل عليكَ تحقيق هذه الرغبة من قراءة فهرستك هذه.
ولو راجعت فهرسة الأخت الشيماء وهبة في المشاركة الثانية، فقد أحسنت بصياغة عناوين للعناصر لكنها قصرت في تفصيل المسائل تحتها، وأنت أحسنت في تفصيل المسائل لكن قصرت في تصنيفها تحت عناصر مجملة تبينها (أرجو أن تكون هذه الملحوظة واضحة لكم)

* خطبة المصنف:
يمكنك تخصيص عنصر لبيان منهج ابن عاشور في تفسيره، وهو عنصر مهم، وقد ذكرت كثير من المسائل التي يصلح وضعها تحته، لكنها متفرقة.

* المقدمة الأولى:
قبل بيان أسباب عد التفسير من العلوم، لابد من بيان المآخذ على عده من العلوم
وقولك:
اقتباس:

لأنه إن أخذ على أنه بيان وتفسير لمراد الله ،فيعد من أصول العلوم الشرعية ، و أولها الكتاب و السنة ، فهو رأس العلوم ،
-وإن أخذ مافيه من مكي و مدني وناسخ ومنسخ وقواعد استنباط كان معدودا من متممات العلوم الشرعية.
هذه مسألة مستقلة في بيان علاقة التفسير بباقي العلوم الشرعية هل هو أصل أو متمم لها

*المقدمة الثانية:
- بعض العلوم اختُلف في كونها من استمداد علم التفسير، وابن عاشور ناقش هذا الخلاف وبين رأيه
فعند الفهرسة ينبغي - على الأقل - بيان:
1. أن عد هذا العلم من استمداد علم التفسير - ومنه علم الكلام وعلم القراءات - مختلف فيه.
2. ثم بيان رأي ابن عاشور في ذلك.
- علم الكلام، رجح ابن عاشور أنه ليس من استمداد علم التفسير ورد على من عده من استمداده.

* المقدمة الرابعة:
طرائق المفسرين في التفسير ثلاثة:
وذكرت تحتها أربع نقاط، والحق أنه النقطة الثالثة والرابعة - مما ذكرت - يدخلان تحت الطريقة الثالثة.
- أشرت إلى شبهة أن القرآن كان خطابًا للأميين، وذلك لرد الرأي القائل بوجود الإعجاز العلمي في القرآن، وددت لو بينت هذا الترابط، وبينت القائل به، ثم بيان الرد عليه وقد ذكرته بالفعل تحت هذه المسألة:
اقتباس:

-تفنيد أن مسلك القرآن تفيهم العرب على مقدرتهم وطاقتهم :
لكن فصلك بينه وبين أصل الشبهة بذكر مسألة (-علاقة العلوم بالقرآن على أربع مراتب )
لم يوضح الترابط بينهم.

المقدمة السادسة في القراءات:
مما فاتك بيانه في هذه المقدمة:
- علاقة جمع القرآن خاصة الجمع العثماني بالقراءات
- بيان رأي ابن عاشور في حديث عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم وحمله على ترتيب السور، وقد خالف الصواب فلا بأس أن تضيف تعليقًا على كلامه في تلخيصك- بحسب ما تعلمته من مقررات سابقة ومنها دورة جمع القرآن -
وعمومًا تعليقات ابن عاشور على الأقوال في المراد بالأحرف السبعة تستحق التوقف أمامها وبيان الصحيح منها وغير الصحيح.
- بيان أن القراءات السبعة ليست هي الأحرف السبعة
- بيان حقيقة التواتر في القراءات الموافقة لرسم المصحف
- بيان الرد على مخالفة بعض القراءات للوجوه الصحيحة من العربية

التقويم: ب+
زادك الله توفيقًا وسدادًا.

سها حطب 8 جمادى الأولى 1442هـ/22-12-2020م 01:47 PM

مقدمة:
  • مقدمة في عظمة القرآن وبيان بعض هداياته.
  • أمنية الكاتب أن يفسر القرآن، والعواقب التي كانت تلوح له مثل : خوف الخطأ والزلل والإنشغال بالقضاء.
  • أهم التفاسير:
تفسير "الكشاف" و"المحرر الوجيز" لابن عطية و"مفاتيح الغيب" لفخر الدين الرازي، "وتفسير البيضاوي"
، و"تفسير الشهاب الآلوسي"، وما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتزاني على "الكشاف"، وما كتبه الخفاجي على "تفسير البيضاوي"، و"تفسير أبي السعود"، و"تفسير القرطبي" والموجود من "تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي" و"تفاسير الأحكام"، و"تفسير الإمام محمد ابن جرير الطبري"، وكتاب "درة التنزيل" المنسوب لفخر الدين الرازي، وربما ينسب للراغب الأصفهاني.



منهج الكاتب :
  • عند النقل من التفاسير لا يعزو للاختصار .
  • يميز كلامه مما لم يذكره المفسرون من قبل.
  • اهتمام الكاتب في تفسيره بالبلاغة وسبب ذلك أنه لا تخلو آية عن دقائق هذا الفن ولأنه لم يخصص له أحد المفسرين تفسيرا كما خصصوا لغيره من الفنون.
  • اهتمام الكاتب ببيان وجوه الإعجاز ونكت البلاغة العربية وأساليب الاستعمال
  • بيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض، وأغراض السور
  • بيان معاني المفردات .
  • منهج المؤلف في تجديد التفسير وسطا بين التجمد عند كلام الأقدميين وبين هدم كلامهم وغمض فضلهم.
  • أقتصر المؤلف في هذا التفسير على التعرض لاختلاف القراءات العشر المشهورة خاصة في أشهر روايات الراوين عن أصحابها لأنها متواترة.
  • يفسر أولا على قراءة نافع برواية عيسى ابن مينا المدني الملقب بقالون، ثم يذكر خلاف بقية القراء العشرة خاصة.

تسمية الكاتب للتفسير : سماه ( تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد ) واختصره الى "التحرير والتنوير من التفسير"


المقدمة الأول
تعريف التفسير:
  • معنى التفسير لغة:
فسر بتشديد السين الذي هو مضاعف فسر بالتخفيف من بابي نصر وضرب الذي مصدره الفسر، وكلاهما فعل متعد
والفسر الإبانة والكشف لمدلول كلام أو لفظ بكلام آخر هو أوضح لمعنى المفسر عند السامع.
الفرق بين فسر وفسّر:
1- التضغيف للدلالة على التكثير من المصدر
2- وقيل متساويان في المعنى
3- وقيل المضعف يختص بيان المعقولات.
4- عزا شهاب الدين القرافي في أول "أنواء البروق" إلى بعض مشايخه أن العرب فرقوا بين فرق بالتخفيف، وفرق بالتشديد، فجعلوا الأول للمعاني والثاني للأجسام بناء على أن كثرة الحروف تقتضي زيادة المعنى أو قوته، والمعاني لطيفة يناسبها المخفف، والأجسام كثيفة يناسبها التشديد.

الاستشكالات على هذا القول :
1- عدم اطراده ،إذ لم يراع العرب في هذا الاستعمال معقولا ولا محسوسا وإنما راعوا الكثرة الحقيقية أو المجازية .
2- دل عليه استعمال القرآن، كقوله تعالى {وقرآنا فرقناه} قرئ بالتشديد والتخفيف.
  • التفسير في الاصطلاح: هو اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع. والمناسبة بين المعنى الأصلي والمعنى المنقول إليه لا يحتاج إلى تطويل.
  • وموضوع التفسير: ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه، وما يستنبط منه. وبهذه الحيثية خالف علم القراءات.

    عد علم التفسير علم مستقل:
المراد بالعلم :
1- إما أن يراد به نفس الإدراك، نحو قول أهل المنطق، العلم إما تصور وإما تصديق،
2- وإما أن يراد به الملكة المسماة بالعقل
3- وإما أن يراد به التصديق الجازم وهو مقابل الجهل وهذا غير مراد في عد العلوم
4- وإما أن يراد بالعلم المسائل المعلومات وهي مطلوبات خبرية يبرهن عليها في ذلك العلم وهي قضايا كلية
قال البعض أن في عد التفسير علما تسامح
لأن مباحثه ليست بقضايا يبرهن عليها فما هي بكلية، بل هي تصورات جزئية غالبا لأنه عبارة عن:
1- تفسير ألفاظ من قبيل التعريف اللفظي مثل إن قلنا إن يوم الدين في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} هو يوم الجزاء
2- استنباط معان من دلالة الالتزام مثل إن قلنا إن قوله تعالى: {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} مع قوله: {وفصاله في عامين} يؤخذ منه أن أقل الحمل ستة أشهر عند من قال ذلك.

سبب عد تفسير ألفاظ القرآن علما مستقلا :
الأول: أن مباحثه لكونها تؤدي إلى استنباط علوم كثيرة وقواعد كلية، نزلت منزلة القواعد الكلي.
والثاني: إن اشتراط كون مسائل العلم قضايا كلية يبرهن عليها في العلم خاص بالعلوم المعقولة.
والثالث: التعاريف اللفظية تصديقات على رأي بعض المحققين فهي تؤول إلى قضايا، وتفرع المعاني الجمة عنها نزلها منزلة الكلية، والاحتجاج عليها بشعر العرب وغيره يقوم مقام البرهان على المسألة.
الرابع: إن علم التفسير لا يخلو من قواعد كلية في أثنائه مثل تقرير قواعد النسخ عند تفسير {ما ننسخ من آية} .
الخامس: أن حق التفسير أن يشتمل على بيان أصول التشريع وكلياته فكان بذلك حقيقا بأن يسمى علما.
السادس: وهو الفصل: أن التفسير كان أول ما اشتغل به علماء الإسلام قبل الاشتغال بتدوين بقية العلوم، وفيه كثرت مناظراتهم. وكان يحصل من مزاولته والدربة فيه لصاحبه ملكة يدرك بها أساليب القرآن ودقائق نظمه، فكان بذلك مفيدا علوما كلية لها مزيد اختصاص بالقرآن المجيد.

علم التفسير من أصول العلوم الشرعية:
  • يعد التفسير في الضرب الأول من العلوم الشرعية المحمودة حسب كلام الغزالي في كتاب الإحياء، لأنه عد أولها الكتاب والسنة، ولا شك أنه لا يعني بعلم الكتاب حفظ ألفاظه بل فهم معانيها.
  • وصفه البيضاوي أنه رأس العلوم الإسلامية.

نشأة علم التفسير:
في عصر النبي صلى الله عليه وسلم :
التفسير أول العلوم الإسلامية ظهورا، إذ كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن بعض معاني القرآن كما سأله عمر رضي الله عنه عن الكلالة.
في عصر الصحابة :
اشتهر فيه من الصحابة علي وابن عباس وهما أكثر الصحابة قولا في التفسير، وزيد بن ثابت وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.

كثر الخوض في التفسير، حين دخل في الإسلام من لم يكن عربي السجية، فلزم التصدي لبيان معاني القرآن لهم.

في عصر التابعين :
أشهرهم في ذلك مجاهد وابن جبير.

بداية التصنيف في التفسير:
  • أول من صنف فيه عبد الملك بن جريج المكي المولود سنة 80 هـ والمتوفى سنة 149 هـ ،صنف كتابه في تفسير آيات كثيرة وجمع فيه آثارا وغيرها وأكثر روايته عن أصحاب ابن عباس مثل عطاء ومجاهد.
الروايات في التفسير عن الصحابة:
أولا: الرواية عن ابن عباس:
  • "تفسير محمد بن السائب الكلبي" المتوفى سنة 146 هـ عن أبي صالح عن ابن عباس، وقد رمي أبو صالح بالكذب وهي أوهى الروايات فإذا انضم إليها رواية محمد بن مروان السدي عن الكلبي فهي سلسلة الكذب.
  • رواية مقاتل ورواية الضحاك، ورواية علي بن أبي طلحة الهاشمي كلها عن ابن عباس، وأصحها رواية علي بن أبي طلحة.
  • والحاصل أن الرواية عن ابن عباس، قد اتخذها الوضاعون والمدلسون ملجأ لتصحيح ما يروونه كدأب الناس في نسبة كل أمر مجهول من الأخبار والنوادر، لأشهر الناس في ذلك المقصد.

    ثانيا: الرواية عن علي رضي الله عنه:
  • أكثرها من الموضوعات، إلا ما روي بسند صحيح، مثل ما في صحيح البخاري ونحوه.
أنواع التفسير:
التفسير بالرواية:

-أول من صنف في هذا المعنى، مالك ابن أنس، وكذلك الداودي تلميذ السيوطي في طبقات المفسرين، وذكره عياض في المدارك إجمالا.
- أشهر أهل هذه الطريقة فيما هو بأيدي الناس محمد بن جرير الطبري.

التفسير بالرأي:
مثل بي إسحاق الزجاج وأبي علي الفارسي، وشغف كثير بنقل القصص عن الإسرائيليات، فكثرت في كتبهم الموضوعات.

الجميع بين النوعين:
مثل تفسير الزمخشري وتفسير ابن عطية.

تعريف التأويل:
الفرق بين التفسير والتأويل:

1- من العلماء من جعلهما متساويين، وإلى ذلك ذهب ثعلب وابن الأعرابي وأبو عبيدة، وهو ظاهر كلام الراغب.
2- ومنهم من جعل التفسير للمعنى الظاهر والتأويل للمتشابه.
3- ومنهم من قال: التأويل صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى آخر محتمل لدليل فيكون هنا بالمعنى الأصولي، فإذا فسر قوله تعالى: {يخرج الحي من الميت} بإخراج الطير من البيضة، فهو التفسير، أو بإخراج المسلم من الكافر فهو التأويل.
  • وهنالك أقوال أخر لا عبرة بها، وهذه كلها اصطلاحات لا مشاحة فيها.

الترجيح بين الأقوال:
اللغة والآثار تشهد للقول الأول
أولا في اللغة:
التأويل مصدر أوله إذا أرجعه إلى الغاية المقصودة، والغاية المقصودة من اللفظ هو معناه وما أراده منه المتكلم به من المعاني، فساوى التفسير، على أنه لا يطلق إلا على ما فيه تفصيل معنى خفي معقول. قال الأعشى:
على أنها كانت تأول حبها = تأول ربعي السقاب فأصحبا
ثانيا في القرآن :
قال الله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله} أي ينتظرون إلا بيانه الذي هو المراد منه،
ثالثا في السنة:
قال صلى الله عليه وسلم في دعائه لابن عباس: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل))، أي فهم معاني القرآن.


المقدمة الثانية
في استمداد علم التفسير

المراد باستمداد العلم في الاصطلاح:
  • يراد به توقف العلم على معلومات سابق وجودها على وجود ذلك العلم عند مدونيه لتكون عونا لهم على إتقان تدوين ذلك العلم.
سبب التسمية: تشبيه احتياج العلم لتلك المعلومات بطلب المدد، والمدد العون والغواث، فقرنوا الفعل بحرفي الطلب وهما السين والتاء.

استمداد علم التفسير:
1- علم العربية :

  • المراد منها معرفة مقاصد العرب من كلامهم وأدب لغتهم .
ويقصد بقواعد اللغة:
  • متن اللغة، والتصريف، والنحو، والمعاني، والبيان.
    وعلمي البيان والمعان لهما من مزيد اختصاص بعلم التفسير لأنهما وسيلة لإظهار خصائص البلاغة القرآنية، وما تشتمل عليه الآيات من تفاصيل المعاني وإظهار وجه الإعجاز.

  • استعمال العرب المتبع من أساليبهم في خطبهم وأشعارهم وتراكيب بلغائهم.
    وهو التملي من أساليبهم ليحصل بذلك لممارسة المولد ذوق يقوم عنده مقام السليقة والسجية عند العربي .
  • علم البلاغة
    وبه يحصل انكشاف بعض المعاني واطمئنان النفس لها، وبه يترجح أحد الاحتمالين على الآخر في معاني القرآن.

    - روى أئمة الأدب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ على المنبر قوله تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} ثم قال: ما تقولون فيها؟ أي في معنى التخوف، فقام شيخ من هذيل فقال: هذه لغتنا، التخوف التنقص، فقال عمر: وهل تعرف العرب ذلك في كلامها؟ قال: نعم. قال: أبو كبير الهذلي:
تخوف الرحل منها تامكا قردا = كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر: "عليكم بديوانكم لا تضلوا، هو شعر العرب فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم"
  • ما يجري مجرى التمثيل والاستئناس للتفسير من أفهام أهل اللسان أنفسهم لمعاني آيات غير واضحة الدلالة عند المولدين.
كما روى مالك في الموطأ عن عروة بن الزبير قال: قلت لعائشة وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} فما على الرجل شيء أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة: كلا لو كان كما تقول، لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما .. الخ ) فبينت له ابتداء طريقة استعمال العرب لو كان المعنى كما وهمه عروة.

2- علم الآثار:
1 - ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، من بيان المراد من بعض القرآن في مواضع الإشكال والإجمال، وذلك شيء قليل.
2- ما نقل عن الصحابة الذين شاهدوا نزول الوحي من بيان سبب النزول، وناسخ ومنسوخ، وتفسير مبهم، وتوضيح واقعة من كل ما طريقهم فيه الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، دون الرأي .

3- إجماع الأمة على تفسير معنى:
إذ لا يكون إلا عن مستند

3- علم القراءات:
  • يحتاج إليها حين الاستدلال بالقراءة على تفسير غيرها.
  • يكون في معنى الترجيح لأحد المعاني القائمة من الآية أو لاستظهار على المعنى.
  • لا تعد تفسيرا من حيث هي طريق في أداء ألفاظ القرآن، بل من حيث أنها شاهد لغوي فرجعت إلى علم اللغة.
حجية القراءات في التفسير:
  • إن كانت مشهورة، فلا جرم أنها تكون حجة لغوية.
  • وإن كانت شاذة فحجتها لا من حيث الرواية، ولكن من حيث إن قارئها ما قرأ بها إلا استنادا لاستعمال عربي صحيح.
4- أخبار العرب
  • وهي من جملة أدبهم.
  • يستعان بها على فهم ما أوجزه القرآن في سوقها لأن القرآن إنما يذكر القصص والأخبار للموعظة والاعتبار
  • نحو قوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا} .
5- أصول الفقه
وذلك من جهتين:
1- أن علم الأصول قد أودعت فيه مسائل كثيرة هي من طرق استعمال كلام العرب وفهم موارد اللغة أهمل التنبيه عليها علماء العربية مثل مسائل الفحوى ومفهوم المخالفة.
2- أن علم الأصول يضبط قواعد الاستنباط ويفصح عنها فهو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها.

6- علم الكلام ( عند البعض)
عد عبد الحكيم والآلوسي، أخذا من كلام السكاكي علم الكلام في جملة ما يتوقف عليه علم التفسير، قال عبد الحكيم: لتوقف علم التفسير على إثبات كونه تعالى متكلما، وذلك يحتاج إلى علم الكلام.
وقال الآلوسي لتوقف فهم ما يجوز على الله ويستحيل على الكلام يعني من آيات التشابه في الصفات مثل {الرحمن على العرش استوى}، وهذا التوجيه أقرب من توجيه عبد الحكيم.
نقد هاذين التوجيهين:
1- كون القرآن كلام الله قد تقرر عند سلف الأمة قبل علم الكلام، ولا أثر له في التفسير.
2- ومعرفة ما يجوز وما يستحيل كذلك،
3- لا يحتاج لعلم الكلام إلا في التوسع في إقامة الأدلة على استحالة بعض المعاني، وما يحتاج إليه المتوسع لا يصير مادة للتفسير.

مالا يعد من استمداد علم التفسير:
  • الفقه:
لعدم توقف فهم القرآن، على مسائل الفقه، فإن علم الفقه متأخر عن التفسير وفرع عنه.
  • الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير آيات، وما يروى عن الصحابة في ذلك:لأن ذلك من التفسير لا من مدده
  • ما في بعض آي القرآن من معنى يفسر بعضا آخر منها:لأن ذلك من قبيل حمل بعض الكلام على بعض، كتخصيص العموم وتقييد المطلق وبيان المجمل وتأويل الظاهر ودلالة الاقتضاء وفحوى الخطاب ولحن الخطاب، ومفهوم المخالفة.
  • استمداد علم التفسير من هذه المواد لا ينافي كونه رأس العلوم الإسلامية:
  • لأن كونه رأس العلوم الإسلامية، معناه أنه أصل لعلوم الإسلام على وجه الإجمال.
  • استمداد التفسير من بعض العلوم الإسلامية، انما هو استمداد لقصد تفصيل التفسير على وجه أتم من الإجمال.
  • التفسير أصل لما استمد منه باختلاف الاعتبار.
المقدمة الثالثة
في صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ونحوه

الدليل على صحة التفسير بغير المأثور.
1- ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: "لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن" إلخ وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس فقال: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)
2- كثرة أقوال السلف من الصحابة، فمن يليهم في تفسير آيات القرآن وما أكثر ذلك الاستنباط برأيهم وعلمهم.
3- أقوال الكثير من العلماء على صحة الاجتهاد في التفسير :
قال الغزالي في الإحياء: ومن موانع الفهم أن يكون قد قرأ تفسيرا واعتقد أن لا معنى لكلمات القرآن إلا ما تناوله النقل عن ابن عباس وابن مجاهد، وأن ما وراء ذلك تفسير بالرأي فهذا من الحجب العظيمة".
4- استنباط الأحكام التشريعية من القرآن في خلال القرون الثلاثة الأولى من قرون الإسلام ما هو إلا من قبيل التفسير لآيات القرآن بما لم يسبق تفسيرها به قبل ذلك.
  • من العلماء الذين فسروا بغير المأثور: الفراء وأبي عبيدة من الأولين، والزجاج والرماني والزمخشري وابن عطية.

الرد على من قال لا يفسر القرآن إلا بالمأثور :
أولا : هم لم يضبطوا مرادهم من المأثور عمن يؤثر:

1- فإن أرادوا به ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ضيقوا سعة معاني القرآن وما يستنبط من علومه. وناقضوا أنفسهم فيما دونوه من التفاسير، وغلطوا سلفهم فيما تأولوه، وقد سأل عمر بن الخطاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2- وإن أرادوا بالمأثور ما روي عن النبي وعن الصحابة خاصة وهو ما يظهر من صنيع السيوطي في تفسيره الدر المنثور، لم يتسع ذلك المضيق إلا قليلا، لأن أكثر الصحابة لا يؤثر عنهم في التفسير إلا شيء قليل سوى ما يروى عن علي بن أبي طالب على ما فيه من صحيح وضعيف وموضوع.
  • وقد ثبت عنه أنه قال: ما عندي مما ليس في كتاب الله شيء إلا فهما يؤتيه الله. وما يروى عن ابن مسعود وعبد الله بن عمر وأنس وأبي هريرة.
  • وأما ابن عباس فكان أكثر ما يروى عنه قولا برأيه على تفاوت بين رواته.
3- وإن أرادوا بالمأثور ما كان مرويا قبل تدوين التفاسير الأول مثل ما يروى عن أصحاب ابن عباس وأصحاب ابن مسعود، فلا محيص لهم من الاعتراف بأن التابعين قالوا أقوالا في معاني القرآن برأيهم .

ثانيا: من ادعى من المفسرين الاقتصار على المأثور تخطى ذلك إلى اختياره منها وترجيح بعضها على بعض بشواهد من كلام العرب، مثل الطبري وابن حاتم وابن مروديه والحاكم.

  • معنى النهي الوارد عن التفسير بالرأي:
في الحديث : ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار))
وما روي عن أبي بكر الصديق أنه سئل عن تفسير الأب في قوله {وفاكهة وأبا }. فقال: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأيي"
وما روي عن سعيد بن المسيب والشعبي إحجامهما عن ذلك.
1- أن المراد بالرأي هو القول عن مجرد خاطر دون استناد إلى ما لا بد منه من العلوم
2- الورع خشية الوقوع في الخطأ في كل ما لم يقم له فيه دليل ، ودليل أن كلامهم لا يعني المنع مطلقا أن أبا بكر رضي الله عنه سئل عن الكلالة في آية النساء فقال: أقول فيها برأي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان ..إلخ. وعلى هذا المحمل ما روي عن الشعبي وسعيد .
3 - النهي عن التفسير بما يخطر له من بادئ الرأي والتحذير من التسرع دون إحاطة بجوانب الآية ومواد التفسير مقتصرا على بعض الأدلة دون بعض كأن يعتمد على ما يبدو من وجه في العربية فقط
4- أن يكون له ميل إلى نزعة أو مذهب أو نحلة فيتأول القرآن على وفق رأيه ويصرفه عن المراد.
5- أن يفسر القرآن برأي ثم يزعم أن ذلك هو المراد دون غيره لما في ذلك من التضييق على المتأولين.

التحذير من تفسير القرآن بالرأي المذموم:
أولا: تفسير الباطنية:

  • هم طائفة من غلاة الشيعة يعرفون عند المؤرخين بالإسماعيلية
معتقداتهم الباطلة :
  • يعتقدون عصمة جعفر الصادق وإمامته بعد أبيه بالوصاية.
  • ويرون أن لا بد للمسلمين من إمام هدى من آل البيت هو الذي يقيم الدين، ويبين مراد الله.
  • مذهبهم مبني على قواعد الحكمة الإشراقية ومذهب التناسخ والحلولية .
  • ولهم طقوس من الديانات اليهودية والنصرانية وبعض طرائق الفلسفة ودين زرادشت.
  • وعندهم أن الله يحل في كل رسول وإمام وفي الأماكن المقدسة.
  • وأنه يشبه الخلق تعالى وتقدس وكل علوي يحل فيه الإله.
سبب تفسيرهم الباطني :
  • توقعوا أن يحاجهم العلماء بأدلة القرآن والسنة فرأوا أن لا محيص لهم من تأويل تلك الحجج التي تقوم في وجه بدعتهم.
  • رأوا أنهم إن خصوها بالتأويل وصرف اللفظ إلى الباطن اتهمهم الناس بالتعصب والتحكم فرأوا صرف جميع القرآن عن ظاهره.
  • من تكلفاتهم الثقيلة قولهم أن قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} أي لا يصل أحد إلى الله إلا بعد جوازه على الآراء الفاسدة إما في أيام صباه، أو بعد ذلك، ثم ينجي الله من يشاء.
  • ومن تفسير الباطنية تفسير القاشاني وكثير من أقوالهم مبثوث في "رسائل إخوان الصفاء. "
الرد عليهم :
  • تصدى الغزالي في كتابه الملقب بـ "المستظهري". وقال: إذا قلنا بالباطن فالباطن لا ضبط له بل تتعارض فيه الخواطر فيمكن تنزيل الآية على وجوه شتى
  • وبين ابن العربي في كتاب العواصم شيئا من فضائح مذهبهم بما لا حاجة إلى التطويل به هنا.
  • عدم صحة ما روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا)). وعن ابن عباس أنه قال: إن للقرآن ظهرا وبطنا، وذكروا من بقية كلام ابن عباس أنه قال فظهره التلاوة وبطنه التأويل.

ثانيا: تفسير الصوفية:
  • ما يتكلم به أهل الإشارات من الصوفية في بعض آيات القرآن من معان لا تجري على ألفاظ القرآن ظاهرا ولكن بتأويل .
  • الفرق بين قولهم وقول الباطنية :
  • لم يدعوا أن كلامهم في ذلك تفسير للقرآن بل يعنون أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض المتكلم فيه.
  • سموها إشارات ولم يسموها معاني
رأي العلماء فيها:
1- الغزالي يراها مقبولة، كما فسر حديث ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة)
2- وابن العربي في كتاب "العواصم" يرى إبطال هذه الإشارات .

رأي ابن عاشور في التفسير الإشاري:
قال هذه الإشارات لا تعدو واحدا من ثلاثة أنحاء:
1- ما كان يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه بذلك المعنى كما يقولون مثلا {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} أنه إشارة للقلوب .
2- ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده، والذي يجول في خاطره وهذا كمن قال في قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع} من ذل ذي إشارة للنفس يصير من المقربين للشفعاء.
3- عبر ومواعظ مثل ما أخذوا من قوله تعالى: {فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا} اقتبسوا أن القلب الذي لم يمتثل رسول المعارف العليا تكون عاقبته وبالا.

  • كل إشارة خرجت عن حد هذه الثلاثة الأحوال إلى ما عداها فهي تقترب إلى قول الباطنية رويدا رويدا إلى أن تبلغ عين مقالاتهم .
  • يخرج عن معنى الإشارة ما يعرف في الأصول بدلالة الإشارة، وفحوى الخطاب، وفهم الاستغراق من لام التعريف في المقام الخطابي، ودلالة التضمن والالتزام.

ثالثا: التفسير بدون تحقق في العلم:
  • خطر أمر تفسير الكتاب والقول فيه دون مستند من نقل صحيح عن المفسرين أو استكمال العلوم.
  • يجب على العلماء ان يبينوا للناس صحيح التفسير من خطأه .
المقدمة الرابعة
فيما يحق أن يكون غرض المفسر

فائدة معرفة مقاصد القرآن :
1- تستبين غاية المفسرين من التفسير على اختلاف طرائقهم.
2- معرفة مقادير اتصال التفاسير بالغاية التي يرمي إليها المفسر وما تجاوزه.
3- التفرقة بين من يفسر القرآن بما يخرج عن الأغراض المرادة منه، وبين من يفصل معانيه تفصيلا.

المقصد الأعلى للقرآن: هو الصلاح الفردي والجماعي والعمراني

الحكمة من اختيار الله تعالى نزول القرآن باللسان العربي:
1- كون لسانهم أفصح الألسن وأسهلها انتشارا، وأكثرها تحملا للمعاني مع إيجاز لفظه.
2- لتكون الأمة المتلقية للتشريع والناشرة له أمة قد سلمت من أفن الرأي عند المجادلة.
3- لم تقعد بها عن النهوض أغلال التكالب على الرفاهية.
  • ليس المراد من خطاب العرب بالقرآن أن يكون التشريع قاصرا عليهم أو مراعيا لخاصة أحوالهم، بل إن عموم الشريعة ودوامها وكون القرآن معجزة دائمة مستمرة على تعاقب السنين ينافي ذلك.

المقاصد الأصلية التي جاء القرآن لتبيانها :
1- إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح. وهذا أعظم سبب لإصلاح الخلق
2- تهذيب الأخلاق قال تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم}.
3- التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة. قال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}
4- سياسة الأمة كالإرشاد إلى تكوين الجامعة بقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها}
5- القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم قال: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}
6- التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين، وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها وذلك علم الشرائع وعلم الأخبار.
7- المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير.
8- الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول.
غرض المفسر:
1- بيان ما يصل إليه أو ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن.
2 -بيان ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم، أو يخدم المقصد تفصيلا وتفريعا ،مع إقامة الحجة على ذلك إن كان به خفاء، أو لتوقع مكابرة من معاند أو جاهل.
طرائق المفسرين للقرآن :
1- الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب مع بيانه وإيضاحه وهذا هو الأصل.
2- استنباط معان من وراء الظاهر تقتضيها دلالة اللفظ أو المقام ولا يجافيها الاستعمال ولا مقصد القرآن، وتلك هي مستتبعات التراكيب وهي من خصائص اللغة العربية، وهو كثير في كتب التفسير.
3- أن يجلب مسائل علمية من علوم لها مناسبة بمقصد الآية.
مثل أن نأخذ من قوله تعالى: {كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} تفاصيل من علم الاقتصاد السياسي وتوزيع الثروة العامة ونعلل بذلك مشروعية الزكاة والمواريث والمعاملات المركبة من رأس مال
أراء العلماء في سلوك هذه الطريق الثالثة:
1- جماعة منهم فيرون من الحسن التوفيق بين العلوم غير الدينية وآلاتها وبين المعاني القرآنية.
2- انتقد أبو إسحاق الشاطبي هذه الطريقة وبنى هذا الانتقاد على ما أسسه من كون القرآن لما كان خطابا للأميين وهم العرب فإنما يعتمد في مسلك فهمه وإفهامه على مقدرتهم وطاقتهم، وأن الشريعة أمية.
الرد على هذا الانتقاد:
1- كلامه يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال وهذا باطل.
2- أن مقاصد القرآن راجعة إلى عموم الدعوة وهو معجزة باقية فلا بد أن يكون فيه ما يصلح لأن تتناوله أفهام من يأتي من الناس في عصور انتشار العلوم في الأمة.
3- أن السلف قالوا: إن القرآن لا تنقضي عجائبه يعنون معانيه.
4- أن من تمام إعجازه أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة.
5- أن مقدار أفهام المخاطبين به ابتداء لا يقضي إلا أن يكون المعنى الأصلي مفهوما لديهم فأما مازاد على المعاني الأساسية فقد يتهيأ لفهمه أقوام، وتحجب عنه أقوام، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
6- أن عدم تكلم السلف عليها إن كان فيما ليس راجعا إلى مقاصده فنحن نساعد عليه، وإن كان فيما يرجع إليها فلا نسلم وقوفهم فيها عند ظواهر الآيات بل قد بينوا وفصلوا وفرعوا في علوم عنوا بها.
علاقة العلوم بالقرآن :
1- علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم، وتهذيب الأخلاق والفقه والتشريع والاعتقاد والأصول والعربية والبلاغة.
2- علوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيئة وخواص المخلوقات.
3- علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الأرض والطب والمنطق.
4- علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة والميثولوجيا، وإما لأنها لا تعين على خدمته كعلم العروض والقوافي.
المقدمة الخامسة
في أسباب النزول
  • اهتمام كثير من المفسرين بتطلب أسباب نزول آي القرآن.
  • أسباب النزول : هي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو لنحو ذلك .
  • في بعض آي القرآن إشارة إلى الأسباب التي دعت إلى نزولها ونجد لبعض الآي أسبابا ثبتت بالنقل دون احتمال أن يكون ذلك رأي الناقل.
  • بعض من ألف في أسباب النزول أكثر من رواية اسباب النزول بدون تحري الصحيح تسبب في إيهام الناس أن كل آية من القرآن نزلت على سبب، ورفع الثقة بما ذكروا.
  • سبب ذلك وعذرهم: أن كل من يتصدى لتأليف كتاب في موضوع غير مشبع تمتلكه محبة التوسع فيه.
  • أمر أسباب نزول القرآن دائرا بين القصد والإسراف.

تعامل العلماء مع أسباب النزول :
1- قالوا: إن سبب النزول لا يخصص ،بل العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
2- إلا طائفة شاذة ادعت التخصيص بها.
3- رام بعض الرواة تعيين مراد من تخصيص عام أو تقييد مطلق أو إلجاء إلى محمل، فتلك هي التي قد تقف عرضة أمام معاني التفسير قبل التنبيه على ضعفها أو تأويلها.
4- خطأ بعض أساطين المفسرين الذين تلقفوا الروايات الضعيفة فأثبتوها في كتبهم ولم ينبهوا على مراتبها قوة وضعفا.

أقسام أسباب النزول التي صحت أسانيدها :
1- هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه ويدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية وينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام .
2- حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها.
3- حوادث تكثر أمثالها فيريدون أن من الأحوال التي تشير إليها تلك الآية تلك الحالة الخاصة فكأنهم يريدون التمثيل.
4- حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات، مع أن المراد أنها مما يدخل في معنى الآية .
5-قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة .

الحكمة أن القرآن قد جاء بكليات تشريعية :
1- أن يكون وعي الأمة لدينها سهلا عليها.
2- وليمكن تواتر الدين.
3- وليكون لعلماء الأمة مزية الاستنباط

فوائد معرفة أسباب النزول:
  • كما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله، كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد.
  • في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين.
المقدمة السادسة
في القراءات

سبب كلام المؤلف عن القراءات :
  • عناية كثير من المفسرين بذكر اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن حتى في كيفيات الأداء.
  • معرفة مقدار تعلق اختلاف القراءات بالتفسير.
  • معرفة مراتب القراءات قوة وضعفا .
  • معرفة سبب إعراض المؤلف عن ذكر كثير من القراءات في أثناء التفسير.

نشأة القراءات:
  • اختلاف القراءات قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم بن حزام .
  • حمل عثمان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد وجمع بقية المصاحف وأحرقها.فصار المصحف الذي كتب لعثمان قريبا من المجمع عليه وعلى كل قراءة توافقه وصار ما خالفه متروكا بما يقارب الإجماع.
  • كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، وهي قراءة العامة التي قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل في العام الذي قبض فيه.
  • يرى ابن عاشور أنه لما وزعت المصاحف على : المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، والشام، قيل واليمن والبحرين، قرأ كل فريق من الصحابة بعربية قومه في وجوه الأداء، لا في زيادة الحروف ونقصها، ولا في اختلاف الإعراب دون مخالفة مصحف عثمان.
  • وير ابن عاشور أنه يحتمل أن يكون القارئ الواحد قد قرأ بوجهين قصدا لحفظ اللغة، ولذلك يجوز أن يكون كثير من اختلاف القراء في هذه الناحية اختيارا.
  • بقي الذين قرأوا قراءات مخالفة لمصحف عثمان يقرأون بما رووه لا ينهاهم أحد عن قراءتهم ولكن يعدوهم شذاذا ولكنهم لم يكتبوا قراءتهم في مصاحف بعد أن أجمع الناس على مصحف عثمان.

شروط قبول القراءة:
  • القراءة المتواترة :
    لا تحتاج لشروط لأن تواترها يجعلها حجة في العربية، ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف المجمع عليه
    مثل قراءة قوله تعالى: (وما هو على الغيب بظنين) بظاء مشالة أي: بمتهم، وقد كتبت في المصاحف كلها بالضاد الساقطة
    .

  • القراءة غير المتواترة:
يشترط أن :
1- توافق وجها في العربية :
2- توافق خط المصحف أي مصحف عثمان: أي موافقة أحد المصاحف الأئمة التي وجه بها عثمان بن عفان إلى أمصار الإسلام وقد يكون اختلاف يسير نادر بين بعضها، مثل زيادة الواو في {وسارعوا إلى مغفرة} في مصحف الكوفة.
3- يصح سند راويها:
وهو شرط لا محيد عنه إذ قد تكون القراءة موافقة لرسم المصحف وموافقة لوجوه العربية لكنها لا تكون مروية بسند صحيح.
نحصر توفر الشروط في الروايات العشر للقراء .
وبعض العلماء يجعل قراءة ابن محيصن واليزيدي والحسن، والأعمش، مرتبة دون العشر، وقد عد الجمهور ما سوى ذلك شاذا لأنه لم ينقل بتواتر حفاظ القرآن
.
  • القراءة المخالفة للمصحف غير المتواترة:
    ما دون العشر لا تجوز القراءة به ولا أخذ حكم منه لمخالفته المصحف الذي كتب فيه ما تواتر.
    قد تروى قراءات عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد صحيحة إلا أنها لا يجوز لغير من سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم القراءة بها لأنها غير متواترة النقل.

    وقد اصطلح المفسرون مثل أبو الفتح ابن جني،ومحمد بن جرير الطبري والزمخشري وابن عطية، على أن يطلقوا عليها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها غير منتسبة إلى أحد من أئمة القراءات
    ولم يقصدوا أنها وحدها المأثورة عنه ولا ترجيحها على القراءات المشهورة .
اختلاف العلماء في حديث هشام بن حكيم ومعنى الأحرف السبعة:
1- جماعة اعتبرت الحديث منسوخا وقالوا كان ذلك رخصة في صدر الإسلام أباح الله للعرب أن يقرأوا القرآن بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها، ثم نسخ ذلك بحمل الناس على لغة قريش.
فإما نسخ بإجماع الصحابة أو بوصاية من النبي صلى الله عليه وسلم.
الدليل على قولهم:
  • قول عمر: إن القرآن نزل بلسان قريش، وبنهيه عبد الله بن مسعود أن يقرأ (فتول عنهم عتى حين) وهي لغة هذيل في حتى.
  • قول عثمان لكتاب المصاحف فإذا اختلفتم في حرف فاكتبوه بلغة قريش فإنما نزل بلسانهم.
معنى الرخصة بسبعة أحرف عند أصحاب هذا القول :
الأول: التخيير للقارئ أن يقرأه باللفظ الذي يحضره من المرادفات للمعنى الواحد
وعلى هذا الجواب قيل المراد بالسبعة حقيقة العدد وهو قول الجمهور، ويكون تحديدا للرخصة بأن لا يتجاوز سبعة مرادفات أو سبع لهجات أي من سبع لغات.
  • وقد اختلفوا في تعيين اللغات السبع على أقوال.
الثاني: أن العدد غير مراد به حقيقته، بل هو كناية عن التعدد والتوسع، وكذلك المرادفات ولو من لغة واحدة كقوله: {كالعهن المنفوش} وقرأ ابن مسعود (كالصوف المنفوش).
الثالث: أن المراد التوسعة في نحو {كان الله سميعا عليما} أن يقرأ عليما حكيما ما لم يخرج عن المناسبة كذكره عقب آية عذاب أن يقول "وكان الله غفورا رحيما" أو عكسه.

2- جماعة اعتبرت الحديث محكما غير منسوخ
ذهبوا في تأويله مذاهب:
الأول: أن المراد من الأحرف أنواع أغراض القرآن كالأمر والنهي، والحلال والحرام، أو أنواع كلامه كالخبر والإنشاء، والحقيقة والمجاز: أو أنواع دلالته كالعموم والخصوص، والظاهر والمؤول.
نقد هذا الجواب:
  • وكل ذلك لا يناسب سياق الحديث على اختلاف رواياته من قصد التوسعة والرخصة.
  • تكلف هؤلاء حصر ما زعموه من الأغراض ونحوها في سبعة.
الثاني : أن المراد أنه أنزل مشتملا على سبع لغات من لغات العرب مبثوثة في آيات القرآن لكن لا على تخيير القارئ، وهذا كما قال أبو هريرة: ما سمعت السكين إلا في قوله تعالى: {وآتت كل واحدة منهن سكينا} ما كنا نقول إلا المدية.
نقد هذا الجواب:
  • لا يلاقي مساق الحديث من التوسعة.
  • لا يستقيم من جهة العدد لأن المحققين ذكروا أن في القرآن كلمات كثيرة من لغات قبائل العرب، وأنهاها السيوطي نقلا عن أبي بكر الواسطي إلى خمسين لغة.
الثالث: أن المراد من الأحرف لهجات العرب في كيفيات النطق كالفتح والإمالة، والمد والقصر، والهمز والتخفيف، على معنى أن ذلك رخصة للعرب مع المحافظة على كلمات القرآن.
وهذا أحسن الأجوبة


هنالك أجوبة أخرى ضعيفة لا ينبغي للعالم التعريج عليها وقد أنهى بعضهم جملة الأجوبة إلى خمسة وثلاثين جوابا.


قول ابن عاشور في معنى الحديث :
- يحتمل أن يرجع إلى ترتيب آي السور بأن يكون هشام قرأ سورة الفرقان على غير الترتيب الذي قرأ به عمر فتكون تلك رخصة لهم في أن يحفظوا سور القرآن بدون تعيين ترتيب الآيات من السورة.
- وقد ذكر الباقلاني احتمال أن يكون ترتيب السور من اجتهاد الصحابة
- ثم لم يزل الناس يتوخون بقراءتهم موافقة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان ترتيب المصحف في زمن أبي بكر على نحو العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجمع الصحابة في عهد أبي بكر على ذلك لعلمهم بزوال موجب الرخصة.

الأحرف السبع ليست هي القراءات السبع:
  • أول من جمع القراءات في سبع ابن مجاهد غير أنه عد قراءة يعقوب سابعا ثم عوضها بقراءة الكسائي.
  • وقد اتفق الأئمة على أن قراءة يعقوب من القراءات الصحيحة مثل بقية السبعة، وكذلك قراءة أبي جعفر وشيبة.
  • صنف ابن جبير المكي قبل مجاهد كتابا في القراءات فاقتصر على خمسة أئمة من كل مصر إماما.
  • وليس المراد بالقراءات السبع السبع في حديث عمر بن خطاب وهشام بن حكيم، ولم يقل هذا أحد من أهل العلم، وأجمع العلماء على خلافه .
  • لام البعض على جاعل عدد القراءات سبعا لأنه أشكل به الأمر على العامة .

أنواع القراءات بالنسبة للتفسير:
1- قراءات لا تعلق لها بالتفسير، وهي اختلاف القراء في وجوه النطق بالحروف والحركات وفي تعدد وجوه الإعراب.
فائدة القراءات التي لا تعلق لها بالتفسير:
حفظت على أبناء العربية كيفيات نطق العرب بالحروف في مخارجها وصفاتها وبيان اختلاف العرب في لهجات النطق.
2- قراءات لها تعلق بالتفسير.
1- اختلاف القراء في حروف الكلمات مثل {مالك يوم الدين} (ملك يوم الدين)
2- اختلاف الحركات الذي يختلف معه معنى الفعل كقوله {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} قرأ نافع بضم الصاد وقرأ حمزة بكسر الصاد، فالأولى بمعنى يصدون غيرهم عن الإيمان، والثانية بمعنى صدودهم في أنفسهم وكلا المعنيين حاصل منهم.
فائدة القراءات التي فيها اختلاف في المعنى :
1- ثبوت أحد اللفظين في قراءة قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرى.
2- يكثر المعاني في الآية الواحدة نحو {حتى يطهرن} بفتح الطاء المشددة والهاء المشددة، وبسكون الطاء وضم الهاء مخففة.
3- وجود الوجهين فأكثر في مختلف القراءات مجزئا عن آيتين فأكثر، وهذا نظير التضمين في استعمال العرب، ونظير التورية والتوجيه في البديع، ونظير مستتبعات التراكيب في علم المعاني، وهو من زيادة ملاءمة بلاغة القرآن.
  • إذا جزمنا بأن جميع الوجوه في القراءات المشهورة هي مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الوحي نزل بالوجهين وأكثر.
  • ولا مانع من أن يكون مجيء ألفاظ القرآن على ما يحتمل تلك الوجوه مرادا لله تعالى ليقرأ القراء بهذه الوجوه، وتحصل الفوائد المترتبة عليها.

تعامل المفسر مع اختلاف القراءات:
  • على المفسر أن يبين اختلاف القراءات المتواترة لأن في اختلافها توفيرا لمعاني الآية غالبا فيقوم تعدد القراءات مقام تعدد كلمات القرآن.
  • حمل أحد القراءتين على الأخرى ليس متعينا ولا مرجحا.
  • وإن كان قد يؤخذ من كلام أبي علي الفارسي في كتاب الحجة أنه يختار حمل معنى إحدى القراءتين على معنى الأخرى.
  • ما وقع في كتابي الزمخشري وابن العربي من نقد بعض طرق القراء، وكراهية مالك رحمه الله القراءة بالإمالة مع ثبوتها عن القراء، كان سببه أنهم يروا أنهم ما قرأوا بها إلا من جهة الاختيار.
  • أفرط الزمخشري في توهين بعض القراءات لمخالفتها لما اصطلح عليه النجاة وذلك من إعراضه عن معرفة الأسانيد.
مراتب القراءات الصحيحة والترجيح بينها
مراتب القراءات من جهة السند:
1- القراءات التي لا تخالف الألفاظ التي كتبت في مصحف عثمان:
  • هي متواترة وإن اختلفت في وجوه الأداء وكيفيات النطق ومعنى ذلك أن تواترها تبع لتواتر صورة كتابة المصحف.
2- القراءات التي نطقها صالحا لرسم المصحف، واختلف فيه:
مقبولة وليست بمتواترة، لأن وجود الاختلاف فيه مناف لدعوى التواتر
  • ولما قرأ المسلمون بهذه القراءات من عصر الصحابة ولم يغير عليهم، فقد صارت متواترة على التخيير، وإن كانت أسانيدها المعينة آحادا، وأقواها سندا ما كان له راويان عن الصحابة مثل قراءة نافع بن أبي نعيم.
  • قال إمام الحرمين في البرهان: هي متواترة ورده عليه الأبياري.
  • قال المازري في شرحه: هي متواترة عند القراء وليست متواترة عند عموم الأمة
  • تنتهي أسانيد القراءات العشر إلى ثمانية من الصحابة وهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله من مسعود، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، فبعضها ينتهي إلى جميع الثمانية وبعضها إلى بعضهم.

3- القراءات المخالفة لمصحف عثمان، مثل ما نقل من قراءة ابن مسعود.


مراتب القراءات من جهة الإعراب:
1- وجوه الإعراب في القرآن أكثرها متواتر :
مثل الاجماع على رفع اسم الجلالة في قوله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} وقرأه بعض المعتزلة بنصب اسم الجلالة لئلا يثبتوا لله كلاما.
2- ما ساغ فيه إعرابان مع اتحاد المعاني نحو: {ولات حين مناص} بنصب حين ورفعه،
3- ما خالف الوجوه الصحيحة في العربية ففيه نظر قوي .
  • لا ثقة لنا بانحصار فصيح كلام العرب فيما صار إلى نحاة البصرة والكوفة،
  • وبهذا نبطل كثيرا مما زيفه الزمخشري من القراءات المتواترة بعلة أنها جرت على وجوه ضعيفة في العربية لا سيما ما كان منه في قراءة مشهورة كقراءة عبد الله بن عامر قوله تعالى: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) ببناء "زين" للمفعول وبرفع (قتل)، ونصب (أولادهم) وخفض (شركاؤهم)
  • ولو سلمنا أن ذلك وجه مرجوح، فهو لا يعدو أن يكون من الاختلاف في كيفية النطق التي لا تناكد التواتر .

مراتب القراءة من جهة البلاغة والفصاحة :

إن القراءات العشر الصحيحة المتواترة، قد تتفاوت بما يشتمل عليه بعضها من خصوصيات البلاغة أو الفصاحة أو كثرة المعاني أو الشهرة، وهو تمايز متقارب، وقل أن يكسب إحدى القراءات في تلك الآية رجحانا.


ترجيح بعض المفسرين لبعض القراءات:
  • كثيرا من العلماء كان لا يرى مانعا من ترجيح قراءة على غيرها، ومن هؤلاء الإمام محمد بن جرير الطبري، والعلامة الزمخشري.
  • قال ابن رشد: ما يقع في كتب المفسرين والمعربين من تحسين بعض القراءات واختيارها على بعض لكونها أظهر من جهة الإعراب، وأصح في النقل، وأيسر في اللفظ فلا ينكر ذلك.
  • كان مالك يكره النبر وهو أظهار الهمزة لما جاء من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لغته الهمز.
  • وهذا خلف بن هشام البزار راوي حمزة، قد اختار لنفسه قراءة من بين قراءات الكوفيين.

هل يفضي ترجيح بعض القراءات على بعض إلى أن تكون المرجوحة أضعف في الإعجاز؟
  • معنى الإعجاز: الإعجاز مطابقة الكلام لجميع مقتضى الحال، وهو لا يقبل التفاوت.
  • يجوز أن يكون بعض الكلام المعجز مشتملا على لطائف وخصوصيات تتعلق بوجوه الحسن كالجناس والمبالغة، أو تتعلق بزيادة الفصاحة، أو بالتفنن مثل {أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير}
  • يجوز أن تكون إحدى القراءات نشأت عن ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم للقارئ أن يقرأ بالمرادف تيسيرا على الناس، فيكون تمييز غيرها عليها بسبب أن المتميزة هي البالغة غاية البلاغة وأن الأخرى توسعة ورخصة، ولا يعكر ذلك على كونها أيضا بالغة الطرف الأعلى من البلاغة وهو ما يقرب من حد الإعجاز.
  • الإعجاز فلا يلزم أن يتحقق في كل آية من آي القرآن لأن التحدي إنما وقع بسورة مثل سور القرآن، وأقصر سورة ثلاث آيات.

القراءات التي يقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام :


1- قراءة نافع برواية قالون في بعض القطر التونسي وبعض القطر المصري، وفي ليبيا.
2- قراءة نافع برواية ورش في بعض القطر التونسي وبعض القطر المصري وفي جميع القطر الجزائري وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان .
3- قراءة أبي عمرو البصري يقرأ بها في السودان.
4- وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع الشرق من العراق والشام وغالب البلاد المصرية والهند وباكستان وتركيا والأفغان.

هيئة التصحيح 11 27 رجب 1442هـ/10-03-2021م 12:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سها حطب (المشاركة 394348)
مقدمة:
  • مقدمة في عظمة القرآن وبيان بعض هداياته.
  • أمنية الكاتب أن يفسر القرآن، والعواقب [العقبات] التي كانت تلوح له مثل : خوف الخطأ والزلل والإنشغال بالقضاء.
  • أهم التفاسير:
تفسير "الكشاف" و"المحرر الوجيز" لابن عطية و"مفاتيح الغيب" لفخر الدين الرازي، "وتفسير البيضاوي"
، و"تفسير الشهاب الآلوسي"، وما كتبه الطيبي والقزويني والقطب والتفتزاني على "الكشاف"، وما كتبه الخفاجي على "تفسير البيضاوي"، و"تفسير أبي السعود"، و"تفسير القرطبي" والموجود من "تفسير الشيخ محمد بن عرفة التونسي" و"تفاسير الأحكام"، و"تفسير الإمام محمد ابن جرير الطبري"، وكتاب "درة التنزيل" المنسوب لفخر الدين الرازي، وربما ينسب للراغب الأصفهاني.



منهج الكاتب :
  • عند النقل من التفاسير لا يعزو للاختصار .
  • يميز كلامه مما لم يذكره المفسرون من قبل.
  • اهتمام الكاتب في تفسيره بالبلاغة وسبب ذلك أنه لا تخلو آية عن دقائق هذا الفن ولأنه لم يخصص له أحد المفسرين تفسيرا كما خصصوا لغيره من الفنون.
  • اهتمام الكاتب ببيان وجوه الإعجاز ونكت البلاغة العربية وأساليب الاستعمال
  • بيان تناسب اتصال الآي بعضها ببعض، وأغراض السور
  • بيان معاني المفردات .
  • منهج المؤلف في تجديد التفسير وسطا بين التجمد عند كلام الأقدميين وبين هدم كلامهم وغمض فضلهم.
  • أقتصر المؤلف في هذا التفسير على التعرض لاختلاف القراءات العشر المشهورة خاصة في أشهر روايات الراوين عن أصحابها لأنها متواترة.
  • يفسر أولا على قراءة نافع برواية عيسى ابن مينا المدني الملقب بقالون، ثم يذكر خلاف بقية القراء العشرة خاصة.

تسمية الكاتب للتفسير : سماه ( تحرير المعنى السديد، وتنوير العقل الجديد، من تفسير الكتاب المجيد ) واختصره الى "التحرير والتنوير من التفسير"


المقدمة الأول
تعريف التفسير:
  • معنى التفسير لغة:
فسر بتشديد السين الذي هو مضاعف فسر بالتخفيف من بابي نصر وضرب الذي مصدره الفسر، وكلاهما فعل متعد
والفسر الإبانة والكشف لمدلول كلام أو لفظ بكلام آخر هو أوضح لمعنى المفسر عند السامع.
الفرق بين فسر وفسّر:
1- التضغيف للدلالة على التكثير من المصدر
2- وقيل متساويان في المعنى
3- وقيل المضعف يختص بيان المعقولات.
4- عزا شهاب الدين القرافي في أول "أنواء البروق" إلى بعض مشايخه أن العرب فرقوا بين فرق بالتخفيف، وفرق بالتشديد، فجعلوا الأول للمعاني والثاني للأجسام بناء على أن كثرة الحروف تقتضي زيادة المعنى أو قوته، والمعاني لطيفة يناسبها المخفف، والأجسام كثيفة يناسبها التشديد.

الاستشكالات على هذا القول :
1- عدم اطراده ،إذ لم يراع العرب في هذا الاستعمال معقولا ولا محسوسا وإنما راعوا الكثرة الحقيقية أو المجازية .
2- دل عليه استعمال القرآن، كقوله تعالى {وقرآنا فرقناه} قرئ بالتشديد والتخفيف.
  • التفسير في الاصطلاح: هو اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع. والمناسبة بين المعنى الأصلي والمعنى المنقول إليه لا يحتاج إلى تطويل.
  • وموضوع التفسير: ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه، وما يستنبط منه. وبهذه الحيثية خالف علم القراءات.

    عد علم التفسير علم مستقل:
المراد بالعلم :
1- إما أن يراد به نفس الإدراك، نحو قول أهل المنطق، العلم إما تصور وإما تصديق،
2- وإما أن يراد به الملكة المسماة بالعقل
3- وإما أن يراد به التصديق الجازم وهو مقابل الجهل وهذا غير مراد في عد العلوم
4- وإما أن يراد بالعلم المسائل المعلومات وهي مطلوبات خبرية يبرهن عليها في ذلك العلم وهي قضايا كلية
قال البعض أن في عد التفسير علما تسامح
لأن مباحثه ليست بقضايا يبرهن عليها فما هي بكلية، بل هي تصورات جزئية غالبا لأنه عبارة عن:
1- تفسير ألفاظ من قبيل التعريف اللفظي مثل إن قلنا إن يوم الدين في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} هو يوم الجزاء
2- استنباط معان من دلالة الالتزام مثل إن قلنا إن قوله تعالى: {وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} مع قوله: {وفصاله في عامين} يؤخذ منه أن أقل الحمل ستة أشهر عند من قال ذلك.

سبب عد تفسير ألفاظ القرآن علما مستقلا :
الأول: أن مباحثه لكونها تؤدي إلى استنباط علوم كثيرة وقواعد كلية، نزلت منزلة القواعد الكلي.
والثاني: إن اشتراط كون مسائل العلم قضايا كلية يبرهن عليها في العلم خاص بالعلوم المعقولة.
والثالث: التعاريف اللفظية تصديقات على رأي بعض المحققين فهي تؤول إلى قضايا، وتفرع المعاني الجمة عنها نزلها منزلة الكلية، والاحتجاج عليها بشعر العرب وغيره يقوم مقام البرهان على المسألة.
الرابع: إن علم التفسير لا يخلو من قواعد كلية في أثنائه مثل تقرير قواعد النسخ عند تفسير {ما ننسخ من آية} .
الخامس: أن حق التفسير أن يشتمل على بيان أصول التشريع وكلياته فكان بذلك حقيقا بأن يسمى علما.
السادس: وهو الفصل: أن التفسير كان أول ما اشتغل به علماء الإسلام قبل الاشتغال بتدوين بقية العلوم، وفيه كثرت مناظراتهم. وكان يحصل من مزاولته والدربة فيه لصاحبه ملكة يدرك بها أساليب القرآن ودقائق نظمه، فكان بذلك مفيدا علوما كلية لها مزيد اختصاص بالقرآن المجيد.

علم التفسير من أصول العلوم الشرعية:
  • يعد التفسير في الضرب الأول من العلوم الشرعية المحمودة حسب كلام الغزالي في كتاب الإحياء، لأنه عد أولها الكتاب والسنة، ولا شك أنه لا يعني بعلم الكتاب حفظ ألفاظه بل فهم معانيها.
  • وصفه البيضاوي أنه رأس العلوم الإسلامية.

نشأة علم التفسير:
في عصر النبي صلى الله عليه وسلم :
التفسير أول العلوم الإسلامية ظهورا، إذ كان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن بعض معاني القرآن كما سأله عمر رضي الله عنه عن الكلالة.
في عصر الصحابة :
اشتهر فيه من الصحابة علي وابن عباس وهما أكثر الصحابة قولا في التفسير، وزيد بن ثابت وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم.

كثر الخوض في التفسير، حين دخل في الإسلام من لم يكن عربي السجية، فلزم التصدي لبيان معاني القرآن لهم.

في عصر التابعين :
أشهرهم في ذلك مجاهد وابن جبير.

بداية التصنيف في التفسير:
  • أول من صنف فيه عبد الملك بن جريج المكي المولود سنة 80 هـ والمتوفى سنة 149 هـ ،صنف كتابه في تفسير آيات كثيرة وجمع فيه آثارا وغيرها وأكثر روايته عن أصحاب ابن عباس مثل عطاء ومجاهد.
الروايات في التفسير عن الصحابة:
أولا: الرواية عن ابن عباس:
  • "تفسير محمد بن السائب الكلبي" المتوفى سنة 146 هـ عن أبي صالح عن ابن عباس، وقد رمي أبو صالح بالكذب وهي أوهى الروايات فإذا انضم إليها رواية محمد بن مروان السدي عن الكلبي فهي سلسلة الكذب.
  • رواية مقاتل ورواية الضحاك، ورواية علي بن أبي طلحة الهاشمي كلها عن ابن عباس، وأصحها رواية علي بن أبي طلحة.
  • والحاصل أن الرواية عن ابن عباس، قد اتخذها الوضاعون والمدلسون ملجأ لتصحيح ما يروونه كدأب الناس في نسبة كل أمر مجهول من الأخبار والنوادر، لأشهر الناس في ذلك المقصد.

    ثانيا: الرواية عن علي رضي الله عنه:
  • أكثرها من الموضوعات، إلا ما روي بسند صحيح، مثل ما في صحيح البخاري ونحوه.
أنواع التفسير:
التفسير بالرواية:

-أول من صنف في هذا المعنى، مالك ابن أنس، وكذلك الداودي تلميذ السيوطي في طبقات المفسرين، وذكره عياض في المدارك إجمالا.
- أشهر أهل هذه الطريقة فيما هو بأيدي الناس محمد بن جرير الطبري.

التفسير بالرأي:
مثل بي إسحاق الزجاج وأبي علي الفارسي، وشغف كثير بنقل القصص عن الإسرائيليات، فكثرت في كتبهم الموضوعات.

الجميع بين النوعين:
مثل تفسير الزمخشري وتفسير ابن عطية.

تعريف التأويل:
الفرق بين التفسير والتأويل:

1- من العلماء من جعلهما متساويين، وإلى ذلك ذهب ثعلب وابن الأعرابي وأبو عبيدة، وهو ظاهر كلام الراغب.
2- ومنهم من جعل التفسير للمعنى الظاهر والتأويل للمتشابه.
3- ومنهم من قال: التأويل صرف اللفظ عن ظاهر معناه إلى معنى آخر محتمل لدليل فيكون هنا بالمعنى الأصولي، فإذا فسر قوله تعالى: {يخرج الحي من الميت} بإخراج الطير من البيضة، فهو التفسير، أو بإخراج المسلم من الكافر فهو التأويل.
  • وهنالك أقوال أخر لا عبرة بها، وهذه كلها اصطلاحات لا مشاحة فيها.

الترجيح بين الأقوال:
اللغة والآثار تشهد للقول الأول
أولا في اللغة:
التأويل مصدر أوله إذا أرجعه إلى الغاية المقصودة، والغاية المقصودة من اللفظ هو معناه وما أراده منه المتكلم به من المعاني، فساوى التفسير، على أنه لا يطلق إلا على ما فيه تفصيل معنى خفي معقول. قال الأعشى:
على أنها كانت تأول حبها = تأول ربعي السقاب فأصحبا
ثانيا في القرآن :
قال الله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله} أي ينتظرون إلا بيانه الذي هو المراد منه،
ثالثا في السنة:
قال صلى الله عليه وسلم في دعائه لابن عباس: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل))، أي فهم معاني القرآن.


المقدمة الثانية
في استمداد علم التفسير

المراد باستمداد العلم في الاصطلاح:
  • يراد به توقف العلم على معلومات سابق وجودها على وجود ذلك العلم عند مدونيه لتكون عونا لهم على إتقان تدوين ذلك العلم.
سبب التسمية: تشبيه احتياج العلم لتلك المعلومات بطلب المدد، والمدد العون والغواث، فقرنوا الفعل بحرفي الطلب وهما السين والتاء.

استمداد علم التفسير:
1- علم العربية :

  • المراد منها معرفة مقاصد العرب من كلامهم وأدب لغتهم .
ويقصد بقواعد اللغة:
  • متن اللغة، والتصريف، والنحو، والمعاني، والبيان.
    وعلمي البيان والمعان لهما من مزيد اختصاص بعلم التفسير لأنهما وسيلة لإظهار خصائص البلاغة القرآنية، وما تشتمل عليه الآيات من تفاصيل المعاني وإظهار وجه الإعجاز.

  • استعمال العرب المتبع من أساليبهم في خطبهم وأشعارهم وتراكيب بلغائهم.
    وهو التملي من أساليبهم ليحصل بذلك لممارسة المولد ذوق يقوم عنده مقام السليقة والسجية عند العربي .
  • علم البلاغة
    [علم العربية قسمه ابن عاشور إلى: 1.قواعد اللغة، 2. والنظر في استعمال العرب في أساليبهم، ليتكون الذوق العربي، فهذا الاستعمال إما أن يكون بالسليقة، وإما بالاجتهاد في تتبع أساليب العرب.
    وما ذكره من أمثلة مثل أثر عمر بن الخطاب هو في بيان هذا الاستعمال وكلمة البلاغة إشارة إلى أن بها يحصل انكشاف هذه المعاني في استعمال العرب، وليس لأنها قسم مستقل؛ فعلم المعاني والبيان السابق ذكره تحت قواعد اللغة هما من أقسام علم البلاغة]

    وبه يحصل انكشاف بعض المعاني واطمئنان النفس لها، وبه يترجح أحد الاحتمالين على الآخر في معاني القرآن.

    - روى أئمة الأدب أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ على المنبر قوله تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} ثم قال: ما تقولون فيها؟ أي في معنى التخوف، فقام شيخ من هذيل فقال: هذه لغتنا، التخوف التنقص، فقال عمر: وهل تعرف العرب ذلك في كلامها؟ قال: نعم. قال: أبو كبير الهذلي:
تخوف الرحل منها تامكا قردا = كما تخوف عود النبعة السفن
فقال عمر: "عليكم بديوانكم لا تضلوا، هو شعر العرب فيه تفسير كتابكم ومعاني كلامكم"
  • ما يجري مجرى التمثيل والاستئناس للتفسير من أفهام أهل اللسان أنفسهم لمعاني آيات غير واضحة الدلالة عند المولدين.
[ هذه النقطة أيضًا تعتبر تحت بند النظر في استعمال العرب]

كما روى مالك في الموطأ عن عروة بن الزبير قال: قلت لعائشة وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تعالى: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} فما على الرجل شيء أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة: كلا لو كان كما تقول، لكانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما .. الخ ) فبينت له ابتداء طريقة استعمال العرب لو كان المعنى كما وهمه عروة.

2- علم الآثار:
1 - ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، من بيان المراد من بعض القرآن في مواضع الإشكال والإجمال، وذلك شيء قليل.
2- ما نقل عن الصحابة الذين شاهدوا نزول الوحي من بيان سبب النزول، وناسخ ومنسوخ، وتفسير مبهم، وتوضيح واقعة من كل ما طريقهم فيه الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، دون الرأي .

3- إجماع الأمة على تفسير معنى:
إذ لا يكون إلا عن مستند

3- علم القراءات:
  • يحتاج إليها حين الاستدلال بالقراءة على تفسير غيرها.
  • يكون في معنى الترجيح لأحد المعاني القائمة من الآية أو لاستظهار على المعنى.
  • لا تعد تفسيرا من حيث هي طريق في أداء ألفاظ القرآن، بل من حيث أنها شاهد لغوي فرجعت إلى علم اللغة.
حجية القراءات في التفسير:
  • إن كانت مشهورة، فلا جرم أنها تكون حجة لغوية.
  • وإن كانت شاذة فحجتها لا من حيث الرواية، ولكن من حيث إن قارئها ما قرأ بها إلا استنادا لاستعمال عربي صحيح.
4- أخبار العرب
  • وهي من جملة أدبهم.
  • يستعان بها على فهم ما أوجزه القرآن في سوقها لأن القرآن إنما يذكر القصص والأخبار للموعظة والاعتبار
  • نحو قوله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا} .
5- أصول الفقه
وذلك من جهتين:
1- أن علم الأصول قد أودعت فيه مسائل كثيرة هي من طرق استعمال كلام العرب وفهم موارد اللغة أهمل التنبيه عليها علماء العربية مثل مسائل الفحوى ومفهوم المخالفة.
2- أن علم الأصول يضبط قواعد الاستنباط ويفصح عنها فهو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها.

6- علم الكلام ( عند البعض)
عد عبد الحكيم والآلوسي، أخذا من كلام السكاكي علم الكلام في جملة ما يتوقف عليه علم التفسير، قال عبد الحكيم: لتوقف علم التفسير على إثبات كونه تعالى متكلما، وذلك يحتاج إلى علم الكلام.
وقال الآلوسي لتوقف فهم ما يجوز على الله ويستحيل على الكلام يعني من آيات التشابه في الصفات مثل {الرحمن على العرش استوى}، وهذا التوجيه أقرب من توجيه عبد الحكيم.
نقد هاذين التوجيهين:
1- كون القرآن كلام الله قد تقرر عند سلف الأمة قبل علم الكلام، ولا أثر له في التفسير.
2- ومعرفة ما يجوز وما يستحيل كذلك،
3- لا يحتاج لعلم الكلام إلا في التوسع في إقامة الأدلة على استحالة بعض المعاني، وما يحتاج إليه المتوسع لا يصير مادة للتفسير.

مالا يعد من استمداد علم التفسير:
  • الفقه:
لعدم توقف فهم القرآن، على مسائل الفقه، فإن علم الفقه متأخر عن التفسير وفرع عنه.
  • الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير آيات، وما يروى عن الصحابة في ذلك:لأن ذلك من التفسير لا من مدده
  • ما في بعض آي القرآن من معنى يفسر بعضا آخر منها:لأن ذلك من قبيل حمل بعض الكلام على بعض، كتخصيص العموم وتقييد المطلق وبيان المجمل وتأويل الظاهر ودلالة الاقتضاء وفحوى الخطاب ولحن الخطاب، ومفهوم المخالفة.
  • استمداد علم التفسير من هذه المواد لا ينافي كونه رأس العلوم الإسلامية:
  • لأن كونه رأس العلوم الإسلامية، معناه أنه أصل لعلوم الإسلام على وجه الإجمال.
  • استمداد التفسير من بعض العلوم الإسلامية، انما هو استمداد لقصد تفصيل التفسير على وجه أتم من الإجمال.
  • التفسير أصل لما استمد منه باختلاف الاعتبار.
المقدمة الثالثة
في صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ونحوه

الدليل على صحة التفسير بغير المأثور.
1- ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: "لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا أعلمه إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن" إلخ وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس فقال: ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)
2- كثرة أقوال السلف من الصحابة، فمن يليهم في تفسير آيات القرآن وما أكثر ذلك الاستنباط برأيهم وعلمهم.
3- أقوال الكثير من العلماء على صحة الاجتهاد في التفسير :
قال الغزالي في الإحياء: ومن موانع الفهم أن يكون قد قرأ تفسيرا واعتقد أن لا معنى لكلمات القرآن إلا ما تناوله النقل عن ابن عباس وابن مجاهد، وأن ما وراء ذلك تفسير بالرأي فهذا من الحجب العظيمة".
4- استنباط الأحكام التشريعية من القرآن في خلال القرون الثلاثة الأولى من قرون الإسلام ما هو إلا من قبيل التفسير لآيات القرآن بما لم يسبق تفسيرها به قبل ذلك.
  • من العلماء الذين فسروا بغير المأثور: الفراء وأبي عبيدة من الأولين، والزجاج والرماني والزمخشري وابن عطية.

الرد على من قال لا يفسر القرآن إلا بالمأثور :
أولا : هم لم يضبطوا مرادهم من المأثور عمن يؤثر:

1- فإن أرادوا به ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ضيقوا سعة معاني القرآن وما يستنبط من علومه. وناقضوا أنفسهم فيما دونوه من التفاسير، وغلطوا سلفهم فيما تأولوه، وقد سأل عمر بن الخطاب أهل العلم عن معاني آيات كثيرة ولم يشترط عليهم أن يرووا له ما بلغهم في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2- وإن أرادوا بالمأثور ما روي عن النبي وعن الصحابة خاصة وهو ما يظهر من صنيع السيوطي في تفسيره الدر المنثور، لم يتسع ذلك المضيق إلا قليلا، لأن أكثر الصحابة لا يؤثر عنهم في التفسير إلا شيء قليل سوى ما يروى عن علي بن أبي طالب على ما فيه من صحيح وضعيف وموضوع.
  • وقد ثبت عنه أنه قال: ما عندي مما ليس في كتاب الله شيء إلا فهما يؤتيه الله. وما يروى عن ابن مسعود وعبد الله بن عمر وأنس وأبي هريرة.
  • وأما ابن عباس فكان أكثر ما يروى عنه قولا برأيه على تفاوت بين رواته.
3- وإن أرادوا بالمأثور ما كان مرويا قبل تدوين التفاسير الأول مثل ما يروى عن أصحاب ابن عباس وأصحاب ابن مسعود، فلا محيص لهم من الاعتراف بأن التابعين قالوا أقوالا في معاني القرآن برأيهم .

ثانيا: من ادعى من المفسرين الاقتصار على المأثور تخطى ذلك إلى اختياره منها وترجيح بعضها على بعض بشواهد من كلام العرب، مثل الطبري وابن حاتم وابن مروديه والحاكم.

  • معنى النهي الوارد عن التفسير بالرأي:
في الحديث : ((من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار))
وما روي عن أبي بكر الصديق أنه سئل عن تفسير الأب في قوله {وفاكهة وأبا }. فقال: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت في القرآن برأيي"
وما روي عن سعيد بن المسيب والشعبي إحجامهما عن ذلك.
1- أن المراد بالرأي هو القول عن مجرد خاطر دون استناد إلى ما لا بد منه من العلوم
2- الورع خشية الوقوع في الخطأ في كل ما لم يقم له فيه دليل ، ودليل أن كلامهم لا يعني المنع مطلقا أن أبا بكر رضي الله عنه سئل عن الكلالة في آية النساء فقال: أقول فيها برأي فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان ..إلخ. وعلى هذا المحمل ما روي عن الشعبي وسعيد .
3 - النهي عن التفسير بما يخطر له من بادئ الرأي والتحذير من التسرع دون إحاطة بجوانب الآية ومواد التفسير مقتصرا على بعض الأدلة دون بعض كأن يعتمد على ما يبدو من وجه في العربية فقط
4- أن يكون له ميل إلى نزعة أو مذهب أو نحلة فيتأول القرآن على وفق رأيه ويصرفه عن المراد.
5- أن يفسر القرآن برأي ثم يزعم أن ذلك هو المراد دون غيره لما في ذلك من التضييق على المتأولين.

التحذير من تفسير القرآن بالرأي المذموم:
أولا: تفسير الباطنية:

  • هم طائفة من غلاة الشيعة يعرفون عند المؤرخين بالإسماعيلية
معتقداتهم الباطلة :
  • يعتقدون عصمة جعفر الصادق وإمامته بعد أبيه بالوصاية.
  • ويرون أن لا بد للمسلمين من إمام هدى من آل البيت هو الذي يقيم الدين، ويبين مراد الله.
  • مذهبهم مبني على قواعد الحكمة الإشراقية ومذهب التناسخ والحلولية .
  • ولهم طقوس من الديانات اليهودية والنصرانية وبعض طرائق الفلسفة ودين زرادشت.
  • وعندهم أن الله يحل في كل رسول وإمام وفي الأماكن المقدسة.
  • وأنه يشبه الخلق تعالى وتقدس وكل علوي يحل فيه الإله.
سبب تفسيرهم الباطني :
  • توقعوا أن يحاجهم العلماء بأدلة القرآن والسنة فرأوا أن لا محيص لهم من تأويل تلك الحجج التي تقوم في وجه بدعتهم.
  • رأوا أنهم إن خصوها بالتأويل وصرف اللفظ إلى الباطن اتهمهم الناس بالتعصب والتحكم فرأوا صرف جميع القرآن عن ظاهره.
  • من تكلفاتهم الثقيلة قولهم أن قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} أي لا يصل أحد إلى الله إلا بعد جوازه على الآراء الفاسدة إما في أيام صباه، أو بعد ذلك، ثم ينجي الله من يشاء.
  • ومن تفسير الباطنية تفسير القاشاني وكثير من أقوالهم مبثوث في "رسائل إخوان الصفاء. "
الرد عليهم :
  • تصدى الغزالي في كتابه الملقب بـ "المستظهري". وقال: إذا قلنا بالباطن فالباطن لا ضبط له بل تتعارض فيه الخواطر فيمكن تنزيل الآية على وجوه شتى
  • وبين ابن العربي في كتاب العواصم شيئا من فضائح مذهبهم بما لا حاجة إلى التطويل به هنا.
  • عدم صحة ما روي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا)). وعن ابن عباس أنه قال: إن للقرآن ظهرا وبطنا، وذكروا من بقية كلام ابن عباس أنه قال فظهره التلاوة وبطنه التأويل.

ثانيا: تفسير الصوفية:
  • ما يتكلم به أهل الإشارات من الصوفية في بعض آيات القرآن من معان لا تجري على ألفاظ القرآن ظاهرا ولكن بتأويل .
  • الفرق بين قولهم وقول الباطنية :
  • لم يدعوا أن كلامهم في ذلك تفسير للقرآن بل يعنون أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض المتكلم فيه.
  • سموها إشارات ولم يسموها معاني
رأي العلماء فيها:
1- الغزالي يراها مقبولة، كما فسر حديث ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة)
2- وابن العربي في كتاب "العواصم" يرى إبطال هذه الإشارات .

رأي ابن عاشور في التفسير الإشاري:
قال هذه الإشارات لا تعدو واحدا من ثلاثة أنحاء:
1- ما كان يجري فيه معنى الآية مجرى التمثيل لحال شبيه بذلك المعنى كما يقولون مثلا {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} أنه إشارة للقلوب .
2- ما كان من نحو التفاؤل فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده، والذي يجول في خاطره وهذا كمن قال في قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع} من ذل ذي إشارة للنفس يصير من المقربين للشفعاء.
3- عبر ومواعظ مثل ما أخذوا من قوله تعالى: {فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا} اقتبسوا أن القلب الذي لم يمتثل رسول المعارف العليا تكون عاقبته وبالا.

  • كل إشارة خرجت عن حد هذه الثلاثة الأحوال إلى ما عداها فهي تقترب إلى قول الباطنية رويدا رويدا إلى أن تبلغ عين مقالاتهم .
  • يخرج عن معنى الإشارة ما يعرف في الأصول بدلالة الإشارة، وفحوى الخطاب، وفهم الاستغراق من لام التعريف في المقام الخطابي، ودلالة التضمن والالتزام.

ثالثا: التفسير بدون تحقق في العلم:
  • خطر أمر تفسير الكتاب والقول فيه دون مستند من نقل صحيح عن المفسرين أو استكمال العلوم.
  • يجب على العلماء ان يبينوا للناس صحيح التفسير من خطأه .
المقدمة الرابعة
فيما يحق أن يكون غرض المفسر

فائدة معرفة مقاصد القرآن :
1- تستبين غاية المفسرين من التفسير على اختلاف طرائقهم.
2- معرفة مقادير اتصال التفاسير بالغاية التي يرمي إليها المفسر وما تجاوزه.
3- التفرقة بين من يفسر القرآن بما يخرج عن الأغراض المرادة منه، وبين من يفصل معانيه تفصيلا.

المقصد الأعلى للقرآن: هو الصلاح الفردي والجماعي والعمراني

الحكمة من اختيار الله تعالى نزول القرآن باللسان العربي:
1- كون لسانهم أفصح الألسن وأسهلها انتشارا، وأكثرها تحملا للمعاني مع إيجاز لفظه.
2- لتكون الأمة المتلقية للتشريع والناشرة له أمة قد سلمت من أفن الرأي عند المجادلة.
3- لم تقعد بها عن النهوض أغلال التكالب على الرفاهية.
  • ليس المراد من خطاب العرب بالقرآن أن يكون التشريع قاصرا عليهم أو مراعيا لخاصة أحوالهم، بل إن عموم الشريعة ودوامها وكون القرآن معجزة دائمة مستمرة على تعاقب السنين ينافي ذلك.

المقاصد الأصلية التي جاء القرآن لتبيانها :
1- إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح. وهذا أعظم سبب لإصلاح الخلق
2- تهذيب الأخلاق قال تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم}.
3- التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة. قال تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}
4- سياسة الأمة كالإرشاد إلى تكوين الجامعة بقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها}
5- القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم قال: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}
6- التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين، وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها وذلك علم الشرائع وعلم الأخبار.
7- المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير.
8- الإعجاز بالقرآن ليكون آية دالة على صدق الرسول.
غرض المفسر:
1- بيان ما يصل إليه أو ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن.
2 -بيان ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم، أو يخدم المقصد تفصيلا وتفريعا ،مع إقامة الحجة على ذلك إن كان به خفاء، أو لتوقع مكابرة من معاند أو جاهل.
طرائق المفسرين للقرآن :
1- الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب مع بيانه وإيضاحه وهذا هو الأصل.
2- استنباط معان من وراء الظاهر تقتضيها دلالة اللفظ أو المقام ولا يجافيها الاستعمال ولا مقصد القرآن، وتلك هي مستتبعات التراكيب وهي من خصائص اللغة العربية، وهو كثير في كتب التفسير.
3- أن يجلب مسائل علمية من علوم لها مناسبة بمقصد الآية.
مثل أن نأخذ من قوله تعالى: {كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم} تفاصيل من علم الاقتصاد السياسي وتوزيع الثروة العامة ونعلل بذلك مشروعية الزكاة والمواريث والمعاملات المركبة من رأس مال
أراء العلماء في سلوك هذه الطريق الثالثة:
1- جماعة منهم فيرون من الحسن التوفيق بين العلوم غير الدينية وآلاتها وبين المعاني القرآنية.
2- انتقد أبو إسحاق الشاطبي هذه الطريقة وبنى هذا الانتقاد على ما أسسه من كون القرآن لما كان خطابا للأميين وهم العرب فإنما يعتمد في مسلك فهمه وإفهامه على مقدرتهم وطاقتهم، وأن الشريعة أمية.
الرد على هذا الانتقاد:
1- كلامه يقتضي أن القرآن لم يقصد منه انتقال العرب من حال إلى حال وهذا باطل.
2- أن مقاصد القرآن راجعة إلى عموم الدعوة وهو معجزة باقية فلا بد أن يكون فيه ما يصلح لأن تتناوله أفهام من يأتي من الناس في عصور انتشار العلوم في الأمة.
3- أن السلف قالوا: إن القرآن لا تنقضي عجائبه يعنون معانيه.
4- أن من تمام إعجازه أن يتضمن من المعاني مع إيجاز لفظه ما لم تف به الأسفار المتكاثرة.
5- أن مقدار أفهام المخاطبين به ابتداء لا يقضي إلا أن يكون المعنى الأصلي مفهوما لديهم فأما مازاد على المعاني الأساسية فقد يتهيأ لفهمه أقوام، وتحجب عنه أقوام، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
6- أن عدم تكلم السلف عليها إن كان فيما ليس راجعا إلى مقاصده فنحن نساعد عليه، وإن كان فيما يرجع إليها فلا نسلم وقوفهم فيها عند ظواهر الآيات بل قد بينوا وفصلوا وفرعوا في علوم عنوا بها.
علاقة العلوم بالقرآن :
1- علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم، وتهذيب الأخلاق والفقه والتشريع والاعتقاد والأصول والعربية والبلاغة.
2- علوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيئة وخواص المخلوقات.
3- علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الأرض والطب والمنطق.
4- علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة والميثولوجيا، وإما لأنها لا تعين على خدمته كعلم العروض والقوافي.
المقدمة الخامسة
في أسباب النزول
  • اهتمام كثير من المفسرين بتطلب أسباب نزول آي القرآن.
  • أسباب النزول : هي حوادث يروى أن آيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو لحكايتها أو إنكارها أو لنحو ذلك .
  • في بعض آي القرآن إشارة إلى الأسباب التي دعت إلى نزولها ونجد لبعض الآي أسبابا ثبتت بالنقل دون احتمال أن يكون ذلك رأي الناقل.
  • بعض من ألف في أسباب النزول أكثر من رواية اسباب النزول بدون تحري الصحيح تسبب في إيهام الناس أن كل آية من القرآن نزلت على سبب، ورفع الثقة بما ذكروا.
  • سبب ذلك وعذرهم: أن كل من يتصدى لتأليف كتاب في موضوع غير مشبع تمتلكه محبة التوسع فيه.
  • أمر أسباب نزول القرآن دائرا بين القصد والإسراف.

تعامل العلماء مع أسباب النزول :
1- قالوا: إن سبب النزول لا يخصص ،بل العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
2- إلا طائفة شاذة ادعت التخصيص بها.
3- رام بعض الرواة تعيين مراد من تخصيص عام أو تقييد مطلق أو إلجاء إلى محمل، فتلك هي التي قد تقف عرضة أمام معاني التفسير قبل التنبيه على ضعفها أو تأويلها.
4- خطأ بعض أساطين المفسرين الذين تلقفوا الروايات الضعيفة فأثبتوها في كتبهم ولم ينبهوا على مراتبها قوة وضعفا.

أقسام أسباب النزول التي صحت أسانيدها :
1- هو المقصود من الآية يتوقف فهم المراد منها على علمه ويدل المفسر على طلب الأدلة التي بها تأويل الآية وينبه المفسر إلى إدراك خصوصيات بلاغية تتبع مقتضى المقامات فإن من أسباب النزول ما يعين على تصوير مقام الكلام .
2- حوادث تسببت عليها تشريعات أحكام وصور تلك الحوادث لا تبين مجملا ولا تخالف مدلول الآية بوجه تخصيص أو تعميم أو تقييد، ولكنها إذا ذكرت أمثالها وجدت مساوية لمدلولات الآيات النازلة عند حدوثها.
3- حوادث تكثر أمثالها فيريدون أن من الأحوال التي تشير إليها تلك الآية تلك الحالة الخاصة فكأنهم يريدون التمثيل.
4- حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة فيقع في عبارات بعض السلف ما يوهم أن تلك الحوادث هي المقصود من تلك الآيات، مع أن المراد أنها مما يدخل في معنى الآية .
5-قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} فإذا ظن أحد أن من للشرط أشكل عليه كيف يكون الجور في الحكم كفرا، ثم إذا علم أن سبب النزول هم النصارى علم أن من موصولة .

الحكمة أن القرآن قد جاء بكليات تشريعية :
1- أن يكون وعي الأمة لدينها سهلا عليها.
2- وليمكن تواتر الدين.
3- وليكون لعلماء الأمة مزية الاستنباط

فوائد معرفة أسباب النزول:
  • كما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله، كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد.
  • في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا أنه أساطير الأولين.
المقدمة السادسة
في القراءات

سبب كلام المؤلف عن القراءات :
  • عناية كثير من المفسرين بذكر اختلاف القراءات في ألفاظ القرآن حتى في كيفيات الأداء.
  • معرفة مقدار تعلق اختلاف القراءات بالتفسير.
  • معرفة مراتب القراءات قوة وضعفا .
  • معرفة سبب إعراض المؤلف عن ذكر كثير من القراءات في أثناء التفسير.

نشأة القراءات:
  • اختلاف القراءات قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث عمر بن الخطاب مع هشام بن حكيم بن حزام .
  • حمل عثمان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد وجمع بقية المصاحف وأحرقها.فصار المصحف الذي كتب لعثمان قريبا من المجمع عليه وعلى كل قراءة توافقه وصار ما خالفه متروكا بما يقارب الإجماع.
  • كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، وهي قراءة العامة التي قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل في العام الذي قبض فيه.
  • يرى ابن عاشور أنه لما وزعت المصاحف على : المدينة، ومكة، والكوفة، والبصرة، والشام، قيل واليمن والبحرين، قرأ كل فريق من الصحابة بعربية قومه في وجوه الأداء، لا في زيادة الحروف ونقصها، ولا في اختلاف الإعراب دون مخالفة مصحف عثمان.
  • وير ابن عاشور أنه يحتمل أن يكون القارئ الواحد قد قرأ بوجهين قصدا لحفظ اللغة، ولذلك يجوز أن يكون كثير من اختلاف القراء في هذه الناحية اختيارا.
  • بقي الذين قرأوا قراءات مخالفة لمصحف عثمان يقرأون بما رووه لا ينهاهم أحد عن قراءتهم ولكن يعدوهم شذاذا ولكنهم لم يكتبوا قراءتهم في مصاحف بعد أن أجمع الناس على مصحف عثمان.

شروط قبول القراءة:
  • القراءة المتواترة :
    لا تحتاج لشروط لأن تواترها يجعلها حجة في العربية، ويغنيها عن الاعتضاد بموافقة المصحف المجمع عليه
    مثل قراءة قوله تعالى: (وما هو على الغيب بظنين) بظاء مشالة أي: بمتهم، وقد كتبت في المصاحف كلها بالضاد الساقطة
    .

  • القراءة غير المتواترة:
يشترط أن :
1- توافق وجها في العربية :
2- توافق خط المصحف أي مصحف عثمان: أي موافقة أحد المصاحف الأئمة التي وجه بها عثمان بن عفان إلى أمصار الإسلام وقد يكون اختلاف يسير نادر بين بعضها، مثل زيادة الواو في {وسارعوا إلى مغفرة} في مصحف الكوفة.
3- يصح سند راويها:
وهو شرط لا محيد عنه إذ قد تكون القراءة موافقة لرسم المصحف وموافقة لوجوه العربية لكنها لا تكون مروية بسند صحيح.
نحصر توفر الشروط في الروايات العشر للقراء .
وبعض العلماء يجعل قراءة ابن محيصن واليزيدي والحسن، والأعمش، مرتبة دون العشر، وقد عد الجمهور ما سوى ذلك شاذا لأنه لم ينقل بتواتر حفاظ القرآن
.
  • القراءة المخالفة للمصحف غير المتواترة:
    ما دون العشر لا تجوز القراءة به ولا أخذ حكم منه لمخالفته المصحف الذي كتب فيه ما تواتر.
    قد تروى قراءات عن النبي صلى الله عليه وسلم بأسانيد صحيحة إلا أنها لا يجوز لغير من سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم القراءة بها لأنها غير متواترة النقل.

    وقد اصطلح المفسرون مثل أبو الفتح ابن جني،ومحمد بن جرير الطبري والزمخشري وابن عطية، على أن يطلقوا عليها قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها غير منتسبة إلى أحد من أئمة القراءات
    ولم يقصدوا أنها وحدها المأثورة عنه ولا ترجيحها على القراءات المشهورة .
اختلاف العلماء في حديث هشام بن حكيم ومعنى الأحرف السبعة:
1- جماعة اعتبرت الحديث منسوخا وقالوا كان ذلك رخصة في صدر الإسلام أباح الله للعرب أن يقرأوا القرآن بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها، ثم نسخ ذلك بحمل الناس على لغة قريش.
فإما نسخ بإجماع الصحابة أو بوصاية من النبي صلى الله عليه وسلم.
الدليل على قولهم:
  • قول عمر: إن القرآن نزل بلسان قريش، وبنهيه عبد الله بن مسعود أن يقرأ (فتول عنهم عتى حين) وهي لغة هذيل في حتى.
  • قول عثمان لكتاب المصاحف فإذا اختلفتم في حرف فاكتبوه بلغة قريش فإنما نزل بلسانهم.
معنى الرخصة بسبعة أحرف عند أصحاب هذا القول :
الأول: التخيير للقارئ أن يقرأه باللفظ الذي يحضره من المرادفات للمعنى الواحد
وعلى هذا الجواب قيل المراد بالسبعة حقيقة العدد وهو قول الجمهور، ويكون تحديدا للرخصة بأن لا يتجاوز سبعة مرادفات أو سبع لهجات أي من سبع لغات.
  • وقد اختلفوا في تعيين اللغات السبع على أقوال.
الثاني: أن العدد غير مراد به حقيقته، بل هو كناية عن التعدد والتوسع، وكذلك المرادفات ولو من لغة واحدة كقوله: {كالعهن المنفوش} وقرأ ابن مسعود (كالصوف المنفوش).
الثالث: أن المراد التوسعة في نحو {كان الله سميعا عليما} أن يقرأ عليما حكيما ما لم يخرج عن المناسبة كذكره عقب آية عذاب أن يقول "وكان الله غفورا رحيما" أو عكسه.

2- جماعة اعتبرت الحديث محكما غير منسوخ
ذهبوا في تأويله مذاهب:
الأول: أن المراد من الأحرف أنواع أغراض القرآن كالأمر والنهي، والحلال والحرام، أو أنواع كلامه كالخبر والإنشاء، والحقيقة والمجاز: أو أنواع دلالته كالعموم والخصوص، والظاهر والمؤول.
نقد هذا الجواب:
  • وكل ذلك لا يناسب سياق الحديث على اختلاف رواياته من قصد التوسعة والرخصة.
  • تكلف هؤلاء حصر ما زعموه من الأغراض ونحوها في سبعة.
الثاني : أن المراد أنه أنزل مشتملا على سبع لغات من لغات العرب مبثوثة في آيات القرآن لكن لا على تخيير القارئ، وهذا كما قال أبو هريرة: ما سمعت السكين إلا في قوله تعالى: {وآتت كل واحدة منهن سكينا} ما كنا نقول إلا المدية.
نقد هذا الجواب:
  • لا يلاقي مساق الحديث من التوسعة.
  • لا يستقيم من جهة العدد لأن المحققين ذكروا أن في القرآن كلمات كثيرة من لغات قبائل العرب، وأنهاها السيوطي نقلا عن أبي بكر الواسطي إلى خمسين لغة.
الثالث: أن المراد من الأحرف لهجات العرب في كيفيات النطق كالفتح والإمالة، والمد والقصر، والهمز والتخفيف، على معنى أن ذلك رخصة للعرب مع المحافظة على كلمات القرآن.
وهذا أحسن الأجوبة


هنالك أجوبة أخرى ضعيفة لا ينبغي للعالم التعريج عليها وقد أنهى بعضهم جملة الأجوبة إلى خمسة وثلاثين جوابا.


قول ابن عاشور في معنى الحديث :
- يحتمل أن يرجع إلى ترتيب آي السور بأن يكون هشام قرأ سورة الفرقان على غير الترتيب الذي قرأ به عمر فتكون تلك رخصة لهم في أن يحفظوا سور القرآن بدون تعيين ترتيب الآيات من السورة.
- وقد ذكر الباقلاني احتمال أن يكون ترتيب السور من اجتهاد الصحابة
- ثم لم يزل الناس يتوخون بقراءتهم موافقة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان ترتيب المصحف في زمن أبي بكر على نحو العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجمع الصحابة في عهد أبي بكر على ذلك لعلمهم بزوال موجب الرخصة.

الأحرف السبع ليست هي القراءات السبع:
  • أول من جمع القراءات في سبع ابن مجاهد غير أنه عد قراءة يعقوب سابعا ثم عوضها بقراءة الكسائي.
  • وقد اتفق الأئمة على أن قراءة يعقوب من القراءات الصحيحة مثل بقية السبعة، وكذلك قراءة أبي جعفر وشيبة.
  • صنف ابن جبير المكي قبل مجاهد كتابا في القراءات فاقتصر على خمسة أئمة من كل مصر إماما.
  • وليس المراد بالقراءات السبع السبع في حديث عمر بن خطاب وهشام بن حكيم، ولم يقل هذا أحد من أهل العلم، وأجمع العلماء على خلافه .
  • لام البعض على جاعل عدد القراءات سبعا لأنه أشكل به الأمر على العامة .

أنواع القراءات بالنسبة للتفسير:
1- قراءات لا تعلق لها بالتفسير، وهي اختلاف القراء في وجوه النطق بالحروف والحركات وفي تعدد وجوه الإعراب.
فائدة القراءات التي لا تعلق لها بالتفسير:
حفظت على أبناء العربية كيفيات نطق العرب بالحروف في مخارجها وصفاتها وبيان اختلاف العرب في لهجات النطق.
2- قراءات لها تعلق بالتفسير.
1- اختلاف القراء في حروف الكلمات مثل {مالك يوم الدين} (ملك يوم الدين)
2- اختلاف الحركات الذي يختلف معه معنى الفعل كقوله {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} قرأ نافع بضم الصاد وقرأ حمزة بكسر الصاد، فالأولى بمعنى يصدون غيرهم عن الإيمان، والثانية بمعنى صدودهم في أنفسهم وكلا المعنيين حاصل منهم.
فائدة القراءات التي فيها اختلاف في المعنى :
1- ثبوت أحد اللفظين في قراءة قد يبين المراد من نظيره في القراءة الأخرى.
2- يكثر المعاني في الآية الواحدة نحو {حتى يطهرن} بفتح الطاء المشددة والهاء المشددة، وبسكون الطاء وضم الهاء مخففة.
3- وجود الوجهين فأكثر في مختلف القراءات مجزئا عن آيتين فأكثر، وهذا نظير التضمين في استعمال العرب، ونظير التورية والتوجيه في البديع، ونظير مستتبعات التراكيب في علم المعاني، وهو من زيادة ملاءمة بلاغة القرآن.
  • إذا جزمنا بأن جميع الوجوه في القراءات المشهورة هي مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الوحي نزل بالوجهين وأكثر.
  • ولا مانع من أن يكون مجيء ألفاظ القرآن على ما يحتمل تلك الوجوه مرادا لله تعالى ليقرأ القراء بهذه الوجوه، وتحصل الفوائد المترتبة عليها.

تعامل المفسر مع اختلاف القراءات:
  • على المفسر أن يبين اختلاف القراءات المتواترة لأن في اختلافها توفيرا لمعاني الآية غالبا فيقوم تعدد القراءات مقام تعدد كلمات القرآن.
  • حمل أحد القراءتين على الأخرى ليس متعينا ولا مرجحا.
  • وإن كان قد يؤخذ من كلام أبي علي الفارسي في كتاب الحجة أنه يختار حمل معنى إحدى القراءتين على معنى الأخرى.
  • ما وقع في كتابي الزمخشري وابن العربي من نقد بعض طرق القراء، وكراهية مالك رحمه الله القراءة بالإمالة مع ثبوتها عن القراء، كان سببه أنهم يروا أنهم ما قرأوا بها إلا من جهة الاختيار.
  • أفرط الزمخشري في توهين بعض القراءات لمخالفتها لما اصطلح عليه النجاة وذلك من إعراضه عن معرفة الأسانيد.
مراتب القراءات الصحيحة والترجيح بينها
مراتب القراءات من جهة السند:
1- القراءات التي لا تخالف الألفاظ التي كتبت في مصحف عثمان:
  • هي متواترة وإن اختلفت في وجوه الأداء وكيفيات النطق ومعنى ذلك أن تواترها تبع لتواتر صورة كتابة المصحف.
2- القراءات التي نطقها صالحا لرسم المصحف، واختلف فيه:
مقبولة وليست بمتواترة، لأن وجود الاختلاف فيه مناف لدعوى التواتر
  • ولما قرأ المسلمون بهذه القراءات من عصر الصحابة ولم يغير عليهم، فقد صارت متواترة على التخيير، وإن كانت أسانيدها المعينة آحادا، وأقواها سندا ما كان له راويان عن الصحابة مثل قراءة نافع بن أبي نعيم.
  • قال إمام الحرمين في البرهان: هي متواترة ورده عليه الأبياري.
  • قال المازري في شرحه: هي متواترة عند القراء وليست متواترة عند عموم الأمة
  • تنتهي أسانيد القراءات العشر إلى ثمانية من الصحابة وهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله من مسعود، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، فبعضها ينتهي إلى جميع الثمانية وبعضها إلى بعضهم.

3- القراءات المخالفة لمصحف عثمان، مثل ما نقل من قراءة ابن مسعود.


مراتب القراءات من جهة الإعراب:
1- وجوه الإعراب في القرآن أكثرها متواتر :
مثل الاجماع على رفع اسم الجلالة في قوله تعالى: {وكلم الله موسى تكليما} وقرأه بعض المعتزلة بنصب اسم الجلالة لئلا يثبتوا لله كلاما.
2- ما ساغ فيه إعرابان مع اتحاد المعاني نحو: {ولات حين مناص} بنصب حين ورفعه،
3- ما خالف الوجوه الصحيحة في العربية ففيه نظر قوي .
  • لا ثقة لنا بانحصار فصيح كلام العرب فيما صار إلى نحاة البصرة والكوفة،
  • وبهذا نبطل كثيرا مما زيفه الزمخشري من القراءات المتواترة بعلة أنها جرت على وجوه ضعيفة في العربية لا سيما ما كان منه في قراءة مشهورة كقراءة عبد الله بن عامر قوله تعالى: (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) ببناء "زين" للمفعول وبرفع (قتل)، ونصب (أولادهم) وخفض (شركاؤهم)
  • ولو سلمنا أن ذلك وجه مرجوح، فهو لا يعدو أن يكون من الاختلاف في كيفية النطق التي لا تناكد التواتر .

مراتب القراءة من جهة البلاغة والفصاحة :

إن القراءات العشر الصحيحة المتواترة، قد تتفاوت بما يشتمل عليه بعضها من خصوصيات البلاغة أو الفصاحة أو كثرة المعاني أو الشهرة، وهو تمايز متقارب، وقل أن يكسب إحدى القراءات في تلك الآية رجحانا.


ترجيح بعض المفسرين لبعض القراءات:
  • كثيرا من العلماء كان لا يرى مانعا من ترجيح قراءة على غيرها، ومن هؤلاء الإمام محمد بن جرير الطبري، والعلامة الزمخشري.
  • قال ابن رشد: ما يقع في كتب المفسرين والمعربين من تحسين بعض القراءات واختيارها على بعض لكونها أظهر من جهة الإعراب، وأصح في النقل، وأيسر في اللفظ فلا ينكر ذلك.
  • كان مالك يكره النبر وهو أظهار الهمزة لما جاء من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لغته الهمز.
  • وهذا خلف بن هشام البزار راوي حمزة، قد اختار لنفسه قراءة من بين قراءات الكوفيين.

هل يفضي ترجيح بعض القراءات على بعض إلى أن تكون المرجوحة أضعف في الإعجاز؟
  • معنى الإعجاز: الإعجاز مطابقة الكلام لجميع مقتضى الحال، وهو لا يقبل التفاوت.
  • يجوز أن يكون بعض الكلام المعجز مشتملا على لطائف وخصوصيات تتعلق بوجوه الحسن كالجناس والمبالغة، أو تتعلق بزيادة الفصاحة، أو بالتفنن مثل {أم تسألهم خرجا فخراج ربك خير}
  • يجوز أن تكون إحدى القراءات نشأت عن ترخيص النبي صلى الله عليه وسلم للقارئ أن يقرأ بالمرادف تيسيرا على الناس، فيكون تمييز غيرها عليها بسبب أن المتميزة هي البالغة غاية البلاغة وأن الأخرى توسعة ورخصة، ولا يعكر ذلك على كونها أيضا بالغة الطرف الأعلى من البلاغة وهو ما يقرب من حد الإعجاز.
  • الإعجاز فلا يلزم أن يتحقق في كل آية من آي القرآن لأن التحدي إنما وقع بسورة مثل سور القرآن، وأقصر سورة ثلاث آيات.

القراءات التي يقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام :


1- قراءة نافع برواية قالون في بعض القطر التونسي وبعض القطر المصري، وفي ليبيا.
2- قراءة نافع برواية ورش في بعض القطر التونسي وبعض القطر المصري وفي جميع القطر الجزائري وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان .
3- قراءة أبي عمرو البصري يقرأ بها في السودان.
4- وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع الشرق من العراق والشام وغالب البلاد المصرية والهند وباكستان وتركيا والأفغان.


التقويم: أ
الخصم للتأخير.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.


الساعة الآن 02:03 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir