المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة
مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة (من الآية 26- حتى الآية 39) أجب على إحدى المجموعات التالية: المجموعة الأولى: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. 2. بيّن ما يلي: أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم". ب: هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟ ناقش بالتفصيل من خلال كلام المفسّرين في الآية. ج: المراد بما أمر الله أن يوصل. المجموعة الثانية: 1.حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات}. ب: المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم. 3. بيّن ما يلي: أ: دليلا على قاعدة سد الذرائع مما درست. ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين}. المجموعة الثالثة: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: هل كان إبليس من الملائكة؟ ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟ ب: المخاطب في قوله تعالى: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ}. ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا. المجموعة الرابعة: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى استفهام الملائكة: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}. ب: معنى قوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون}. 3. بيّن ما يلي: أ: لم خصّ آدم بالتلقّي والتوبة في قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}. ب: متعلّق الخوف والحزن في قوله تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. ج: دليلا على صدق النبوة مما درست. المجموعة الخامسة: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: المراد بالخليفة ومعنى خلافته في قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}. ب: القراءات في قوله تعالى: {فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} ومعنى الآية على كل قراءة. 3. بيّن ما يلي: أ: الحكمة من أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام. ب: المراد بالهدى في قوله تعالى: {فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. ج: دليلا على عودة آدم للجنة بعد أن أهبط منها. تعليمات: - ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته. - يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة. - يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق. - تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب. تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة: أ+ = 5 / 5 أ = 4.5 / 5 ب+ = 4.25 / 5 ب = 4 / 5 ج+ = 3.75 / 5 ج = 3.5 / 5 د+ = 3.25 / 5 د = 3 هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة. معايير التقويم: 1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ] 2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص] 3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد] 4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية. 5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض. نشر التقويم: - يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب. - تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها. - نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم. _________________ وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم |
اجابات مجلس المذاكرة الخامس : القسم الثالث من تفسير سورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اجابات مجلس المذاكرة الخامس : القسم الثالث من تفسير سورة البقرة المجموعة الثالثة: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: هل كان إبليس من الملائكة؟ ورد في كون ابليس من الملائكة قولان: الاول: انه من الملائكة قاله ابن عباس في احد قوليه وقتاده عن سعيد ابن المسيب ورجحه الطبري وقال «ليس في خلقه من نار ولا في تركيب الشهوة والنسل فيه حين غضب عليه ما يدفع أنه كان من الملائكة».وذكره ابن عطية ونسبه الى الجمهور وقال "وهو ظاهر الاية" ورد على القول بأن ابليس من الجن بقوله "وقوله عز وجل: {كان من الجنّ ففسق عن أمر ربّه}[الكهف: 50] يتخرج على أنه عمل عملهم فكان منهم في هذا أوعلى أن الملائكة قد تسمى جنا لاستتارها، قال تعالى: {وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً}.وذكره الزّجّاج وابن كثير واورد فيه قول ابن مسعود وابن عباس وبعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المذكورة في تفسير السّدي ثم قال "فهذا الإسناد إلى هؤلاء الصّحابة مشهورٌ في تفسير السّدّي ويقع فيه إسرائيليّات كثيرةٌ، فلعلّ بعضها مدرج ليس من كلام الصّحابة، أو أنّهم أخذوه من بعض الكتب المتقدّمة. واللّه أعلم. " الثاني : انه ليس من الملائكة قاله ابن عباس في احد قوليه وذكر ان اسمه "الحارث" وكذلك قال به الحسن وابن زيد وقالا "هو أبو الجن كما أن آدم أبو البشر، ولم يكن قط ملكا" وذكره ابن كثير وقال في سنده "وهذا إسنادٌ صحيحٌ عن الحسن. وهكذا قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم سواءً."وقال به قتادة وقال "حسد عدوّ اللّه إبليس آدم، عليه السّلام، على ما أعطاه اللّه من الكرامة، وقال: أنا ناريٌّ وهذا طينيٌّ، وكان بدء الذّنوب الكبر، استكبر عدوّ اللّه أن يسجد لآدم، عليه السّلام»" وقال شهر بن حوشب: «كان من الجن الذين كانوا في الأرض وقاتلتهم الملائكة فسبوه صغيرا، وتعبد وخوطب معها»، وحكاه الطبري عن ابن مسعود وذكره ابن عطية واختاره الرّجّاج واستدل عليه بقوله تعالى {إلّا إبليس كان من الجنّ}. والراجح القول الثاني لظاهر الاية ولصحة ما ورد فيه من اقوال عن السلف والله اعلم. ب: علّة تكرار الأمر بالهبوط لآدم وحواء. ذكر العلماء ان تكرار الامر بالهبوط لآدم وحواء لاسباب هي: ١- لما علق بكل أمر منهما حكما غير حكم الآخر، فعلق بالأول العداوة، وعلق بالثاني إتيان الهدى. ٢- جهة تغليظ الأمر وتأكيده، كما تقول لرجل قم قم. ٣- أن الهبوط الثاني إنما هو من الجنة إلى السماء، والأول في ترتيب الآية إنما هو إلى الأرض، وهو الآخر في الوقوع، فليس في الأمر تكرار على هذا. والله اعلم. 3. بيّن ما يلي: أ: أيهما خلق أولا: الأرض أم السماء؟ قال تعالى {هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثمّ استوى إلى السّماء فسوّاهنّ سبع سماوات وهو بكلّ شيء عليم} فيستدل منها على ان الارض خلقت قبل السماء وكذلك قوله تعالى {قل أئنّكم لتكفرون بالّذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادًا ذلك ربّ العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيّامٍ سواءً للسّائلين * ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين * فقضاهنّ سبع سماواتٍ في يومين وأوحى في كلّ سماءٍ أمرها وزيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وحفظًا ذلك تقدير العزيز العليم}[فصّلت: 9-12} وقال ابن كثير " وهذا ما لا أعلم فيه نزاعًا بين العلماء إلّا ما نقله ابن جريرٍ عن قتادة: أنّه زعم أنّ السّماء خلقت قبل الأرض، وقد توقّف في ذلك القرطبيّ في تفسيره لقوله تعالى: {أأنتم أشدّ خلقًا أم السّماء بناها * رفع سمكها فسوّاها * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها * والأرض بعد ذلك دحاها * أخرج منها ماءها ومرعاها}[النّازعات: 27-31] قالوا: فذكر خلق السّماء قبل الأرض.وفي صحيح البخاريّ: أنّ ابن عبّاسٍ سئل عن هذا بعينه، فأجاب بأنّ الأرض خلقت قبل السّماء وأنّ الأرض إنّما دحيت بعد خلق السّماء، وكذلك أجاب غير واحدٍ من علماء التّفسير قديمًا وحديثًا" ب: المخاطب في قوله تعالى: {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ}. المخاطب في الآية هم آدم وحواء وابليس وقد جمع الله للنبي -صلى الله عليه وسلم- قصة هبوطهم، وإنما كان إبليس أُهبِطَ أولاً، والدليل على ذلك قوله عزّ وجل: {اخرج منها فإنّك رجيم}، وأهبط آدم وحواء بعد، فجمع الخبر للنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنهم قد اجتمعوا في الهبوط، وإن كانت أوقاتهم متفرقة فيه. ج: معنى "الفسق" لغة وشرعا. معنى الفسق في اللغة هو الخروج عن الشيء. يقال فسقت الفارة إذا خرجت من جحرها، والرطبة إذا خرجت من قشرها. والفسق في عرف الاستعمال الشرعي الخروج من طاعة الله عز وجل، فقد يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان. |
المجموعة الثانية:
1.حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات القول الأول -أي: قصد إلى السماء والاستواء بمعنى القصد والإقبال لأنه عدي بإلى [فسوّاهنّ] أي: فخلق السماء سبعا ذكره ابن كثير والزجاج وابن عطيه القول الثانى معناه: كمل صنعه فيها كما تقول: استوى الأمر وهذا قلق وذكره ابن عطية القول الثالث أن المعنى أقبل قال به الطبري عن قوم وضعفه وذكره ابن عطية القول الرابع: المعنى استولى، كما قال الشاعر الأخطل: قد استوى بشر على العراق.......من غير سيف ودم مهراق وهذا إنما يجيء في قوله تعالى:[ على العرش استوى}[طه: 5وذكره ابن عطيه القول الخامس معناه علا دون تكييف ولا تحديد و هذا اختيار الطبري والتقدير علا أمره وقدرته وسلطانه وقال به ابن عباس وذكره ابن عطيه والزجاج واستدل على القول الاول بقوله تعالى [ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين ]فصلت ففيه دلالة على أنه تعالى ابتدأ بخلق الأرض أولا ثم خلق السماوات سبعا ،وقد ذكر السدي في تفسيره ماقال به ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة في تفسير الاية قولهم أن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء حتى قال لمّا أراد أن يخلق الخلق، أخرج من الماء دخانًا، فارتفع فوق الماء فسما عليه، فسمّاه سماءً.،حتى قال «من سأل فهكذا الأمر[ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ}[فصّلت: 11وذلك الدّخان من تنفّس الماء حين تنفّس فجعلها سماء واحدة ثم فتقها فجعلها سبع سموات في يومين وماقاله مجاهد في قوله:[ هو الّذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا] قال خلق اللّه الأرض قبل السماء، فلما خلق الأرض ثار منها دخان، فذلك حين يقول [ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ ]وهذه الآية دالة على أن الأرض خلقت قبل السماء كما قال في آية السّجدة [ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخانٌ فقال لها وللأرض ائتيا طوعًا أو كرهًا قالتا أتينا طائعين ]فهذه وهذه دالتان على أن الأرض خلقت قبل السماء وهذا ما لا يعلم فيه نزاعا بين العلماء وفي صحيح البخاري أن ابن عباس سئل عن هذا بعينه فأجاب بأن الأرض خلقت قبل السماء وأن الأرض إنما دحيت بعد خلق السّماء وكذلك أجاب غير واحد من علماء التّفسير قديما وحديثا وذكره ابن كثير ب: المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم. فيه أقوال : القول الاول :[ الكلمات ] هى مفسرة في قوله تعالى [قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} [الأعراف: 23قالها ادم وحواء بعد الاعتراف بذنبهما والتوبة منه قال بهذا القول مجاهد وغيره من الصحابة وذكره ابن كثير وابن عطيه والزجاج القول الثاني :هي أن آدم قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال بلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم قال به ابن عباس وذكره ابن كثير وابن عطيه القول الثالث : هي أن آدم قال: سبحانك اللهم لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم قال به مجاهد وذكره ابن كثير وابن عطيه القول الرابع :أن آدم قال: أي رب أرأيت ما عصيتك فيه أشيء كتبته علي أم شيء ابتدعته؟ قال: بل شيء كتبته عليك. قال: أي رب كما كتبته علي فاغفر لي قال به مجاهد عن عبيد بن عمير وذكره ابن كثير وابن عطيه القول الخامس: الكلمات هي أن آدم قال: أي رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ قال: إذا أدخلك الجنة قال به قتادة وذكره ابن عطية القول السادس : إن آدم رأى مكتوبا على ساق العرش محمد رسول الله فتشفع بذلك فهي الكلمات ذكره ابن عطية. القول السابع: إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه وسماها كلمات مجازا وهذا قول يقتضي أن آدم لم يقل شيئا إلا الاستغفار المعهود ذكره ابن عطية القول الثامن: علم ادم شأن الحج قال به ابن عباس وذكره ابن كثير واستدل على القول الاول قال أبو جعفرٍ الرازي عن أبي العالية في قوله تعالى: [ فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ] قال إن آدم لما أصاب الخطيئة قال: يا رب أرأيت إن تبت وأصلحت؟ قال اللّه: إذن أرجعك إلى الجنّة فهي من الكلمات. ومن الكلمات أيضًا: [ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين} [الأعراف: 23 واستدل على القول الثانى عطيه قال به السدي عن ابن عبّاسٍ: [فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ] قال آدم، عليه السّلام: يا ربّ، ألم تخلقني بيدك؟ قيل له: بلى. ونفخت فيّ من روحك؟ قيل له: بلى. وعطست فقلت: يرحمك اللّه، وسبقت رحمتك غضبك؟ قيل له: بلى، وكتبت عليّ أن أعمل هذا؟ قيل له: بلى. قال: أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنّة؟ قال: نعم».وهكذا رواه العوفيّ وسعيد بن جبيرٍ وسعيد بن معبد عن ابن عبّاس بنحوه. ورواه الحاكم في مستدركه من حديث سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وهكذا فسّره السدي وعطيّة العوفي. وقد روى ابن أبي حاتمٍ هاهنا حديثًا شبيهًا بهذا فقال: حدّثنا علي حتى قال عن قتادة عن الحسن عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قال آدم، عليه السّلام: أرأيت يا رب إن تبت ورجعت، أعائدي إلى الجنة؟ قال: نعم. فذلك قوله:[ فتلقّى آدم من ربّه كلماتٍ] وهذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه وفيه انقطاعٌ. واستدل على القول الثالث قال ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه كان يقول في قول اللّه تعالى: [فتلقى آدم من ربّه كلمات] قال: «الكلمات: اللّهم لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي إنّك خير الغافرين اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك ربّ إنّي ظلمت نفسي فارحمني إنّك خير الرّاحمين، اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فتب عليّ، إنّك أنت التّوّاب الرحيم واستدل على القول الثامن قال أبو إسحاق السبيعى عن رجلٍ من بني تميم قال: أتيت ابن عباس فسألته: [قلت]: ما الكلمات التي تلقى آدم من ربه؟ قال: «علم [آدم] شأن الحج وسئل بعض سلف المسلمين عما ينبغي أن يقوله المذنب فقال: يقول ما قال أبواه [ ربّنا ظلمنا أنفسنا]. وما قال موسى [ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي}[القصص: 16]. وما قال يونس[ لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين [الأنبياء: 87 3. بيّن ما يلي: أ: دليلا على قاعدة سد الذرائع مما درست. قوله تعالى: {وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ } وذلك أن الله لما أراد النهى عن أكل الشجرة نهى عنه بلفظة تقتضي الأكل وما يدعو إليه القرب وهذا مثال بين في سد الذرائع وكره ابن عطيه. ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها. ما قاله السدى في تفسيره لهذه الاية عن ابي مالك حتى قال عن ابن مسعود وناس من الصحابة [ لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين يعنى قوله تعالى { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا } وقوله { أو كصيب من السماء } الايات الثلاث قال المنافقون الله أعلى وأجل من أن يضرب هذه الأمثال فأنزل الله هذه الاية إلى قوله [ هم الخاسرون ] ذكره ابن كثير وابن عطيه ، وقيل أن سبب النزول لما ذكر اللّه العنكبوت والذّباب، قال المشركون: ما بال العنكبوت والذّباب يذكران؟ فأنزل اللّه تعالى هذه الآية] إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها] قال به عبدالرازق عن قتادة وذكره ابن كثير والزجاج وقيل إنّ اللّه حين ذكر في كتابه الذّباب والعنكبوت قال أهل الضّلالة: ما أراد اللّه من ذكر هذا؟ فأنزل اللّه: [إنّ اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها]اي إن الله لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئا ما قل أو كثر قال به سعيد عن قتادة وذكره ابن كثير وقال ابن كثير رواية سعيد عن قتادة أقرب والله أعلم وقيل هذا مثل ضربه اللّه للدنيا إذ البعوضة تحيا ما جاعت فإذا سمنت ماتت. وكذلك مثل هؤلاء القوم الّذين ضرب لهم هذا المثل في القرآن إذا امتلؤوا من الدّنيا ريًّا أخذهم اللّه تعالى عند ذلك ثمّ تلا[فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ]الأنعام44 ذكره ابن كثير وابن عطية. هكذا رواه ابن جرير ورواه ابن أبي حاتمٍ من حديث أبي جعفر عن الرّبيع عن أبي العالية بنحوه، والقول بأن هذه الاية مثل للدنيا قال ابن عطية هذا ضعيف يأباه رصف الكلام واتساق المعنى. فهذا اختلافهم في سبب النّزول وقد اختار ابن جرير ما حكاه السّدي لأنه أمس بالسّورة وهو مناسب وذكره ابن كثير . وقيل إنما نزلت لأن الكفار أنكروا ضرب المثل في غير هذه السورة بالذباب والعنكبوت قال به ابن قتيبه وذكره ابن عطية ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين}. المراد بالحين اي إلى وقت مؤقت ومقدار معين ثم تقوم القيامة كما ذكره ابن كثير والزجاج وابن عطية وقيل بالحين ستة اشهر واستدلوا بقوله تعالى [ تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ] وإنما [كل حين ] هنا جعل لمدة معلومة كما ذكره الزجاج وابن عطية وقيل أن المراد إلى الموت وانتهاء الاجل وهو قول من يقول المستقر هو المقام في الدنيا كما ذكره ابن عطيه والزجاج |
بسم الله الرحمن الرحيم 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. قيل :فما دونها وأصغر منها وقيل فما هو أكبر منها لأنه لاشيء أحقروأصغر من البعوضة وهو رأي ابن جرير ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. أصل العهد التقدم في الشيء والوصاة به وقيل : هي ما أخذه الله على النبيين وأتباعهم ألا يكفروا بالنبي الزجاج أو: العهد الذي أخذه الله على بني آدم من ظهورهم :(وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) الزجاج وابن عطية وابن كثير أو :الاستدلال على توحيده . الزجاج وابن عطية وقيل وصية الله لخلقه وأمره إياهم بطاعته ونهيهم عن معصيته في كتبه وعلى لسان رسله وقيل ماأخذه على الكفارمن أهل الكتاب والمنافقين في التوراة من العمل بما فيها واتباع النبي إذا بعث ماعهد إليهم في القرآن، فأقروا به ثم نقضوه . وقيل كل عهد جائز بين المسلمين فنقضه لا يحل بهذه الآية 2. بيّن ما يلي: أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم". التواب :صيغة مبالغة وتكثير ولعل المناسبة التأكيد أن التوبة على العبد نعمة من الله لا من العبد وحده لئلا يعجب التائب بل يشكر الله في توبته عليه .وهو سبحانه الذي يوفق للتوبة ويقبلها وهذا من لطفه ورحمته بعباده ب: هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟ ناقش بالتفصيل من خلال كلام المفسّرين في الآية. قيل هي جنة الخلد وقيل جنة أعدت لهما وعللوا أن من دخل جنة الخلد لايخرج منها ورد عليهم بأن هذا لا يمتنع إذ ورد السمع أن من دخلها مثابا لا يخرج منها أما من دخلها ابتداء كآدم فغير مستحيل ثم اختلفوا هل هي في السماء وهو الأرجح أم في الأرض وهو رأي المعتزلة والقدرية ج: المراد بما أمر الله أن يوصل. قيل : صلة الرحم والقرابات قال تعالى : (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم )قتادة ورجحه بن جرير وقيل أعم من ذلك كل ماأمر الله بوصله وفعله فيشمل دين الله وحدوده والرحم جزء منه وهو قول الجمهور. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . |
المجموعة الثانية:
1.حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الاستواء في قوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء فسوّاهن سبع سماوات}. الإجابة : ورد في معنى الاستواء أقوال هي : الأول : بمعنى عمد وقصد إلى السماء لأنه عدّي بإلى ذكره ابن كثير ، فمعناه : قصد بالاستواء إليه . قاله ابن كيسان ذكره الزجاج وقال القاضي أبو محمد أي : بخلقه واختراعه ذكره ابن عطية . الثاني : بمعنى صعد أمره إلى السماء . وهو قول ابن عباس . ذكره الزجاج الثالث : بمعنى علا دون تكييف ولا تحديد ، ذكره ابن عطية واختاره الطبري . الرابع: معناه: كمل صنعه فيها كما تقول: استوى الأمر. قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا قلق. ذكره ابن عطية . الخامس : وحكى الطبري عن قوم: أن المعنى أقبل . ذكره ابن عطية وضعّفه . السادس : وحكي عن قوم «المستوي» هو الدخان ، ذكره ابن عطية وقال : يأباه رصف الكلام . السابع : وقيل: المعنى استولى .ذكره ابن عطية ، وقال : هذا يجيء في قوله تعالى ( على العرش استوى ) والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع النقلة وحلول الحوادث، ويبقى استواء القدرة والسلطان ، قاله ابن عطية . ب: المراد بالكلمات التي تلقّاها آدم. الإجابة : ورد في المراد بالكلمات عدة أقوال : الأول : الكلمات" -واللّه أعلم-: اعتراف آدم عليه السلام وحواء بالذنب؛ لأنهما قالا: {ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين (23)} اعترفا بذنبهما وتابا. قاله : الحسن بن أبي الحسن ذكره الزجاج ، وابن عطية ، وابن كثير . الثاني : قول " سبحانك اللهم لا إلاه إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم " قاله مجاهد ، ذكره ابن عطية . الثالث : الكلمات: اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي إنّك خير الغافرين، اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فارحمني، إنّك خير الرّاحمين. اللّهمّ لا إله إلّا أنت سبحانك وبحمدك، ربّ إنّي ظلمت نفسي فتب عليّ، إنّك أنت التّوّاب الرحيم . قاله مجاهد ، ذكره ابن كثير . الرابع : هي أن آدم قال: أي رب ألم تخلقني بيدك؟ قال: بلى، قال: أي رب ألم تنفخ فيّ من روحك؟ قال بلى، قال: أي رب ألم تسكني جنتك؟ قال: بلى. قال: أرأيت إن تبت وأطعت أراجعي أنت إلى الجنة؟ قال: نعم . قاله : ابن عباس ، ذكره ابن عطية وابن كثير . الخامس : إن آدم قال: أي رب أرأيت ما عصيتك فيه أشيء كتبته علي أم شيء ابتدعته؟ قال: بل شيء كتبته عليك. قال: أي رب كما كتبته علي فاغفر لي . قاله : عبيد بن عمير ، ذكره ابن عطية وابن كثير . السادس : أن آدم قال: أي رب أرأيت إن أنا تبت وأصلحت؟ قال: إذا أدخلك الجنة . قاله : قتادة وأبو العالية ، ذكره ابن عطية ،وابن كثير . السابع : قالت طائفة: إن آدم رأى مكتوبا على ساق العرش "محمد رسول الله" فتشفع بذلك، فهي الكلمات. ذكره ابن عطية الثامن : قالت طائفة: إن المراد بالكلمات ندمه واستغفاره وحزنه، وسماها كلمات مجازا لما هي في خلقها صادرة عن كلمات، وهي كن في كل واحدة منهن، وهذا قول يقتضي أن آدم لم يقل شيئا إلا الاستغفار المعهود. ذكره ابن عطية . التاسع : علّم آدم شأن الحج . قاله ابن عباس ، ذكره ابن كثير 3. بيّن ما يلي: أ: دليلا على قاعدة سد الذرائع مما درست. الإجابة : مما يستدل به على قاعدة سد الذرائع قوله تعالى : ( ولا تقربا هذه الشجرة ) فعبّر بالقرب بدل الأكل لمنعه من الاقتراب منها لأنه ذريعة للأكل فسد هذه الذريعة ومنع منها ، قال بعض الحذاق: " إن الله لما أراد النهي عن أكل الشجرة نهى عنه بلفظة تقتضي الأكل وما يدعو إليه وهو القرب " قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا مثال بين في سد الذرائع . ب: سبب نزول قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. الإجابة : ذكر السديّ عن ابن عباس ومرّة وابن مسعود وناس من الصحابة : لما ضرب الله هذين المثلين للمنافقين يعني قوله ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) وقوله ( أو كصيب من السماء ) قال المنافقون : الله أعلى وأجلّ من أن يضرب هذه الأمثال ، فأنزل الله هذه الآية . وقال عبدالرزّاق عن معمر عن قتادة : لما ذكر الله العنكبوت والذباب ، قال المشركون : ما بال العنكبوت والذباب يذكران ؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية . ج: المراد بالحين في قوله تعالى: {ولكم في الأرض مستقرّ ومتاع إلى حين} الإجابة : ورد في المراد بالحين عدة أقوال : 1- أي : إلى يوم القيامة ، ذكره الزجاج ، وذكره ابن عطية أنه قول من يقول : المستقر هو في القبور . وقال ابن كثير : أي : إلى وقت مؤقّت ومقدار معيّن ، ثم تقوم القيامة . 2- أي : إلى فناء الآجال ، فكل مستقر إلى فناء أجله ، ذكره الزجاج . 3- أي : إلى الموت ، ويقول المستقر هو المقام في الدنيا . ذكره ابن عطية . |
المجموعة الخامسة : 1- حرّر القول في المسائل التالية: أ: المراد بالخليفة ومعنى خلافته في قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}. ورد فى المراد بالخليفة في قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} ثلاثة أقوال : القول الأول : آدم عليه السلام ، وعزاه القرطبيّ إلى ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ وذكره ابن كثير . القول الثانى : آدم عليه السلام وجميع ذريته ، قاله ابن عباس وابن مسعود والحسن وذكره ابن عطيه وابن كثير . القول الثالث : آدم عليه السلام ومن قام مقامه بعده من ذريته في طاعة اللّه والحكم بالعدل بين خلقه ، قاله ابن مسعود وذكره ابن عطيهوابن كثير ورجحه ابن جرير الطبرى . معنى خلافته:أى : قومًا يخلف بعضهم بعضًا قرنًا بعد قرنٍ وجيلًا بعد جيلٍ، كما قال تعالى: {وهو الّذي جعلكم خلائف الأرض}[الأنعام: 165] وقوله تعالى : {ثمّ جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون}[يونس: 14] . ب: القراءات في قوله تعالى: {فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} ومعنى الآية على كل قراءة. ورد في قوله تعالى: {فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} قرائتان : القرءاة الأولى : ( فأزلّهما الشّيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه ) : وعلى هذا يكون المعنى أكسبهما الزلل والخطيئه فأخرجهما مما كانا فيه من الطاعة إلى المعصية ومن الجنة إلى الدنيا ، والضمير فى عنها إما يرجع إلى الشجرة وإما يرجع إلى الجنه ، وذكره الزجاج وابن عطيه وابن كثير. القرءة الثانية : (فَأَزالهُمَا الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه) : وعلى هذا يكون المعنى نحاهما الشيطان عن الجنه فأخرجهما مما كانا فيه من الجنة إلى الدنيا ، وهنا يعود الضمير على الجنه ، وذكره الزجاج وابن عطيه وابن كثير. 2-بيّن ما يلي: أ: الحكمة من أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام. الحكمة من أمر الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام: تحيةً وإكرامًا وإعظامًا واحترامًا وسلامًا، وهي طاعةٌ للّه، عزّ وجلّ؛ لأنّها امتثالٌ لأمره تعالى . ب: المراد بالهدى في قوله تعالى: {فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. المراد بالهدى في قوله تعالى: {فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} أى : الأنبياء والرّسل والبيان قاله أبو العاليه وذكره ابن كثير . ج: دليلا على عودة آدم للجنة بعد أن أهبط منها. قال تعالى : {وقلنا اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدوٌّ ولكم في الأرض مستقرٌّ ومتاعٌ إلى حينٍ} . قال ابن عطية فى قوله تعالى: {إلى حينٍ} فائدة لآدم عليه السلام، ليعلم أنه غير باق فيها ومنتقل إلى الجنة التي وعد بالرجوع إليها، وهي لغير آدم دالة على المعاد. |
المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. للعلماء فيه قولين: 1- أي فوقها في الصغر، كأن البعوضة نهاية في الصغر فيما يضرب به المثل، قالوا لأن المطلوب هنا والغرض الصغر وتقليل المثل بالأنداد، وهو قول الكسائي، وأبو عبيدة، وأكثر المحققين، ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير. ويستدلون له بحديث : «لو أنّ الدّنيا تزن عند اللّه جناح بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربة ماءٍ». 2- وقيل المقصود أكبر منها، لأن لا شيء أحقر ولا أصغر من البعوضة، وهو قول قتادة، وابن جريج، واختيار ابن جرير، ذكره الزجاج، وابن عطية، وابن كثير. ويؤيّده ما رواه مسلمٌ عن عائشة، رضي اللّه عنها: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما من مسلمٍ يشاك شوكةً فما فوقها إلّا كتبت له بها درجةٌ ومحيت عنه بها خطيئةٌ» وقال ابن عطية: والكل محتمل ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. اختلف المفسرون في المراد بالعهد: 1- فقال بعضهم، هو وصية الله الى خلقهم، وأمره إياهم بما أمرهم به من طاعته، ونهيه إياهم عما نهاهم عنه من معصيته في كتبه وعلى لسان رسله. ذكره الزجاج، وابن عطية، و ابن كثير. ودليل هذا القول : قوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا} فهذا هو العهد المأخوذ على كل من اتبع الأنبياء عليهم السلام: أن يؤمنوا بالرسول المصدق لما معهم، و {إصري} مثل: عهدي. 2- وقال آخرون، هي في كفار أهل الكتاب والمنافقين منهم والعهد الذي نقضوه هو ما أخذه اللّه عليهم في التّوراة من العمل بما فيها واتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا بعث والتّصديق به، وبما جاء به من عند ربّهم، وهو قول مقاتل بن حيان، واختاره ابن جرير، ذكر هذا القول، ابن عطية، وابن كثير. 3- وقيل عنى بهذه الآية جميع أهل الكفر والشّرك والنّفاق. وعهده إلى جميعهم في توحيده: ما وضع لهم من الأدلّة الدّالّة على ربوبيّته، وعهده إليهم في أمره ونهيه ما احتجّ به لرسله من المعجزات الّتي لا يقدر أحدٌ من النّاس غيرهم أن يأتي بمثلها الشّاهدة لهم على صدقهم، روي هذا عن مقاتل، ومال إليه الزمخشري، قاله الزجاج، وابن عطية، وابن كثير وقال: وهو حسن. 4- هو العهد الذي أخذه عليهم حين أخرجهم من صلب آدم الّذي وصف في قوله: {وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى [شهدنا]}، روي هذا عن مقاتل أيضا، ذكر هذا القول الزجاج، وابن عطية، وابن كثير. 2. بيّن ما يلي: : مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم". مناسبته أن الآية تتحدث عن توبة آدم عليه السلام وتوبة الله عليه، فختمت الآية باسمي التواب حثا على التوبة وأن الله يقبل توبته على من تاب وأناب، وهذا من رحمته بعباده المؤمنين التائبين، لذلك ذكر اسم الرحيم، وفيه فائدة ن التوبة على العبد إنما هي نعمة من الله، لا من العبد وحده لئلا يعجب التائب، بل الواجب عليه شكر الله تعالى في توبته عليه. ب: هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟ ناقش بالتفصيل من خلال كلام المفسّرين في الآية. اختلف في ذلك على قولين: فقيل:هي جنة الخلد التي في السماء،وهو قول الجمهور وذكره ابن عطية، وابن كثير، وقيل هي جنة لأدم في الأرض، حكاه القرطبي عن المعتزلة، والقدرية، ذكره ابن عطية، وابن كثير. واستدلوا على ذلك بأن من دخل جنة الخلد أنه لا يخرج منها، ورد على هذا ابن عطية، وقال : وهذا لا يمتنع، إلا أن السمع ورد أن من دخلها مثابا لا يخرج منها، وأما من دخلها ابتداء كآدم فغير مستحيل ولا ورد سمع بأنه لا يخرج منها. واستدلوا أيضا بأن إبليس طرد من الجنة طردا قدريا، وهذا الأمر لا يخالف ولا يمانع، ورد الجمهور على هذا القول بأنّه منع من دخول الجنّة مكرّمًا، فأمّا على وجه الرّدع والإهانة، فلا يمتنع؛ - ولهذا قال بعضهم: كما جاء في التّوراة أنّه دخل في فم الحيّة إلى الجنّة، - وقد قال بعضهم: يحتمل أنّه وسوس لهما وهو خارج باب الجنّة، - وقال بعضهم: يحتمل أنّه وسوس لهما وهو في الأرض، وهما في السّماء، ذكرها الزّمخشريّ وغيره. ج: المراد بما أمر الله أن يوصل. اختلف المفسرون فيه على قولين: 1- فقال بعضهم المراد به صلة الأرحام، وهو قول قتادة، واختيار ابن جرير، وهذا كقوله تعالى :"فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم"، ذكره ابن كثير. ثم اختلفوا فقيل : الأرحام عامة في الناس، وهو قول قتادة، ذكره ابن عطية وقيل خاصة فيمن آمن بمحمد، ذكره ابن عطية 2- وقيل المراد أعم من ذلك وهو كل ما أمر الله بوصله وفعله، ذكره ابن كثير. وابن عطية وقال : وهذا هو الحق، والرحم جزء من هذا . |
المجموعة الرابعة
&- حرّر القول في المسائل التالية: أ- معنى استفهام الملائكة في قوله تعالى: { قالوا أتجعل فيها مَن يُفسد فيها ويسفك الدماء } القول الأول: سؤال على سبيل الاستعلام عمّا لم يعلموا به، واسترشاد واستكشاف عن الحكمة في ذلك، لا على سبيل الإنكار والاعتراض على اللّه عزّ وجلّ، اختاره ابن جرير، ذكره ابن كثير، والزَّجّاج في تفسيرهما القول الثاني : على سبيل الاستفهام المحض، قاله أحمد بن يحيى ثعلب، ذكره ابن عطية الأندلسي في تفسيره . القول الثالث : على جهة التعجب من استخلاف اللّه مَن يعصيه، أو من عصيان مَن يستخلفه اللّه في أرضه ويُنعم عليه بذلك، ذكره ابن عطية الأندلسي في تفسيره . القول الرابع : على جهة الاستعظام والإكبار للفصلين جميعاً، الاستخلاف والعصيان، ذكره ابن عطية الأندلسي في تفسيره . - وبالنظر إلى الأقوال والجمع بينها نجد أنّ هذا الاستفهام هو سؤال استعلام واسترشاد عن الحكمة في ذلك؛ أي وكأنّ الملائكة تقول متعجّبين كيف يعصونك وأنت خالقهم؟!! أي ربنا!! هلّا أرشدتنا مالحكمة في خلق هؤلاء، مع أنّ منهم مَن بفسد في الأرض ويسفك الدماء، فإن كان المراد توحيدك وعبادتك؛ فنحن نسبّح بحمدك ونصلي لك ونعبدك، ولن يصدر منّا شيء، فهلّا وقع الاقتصار علينا، وأمرتنا فأطعناك؟، هذا مفاد قول ابن عطية الأندلسي وابن كثير، ذُكر ذلك في تفسيرهما . ب- معنى قوله تعالى: { وكيف تكفرون باللّه وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يُميتكم ثم يُحييكم ثم إليه تُرجعون } قوله تعالى: { وكيف تكفرون باللّه }، أي كيف تجحدون وجوده سبحانه وتعالى ونِعمه عليكم وقدرته، أو تعبدون معه غيره، ذكره ابن كثير وابن عطية الأندلسي في تفسيرهما . - { وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يُميتكم ثم يُحييكم ثم إليه تُرجعون } . • القول الأول: أي كنتم أمواتاً معدومين قبل أن تُخلقوا دارسين، ثم خُلقتم وأُخرجتم إلى الدنيا والوجود؛ فأحياكم ثم أماتكم، الموت المعهود، ثم يُحييكم للبعث يوم القيامة، ذكره ابن عطية الأندلسي وابن كثير في تفسيرهما . • القول الثاني: كنتم أمواتاً بكون آدم من طين ميتاً قبل أن يَحيى ثم نُفخ فيه الروح فخلقكم وأحياكم بحياة آدم، فهذه حياة، ثم يُميتكم فتُرجعون إلى القبور؛فهذه ميتة، ثم يُحييكم فيبعثكم يوم القيامة؛ وهذه حياة أخرى، كقوله تعالى: ربنا أمَتَّنا اثننين وأحييتنا اثننين }، قاله الضحاك، ذكره ابن كثير، وابن عطية الأندلسي في تفسيرهما . • القول الثالث: أي كنتم تراباً قبل أن يخلقكم، فهذه ميتة، ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة، ثم يميتكم فتُرجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة أخرى، كقوله تعالى: { ربنا أمَتَّنا اثننين وأحييتنا اثننين }، قاله الضّحاك، ذكره ابن كثير في تفسيره . • القول الرابع: أي كنتم أمواتاً في أصلاب آبائكم فاُخرجتم إلى الدنيا فأحياكم، قاله قتادة، ذكره ابن عطية الأندلسي . • القول الخامس: أي كنتم نطفاً، ثم جُعلتم حيواناً، ثم اُُميتوا، ثم أُحيوا، ثم يرجعون إلى اللّه بعد البعث، ذكره الزجاج في تفسيره . • القول السادس: أي كنتم أمواتاً في الأرحام قبل نفخ الروح ثم أحياكم بالإخراج إلى الدنيا، ذكره ابن عطية الأندلسي . • القول السابع: أي أنّ اللّه تعالى أخرج نسم بني آدم أمثال الذر ثم أماتهم بعد ذلك؛ وهو قوله تعالى: { وكنتم أمواتاً }، ثم أحياهم بالإخراج إلى الدنيا، قاله ابن زيد، ذكره ابن عطية الأندلسي . • القول الثامن: أي كنتم أمواتاً بالموت المعهود، ثم أحياكم للسؤال في القبور، ثم أماتكم فيها، ثم أحياكم للبعث، قاله ابن عباس وصالح، والثوري، ذكره ابن عطية الأندلسي وابن كثير في تفسيرهما . • القول التاسع: أي كنتم أمواتاً بالخمول فأحياكم بأن ذُكرتم وشُرّفتم بهذا الدين والنبي الذي جاءكم، قاله ابن عباس، ذكره ابن عطية الأندلسي في تفسيره . • القول العاشر: أي خلقهم في ظهر آدم، ثم أخذ عليهم الميثاق، ثم أماتهم، ثم خلقهم في الأرحام، ثم أماتهم، ثم أحياهم يوم القيامة، قاله ابن جرير، ذكره ابن كثير في تفسيره. - وبالنظر إلى الأقوال والجمع بينها نجد أنّ السؤال لم يكن استفهاماً، إنّما كان استفساراً لأمر عجيب ماكان ينبغي حدوثه، أي: عجباً أيها الكفار كيف تجحدون وجود اللّه سبحانه وتعالى ونِعمه عليكم وقدرته، بعد وضوح هذه الأدلة الواضحة التي لايستطيع أحد إنكارها، وكنتم في أصلاب آبائكم فأخرجكم إلى الدنيا، فأحياكم بعد نفخ الروح . - القول الثاني: أي كنتم تراباً قبل أن يخلقكم، فهذه ميتة، ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة، ثم يميتكم فتُرجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة أخرى، كقوله تعالى: { ربنا أمَتَّنا اثننين وأحييتنا اثننين }، قاله الضّحاك، هو كقوله تعالى: { قل اللّه يُحييكم ثم يُميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لاريب فيه ولكنّ أكثر الناس لايعلمون }، قاله ابن مسعود وابن عباس، وغيرهم من التابعين، هذا مفاد قول ابن عطية الأندلسي وابن كثير، وذكر ذلك في تفسيرهما، 2- بيّن مايلي : أ- لِم خصّ آدم بالتلقّي والتوبة في قوله تعالى: { فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } - لأن آدم عليه السلام هو المخاطب في أول القصة، قال تعالى: { وقلنا ياآدم اسكن أنت وزوجك الجنّة }، ولأنّ المرأة حرمة مستورة؛ فأراد اللّه لها الستر، ولذلك لم يذكرها في المعصية في قوله تعالى: { فعصى آدمُ ربَّه فغوى } . ب- متعلق الخوف والحزن في قوله تعالى: { فمن اتّبع هداي فلا خوف عليه ولاهم يحزنون } - في قوله تعالى: { فلا خوف عليهم }، أي لاخوف فيما بين أيديهم من الدنيا، ولا يحزنون على مافاتهم منها. ج- دليلاً على صدق النبوة فيما درست .. |
- تعديل إجابة ( 3 « ب » ) .
- إرفاق إجابة ( 3 « ج » ) . ب- متعلق الخوف والحزن في قوله تعالى: { فمن اتّبع هداي فلا خوف عليه ولاهم يحزنون } - في قوله تعالى: { فلا خوف عليهم }، أي لاخوف فيما بين أيديهم من الدنيا، ولا يحزنون على مافاتهم منها، ولا مايستقبلونه من الآخرة؛ حيث النعيم المقيم، والأجر العظيم؛ فلا يضيع عند اللّه الأجر؛ بل لهم أجر غير ممنون، والأمن والسرور فائض وموفور، لايمسّه حزن . ج- دليلاً على صدق النبوة فيما درست . - مايدل على صدق النبوة قوله تعالى: { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة .. } وذلك أنّ خبر آدم عليه السلام وسجوده للملائكة معلوم عند أهل الكتاب، وليس هذا من علم العرب؛ فإخبار النبي صلى اللّه عليه وسلم دليل على صدق نبوّته وتثبيت رسالته، فهو خبر لايعلمه إلّا مَن قرأ الكتاب، أو أوحي إليه به . أعتذر لهذا الخلل . |
تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة البقرة (من الآية 26- حتى الآية 39) المجموعة الأولى: 1- الطالبة: شادن كردي ج+ بارك الله فيكِ ونفع بكِ. لا يغفل طالب علم التفسير أن نسب كل قول لقائله من السلف والمفسرين، مع ذكر دليله وتعليق المفسرين عليه؛ وقد سبق بيان ذلك تفصيليًا في دورة مهارات التفسير، وأوصيكِ بالاستفادة من مشاركة الأخت آسية -بارك الله فيها- فقد أجادت فيها. س1 ب: الأقوال في هذه المسألة ترجع إلى أربعة أقوال: 1. عهد الله إلى جميع خلقه في كتبه وعلى لسان رسله أن يوحدوه ويعبدوه. 2. عهد الله إلى أهل الكتاب في كتبهم أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وألا يكتموا أمره إذا بعث فيهم. 3. الميثاق الذي أخذه الله على خلقه يوم استخرجهم من ظهر أبيهم آدم كالذرّ. 4. نصب الأدلّة الدالة على ربوبيته في مخلوقاته العظيمة وفي المعجزات التي أتت بها الرسل مع فطرة الخلق على التوحيد والقدرة على التمييز والاستدلال. 2- الطالبة : آسية أحمد أ+ أحسنتِ وأجدتِ بارك الله فيك وأحسن إليكِ. س1 أ: أورد ابن كثير آثارا متفرّقة في الدرس تقوّي القول بأنها جنة الخلد التي في السماء، فلو أشرتِ إليها لكان أكمل. المجموعة الثانية: معنى استواء الله تعالى إلى السماء. - كما هو معلوم عن منهج ابن عطية -رحمه الله- أنه أشعري، ولديه تأويلات في باب الصفات؛ فلا يؤخذ منه ولا يعوّل عليه في تفسير آيات الصفات. - وقد نقل عن الطبري اختياره بأنه: «معناه علا دون تكييف ولا تحديد» ثم أوّل هذا القول فقال:(والتقدير علا أمره وقدرته وسلطانه) وذلك ظنّا منه أن ذلك تنزيهًا لله عز وجل، وهذا من فساد مذهبه في هذا الباب، فأهل السنة والجماعة يثبتون كل ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير تعطيل ولا تمثيل ولا تحريف ولا تكييف. - بالنسبة لابن كثير فإنه يثبت صفة الاستواء لله تعالى، شأنه شأن باقي أهل السنة في عقيدتهم في الأسماء والصفات، لكنه أضاف معنى زائدا على معنى العلو والارتفاع وهو معنى القصد والإقبال، وذلك بسبب تعدية الفعل بــ"إلى"، وذلك لأن تعديته أصلا تكون بــ "على"، فلما عدي بحرف آخر استفدنا معنى زائدا على معنى الفعل الأصلي، معنى فعل آخر لم يذكر في الآية وناسبته هذه التعدية وهو فعل القصد، فنقول المعنى: علا وارتفع قاصدا إلى السماء، وهذه القاعدة تسمى قاعدة الحذف والتضمين، أي حذفنا الفعل وتركنا علامة عليه هو حرف التعدية، وفائدة هذا الأسلوب هو الإيجاز والاختصار. - وذهب بعض أهل العلم أن ابن كثير أراد في هذا الموضع خاصّة معنى القصد فقط لتعدية الفعل بــ "إلى" مع إثبات عقيدته في صفة الاستواء، وذلك لأن بعض أهل العلم يقول بتعدد معاني فعل الاستواء بحسب حرف التعدية، فإذن عدي بــ "على" دل على معنى العلو والارتفاع، وإذا عدي بــ "إلى" دل على معنى القصد، ولكن القول بالتضمين أولى وأبلغ، وقد نصّ ابن كثير عليه في تفسير الأية، فهو أولى. 3- الطالبة: مها عبد العزيز أ أحسنتِ بارك الله فيكِ ونفع بك. س1: راجعي التعليق أعلاه. في سؤال التحرير: لو تتبعي كل قول بأدلته لكان أكمل. س2 ب: القول بأن المثل مضروب للدنيا تفسير وليس سبب نزول، فسبب النزول حادث نزلت الآية في شأنه وعلى إثره، إلا إذا قصدتِ أن الآية نزلت لغير سبب. س3 ب: القول الأخير فيما ذكرتِ يرجع للقول الثاني. 4- الطالب: خليل عبد الرحمن ب+ أحسنت بارك الله فيكِ ونفع بك. س1: راجع التعليق أعلاه. س2ب: يمكن الجمع بين القول الرابع والسادس، ولا يفوتك ذكر تعليقات المفسرين على الأقوال تضعيفًا وترجيحًا واختيارًا. س3ج: القول الثالث يرجع للثاني. المجموعة الثالثة: هل كان إبليس من الملائكة؟ إليكم جواب شيخنا -حفظه الله- في هذه المسألة، نقلته لكم لما فيه من فوائد تفسيرية مهمّة. قال -حفظه الله-: (الخلاف في هذه المسألة قديم ، وقد روي فيها آثار عن بعض الصحابة والتابعين لا تصح عنهم ، وتعدد هذه الروايات الواهية وكثرة سريانها في كتب التفسير قد يفهم منها من لا يفحص الأسانيد أن هذا قول جمهور أهل العلم ، وليس الأمر كذلك ، ولذلك ينبغي للمفسّر أن لا يغترّ بتعدد الروايات والأخبار الواهية، ولا سيّما فيما يخالف نصا صريحاً ، أو ظاهر النص المتبادر إلى الذهن، بل عليه أن يعمد إلى الروايات فيميّز صحيحها من ضعيفها، ثم يقبل الصحيح ويردّ الضعيف، ويجيب على الإشكال. وأما من اعتبر تعدد هذه الروايات الواهية قولاً صحيحاً فإنّه سيضطر إلى تكلّف الجمع بين هذا القول ودلالة النصوص الصحيحة الصريحة بأنواع من الاستثناءات والتخصيصات التي لا يمكن قبولها إلا بدليل يعتمد عليه. وهذه المسألة فيها قولان مشهوران: القول الأول: أن إبليس من الجن، وهذا القول يدلّ عليه نص قول الله تعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجنّ ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا}. فبيّن الله تعالى أن إبليس من الجنّ؛ والتعريف في الجنّ للجنس الذي تعرفه العرب في خطابها وتعهده. وبيّن أن له ذريّة بخلاف الملائكة الذين لا يتوالدون ولا يتناكحون. وبيّن أنه فسق عن أمر ربّه ،و الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وبيّن الله تعالى في موضع آخر أن إبليس قد خلق من مادّة غير التي خلق منها الملائكة قال الله تعالى: {والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم}. وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارجٍ من نار وخلق آدم مما وصف لكم )) رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها. والقول بأن إبليس من الجن هو قول الحسن البصري وعبد الرحمن بن زيد وابن شهاب الزهري وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير ومحمد الأمين الشنقيطي وابن عثيمين والألباني. والقول الثاني: أنه من الملائكة ثم مسخ شيطاناً ، وهذا القول روي عن ابن مسعود وابن عباس بأسانيد واهية لا تقوم بها الحجة في أخبار أشبه بروايات بني إسرائيل. لكنه صحّ عن قتادة وسعيد بن جبير ومحمد بن إسحاق صاحب السيرة؛ فأمّا قتادة فإنما أخذه عن نوف البكالي ابن امرأة كعب الأحبار، كما روى ذلك عنه أبو الشيخ في العظمة، ونوف بن فضالة البكالي ممن عرف برواية الإسرائيليات لمكانه من كعب الأحبار، وسعيد بن جبير قد أخذ عن نوف البكالي وهو معدود في شيوخه. ومحمد بن أسحاق معروف برواية الإسرائيليات بلا تمييز. وضعفاء الرواة يخطئون في سياق هذه الروايات فينسبونها إلى ابن عباس وبعض الصحابة وهي لا تصحّ عنهم. وهذا القول أنكره الحسن البصري جداً حتى قال: (قاتل الله أقواماً يزعمون أنَّ إبليس كَانَ مِنْ ملائكة الله، والله تَعَالَى يَقُولُ: { كَانَ مِنَ الجِنّ} ). رواه ابن أبي حاتم. وقال: (ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجنّ، كما أن آدم عليه السلام أصل الإنس). رواه عنه ابن جرير في تفسيره. وقد اختار ابن جرير رحمه الله القول الثاني ، واحتجّ له بحجج لا تثبت، منها أنه جائزٌ أن يكون الله تعالى قد خلق صنفًا من ملائكته من نارٍ كان منهم إبليس، وأن يكون أفرد إبليس بأن خلقه من نار السّموم دون سائر ملائكته. وهذا القول فيه استدراك على عموم النصّ النبوي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خلقت الملائكة من نور} والتعريف للجنس الذي لا يخرج عنه أحد أفراده. ولو ثبت هذا لكان هؤلاء الذين خلقوا من نار مادّتهم غير مادّة الملائكة المخلوقين من نور، ولفارقوهم في الاسم كما فارقوهم في أصل الخلقة. وهذا التأويل إنما كان سببه اعتقاد صحّة تلك الروايات ثم تكلّف الجمع بينها وبين النصوص الصحيحة. قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (وما يذكره المفسرون عن جماعة من السلف كابن عباس وغيره: من أنه كان من أشراف الملائكة، ومن خزان الجنة، وأنه كان يدبر أمر السماء الدنيا، وأنه كان اسمه عزازيل ـ كله من الإسرائيليات التي لا معول عليها. وأظهر الحجج في المسألة، حجة من قال: إنه غير ملك؛ لأن قوله تعالى: {إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ...} الآية، وهو أظهر شيء في الموضوع من نصوص الوحي. والعلم عند الله تعالى)ا.هـ. وقال الألباني رحمه الله: (وما يروى عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:{ من الجن} أي من خزان الجنان ، وأن إبليس كان من الملائكة ، فمما لا يصح إسناده عنه ، ومما يبطله أنه خلق من نار كما ثبت في القرآن الكريم ، والملائكة خلقت من نور كما في صحيح مسلم عن عائشة مرفوعا ، فكيف يصحّ أن يكون منهم خلقة ، وإنما دخل معهم في الأمر بالسجود لآدم عليه السلام لأنه كان قد تشبه بهم وتعبد وتنسك ، كما قال الحافظ ابن كثير ، وقد صحّ عن الحسن البصري أنه قال : " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر ") ا.هـ.). 5- الطالب: محمد العبد اللطيف أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. س1: راجع التعليق أعلاه. أوصيك بالحرص على ترتيب الأقوال والاستدلال عليها ونسبتها ومناقشتها، حتى في غير سؤال التحرير. المجموعة الرابعة: 6- الطالب: عصام عطار أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. س1: فاتك التعرض لمعنى الاستفهام في الآية، ويمكن الجمع بين القول الثاني والثالث. لو تحرص على توثيق الأقوال بنسبتها لقائليها في كافة الأجوبة لكان أتم. المجموعة الخامسة: 7- الطالب: حسن صبحي أ أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. س1 ب: قراءة "فأزلّهما" تحتمل معنيين، فالأول أنها بمعنى أكسبهما الزلّة والخطيئة، والثاني أنه أعثرهما بمعنى نحّاهما، فعثر بمعنى سقط فكأنه أسقطهما عما كانا فيه من المكانة فيوافق هذا المعنى قراءة {فأزالهما}. س2 أ-ب: ينبغي ذكر جميع الأقوال في المسألة والاستدلال عليها ومناقشتها وتعليقات المفسرين عليها . ---بارك الله فيكم ونفعكم بما علّمكم--- |
الإجابة:
المجموعة الأولى: 1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. على قولان: - أكبر منها قاله قتادة وغيره وذكره بن عطية وبن كثير والزجاج ورجحه علماء لنحو لأن البعوضة يضرب بها المثل في نهاية الصغر. - أصغر منها، أي فوقها في الصغر والحقارة قاله الكسائي وغيره وذكره الزجاج وبن عطية وبن كثير ويؤيد القول الثاني ما رواه مسلمٌ عن عائشة، رضي اللّه عنها: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما من مسلمٍ يشاك شوكةً فما فوقها إلّا كتبت له بها درجةٌ ومحيت عنه بها خطيئةٌ». فأخبر أنّه لا يستصغر شيئًا يضرب به مثلًا ولو كان في الحقارة والصغر كالبعوضة. ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. في المراد بالعهد في الآية عدة أقوال: منها: ما أخذه الله على النبيين ومن اتبعهم من أهل الكتاب بأن يتبعوا الرسول إذا بعث وأن يطيعوه وألا يكفروا به ، ذكره الزجاج وبن عطية وبن كثير. ومنها: العهد الذي أخذه الله على بني آدم حين أخرجهم كالذر من ظهر أبيهم آدم وأشهدهم "...ألست بربكم قالوا بلى..."، ذكره الزجاج وبن عطية وبن كثير.. ومنها: هو الاستدلال على توحيد الله تعالى ، ذكره الزجاج وبن عطية. ومنها: العهد الذي أخذه الله تعالى على عباده بواسطة رسله أن يعبدوه وحده ولا يشركوا به شيئا، ذكره بن عطية وبن كثير. ومنها: أنه العهد فيمن كان آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم كفر به فنقض العهد، قاله قتادة والسدي ، ذكره بن عطية وبن كثير. 2. بيّن ما يلي: أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم". مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم}، بيان أن توفيق العبد للتوبة هو نعمة من الله تعالى على عبده التي يجب عليه شكرها، وجاءت بصيغة المبالغة للتكثير، ووافق اسم الله التواب اسمه الرحيم، لأن توفيق الله لعباده للتوبة هو من رحمته تعالى بعباده ب: هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟ ناقش بالتفصيل من خلال كلام المفسّرين في الآية. هناك قولان : - أنها ليست جنة الخلد بل هي في الأرض كما حكى القرطبيّ عن المعتزلة والقدريّة القول بأنّها في الأرض ، وتعليلهم أن مني دخل جنة الخلد لا يخرج منها، والرد على ذلك بالنسبة لآدم عليه السلام قد يكون دخولها والهبوط منها خاص به وبحواء ، أما ذريته من دخلها منهم فهو خالد لا يخرج منها. - أنها هي جنة الخلد في السماء وهذا عليه أكثر المفسرين والدليل قوله تعالى: "قلنا اهبطوا منها جميعا.." والله أعلم ج: المراد بما أمر الله أن يوصل. المراد بما أمر الله أن يوصل: - الأرحام عامة في الناس والقرابات قاله قتادة وذكره بن جرير ورجحه وبن عطية وبن كثير. - الكفار الذين يقطعون أرحامهم مع من آمن بمحمد وذكره بن عطية. - دين الله وعبادته في الأرض، وإقامة شرائعه، وحفظ حدوده، والرحم جزء منها ،وذكره بن عطية وبن كثير . جزاكم الله خير عذرا على التأخير |
المجموعة الأولى:
1. حرّر القول في المسائل التالية: أ: معنى الفوقية في قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}. فيها قولان: الأول : أكبر منها، وهو اختيار النحويين كما ذكره الزجاج وحكاه ابن كثير وابن عطية. وهو مروي عن قتادة وابن جريج. الثاني: أصغر منها ؛ لأن الغرض الصغر وتقليل المثل بالأنداد. وهو مروي عن الكسائي وأبو عبيدة وحكاه الرازي. ذكره الزجاج وابن كثير وابن عطية. ب: المراد بالعهد في قوله تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}. على أقوال: - قيل هو الذي أخذه على بني آدم حين استخرجهم من ظهر أبيهم كالذر. - قيل هو نصب الأدلة على وحدانية الله بالسماوات والأرض. - قيل هو العهد الذي أخذه الله على عباده بواسطة رسله أن يوحدوا الله وألا يعبدوا غيره. - هو العهد الذي أخذه الله هلى أتباع الرسل والكتب المنزلة أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وألا يكتموا أمره. قال القاضي أبو محمد: الآية على هذا في أهل الكتاب وظاهر ما قبل وما بعد أنه في جميع الكفار. -روي عن سعد ابن أبي وقاص أنهم الحرورية؛ ولكن هذا تفسير بالمعنى . - قيل أنه طاعة الله وامتثال أمره. 2. بيّن ما يلي: أ: مناسبة ختم قوله تعالى: {فتلقّى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} باسميه "التواب الرحيم". مناسبة ذلك أن هذه الآية وما قبلها ذكرت قصة توبة آدم بعدما عصى ربه وأكل من الشجرة وفيها أن الله علم آدم ما يقوله لكي يتوب، وهذا فيه دلالة واضحة على سعة رحمة الله وأنه يحب توبة عباده فهو من يلهمهم التوبة ويعلمهم إياها ثم يقبلها منهم. ب: هل الجنة التي سكنها آدم هي جنة الخلد؟ ناقش بالتفصيل من خلال كلام المفسّرين في الآية. ذهب البعض أن من دخل جنة الخلد لا يخرج منها.وهذا وارد كما ذكره ابن عطية وعقب قائلا "إلا أن السمع جاء أن من دخلها مثابا لا يخرج منها ولم يرد في السمع أن من جاءها ابتداء لا يخرج منها. ج: المراد بما أمر الله أن يوصل. - قال قتادة: «الأرحام عامة في الناس» . - وقال غيره: «خاصة فيمن آمن بمحمد، كان الكفار يقطعون أرحامهم». - وقال جمهور أهل العلم: الإشارة في هذه الآية إلى دين الله وعبادته في الأرض، وإقامة شرائعه، وحفظ حدوده. قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا هو الحق، والرحم جزء من هذا. |
اقتباس:
لا يغفل طالب علم التفسير أن ينسب كل قول لقائله من السلف والمفسرين، مع ذكر دليله وتعليق المفسرين عليه؛ وقد سبق بيان ذلك تفصيليًا في دورة مهارات التفسير، وأوصيكِ بالاستفادة من مشاركة الأخت آسية -بارك الله فيها- فقد أجادت فيها. س1 أ : الدليل الذي أوردتيه استدل به أصحاب القول الأول وليس الثاني. س1 ب: ويمكن الجمع بين القول الثالث والرابع. س2 ب: اختصرتِ جدًا فيه، والمطلوب مناقشته تفصيلا بأدلته. تم خصم نصف درجة على التأخير. |
اقتباس:
لا يغفل طالب علم التفسير أن ينسب كل قول لقائله من السلف والمفسرين، مع ذكر دليله وتعليق المفسرين عليه؛ وقد سبق بيان ذلك تفصيليًا في دورة مهارات التفسير، وأوصيكِ بالاستفادة من مشاركة الأخت آسية -بارك الله فيها- فقد أجادت فيها. س2: وهذا يقتضي شكر الله تعالى على توفيقه لعبده بإلهامه التوبة وقبولها منه. س2 ب: ذكرتِ قولا واحدا فقط، والمطلوب مناقشة المسألة تفصيلا بأدلتها. تم خصم نصف درجة على التأخير. |
الساعة الآن 02:16 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir