مقدمات في تفسير سورة التحريم
مقدمات تفسير سورة التحريم من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر أسماء السورة قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (تفسير سورة التّحريم).[تفسير القرآن العظيم: 8/158] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تفسيرُ سورةِ التحريمِ). [تيسير الكريم الرحمن: 872] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (سورةُ التحريمِ). [زبدة التفسير: 559] نزول السورة قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مدنيّةٌ).[تفسير القرآن العظيم: 8/158] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وهي مَدَنِيَّةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 872] أسباب النزول قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضاة أزواجك واللّه غفورٌ رحيمٌ (1) قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم واللّه مولاكم وهو العليم الحكيم (2) وإذ أسرّ النّبيّ إلى بعض أزواجه حديثًا فلمّا نبّأت به وأظهره اللّه عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعضٍ فلمّا نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير (3) إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإنّ اللّه هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرٌ (4) عسى ربّه إن طلّقكنّ أن يبدله أزواجًا خيرًا منكنّ مسلماتٍ مؤمناتٍ قانتاتٍ تائباتٍ عابداتٍ سائحاتٍ ثيّباتٍ وأبكارًا (5) } اختلف في سبب نزول صدر هذه السّورة، فقيل: نزلت في شأن مارية، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد حرّمها، فنزل قوله: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضاة أزواجك} الآية. قال أبو عبد الرّحمن النّسائيّ: أخبرنا إبراهيم بن يونس بن محمّدٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أنسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كانت له أمةٌ يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتّى حرّمها، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ إلى آخر الآية. وقال ابن جريرٍ: حدّثني ابن عبد الرّحيم البرقيّ حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا أبو غسّان، حدّثني زيد بن أسلم: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أصاب أمّ إبراهيم في بيت بعض نسائه، فقالت: أي رسول اللّه، في بيتي وعلى فراشي؟! فجعلها عليه حرامًا فقالت: أي رسول اللّه، كيف يحرم عليك الحلال؟ فحلف لها باللّه لا يصيبها. فأنزل اللّه: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ قال زيد: بن أسلم فقوله: أنت عليّ حرامٌ لغوٌ. وهكذا روى عبد الرّحمن بن زيدٍ، عن أبيه. وقال ابن جريرٍ أيضًا حدّثنا يونس، حدّثنا ابن وهبٍ، عن مالكٍ، عن زيد بن أسلم، قال: قل لها: "أنت عليّ حرامٌ، وواللّه لا أطؤك". وقال سفيان الثّوريّ وابن عليّة، عن داود بن أبي هندٍ، عن الشّعبيّ، عن مسروقٍ قال: آلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وحرّم، فعوتب في التّحريم، وأمر بالكفّارة في اليمين. رواه ابن جريرٍ. وكذا روي عن قتادة، وغيره، عن الشّعبيّ، نفسه. وكذا قال غير واحدٍ من السّلف، منهم الضّحّاك، والحسن، وقتادة، ومقاتل بن حيّان، وروى العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ القصّة مطوّلةً. وقال ابن جريرٍ: حدّثنا سعيد بن يحيى، حدّثنا أبي، حدّثنا محمّد بن إسحاق، عن الزّهريّ، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عبّاسٍ قال: قلت لعمر بن الخطّاب من المرأتان؟ قال: عائشة وحفصة. وكان بدء الحديث في شأن أمّ إبراهيم القبطيّة، أصابها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في بيت حفصة في نوبتها فوجدت حفصة، فقالت: يا نبيّ اللّه، لقد جئت إليّ شيئًا ما جئت إلى أحدٍ من أزواجك، في يومي، وفي دوري، وعلى فراشي. قال: "ألا ترضين أن أحرّمها فلا أقربها؟ ". قالت: بلى. فحرّمها وقال: "لا تذكري ذلك لأحدٍ". فذكرته لعائشة، فأظهره اللّه عليه، فأنزل اللّه: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك تبتغي مرضاة أزواجك} الآيات فبلغنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كفّر [عن] يمينه، وأصاب جاريته. وقال الهيثم بن كليب في مسنده: حدّثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمّدٍ الرّقاشيّ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا جرير بن حازمٍ، عن أيّوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن عمر قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لحفصة: "لا تخبري أحدًا، وإنّ أمّ إبراهيم عليّ حرامٌ". فقالت: أتحرّم ما أحلّ اللّه لك؟ قال: "فواللّه لا أقربها". قال: فلم يقربها حتّى أخبرت عائشة قال فأنزل اللّه: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم}. وهذا إسنادٌ صحيحٌ، ولم يخرّجه أحدٌ من أصحاب الكتب السّتّة، وقد اختاره الحافظ الضّياء المقدسيّ في كتابه المستخرج. وقال ابن جريرٍ: أيضًا حدّثني يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا هشامٌ الدّستوائي قال: كتب إليّ يحيى يحدّث عن يعلى بن حكيمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: أنّ ابن عبّاسٍ كان يقول في الحرام: يمينٌ تكفّرها، وقال ابن عبّاسٍ: {لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنةٌ} [الأحزاب: 21] يعني: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حرّم جاريته فقال اللّه: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ إلى قوله: {قد فرض اللّه لكم تحلّة أيمانكم} فكفّر يمينه، فصيّر الحرام يمينًا. ورواه البخاريّ عن معاذ بن فضالة، عن هشامٍ -هو الدّستوائيّ-عن يحيى -هو ابن كثيرٍ-عن ابن حكيمٍ -وهو يعلى-عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ في الحرام: يمين تكفر. وقال ابن عبّاسٍ: {لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنةٌ} [الأحزاب: 21]. ورواه مسلمٌ من حديث هشامٍ الدّستوائي به. وقال النّسائيّ: أنا عبد اللّه بن عبد الصّمد بن عليٍّ، حدّثنا مخلد -هو ابن يزيد-حدّثنا سفيان، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: أتاه رجلٌ فقال: إنّي جعلت امرأتي عليّ حراما؟ قال: كذبت ليس عليك بحرامٍ. ثمّ تلا هذه الآية: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ عليك أغلظ الكفّارات، عتق رقبةٍ. تفرّد به النّسائيّ من هذا الوجه، بهذا اللّفظ. وقال الطّبرانيّ: حدّثنا محمّد بن زكريا، حدّثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، حدّثنا إسرائيل، عن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ قال: حرّم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سريّته. ومن هاهنا ذهب من ذهب من الفقهاء ممّن قال بوجوب الكفّارة على من حرّم جاريته أو زوجته أو طعامًا أو شرابًا أو ملبسًا أو شيئًا من المباحات، وهو مذهب الإمام أحمد وطائفةٍ. وذهب الشّافعيّ إلى أنّه لا تجب الكفّارة فيما عدا الزّوجة والجارية، إذا حرّم عينيهما أو أطلق التّحريم فيهما في قوله، فأمّا إن نوى بالتّحريم طلاق الزّوجة أو عتق الأمة، نفذ فيهما. وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثني أبو عبد اللّه الظّهرانيّ أخبرنا حفص بن عمر العدني، أخبرنا الحكم بن أبانٍ، حدّثنا عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: نزلت هذه الآية: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ في المرأة الّتي وهبت نفسها للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم. وهذا قولٌ غريبٌ، والصّحيح أنّ ذلك كان في تحريمه العسل، كما قال البخاريّ عند هذه الآية: حدّثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج، عن عطاءٍ، عن عبيد بن عميرٍ، عن عائشة قالت: كان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فتواطأت أنا وحفصة على: أيتنا دخل عليها، فلتقل له: أكلت مغافير؟ إنّي أجد منك ريح مغافير. قال: "لا ولكنّي كنت أشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدًا"، {تبتغي مرضاة أزواجك}. هكذا أورد هذا الحديث هاهنا بهذا اللّفظ، وقال في كتاب "الأيمان والنّذور": حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، حدّثنا الحجّاج، عن ابن جريجٍ قال: زعم عطاءٌ أنّه سمع عبيد بن عميرٍ يقول: سمعت عائشة تزعم أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أنّ أيتنا دخل عليها النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فلتقل: إنّي أجد منك ريح مغافير؛ أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت ذلك له، فقال: "لا بل شربت عسلًا عند زينب بنت جحش، ولن أعود له". فنزلت: {يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك}؟ إلى: {إن تتوبا إلى اللّه فقد صغت قلوبكما} لعائشة وحفصة).[تفسير القرآن العظيم: 8/158-161] * للاستزادة ينظر: هنا |
الساعة الآن 02:27 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir