سؤال: أي الكتب الفقهية يُنصح بها لتكون مرجعاً عند العوام بحيث تكون سهلة الفهم والدراسة؟
 

السلام عليكم شيخنا الكريم، بارك الله بجهدك ووقتك ونفعنا بعلمك،
من خلال اطلاع سماحتك على الكتب الفقهية فأي كتاب تنصح به لكي يكون المرجع عند العوام بحيث تكون أحاديثه صحيحة وأحكامه واضحة وراجحة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأشكرك على دعواتك الطيبة، وأسأل الله تعالى أن يجيبها ويثيبك عليها ، وأن يستجيب لك بمثل ما دعوت ، ويجزيك عني خير الجزاء.
وأما جواب سؤالك فإن الأنفع للعوام أن يعلّمهم المعلّم بلسانهم وبما يفهمون؛ فيحضّر طالب العلم للمسألة جيداً ثم يبيّن لهم ما يحتاجون إلى معرفته من الأحكام والمواعظ والآداب، وهذا واجب على أهل العلم كما قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}
وقال تعالى : {إن الذين يكتمون من أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}
فهذه مهمّة أهل العلم يتفقهون في الكتاب على ما درسوه من طريقة أهل العلم ؛ ثمّ يبيّنون للناس ما يحتاجون إلى بيانه من الهدى.
فطالب العلم يحتاج إلى الكتاب الذي يستعين به على التفقه والدراسة والتحضير، لكن البيان للناس يختلف بحسب أحوالهم ولسانهم.
والأولى أن يعتني الطالب بالتفقه ومواصلة الطلب حتى يصل إلى المرتبة التي تؤهله للتدريس، وهو في حال طلبه يبذل النصح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويرشد السائل بما يتيسر له ويتوثق من معرفته ويعين إخوانه الذين سبقوه إلى التعلم والتعليم ببث دروسهم والحث على الانتفاع بها.
ولا أعلم كتاباً من كتب أهل العلم يصح أن يقال فيه إن أحكامه كلها راجحة ومعتمدة وأدلته كلها صحيحة لا مطعن فيها لأن كل عالم يؤلف على اجتهاده في تصحيح الأدلة وتضعيفها وفي الترجيح بين الأقوال في المسائل التي يختلف فيها أهل العلم، ويقع بسبب ذلك ما يقع من الاختلاف بين أهل العلم، والذين يميّز ذلك ويحسن معرفة القول المعتمد هو طالب العلم المتمكن.
لكن لا بأس أن يقرأ طالب العلم على العامة كتاباً ويشرحه لهم بما يفهمون به ما يُقرأ عليهم.
وكتاب منهاج السالكين للسعدي مختصر وجيّد لهذا الغرض مع الأخذ بالتنبيهات السابقة.