باب صفة الصلاة (22/38) [ما يقال بين السجدتين]
302- وعن ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يقولُ بَيْنَ السجدتينِ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي)). رواهُ الأربعةُ إلا النَّسائيَّ، واللفظُ لأبي دَاوُدَ، وصَحَّحَهُ الحاكمُ. |
سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
36/287 - وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي)). رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ إلاَّ النَّسَائِيَّ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. (وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي. رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ إلاَّ النَّسَائِيَّ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي دَاوُدَ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ). وَلَفْظُ التِّرْمِذِيِّ: ((وَاجْبُرْنِي)) بَدَلَ ((وَارْحَمْنِي)) وَلَمْ يَقُلْ: ((وَعَافِنِي)). وَجَمَعَ ابْنُ مَاجَهْ فِي لَفْظِ رِوَايَتِهِ بَيْنَ ارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي، وَلَمْ يَقُلِ: اهْدِنِي وَلاَ عَافِنِي، وَجَمَعَ الْحَاكِمُ بَيْنَهُمَا، إلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ: وَعَافِنِي. وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى شَرْعِيَّةِ الدُّعَاءِ فِي الْقُعُودِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَظَاهِرُهُ أَنَّهُ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ جَهْراً. |
توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
242 - وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي)). رَوَاهُ الأربعةُ إِلاَّ النَّسَائِيَّ، وَاللَّفْظُ لأَبِي دَاوُدَ، وصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ. · دَرَجَةُ الحديثِ: الْحَدِيثُ حَسَنٌ، وَلَهُ طُرُقٌ مُتَعَدِّدَةٌ، فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، والتِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ، والْحَاكِمُ (1/393)، والْبَيْهَقِيُّ (2/122)، وَاللَّفْظُ لأَبِي دَاوُدَ، وَلَيْسَ فِيهِ (وَاجْبُرْنِي).وَهِيَ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ، وَلَمْ يَقُلْ: (وَعَافِنِي). وَجَمَعَ ابْنُ مَاجَهْ بَيْنَ (ارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي).وَزَادَ: (وَارْفَعْنِي). وَلَيْسَ عِنْدَهُ (اهْدِنِي، وَعَافِنِي). والْحَاكِمُ جَمَعَ بَيْنَ هَذِهِ الألفاظِ كُلِّهَا إِلاَّ لَفْظَ: (وَعَافِنِي). وَطُرُقُ هَذَا الْحَدِيثِ فِيهَا كُلِّهَا كَامِلُ بْنُ العُلاءِ التَّمِيمِيُّ، طَعَنَ فِيهِ بَعْضُ الأَئِمَّةِ، وَوَثَّقَهُ بَعْضُهُمْ. · مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ: 1- الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى مشروعيَّةِ الطُّمأنينةِ فِي الجَلْسَةِ الَّتِي بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ. 2- فِيهِ مَشْرُوعِيَّةُ الدُّعَاءِ المَذْكُورِ فِيهِ فِي هَذِهِ الجَلْسَةِ، ومذاهبُ الأَئِمَّة فِيهِ الآتِي: (أ) الحنفيَّةُ: لا يَرَوْنَ سُنِّيَّةَ الدُّعَاءِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَإِنَّمَا هُوَ جَائِزٌ عِنْدَهُمْ. وَمَا وَرَدَ فِيهِ يَحْمِلُونَهُ عَلَى صَلاةِ النفلِ، أَوْ صَلاةِ الوترِ. (ب) هَذَا الذِّكْرُ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ بَقِيَّةِ الأَئِمَّةِ الثلاثةِ. (ج) وَذَهَبَ الحنابلةُ إلى أَنَّ (رَبِّ اغْفِرْ لِي) وَاجِبَةٌ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَأَدْنَى الكمالِ فِيهَا ثَلاثٌ، وَمَا زَادَ عَنْهَا من الكلماتِ فَهُوَ سُنَّةٌ. صِيغَةُ الدُّعَاءِ عِنْدَ المالكيَّةِ والشافعيَّةِ والحنابلةِ هوَ: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَارْزُقْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي). 3- قَالَ ابْنُ القَيِّمِ: لَمَّا فُصِلَ بِرُكْنٍ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، شُرِعَ فِيهِ منْ دعاءِ مَا يَلِيقُ بِهِ وَيُنَاسِبُهُ، وَهُوَ سُؤَالُ المغفرةِ، والرحمةِ، والهدايةِ، وَالْعَافِيَةِ، والرزقِ. 4- قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدينِ: الأفضلُ الدُّعَاءُ بِمَا وَرَدَ. وَقَالَ المُوَفَّقُ: الكَمَالُ فِيهِ كالكمالِ فِي تَسْبِيحِ الركوعِ والسجودِ. وَقَالَ شَيْخُ الإسلامِ: لا دَلِيلَ عَلَى تَقْيِيدِهِ بِعَدَدٍ مَعْلُومٍ، وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يُطِيلُ فِيهِ بِمِقْدَارِ السُّجُودِ. 5- فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ (2697)، أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ أقولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي؛ فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ)). · مَعَانِي الْكَلِمَاتِ الْخَمْسِ: - اغْفِرْ لِي؛ أَيِ: اسْتُرْنِي، مَعَ التَّجَاوُزِ عَنِ الْمُؤَاخَذَةِ. - ارْحَمْنِي؛ أيْ: هَاتِ لِي منْ لَدُنْكَ رَحْمَةً تَشْتَمِلُ عَلَى سَتْرِ الذَّنْبِ وَعَدَمِ المُؤَاخَذَةِ، مَعَ الإفضالِ عَلَيَّ مِنْ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. - اهْدِنِي: الرحمةُ تَشْمَلُ الهدايةَ، فَعُطِفَ عَلَيْهِ، مِنْ بَابِ عَطْفِ الخَاصِّ عَلَى العامِّ، والهدايةُ نَوْعَانِ: أَحَدُهُمَا: التوفيقُ إِلَى الْعِلْمِ النافعِ، والعملِ الصالحِ، وَالإِيمَانِ الثابتِ، وَهِيَ الهدايةُ القَلْبِيَّةُ، وَهَذِهِ لا يَمْلِكُهَا إِلاَّ اللَّهُ. الثاني: بِمَعْنَى الدَّلالةِ والإرشادِ إِلَى طَرِيقِ الْحَقِّ وَالصَّوَابِ. - عَافِنِي: أعْطِنِي سلامةً وَعَافِيَةً، فِي دِينِي مِن السَّيِّئَاتِ والشُّبُهَاتِ، وَفِي بَدَنِي مِن الأمراضِ والأَسْقَامِ، وَفِي عَقْلِي مِن العَتَهِ والجُنُونِ، وَأَعْظَمُ الأمراضِ هِيَ أَمْرَاضُ الْقَلْبِ، إِمَّا بالشُّبُهَاتِ المُضِلَّةِ، وَإِمَّا بالشَّهَوَاتِ المُهْلِكَةِ، فَهَذَا النوعُ من المرضِ هُوَ سَبَبُ الشَّقَاوَةِ الأَبَدِيَّةِ، وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ. وَمَعَ هَذَا، فالناسُ بِغَفْلَةٍ، يَتَزَاحَمُونَ عَلَى المُسْتَشْفَيَاتِ وَالْعِيَادَاتِ؛ لعلاجِ أمراضِ الْبَدَنِ، وَلا يَأْتُونَ الْعُلَمَاءَ، وَمَجَالِسَ الذِّكْرِ، وَأَبْوَابَ المساجدِ؛ لعلاجِ أمراضِ الْقُلُوبِ. وَهَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى ضَعْفٍ فِي الْعَقْلِ، وَضَعْفٍ فِي اليَقِينِ، وانْتِكَاسٍ فِي التفكيرِ، وعَدَمِ تَمْيِيزِ الْحَقَائِقِ. - ارْزُقْنِي؛ أيِ: أَعْطِنِي رِزْقاً، يُغْنِينِي فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا عَن الحاجةِ إِلَى خَلْقِكَ، وَأَعْطِنِي رِزْقاً وَاسِعاً فِي الآخِرَةِ، مِثْلَ مَا أَعْدَدْتَهُ لِعِبَادِكَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ. والرِّزْقُ: عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ والجماعةِ يَشْمَلُ الحلالَ والحرامَ، وَلَكِنْ مَوْضِعُ الدُّعَاءِ هُوَ طَلَبُ الرِّزْقِ الحلالِ فِي الدُّنْيَا. |
الساعة الآن 01:13 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir