معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1007)
-   -   صفحة أم القاسم في القراءة المنظمة (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23198)

صفية الشقيفي 3 شوال 1435هـ/30-07-2014م 08:23 PM

صفحة أم القاسم في القراءة المنظمة
 
السلام عليكــــــــــم ورحمةُ الله وبركـــــــــــــــــــاته

- تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة.
- تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير.




صفية الشقيفي 3 شوال 1435هـ/30-07-2014م 08:28 PM

تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة

تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة


المقصد العام للكتاب
معرفة كيفية نزول القرآن وجمعه وتلاوته، ومعنى الأحرف السبعة التي نزل عليها، والمراد بالقراءات السبع وضابط ما قوي منها، وبيان ما انضم إليها، والتعريف بحق تلاوته وحسن معاملته.

المقاصد الفرعية :
أ: نزول القرآن :
1: نزول القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان.
2: الرد على من قال بأن القرآن نزل في ليلة النصف من شعبان.
3: الجمع بين نزول القرآن في ليلة القدر وبين نزوله مفرقًا على عشرين سنة.
5: فائدةُ إنزاله إلى السماء الدنيا جملة واحد.
6: زمن نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة.
7: سورة القدر من ضمن ما أُنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة.
8: الحكمة من نزوله إلى الأرض منجما.
9: أول ما نزل من القرآن.
10:آخر ما نزل من القرآن.
11: تحديد المدة الزمنية بين أول نزول القرآن وآخره.
12:تتابع الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه.

ب: جمع القرآن
المرحلة الأولى : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
1: حفظ القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتيسير بيانه للأمة.
2: معارضة جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
3: طرق جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
4:ترتيب القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
5: أنواع النسخ .

المرحلة الثانية : جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
1:الحكمة من عدم جمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
2: سبب جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
3: طريقة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق.

· جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
1:سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
2: طريقة جمع القرآن في عهد عثمان .
3: معنى نزول القرآن بلسان قريش.
4: معنى فقد زيد بن ثابت لآية الأحزاب.
5:موافقة الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما فعل.
6: اجتهاد عثمان بن عفان في ترتيب السور.
7:عدد المصاحف العثمانية.
8:حرق مصحف أبي بكر الصديق.

ج: الأحرف السبعة :
1:الأحاديث الواردة في الأحرف السبعة.
2: المقصود بالأحرف السبعة.
3: ما ورد بأن الأحرف ثلاثة.
4: هل المصحف على جميع الأحرف السبعة أو حرف واحد منها ؟
5: معنى القراءات المشهورة الآن وعلاقتها بالأحرف السبعة.
6: القراءات السبعة المتواترة.
7:سبب تحديد القراءات المتواترة بالع سبعة.
8:القراءات السبعة ليست هي الأحرف السبعة.


د: الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية
1: ضابط القراءة الصحيحة القوية.
2: تواتر القراءات السبعة.
3: القراءات السبعة والعرضة الأخيرة.
4: وجود حروف ضعيفة في القراءات السبعة.
5: معنى القراءات الشاذة.


ه:آداب تلاوة القرآن :
1: المقصود من تلاوة القرآن تدبره والعمل به.
2: إكرام حامل القرآن.
3: النهي عن التعمق في تلاوة الألفاظ والغلو بسببها.



المقاصد الفرعية :
أ: نزول القرآن :

1: نزول القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان:
  • قال الله - عز وجل- : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.
  • وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}.
  • وقال تعالى : {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
فالقرآن نزل في ليلة القدر وهي الليلة المباركة وهي في شهر رمضان جمعا بين هؤلاء الآيات.

2: الرد على من قال بأن القرآن نزل في ليلة النصف من شعبان:
احتج القائلين بهذا القول بـ:
- الليلة المباركة في قوله تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة } هي ليلة النصف من شعبان.
  • وأن قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} معناه: أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه.
  • وأن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين، واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان
والرد على ذلك بصريح الآيات : { شهرُ رمضان الذي أُنزِل فيهِ القرآن }
وما صح من الأحاديث من أن ليلة القدر في رمضان.

3: الجمع بين نزول القرآن في ليلة القدر وبين نزوله مفرقًا على عشرين سنة :
على عدة أقوال :
القول الأول :أنه ابتدئ إنزاله فيها.
القول الثاني:أنه أنزل فيها جملة واحدة.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}. أخرجه الحاكم في مستدركه وذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن.
القول الثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
القول الرابع :
أن القرآن نزل في رمضان وفي ليلة القدر جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام. أورده الماوردي في تفسيره لقول الله عز وجل :{إنا أنزلناه في ليلة القدر}.


5: فائدةُ إنزاله إلى السماء الدنيا جملة واحدة :
تعظيمًا لأمره وأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بإعلام ملائكة السماء الدنيا به.

6: زمن نزوله إلى السماء الدنيا جملة واحدة :
على قولين :
القول الأول : قبل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وهو أظهر.
القول الثاني : بعد نبوته صلى الله عليه وسلم.

7: سورة القدر من ضمن ما أُنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة :
  • ورد الخلاف في هذه المسألة والصحيح أن قوله تعالى : { إنا أنزلناه في ليلة القدر } كان من ضمن ما أُنزل إلى السماء الدنيا جملة واحدة.
  • معنى الماضي في قوله { أنزلناه }له وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال.

8: الحكمة من نزوله إلى الأرض منجما:
  • تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى:{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك }، وقال تعالى:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا }
  • في القرآن ما هو جواب عن أمور سأل الصحابة والمشركين عنها.
  • في القرآن الناس والمنسوخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.


9: أول ما نزل من القرآن :
أول آياتٍ من سورة العلق على ما ورد في حديث بداية الوحي.


10:آخر ما نزل من القرآن :
على أقوال :
- آيات الربا وآخرها قوله تعالى : {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }
- {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
- {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
- ونزل يوم عرفة في حجة الوداع : : {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.

11: تحديد المدة الزمنية بين أول نزول القرآن وآخره:
على أقوال :
1:عشرون سنة.

2: ثلاث وعشرون سنة.
3: خمس وعشرون سنة.
سبب الخلاف : الخلاف في المدة التي مكثها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد بعثته ولم يختلفوا أنه مكث في المدينة عشر سنوات.


12:تتابع الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه:

عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك : " أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد" .هذا لفظ البخاري، ولمسلم: " إن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ".


ب: جمع القرآن

المرحلة الأولى : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :

1: حفظ القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتيسير بيانه للأمة :
  • قال تعالى : {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} سورةُ القيامة ، وقال تعالى : {سنُقرئك فلا تنسى } سورةُ الأعلى.
  • وفي الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى".

2: معارضة جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم :
  • في صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة".
  • وفيه عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضي الله عنها: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي".


3: طرق جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
أ- حفظه في الصدور :
  • بيان بعض حملة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
  • عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال:لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).رواهُ البخاري في صحيحه.
  • عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك:من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟قال:أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه، وفي رواية: أحد عمومتي.رواهُ البخاري ، وفي روايات أخرى زادوا ، عثمان بن عفان وسعد بن عبيد رضي الله عنهما.
  • وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
  • سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر:
  • من المهاجرين: أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
  • من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
  • من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم :عائشة وحفصة وأم سلمة.
  • قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء.

  • الأدلة على كثرة حملة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
    - أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك.
وحمل الأحاديث التي فيها الحصر على عدة أقوال أبرزها :
- أنه لم يجمع القرآن على جميع الأوجه والقراءات التي نزل بها سواهم ، أو لم يجمع على ما نُسخ منه سواهم.
- لم يأخذ القرآن من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملا سواهم وإنما كان أكثر الصحابه يتلقوه عن بعضهم البعض.
- أنه لم يُعلن من الصحابة أنه جمع القرآن وتصدر لتعليمه للناس سواهم بينما لم يُعلن ذلك البقية خوفًا من الرياء أو لتفرقهم في الأمصار وصعوبة أن يبلغ الرواي حالهم كلهم.



ب:حفظه كتابة :
  • عن البراء بن عازب قال: لما نزلت{لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).
وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها {غير أولي الضرر}. رواه البخاري.

4:ترتيب القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم :

أ: ترتيب الآيات توقيفي :
  • عن ابن عباس عن عثمان رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول:((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))...رواه الترمذي وقال : هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
ب: ترتيب السور :
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت. رواهُ أبي داوود في سننه.



5: أنواع النسخ :

1- ما نسِخت تلاوته ولم يُنسخ حكمه :
مثل آية الرجم و " خمس رضعاتٍ معلوماتٍ يُحرمن "
  • عن عمر رضي الله عنه قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها.رواه البخاري.
  • عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن. رواه مسلم.

2- ما نُسخ حكمه وتلاوته :
مثل : " عشرُ رضعاتٍ معلومات يحرمن " كما ورد من حديث عائشة رضي الله عنه المذكور أعلاه.
3- ما نُسِخ حكمه ولم يُنسخ تلاوته :
مثل : آية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها {أربعة أشهر وعشرا}.
- عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه. رواه البخاري.




المرحلة الثانية : جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :

1:الحكمة من عدم جمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
- جواز ورود النسخ على أحكامه ورسومه فلما انتفى ذلك بوفاته صلى الله عليه وسلم ؛ وفق الخلفاء الراشدين لجمعه.
2: سبب جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
استشهاد عدد كبير من الصحابة في معركة اليمامة فأشار عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - بجمع القرآن في مصحف واحد ، خشية أن يضيع القرآن بموت القراء.

3: طريقة جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق:
- جمعه من صدور الرجال وعظام الأكتاف واللخاف والأحجار في مصحف واحد.
- وكان يشترط على كل آية شاهدين فجمعوا المصحف كله إلا آخر آيتين من سورة التوبة وجدوهما مع أبي خزيمة الأنصاري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل شهادته بشهادة رجلين فقُبل منه.
- عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر.رواهُ البخاري.

· جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :

1:سبب جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه:
  • بعد ما اتسعت الفتوحات واختلف الناس في القراءات وذلك بنسخ المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه مع ترتيب سوره.
  • عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى…" الحديث.


    2: طريقة جمع القرآن في عهد عثمان :
    - جمعه على رسم واحد.
عن ابن شهاب أنس بن مالك حدثه :
" فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك… فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.
3: معنى نزول القرآن بلسان قريش
أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم. أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف.

4:معنى فقد زيد بن ثابت لآية الأحزاب :

قال أبو شامة : ..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم ".

5:موافقة الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما فعل
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق. عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك -أو قال: لم يعب ذلك أحد.
وحدثنا عبد الرحمن عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن رجل عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان.
6:اجتهاد عثمان بن عفان في ترتيب السور :
عن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.
- الرواية التي وردت بأن الصحابة كتبوا المصحف في عهد عثمان من الكتب التي بأيدي الناس لا تصح.

7:عدد المصاحف العثمانية :
  • سبعة على قول المصنف.
  • لما جمع عثمانُ ابن عفان الناس على مصحفٍ واحد ؛أرسل إلى كلٍ من الكوفة والبصرة ومكة والشام والبحرين واليمن مصحفًا وأبقى في المدينةِ مصحفًا.
  • ولم يُعثر على المصاحف التي أرسلت للبحرين والشام.


8:حرق مصحف أبي بكر الصديق :
- المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان عنده حتى تُوفي ثم انتقل إلى عمر بن الخطاب ثم إلى حفصة ، فلما أراد عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يجمع المصحف على قراءةٍ واحدة أخذه منها ثم رده إليها ، وبقي عندها حتى ماتت ثم انتقل إلى عبد الله بن عمر فأرسل إليه مروان بن الحكم يسأله ذلك المصحف ثم حرقه.
- وجه ما فعله مروان : أنه خاف من خلاف الأمة إذ كان ترتيب السور في مصحف أبي بكر مخالف لما في مصحف عثمان رضي الله عنهما ، أو أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه كان على الأحرف السبعة فخاف تفرق الأمة في القرآن – إن صح ذلك.

الأحرف السبعة :

1:الأحاديث الواردة في الأحرف السبعة :
  • عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).متفق عليه.
  • و عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: ((أرسله))، فأرسله عمر فقال لهشام: ((اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)).متفق عليه ، واللفظ للبخاري.
  • زاد مسلم: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام. وأخرجه النسائي في سننه الكبرى وقال: فقرأ فيها حروفا لم يكن نبي الله أقرأنيها.
  • عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ -وفي رواية: ثم قرأ هذا- سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال: ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم)). رواهُ مسلم.


  • عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)). رواهُ الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.

  • عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقال لي: على حرف؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاث، فقلت: على ثلاث، حتى بلغت سبعة أحرف))، ثم قال: ((ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).رواهُ أبي داوود في سننه.


  • عن أنس بن مالك أن عثمان رحمة الله عليه قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم. رواهُ أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن.
    قال أبو شامة: يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف.



2: المقصود بالأحرف السبعة
ورد في ذلك عدة أقوال :
أ: سبع لغات :
وهذا ما رجحه المصنف نقلا عن صاحبِ كتاب الدلائل -وهو القاسم بن ثابت بن عبد الرحمن العوفي السرقسطي رحمه الله-
ودليله :
  • روى أبو خلدة عن أبي العالية قال: "قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، ورضي قراءتهم كلهم، وكانت تميم أعرب القوم".
  • وقال الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، صارت في عجز هوازن منها خمسة".
  • عن عثمان رضي الله عنه: "أنزل القرآن بلسان مضر".
  • وعن سعيد بن المسيب قال: "نزل القرآن على لغة هذ الحي من لدن هوازن وثقيف إلى ضرية".

  • قال أبو حاتم السجستاني: "أحب الألفاظ واللغات إلينا لغات قريش ثم من دنا منهم من بطون العرب ومن بطون مضر خاصة للحديث الذي جاء في مضر".

  • قال أبو حاتم: "عجز هوازن ثقيف وبنو سعد بن بكر وبنو جشم وبنو نصر".


2: الألفاظ المترادفة والمتقاربة في المعنى
  • وهذا ما رجحه بن عبد البر - في كتاب التمهيد - ونسبه لأكثر أهل العلم – ونقله المصنف عنه - ودليله :
  • عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: ((أرسله))، فأرسله عمر فقال لهشام: ((اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). متفق عليه واللفظ للبخاري.
  • قال فإن هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب كلاهما من قريش ،وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته.
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما))، قال: "وهذا الحديث يفسره قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ليس الخطأ أن تجعل خاتمة آية خاتمة آية أخرى، أن تقول: عزيز حكيم، وهو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن تجعل آية الرحمة آية العذاب".


3: سبع أصناف:
  • فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه.
  • واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
والحديث لا يصح سندًا ولا متنا إذ أن بالقرآن غير هذه الأصناف كما أنه لا يجوزُ أن يُقرأ القرآن على أنه حلال كله أو حرام كله كما قرر ذلك ابن عبد البر.


3: ما ورد بأن الأحرف ثلاثة:
  • عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل القرآن على ثلاثة أحرف)).
  • قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة.
  • وقال : ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.
فإن صحَّ يُحمل على :
- أن يكون بعضه على ثلاثة أحرف
أو أنه كان أولا ثلاثة أحرف ثم وُسِّعَ إلى سبعة أحرف.

4: هل المصحف على جميع الأحرف السبعة أو حرف واحد منها ؟
على ثلاثة أقوال :
1: أن جميع الأحرف السبعة وردت بالمصحف وهو قول القاضي أبو بكر الطيب.
2:أن جميع الأحرف السبعة كانت بالمصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق ، وأما مصحف عثمان رضي الله عنه يشمل حرف واحد ؛ وهو قول الشاطبي.
3: أن المصحف يشمل حرف واحد من الأحرف السبعة وهو قول الطبري وجماعة من أهل العلم
والتفصيل في ذلك كما أورده المصنف :
  • أن المجموع في المصحف هو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابةً ، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
  • وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها"، {هو الغني}، {فبما كسبت أيديكم} فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدا وأمره بإثباتهما.
  • وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم.
  • فلما أفضى ذلك إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.



5: معنى القراءات المشهورة الآن وعلاقتها بالأحرف السبعة :


  • القراءات هي بعض ما أُذن في قراءته من الأحرف السبعة ووافقت رسم المصحف العثماني.
  • لم تكن المصاحف معجمة ولا مشكلة ، فاجتهد الصحابة في الأمصار -التي أُرسلت إليها المصاحف العثمانية - أن يُقرئوا الناس وفق ما كان من خط المصحف وما تحتمله القراءاة من الأحرف السبعة التي أُذِن بالقراءةِ بها
  • فلما كثر القراء عن الصحابة والتابعين في القرن الثاني والثالث وكثر الاختلاف ؛ اجتهد أبو بكر بن مجاهد – قبل سنة ثلاثمائة للهجرة - باختيار سبعة من القراء الذين اشتهروا بالعدل والضبط في روايتهم عن التابعين ، وكان أساسه :
1: صحة الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
2: قوة وجهه في اللغة العربية
3: ما اجتمعت عليه الأمة.

6: القراءات السبعة المتواترة :
- أبو عمرو من أهل البصرة.
- حمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها.
-االكسائي من أهل العراق.
- ابن كثير من أهل مكة.
- ابن عامر من أهل الشام.
- نافع من أهل المدينة

ولم تُترك القراءة برواية غيرهم مما توافرت فيه الشروط الثلاثة حتى الآن.



تتمة العشرة :
  • صنف بعد بن مجاهد في الرواية الثمانية فأضافوا يعقوب الحضرمي ، وكذلك صُنفت القراءات العشرة.

· سبب تحديد القراءات المتواترة بالع سبعة :
على وجهين :
الأول : أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف".
الثاني: أن ابن مجاهد جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن، وهي سبعة على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمتنع ذلك؛ إذ عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من أن يحصى".


· القراءات السبعة ليست هي الأحرف السبعة :
وذلك لعدة أوجه نقله أبو شامة عن أبي محمد مكي :
أن القول بأن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة يستلزم :
1: ترك غيره من القراءات الصحيحة.

2: ترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة.
3: يجب منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذه القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة".
وهذه الأمور لم يقل بها أحد من أئمة العلم.


الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية

·ضابط القراءة الصحيحة القوية :

  • اختلف الناس في القراءات اختلافهم في رواية الأحكام.
  • فكان ضابط الرواية الصحيحة :
    1:صحة السند.
    2:موافقة رسم المصحف.
    3:الإجماع عليها.
  • فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة.

· تواتر القراءات السبعة :

قال الإمام أبو بكر بن مجاهد في "كتاب السبعة":
: "والقراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقيا، وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه على ما روي -يعني- عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، فاقرءوا كما علمتموه، قال زيد: القراءة سنة".

  • رد أبي شامة على من يقول بتواتر القراءات السبعة.
    - قال : ولا يلزم حصول التواتر في نقل القراءة في كل طبقات السند مع كل حرف من حروف القراءة فإن توفر ذلك فيما دون القراء السبعة فماذا فيما فوقهم.

القراءات السبعة والعرضة الأخيرة :
ذكر أبو بكر بن مجاهد عن محمد بن سيرين أنه قال:

"كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"، وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين".
قال ابن سيرين: "فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة". أخرجه أبو عبيد وغيره.
وعنه عن عبيدة السلماني قال: "القراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم.

· وجود حروف ضعيفة في القراءات السبعة :
قرر المصنف وجود بعض الأحرف التي أُنكرت على أصحاب القراءات السبعة لتخلف أحد شروط القراءة الصحيحة عنها وذكر مما نسب إليهم وفيه إنكار لأهل اللغة وغيرهم :
  • الجمع بين الساكنين في تاءات البزي.
    - وإدغام أبي عمرو، وقراءة حمزة "فما اسطاعوا".
    - تسكين من أسكن "بارئكم" و"يأمركم" ونحوه و"سبأ" و"يا بني" و"مكر السيئ"".
    - إشباع الياء في "نرتعي" و"يتقي ويصبر" و"أفئدة من الناس" وقراءة "ليكة" بفتح الهاء، وهمز "سأقيها"، وخفض "والأرحام"، ونصب "كن فيكون"، والفصل بين المضافين في "الأنعام".
    قال : " وغير ذلك على ما نقلناه وبيناه بعون الله تعالى وتوفيقه في شرح قصيدة الشيخ الشاطبي رحمه الله.
فكل هذا محمول على قلة ضبط الرواة فيه على ما أشار إليه كلام ابن مجاهد المنقول في أول هذا الباب."

· معنى القراءات الشاذة :
وهي ما تخلف فيها أحد الشروط الثلاثة :
قال الشيخ أبو الحسن رحمه الله :
"وقال خلاد بن يزيد الباهلي: قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة: إن نافعا حدثني عن أبيك عن عائشة أنها كانت تقرأ "إذ تلقونه" وتقول: إنما هو ولق الكذب. فقال يحيى: ما يضرك أن لا تكون سمعته عن عائشة، نافع ثقة على أبي وأبي ثقة على عائشة، وما يسرني أني قرأتها هكذا، ولي كذا وكذا. قلت: ولم وأنت تزعم أنها قد قرئت؟ قال: لأنه غير قراءة الناس، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه، نجيء به، نحن عن الأمة عن الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل. وتقولون أنتم: حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أن ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحين، ما أدري ما ذا، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة".
"وقال هارون: ذكرت ذلك لأبي عمرو -يعني القراءة المعزوة إلى عائشة فقال: قد سمعت هذا قبل أن تولد، ولكنا لا نأخذ به. وقال أبو عمرو في رواية أخرى: إني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة".


آداب تلاوة القرآن :

· المقصود من تلاوة القرآن تدبره والعمل به :

  • عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه. أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن"
  • وعن الشعبي في قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم}،قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
  • وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
  • عن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء. خرجه أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في حلية القارئ.


· إكرام حامل القرآن :
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه. رواهُ أبو بكر بن أبي شيبة في كتاب ثواب القرآن.
ورواه البيهقي في "الشعب" عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط)).

· النهي عن التعمق في تلاوة الألفاظ والغلو بسببها:

  • حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).رواهُ أبو بكر بن أبي شيبة.
  • وقال عبد الله: إياكم والتنطع والاختلاف.
  • قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الحافظ المقرئ رحمه الله:
    "التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".
    قال: "فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من القراء من الإفراط في التمطيط، والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة فخارج عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأمة، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك".



صفية الشقيفي 3 شوال 1435هـ/30-07-2014م 11:46 PM

تلخيص مقاصد تفسير ابن كثير


المقصد العام لمقدمة تفسير ابن كثير :

وضع مختصرًا لبعض أنواعِ علوم القرآن التي يستفيد منها طالب علم التفسير ، وأبوابًا من فضائل القرآن لتشجع الطالب وتهيئه لطلب علم التفسير والاستفادة منه علمًا وعملا.


المقاصد الفرعية:
أ: بيان بعض الفوائد والقواعد في أصول التفسير

1- أهمية علم التفسير :
أرسل اللهُ الرسل بالتوحيد وأنزل القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليتدبر الناس آياته ويفهموا معانيه فيطبقونه
لذا وجب على علماء الأمة الاهتمام بعلم التفسير وتعلمه وتعليمه للناس
قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29]

كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]

2- طرق التفسير :
1- تفسير القرآن بالقرآن
2- تفسير القرآن بالسنة : قال تعالى :{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} [ النساء: 105]، وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [ النحل: 44] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة.
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة وأشهرهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود ، قال أبو عبد الرحمن السُّلمي : " حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا لا يتجاوزون العشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل فتعلموا العلم والعمل جميعًا".
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين فإن اختلفوا فقول أحدهم ليس بحجة على الآخر.

3- التحذير من تفسير القرآن بالرأي :

أمّا تفسيرُ القرآن بمجرد الرأي فحرام ، وهو التفسير بما لا علم للمرء به
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار
فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه ، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [آل عمران: 187]، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: ((من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار)).
عن أبي الزناد قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.
4- الرواية عن بني إسرائيل :
على ثلاثة أوجه :
- ما علمنا صدقه مما يطابق شرعنا فهو حق.
- ما علمنا كذبه لمخالفته شرعنا فهو باطل
- مسكوت عنه ، فلا نصدقه ولا نكذبه وتجوز روايته ما لم يُخش محذور.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو.
وأغلبها مما لا فائدة منه كما حكى الله تعالى عن بني إسرائيل
قال تعالى : {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا} [الكهف: 22]
فحكى عنهم ثلاثة أقوال ؛ ضعف الأولين وسكت عن الأخير فدل على أنه الصواب ثم ذكر أنه لا طائل من تحديد ذلك { فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهرًا }.


ب: بيان فضل القرآن

-
مناسبة تقديم ابن كثير لفضائل القرآن في أول التفسير ، ليكون ذلك باعثًا على حفظ القرآن وفهمه وتدبر ما فيه من الآيات

  • اجتماع شرف الزمان والمكان في أول نزول القرآن:
القرآن بدأ نزوله في مكة وفي رمضان فاجتمع له شرفُ الزمان والمكان ، والقرآن منه مكي ومدني عن عائشة وابن عباس – رضي الله عنهم - قال: لبث النبي" صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا "
  • ·القرآن مهيمن على الكتب السابقة
قال تعالى :{ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديهِ من الكتاب ومهيمنًا عليه} [المائدة: :48]
قال ابن عباس :
" المهيمن الأمين القرآن ، أمين على كل كتاب قبله".

· السفيرُ بين الله عز وجل ورسوله -محمد صلى الله عليه وسلم- هو جبريل عليه السلام
- قال تعالى:
{إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون} الآيات [التكوير: 19- 22]
- عن
أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل، عليه السلام، أتى النبي صلى الله عليهوسلم وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((منهذا؟)) أو كما قال، قالت: هذا دحية الكلبي، فلما قام قالت: والله ما حسبته إلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل.

  • القرآنُ معجزةُ النبي صلى الله عليه وسلم
وفضيلته على معجزات سائر الأنبياء ببقائه حتى بعد موته صلى الله عليه وسلم وفيه خبر من كان قبلنا ونبأ ما بعدنا وفصل ما بيننا.
وتحدى الله عز وجل العرب أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا
قال تعالى :
{ أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون اللهِ إن كنتم صادقين}[يونس : 38]
قال النبي صلى الله عليه وسلم
: " ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحيًا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة ".

  • تتابع الوحي بعد الفترة الأولى ولم تحدث فترةً بعدها:
عن أنس بن مالك أن الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد.
  • فائدة نزول القرآن مفرقًا :
    - الاعتناء بالنبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه وتثبيته عن الأسود بن قيس قال: سمعت جندبا يقول: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا تركك، فأنزل الله تعالى: { والضحى ، والليل إذا سجى ، ما ودعك ربُّك وما قلى } [الضحى : 1-3]
    - قال تعالى {وَقُرآنًا فرقناهُ لِتقرآهُ على الناسِ على مُكثٍ ونزلناهُ تنزيلا}
  • نزول القرآن بأفصح اللغات - اللغة العربية . :
قال تعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكونمن المنذرين * بلسان عربي مبين} [الشعراء: 192 -195]
وقال تعالى:
{وهذالسان عربي مبين} [النحل: 103]، وقال تعالى: {ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي} الآية [فصلت: 4]




  • فضل القرآن على سائر الكلام
- بهِ فُضلت أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم * لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاءوالله ذو الفضل العظيم}
عن أنسبن مالك، عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأالقرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).
وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟ فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء! قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من شئت)).


  • اغتباط صاحب القرآن
لما معهُ من القرآن فينبغي أن يستشعر عظيم فضل الله عليه ويغبطه الناس على ذلك
- عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا حسد إلافي اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالافهو يتصدق به آناء الليل والنهار)).
- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) ". رواهُ الإمام أحمد.
- عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذادخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيءمعه)). رواهُ الإمام أحمد

  • فضل تحسين الصوت بالقرآن
وهو تحسين الصوت وأفضل ما يكون إذا صاحبه خشوع القلب لذا كانت قراءةُ الأنبياء الأفضل من حيث الكمال في حسن الصوت وخشوع القلب
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)) ومعنى أذن على الراجح استمع له.
عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة)). قلت: أما والله لو علمت أنك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيرا. ورواه مسلم من حديث طلحة به وزاد: ((لقدأوتيت مزمارا من مزامير آل داود ".
وفي الصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قال: قراءة منه. وفي بعض ألفاظه: فلما سمعته قرأ:{أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} [الطور: 35]
- وأما قراءة القرآن بالألحان التي يُسلك بها مذاهب الغناء فقد نص الأئمة على النهي عنه وإذا تسبب في زيادة حرفٍ أو نقصانه فقد نصوا على تحريمه.
  • نزول السكينة والملائكة عند القراءة:
- {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}[الإسراء: 78]، وجاء في بعض التفاسير: أن الملائكة تشهده.
- عن أسيد بن الحضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلم ااجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرأ يابن حضير، اقرأ يابن حضير)). قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة، فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها قال: ((أو تدري ما ذاك؟)). قال: لا قال: (( تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم)).رواه البخاري معلقًا.
وقد وقع مثل ذلك لثابت بن قيس بن شماس
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: ((فلعله قرأ سورة البقرة)). قال: فسئل ثابت فقال: قرأت سورة البقرة. رواهُ أبو عبيد.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم،إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه مسلم عن أبي هريرة.

  • القرآن هو تركةُ النبي صلى الله عليه وسلم
- قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} الآية [فاطر: 32]
- عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بن معقل: أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا مابين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا مابين الدفتين. رواه البخاري.
- وفي حديث أبي الدرداء: ((إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).

  • الوصايا بكتاب الله
عن طلحة بن مصرف قال: "سألت عبدالله بن أبي أوفى: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل". رواهُ البخاري
  • فضل تعلم القرآن وتعليمه :
ذلك من صفات المؤمنين المتبعين للرسل ، قال تعالى :{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} [ فصلت: 33]
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))



ج : جمع القرآن


  • معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن
وكان ذلك في رمضان من كل عام مرة ، ثم عارضه في العام الأخير من حياة النبي صلى الله عليه وسلم مرتين وذلك لمقابلته على ما أوحاهُ إليه فيبقى ما بقي ويذهب ما نُسخ توكيدًا.
عنعائشة، عن فاطمة، رضي الله عنها، أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلاحضر أجلي. رواهُ البخاري مُعلقًا في فضائل القرآن وأسنده في موقع آخر.
عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة"متفق عليه.
  • القرآء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
عن مسروق: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود، فقال: لا أزال أحبه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم .رواهُ البخاري.
والقرآء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كُثر منهم:
أ‌- من المهاجرين:
- لم يجمع القرآن من الخلفاء الراشدين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم سوى عثمان ابن عفان - رضي الله عنه " وقد ورد أنه قرأه كله في ركعة "
- عبد الله بن مسعود : عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).
عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم. قال شقيق: فجلست فيالحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.رواه البخاري .
- عبد الله بن عباس : عن مجاهد أنه قال: قرأت القرآن على ابن عباس مرتين، أقفه عند كل آية وأسأله عنها.
- عبد الله بن عمرو : وعنه أنه قال جمعتُ القرآن فقرأت به كل ليلة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرأه في شهر)). الحديث ، رواهُ النسائي.
- سالم مولى أبي حذيفة.
ب‌- من الأنصار :
- معاذ بن جبل
- أبي بن كعب
- زيد بن ثابت
- أبو الدرداء
- أبو زيد واختُلف في اسمه والراجح أنه من الخزرج من عمومة أنس بن مالك رضي الله عنه.

عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى اللهعليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيدبن ثابت، وأبو زيد.رواهُ البخاري.
ويُحمل هذا الحديث على أنه قصد من جمعه من الأنصار .

  • جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان الصحابة يحفظون القرآن في صدورهم كما كانوا يحفظونه كتابةً على العسب واللخاف وعظام الأكتاف ورقاع الجلود
وممن جمع القرآن من الصحابة القرآن :
من المهاجرين جمع كثير ، أشهرهم ؛ الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مسعود.
من الأنصار :
عن أنس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة؛ أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه.

  • جمع أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - القرآن في مصحف واحد :
قُتل عدد كبير من الصحابة القراء في معركة اليمامة ، فأشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر بجمع القرآن ، فما زال أبو بكر يراجعه وعمر يؤكد عليه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك
فندب زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى جمعه من صدور الرجال وعسب النخيل وعظام الأكتاف.
- جُمِعَ المصحف على العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته-.
وأشار أبو بكر رضي الله عنهه عليه أن يكتب الآية إذا وُجد لها شاهدين فوجد آخر آيتين من سورة التوبة :
{ لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم ..} الآيات – مع خزيمة بن ثابت وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد جعل شهادته بشهادة رجلين فكتبهما.
بقي المصحف بعد جمعه عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة بنت عمر رضي الله عنهم أجمعين
  • جمع عثمان - رضي الله عنه - الأمة على مصحف واحد :
- السبب في ذلك :
ظهر أثر اختلاف القراءات بين الناس ، ولحظ ذلك حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في فتح أرمينية وأذربيجان.
فأشار عليه حذيفة رضي الله عنه بجمع القرآن على مصحف واحد.
فاستأذن عثمان رضي الله عنه حفصة رضي الله عنه أن تُرسل إليه المصحف
وأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
- المصاحف العثمانية :
أرسل عثمان مصحف لكل من مكة والبصرة والكوفة واليمن والشام والبحرين وأبقى في المدينة نسخة.

- موافقة الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ذلك :
قال علي حين حرق عثمان المصاحف: لو لم يصنعه هو لصنعته.

عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد. وهذا إسناد صحيح.
- اعتراض عبد الله بن مسعود على جمع عثمان المصحف على قراءة واحدة :

- عن أبي وائل، قال: خطبنا ابن مسعود على المنبر فقال: {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} [آل عمران: 161]، غلوا مصاحفكم، وكيف تأمروني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت، وقد قرأت القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، وإن زيد بن ثابت ليأتي مع الغلمان له ذؤابتان، والله ما نزل من القرآن شيء إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل، وما أحد أعلم بكتاب الله مني، وما أنا بخيركم، ولو أعلم مكانا تبلغه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته. قال أبو وائل: فلما نزل عن المنبر جلست في الحلق، فما أحد ينكر ما قال. أصل هذا مخرج في الصحيحين وعندهما: ولقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله. وقول أبي وائل: "فما أحد ينكر ما قال"، يعني: من فضله وعلمه وحفظه، والله أعلم.
- هل رجع ابن مسعود عن قوله ؟
عن فلفلة الجعفي قال: فزعت فيمن فزع إلى عبد الله في المصاحف، فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا حين راعنا هذا الخبر، فقال: إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب، على سبعة أحرف -أو حروف- وإن الكتاب قبلكم كان ينزل -أو نزل- من باب واحد على حرف واحد" رواه أبو بكر ابن أبي داوود واستدل به على رجوع ابن مسعود عن قوله.
قال ابن كثير :
وهذا الذي استدل به أبو بكر، رحمه الله، على رجوع ابن مسعود فيه نظر، من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه، والله أعلم.


  • تأليف سور القرآن :
1. ترتيب القرآن في المصحف العثماني :
* ترتيبُ الآيات توقيفي كما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
* ترتيب السور اجتهادي من الصحابة وهناك خلاف بين المصاحف في ذلك إلا أنه حصل الإجماعُ على مصحف عثمان رضي الله عنه.

-
عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.

- عن ابن جريج قال
وأخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين،رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزلمنه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام،نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب:{بل الساعة موعدهم والساعةأدهى وأمر} [القمر: 46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور. رواهُ البخاري في فضائل القرآن.

- عن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود يقول في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي. رواهُ البخاري في فضائل القرآن.

- عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة قال: كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال ذلك علينا بعدالعشاء. قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: ((طرأ علي حزب من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه)). قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة،وحزب المفصل من قاف حتى يختم.رواهُ الإمام أحمد وابن ماجة.
* والأولى قراءةُ السور بترتيبها في المصحف فإن قُرئ بغير ترتيبه فلا بأس :
فقد روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم.

2. ترتيب سور القرآن في مصحف ابن مسعود - رضي الله عنه - :
- عن شقيق قال: قال عبد الله: لقد علمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأهن اثنين اثنين في كل ركعة، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن من الحواميم حم الدخان وعم يتساءلون.
3. ترتيب سور القرآن في مصحف علي بن أبي طالب :
- ورد أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أراد ترتيب السور على ترتيب نزولها ، ولكن لم يثبت ذلك.
  • نقط المصحف وشكله وتقسيمه :
اختُلف في أول من فعل ذلك على أقوال منها عبد الملك بن مروان حيثُ ندب لذلك الحجاج
وقد اختلف على جواز إضافة الفواتح والخواتم فكرهه بعض التابعين

وقال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.


نزول القرآن على سبعة أحرف :

  • الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف :
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه الاستزادة فزاده لسبعة أحرف – رحمةً بأمته –
عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيدهويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).رواهُالبخاري

- أنَّ ميكائيل عليه السلام هو من سأل ذلك :
عنأبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم))، وقال الآخر: أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم)). فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف)).

  • على أي حرفٍ قُرئ أُجزئ :
قالالإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عبيد الله وهو ابن أبي يزيد -عن أبيه، عن أمأيوب- يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية- أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك)). وهذا إسناد صحيح ولميخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.

  • معنى الأحرف السبعة

لخص ابن كثير ذلك في خمسة أقوال :

1- سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة، مثل تعال وهلم ، وهو قولُ أكثر العلماء.
عن
أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده،حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآيةعذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل.

2- أن بعضه نزل على حرف والبعض الآخر على حرفٍ أخر. قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها. وأما قول عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه نزل بلسان قريش فمعناه أن معظمه وليس كله.
3- أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب
4- أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"، وقديكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]،و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]،أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]،أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفوررحيم".
5- أن المرادبالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة،وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.





هـ: آداب تلاوة القرآن وأحكامها:
1: وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن
  • النهي عن المراءاة في القرآن :
عن أبي هريرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على سبعةأحرف، مراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منهفردوه إلى عالمه)). رواهُ الإمام أحمد.

  • التحذير من ترك العمل بما علم من القرآن :
عن أنس بن مالك، عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها،ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر)). رواهُ البخاري.
قال علي، رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية،يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم،فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)). رواهُ البخاري.

2: فضل تلاوة القرآن
  • من أحب الأعمال إلى الله تعاهد قراءة القرآن :
عن ابن عباس قال: "سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: ((الحال المرتحل)). قال: يا رسول الله، ما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفي آخره حتى يبلغ أوله)) ". رواه الطبراني.

  • يكون من أهل الله وخاصته
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) " رواه الإمام أحمد.
  • شفاعة القرآن لأهله يوم القيامة :
عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)). رواهُ الإمام أحمد.
  • الارتقاء في درجات الجنة :
عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).رواهُ الإمام أحمد.

3: فضل حفظ القرآن
  • القراءة عن ظهر قلب
مدارُ تفضيلها على خشوع القلب
فإن كان الخشوع أكبر في حال القراءة عن ظهر قلب تُقدم وإلا فبالنظر في المصحف فإن استويا قُدم النظر في المصحف لأنها أثبت ولئلا يُعطل المصحف.
عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
عن ابن مسعود: أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم
عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.

  • استذكار القرآن وتعاهده
وذلك حتى لا يتفلت منه فقد ورد الوعيد على ذلك :
قال تعالى : {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} [طه: 124- 126]
عنابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))رواهُ البخاري ومسلم.
قال الضحاك بن مزاحم يقول: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن اللهتعالى يقول: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} [الشورى: 30]، وإننسيان القرآن من أعظم المصائب.

  • كراهية قول نسيتُ القرآن :
يكرهُ قول نسيتُ القرآن وإنما يقولُ أنسيتُ القرآن أدبًا مع الله عز وجل ولأن النسيان ليس من فعل العبد وقد تكونُ أسبابه من فعله فيُنهى عن الأسباب
عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي))


  • الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان وبيان ضعفه :
عن ابن عباس قال: "قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، القرآن يتفلت من صدري، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفعمن علمته)). قال: قال: نعم بأبي وأمي، قال: ((صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان،وفي الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واثن عليه، وصل على النبيين، واستغفر للمؤمنين، ثم قل: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ... " الحديث
رواهُ الترمذي ، ورواهُ الطبراني في المعجم الكبير.
والحديث قال عنه ابن كثير : في المتن غرابة بل نكارة.


4: ترتيل القرآن وتجويد تلاوته

  • استحباب الترتيلُ في القراءة
يُستحبُ الترتيل في القراءة ويكره قراءته هذرمة ، قال الله تعالى :
{ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل: 4]، وقال: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث} [الإسراء: 106]
- عن عائشة أنه ذكر لها أن ناسا يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين،فقالت: أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلا دعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه. رواهُ الإمام أحمد.
- عن ابن عباس في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} [القيامة: 16]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه. رواهُ البخاري.

  • استحباب المد في القراءة
ويُتسحبُ ذلك لما روي عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد مدا.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ قراءة مفسرة حرفًا حرفًا ويقطع قراءته بأن يقرأ آية آية.

  • استحباب الترجيع
وهو الترديد في الصوت وهو جائز كما ورد في البخاري عن عبدالله بن مغفل قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته -أو جمله- وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع.
وورد في البخاري أيضًا أنه جعل يقول " آ آ آ " .

  • من أحب أن يسمع القرآن من غيره وقول المقرئ للقارئ حسبك :
عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليهوسلم: ((اقرأ علي)). فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: ((نعم))، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنامن كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. رواهُ البخاري.


5: أحكام متفرّقة في تلاوة القرآن
  • جوازُ البكاءِ عند القراءة لمن تفكر وتدبر معنى الآية :
    عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي)). فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: ((نعم))، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنامن كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. رواهُ البخاري.
  • القراءة على الدابة
جائزةُ لما رُوي عن عبد الله بن مغفل، رضي الله عنه، قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح".
وأما القراءة في الطريق فالراجح جوازها خلافًا لمن قال بكراهتها.
وتُكرهُ القراءةُ في الحشوش وبيت الرحى ، وورد الخلاف في القراءة في الحمام والراجح جوازها.

  • تعليمُ الصبيان القرآن
قال ابن عباس: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم.
- وهو مستحب وقد يكون واجبًا والأمر فيه سعة بحسب حال الصبي وهمته ويُستحب تعليمه شيئًا فشيئًا لئلا يمل وينصرف عنه إلى اللعب وكان عمر يستحب أن يُعلم خمسًا فخمسًا.


  • يجوزُ قول آية كذا وكذا من سورة كذا
لما ورد في الأحاديث
- عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما في ليلة كفتاه)).
- ع نعائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قارئا يقرأ من الليل فيالمسجد، فقال: ((يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، كنت أسقطتهن من سورةكذا وكذا)).
وقد كره بعض السلف ذلك واستحبوا قول السورة التي يذكر فيها كذا لما ورد من حديث عثمان أنه قال: إذا نزل شيء من القرآن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))
والعمل على القول الأول وقد وردت الرخصة فيه والأحاديث الدالة عليه من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • في كم يقرأ القرآن
الأمرُ في ذلك و اسع بحسب الشخص فمن كان له تفكر وتدبر في القراءة فيقرأ بما يحصل له ذلك
كذا من كان منشغلا بنشر العلم والدعوة فيقرأ بما لا يشغله عن ذلك ، لكن لا يهجره !
ومن لم يكن كذلك فيقرأ وسعه من غير ملل ولا هذرمة
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أٌقصاها شهر وأقلها أسبوع
عن عبد الله بن عمرو قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كنته فيسألها عن بعلها فتقول: نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا، ولم يفتش لنا كنفا منذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ((ألقني به))، فلقيته بعد، فقال: ((كيف تصوم؟)). قلت: كل يوم. قال: ((وكيف تختم؟)). قال: كل ليلة. قال: ((صم كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر)): قال: قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: ((صم ثلاثة أيام في الجمعة)).قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: ((أفطر يومين وصوم يوما)). قلت: أطيق أكثر منذلك. قال: ((صم أفضل الصوم صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة))، فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم! وذلك أنيكبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار والذي يقرأيعرضه بالنهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما وأحصى وصام مثلهن، كراهية أن يترك شيئا فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: في ثلاث وفي خمس وأكثرهم على سبع ".رواهُ البخاري.
وورد أقل من ذلك من حديث سعد بن المنذر الأنصاري؛ أنه قال: يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: ((نعم)). قال: فكان يقرؤه حتى توفي.رواهُ الإمام أحمد.
وورد عن السلف وأشهرهم عثمان بن عفان أنه كان يقرؤه في ركعة .



  • الأمر بتلاوة القرآن إذا كانت القلوب مجتمعة عليه متفكرة فيه لا في حال شغلها وملالها
عن جندب بن عبد الله، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه)). رواهُ البخاري.
ويُفهم من الحديث كذلك النهي عن الاختلاف في القرآن والمراءاة فيه.


و: فوائد متفرّقة:

  • القرآن منه مكي ومدني :
قال أبو بكر بن الأنباري: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن حجاج بن منهال، حدثنا همام، عن قتادة قال: نزل في المدينة من القرآن البقرة، وآل عمران،والنساء، والمائدة، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب،ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة،والصف، والجمعة والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويا أيها النبي لم تحرم،إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله. هؤلاء السور نزلت بالمدينة،وسائر السور نزل بمكة.

  • عدد آيات القرآن الكريم
فأما عدد آيات القرآنالعظيم فستة آلاف آية، ثم اختلف فيما زاد على ذلك على أقوال:
- منهم من لم يزد.
ومنهم من زاد :
- ومائتا آية وأربع آيات
- وأربع عشرة آية
- ومائتان وتسع عشرة
- ومائتان وخمس وعشرون آية
- أو ست وعشرون آية
- مائتان وست وثلاثون آية. حكى ذلك أبو عمرو الداني في كتابه البيان.

  • عدد كلمات القرآن الكريم:
عن عطاء بن يسار: سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة.

  • عدد حروفه :
- عن مجاهد: ثلاثمائة ألف حرف وأحدوعشرون ألف حرف ومائة وثمانون حرفا.
- عن عطاء بن يسار: ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا.
وقال سلام أبو محمدالحماني: إن الحجاج جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال: أخبروني عن القرآن كله كم من حرف هو؟ قال: فحسبنا فأجمعوا أنه ثلاثمائة ألف وأربعون ألفاوسبعمائة وأربعون حرفا. قال: فأخبروني عن نصفه. فإذا هو إلى الفاء من قوله في الكهف: {وليتلطف} [الكهف: 19]، وثلثه الأول عند رأس مائة آية من براءة،والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء، والثالث إلى آخره. وسبعه الأول إلى الدال من قوله تعالى: {فمنهم من آمن به ومنهم من صد} [النساء: 55]. والسبع الثاني إلى الياء من قوله تعالى في سورة الأعراف: {أولئك حبطت} [الأعراف: 147]، والثالث إلى الألف الثانية من قوله تعالى في الرعد: {أكلها} [الرعد: 35]، والرابع إلى الألف في الحج من قوله: {جعلنا منسكا} [الحج: 67]، والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب: {وما كان لمؤمن ولامؤمنة} [الأحزاب: 36]، والسادس إلى الواو من قوله تعالى في الفتح: {الظانينبالله ظن السوء} [الفتح: 6]، والسابع إلى آخر القرآن. قال سلام أبو محمد: عملنا ذلك في أربعة أشهر.
قالوا: وكان الحجاج يقرأفي كل ليلة ربع القرآن، فالأول إلى آخر الأنعام، والثاني إلى {وليتلطف} من سورة الكهف، والثالث إلى آخر الزمر، والرابع إلى آخر القرآن. وقد حكى الشيخ أبو عمرو الداني في كتابه البيان خلافا في هذا كله، والله أعلم.


  • التجزئة :
فقداشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها
  • التحزيب :
عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم في حياته: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل حتى تختم." رواهُ الإمام أحمد في مسنده "
  • اشتقاق السورة :
على أقوال
- من الإبانة والارتفاع. قال النابغة " ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب "
- لشرفها وارتفاعها كسور البلدان.
- سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءا منه، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية، وعلى هذا فيكون أصلها مهموزا، وإنما خففت الهمزة فأبدلت الهمزة واوا لانضمام ما قبلها. وقيل: لتمامها وكمالها لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة.
- ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.
وجمع السورة سور بفتح الواو، وقد تجمع على سورات وسورات.


  • معنى الآية :
- من العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها، أي: هي بائنة عن أختها ومنفردة. قال الله تعالى: {إن آية ملكه} [البقرة: 248]، وقال النابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع
- جماعة حروف من القرآن وطائفة منه ، كما يقال : خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم.
قال الشاعر : " خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا "
- آية لأنها أعجزت البشر عن التكلم بمثلها.

  • اشتقاق الآية :
- قال سيبويه: وأصلها أيية مثل أكمة وشجرة،تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت آية، بهمزة بعدها مدة.
- وقالالكسائي: أصلها آيية على وزن آمنة، فقلبت ألفا، ثم حذفت لالتباسها.
- وقال الفراء: أصلها أيّة -بتشديد الياء- الأولى فقلبت ألفا، كراهة التشديد فصارت آية، وجمعها: آي وآياي وآيات

.
  • معنى الكلمة :
هي اللفظة الواحدة، وقد تكونعلى حرفين مثل: ما ولا وله ونحو ذلك، وقد تكون أكثر.
وأكثر ما تكون عشرة
أحرف مثل: {ليستخلفنهم} [النور: 55]، و {أنلزمكموها} [هود: 28]،{فأسقيناكموه} [الحجر: 22]

وقد تكون الكلمة الواحدة آية، مثل: والفجر،والضحى، والعصر، وكذلك: الم، وطه، ويس، وحم -في قول الكوفيين- وحم، عسقعندهم كلمتان. وغيرهم لا يسمي هذه آيات بل يقول: هي فواتح السور. وقال أبوعمرو الداني: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله تعالى: {مدهامتان} بسورةالرحمن.

  • هل في القرآن ألفاظ أعجمية :
قال القرطبي: أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية
وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية كإبراهيم ونوح، ولوط.
واختلفوا: هل فيه شيء منغير ذلك بالأعجمية؟
فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا ما وقع فيه ممايوافق الأعجمية، فهو من باب ما توافقت فيه اللغات.


والحمدُ لله الذي بنعمته تتمُ الصالحات.

محمود بن عبد العزيز 17 ذو الحجة 1435هـ/11-10-2014م 08:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي (المشاركة 128274)
تلخيص مقاصد تفسير ابن كثير


المقصد العام لمقدمة تفسير ابن كثير :

وضع مختصرًا لبعض أنواعِ علوم القرآن التي يستفيد منها طالب علم التفسير ، وأبوابًا من فضائل القرآن لتشجع الطالب وتهيئه لطلب علم التفسير والاستفادة منه علمًا وعملا.

أهمية علم التفسير :
أرسل اللهُ الرسل بالتوحيد وأنزل القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليتدبر الناس آياته ويفهموا معانيه فيطبقونه
لذا وجب على علماء الأمة الاهتمام بعلم التفسير وتعلمه وتعليمه للناس
قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29]

كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]

طرق التفسير :
1- تفسير القرآن بالقرآن
2- تفسير القرآن بالسنة : قال تعالى :{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} [ النساء: 105]، وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [ النحل: 44] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة.
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة وأشهرهم عبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود ، قال أبو عبد الرحمن السُّلمي : " حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن أنهم كانوا لا يتجاوزون العشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل فتعلموا العلم والعمل جميعًا".
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين فإن اختلفوا فقول أحدهم ليس بحجة على الآخر.

* تفسير القرآن بالرأي :

أمّا تفسيرُ القرآن بمجرد الرأي فحرام ، وهو التفسير بما لا علم للمرء به
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار
فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه ، لقوله تعالى: {لتبيننه للناس ولا تكتمونه} [آل عمران: 187]، ولما جاء في الحديث المروى من طرق: ((من سئل عن علم فكتمه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار)).
عن أبي الزناد قال: قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.
· الرواية عن بني إسرائيل :
على ثلاثة أوجه :
- ما علمنا صدقه مما يطابق شرعنا فهو حق.
- ما علمنا كذبه لمخالفته شرعنا فهو باطل
- مسكوت عنه ، فلا نصدقه ولا نكذبه وتجوز روايته ما لم يُخش محذور.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو.
وأغلبها مما لا فائدة منه كما حكى الله تعالى عن بني إسرائيل
قال تعالى : {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا} [الكهف: 22]
فحكى عنهم ثلاثة أقوال ؛ ضعف الأولين وسكت عن الأخير فدل على أنه الصواب ثم ذكر أنه لا طائل من تحديد ذلك { فلا تمار فيهم إلا مراءً ظاهرًا }.

كتاب فضائل القرآن
- مناسبة تقديم ابن كثير لفضائل القرآن في أول التفسير ، ليكون ذلك باعثًا على حفظ القرآن وفهمه وتدبر ما فيه من الآيات
· القرآن بدأ نزوله في مكة وفي رمضان فاجتمع له شرفُ الزمان والمكان ، والقرآن منه مكي ومدني عن عائشة وابن عباس – رضي الله عنهم - قال: لبث النبي" صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن، وبالمدينة عشرا "
· القرآن مهيمن على الكتب السابقة
قال تعالى :{
وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديهِ من الكتاب ومهيمنًا عليه} [المائدة: :48]
قال ابن عباس :
" المهيمن الأمين القرآن ، أمين على كل كتاب قبله".

· السفيرُ بين الله عز وجل ورسوله -محمد صلى الله عليه وسلم- هو جبريل عليه السلام
- قال تعالى:
{إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون} الآيات [التكوير: 19- 22]
- عن
أبي عثمان قال: أنبئت أن جبريل، عليه السلام، أتى النبي صلى الله عليهوسلم وعنده أم سلمة، فجعل يتحدث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((منهذا؟)) أو كما قال، قالت: هذا دحية الكلبي، فلما قام قالت: والله ما حسبتهإلا إياه، حتى سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل.

· القرآنُ معجزةُ النبي صلى الله عليه وسلم وفضيلته على معجزات سائر الأنبياء ببقائه حتى بعد موته صلى الله عليه وسلم وفيه خبر من كان قبلنا ونبأ ما بعدنا وفصل ما بيننا.
وتحدى الله عز وجل العرب أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا
قال تعالى :
{ أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون اللهِ إن كنتم صادقين}[يونس : 38]
قال النبي صلى الله عليه وسلم
: " ما من الأنبياء نبي إلا أُعطي ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحيًا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة ".

· تتابع الوحي بعد الفترة الأولى ولم تحدث فترةً بعدها:
عن أنس بن مالك أن الله تابع الوحي على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد.

· من فوائد نزول القرآن مفرقًا الاعتناء بالنبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه وتثبيته عن الأسود بن قيس قال: سمعت جندبا يقول: اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا تركك، فأنزل الله تعالى: { والضحى ، والليل إذا سجى ، ما ودعك ربُّك وما قلى } [الضحى : 1-3]
· القرآن نزل بلسان عربي مبين :
قالتعالى: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكونمن المنذرين * بلسان عربي مبين} [الشعراء: 192 -195]
وقال تعالى:
{وهذالسان عربي مبين} [النحل: 103]، وقال تعالى: {ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي} الآية [فصلت: 4]


جمع القرآن
* في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان الصحابة يحفظون القرآن في صدورهم كما كانوا يحفظونه كتابةً على العسب واللخاف وعظام الأكتاف ورقاع الجلود
وممن جمع القرآن من الصحابة القرآن :
من المهاجرين جمع كثير ، أشهرهم ؛ الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مسعود.
من الأنصار :
عن أنس قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة؛ أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه.

* في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
قُتل عدد كبير من الصحابة القراء في معركة اليمامة ، فأشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أبي بكر بجمع القرآن ، فما زال أبو بكر يراجعه وعمر يؤكد عليه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك
فندب زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى جمعه من صدور الرجال وعسب النخيل وعظام الأكتاف.
وأشار أبو بكر رضي الله عنهه عليه أن يكتب الآية إذا وُجد لها شاهدين فوجد آخر آيتين من سورة التوبة :
{ لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم ..} الآيات – مع خزيمة بن ثابت وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد جعل شهادته بشهادة رجلين فكتبهما.
بقي المصحف بعد جمعه عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة بنت عمر رضي الله عنهم أجمعين
* في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :
ظهر أثر اختلاف القراءات بين الناس ، ولحظ ذلك حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في فتح أرمينية وأذربيجان.
فأشار عليه حذيفة رضي الله عنه بجمع القرآن على مصحف واحد.
فاستأذن عثمان رضي الله عنه حفصة رضي الله عنه أن تُرسل إليه المصحف
وأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
- أرسل عثمان مصحف لكل من مكة والبصرة والكوفة واليمن والشام والبحرين وأبقى في المدينة نسخة.
- ترتيب الآيات توقيفية لا يجوز مخالفتها أما السور فقد رتبها عثمان بن عفان اجتهاديًا فقدم السبع الطوال وثنى بالمئين
عن ابن عباس قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينها ولم تكتبوا بينها سطر "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطوال؟ ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، وحسبت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر "بسم الله الرحمن الرحيم" فوضعتها في السبع الطوال.
- والأولى قراءةُ السور بترتيبها في المصحف فإن قُرئ بغير ترتيبه فلا بأس :
فقد روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم.
- وافق الصحابة جميعهم عثمان بن عفان رضي الله عنه على ذلك
فيما عدا ابن مسعود فقد اعترض في البداية ثم وافق بعد ذلك.
قال علي حين حرق عثمان المصاحف: لو لم يصنعه هو لصنعته.

عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد. وهذا إسناد صحيح.

نزول القرآن على سبعة أحرف :
· ورد في سبب ذلك قولين :
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه الاستزادة فزاده لسبعة أحرف – رحمةً بأمته –
عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيدهويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).رواهُالبخاري

- أنَّ ميكائيل عليه السلام هو من سأل ذلك :
عنأبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم))، وقال الآخر: أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم)). فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف)).

· على أي حرفٍ قُرئ أُجزئ :
قال
الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن عبيد الله وهو ابن أبي يزيد -عن أبيه، عن أمأيوب- يعني امرأة أبي أيوب الأنصارية- أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك)). وهذا إسناد صحيح ولميخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة.

· النهي عن المراءاة في القرآن :
عنأبي هريرة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نزل القرآن على سبعةأحرف، مراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما علمتم منه فاعملوا وما جهلتم منهفردوه إلى عالمه)). رواهُ الإمام أحمد.
· نزل القرآن على سبعة أحرف من لغات العرب وبعض القبائل أسعد به من الآخرين ومنهم ثقيف
ولما ظهر أثر اختلاف القراءات جمعهم عثمان رضي الله عنه على حرفٍ واحد وهو حرف قريش.
· ذكر القرطبي أن القراءات السبعة غير الأحرف السبعة ، وإنما ترجع إلى الحرف الواحد الذي جمع عثمان رضي الله عنه الأمة عليه.
· معنى الأحرف السبعة
لخص ابن كثير ذلك في خمسة أقوال :
1- سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة، مثل تعال وهلم ، وهو قولُ أكثر العلماء.
عن
أبيبكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده،حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآيةعذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل.

2- أن بعضه نزل على حرف والبعض الآخر على حرفٍ أخر. قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها. وأما قول عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه نزل بلسان قريش فمعناه أن معظمه وليس كله.
3- أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب
4- أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"، وقديكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]،و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]،أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]،أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفوررحيم".
5- أن المرادبالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة،وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني.

· ترتيب القرآن :
- ترتيبُ الآيات توقيفي كما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
- ترتيب السور اجتهادي من الصحابة وهناك خلاف بين المصاحف في ذلك إلا أنه حصل الإجماعُ على مصحف عثمان رضي الله عنه.
ولا يلزمُ القارئ التزام ترتيب السور في مصحف عثمان وإن استُحب ذلك لما ورد أن للخلفاء الراشدين سنة تُتبع.

- عن ابن جريج قال
وأخبرني يوسف بن ماهك قال: إني عند عائشة أم المؤمنين،رضي الله عنها، إذ جاءها عراقي فقال: أي الكفن خير؟ قالت: ويحك! وما يضرك، قال: يا أم المؤمنين، أريني مصحفك، قالت: لم؟ قال: لعلي أؤلف القرآن عليه، فإنه يقرأ غير مؤلف، قالت: وما يضرك أيه قرأت قبل، إنما ينزل أول ما نزلمنه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام،نزل الحلال والحرام ولو نزل أول شيء: ولا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنا أبدا، لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجارية ألعب:{بل الساعة موعدهم والساعةأدهى وأمر} [القمر: 46]، وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، قال: فأخرجت له المصحف فأملت عليه آي السور. رواهُ البخاري في فضائل القرآن.

- عن عبد الرحمن بن يزيد قال: سمعت ابن مسعود يقول في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء: إنهن من العتاق الأول، وهن من تلادي. رواهُ البخاري في فضائل القرآن.
- عنشقيق قال: قال عبد الله: لقد علمت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأهن اثنين اثنين في كل ركعة، فقام عبد الله ودخل معه علقمة، وخرج علقمة فسألناه فقال: عشرون سورة من أول المفصل على تأليف ابن مسعود، آخرهن من الحواميم حم الدخان وعم يتساءلون.
- عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده أوس بن حذيفة قال: كنت في الوفد الذين أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا فيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمر معهم بعد العشاء فمكث عنا ليلة لم يأتنا، حتى طال ذلك علينا بعدالعشاء. قال: قلنا: ما أمكثك عنا يا رسول الله؟ قال: ((طرأ علي حزب من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه)). قال: فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا، قال: قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة،وحزب المفصل من قاف حتى يختم.رواهُ الإمام أحمد وابن ماجة.


· نقط المصحف وشكله وتقسيمه :
اختُلف في أول من فعل ذلك على أقوال منها عبد الملك بن مروان حيثُ ندب لذلك الحجاج
وقد اختلف على جواز إضافة الفواتح والخواتم فكرهه بعض التابعين

وقال أبو عمرو الداني: ثم قد أطبق المسلمون في ذلك في سائر الآفاق على جواز ذلك في الأمهات وغيرها.

· معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن
وكان ذلك في رمضان من كل عام مرة ، ثم عارضه في العام الأخير من حياة النبي صلى الله عليه وسلم مرتين وذلك لمقابلته على ما أوحاهُ إليه فيبقى ما بقي ويذهب ما نُسخ توكيدًا.
عنعائشة، عن فاطمة، رضي الله عنها، أسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة وأنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلاحضر أجلي. رواهُ البخاري مُعلقًا في فضائل القرآن وأسنده في موقع آخر.
عن ابن عباس قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل كان يلقاه في كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة"متفق عليه.
· القرآء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :
عن مسروق: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود، فقال: لا أزال أحبه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))، رضي الله عنهم .رواهُ البخاري.
والقرآء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كُثر منهم:
أ‌- من المهاجرين:
- أبو بكر الصديق : وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أن يؤم الناس ومعلوم أنه قال " يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله "
- عثمان ابن عفان " وقد ورد أنه قرأه كله في ركعة "
- علي بن أبي طالب
عبد الله بن مسعود : عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).
عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم. قال شقيق: فجلست فيالحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك.رواه البخاري .
- عبد الله بن عباس : عن مجاهد أنه قال: قرأت القرآن على ابن عباس مرتين، أقفه عند كل آية وأسأله عنها.
- عبد الله بن عمرو : وعنه أنه قال جمعتُ القرآن فقرأت به كل ليلة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرأه في شهر)). الحديث ، رواهُ النسائي.
- سالم مولى أبي حذيفة.
ب‌- من الأنصار :
- معاذ بن جبل
- أبي بن كعب
- زيد بن ثابت
- أبو الدرداء
- أبو زيد واختُلف في اسمه والراجح أنه من الخزرج من عمومة أنس بن مالك رضي الله عنه.

عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى اللهعليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيدبن ثابت، وأبو زيد.رواهُ البخاري.
ويُحمل هذا الحديث على أنه قصد من جمعه من الأنصار .

· نزول السكينة والملائكة عند القراءة:
- {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا}[الإسراء: 78]، وجاء في بعض التفاسير: أن الملائكة تشهده.
- عنأسيد بن الحضير قال: بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلم ااجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اقرأ يابن حضير، اقرأ يابن حضير)). قال: فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة، فيها أمثال المصابيح، فخرجت حتى لا أراها قال: ((أو تدري ما ذاك؟)). قال: لا قال: (( تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم)).رواه البخاري معلقًا.
وقد وقع مثل ذلك لثابت بن قيس بن شماس
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: ((فلعله قرأ سورة البقرة)). قال: فسئل ثابت فقال: قرأت سورة البقرة. رواهُ أبو عبيد.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مااجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم،إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه مسلم عن أبي هريرة.

· القرآن هو تركةُ النبي صلى الله عليه وسلم
- قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} الآية [فاطر: 32]
- عن عبد العزيز بن رفيع قال: دخلت أنا وشداد بن معقل على ابن عباس، فقال له شداد بن معقل: أترك النبي صلى الله عليه وسلم من شيء؟ قال: ما ترك إلا مابين الدفتين. قال: ودخلنا على محمد بن الحنفية فسألناه فقال: ما ترك إلا مابين الدفتين. رواه البخاري.
- وفي حديث أبي الدرداء: ((إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).

* فضل القرآن على سائر الكلام

- بهِ فُضلت أمة محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأمم
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم * لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاءوالله ذو الفضل العظيم}
عن أنسبن مالك، عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأالقرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).
وعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عمالا فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط؟ فعملت اليهود فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر؟ فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب بقيراطين قيراطين، قالوا: نحن أكثر عملا وأقل عطاء! قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا. قال: فذلك فضلي أوتيه من شئت)).

* الوصايا بكتاب الله
عن طلحة بن مصرف قال: "سألت عبدالله بن أبي أوفى: أوصى النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. فقلت: فكيف كتب على الناس الوصية، أمروا بها ولم يوص؟ قال: أوصى بكتاب الله، عز وجل". رواهُ البخاري

· التغني بالقرآن
وهو تحسين الصوت وأفضل ما يكون إذا صاحبه خشوع القلب لذا كانت قراءةُ الأنبياء الأفضل من حيث الكمال في حسن الصوت وخشوع القلب
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن)) ومعنى أذن على الراجح استمع له.
عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة)). قلت: أما والله لو علمت أنك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيرا. ورواه مسلم من حديث طلحة به وزاد: ((لقدأوتيت مزمارا من مزامير آل داود ".
وفيالصحيحين عن جبير بن مطعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قال: قراءة منه. وفي بعض ألفاظه: فلما سمعته قرأ:{أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} [الطور: 35]
- وأما قراءة القرآن بالألحان التي يُسلك بها مذاهب الغناء فقد نص الأئمة على النهي عنه وإذا تسبب في زيادة حرفٍ أو نقصانه فقد نصوا على تحريمه.

· فضل تعلم القرآن وتعليمه :
ذلك من صفات المؤمنين المتبعين للرسل ، قال تعالى :{ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} [ فصلت: 33]
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))

· اغتباط صاحب القرآن
لما معهُ من القرآن فينبغي أن يستشعر عظيم فضل الله عليه ويغبطه الناس على ذلك
- عن عبدالله بن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا حسد إلافي اثنتين: رجل آتاه الله الكتاب فقام به آناء الليل، ورجل أعطاه الله مالافهو يتصدق به آناء الليل والنهار)).
- عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) ". رواهُ الإمام أحمد.
- عن أبي سعيد قال: قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذادخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيءمعه)). رواهُ الإمام أحمد

· شفاعة القرآن لأهله يوم القيامة :
عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)). رواهُ الإمام أحمد.

· القراءة عن ظهر قلب
مدارُ تفضيلها على خشوع القلب
فإن كان الخشوع أكبر في حال القراءة عن ظهر قلب تُقدم وإلا فبالنظر في المصحف فإن استويا قُدم النظر في المصحف لأنها أثبت ولئلا يُعطل المصحف.
عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
عن ابن مسعود: أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم
عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.

* استذكار القرآن وتعاهده
وذلك حتى لا يتفلت منه فقد ورد الوعيد على ذلك :
قال تعالى : {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} [طه: 124- 126]
عنابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))رواهُ البخاري ومسلم.
قال الضحاك بن مزاحم يقول: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه؛ لأن اللهتعالى يقول: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} [الشورى: 30]، وإننسيان القرآن من أعظم المصائب.

· القراءة على الدابة
جائزةُ لما رُوي عن عبد الله بن مغفل، رضي الله عنه، قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح".
وأما القراءة في الطريق فالراجح جوازها خلافًا لمن قال بكراهتها.
وتُكرهُ القراءةُ في الحشوش وبيت الرحى ، وورد الخلاف في القراءة في الحمام والراجح جوازها.

· تعليمُ الصبيان القرآن
قال ابن عباس: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المحكم.
- وهو مستحب وقد يكون واجبًا والأمر فيه سعة بحسب حال الصبي وهمته ويُستحب تعليمه شيئًا فشيئًا لئلا يمل وينصرف عنه إلى اللعب وكان عمر يستحب أن يُعلم خمسًا فخمسًا.

· يكرهُ قول نسيتُ القرآن وإنما يقولُ أنسيتُ القرآن أدبًا مع الله عز وجل ولأن النسيان ليس من فعل العبد وقد تكونُ أسبابه من فعله فيُنهى عن الأسباب
عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي))

· يجوزُ قول آية كذا وكذا من سورة كذا
لما ورد في الأحاديث
- عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأ بهما في ليلة كفتاه)).
- عنعائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قارئا يقرأ من الليل فيالمسجد، فقال: ((يرحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، كنت أسقطتهن من سورةكذا وكذا)).
وقد كره بعض السلف ذلك واستحبوا قول السورة التي يذكر فيها كذا لما ورد من حديث عثمان أنه قال: إذا نزل شيء من القرآن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اجعلوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))
والعمل على القول الأول وقد وردت الرخصة فيه والأحاديث الدالة عليه من سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

· الترتيلُ في القراءة
يُستحبُ الترتيل في القراءة ويكره قراءته هذرمة ، قال الله تعالى :
{ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل: 4]، وقال: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث} [الإسراء: 106]
- عن عائشة أنه ذكر لها أن ناسا يقرؤون القرآن في الليل مرة أو مرتين،فقالت: أولئك قرؤوا ولم يقرؤوا، كنت أقوم مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة التمام، فكان يقرأ سورة البقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها تخوف إلا دعا الله واستعاذ، ولا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا الله ورغب إليه. رواهُ الإمام أحمد.
- عن ابن عباس في قوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} [القيامة: 16]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل جبريل بالوحي، وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه. رواهُ البخاري.

· المد في القراءة ويُتسحبُ ذلك لما روي عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان يمد مدا.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ قراءة مفسرة حرفًا حرفًا ويقطع قراءته بأن يقرأ آية آية.

· الترجيع ، وهو الترديد في الصوت وهو جائز كما ورد في البخاري عن عبدالله بن مغفل قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته -أو جمله- وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع.
وورد في البخاري أيضًا أنه جعل يقول " آ آ آ " .

· من أحب أن يسمع القرآن من غيره وقول المقرئ للقارئ حسبك :
عنإبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله قال: "قال لي رسول الله صلى الله عليهوسلم: ((اقرأ علي)). فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: ((نعم))، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: {فكيف إذا جئنامن كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. رواهُ البخاري.
ويُستفادُ من هذا الحديث أيضًا جوازُ البكاءِ عند القراءة لمن تفكر وتدبر معنى الآية !

· في كم يقرأ القرآن
الأمرُ في ذلك و اسع بحسب الشخص فمن كان له تفكر وتدبر في القراءة فيقرأ بما يحصل له ذلك
كذا من كان منشغلا بنشر العلم والدعوة فيقرأ بما لا يشغله عن ذلك ، لكن لا يهجره !
ومن لم يكن كذلك فيقرأ وسعه من غير ملل ولا هذرمة
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أٌقصاها شهر وأقلها أسبوع
عن عبد الله بن عمرو قال: أنكحني أبي امرأة ذات حسب، فكان يتعاهد كنته فيسألها عن بعلها فتقول: نعم الرجل من رجل لم يطأ لنا فراشا، ولم يفتش لنا كنفا منذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ((ألقني به))، فلقيته بعد، فقال: ((كيف تصوم؟)). قلت: كل يوم. قال: ((وكيف تختم؟)). قال: كل ليلة. قال: ((صم كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر)): قال: قلت: إني أطيق أكثر من ذلك. قال: ((صم ثلاثة أيام في الجمعة)).قلت: أطيق أكثر من ذلك. قال: ((أفطر يومين وصوم يوما)). قلت: أطيق أكثر منذلك. قال: ((صم أفضل الصوم صوم داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليال مرة))، فليتني قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم! وذلك أنيكبرت وضعفت، فكان يقرأ على بعض أهله السبع من القرآن بالنهار والذي يقرأيعرضه بالنهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياما وأحصى وصام مثلهن، كراهية أن يترك شيئا فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم. وقال بعضهم: في ثلاث وفي خمس وأكثرهم على سبع ".رواهُ البخاري.
وورد أقل من ذلك من حديث سعد بن المنذر الأنصاري؛ أنه قال: يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: ((نعم)). قال: فكان يقرؤه حتى توفي.رواهُ الإمام أحمد.
وورد عن السلف وأشهرهم عثمان بن عفان أنه كان يقرؤه في ركعة .

· التحذير من المراءاة بتلاوة القرآن
عن أنس بن مالك، عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها،ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر)). رواهُ البخاري.
قال علي، رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية،يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم،فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة)). رواهُ البخاري.

· الأمر بتلاوة القرآن إذا كانت القلوب مجتمعة عليه متفكرة فيه لا في حال شغلها وملالها
عن جندب بن عبد الله، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه)). رواهُ البخاري.
ويُفهم من الحديث كذلك النهي عن الاختلاف في القرآن والمراءاة فيه.

· الدعاء المأثور لحفظ القرآن وطرد النسيان
عن ابن عباس قال: "قال علي بن أبي طالب: يا رسول الله، القرآن يتفلت من صدري، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفعمن علمته)). قال: قال: نعم بأبي وأمي، قال: ((صل ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان،وفي الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واثن عليه، وصل على النبيين، واستغفر للمؤمنين، ثم قل: اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ... " الحديث
رواهُ الترمذي ، ورواهُ الطبراني في المعجم الكبير.
والحديث قال عنه ابن كثير : في المتن غرابة بل نكارة.

· القرآن منه مكي ومدني :
قال أبو بكر بن الأنباري: حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن حجاج بن منهال، حدثنا همام، عن قتادة قال: نزل في المدينة من القرآن البقرة، وآل عمران،والنساء، والمائدة، وبراءة، والرعد، والنحل، والحج، والنور، والأحزاب،ومحمد، والفتح، والحجرات، والرحمن، والحديد، والمجادلة، والحشر، والممتحنة،والصف، والجمعة والمنافقون، والتغابن، والطلاق، ويا أيها النبي لم تحرم،إلى رأس العشر، وإذا زلزلت، وإذا جاء نصر الله. هؤلاء السور نزلت بالمدينة،وسائر السور نزل بمكة.

· عدد آيات القرآن الكريم
فأما عدد آيات القرآنالعظيم فستة آلاف آية، ثم اختلف فيما زاد على ذلك على أقوال:
- منهم من لم يزد.
ومنهم من زاد :
- ومائتا آية وأربع آيات
- وأربع عشرة آية
- ومائتان وتسع عشرة
- ومائتان وخمس وعشرون آية
- أو ست وعشرون آية
- مائتان وست وثلاثون آية. حكى ذلك أبو عمرو الداني في كتابه البيان.

· عدد كلمات القرآن الكريم:
عن عطاء بن يسار: سبع وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة.

* حروفه :

- عن مجاهد: ثلاثمائة ألف حرف وأحدوعشرون ألف حرف ومائة وثمانون حرفا.
- عن عطاء بن يسار: ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا.
وقال سلام أبو محمدالحماني: إن الحجاج جمع القراء والحفاظ والكتاب فقال: أخبروني عن القرآن كله كم من حرف هو؟ قال: فحسبنا فأجمعوا أنه ثلاثمائة ألف وأربعون ألفاوسبعمائة وأربعون حرفا. قال: فأخبروني عن نصفه. فإذا هو إلى الفاء من قوله في الكهف: {وليتلطف} [الكهف: 19]، وثلثه الأول عند رأس مائة آية من براءة،والثاني على رأس مائة أو إحدى ومائة من الشعراء، والثالث إلى آخره. وسبعه الأول إلى الدال من قوله تعالى: {فمنهم من آمن به ومنهم من صد} [النساء: 55]. والسبع الثاني إلى الياء من قوله تعالى في سورة الأعراف: {أولئك حبطت} [الأعراف: 147]، والثالث إلى الألف الثانية من قوله تعالى في الرعد: {أكلها} [الرعد: 35]، والرابع إلى الألف في الحج من قوله: {جعلنا منسكا} [الحج: 67]، والخامس إلى الهاء من قوله في الأحزاب: {وما كان لمؤمن ولامؤمنة} [الأحزاب: 36]، والسادس إلى الواو من قوله تعالى في الفتح: {الظانينبالله ظن السوء} [الفتح: 6]، والسابع إلى آخر القرآن. قال سلام أبو محمد: عملنا ذلك في أربعة أشهر.
قالوا: وكان الحجاج يقرأفي كل ليلة ربع القرآن، فالأول إلى آخر الأنعام، والثاني إلى {وليتلطف} من سورة الكهف، والثالث إلى آخر الزمر، والرابع إلى آخر القرآن. وقد حكى الشيخ أبو عمرو الداني في كتابه البيان خلافا في هذا كله، والله أعلم.


* التجزئة :

فقداشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها
· التحزيب :
عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول اللهصلى الله عليه وسلم في حياته: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلث وخمس وسبع وتسع وأحد عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل حتى تختم." رواهُ الإمام أحمد في مسنده "
· اشتقاق السورة :
على أقوال
- من الإبانة والارتفاع. قال النابغة " ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب "
- لشرفها وارتفاعها كسور البلدان.
- سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءا منه، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية، وعلى هذا فيكون أصلها مهموزا، وإنما خففت الهمزة فأبدلت الهمزة واوا لانضمام ما قبلها. وقيل: لتمامها وكمالها لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة.
- ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.
وجمع السورة سور بفتح الواو، وقد تجمع على سورات وسورات.


· معنى الآية :
- من العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها وانفصالها، أي: هي بائنة عن أختها ومنفردة. قال الله تعالى: {إن آية ملكه} [البقرة: 248]، وقال النابغة:
توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع
- جماعة حروف من القرآن وطائفة منه ، كما يقال : خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم.
قال الشاعر : " خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا "
- آية لأنها أعجزت البشر عن التكلم بمثلها.

* اشتقاق الآية :

- قال سيبويه: وأصلها أيية مثل أكمة وشجرة،تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت آية، بهمزة بعدها مدة.
- وقالالكسائي: أصلها آيية على وزن آمنة، فقلبت ألفا، ثم حذفت لالتباسها.
- وقال الفراء: أصلها أيّة -بتشديد الياء- الأولى فقلبت ألفا، كراهة التشديد فصارت آية، وجمعها: آي وآياي وآيات

.
* معنى الكلمة :

هي اللفظة الواحدة، وقد تكونعلى حرفين مثل: ما ولا وله ونحو ذلك، وقد تكون أكثر.
وأكثر ما تكون عشرة
أحرف مثل: {ليستخلفنهم} [النور: 55]، و {أنلزمكموها} [هود: 28]،{فأسقيناكموه} [الحجر: 22]

وقد تكون الكلمة الواحدة آية، مثل: والفجر،والضحى، والعصر، وكذلك: الم، وطه، ويس، وحم -في قول الكوفيين- وحم، عسقعندهم كلمتان. وغيرهم لا يسمي هذه آيات بل يقول: هي فواتح السور. وقال أبوعمرو الداني: لا أعلم كلمة هي وحدها آية إلا قوله تعالى: {مدهامتان} بسورةالرحمن.

· هل في القرآن ألفاظ أعجمية :
قال القرطبي: أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية
وأجمعوا أن فيه أعلاما من الأعجمية كإبراهيم ونوح، ولوط.
واختلفوا: هل فيه شيء منغير ذلك بالأعجمية؟
فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا ما وقع فيه ممايوافق الأعجمية، فهو من باب ما توافقت فيه اللغات.
والحمدُ لله الذي بنعمته تتمُ الصالحات.


أحسنتِ، بارك الله فيكِ، وفي المشاركة التالية بعض الملاحظات، يرجى مطالعتها.
توزيع الدرجات:
- الشمول: 30 / 30
- الترتيب: 17 / 20
- التحرير: 20 / 20
- حسن العرض: 15 / 15
- حسن الصياغة: 15 / 15

الدرجة النهائية: 97 / 100
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا

محمود بن عبد العزيز 17 ذو الحجة 1435هـ/11-10-2014م 09:03 PM

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
فهذه بعض الملاحظات على تلخيص مقاصد ابن كثير، أرجو أن تكون محل عناية:

1. يراعى عند تسمية المسألة إيضاح العنوان، فمثلًا: ما الفضيلة في نزول القرآن بلسان عربي مبين؟ كان ينبغي أن ينبه على هذا فيقال: نزوله بأفصح اللغات، مثلًا.

2. مقصد جمع القرآن، عليه بعض الملاحظات:
* كان الأولى البدء بمسألة جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، والمسماة في التلخيص «معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن»، وقد قال سبحانه: {إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرآناه فاتبع قرآنه}، قال ابن عباس: {جمعه} لك في صدرك. وهذا يعد أول مراحل جمع القرآن. ثم يأتي بعد ذلك مَن جمعه مِن أصحابه صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم، وهي مسألة «القراء من الصحابة»، ثم مرحلة أبي بكر ... إلخ.
* من قال أن الخلفاء الأربعة جمعوا القرآن؟ ألم يحفظ عمر رضي الله عنه سورة البقرة في ثماني سنوات؟! ومقصود المسألة ذِكرُ الصحابةِ الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لا مطلقًا.
* لم تذكري: على أي عرضةٍ كتب عثمان المصحف؟.
* أغفلتِ الكلام عن المصاحف العثمانية ومصيرها، وقد تكلم في شأنها ابن كثير رحمه الله.
* موقف ابن مسعود من أمر عثمان -رضي الله عنهما- مختزل جدًّا، وكان يحتاج إلى شيء من التفصيل؛ لبيان وجه اعتراضه رضي الله عنه ومخالفته الصحابة.
ثم إن قول ابن كثير برجوعه رضي الله عنه إلى الوفاق لم يقم عليه حجةً، بل لما ساق الحجة على رجوعه من كلام أبي بكر بن أبي داود السجستاني -رحمهما الله- قال: (هذا الذي استدل به أبو بكر رحمه الله على رجوع ابن مسعود فيه نظر، من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه، والله أعلم)، وهذا ملحظ مهم يُبرِز مدى انتباه الملخِّص لكلام المؤلف وتوفيق بعضه ببعض، ومنه يتبين الطالبُ منهج المؤلِّف في تأليفه.
* لم تذكري كلام ابن كثير في اختلاف ترتيب مصاحف الصحابة.


3. ذكرتِ -حفظكِ الله- هذه المسائل متتابعة: نزول القرآن على سبعة أحرف / على أي حرفٍ قُرئ أُجزئ / النهي عن المراءاة في القرآن / معنى الأحرف السبعة / ترتيب القرآن / نقط المصحف وشكله وتقسيمه / معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن / القرآء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم / ثم فضائل القرآن / ثم بعض آداب التلاوة وأحكامها.
السؤال: ما علاقة هذه المسائل ببعضها وما الرابط بينها؟ إن معيار الترتيب مهم جدًّا في التلخيص، وبه تصل فكرة التلخيص بطريقة صحيحة منظمة مرتبة منطقية، ويعين على هذا ذكر اسم المقصد وتمييزه، ثم إدراج المسائل المتعلقة به فقط تحته، وهكذا في كل مقصد حتى تكتمل المقاصد وقد شملت كل مسائل الكتاب بطريقة متسلسلة.

أرجو ألا أكون قد أطلتُ عليكم أو شققتُ، ولكن هي ملاحظات من باب المذاكرة، والتي أسأل الله أن ينفع بها
رزقكِ الله علمًا نافعًا، وفَهمًا صحيحًا، وعملًا صالحًا مقبولًا
ووفقكِ لما يحبُّ ويرضى

صفية الشقيفي 25 ذو الحجة 1435هـ/19-10-2014م 11:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 8 (المشاركة 145846)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
فهذه بعض الملاحظات على تلخيص مقاصد ابن كثير، أرجو أن تكون محل عناية:

1. يراعى عند تسمية المسألة إيضاح العنوان، فمثلًا: ما الفضيلة في نزول القرآن بلسان عربي مبين؟ كان ينبغي أن ينبه على هذا فيقال: نزوله بأفصح اللغات، مثلًا.

2. مقصد جمع القرآن، عليه بعض الملاحظات:
* كان الأولى البدء بمسألة جمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، والمسماة في التلخيص «معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن»، وقد قال سبحانه: {إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرآناه فاتبع قرآنه}، قال ابن عباس: {جمعه} لك في صدرك. وهذا يعد أول مراحل جمع القرآن. ثم يأتي بعد ذلك مَن جمعه مِن أصحابه صلى الله عليه وسلم ورضوان الله عليهم، وهي مسألة «القراء من الصحابة»، ثم مرحلة أبي بكر ... إلخ.
* من قال أن الخلفاء الأربعة جمعوا القرآن؟ ألم يحفظ عمر رضي الله عنه سورة البقرة في ثماني سنوات؟! ومقصود المسألة ذِكرُ الصحابةِ الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لا مطلقًا.
* لم تذكري: على أي عرضةٍ كتب عثمان المصحف؟.
* أغفلتِ الكلام عن المصاحف العثمانية ومصيرها، وقد تكلم في شأنها ابن كثير رحمه الله.
* موقف ابن مسعود من أمر عثمان -رضي الله عنهما- مختزل جدًّا، وكان يحتاج إلى شيء من التفصيل؛ لبيان وجه اعتراضه رضي الله عنه ومخالفته الصحابة.
ثم إن قول ابن كثير برجوعه رضي الله عنه إلى الوفاق لم يقم عليه حجةً، بل لما ساق الحجة على رجوعه من كلام أبي بكر بن أبي داود السجستاني -رحمهما الله- قال: (هذا الذي استدل به أبو بكر رحمه الله على رجوع ابن مسعود فيه نظر، من جهة أنه لا يظهر من هذا اللفظ رجوع عما كان يذهب إليه، والله أعلم)، وهذا ملحظ مهم يُبرِز مدى انتباه الملخِّص لكلام المؤلف وتوفيق بعضه ببعض، ومنه يتبين الطالبُ منهج المؤلِّف في تأليفه.
* لم تذكري كلام ابن كثير في اختلاف ترتيب مصاحف الصحابة.


3. ذكرتِ -حفظكِ الله- هذه المسائل متتابعة: نزول القرآن على سبعة أحرف / على أي حرفٍ قُرئ أُجزئ / النهي عن المراءاة في القرآن / معنى الأحرف السبعة / ترتيب القرآن / نقط المصحف وشكله وتقسيمه / معارضة النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالقرآن / القرآء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم / ثم فضائل القرآن / ثم بعض آداب التلاوة وأحكامها.
السؤال: ما علاقة هذه المسائل ببعضها وما الرابط بينها؟ إن معيار الترتيب مهم جدًّا في التلخيص، وبه تصل فكرة التلخيص بطريقة صحيحة منظمة مرتبة منطقية، ويعين على هذا ذكر اسم المقصد وتمييزه، ثم إدراج المسائل المتعلقة به فقط تحته، وهكذا في كل مقصد حتى تكتمل المقاصد وقد شملت كل مسائل الكتاب بطريقة متسلسلة.

أرجو ألا أكون قد أطلتُ عليكم أو شققتُ، ولكن هي ملاحظات من باب المذاكرة، والتي أسأل الله أن ينفع بها
رزقكِ الله علمًا نافعًا، وفَهمًا صحيحًا، وعملًا صالحًا مقبولًا
ووفقكِ لما يحبُّ ويرضى

اللهم آمين ، ولكم مثل ما دعوتم.

الحمد لله حاولتُ الاجتهاد بتطبيق الملاحظات التي ذكرتم
والتعديل على التلخيص
وقد لخصنا - نحن طلاب وطالبات الزمرة الأولى - المقدمة قبل شرح الشيخ لتنظيم قراءتها

أما مسألة هل جمع الخلفاء الراشدون القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فكذلك قرأت في أكثر من متن
وسأراجعُ هذه المسألة إن شاء الله وأعود بالتعديل إن لزم الأمر.

وجزاكم اللهُ خيرًا.

صفية الشقيفي 4 محرم 1436هـ/27-10-2014م 12:15 AM

تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن عطية


·
المقصد العام لمقدمة تفسير ابن عطية : بيان قواعد مهمة لطالب علم التفسير وبيان منهجه في تفسيره.

المقاصد الفرعية :
1: منهج ابن عطية في تفسيره :
  • الإيجاز ؛ لا يذكر من القصص إلا ما يفيد في معنى الآية.
  • ترتيب المسائل الواردة في الآيات.
  • خلو تفسيره من أقوال أهل الإلحاد وأهل القول بعلم الباطن.
  • منهجه في وصف الله تعالى بأفعال لم يصف بها نفسه ، عند تفسير آياته :
وذلك مثل :
خاطب
الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكىالله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}.
كرِه ابن عطية ذلك ؛ ومع هذا نقل استعمال ذلك عند الصحابة والعلماء
عليه قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في
النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.
- اعتذر عما ورد منه من ذلك في تفسيره ،
والله أعلم.

2: فضل القرآن :
- ميراث النبي صلى الله عليه وسلم
وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس
إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكمولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكمفاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهلبيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع
هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
- فضل قراءته
وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة
آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منهعشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميمحرف)).

- شفاعة القرآن في أهله يوم القيامة
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل
مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجههفي النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنهوضيعه)).

- فضل سورة البقرة :
وقال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت
بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.
- فضل تعلمه وتعليمه
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه
)).
وقال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.


3- آداب تلاوة القرآن


- إحسان التلاوة :
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءةأو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا
أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.

- من يقرؤه ويتتعتعُ فيه
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).


4- فضل تعلم تفسير القرآن وسائر علومه والتحذير من التفسير بالرأي :

- فضل تعلم علم التفسير :
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم فيالقرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسيرالقرآن.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب
)).
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.

- التحذير من التفسير بالرأي :

روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
قال ابن عطية : ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دوننظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل فيهذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كلواحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليسقائلا بمجرد رأيه.





5- المشتهرون بالتفسير من الصحابة والتابعين وأشهر كتب التفاسير :

* من الصحابة
- علي ابن أبي طالب
- عبد الله بن عباس
- عبد الله بن مسعود
- أبي بن كعب
وغيرهم.
* من التابعين :
- مجاهد : أخذه عن ابن عباس
- سعيد ابن جبير
- الحسن بن أبي الحسن
- علقمة.
وغيرهم.

* المشتهرون بالتأليف في التفسير :
- عبد الرزاق
- المفضل
- علي بن أبي طلحة
- البخاري
- وجمع بن جرير شتات أقوال المفسرين فأحسن في تفسيره.



6- نزول القرآن على سبعة أحرف
- رجح ابن عطية أن يكون معنى نزول القرآن على سبعة أحرف أنه نزل على سبعة لغات من لغات العرب ، وردت جميعًا في القرآن الكريم ، ولا يشترط أن يكون للكلمة الواحدة سبعة أوجه.
قال ابن عطية : " فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعةأحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة ألا ترى أن (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقالأحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
وقال أيضا ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم.
وكذلك اتفق لقطبة بن مالك إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة {والنخل باسقات} [ق: 10] ذكره مسلم في باب القراءة في صلاة الفجر إلى غير هذا من الأمثلة"
- هذه اللغات السبع هي لقريش وكنانة وأسد وهذيل وضبة وألفافها وقيس وتميم.
- لم ينزل بلغات قبائل العرب الموجودة في أطراف الجزيرة العربية لاختلاطهم بالعجم وتغير ألسنتهم.
- قد تختلف الأحرف في الموضع الواحد فتقرؤها كل قبيلة على النحو الذي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- ومن هنا حصل الاختلاف في القراءات بين الصحابة مثل هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب فرد على كل منهما رسول الله صلى الله عليه وسلم " هكذا أقرأني جبريل "
- رد ابن عطية على من احتج على أن المقصود بالأحرف السبعة ليس سبع لغات ، باختلاف قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما وكلاهما من قريش
قال : " لأن مناكرتهم لم تكن لأن المنكر سمع ما ليس في لغته فأنكره
وإنما كانت لأنه سمع خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم وعساه قدأقرأه ما ليس من لغته واستعمال قبيلته. "
- ولما حصل الاختلاف في القراءات في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أمرهم إذا اختلفوا في قراءة أن يكتبوها بلغة قريش لأنها أفصح اللغات وبها أنزل القرآن بدايةً.


الأقوال الأخرى في معنى الأحرف السبعة :
- اختلاف الألفاظ واتفاق المعاني
كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب ، ورده ابن عطية.
-
معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال. ، ورده ابن عطية لأن التوسعة لم تكن في تحريم حلال أو تحليل حرام.
-قال القاضي أبو بكر بن الطيب: تدبرت
وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن
أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورتهومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديموالتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
- تبديل خواتم الآيات مثل ، سميع بصير ، غفور رحيم ، ورد ابن عطية هذا القول وعده تحريفًا في القرآن !


9- جمع القرآن :
  • الجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم : في صدور الرجال وكتابةً على اللخاف والرقاع وعسب النخيل.
  • الجمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
عندما استحر القتل في القراء في معركة اليمامة فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن في مصحفٍ واحد فندب لذلك زيد بن ثابت رضي الله عنه.
وبقي المصحف عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة رضي الله عنها.
  • الجمع في عهد عثمان بن عفان – رضي الله عنه –
حينما ظهر أثر الاختلاف في القراءات
فأمر بجمع الناس على مصحف واحد ، وذلك بنسخ مصحف أبي بكر الصديق وندب لذلك زيد بن ثابت من الأنصار و سعيد بن العاص والحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير من قريش
وأمرهم إن اختلفوا في شيء فليكتبوه بلسان قريش
فلم يختلفوا إلا في التابوت ؛ قرأه زيد بالهاء وقرأه القرشيون الثلاثة بالتاء.
وأرسل عثمان رضي الله عنه نسخة من المصحف إلى الآفاق وأمر بإحراق ما عداها.


10: تأليف القرآن :
- ترتيب الآيات توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم
- نقل ابن عطية عن مكي رحمه الله أن موضع البسملة كان توقيفيا من النبي صلى الله عليه وسلم فلما لم يأمر بكتابتها قبل براءة ، لم تُكتب.
- ترتيب السور كان اجتهاديًا في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه واختار ابن عطية أن أغلب السور رُتبت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعضها كان اجتهاديًا من الصحابة.

11: نقط المصحف وتشكيله وتحزيبه :
  • أول من نقط المصحف :
    الحسن ويحيي بن يعمر بأمر من الحجاج بأمر من عبد الملك بن مروان
    ، ثم ألف إثر ذلك أول كتاب في القراءات حتى ظهر ابن مجاهد فكتب في القراءات فصار كتابه عمدةً في هذا الباب.
  • أقوال أخرى في أول من نقط المصحف :
- أبو الأسود بأمر من زياد بن أبي سفيان.
- نصر بن عاصم.


  • وضع الأعشار
أول من فعله الحجاج بأمر من المأمون العباسي.



إعجاز القرآن الكريم :
  • بعض أوجه الإعجاز في القرآن الكريم
- إعجاز القرآن الكريم بأنه كلام الله عز وجل والكلام صفته.
- وبأنه أتى بأخبار الأمم الماضية والغيبيات ومن ذا يمكنه الإحاطة بعلم ما حوله فضلا عن علم ما سبق وما هو آت ، والله عز وجل قد أحاط علمه بكل شيء.
وقد تحدى الله عز وجل المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا
وقال: {فأتوا بسورة من مثله} [البقرة: 23]

وقد علِم الجميع أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من عند محمد صلى الله عليه وسلم
فانقسم الناس إلى فريقين أمام هذا الإعجاز

- من أقر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وآمن به
- من علم إعجاز القرآن وجحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حسدًا مثل أبي جهل
واتبعهم فريقٌ من الناس ، جهلا وحبًا في الدنيا.



  • هل في القرآن كلمات أعجمية :
انقسموا على قولين : :
- نعم في القرآن كلمات أعجمية من اللغات الأخرى ، وهذا القول مرجوح.

وهؤلاء انقسموا إلى قولين :
أنها مما اتفقت فيها اللغات ورجحه الطبري واستبعده ابن عطية.

أن العرب تأثروا في رحلاتهم للتجارة بلغات العجم فنقلوا بعض الكلمات وعربوها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزلبها القرآن ، وإلى هذا القول مال ابن عطية.
- ليس في القرآن كلمات أعجمية. وإنما نزل بلسان عربي مبين.



مسائل متفرقة
أسماء القرآن :

القرآن :
ومعناه من التلاوة مثل قول حسان بن ثابت
ضحوا بأشمط عنوان السجود به
= يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
أو من التأليف مثل قوله تعالى :{إن علينا جمعه
وقرآنه} قال قتادة : أي تأليفه.

الكتاب
فهو مصدر من كتب إذا جمع.

وأما الفرقان :لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر.
وأما الذكر فسمي به لأنه ذُكّر الناسُّ به .

معنى السورة :

- من سؤرة : وهي لغة تميم : أي البقية أو القطعة من الشيء مثل قول الأعشى :
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد
= صدعا على نأيها مستطيرا

- سورة - بدون همز - :
لغة قريش ومن جاورها من قبائل العرب
قيل : بمعنى سؤرة مع تسهيل الهمزة.
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن
.
- وقيل هي بمعنى الرتبة الرفيعة من المجد والملك كقول الشاعر :
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب

معنى الآية :
- العلامة : لأنها علامة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عجز المتحدى بها

- وقيل سميتآية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا
- وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية

اشتقاق آية :
- أيية ، على وزن فعَلة ، عند سيبويه.

- أيِية :على وزن فعِلة ، عند بعض الكوفيين.
- آيية ، على وزن فاعلة ، عند الكسائي.

صفية الشقيفي 4 محرم 1436هـ/27-10-2014م 12:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 8 (المشاركة 145846)

* من قال أن الخلفاء الأربعة جمعوا القرآن؟ ألم يحفظ عمر رضي الله عنه سورة البقرة في ثماني سنوات؟! ومقصود المسألة ذِكرُ الصحابةِ الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لا مطلقًا.
* لم تذكري: على أي عرضةٍ كتب عثمان المصحف؟.

من خلال مراجعة ما ورد في مسائل جمع القرآن في جمهرة العلوم
تبين لي أنه لم يجمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الخلفاء الراشدين سوى عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ولم يكن ذلك واضحًا لي من خلال قراءة المقدمة ، فلعلي أخطأت الفهم

جزاكم الله خيرًا.

صفية الشقيفي 6 محرم 1436هـ/29-10-2014م 04:55 PM

تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن جرير الطبري


المقصد العام :
بيان مقدمات مهمة لطالب علم التفسير.

المقاصد الفرعية:
إعجاز القرآن الكريم

  • القرآن العظيم معجزة محمد صلى الله عليه وسلم :
- نزوله بلسان عربي مبين يتحدى الفصحاء من أهل العرب أن يأتوا بسورة من مثله .
- قال تعالى :
: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} [ إبراهيم: 4]. وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذياختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [ النحل: 64].
{يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى
النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}[ المائدة: 16]
  • موافقة معاني كلام الله عز وجل لمعاني لغة العرب
- لأنه نزل بلغتهم ويخاطبهم
- العادة أنه لا يخاطب القوم إلا بما يفهمون
- {إنا أنزلناه قرآنا
عربيا لعلكم تعقلون} [ يوسف: 2]. وقال: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل بهالروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين} [ الشعراء: 192-195].
- ومن هذه الموافقات ؛ الموافقة في :
الإيجاز والاختصار، والاجتزاء بالإخفاء من
الإظهار، وبالقلة من الإكثار في بعض الأحوال، واستعمال الإطالة والإكثار،والترداد والتكرار، وإظهار المعاني بالأسماء دون الكناية عنها، والإسرار فيبعض الأوقات، والخبر عن الخاص في المراد بالعام الظاهر، وعن العام فيالمراد بالخاص الظاهر، وعن الكناية والمراد منه المصرح، وعن الصفة والمرادالموصوف، وعن الموصوف والمراد الصفة، وتقديم ما هو في المعنى مؤخر، وتأخيرما هو في المعنى مقدم، والاكتفاء ببعض من بعض، وبما يظهر عما يحذف، وإظهارما حظه الحذف.

  • هل في القرآن ألفاظ أعجمية :
    * ذهب قومٌ إلى وجود ألفاظ أعجمية في القرآن واحتجوا بـهذه الآثار
    - عن الأحوص عن أبي موسى
    : {يؤتكم كفلين من رحمته} [ الحديد: 28]، قال: الكفلان: ضعفان من الأجر،بلسان الحبشة.
    - عن ابن عباس: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال
    : بلسان الحبشة إذا قام الرجل من الليل قالوا: نشأ.
    - عن أبي ميسرة، قال: في القرآن من كل لسان

    * أن القرآن الكريم عربي فصيح كله.
    * أن هذه الألفاظ مما توافقت عليه اللغات :
    مورجح ابن جرير الطبري هذا القول وقال أنها إما أن تكون أصلها عربي وانتقلت إلى أهل لغة أخرى فاستعملوها أو العكس
    وحمل الآثار السابقة على هذا القول ، واستدل بما ورد في صريح الآيات بأن القرآن أُنزل بلسانٍ عربي مبين.


تفسير القرآن

  • الحض على العلم بالتفسير
- أمر الله عز وجل للمسلمين أن يتدبروا آياته ويعتبروا بما فيها
{كتاب أنزلناه
إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29] وقوله: {ولقدضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذيعوج لعلهم يتقون} [الزمر: 27، 28]
قال ابن جرير : " لأنهمحال أن يقال لمن لا يفهم ما يقال له ولا يعقل تأويله: "اعتبر بما لا فهملك به ولا معرفة من القيل والبيان والكلام"
- عن ابن مسعود، قال: كان الرجل
منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
عن أبي عبد الرحمن، قال: حدثناالذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم،فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل،فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.

- رضى الله عن العلم به.
  • معرفة تفسير القرآن :
1: وجه لا يعلمه إلا الله : الخبر عنآجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسىبن مريم، وما أشبه ذلك.
2: وجه بينه النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{وأنزلنا
إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44]
وقالأيضا له جل ذكره: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [النحل: 64]، وقال: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} [آل عمران: 7].
3: وجه يعرفه العلماء
- بالنقل عن الصحابة والتابعين فهم أعلمُ الخلق بالتفسير.
لمعاصرة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعاصرة التابعين لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم
وأقربهم للغة العرب.
- بالأدلة المنصوبة على صحة هذا التفسير.
- بالأدلة والشواهد من لغة العرب.
قال ابن جرير : " فأحق المفسرين بإصابة الحق -في تأويل القرآن الذي إلى علم
تأويله للعباد السبيل- أوضحهم حجة فيما تأول وفسر، مما كان تأويله إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليهوسلم الثابتة عنه: إما من جهة النقل المستفيض، فيما وجد فيه من ذلك عنهالنقل المستفيض، وإما من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن عنه فيهالنقل المستفيض، أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته؛ وأوضحهم برهانا -فيما ترجم وبين من ذلك- مما كان مدركا علمه من جهة اللسان: إما بالشواهدمن أشعارهم السائرة، وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة، كائنا منكان ذلك المتأول والمفسر، بعد أن لا يكون خارجا تأويله وتفسيره ما تأولوفسر من ذلك، عن أقوال السلف من الصحابة والأئمة، والخلف من التابعينوعلماء الأمة. "

4: وجه لا يعذر أحد بجهالته ومعنى ذلك أنه لا يعذر أحد بمعرفة تأويله

قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها،وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلاالله.

  • التحذير من تفسير القرآن بالرأي
- ومعنى ذلك القول في القرآن بما لا يُعلم بيانه إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم أو بنصبه الدلالة عليه ،لأنه بذلك يقول في دين الله بالظن .
قال تعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن
والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولواعلى الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 33]
عن ابن عباس،عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قال في القرآن برأيه - أو بما لايعلم - فليتبوأ مقعده من النار)).
عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في القرآن ما لا أعلم!
- وإن أصاب الحق بقوله فقد أخطأ في فعله
عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقدأخطأ)).


  • الرد على من أنكر تفسير المفسرين
* واحتجو بحديث عائشة رضي الله عنها :
عن عائشة، قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن، إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل عليهالسلام.
- ضعّف ابن جرير الحديث.
- وإن صح معناه فإن من القرآن ما لا يُعلم تأويله إلا بوحي من الله عز وجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44].

* الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين في تعظيم القول في كتاب الله عز وجل لا تعني تحريم التفسير وإنما رد علمه إلى أهله

- عن يحيى بن سعيد،عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا.
يبين معنى ذلك ما ورد في طرق أخرى عن سعيد بن المسيب :

- عن عبد الله بن شوذب،قال: حدثني يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لميسمع.
- ، عن عمرو بن مرة، قال: سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن، فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه شيء منه- يعني عكرمة.

  • منهج ابن جرير في تفسيره
- جمع كل ما رُوي من آثار السلف في المسألة.
- توضيح علة كل مذهب من المذاهب
- ترجيح القول الصحيح منها.


جمع القرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم

- جمع أبي بكر الصديق : وسببه أن القتل استحر بالقراء في موقعة اليمامة فخاف الصحابة أن يذهب القرآن بموت القراء فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق بجمع القرآن في مصحف واحد فندب لذلك زيد بن ثابت – رضي الله عنهم جميعًا -. فكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم.

- جمع عثمان بن عفان :
جمع المسلمين على حرف واحد بعد ظهور أثر الاختلاف في القراءات وتكفير بعضهم لبعض بسبب ذلك
فنسخ مصحف أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرسله إلى الآفاق
وأمرهم إن اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلسان قريش فلم يختلفوا إلا في كلمة واحدة " التابوت " و " التابوه " فأُثبتت " التابوت " بلسان قريش.

وافق جميع الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما فعل ماعدا ابن مسعود رضي الله عنه.
  • قول ابن مسعود رضي الله عنه في الأحرف السبعة:
    عن علقمة النخعي، قال: لما خرج عبد الله بن مسعود من الكوفة اجتمع إليه أصحابه فودعهم، ثم قال: لا تنازعوا في القرآن، فإنه لا يختلف ولا يتلاشى، ولا يتفه لكثرة الرد. وإن شريعة الإسلام وحدوده وفرائضه فيه واحدة، ولو كان شيء من الحرفين ينهى عن شيء يأمر به الآخر، كان ذلك الاختلاف. ولكنه جامع ذلك كله، لا تختلف فيه الحدود ولا الفرائض، ولا شيء من شرائع الإسلام. ولقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن. ولو أعلم أحدا أعلم بما أنزل الله على رسوله مني لطلبته، حتى أزداد علمه إلى علمي. ولقد قرأت من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وقد كنت علمت أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض، فعرض عليه مرتين، فكان إذا فرغ أقرأ عليه فيخبرني أني محسن. فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية جحد به كله.


نزول القرآن على سبعة أحرف :
عن أبي سلمة، قال
: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزلالقرآن على سبعة أحرف، فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)).

  • نزول القرآن على سبعة أحرف رحمةً بالعرب - في بادئ الأمر -
- عن أبي بن كعب، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل، وهو بأضاة بني غفار، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد. قال: فقال: ((أسأل الله مغفرته ومعافاته - أو قال: ومعافاته ومغفرته - سل الله لهم التخفيف، فإنهم لا يطيقون ذلك)). فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله مغفرته ومعافاته - أو قال: معافاته ومغفرته - إنهم لايطيقون ذلك، فسل الله لهم التخفيف)). فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف. فقال: أسأل الله مغفرته ومعافاته - أوقال: معافاته ومغفرته- إنهم لا يطيقون ذلك، سل الله لهم التخفيف. فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأمنها بحرف فهو كما قرأ.
- عن زر، عن أبي، قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء فقال: ((إني بعثت إلى أمة أميين، منهم الغلام والخادم والشيخ العاسيوالعجوز))، فقال جبريل: فليقرأوا القرآن على سبعة أحرف. ولفظ الحديث لأبي أسامة.
  • معنى نزول القرآن على سبعة أحرف :
رجح ابن جرير أن معنى نزول القرآن على سبعة أحرف أي على سبعة لغات
واحتج باختلاف الصحابة في القراءة دون ما في ذلك من المعاني واحتكامهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأهم وقال ( هكذا أُنزلت )
عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبدالقاري أخبراه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأسورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذاهو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلما سلم لببته بردائه فقلت: من أقرأكهذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليهوسلم! قال: فقلت: كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أقرأنيهذه السورة التي سمعتك تقرؤها! فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لمتقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان! قال: فقال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ((أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام)). فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت)). ثم قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ يا عمر)). فقرأت القراءة التي أقرأني رسولالله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت)). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل عل ىسبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منها)).

  • اللغات السبعة التي نزل بها القرآن
- قال ابن جرير من أهمية معرفة الست لغات التي نُسخت
قال ابن جرير : " قلنا: أما الألسن الستة التي قد نزلت القراءة بها، فلا حاجة بنا إلى معرفتها،لأنا لو عرفناها لم نقرأ اليوم بها مع الأسباب التي قدمنا ذكرها. وقد قيلإن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة"
قال : "والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف".!!
- القراءة التي نقرأ بها اليوم بلسان قريش.


  • الرد على من قال بأن معنى الأحرف السبعة ؛ سبعة أوجه في المعاني :
- أي أمر ونهي ، ووعد ووعيد ، محكم ومتشابه والأمثال.
- رد ابن جرير بأنه إن كان الأمر كذلك فإنه يستلزم أن أمرًا واحدًا حلالا في قراءة وحرامًا في قراءة أخرى ، وأن هذا يخالف قول الله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا} [النساء: 82].
- أن الصحابة مؤمنون بأن الله عز وجل يأمر عباده بما شاء وينهاهم عما يشاء ، وأن الاستسلام لذلك هو الإسلام
فلم يكن إذن وجه للإنكار إلا الإنكار على اختلاف القراءة على سبع لغات !
- وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن مسعود يقول: من قرأ منكم على حرف فلا يتحولن، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله لأتيته.
عن ليث، عن مجاهد: أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف.
، عن سالم: أن سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين.
- وهذه الآثار تستلزم أنهم كانوا يقرؤون على عدد من اللغات لا أنهم كانوا يأخذون بالأمر دون النهي أو الوعد دون الوعيد إذا كانت السبعة أحرف بمعنى سبعة معاني.

  • معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة))
فروي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعةأحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرمواحرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله،واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
- نزلت الكتب الأولى بلسان واحد ونزل القرآن على سبعة لغات فكانت القراءة بها تلاوة له وليس ترجمةً لمعانيه.
- نزلت الكتب الأولى على باب واحد من المعاني ، ، كزبور داود، الذي إنما
هو تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى، الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض، واشتمل القرآن على سبعة أبواب كل بابٍ منها يوصل إلى الجنة !


  • هل يلزم وجود السبع لغات في كلمة واحدة :
ابن جرير يرى ذلك ويحتج بالأحاديث الواردة في اختلاف الصحابة في قراءة سورة واحدة
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((قال جبريل: اقرأوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال: كلها شاف كاف، ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب. كقولك: هلم وتعال)).


  • الرد على من قال بأن اللغات السبعة متفرقة في القرآن :
قال ابن جرير : "وفي صحة الخبر عن الذين روى عنهم الاختلاف في حروف القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأنهم اختلفوا وتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، على ما تقدم وصفناه- أبين الدلالة على فساد القول بأن الأحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن، لا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني" .

  • أين الأحرف السبعة الآن ؟ ووجه نسخها ؟
- الأمر بالقراءة على الأحرف السبعة كان بالتخيير للتخفيف عن الأمة.
- لما ظهر أثر الاختلاف في القراءات وخاف حذيفة بن اليمان أن يختلف الناس في كتاب الله اختلاف اليهود والنصارى ونقل ذلك إلى عثمان بن عفان ، أمر عثمان بن عفان بجمع الناس على مصحف واحد.
فنُسخت القراءة بالأحرف السبعة وبقي منها حرف واحد – هكذا يرى ابن جرير -.


  • القراءات الموجودة حاليًا :
- زعم ابن جرير أنها ليست من الأحرف السبعة !
قال ابن جرير : " فأما
ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه،ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) - بمعزل. لأنه معلوم أنه لا حرف منحروف القرآن - مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى- يوجب المراء بهكفر المماري به في قول أحد من علماء الأمة. وقد أوجب صلى الله عليه وسلمبالمراء فيه الكفر، من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرت عنهبذلك الرواية على ما قد قدمنا ذكرها في أول هذا الباب "


مسائل متفرقة
  • أسماء القرآن :
1: القرآن
قال تعالى :{نحن نقص عليك أحسن القصص
بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} [يوسف: 3]،وقال: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} [النمل: 76].
ومعناه :
- التلاوة والقراءة : قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : {فإذا قرأناه} يقول: بيناه، {فاتبع قرآنه} [القيامة: 18] يقول: اعمل
به.
قال ابن جرير :فإذا بيناه بالقراءة ، ورجحه.
- التأليف من الجمع :
عن قتادة في قوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} يقول
: حفظه وتأليفه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} يقول: اتبع حلاله، واجتنب حرامه.
- كلا القولين صحيح من كلام العرب ، ورجح ابن جرير القول الأول لأن الله عز وجل لم يُرخص بترك اتباع ما جاء في القرآن حتى يؤلف ، فيكون المعنى الراجح ؛ فإذا بيناه لك
بقراءتنا، فاتبع ما بيناه لك بقراءتنا.
2: الفرقان
قال تعالى:{تبارك
الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [الفرقان:1].
قال ابن جرير : " القرآن سمي "فرقانا"، لفصله -بحججه وأدلته وحدود
فرائضه وسائر معاني حكمه- بين المحق والمبطل. وفرقانه بينهما: بنصرهالمحق، وتخذيله المبطل، حكما وقضاء."
3: الكتاب
قال تعالى:{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما} [الكهف: 1، 2
].
- وذلك لأنه مكتوب.
4: الذكر
قال تعالى :{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9
].
ومعنى الذكر على قولين ذكرهما ابن جرير :
أحدهما: أنه ذكر من الله جل
ذكره، ذكر به عباده، فعرفهم فيه حدوده وفرائضه، وسائر ما أودعه من حكمه. والآخر: أنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن به وصدق بما فيه، كما قال جل ثناؤه: {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44]، يعني به أنه شرف له ولقومه.


  • أسماء سور القرآن
عن واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل)).

السبع الطوال
قال ابن جرير : والسبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، في قول سعيد بن جبير.
- وعند عثمان بن عفان رضي الله عنه أن الأنفال والتوبة معا من السبع الطوال ، بينما يرى ابن عباس رضي الله عنه خلاف ذلك
عن يزيد الفارسي،
قال: حدثني ابن عباس: قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلىالأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولمتكتبوا بينهما سطرا: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطول؟ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتيعليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعاببعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذاوكذا. وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها. فقبض رسول الله صلى الله عليهوسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهماسطر: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتها في السبع الطول".

المئون : ما كان من سور القرآن عدد آيه مائة آية، أو تزيد عليها شيئا أو تنقص منها شيئا يسيرا.
المثاني : فإنها ما ثنى المئين فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان
المثاني لها ثواني. وقد قيل: إن المثاني سميت مثاني، لتثنية الله جل ذكرهفيها الأمثال والخبر والعبر، وهو قول ابن عباس.
المفصل : فإنما سميت مفصلا لكثرة الفصول التي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم
".

  • معنى " سورة " :
- من المنزلة والارتفاع :
كما في قول نابغة بني ذبيان
:
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
.- السؤرة مهموزة : أي القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت.


  • معنى الآية :
- العلامة : ، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآيةالتي تكون دلالة على الشيء يستدل بها عليه، كقول الشاعر:
ألكنى إليها عمرك الله يا فتى = بآية ما جاءت إلينا تهاديا

- الرسالة : فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول
.
، كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:
ألا أبلغا هذا المعرض آية = أيقظان قال القول إذ قال أم حلم
  • أسماء فاتحة الكتاب :
1- فاتحة الكتاب: لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة.
2- أم القرآن :
العرب تسمي كل جامع أمرا -أو مقدم لأمر إذا
كانت له توابع تتبعه، هو لها إمام جامع- "أما".
والفاتحة تقدمت على سائر سور القرآن.
3- السبع المثاني
لأنها سبع آيات ، وسميت بالمثاني لأنها تثنى في الصلاة.

  • هل البسملة آية من الفاتحة ؟
- البسملة آية من الفاتحة ؛ وهو قول قراء الكوفة.
- البسملة ليست آية من الفاتحة ، والآية السابعة قوله تعالى : {صراط الذين أنعمت عليهم } ؛ وهو قول قراء المدينة.



والحمدُ للهِ الذي بنعمته تتم الصالحات.

صفية الشقيفي 10 محرم 1436هـ/2-11-2014م 03:38 PM

مسودة
 
تلخيص مقاصد فضائل القرآن لأبي عبيد


فضل القرآن :

* فضل تلاوة القرآن

باب فضل قراءة القرآن والاستماع إليه
باب فضل قراءة القرآن نظرا وقراءة الذي لا يقيم القرآن
باب فضل ختم القرآن


* فضل الاستماع للقرآن
باب فضل قراءة القرآن والاستماع إليه


* فضل تعلم القرآن وتعليمه
باب فضل القرآن وتعلمه وتعليمه الناس
باب فضل الحض على القرآن والإيصاء به وإيثاره على ما سواه
باب فضل علم القرآن والسعي في طلبه

*فضائل سور القرآن

جماع أبواب سور القرآن وآياته وما فيها من الفضائل: باب ذكر بسم الله الرحمن الرحيم وفضلها وحديثها
أبواب سور القرآن وما فيها من الفضائل
باب فضل آيات القرآن

* فضل حامل القرآن

باب إعظام أهل القرآن وتقديمهم وإكرامهم



آداب تلاوة القرآن


باب فضل اتباع القرآن وما في العمل به من الثواب وما في تضييعه من العقاب

باب ما يستحب لقارئ القرآن من البكاء عند القراءة في صلاة وغير صلاة وما في ذلك
باب ما يستحب للقارئ إذا مر في قراءته بذكر الجنة من المسألة، وبذكر النار من التعوذ
باب ما يستحب لقارئ القرآن من تكرار الآية وتردادها
باب ما يستحب لقارئ القرآن من الجواب عند الآية والشهادة لها
باب ما يستحب لقارئ القرآن من الترسل في قراءته والترتيل والتدبر
باب ما يستحب للقارئ من تحسين القرآن وتزيينه بصوته
باب القارئ يمد صوته بالقرآن ليلا في الخلوة به
باب القارئ يقرن بين السورتين من القرآن معا
باب القارئ يقرأ القرآن في سبع ليال أو ثلاث
باب القارئ يختم القرآن كله في ليلة أو في ركعة
باب القارئ يحافظ على جزئه وورده من القرآن بالليل والنهار في صلاة أو غير صلاة
باب القارئ يقرأ آي القرآن من مواضع مختلفة أو يفصل القراءة بالكلام
باب القارئ يقرأ القرآن على غير وضوء ويقرؤه جنبا




آداب حامل القرآن
جملة أبواب قراء القرآن ونعوتهم وأخلاقهم: باب حامل القرآن وما يجب عليه أن يأخذ به من أدب القرآن
باب ما يستحب لحامل القرآن من إكرام القرآن وتعظيمه وتنزيهه
باب ما يؤمر به حامل القرآن من تلاوته بالقراءة والقيام به في الصلاة
باب ما يوصف به حامل القرآن من تلاوته بالاتباع والطاعة له والعمل به
باب القارئ يجهر على أصحابه بالقرآن فيؤذيهم بذلك

باب القارئ يعلم المشركين القرآن أو يحمله في سفر نحو بلاد العدو
باب القارئ ينسى القرآن بعد أن قرأه وما في ذلك من التغليظ
باب القارئ يستأكل بالقرآن ويرزأ عليه الأموال وما في ذلك من الكراهة والتشديد
باب ما يكره للقارئ من المباهاة بالقرآن والتعمق في إقامة حروفه وتعليمه غير أهله
باب القارئ يصعق عند قراءة القرآن ومن كره ذلك وعابه

هذا جماع أحاديث القرآن وإثباته في كتابه وتأليفه وإقامة حروفه: باب تأليف القرآن وجمعه ومواضع حروفه وسوره
باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن
باب ما رفع من القرآن بعد نزوله ولم يثبت في المصاحف
حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق، وباب وهذه الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل الشام وأهل العراق
باب لغات القرآن وأي العرب نزل القرآن بلغته
باب إعراب القرآن وما يستحب للقارئ من ذلك وما يؤمر به
باب المراء في القرآن والاختلاف في وجوهه وما في ذلك من التغليظ والكراهة
باب عرض القراء للقرآن وما يستحب لهم من أخذه عن أهل القراءة، واتباع السلف فيها والتمسك بما تعلمه به منها
باب منازل القرآن بمكة والمدينة وذكر أوائله وأواخره
باب ذكر قراء القرآن ومن كانت القراءة تؤخذ عنه من الصحابة والتابعين بعدهم
باب تأول القرآن بالرأي، وما في ذلك من الكراهة والتغليظ
باب كتمان قراءة القرآن وما يكره من ذكر ذلك وستره ونشره
باب الاسترقاء بالقرآن، وما يكتب منه ويتعلق للاستشفاء به
باب ما جاء في مثل القرآن وحامله والعامل به والتارك له
أبواب المصاحف وما جاء فيها مما يؤمر به وينهى عنه

صفية الشقيفي 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م 09:26 AM

فضل القرآن :


- عن محمد بن كعب القرظي يقول في قول الله تبارك وتعالى إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان قال: «هو القرآن، ليس كلهم رأى النبي صلى الله عليه وسلم»
- عن ابن عباس، في قوله: قل بفضل الله قال: «القرآن»، وبرحمته قال: «أن جعلكم من أهله»

* فضل قراءة القرآن :


نزول الملائكة لسماع تلاوة العبد للقرآن :
- عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أسيد بن حضير، قال: بينا هو يقرأ من القرآن بسورة البقرة، وفرسه مربوطة عنده، إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت، فانصرف إلى ابنه يحيى، وكان قريبا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما اجتره ، رفع رأسه إلى السماء، فإذا هو بمثل الظلة ، فيها أمثال المصابيح عرجت إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدري ما ذاك» ؟ قال: لا يا رسول الله، قال: «تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم».
قال ابن الهاد: وحدثني عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري، عن أسيد بن حضير بهذا الحديث.

- قيل ل
رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ؟ قال: «فلعله قرأ بسورة البقرة». قال: فسئل ثابت، فقال: قرأت سورة البقرة).

القرآن شفاء :
- عن قتادة، قال: «ما جالس أحد القرآن إلا فارقه بزيادة أو نقصان». قال: ثم قرأ: وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
- عن عبد الله بن مسعود، قال: «عليكم بالشفاءين: القرآن والعسل»

فضل الماهر بالقرآن والذي يشتد عليه :

- عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الذي يقرأ القرآن وهو به ماهر مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن وهو يشتد عليه فله أجران».

فضل ختم القرآن

- قال عبد الله بن مسعود: «من ختم القرآن فله دعوة مستجابة». قال: فكان عبد الله إذا ختم القرآن جمع أهله ثم دعا وأمنوا على دعائه.
- عن قتادة، عن أنس بن مالك: أنه كان يجمع أهله عند الختم.

* فضل تعلم القرآن وتعليمه
- عن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه»
- عن عقبة بن عامر الجهني، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: «أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق، فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين في غير إثم، ولا قطيعة رحم» ؟ قلنا: كلنا يا رسول الله يحب ذلك. قال: «فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد، فيتعلم آيتين من كتاب الله خير له من ناقتين، ومن ثلاث، ومن أعدادهن من الإبل»

القرآن ميراثُ النبي صلى الله عليه وسلم:
- عن الأعمش، قال: مر أعرابي بعبد الله بن مسعود، وهو يقرئ قوما القرآن، أو قال: وعنده قوم يتعلمون القرآن، فقال: ما يصنع هؤلاء ؟ فقال ابن مسعود: «يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم»

الاستغناء بالقرآن الكريم :

- عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: مل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملة، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا. فأنزل الله تبارك وتعالى: الله نزل أحسن الحديث قال: ثم نعته فقال: كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله إلى آخر الآية. قال: ثم ملوا ملة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، حدثنا شيئا فوق الحديث ودون القرآن، يعنون القصص، فأنزل الله تبارك وتعالى: الر تلك آيات الكتاب المبين إلى قوله تعالى: نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين قال: فإن أرادوا الحديث دلهم
على أحسن الحديث، وإن أرادوا القصص دلهم على أحسن القصص: القرآن

فضل فهم القرآن
عن عمرو بن مرة قال: «إني لأمر بالمثل من كتاب الله عز وجل ولا أعرفه، فأغتم به لقول الله عز وجل: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون»

حِرص الصحابة على تعلم وتعليم القرآن

- عن ابن سيرين، قال: نبئت أن ابن مسعود، قال: «لو أعلم أن أحدا تبلغنيه الإبل أحدث عهدا بالعرضة الأخيرة مني لأتيته، أو لتكلفت أن آتيه»
- عن عبد الله بن بريدة، قال: شتم رجل ابن عباس رحمة الله عليه فقال: «أما إنك تشتمني وفي ثلاث خلال: إني لأسمع بالحكم من حكام المسلمين يعدل فأفرح، وعلي ألا أقاضي إليه أبدا، وإني لأسمع بالغيث يصيب من بلدان المسلمين فأفرح به ومالي به من سائمة ، وإني لآتي على الآية من كتاب الله فأود أن الناس كلهم يعلمون منها ما أعلم»

-
عن حسان بن عطية، قال: قال أبو الدرداء: «لو أعيتني آية من كتاب الله عز وجل، فلم أجد أحدا يفتحها علي إلا رجلا ببرك الغماد لرحلت إليه». قال: وهو أقصى هجر باليمن. قال أبو عبيد المحدث قال: ببرك بالضم، والصواب: ببرك بالكسر والغماد بضم الغين



*فضائل سور القرآن
فضل سورة الفاتحة :
-
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبي بن كعب أم القرآن فقال: «والذي نفسي بيده، ما أنزل الله في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها إنها السبع من المثاني». أو قال: «السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت».
- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم»
- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم دخل كلام بعضهم في بعض قال: «قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل؛ يقوم العبد فيقول: الحمد لله رب العالمين فيقول الله عز وجل: حمدني عبدي، ويقول العبد: الرحمن الرحيم فيقول الله عز وجل: أثنى علي عبدي، ويقول العبد: مالك يوم الدين فيقول الله عز وجل: مجدني عبدي، ويقول العبد: إياك نعبد وإياك نستعين فيقول الله: هذه بيني وبين عبدي، أولها لي وآخرها لعبدي، وله ما سأل، ويقول العبد: اهدنا الصراط المستقيم إلى آخرها، فيقول الله عز وجل: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل»

فضل السبع الطوال :
-
عن الليث بن سعد، قال: حدثنا سعيد بن أبي هلال، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت السبع الطول مكان التوراة»
- السبع الطوال : البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ، والتوبة والأنفال السابعة في قول ، و القول الآخر أن السورة السابعة سورةُ يونس.

فضل سورة البقرة :
-
عن عبد الله، قال: «إن الشيطان يفر من البيت يسمع فيه سورة البقرة».
-
عن أبي أمامة الباهلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اقرءوا البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة».
-
عن جرير بن حازم، عن عمه جرير بن زيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس، لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟ قال: «فلعله قرأ سورة البقرة». فسئل ثابت، فقال: قرأت سورة البقرة.

فضل آية الكرسي :
-
عن عبد الله بن رباح، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: «أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟» قال: الله ورسوله أعلم. قال: «أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟ فقال: الله ورسوله أعلم أبا المنذر، أي آية في القرآن أعظم؟» فقال: الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم قال: فضرب صدره وقال: «ليهنك العلم أبا المنذر، والذي نفسي بيده، إن لها للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش»

فضل خواتيم سورة البقرة :
- عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلته كفتاه»

فضل البقرة وآل عِمران

عن أبي أمامة الباهلي، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لصاحبه، اقرءوا الزهراوين سورة البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غيايتان أو كأنهما غمامتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما». قال أبو عبيد: يعني ثوابهما.
فضل سورة المائدة :
- عن جبير بن نفير، قال: حججت، فدخلت على عائشة، فقالت لي: «يا جبير، هل تقرأ المائدة؟» قلت: نعم. قالت: «أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه»

فضل سورة التوبة :
- عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: سورة التوبة. قال: «تلك الفاضحة، ما زالت تنزل ومنهم... ومنهم حتى خشينا أن لا تدع أحدا». قال: قلت: فسورة الأنفال؟ قال: «نزلت في قتال بدر». قلت: فسورة الحشر؟ قال: «نزلت في بني النضير»
- عن أيوب، عن ابن سيرين، أن أبا أيوب الأنصاري، كان يقول: «قال الله تعالى انفروا خفافا وثقالا فلا أجدني إلا خفيفا أو ثقيلا»

آداب تلاوة القرآن :

حث بعض الصحابة على القراءة نظرًا من المصحف :
-
عن زر بن حبيش، قال: قال عبد الله: «أديموا النظر في المصحف»
-
عن خيثمة، قال: دخلت على عبد الله بن عمر وهو يقرأ في المصحف فقال: «هذا جزئي الذي أقرؤه الليلة».


آداب تلاوة القرآن

- جاء رجل إلى عبد الله فقال: أوصني. فقال: «إذا سمعت الله تبارك وتعالى يقول: يا أيها الذين آمنوا فارعها سمعك ؛ فإنه خير يؤمر به أو شر ينهى عنه»

تأليف القرآن


هل البسملة آية من كتاب الله :
عن عمرو بن دينار، أن سعيد بن جبير، أخبره أن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعرفون انقضاء السورة حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم فإذا نزلت علموا أن قد انقضت السورة ونزلت أخرى
- عن محمد بن كعب القرظي، قال: «فاتحة الكتاب سبع آيات بـ بسم الله الرحمن الرحيم». قال: قال المفضل: وكان ابن شهاب يقول: «من ترك بسم الله الرحمن الرحيم فقد ترك آية من كتاب الله»
- عن
سعيد بن جبير أن ابن عباس، قال: «بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن؟» قال: نعم

التغليظ في ترك قراءة البسملة :

عن ابن عون، أنه كتب لابن سيرين بم، فقال: «مه، اكتب سينا، اتقوا أن يأثم أحدكم وهو لا يشعر»
قال أبو عبيد: أما هذه الأحاديث التي ذكرناها في ترك قراءة بسم الله الرحمن الرحيم فليس هو على الجهر بها، إنما غلظوا ترك قراءتها في الصلاة أو غير الصلاة. إلا أنه يسرها في الصلاة وهذا عندنا هو السنة).





يُتبع إن شاء الله.


هيئة الإدارة 23 ربيع الأول 1436هـ/13-01-2015م 05:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي (المشاركة 128265)
تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة


· المقصد العام للكتاب
معرفة كيفية نزول القرآن وجمعه وتلاوته، ومعنى الأحرف السبعة التي نزل عليها، والمراد بالقراءات السبع وضابط ما قوي منها، وبيان ما انضم إليها، والتعريف بحق تلاوته وحسن معاملته

الباب الأول
في البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوتهوذكر حفاظه في ذلك الأوان


· نزول القرآن في ليلة القدر من شهر رمضان
قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقال جلت قدرته: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، فليلة القدر هي الليلة المباركة وهي في شهر رمضان جمعا بين هؤلاء الآيات.
· الرد على من قال بأن القرآن نزل في ليلة النصف من شعبان
قالوا : الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان، وأن قوله تعالى: {أنزل فيه القرآن} معناه: أنزل في شأنه وفضل صيامه وبيان أحكامه، وأن ليلة القدر توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين، واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان
والرد على ذلك بصريح الآيات : { شهرُ رمضان ا لذي أُنزِل فيهِ القرآن }
وما صح من الأحاديث من أن ليلة القدر في رمضان.

· الجمع بين نزول القرآن في ليلة القدر وبين نزوله مفرقًا على عشرين سنة
على عدة أقوال :
أحدها:أنه ابتدئ إنزاله فيها.
والثاني:أنه أنزل فيها جملة واحدة.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}. أخرجه الحاكم في مستدركه وذكره أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن.
والثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
وقال أبو الحسن الواحدي المفسر:وقال مقاتل: أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة، وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا، فكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر ما ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر، ونزل به جبريل على محمد عليهما الصلاة والسلام في عشرين سنة.
وفي "كتاب المنهاج" لأبي عبد الله الحليمي: كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة، قدر ما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم إلى الليلة التي تليها، فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة.
قول رابع :أورده الماوردي في تفسيره لقول الله عز وجل :{إنا أنزلناه في ليلة القدر}

قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.


· فائدةُ إنزاله إلى السماء الدنيا
تعظيمًا لأمره وأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بإعلام ملائكة السماء الدنيا به.

· وقت نزوله إلى السماء الدنيا
- قبل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وهو أظهر.
- بعد نبوته صلى الله عليه وسلم.

· قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
له وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال.


· الحكمة من نزوله إلى الأرض منجما
ما ورد في قوله تعالى:{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك }
وقال تعالى:{وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا }
وأيضا في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول، ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

· ضمان حفظ القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتيسير بيانه للأمة :
قال تعالى : {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه} سورةُ القيامة ، وقال تعالى : {سنُقرئك فلا تنسى } سورةُ الأعلى.
وفي الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى.

· أول ما نزل من القرآن :
أول آياتٍ من سورة العلق على ما ورد في حديث بداية الوحي.

· آخر ما نزل من القرآن :
على أقوال :
- آيات الربا وآخرها قوله تعالى : {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }
- {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
- {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين
- ونزل يوم عرفة في حجة الوداع : : {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية
· وكان بين أول ما نزل وآخر ما نزل :
عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة
على حسب الخلاف في المدة التي مكثها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بعد بعثته ولم يختلفوا أنه مكث في المدينة عشر سنوات.

· كان أكثرُ الوحي في العام الذي تُوفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد.هذا لفظ البخاري، ولمسلم: إن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.


· عرض القرآن على جبريل عليه السلام في رمضان من كل عام
في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة
وفيه عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضي الله عنها: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي.



· جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
1- حفظه في الصدور :
وقد حفظه عدد كبير من الصحابة كما تقرر ذلك في الصحيح من قتلِ سبعين من الأنصار في يوم بئر معونة وكانوا يسمون بالقراء ، وكذا الصحابة الذين قُتلوا في معركة اليمامة وعُرفوا بأنهم من حملة القرآن
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وقد وردت أحاديث بحصر حملة القرآن في عدد معين من الصحابة
في صحيح البخاري عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
وفيه عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه، وفي رواية: أحد عمومتي.
وفي روايات أخرى زادوا ، عثمان بن عفان وسعد بن عبيد رضي الله عنهما.

وقد أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك.
وحمل الأحاديث التي فيها الحصر على عدة أقوال أبرزها :
- أنه لم يجمع القرآن على جميع الأوجه والقراءات التي نزل بها سواهم ، أو لم يجمع على ما نُسخ منه سواهم.
- لم يأخذ القرآن من فيِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملا سواهم وإنما كان أكثر الصحابه يتلقوه عن بعضهم البعض.
- أنه لم يُعلن من الصحابة أنه جمع القرآن وتصدر لتعليمه للناس سواهم بينما لم يُعلن ذلك البقية خوفًا من الرياء أو لتفرقهم في الأمصار وصعوبة أن يبلغ الرواي حالهم كلهم.

2- كتابته :
روى الترمذي وغيره عن ابن عباس عن عثمان رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول:((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))...هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وفي سنن أبي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت.
وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).
وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها {غير أولي الضرر}.


وقد سمى الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام أهل القرآن من الصحابة في أول "كتاب القراءات" له، فذكر من المهاجرين أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.
قال: وبعض ما ذكرنا أكثر في القراءة وأعلى من بعض، وإنما خصصنا بالتسمية كل من وصف بالقراءة، وحكي عنه منها شيء.


· ما نُسِخَ من القرآن ؛ على ثلاثة أنواع :
1- ما نسِخت تلاوته ولم يُنسخ حكمه :
مثل آية الرجم و " خمس رضعاتٍ معلوماتٍ يُحرمن "
ففي صحيح
البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.

2- ما نُسخ حكمه وتلاوته :
مثل :
" عشرُ رضعاتٍ معلومات يحرمن " كما ورد من حديث عائشة رضي الله عنه المذكور أعلاه.

3- ما نُسِخ حكمه ولم يُنسخ تلاوته :
تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها
{أربعة أشهر وعشرا}.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.




الباب الثاني
في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآنوإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان



· جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
- جمعه من صدور الرجال وعظام الأكتاف واللخاف والأحجار في مصحف واحد بعد ما استُشهد عدد كبير من الصحابة في معركة اليمامة خشية أن يضيع بموت القراء.
- وكان يشترط على كل آية شاهدين فجمعوا المصحف كله إلا آخر آيتين من سورة التوبة وجدوهما مع أبي خزيمة الأنصاري وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل شهادته بشهادة رجلين فقُبل منه.
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر.
قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر.


- الحكمة من عدم جمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
أورد أبو شامة في المحرر الوجيز : " قال البيهقي في كتاب المدخل : ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين".


· جمع القرآن في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :
- جمعه في مصحف واحد على قراءة واحدةٍ بعد ما اتسعت الفتوحات واختلف الناس في القراءات وذلك بنسخ المصحف الذي جمعه أبو بكر رضي الله عنه مع ترتيب سوره
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
قال ابن شهاب: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت قال: سمعت زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخت الصحف، قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه}، فألحقتها في سورتها في المصحف.

قال أبو شامة : ..." أنه كان يتطلب نسخ القرآن من غير ما كتب بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يجد كتابة تلك الآية مع ذلك الشخص، وإلا فالآية كانت محفوظة عنده وعند غيره، وهذا المعنى أولى مما ذكره مكي وغيره: أنهم كانوا يحفظون الآية، لكنهم أنسوها فوجدوها في حفظ ذلك الرجل فتذاكروها وأثبتوها لسماعهم إياها من النبي صلى الله عليه وسلم ".
- موافقة الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما فعل
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق. عن مصعب بن سعد قال: أدركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فأعجبهم ذلك -أو قال: لم يعب ذلك أحد.
وحدثنا عبد الرحمن عن شعبة عن علقمة بن مرثد عن رجل عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضوان الله عليه: لو وليت لفعلت في المصاحف الذي فعل عثمان. وفي رواية أخرى لو وليت من أمر المصاحف ما ولي عثمان لفعلت ما فعل عثمان.

- اجتهاد عثمان بن عفان في ترتيب السور :
عن ابن عباس – رضي الله عنهما - قال: قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على أن عمدتم إلا "براءة" وهي من المئين، وإلى "الأنفال" وهي من المثاني، فقرنتم بينهما، ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه {بسم الله الرحمن الرحيم}، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال: كانت "الأنفال" من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت "براءة" من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها.

- الرواية التي وردت بأن الصحابة كتبوا المصحف في عهد عثمان من الكتب التي بأيدي الناس لا تصح.
- معنى نزول القرآن بلسان قريش
أي معظمه بلسانهم، فإذا وقع الاختلاف في كلمة فوضعها على موافقة لسان قريش أولى من لسان غيرهم. أو المراد: نزل في الابتداء بلسانهم، ثم أبيح بعد ذلك أن يقرأ بسبعة أحرف

- المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان عنده حتى تُوفي ثم انتقل إلى عمر بن الخطاب ثم إلى حفصة ، فلما أراد عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يجمع المصحف على قراءةٍ واحدة أخذه منها ثم رده إليها ، وبقي عندها حتى ماتت ثم انتقل إلى عبد الله بن عمر فأرسل إليه مروان بن الحكم يسأله ذلك المصحف ثم حرقه
ووجه ما فعله مروان : أنه خاف من خلاف الأمة إذ كان ترتيب السور في مصحف أبي بكر مخالف لما في مصحف عثمان رضي الله عنهما ، أو أن مصحف أبي بكر رضي الله عنه كان على الأحرف السبعة فخاف تفرق الأمة في القرآن – إن صح ذلك.


الباب الثالث
في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((أنزل القرآن على سبعة أحرف))
الفصل الأول: في سرد الأحاديث في ذلك

· نزول القرآن على سبعة أحرف
رحمةً بالأمة وتوسعةً عليهم وقد كان ذلك بدعوةٍ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لربه على ما ورد في الصحيحين
ففي الصحيحين عن ابن شهاب قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل عليه السلام على حرف واحد فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
وفيهما عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: ((أرسله))، فأرسله عمر فقال لهشام: ((اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)).واللفظ للبخاري. زاد مسلم: قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا، لا يختلف في حلال ولا حرام. وأخرجه النسائي في سننه الكبرى وقال: فقرأ فيها حروفا لم يكن نبي الله أقرأنيها.
وفي صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى فقرأ قراءة أنكرتها، ثم دخل آخر، فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ -وفي رواية: ثم قرأ هذا- سوى قراءة صاحبه، فأقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحسن النبي صلى الله عليه وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقا فقال: ((يا أبي إن ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه يهون على أمتي فرد إلي في الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وسلم)).


وفي جامع الترمذي عن أبي بن كعب قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل فقال: ((يا جبريل إني بعثت إلى أمة أميين منهم العجوز والشيخ الكبير والغلام والجارية، والرجل الذي لم يقرأ كتابا قط قال: يا محمد، إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)). قال: هذا حديث حسن صحيح.

وفي سنن أبي داود عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إني أقرئت القرآن، فقال لي: على حرف؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاث، فقلت: على ثلاث، حتى بلغت سبعة أحرف))، ثم قال: ((ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت سميعا عليما، عزيزا حكيما، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب)).


قال أبو عبيد في كتاب فضائل القرآن : حدثني عبد الرحمن بن مهدي عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أنس بن مالك أن عثمان رحمة الله عليه قال للرهط القرشيين الثلاثة حين أمرهم أن يكتبوا المصاحف: ما اختلفتم فيه أنتم وزيد بن ثابت فاكتبوه بلسان قريش، فإنه نزل بلسانهم.
قال أبو شامة: يعني أول نزوله قبل الرخصة في قراءته على سبعة أحرف.



· المقصود بالأحرف السبعة
قال أبو بكر بن العربي شيخ السهيلي في كتاب شرح الموطأ.
"
لم تتعين هذه السبعة بنص من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بإجماع من الصحابة، وقد اختلفت فيها الأقوال، فقال ابن عباس: اللغات سبع والسماوات سبع والأرضون سبع، وعدد السبعات، وكأن معناه أنه نزل بلغة العرب كلها، وقيل: هذه الأحرف في لغة واحدة، وقيل: هي تبديل الكلمات إذا استوى المعنى.


- سبع لغات :
وهذا ما رجحه المصنف نقلا عن صاحبِ كتاب الدلائل
-وهو القاسم بن ثابت بن عبد الرحمن العوفي السرقسطي رحمه الله-
ودليله :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نزل القرآن على سبعة أحرف عليما حكيما غفورا رحيما))، قال: "وهذا الحديث يفسره قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ليس الخطأ أن تجعل خاتمة آية خاتمة آية أخرى، أن تقول: عزيز حكيم، وهو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن تجعل آية الرحمة آية العذاب".
عن عثمان رضي الله عنه: "أنزل القرآن بلسان مضر".
وعن سعيد بن المسيب قال: "نزل القرآن على لغة هذ الحي من لدن هوازن وثقيف إلى ضرية".
وروى أبو خلدة عن أبي العالية قال: "قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة، ورضي قراءتهم كلهم، وكانت تميم أعرب القوم".

وقال الأعمش عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "نزل القرآن على سبعة أحرف، صارت في عجز هوازن منها خمسة".
قال أبو حاتم السجستاني: "أحب الألفاظ واللغات إلينا لغات قريش ثم من دنا منهم من بطون العرب ومن بطون مضر خاصة للحديث الذي جاء في مضر".

قال أبو حاتم: "عجز هوازن ثقيف وبنو سعد بن بكر وبنو جشم وبنو نصر".


- الألفاظ المترادفة والمتقاربة في المعنى
وهذا ما رجحه بن عبد البر - في كتاب التمهيد - ونسبه لأكثر أهل العلم – ونقله المصنف عنه - ودليله :

في الصحيحين عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ "سورة الفرقان" على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: ((أرسله))، فأرسله عمر فقال لهشام: ((اقرأ يا هشام))، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت))، ثم قال: ((اقرأ يا عمر))، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه)). واللفظ للبخاري.
قال فإن هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب كلاهما من وأيضا فإن عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم كلاهما قرشي مكي، وقد اختلفت قراءتهما، ومحال أن ينكر عليه عمر لغته، كما محال أن يقرئ رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا منهما بغير ما يعرفه من لغته

- سبع أصناف
فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه، واحتجوا بحديث يرويه سلمة بن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال، فأحلوا حلاله وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
والحديث لا يصح سندًا ولا متنا إذ أن بالقرآن غير هذه الأصناف كما أنه لا يجوزُ أن يُقرأ القرآن على أنه حلال كله أو حرام كله كما قرر ذلك ابن عبد البر.



· ما ورد بأن الأحرف ثلاثة
قال أبو عبيد: قد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة، إلا حديثا واحدا يروى عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أنزل القرآن على ثلاثة أحرف)).قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة؛ لأنها المشهورة.

فإن صحَّ يُحمل على :
- أن يكون بعضه على ثلاثة أحرف

أو أنه كان أولا ثلاثة أحرف ثم وُسِّعَ إلى سبعة أحرف.

· في المجموع في المصحف هل هو جميع الأحرف السبعة التي أبيحت القراءة عليها أو حرف واحد منها؟
على ثلاثة أقوال :
- أن جميع الأحرف السبعة وردت بالمصحف وهو قول القاضي أبو بكر الطيب.
- أن جميع الأحرف السبعة كانت بالمصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق ، وأما مصحف عثمان رضي الله عنه يشمل حرف واحد ؛ وهو قول الشاطبي.
- أن المصحف يشمل حرف واحد من الأحرف السبعة وهو قول الطبري وجماعة من أهل العلم
والتفصيل في ذلك كما أورده المصنف :

أن المجموع في المصحف هو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابةً ، أو ثبت عنه أنه قرأ به أو أقرأ غيره به.
وما اختلفت فيه المصاحف حذفا وإثباتا، نحو "من تحتها"، {هو الغني}، {فبما كسبت أيديكم} فمحمول على أنه نزل بالأمرين، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بكتابته على الصورتين لشخصين أو في مجلسين، أو أعلم بهما شخصا واحدا وأمره بإثباتهما.
وأما ما لم يرسم فهو مما كان جوز به القراءة، وأذن فيه، ولما أنزل ما لم يكن بذلك اللفظ خير بين تلك الألفاظ توسعة على الناس وتسهيلا عليهم، فلما أفضى ذلك إلى ما نقل من الاختلاف والتكثير اختار الصحابة رضي الله عنهم الاقتصار على اللفظ المنزل المأذون في كتابته، وترك الباقي للخوف من غائلته، فالمهجور هو ما لم يثبت إنزاله، بل هو من الضرب المأذون فيه بحسب ما خف وجرى على ألسنتهم.






الباب الرابع
في معنى القراءات المشهورة الآن ، وتعريف الأمر في ذلك كيف كان

لما جمع عثمانُ ابن عفان الناس على مصحفٍ واحد
وأرسل إلى كلٍ من الكوفة والبصرة ومكة والشام والبحرين واليمن مصحفًا وأبقى في المدينةِ مصحفًا
- ولم يُعثر على المصاحف التي أرسلت للبحرين والشام -
ولم تكن المصاحف حينئذٍ معجمة ولا مشكلة
فاجتهد الصحابة في هذه الأمصار أن يُقرئوا الناس وفق ما كان من خط المصحف وما تحتمله القراءاة من الأحرف السبعة التي أُذِن بالقراءةِ بها
ثم كثر القراء عن الصحابة والتابعين في القرن الثاني والثالث وكثر الاختلاف
فاجتهد أبو بكر بن مجاهد – قبل سنة ثلاثمائة للهجرة - باختيار سبعة من القراء الذين اشتهروا بالعدل والضبط في روايتهم عن التابعين
وكان أساسه :
- صحة الإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
- قوة وجهه في اللغة العربية
- ما اجتمعت عليه الأمة.
فكان أبو عمرو من أهل البصرة، وحمزة وعاصم من أهل الكوفة وسوادها، والكسائي من أهل العراق، وابن كثير من أهل مكة، وابن عامر من أهل الشام، ونافع من أهل المدينة
ولم تُترك القراءة برواية غيرهم مما توافرت فيه الشروط الثلاثة حتى الآن
وصنف بعد بن مجاهد في الرواية الثمانية فأضافوا يعقوب الحضرمي

وكذلك صُنفت القراءات العشرة.

· لما تم اختيار السبعة ولم يزيدوا أو يقلوا عن ذلك:
"إحداهما: أن عثمان رضي الله عنه كتب سبعة مصاحف ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف".
"
والثانية: أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن، وهي سبعة على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمتنع ذلك؛ إذ عدد الرواة الموثوق بهم أكثر من أن يحصى".


· القراءات السبعة ليست هي الأحرف السبعة :
قال أبو محمد مكي
"فأما من ظن أن قراءة كل واحد من هؤلاء القراء كنافع وعاصم وأبي عمرو، أحد الأحرف السبعة التي نص النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك منه غلط عظيم؛ إذ يجب أن يكون ما لم يقرأ به هؤلاء السبعة متروكا؛ إذ قد استولوا على الأحرف السبعة عنده، فما خرج عن قراءتهم فليس من السبعة عنده".
"
ويجب من هذا القول أن تترك القراءة بما روي عن أئمة هؤلاء السبعة من التابعين والصحابة مما يوافق خط المصحف، مما لم يقرأ به هؤلاء السبعة".
"
ويجب منه أن لا تروى قراءة عن ثامن فما فوقه؛ لأن هؤلاء السبعة عند معتقد هذه القول قد أحاطت قراءتهم بالأحرف السبعة".


· العلة في كثرة الخلاف عن القراء السبعة :
قال أبو محمد مكي
"ألا ترى أن نافعا قال: قرأت على سبعين من التابعين، فما اتفق عليه اثنان أخذته، وما شك فيه واحد تركته. يريد -والله أعلم- مما خالف المصحف. وكان من قرأ عليه بما اتفق فيه اثنان من أئمته لم ينكر عليه ذلك".



الباب الخامس
في الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية

· القراءة الصحيحة القوية :

اختلف الناس في القراءات اختلافهم في رواية الأحكام
فكان ضابط الرواية الصحيحة ؛صحة السند وموافقة رسم المصحف والإجماع عليها فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة.
قال الإمام أبو بكر بن مجاهد في "كتاب السبعة":
"والقراءة التي عليها الناس بالمدينة ومكة والكوفة والبصرة والشام هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم تلقيا، وقام بها في كل مصر من هذه الأمصار رجل ممن أخذ عن التابعين، اجتمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيها طريقه وتمسكوا بمذاهبه على ما روي -يعني- عن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما من الصحابة، وعن ابن المنكدر وعروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز وعامر الشعبي من التابعين أنهم قالوا: القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول، فاقرءوا كما علمتموه، قال زيد: القراءة سنة".
وذكر عن محمد بن سيرين أنه قال:
"
كانوا يرون أن قراءتنا هذه هي أحدثهن بالعرضة الأخيرة"، وفي رواية قال: "نبئت أن القرآن كان يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم كل عام مرة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي توفي فيه عرض عليه مرتين".
قال ابن سيرين: "فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة". أخرجه أبو عبيد وغيره.
وعنه عن عبيدة السلماني قال: "القراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه، هي التي يقرؤها الناس اليوم


· من ادعى تواتر القراءات السبعة :
ولا يلزم حصول التواتر في نقل القراءة في كل طبقات السند مع كل حرف من حروف القراءة فإن توفر ذلك فيما دون القراء السبعة فماذا فيما فوقهم.


· وجود حروف ضعيفة في هذه الروايات المشهورة :
قال أبو شامة : "ونحن فإن قلنا: إن القراءات الصحيحة إليهم نسبت وعنهم نقلت، فلسنا ممن يقول: إن جميع ما روي عنهم يكون بهذه الصفة، بل قد روي عنهم ما يطلق عليه أنه ضعيف وشاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثة، ولهذا ترى كتب المصنفين في القراءات السبع مختلفة في ذلك، ففي بعضها ذكر ما سقط في غيرها، والصحيح بالاعتبار الذي ذكرناه موجود في جميعها إن شاء الله تعالى. "
" فمما نسب إليهم وفيه إنكار لأهل اللغة وغيرهم:
الجمع بين الساكنين في تاءات البزي، وإدغام أبي عمرو، وقراءة حمزة "فما اسطاعوا"، وتسكين من أسكن "بارئكم" و"يأمركم" ونحوه و"سبأ" و"يا بني" و"مكر السيئ""، وإشباع الياء في "نرتعي" و"يتقي ويصبر" و"أفئدة من الناس" وقراءة "ليكة" بفتح الهاء، وهمز "سأقيها"، وخفض "والأرحام"، ونصب "كن فيكون"، والفصل بين المضافين في "الأنعام"، وغير ذلك على ما نقلناه وبيناه بعون الله تعالى وتوفيقه في شرح قصيدة الشيخ الشاطبي رحمه الله.
فكل هذا محمول على قلة ضبط الرواة فيه على ما أشار إليه كلام ابن مجاهد المنقول في أول هذا الباب."


· القراءات الشاذة :
وهي ما تخلف فيها أحد الشروط الثلاثة :

قال الشيخ أبو الحسن رحمه الله :
"وقال خلاد بن يزيد الباهلي: قلت ليحيى بن عبد الله بن أبي مليكة: إن نافعا حدثني عن أبيك عن عائشة أنها كانت تقرأ "إذ تلقونه" وتقول: إنما هو ولق الكذب. فقال يحيى: ما يضرك أن لا تكون سمعته عن عائشة، نافع ثقة على أبي وأبي ثقة على عائشة، وما يسرني أني قرأتها هكذا، ولي كذا وكذا. قلت: ولم وأنت تزعم أنها قد قرئت؟ قال: لأنه غير قراءة الناس، ونحن لو وجدنا رجلا يقرأ بما ليس بين اللوحين ما كان بيننا وبينه إلا التوبة أو نضرب عنقه، نجيء به، نحن عن الأمة عن الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن الله عز وجل. وتقولون أنتم: حدثنا فلان الأعرج عن فلان الأعمى أن ابن مسعود يقرأ ما بين اللوحين، ما أدري ما ذا، إنما هو والله ضرب العنق أو التوبة".
"
وقال هارون: ذكرت ذلك لأبي عمرو -يعني القراءة المعزوة إلى عائشة فقال: قد سمعت هذا قبل أن تولد، ولكنا لا نأخذ به. وقال أبو عمرو في رواية أخرى: إني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة".






الباب السادس
في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن
والعمل بها وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها

· تدبر القرآن والعمل به ينبغي أن يكون المقصود من قراءته :

أخرج أبو عبيد القاسم بن سلام في "كتاب فضائل القرآن" عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة في قوله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}، قال: يتبعونه حق إتباعه.
وعن الشعبي في قوله تعالى: {فنبذوه وراء ظهورهم}،قال: أما إنه ما كان بين أيديهم، ولكن نبذوا العمل به.
وعن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.
وخرج أبو بكر محمد بن الحسين الآجري جزءا في حلية القارئ عن الحسن البصري قال: إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان، لا علم لهم بتلاوته، ولم ينالوا الأمر من أوله. قال الله عز وجل:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.

· إكرام حامل القرآن :
وقال أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن".
حدثنا معاذ عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: إن من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه.
ورواه البيهقي في "الشعب" عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من إجلال الله عز وجل إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط)).


· النهي عن التعمق في تلاوة الألفاظ والغلو بسببها
وقال أبو بكر بن أبي شيبة:
حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم)).
وقال عبد الله: إياكم والتنطع والاختلاف.
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني الحافظ المقرئ رحمه الله:
"التحقيق الوارد عن أئمة القراءة حده أن يوفي الحروف حقوقها من المد والهمز والتشديد والإدغام والحركة والسكون والإمالة والفتح، إن كانت كذلك من غير تجاوز ولا تعسف ولا إفراط ولا تكلف".
قال: "فأما ما يذهب إليه بعض أهل الغباوة من القراء من الإفراط في التمطيط، والتعسف في التفكيك، والإسراف في إشباع الحركات إلى غير ذلك من الألفاظ المستبشعة والمذاهب المكروهة فخارج عن مذاهب الأئمة وجمهور سلف الأمة، وقد وردت الآثار عنهم بكراهة ذلك".


تصحيح الشيخ عبد العزيز
الدرجة: 95

* آمل العناية باختصار العبارات وبيان المسائل في نقاط واضحة

عبد العزيز الداخل 26 جمادى الأولى 1437هـ/5-03-2016م 02:52 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي (المشاركة 148545)
تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن جرير الطبري


المقصد العام :
بيان مقدمات مهمة لطالب علم التفسير.

المقاصد الفرعية:
إعجاز القرآن الكريم

  • القرآن العظيم معجزة محمد صلى الله عليه وسلم :
- نزوله بلسان عربي مبين يتحدى الفصحاء من أهل العرب أن يأتوا بسورة من مثله .
- قال تعالى :
: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} [ إبراهيم: 4]. وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذياختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [ النحل: 64].
{يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى
النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}[ المائدة: 16]
  • موافقة معاني كلام الله عز وجل لمعاني لغة العرب
- لأنه نزل بلغتهم ويخاطبهم
- العادة أنه لا يخاطب القوم إلا بما يفهمون
- {إنا أنزلناه قرآنا
عربيا لعلكم تعقلون} [ يوسف: 2]. وقال: {وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل بهالروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين} [ الشعراء: 192-195].
- ومن هذه الموافقات ؛ الموافقة في :
الإيجاز والاختصار، والاجتزاء بالإخفاء من
الإظهار، وبالقلة من الإكثار في بعض الأحوال، واستعمال الإطالة والإكثار،والترداد والتكرار، وإظهار المعاني بالأسماء دون الكناية عنها، والإسرار فيبعض الأوقات، والخبر عن الخاص في المراد بالعام الظاهر، وعن العام فيالمراد بالخاص الظاهر، وعن الكناية والمراد منه المصرح، وعن الصفة والمرادالموصوف، وعن الموصوف والمراد الصفة، وتقديم ما هو في المعنى مؤخر، وتأخيرما هو في المعنى مقدم، والاكتفاء ببعض من بعض، وبما يظهر عما يحذف، وإظهارما حظه الحذف.

  • هل في القرآن ألفاظ أعجمية :
    * ذهب قومٌ إلى وجود ألفاظ أعجمية في القرآن واحتجوا بـهذه الآثار
    - عن الأحوص عن أبي موسى
    : {يؤتكم كفلين من رحمته} [ الحديد: 28]، قال: الكفلان: ضعفان من الأجر،بلسان الحبشة.
    - عن ابن عباس: {إن ناشئة الليل} [المزمل: 6] قال
    : بلسان الحبشة إذا قام الرجل من الليل قالوا: نشأ.
    - عن أبي ميسرة، قال: في القرآن من كل لسان

    * أن القرآن الكريم عربي فصيح كله.
    * أن هذه الألفاظ مما توافقت عليه اللغات :
    مورجح ابن جرير الطبري هذا القول وقال أنها إما أن تكون أصلها عربي وانتقلت إلى أهل لغة أخرى فاستعملوها أو العكس
    وحمل الآثار السابقة على هذا القول ، واستدل بما ورد في صريح الآيات بأن القرآن أُنزل بلسانٍ عربي مبين.


تفسير القرآن

  • الحض على العلم بالتفسير
- أمر الله عز وجل للمسلمين أن يتدبروا آياته ويعتبروا بما فيها
{كتاب أنزلناه
إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29] وقوله: {ولقدضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون * قرآنا عربيا غير ذيعوج لعلهم يتقون} [الزمر: 27، 28]
قال ابن جرير : " لأنهمحال أن يقال لمن لا يفهم ما يقال له ولا يعقل تأويله: "اعتبر بما لا فهملك به ولا معرفة من القيل والبيان والكلام"
- عن ابن مسعود، قال: كان الرجل
منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
عن أبي عبد الرحمن، قال: حدثناالذين كانوا يقرئوننا: أنهم كانوا يستقرئون من النبي صلى الله عليه وسلم،فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل،فتعلمنا القرآن والعمل جميعا.

- رضى الله عن العلم به.
  • معرفة تفسير القرآن :
1: وجه لا يعلمه إلا الله : الخبر عنآجال حادثة، وأوقات آتية، كوقت قيام الساعة، والنفخ في الصور، ونزول عيسىبن مريم، وما أشبه ذلك.
2: وجه بينه النبي صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم :{وأنزلنا
إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44]
وقالأيضا له جل ذكره: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [النحل: 64]، وقال: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب} [آل عمران: 7].
3: وجه يعرفه العلماء
- بالنقل عن الصحابة والتابعين فهم أعلمُ الخلق بالتفسير.
لمعاصرة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم ، ومعاصرة التابعين لصحابة النبي صلى الله عليه وسلم
وأقربهم للغة العرب.
- بالأدلة المنصوبة على صحة هذا التفسير.
- بالأدلة والشواهد من لغة العرب.
قال ابن جرير : " فأحق المفسرين بإصابة الحق -في تأويل القرآن الذي إلى علم
تأويله للعباد السبيل- أوضحهم حجة فيما تأول وفسر، مما كان تأويله إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته من أخبار رسول الله صلى الله عليهوسلم الثابتة عنه: إما من جهة النقل المستفيض، فيما وجد فيه من ذلك عنهالنقل المستفيض، وإما من جهة نقل العدول الأثبات، فيما لم يكن عنه فيهالنقل المستفيض، أو من جهة الدلالة المنصوبة على صحته؛ وأوضحهم برهانا -فيما ترجم وبين من ذلك- مما كان مدركا علمه من جهة اللسان: إما بالشواهدمن أشعارهم السائرة، وإما من منطقهم ولغاتهم المستفيضة المعروفة، كائنا منكان ذلك المتأول والمفسر، بعد أن لا يكون خارجا تأويله وتفسيره ما تأولوفسر من ذلك، عن أقوال السلف من الصحابة والأئمة، والخلف من التابعينوعلماء الأمة. "

4: وجه لا يعذر أحد بجهالته ومعنى ذلك أنه لا يعذر أحد بمعرفة تأويله

قال ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها،وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلاالله.

  • التحذير من تفسير القرآن بالرأي
- ومعنى ذلك القول في القرآن بما لا يُعلم بيانه إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم أو بنصبه الدلالة عليه ،لأنه بذلك يقول في دين الله بالظن .
قال تعالى {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن
والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولواعلى الله ما لا تعلمون} [الأعراف: 33]
عن ابن عباس،عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من قال في القرآن برأيه - أو بما لايعلم - فليتبوأ مقعده من النار)).
عن أبي معمر، قال: قال أبو بكر الصديق: أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا قلت في القرآن ما لا أعلم!
- وإن أصاب الحق بقوله فقد أخطأ في فعله
عن جندب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقدأخطأ)).


  • الرد على من أنكر تفسير المفسرين
* واحتجو بحديث عائشة رضي الله عنها :
عن عائشة، قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يفسر شيئا من القرآن، إلا آيا بعدد، علمهن إياه جبريل عليهالسلام.
- ضعّف ابن جرير الحديث.
- وإن صح معناه فإن من القرآن ما لا يُعلم تأويله إلا بوحي من الله عز وجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44].

* الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين في تعظيم القول في كتاب الله عز وجل لا تعني تحريم التفسير وإنما رد علمه إلى أهله

- عن يحيى بن سعيد،عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا.
يبين معنى ذلك ما ورد في طرق أخرى عن سعيد بن المسيب :

- عن عبد الله بن شوذب،قال: حدثني يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لميسمع.
- ، عن عمرو بن مرة، قال: سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن، فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه شيء منه- يعني عكرمة.

  • منهج ابن جرير في تفسيره
- جمع كل ما رُوي من آثار السلف في المسألة.
- توضيح علة كل مذهب من المذاهب
- ترجيح القول الصحيح منها.


جمع القرآن بعد النبي صلى الله عليه وسلم

- جمع أبي بكر الصديق : وسببه أن القتل استحر بالقراء في موقعة اليمامة فخاف الصحابة أن يذهب القرآن بموت القراء فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق بجمع القرآن في مصحف واحد فندب لذلك زيد بن ثابت – رضي الله عنهم جميعًا -. فكتب المصحف على العرضة الأخيرة التي عرضها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم.

- جمع عثمان بن عفان :
جمع المسلمين على حرف واحد بعد ظهور أثر الاختلاف في القراءات وتكفير بعضهم لبعض بسبب ذلك
فنسخ مصحف أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرسله إلى الآفاق
وأمرهم إن اختلفوا في شيء أن يكتبوه بلسان قريش فلم يختلفوا إلا في كلمة واحدة " التابوت " و " التابوه " فأُثبتت " التابوت " بلسان قريش.

وافق جميع الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه على ما فعل ماعدا ابن مسعود رضي الله عنه.
  • قول ابن مسعود رضي الله عنه في الأحرف السبعة:
    عن علقمة النخعي، قال: لما خرج عبد الله بن مسعود من الكوفة اجتمع إليه أصحابه فودعهم، ثم قال: لا تنازعوا في القرآن، فإنه لا يختلف ولا يتلاشى، ولا يتفه لكثرة الرد. وإن شريعة الإسلام وحدوده وفرائضه فيه واحدة، ولو كان شيء من الحرفين ينهى عن شيء يأمر به الآخر، كان ذلك الاختلاف. ولكنه جامع ذلك كله، لا تختلف فيه الحدود ولا الفرائض، ولا شيء من شرائع الإسلام. ولقد رأيتنا نتنازع فيه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأمرنا فنقرأ عليه، فيخبرنا أن كلنا محسن. ولو أعلم أحدا أعلم بما أنزل الله على رسوله مني لطلبته، حتى أزداد علمه إلى علمي. ولقد قرأت من لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة، وقد كنت علمت أنه يعرض عليه القرآن في كل رمضان، حتى كان عام قبض، فعرض عليه مرتين، فكان إذا فرغ أقرأ عليه فيخبرني أني محسن. فمن قرأ على قراءتي فلا يدعنها رغبة عنها، ومن قرأ على شيء من هذه الحروف فلا يدعنه رغبة عنه، فإنه من جحد بآية جحد به كله.


نزول القرآن على سبعة أحرف :
عن أبي سلمة، قال
: لا أعلمه إلا عن أبي هريرة-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزلالقرآن على سبعة أحرف، فالمراء في القرآن كفر -ثلاث مرات- فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)).

  • نزول القرآن على سبعة أحرف رحمةً بالعرب - في بادئ الأمر -
- عن أبي بن كعب، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل، وهو بأضاة بني غفار، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد. قال: فقال: ((أسأل الله مغفرته ومعافاته - أو قال: ومعافاته ومغفرته - سل الله لهم التخفيف، فإنهم لا يطيقون ذلك)). فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله مغفرته ومعافاته - أو قال: معافاته ومغفرته - إنهم لايطيقون ذلك، فسل الله لهم التخفيف)). فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف. فقال: أسأل الله مغفرته ومعافاته - أوقال: معافاته ومغفرته- إنهم لا يطيقون ذلك، سل الله لهم التخفيف. فانطلق ثم رجع، فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأمنها بحرف فهو كما قرأ.
- عن زر، عن أبي، قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء فقال: ((إني بعثت إلى أمة أميين، منهم الغلام والخادم والشيخ العاسيوالعجوز))، فقال جبريل: فليقرأوا القرآن على سبعة أحرف. ولفظ الحديث لأبي أسامة.
  • معنى نزول القرآن على سبعة أحرف :
رجح ابن جرير أن معنى نزول القرآن على سبعة أحرف أي على سبعة لغات
واحتج باختلاف الصحابة في القراءة دون ما في ذلك من المعاني واحتكامهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستقرأهم وقال ( هكذا أُنزلت )
عن عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبدالقاري أخبراه: أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأسورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت لقراءته، فإذاهو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أساوره في الصلاة، فتصبرت حتى سلم، فلما سلم لببته بردائه فقلت: من أقرأكهذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليهوسلم! قال: فقلت: كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أقرأنيهذه السورة التي سمعتك تقرؤها! فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لمتقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان! قال: فقال رسول الله صلى الله عليهوسلم: ((أرسله يا عمر، اقرأ يا هشام)). فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت)). ثم قال رسولالله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ يا عمر)). فقرأت القراءة التي أقرأني رسولالله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هكذا أنزلت)). ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل عل ىسبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منها)).

  • اللغات السبعة التي نزل بها القرآن
- قال ابن جرير من أهمية معرفة الست لغات التي نُسخت
قال ابن جرير : " قلنا: أما الألسن الستة التي قد نزلت القراءة بها، فلا حاجة بنا إلى معرفتها،لأنا لو عرفناها لم نقرأ اليوم بها مع الأسباب التي قدمنا ذكرها. وقد قيلإن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة"
قال : "والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وجشم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف".!!
- القراءة التي نقرأ بها اليوم بلسان قريش.


  • الرد على من قال بأن معنى الأحرف السبعة ؛ سبعة أوجه في المعاني :
- أي أمر ونهي ، ووعد ووعيد ، محكم ومتشابه والأمثال.
- رد ابن جرير بأنه إن كان الأمر كذلك فإنه يستلزم أن أمرًا واحدًا حلالا في قراءة وحرامًا في قراءة أخرى ، وأن هذا يخالف قول الله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه
اختلافا كثيرا} [النساء: 82].
- أن الصحابة مؤمنون بأن الله عز وجل يأمر عباده بما شاء وينهاهم عما يشاء ، وأن الاستسلام لذلك هو الإسلام
فلم يكن إذن وجه للإنكار إلا الإنكار على اختلاف القراءة على سبع لغات !
- وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عمن سمع ابن مسعود يقول: من قرأ منكم على حرف فلا يتحولن، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله لأتيته.
عن ليث، عن مجاهد: أنه كان يقرأ القرآن على خمسة أحرف.
، عن سالم: أن سعيد بن جبير كان يقرأ القرآن على حرفين.
- وهذه الآثار تستلزم أنهم كانوا يقرؤون على عدد من اللغات لا أنهم كانوا يأخذون بالأمر دون النهي أو الوعد دون الوعيد إذا كانت السبعة أحرف بمعنى سبعة معاني.

  • معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن من سبعة أبواب الجنة))
فروي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعةأحرف: زاجر وآمر وحلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله وحرمواحرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله،واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
- نزلت الكتب الأولى بلسان واحد ونزل القرآن على سبعة لغات فكانت القراءة بها تلاوة له وليس ترجمةً لمعانيه.
- نزلت الكتب الأولى على باب واحد من المعاني ، ، كزبور داود، الذي إنما
هو تذكير ومواعظ، وإنجيل عيسى، الذي هو تمجيد ومحامد وحض على الصفح والإعراض، واشتمل القرآن على سبعة أبواب كل بابٍ منها يوصل إلى الجنة !


  • هل يلزم وجود السبع لغات في كلمة واحدة :
ابن جرير يرى ذلك ويحتج بالأحاديث الواردة في اختلاف الصحابة في قراءة سورة واحدة
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ((قال جبريل: اقرأوا القرآن على حرف. فقال ميكائيل: استزده. فقال: على حرفين. حتى بلغ ستة أو سبعة أحرف، فقال: كلها شاف كاف، ما لم تختم آية عذاب بآية رحمة، أو آية رحمة بآية عذاب. كقولك: هلم وتعال)).


  • الرد على من قال بأن اللغات السبعة متفرقة في القرآن :
قال ابن جرير : "وفي صحة الخبر عن الذين روى عنهم الاختلاف في حروف القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - بأنهم اختلفوا وتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، على ما تقدم وصفناه- أبين الدلالة على فساد القول بأن الأحرف السبعة إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن، لا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني" .

  • أين الأحرف السبعة الآن ؟ ووجه نسخها ؟
- الأمر بالقراءة على الأحرف السبعة كان بالتخيير للتخفيف عن الأمة.
- لما ظهر أثر الاختلاف في القراءات وخاف حذيفة بن اليمان أن يختلف الناس في كتاب الله اختلاف اليهود والنصارى ونقل ذلك إلى عثمان بن عفان ، أمر عثمان بن عفان بجمع الناس على مصحف واحد.
فنُسخت القراءة بالأحرف السبعة وبقي منها حرف واحد – هكذا يرى ابن جرير -.


  • القراءات الموجودة حاليًا :
- زعم ابن جرير أنها ليست من الأحرف السبعة !
قال ابن جرير : " فأما
ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف وجره ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه،ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) - بمعزل. لأنه معلوم أنه لا حرف منحروف القرآن - مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى- يوجب المراء بهكفر المماري به في قول أحد من علماء الأمة. وقد أوجب صلى الله عليه وسلمبالمراء فيه الكفر، من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إليه، وتظاهرت عنهبذلك الرواية على ما قد قدمنا ذكرها في أول هذا الباب "


مسائل متفرقة
  • أسماء القرآن :
1: القرآن
قال تعالى :{نحن نقص عليك أحسن القصص
بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين} [يوسف: 3]،وقال: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون} [النمل: 76].
ومعناه :
- التلاوة والقراءة : قال ابن عباس في تفسير قوله تعالى : {فإذا قرأناه} يقول: بيناه، {فاتبع قرآنه} [القيامة: 18] يقول: اعمل
به.
قال ابن جرير :فإذا بيناه بالقراءة ، ورجحه.
- التأليف من الجمع :
عن قتادة في قوله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} يقول
: حفظه وتأليفه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} يقول: اتبع حلاله، واجتنب حرامه.
- كلا القولين صحيح من كلام العرب ، ورجح ابن جرير القول الأول لأن الله عز وجل لم يُرخص بترك اتباع ما جاء في القرآن حتى يؤلف ، فيكون المعنى الراجح ؛ فإذا بيناه لك
بقراءتنا، فاتبع ما بيناه لك بقراءتنا.
2: الفرقان
قال تعالى:{تبارك
الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [الفرقان:1].
قال ابن جرير : " القرآن سمي "فرقانا"، لفصله -بحججه وأدلته وحدود
فرائضه وسائر معاني حكمه- بين المحق والمبطل. وفرقانه بينهما: بنصرهالمحق، وتخذيله المبطل، حكما وقضاء."
3: الكتاب
قال تعالى:{الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما} [الكهف: 1، 2
].
- وذلك لأنه مكتوب.
4: الذكر
قال تعالى :{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9
].
ومعنى الذكر على قولين ذكرهما ابن جرير :
أحدهما: أنه ذكر من الله جل
ذكره، ذكر به عباده، فعرفهم فيه حدوده وفرائضه، وسائر ما أودعه من حكمه. والآخر: أنه ذكر وشرف وفخر لمن آمن به وصدق بما فيه، كما قال جل ثناؤه: {وإنه لذكر لك ولقومك} [الزخرف: 44]، يعني به أنه شرف له ولقومه.


  • أسماء سور القرآن
عن واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أعطيت مكان التوراة السبع الطول، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل)).

السبع الطوال
قال ابن جرير : والسبع الطول: البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف، ويونس، في قول سعيد بن جبير.
- وعند عثمان بن عفان رضي الله عنه أن الأنفال والتوبة معا من السبع الطوال ، بينما يرى ابن عباس رضي الله عنه خلاف ذلك
عن يزيد الفارسي،
قال: حدثني ابن عباس: قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم على أن عمدتم إلىالأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما ولمتكتبوا بينهما سطرا: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتموها في السبع الطول؟ما حملكم على ذلك؟ قال عثمان: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتيعليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعاببعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذاوكذا. وكانت الأنفال من أوائل ما أنزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها. فقبض رسول الله صلى الله عليهوسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما، ولم أكتب بينهماسطر: "بسم الله الرحمن الرحيم"، ووضعتها في السبع الطول".

المئون : ما كان من سور القرآن عدد آيه مائة آية، أو تزيد عليها شيئا أو تنقص منها شيئا يسيرا.
المثاني : فإنها ما ثنى المئين فتلاها، وكان المئون لها أوائل، وكان
المثاني لها ثواني. وقد قيل: إن المثاني سميت مثاني، لتثنية الله جل ذكرهفيها الأمثال والخبر والعبر، وهو قول ابن عباس.
المفصل : فإنما سميت مفصلا لكثرة الفصول التي بين سورها بـ "بسم الله الرحمن الرحيم
".

  • معنى " سورة " :
- من المنزلة والارتفاع :
كما في قول نابغة بني ذبيان
:
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب
.- السؤرة مهموزة : أي القطعة التي قد أفضلت من القرآن عما سواها وأبقيت.


  • معنى الآية :
- العلامة : ، لأنها علامة يعرف بها تمام ما قبلها وابتداؤها، كالآيةالتي تكون دلالة على الشيء يستدل بها عليه، كقول الشاعر:
ألكنى إليها عمرك الله يا فتى = بآية ما جاءت إلينا تهاديا

- الرسالة : فيكون معنى الآيات: القصص، قصة تتلو قصة، بفصول ووصول
.
، كما قال كعب بن زهير بن أبي سلمى:
ألا أبلغا هذا المعرض آية = أيقظان قال القول إذ قال أم حلم
  • أسماء فاتحة الكتاب :
1- فاتحة الكتاب: لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف، وبقراءتها في الصلوات، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتاب والقراءة.
2- أم القرآن :
العرب تسمي كل جامع أمرا -أو مقدم لأمر إذا
كانت له توابع تتبعه، هو لها إمام جامع- "أما".
والفاتحة تقدمت على سائر سور القرآن.
3- السبع المثاني
لأنها سبع آيات ، وسميت بالمثاني لأنها تثنى في الصلاة.

  • هل البسملة آية من الفاتحة ؟
- البسملة آية من الفاتحة ؛ وهو قول قراء الكوفة.
- البسملة ليست آية من الفاتحة ، والآية السابعة قوله تعالى : {صراط الذين أنعمت عليهم } ؛ وهو قول قراء المدينة.



والحمدُ للهِ الذي بنعمته تتم الصالحات.

أحسنت التلخيص بارك الله فيك ونفع بك، ولو كانت العبارة في المقصد العامّ أوضح لكان أفضل.
أ+

هيئة التصحيح 2 2 ذو القعدة 1441هـ/22-06-2020م 11:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي (المشاركة 149132)
تلخيص مقاصد فضائل القرآن لأبي عبيد


فضل القرآن :

* فضل تلاوة القرآن

باب فضل قراءة القرآن والاستماع إليه
باب فضل قراءة القرآن نظرا وقراءة الذي لا يقيم القرآن
باب فضل ختم القرآن


* فضل الاستماع للقرآن
باب فضل قراءة القرآن والاستماع إليه


* فضل تعلم القرآن وتعليمه
باب فضل القرآن وتعلمه وتعليمه الناس
باب فضل الحض على القرآن والإيصاء به وإيثاره على ما سواه
باب فضل علم القرآن والسعي في طلبه

*فضائل سور القرآن

جماع أبواب سور القرآن وآياته وما فيها من الفضائل: باب ذكر بسم الله الرحمن الرحيم وفضلها وحديثها
أبواب سور القرآن وما فيها من الفضائل
باب فضل آيات القرآن

* فضل حامل القرآن

باب إعظام أهل القرآن وتقديمهم وإكرامهم



آداب تلاوة القرآن


باب فضل اتباع القرآن وما في العمل به من الثواب وما في تضييعه من العقاب

باب ما يستحب لقارئ القرآن من البكاء عند القراءة في صلاة وغير صلاة وما في ذلك
باب ما يستحب للقارئ إذا مر في قراءته بذكر الجنة من المسألة، وبذكر النار من التعوذ
باب ما يستحب لقارئ القرآن من تكرار الآية وتردادها
باب ما يستحب لقارئ القرآن من الجواب عند الآية والشهادة لها
باب ما يستحب لقارئ القرآن من الترسل في قراءته والترتيل والتدبر
باب ما يستحب للقارئ من تحسين القرآن وتزيينه بصوته
باب القارئ يمد صوته بالقرآن ليلا في الخلوة به
باب القارئ يقرن بين السورتين من القرآن معا
باب القارئ يقرأ القرآن في سبع ليال أو ثلاث
باب القارئ يختم القرآن كله في ليلة أو في ركعة
باب القارئ يحافظ على جزئه وورده من القرآن بالليل والنهار في صلاة أو غير صلاة
باب القارئ يقرأ آي القرآن من مواضع مختلفة أو يفصل القراءة بالكلام
باب القارئ يقرأ القرآن على غير وضوء ويقرؤه جنبا




آداب حامل القرآن
جملة أبواب قراء القرآن ونعوتهم وأخلاقهم: باب حامل القرآن وما يجب عليه أن يأخذ به من أدب القرآن
باب ما يستحب لحامل القرآن من إكرام القرآن وتعظيمه وتنزيهه
باب ما يؤمر به حامل القرآن من تلاوته بالقراءة والقيام به في الصلاة
باب ما يوصف به حامل القرآن من تلاوته بالاتباع والطاعة له والعمل به
باب القارئ يجهر على أصحابه بالقرآن فيؤذيهم بذلك

باب القارئ يعلم المشركين القرآن أو يحمله في سفر نحو بلاد العدو
باب القارئ ينسى القرآن بعد أن قرأه وما في ذلك من التغليظ
باب القارئ يستأكل بالقرآن ويرزأ عليه الأموال وما في ذلك من الكراهة والتشديد
باب ما يكره للقارئ من المباهاة بالقرآن والتعمق في إقامة حروفه وتعليمه غير أهله
باب القارئ يصعق عند قراءة القرآن ومن كره ذلك وعابه

هذا جماع أحاديث القرآن وإثباته في كتابه وتأليفه وإقامة حروفه: باب تأليف القرآن وجمعه ومواضع حروفه وسوره
باب الرواية من الحروف التي خولف بها الخط في القرآن
باب ما رفع من القرآن بعد نزوله ولم يثبت في المصاحف
حروف القرآن التي اختلفت فيها مصاحف أهل الحجاز وأهل العراق، وباب وهذه الحروف التي اختلفت فيها مصاحف أهل الشام وأهل العراق
باب لغات القرآن وأي العرب نزل القرآن بلغته
باب إعراب القرآن وما يستحب للقارئ من ذلك وما يؤمر به
باب المراء في القرآن والاختلاف في وجوهه وما في ذلك من التغليظ والكراهة
باب عرض القراء للقرآن وما يستحب لهم من أخذه عن أهل القراءة، واتباع السلف فيها والتمسك بما تعلمه به منها
باب منازل القرآن بمكة والمدينة وذكر أوائله وأواخره
باب ذكر قراء القرآن ومن كانت القراءة تؤخذ عنه من الصحابة والتابعين بعدهم
باب تأول القرآن بالرأي، وما في ذلك من الكراهة والتغليظ
باب كتمان قراءة القرآن وما يكره من ذكر ذلك وستره ونشره
باب الاسترقاء بالقرآن، وما يكتب منه ويتعلق للاستشفاء به
باب ما جاء في مثل القرآن وحامله والعامل به والتارك له
أبواب المصاحف وما جاء فيها مما يؤمر به وينهى عنه

أحسنتِ بارك الله فيك، لكن اقتصرتِ وفقكِ الله على ذكر المقاصد وفاتكِ ذكر خلاصة القول تحت كلّ مقصد وأهم مسائله وما استند المؤلّف إليه في تبيانها.
الدرجة:ب.

هيئة التصحيح 2 3 ذو القعدة 1441هـ/23-06-2020م 11:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي (المشاركة 148125)
تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن عطية


·
المقصد العام لمقدمة تفسير ابن عطية : بيان قواعد مهمة لطالب علم التفسير وبيان منهجه في تفسيره.

المقاصد الفرعية :
1: منهج ابن عطية في تفسيره :
  • الإيجاز ؛ لا يذكر من القصص إلا ما يفيد في معنى الآية.
  • ترتيب المسائل الواردة في الآيات.
  • خلو تفسيره من أقوال أهل الإلحاد وأهل القول بعلم الباطن.
  • منهجه في وصف الله تعالى بأفعال لم يصف بها نفسه ، عند تفسير آياته :
وذلك مثل :
خاطب
الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكىالله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه}.
كرِه ابن عطية ذلك ؛ ومع هذا نقل استعمال ذلك عند الصحابة والعلماء
عليه قول سعد بن معاذ: عرق الله وجهك في
النار يقول هذا للرامي الذي رماه وقال: خذها وأنا ابن العرقة.
- اعتذر عما ورد منه من ذلك في تفسيره ،
والله أعلم.

2: فضل القرآن :
- ميراث النبي صلى الله عليه وسلم
وروي عنه عليه السلام أنه قال في آخر خطبة خطبها وهو مريض: ((أيها الناس
إني تارك فيكم الثقلين إنه لن تعمى أبصاركم ولن تضل قلوبكم ولن تزل أقدامكمولن تقصر أيديكم كتاب الله سبب بينكم وبينه طرفه بيده وطرفه بأيديكمفاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأحلوا حلاله وحرموا حرامه ألا وعترتي وأهلبيتي هو الثقل الآخر فلا تسبعوهم فتهلكوا)).
ومر أعرابي على عبد الله بن مسعود وعنده قوم يقرؤون القرآن فقال: ما يصنع
هؤلاء؟ فقال له ابن مسعود: يقتسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
- فضل قراءته
وحدث أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قرأ مائة
آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية لم يكتب من الغافلين ومن قرأثلاثمائة آية لم يحاجه القرآن)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتلوا هذا القرآن فإن الله يأجركم بالحرف منهعشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميمحرف)).

- شفاعة القرآن في أهله يوم القيامة
وروى أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع وماحل
مصدق من شفع له القرآن نجا ومن محل به القرآن يوم القيامة كبه الله لوجههفي النار وأحق من شفع له القرآن أهله وحملته وأولى من محل به من عدل عنهوضيعه)).

- فضل سورة البقرة :
وقال قوم من الأنصار للنبي صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا رسول الله ثابت
بن قيس لم تزل داره البارحة يزهر فيها وحولها أمثال المصابيح فقال لهم: ((فلعله قرأ سورة البقرة)) فسئل ثابت بن قيس فقال: نعم قرأت سورة البقرة.
وفي هذا المعنى حديث صحيح عن أسيد بن حضير في تنزل الملائكة في الظلة لصوته بقراءة سورة البقرة.
- فضل تعلمه وتعليمه
وروى عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه
)).
وقال عبد الله بن مسعود إن كل مؤدب يحب أن يؤتى أدبه وإن أدب الله القرآن.


3- آداب تلاوة القرآن


- إحسان التلاوة :
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءةأو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
وقال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا
أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.

- من يقرؤه ويتتعتعُ فيه
وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران والذي يقرأه وهو خفيف عليه مع السفرة الكرام البررة)).


4- فضل تعلم تفسير القرآن وسائر علومه والتحذير من التفسير بالرأي :

- فضل تعلم علم التفسير :
وقال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} [البقرة: 269] قال الحكمة: الفهم فيالقرآن وقال قتادة الحكمة: القرآن والفقه فيه وقال غيره: الحكمة تفسيرالقرآن.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب
)).
وقال مجاهد: أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل.

- التحذير من التفسير بالرأي :

روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
قال ابن عطية : ومعنى هذا أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دوننظر فيما قال العلماء أو اقتضته قوانين العلوم كالنحو والأصول وليس يدخل فيهذا الحديث أن يفسر اللغويون لغته والنحاة نحوه والفقهاء معانيه ويقول كلواحد باجتهاده المبني على قوانين علم ونظر فإن القائل على هذه الصفة ليسقائلا بمجرد رأيه.





5- المشتهرون بالتفسير من الصحابة والتابعين وأشهر كتب التفاسير :

* من الصحابة
- علي ابن أبي طالب
- عبد الله بن عباس
- عبد الله بن مسعود
- أبي بن كعب
وغيرهم.
* من التابعين :
- مجاهد : أخذه عن ابن عباس
- سعيد ابن جبير
- الحسن بن أبي الحسن
- علقمة.
وغيرهم.

* المشتهرون بالتأليف في التفسير :
- عبد الرزاق
- المفضل
- علي بن أبي طلحة
- البخاري
- وجمع بن جرير شتات أقوال المفسرين فأحسن في تفسيره.



6- نزول القرآن على سبعة أحرف
- رجح ابن عطية أن يكون معنى نزول القرآن على سبعة أحرف أنه نزل على سبعة لغات من لغات العرب ، وردت جميعًا في القرآن الكريم ، ولا يشترط أن يكون للكلمة الواحدة سبعة أوجه.
قال ابن عطية : " فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعةأحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة ألا ترى أن (فطر) معناها عند غير قريش ابتدأ خلق الشيء وعمله فجاءت في القرآن فلم تتجه لابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر فقالأحدهما: أنا فطرتها قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موقع قول تعالى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1، الزمر 46].
وقال أيضا ما كنت أدري معنى قوله: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} [الأعراف: 89]. حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي: أحاكمك.
وكذلك قال عمر بن الخطاب وكان لا يفهم معنى قول تعالى: {أو يأخذهم على تخوف} [النحل: 47] فوقف به فتى فقال: إن أبي يتخوفني حقي فقال عمر: الله أكبر {أو يأخذهم على تخوف} أي: على تنقص لهم.
وكذلك اتفق لقطبة بن مالك إذ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة {والنخل باسقات} [ق: 10] ذكره مسلم في باب القراءة في صلاة الفجر إلى غير هذا من الأمثلة"
- هذه اللغات السبع هي لقريش وكنانة وأسد وهذيل وضبة وألفافها وقيس وتميم.
- لم ينزل بلغات قبائل العرب الموجودة في أطراف الجزيرة العربية لاختلاطهم بالعجم وتغير ألسنتهم.
- قد تختلف الأحرف في الموضع الواحد فتقرؤها كل قبيلة على النحو الذي علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- ومن هنا حصل الاختلاف في القراءات بين الصحابة مثل هشام بن حكيم وعمر بن الخطاب فرد على كل منهما رسول الله صلى الله عليه وسلم " هكذا أقرأني جبريل "
- رد ابن عطية على من احتج على أن المقصود بالأحرف السبعة ليس سبع لغات ، باختلاف قراءة عمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما وكلاهما من قريش
قال : " لأن مناكرتهم لم تكن لأن المنكر سمع ما ليس في لغته فأنكره
وإنما كانت لأنه سمع خلاف ما أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم وعساه قدأقرأه ما ليس من لغته واستعمال قبيلته. "
- ولما حصل الاختلاف في القراءات في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، أمرهم إذا اختلفوا في قراءة أن يكتبوها بلغة قريش لأنها أفصح اللغات وبها أنزل القرآن بدايةً.


الأقوال الأخرى في معنى الأحرف السبعة :
- اختلاف الألفاظ واتفاق المعاني
كتعال وأقبل وإلي ونحوي وقصدي واقرب ، ورده ابن عطية.
-
معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال. ، ورده ابن عطية لأن التوسعة لم تكن في تحريم حلال أو تحليل حرام.
-قال القاضي أبو بكر بن الطيب: تدبرت
وجوه الاختلاف في القراءة فوجدتها سبعة منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن
أطهرُ} وأطهرَ.
ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل (ننشرها) و{ننشزها}.
ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5] و(كالصوف المنفوش) ومنها ما تتغير صورتهومعناه مثل: {وطلح منضود} [الواقعة: 29] و(طلع منضود) ومنها بالتقديموالتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19] و(سكرة الحق بالموت).
ومنها بالزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
- تبديل خواتم الآيات مثل ، سميع بصير ، غفور رحيم ، ورد ابن عطية هذا القول وعده تحريفًا في القرآن !


9- جمع القرآن :
  • الجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم : في صدور الرجال وكتابةً على اللخاف والرقاع وعسب النخيل.
  • الجمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
عندما استحر القتل في القراء في معركة اليمامة فأشار عمر بن الخطاب على أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن في مصحفٍ واحد فندب لذلك زيد بن ثابت رضي الله عنه.
وبقي المصحف عند أبي بكر ثم عمر ثم حفصة رضي الله عنها.
  • الجمع في عهد عثمان بن عفان – رضي الله عنه –
حينما ظهر أثر الاختلاف في القراءات
فأمر بجمع الناس على مصحف واحد ، وذلك بنسخ مصحف أبي بكر الصديق وندب لذلك زيد بن ثابت من الأنصار و سعيد بن العاص والحارث بن هشام وعبد الله بن الزبير من قريش
وأمرهم إن اختلفوا في شيء فليكتبوه بلسان قريش
فلم يختلفوا إلا في التابوت ؛ قرأه زيد بالهاء وقرأه القرشيون الثلاثة بالتاء.
وأرسل عثمان رضي الله عنه نسخة من المصحف إلى الآفاق وأمر بإحراق ما عداها.


10: تأليف القرآن :
- ترتيب الآيات توقيفي من النبي صلى الله عليه وسلم
- نقل ابن عطية عن مكي رحمه الله أن موضع البسملة كان توقيفيا من النبي صلى الله عليه وسلم فلما لم يأمر بكتابتها قبل براءة ، لم تُكتب.
- ترتيب السور كان اجتهاديًا في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه واختار ابن عطية أن أغلب السور رُتبت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعضها كان اجتهاديًا من الصحابة.

11: نقط المصحف وتشكيله وتحزيبه :
  • أول من نقط المصحف :
    الحسن ويحيي بن يعمر بأمر من الحجاج بأمر من عبد الملك بن مروان
    ، ثم ألف إثر ذلك أول كتاب في القراءات حتى ظهر ابن مجاهد فكتب في القراءات فصار كتابه عمدةً في هذا الباب.
  • أقوال أخرى في أول من نقط المصحف :
- أبو الأسود بأمر من زياد بن أبي سفيان.
- نصر بن عاصم.


  • وضع الأعشار
أول من فعله الحجاج بأمر من المأمون العباسي.



إعجاز القرآن الكريم :
  • بعض أوجه الإعجاز في القرآن الكريم
- إعجاز القرآن الكريم بأنه كلام الله عز وجل والكلام صفته.
- وبأنه أتى بأخبار الأمم الماضية والغيبيات ومن ذا يمكنه الإحاطة بعلم ما حوله فضلا عن علم ما سبق وما هو آت ، والله عز وجل قد أحاط علمه بكل شيء.
وقد تحدى الله عز وجل المشركين أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا
وقال: {فأتوا بسورة من مثله} [البقرة: 23]

وقد علِم الجميع أن هذا القرآن لا يمكن أن يكون من عند محمد صلى الله عليه وسلم
فانقسم الناس إلى فريقين أمام هذا الإعجاز

- من أقر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وآمن به
- من علم إعجاز القرآن وجحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حسدًا مثل أبي جهل
واتبعهم فريقٌ من الناس ، جهلا وحبًا في الدنيا.



  • هل في القرآن كلمات أعجمية :
انقسموا على قولين : :
- نعم في القرآن كلمات أعجمية من اللغات الأخرى ، وهذا القول مرجوح.

وهؤلاء انقسموا إلى قولين :
أنها مما اتفقت فيها اللغات ورجحه الطبري واستبعده ابن عطية.

أن العرب تأثروا في رحلاتهم للتجارة بلغات العجم فنقلوا بعض الكلمات وعربوها حتى جرت مجرى العربي الصريح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزلبها القرآن ، وإلى هذا القول مال ابن عطية.
- ليس في القرآن كلمات أعجمية. وإنما نزل بلسان عربي مبين.



مسائل متفرقة
أسماء القرآن :

القرآن :
ومعناه من التلاوة مثل قول حسان بن ثابت
ضحوا بأشمط عنوان السجود به
= يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
أو من التأليف مثل قوله تعالى :{إن علينا جمعه
وقرآنه} قال قتادة : أي تأليفه.

الكتاب
فهو مصدر من كتب إذا جمع.

وأما الفرقان :لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر.
وأما الذكر فسمي به لأنه ذُكّر الناسُّ به .

معنى السورة :

- من سؤرة : وهي لغة تميم : أي البقية أو القطعة من الشيء مثل قول الأعشى :
فبانت وقد أسأرت في الفؤاد
= صدعا على نأيها مستطيرا

- سورة - بدون همز - :
لغة قريش ومن جاورها من قبائل العرب
قيل : بمعنى سؤرة مع تسهيل الهمزة.
قال أبو عبيدة: إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن
.
- وقيل هي بمعنى الرتبة الرفيعة من المجد والملك كقول الشاعر :
ألم تر أن الله أعطاك سورة = ترى كل ملك دونها يتذبذب

معنى الآية :
- العلامة : لأنها علامة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عجز المتحدى بها

- وقيل سميتآية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا
- وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية

اشتقاق آية :
- أيية ، على وزن فعَلة ، عند سيبويه.

- أيِية :على وزن فعِلة ، عند بعض الكوفيين.
- آيية ، على وزن فاعلة ، عند الكسائي.

أحسنتِ نفع الله بكِ وزادكِ علما.
الدرجة:أ+


الساعة الآن 08:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir