معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   جمال القراء وكمال الإقراء (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=186)
-   -   ترتيل القراءة وتزيين الصوت (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=5822)

عبد العزيز الداخل 30 ربيع الأول 1431هـ/15-03-2010م 06:08 PM

ترتيل القراءة وتزيين الصوت
 
(ترتيل القراءة وتزيين الصوت):
وقرأ علقمة على عبد الله – فكأنه عجل، فقال عبد الله: "فداك أبي وأمي رتل، فإنه زين القرآن" وكان علقمة حسن الصوت بالقرآن. ونعتت أم سلمة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: قراءة مفسرة حرفا حرفا. وعن معاوية بن قرة قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على ناقته أو جمله، يسير وهو يقرأ سورة الفتح – أو قال من سورة الفتح – ثم قرأ معاوية قراءة لينة فرجع ثم قال: لولا أني أخشى أن يجتمع الناس لقرأت ذلك اللحن".
وكان عمر رضي الله عنه، إذا رأى أبا موسى قال: ذكرنا ربنا يا أبا موسى، فيقرأ عنده. قال أبو عثمان النهدي: كان أبو موسى يصلي بنا، فلو قلت: إني لم أسمع صوت صنج ولا صوت بربط أحسن من صوته. قال أبو عبيد: ومعنى ذلك إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية.
وعن عابس الغفاري – ورأى الناس يفرون من الطاعون – فقال: يا طاعون خذني، فقيل له: تتمنى الموت وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يتمنين أحدكم الموت))! فقال: أبادر خصالا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوما يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا أفضلهم، إلا ليغنيهم به غناء.
[1/97]
وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) وقال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((زينوا أصواتكم بالقرآن)). قال شعبة: نهاني أيوب أن أحدث بهذا الحديث: ((زينوا القرآن بأصواتكم)) قال أبو عبيد: إنما كره أيوب فيما نرى، أن يتأول الناس بهذا الحديث الرخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الألحان المبتدعة.
وعن سعيد بن المسيب: "مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي بكر وهو يخافت، ومر بعمر وهو يجهر، ومر ببلال رحمة الله عليهم وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة. فقال لأبي بكر: ((مررت بك وأنت تخافت)).. فقال: إني أسمع من أناجي، فقال: ((ارفع شيئا)). وقال لعمر: ((مررت بك وأنت تجهر)).. فقال: أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان، فقال: ((اخفض شيئا)). وقال لبلال: ((مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة))... فقال: أخلط الطيب بالطيب، فقال: ((اقرأ السورة على وجهها)).
قال أبو عبيدة: وحدثنا حجاج عن الليث بن سعد عن عمر مولى عفرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، مر بأبي بكر وعمر وبلال مثل ذلك، إلا أنه قال لبلال: ((إذا قرأت السورة فأنفذها)). وكان ابن سيرين رحمه الله يكره أن يقرأ الرجل القرآن إلا كما أنزل، ويكره أن يقرأ ثم يتكلم ثم يقرأ. وسئل عمن يقرأ من السورة آيتين ثم يدعها، ثم يقرأ من غيرها ثم يدعها ويأخذ في غيرها فقال: ليتق أحدكم أن يأثم إثما كبيرا وهو لا يشعر.
[1/98]
قال نافع: وكان ابن عمر إذا قرأ لم يتكلم حتى يفرغ مما يريد أن يقرأ. فدخلت يوما فقال: أمسك علي سورة البقرة، فأمسكتها عليه، فلما أتى على مكان منها قال: أتدري فيم أنزلت؟ قلت لا، قال في كذا وكذا، ثم مضى في قراءته. قال أبو عبيد. إنما ترخص ابن عمر في هذا، لأن هذا الذي تكلم به من تأويل القرآن وسببه كالذي ذكرناه عن ابن مسعود، أن أصحابه كانوا ينشرون المصحف، فيقرأون ويفسر لهم. ولو كان الكلام من أحاديث الناس وأخبارهم كان عندي مكروها أن تقطع القراءة به.


الساعة الآن 05:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir