سؤال: هل «اللغة القديمة» هي لغة أهل الحجاز؟
جاء في تفسير ابن كثير:
اقتباس:
اقتباس:
|
اقتباس:
وإطلاق وصف القدم هنا نسبي؛ فالقديم منه العتيق الذي يندر استعماله، ومنه المهجور غير المستعمل، ومنه المستعمل الأقدم من غيره. وعلماء اللغة يقسّمون الألفاظ العربية إلى قسمين: مستعمل ومهمل فالمستعمل الذي تتداوله الألسنة، وقد يكون منه الغريب. والمهمل يطلق على معنيين: المعنى الأول: ما أهمل من الألفاظ والأبنية ولم تتكلم به العرب، وهذا المعنى يذكره بعض النحاة والصرفيين، ويمثل له بعضهم بـ ( ديز) مقلوب زيد، وببعض الأبنية مثل (عضخ)، ويذكره بعض اللغويين في بعض الجذور التي يهمل استعمالها. والمعنى الآخر: ما كان مستعملاً في لغات قديمة ثم أهمل وترك، وقد يسمّى المهجور، وهو على أنواع: - فمنه اللفظ المهجور الذي لا يكاد يُستعمل؛ كالهوغ: أي الشيء الكثير، يقال: جاء فلان بالهوغ أي بالمال الكثير، وهي لغة غير مستعملة. - ومنه لغات مهجورة مخالفة للمستعمل المشهور من الإعراب، كما قيل في بيت المتلمّس: فأطرق إطراق الشجاع ولو رأى .. مساغاً لناباه الشجاع لصمما قال أبو منصور الأزهري: (هكذا أنشده الفراء (لناباه) على اللغة القديمة لبعض العرب). - ومنه ما غيّر بكثرة الاستعمال بتسهيل أو تقديم حرف على حرف، كما قيل: في قول الشاعر: أري عينيّ ما لم تَرْأياه .. كلانا عالم بالترّهات (ترأياه) على الأصل، لأن مضارع "رأى": "يرأى" ، كسعى ويسعى، وسُهلّت الهمزة لكثرة الاستعمال، ولم تعد تهمز إلا نادراً. وكما قيل في قول الشاعر: فلست لإنسي ولكن لِمَلأك .. تبارك من فوق السماوات مرسله الملأك هو الملك، على الأصل، ثم قدّمت الهمزة فقيل: مألك، ثم سهّلت فقيل (مَلَك). والقول الصحيح أن ما ورد من الألفاظ في القرآن فلا يصحّ أن يُجعل في غير المستعمل، وإن كان من عتيق كلام العرب. |
الساعة الآن 07:50 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir