سؤال: هل الهدوء وعدم الصخب وخفض الصوت من السكينة، وكيف يعود نفسه عليها من لا يتحلى بها؟
في مادة ثلاثة الأصول وأدلتها:
اقتباس:
(البعد عن التكلف) فصلوا لنا شيخنا الكريم جزاكم الله خيرا. |
في مادة ثلاثة الأصول وأدلتها:
اقتباس:
فإذا ورد على القلب ما يزعجه من خطرات الشيطان التي تقدح في كمال الإيمان وربما أثرّت في القلب سوء ظنّ بالله جل وعلا وضعف تصديق بوعده فإذا أراد الله بالعبد خيراً أنزل عليه السكينة ليدفع عنه كيد الشيطان ويذهب عنه رجزه؛ فلا تؤثّر فيه هذه الخطرات، فإنّها إن استمرّت به أورثته من الأحزان والهموم والغموم ما ينكّد عليه عيشه وتضيق به نفسه. وإذا ورد على القلب ما يفرحه من متاع الدنيا فطار به فرحاً وعجباً ونسي منّة ربّه عليه كان على خطر أن يستخفّه الشيطان إلى ما ينسى به شكر نعمة الله ويغفل عن ذكره واتباع هداه، وإذا أراد الله بعبد خيراً أنزل السكينة على قلبه فكان نظره إلى شكر نعمة الله واتباع هداه ولم تحمله البهجة بما أوتي على بطر النعمة والغفلة عن شكرها . وكذلك إذا ورد عليه كيد من أعدائه فإن ارتاع له قلبه وانزعج حصل له من الهموم والغموم والعذاب النفسي ما قد يكون أشدّ عليه مما كان يخشى من ضررهم وكيدهم، وإذا أراد الله بعبدٍ خيراً أنزل على قلبه السكينة فاطمأنّ قلبه وتوكّل على الله واتّبع هداه وسلك سبيل السلامة مما يخشاه على بصيرة ويقين وحسن ظنّ بالله تعالى لما يؤمن به من معيّة الله تعالى وحسن ولايته. نسأل الله تعالى أن ينزل على قلوبنا السكينة ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأن يرد عنا شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن. وأمّا التكلّف فهو أنواع؛ فمنه الغلو، لأنه تكلّف الزيادة على ما أمر الله به، ومنه السؤال والاحتفاء بما لا ينبغي كالاعتداء في الدعاء وتطلّب ما لا علم له به، ومنه الاشتغال بما لا يعني، ومنه تحميل النفس ما لا تتحمّل، وتكليفها ما لا تطيق؛ نعوذ بالله من التكلّف. |
الساعة الآن 04:22 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir