كتاب الباء
كتاب الباء قال إسماعيل بن أحمد الضرير النيسابوري الحيري (ت: 431هـ): (كتاب الباء وهو على سبعة وعشرين بابا [البصير. البكم. البرق. البناء. الباطل. البر. البكر. البيت. البيوت. البلد. البغي. البعل. البعث. البسط. البيع. البهت. البشارة. البعض. البشر. البروز. البروج. البيتوتة. البحر. البقية. البخس. البضع، البضاعة. باب البصير على تسعة أوجه أحدها: العلم، كقوله: {وكان اللّه سميعا بصيرا} (النساء 134)، حيث كان، وقوله: {على بصيرة أنا ومن اتبعني} (يوسف 108)، وفي سورة ق (الآية 22) قوله: {فبصرك اليوم حديد}، أي علمك اليوم نافذ بما كان عنك مستورا في الدنيا. والثاني: بصر القلب، كقوله: {وعلى أبصارهم غشاوة} (البقرة 7)، وقوله: {لذهب بسمعهم وأبصارهم} (البقرة 20)، وقوله: {ولو كانوا لا يبصرون} في يونس. والثالث: المعجزة، كقوله: {وآتينا ثمود الناقة مبصرة} (الإسراء 59). والرابع: الرؤية، كقوله: {قال بصرت بما لم يبصروا به} (طه 96)، وقوله: {ربنا أبصرنا وسمعنا} (السجدة 12). والخامس: بصير بالحجة، كقوله: {وقد كنت بصيرا} (طه 125). والسادس: المؤمن، كقوله: {وما يستوي الأعمى والبصير}. والسابع: البيان، كقوله في الأعراف (الآية 203)، والجاثية (الآية 20): {هذا بصائر للناس}. والثامن: العبرة، كقوله: {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب} (ق 8). التاسع: الشهادة، كقوله: {بل الإنسان على نفسه بصيرة} (القيامة 14). باب البكم على وجهين أحدهما: بكم بالقلوب، كقوله: {صم بكم عمى}. والثاني: بكم باللسان، كقوله: {على وجوههم عميا وبكما وصما} (الإسراء 97). باب البرق على وجهين أحدهما: ثواب المؤمن، كقوله: {ورعد وبرق} (البقرة 19). والثاني: البرق بعينه، كقوله في الرعد (الآية 12): {يريكم البرق خوفا وطمعا}. باب البناء على أربعة أوجه أحدها: البنيان المرفوع والسقف، كقوله: {والسماء بناء} (البقرة 22). والثاني: مسجد المنافقين الذي أمر اللّه تعالى بخرابه، كقوله: {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} (التوبة 110). الثالث: الكنيسة، كقوله: {فقالوا ابنوا عليهم بنيانا} (الكهف 21). والرابع: الأتون، وهو موضع النار الذي يطبخ فيه الحجارة، كقوله: {فقالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم} (الصافات 97). باب الباطل على خمسة أوجه أحدها: صفة الدجال، كقوله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل} (البقرة 42). الثاني: الربا، كقوله: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} (البقرة 188)، نظيرها في النساء (الآية 29). والثالث: الإحباط، كقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} (البقرة264)، نظيرها في سورة محمد (الآية 33). الرابع: الذي لا أصل له، كقوله في بني إسرائيل: {وزهق الباطل}. الخامس: التكذيب، كقوله في حم السجدة: {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} أي لا يأتيه التكذيب في الكتاب الذي من قبله، ولا من خلفه. قال الحسن: معنى الآية: الأول من القرآن شاهد لآخره، وآخره شاهد لأوله. وقال ابن عباس: لا يستطيع إبليس أن يزيد فيه ولا يستطيع أن ينقص منه. ويقال: لا يقدر إبليس أن يأتي محمدا في صورة جبريل عليه السلام، من قبل نزوله، ولا من بعده. وقوله: {وخسر هنالك المبطلون}. باب البر على ثلاثة أوجه أحدها: اتباع الرسول، كقوله: {أتأمرون الناس بالبر} (البقرة 44). والثاني: الطاعة، كقوله: {ليس البر أن تولوا وجوهكم} (البقرة 177)، وقوله: {ولكن البر من اتقى} (البقرة 189). والثالث: الجنة، كقوله: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} (آل عمران 92). قال مقاتل: البر ههنا: والتوكل. باب البكر على وجهين أحدهما: الصغيرة، كقوله: {لا فارض ولا بكر} (البقرة 68). والثاني: العذراء، كقوله: {ثيبات وأبكارا} (التحريم 5). باب البيت على سبعة أوجه أحدها: الكعبة، كقوله تعالى: {أن طهرا بيتي للطائفين} (البقرة 125)، وقوله: {فليعبدوا رب هذا البيت} (قريش 3). الثاني: بيت إبراهيم عليه السلام، كقوله: {رحمت اللّه وبركاته عليكم أهل البيت} (هود 73). الثالث: بيت محمد عليه الصلاة والسلام، كقوله: {إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} (الأحزاب 33). والرابع: سفينة نوح عليه السلام، كقوله: {لمن دخل بيتي مؤمنا} (نوح 28). الخامس: بيت عزيز مصر، كقوله: {وراودته التي هو في بيتها عن نفسه} (يوسف 23). السادس: بيت عمران أبي موسى، كقوله: {فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم} (القصص 12). السابع: البيت المعمور، كقوله: {والبيت المعمور} (الطور 4). باب البيوت على أربعة أوجه أحدها: العمران، كقوله: {وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين} (الشعراء 149). الثاني: المسجد، كقوله: {واجعلوا بيوتكم قبلة} (يونس 87)، وقوله: {في بيوت أذن اللّه أن ترفع} (النور 36). والثالث: [بيوت] من مدر، كقوله: {من بيوتكم سكنا} (النحل80). الرابع: الخيام، كقوله: {وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا} (النحل80). باب البلد على خمسة أوجه أحدها: مكة، كقوله: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد} (إبراهيم 35)، نظيرها: {لا أقسم بهذا البلد}. والثاني: بلد سبأ، كقوله: {بلدة طيبة ورب غفور} (سبأ 15). والثالث: الأرض المنبتة، كقوله: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه}. الرابع: السبخة، كقوله: {فسقناه إلى بلد ميت}، يعني السبخة. الخامس: الدنيا، كقوله في الفجر (الآية 8): {التي لم يخلق مثلها في البلاد}. باب البغي على ستة أوجه أحدها: السرقة، كقوله في البقرة (الآية 173)، والأنعام (الآية 146)، والنحل (الآية 115) كقوله: {فمن اضطر غير باغ ولا عاد}، هو قاطع الطريق. الثاني: الحسد، كقوله: {من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم} (البقرة 213)، نظيرها: في آل عمران (الآية 19)، وعسق (الآية 14)، والجاثية (الآية 17). والثالث: الظلم، كقوله: {ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي} (الأعراف 33). الرابع: التطاول، كقوله: {إنما بغيكم على أنفسكم} (يونس 23)، وقوله: {فبغى عليهم} (القصص 76). والخامس: الطلب، كقوله: {ذلك ما كنا نبغ} (الكهف 64). والسادس: الطغيان، كقوله: {ولو بسط اللّه الرزق لعباده لبغوا في الأرض} (الشورى 27). باب البعل على وجهين أحدهما: الزوج، كقوله: {وبعولتهن أحق بردهن} (البقرة 228)، وقوله: {خافت من بعلها} (النساء 128)، وقوله: {وهذا بعلي شيخا} (هود 72). الثاني: الصنم، كقوله: {أتدعون بعلا} (الصافات 125)، وهو صنم طوله ثلاثون ذراعا، وله أربعة، أوجه: وجه من قدامه ووجه من خلفه ووجه من اليمين ووجه من اليسار. باب البعث على أربعة أوجه أحدها: الأحياء، كقوله: {ثم بعثناكم من بعد موتكم} (البقرة 56). والثاني: التبيين، كقوله تعالى: {إن اللّه بعث لكم طالوت ملكا} (البقرة 247)، وقوله: {ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل اللّه} (البقرة 246). والثالث: التسليط، كقوله: {بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد} (الإسراء 5). والرابع: الإقامة من القبور، كقوله: {يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا} (يس 52). باب البسط على ثلاثة أوجه أحدها: الزيادة، كقوله: {وزاده بسطة في العلم والجسم} (البقرة 247)، نظيرها في الأعراف (الآية 69). والثاني: التوسع، كقوله: {واللّه يقبض ويبسط} (البقرة 245)، وقوله: {إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء}، ومثله في القصص (الآية 82)، والعنكبوت (الآية 62)، والروم (الآية 37)، والزمر (الآية 52). والثالث: المد، كقوله: {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك} (المائدة 28). باب البيع على وجهين أحدهما: الفداء، كقوله: {يوم لا بيع فيه} (البقرة 254)، ونظيرها في إبراهيم (الآية 31). والثاني: البيع بعينه، كقوله: {وأحل اللّه البيع وحرم الربا} (البقرة 275). باب البشارة على ثلاثة أوجه أحدها: بمعنى التخبير، كقوله: {فبشرهم بعذاب أليم}، وقوله: {بشر المنافقين} (النساء 138). والثاني: بمعنى البشارة، كقوله: {أن اللّه يبشرك بيحيى} (آل عمران 39)، وقوله: {إن اللّه يبشرك بكلمة} (آل عمران 45). والثالث: بمعنى الفرح، كقوله: {ذلك الذي يبشر اللّه عباده} (الشورى 23). باب البعض على وجهين أحدهما: بمعنى الجمع، كقوله: {واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل اللّه إليك} وقوله: {أن يصيبهم ببعض ذنوبهم} (المائدة 49)، يعني: بالجميع، وقوله: {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم} (آل عمران 50). والثاني: البعض بعينه من الشيء، كقوله: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض} (التوبة71)، وقوله: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض} (التوبة 67). باب البشر على عشرة أوجه أحدها: آدم عليه السلام، كقوله: {إني خالق بشرا}، حيث كان. والثاني: نوح عليه السلام، كقوله: {ما نراك إلا بشرا مثلنا} (هود 27). والثالث: موسى وهارون عليهما السلام، كقوله: {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا} (المؤمنون 47). والرابع: عيسى عليه السلام، كقوله: {ما كان لبشر أن يؤتيه اللّه الكتاب والحكم والنبوة} (آل عمران 79). والخامس: محمد عليه الصلاة والسلام، كقوله: {قل إنما أنا بشر مثلكم}. والسادس: الرسل، كقوله: {إن أنتم إلا بشر مثلنا} (إبراهيم 10). والسابع: رسول من الرسل، كقوله: {وما كان لبشر أن يكلمه اللّه إلا وحيا} (الشورى 51). والثامن: آدمي، كقوله: {ما هذا بشرا إن هذا} (يوسف 31)، وقوله: {فتمثل لها بشرا سويا} (مريم 17). والتاسع: جبر ويسار، وهما عبدان عجميان، كقوله: {إنما يعلمه بشر} (النحل103). والعاشر: الخلق، كقوله: {بل أنتم بشر ممن خلق} (المائدة 18). باب البروز على وجهين أحدهما: الصف، كقوله: {ولما برزوا لجالوت وجنوده} (البقرة 250). والثاني: الخروج، كقوله: {لبرز الذين كتب عليهم القتل} (آل عمران 154)، وقوله: {فإذا برزوا من عندك} (النساء 81)، وقوله: {وبرزوا للّه جميعا} (إبراهيم 21)، وقوله: {وبرزوا للّه الواحد القهار} (إبراهيم 48)، وقوله: {يوم هم بارزون} (غافر16). باب البروج على ثلاثة أوجه أحدها: القصر، كقوله: {ولو كنتم في بروج مشيدة} (النساء 78). والثاني: بروج السماء، وهي اثنا عشر برجا: الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الأسد، السنبلة، الميزان، العقرب، القوس، الجدي، الدلو، الحوت. كقوله: {تبارك الذي جعل في السماء بروجا} (الفرقان 61). والثالث: النجوم، كقوله: {والسماء ذات البروج} (البروج 1). قال ابن عباس ومجاهد: هي النجوم. باب البيتوتة على ثلاثة أوجه أحدها: التغيير، كقوله: {بيت طائفة منهم غير الذي} (النساء 81)، وقوله: {واللّه يكتب ما يبيتون} (النساء 81). والثاني: الليل، كقوله: {فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون} (الأعراف 4). والثالث: الدخول، كقوله: {والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما} (الفرقان 64)، أي: يدخلون على ربهم مرة بالقيام ومرة بالسجود. باب البحر على أربعة وجوه أحدها: الماء، كقوله: {قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر} (الأنعام 63). والثاني: العذب من الماء. والثالث: المالح، كقوله: {مرج البحرين يلتقيان} (الرحمن 19)، قيل: ماء السماء وبحر الأرض، وقيل: بحر فارس وبحر الروم، وقيل: العذب والمالح. البرية يعني في البر والبحر القرى. [والرابع: البحر بعينه، {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام}]. باب البقية على وجهين أحدهما: الثواب، كقوله: {بقيت اللّه خير لكم} (هود 86). والثاني: القليل، كقوله: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية} (هود 116). باب البخس على وجهين أحدهما: النقصان، كقوله: {ولا يبخس منه شيئا} (البقرة 282)، {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} في الأعراف نظيرها في هود، والشعراء. الثاني: الحرام، كقوله: {وشروه بثمن بخس دراهم معدودة} (يوسف 20)، وإنما صار حراما لأنه ثمن الحرام، وثمن الحرام حرام. باب بضع سنين على وجهين أحدهما: سبع سنين، كقوله في الروم (الآية 4): {في بضع سنين للّه الأمر من قبل ومن بعد}. والثاني: خمس سنين، كقوله: {فلبث في السجن بضع سنين} (يوسف 42). قال أبو عبيدة: البضع: ما لا يبلغ عقدا ولا نصفه، وهو ما بين الواحد إلى الخمسة، إلى السبعة، وقال مقاتل: خمسة أو سبعة، وقال الضحاك: عشرة. باب (البضاعة) البضاعة على وجهين أحدهما: الدراهم، كقوله: {اجعلوا بضاعتهم في رحالهم} (يوسف 62)، وقوله: {وجدوا بضاعتهم} (يوسف 65). والثاني: المتاع، كقوله: {وجئنا ببضاعة مزجاة} (يوسف 88)، وقيل: متاع العرب، مثل: الأقط والصوف والسمن. وقيل: متاع الجبل، مثل: حبة الخضراء والصنوبر، وقيل: دراهم لم تنفق في الطعام). [وجوه القرآن: 129-145] |
الساعة الآن 10:47 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir