باب القول في صفات الله التي تقدم ذكرها
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (باب القول في صفات الله التي تقدم ذكرها وكيف مجراها عليه تبارك وتعالى وإذا كان الاسم مستغنيًا عن النعت في كلام العرب كان لك في نعته وجهان: إن شئت أتبعته الاسم في الإعراب لفظًا، وإن أريد به المدح والثناء أو الذم كقولك: «جاءني إخوتك الكرام العقلاء الظرفاء»، و«مررت بأصحابك الكرام الأدباء العقلاء»، وكذلك ما أشبه ذلك وإن شئت قطعته منه ونصبته بإضمار فعل كقولك: «مررت بإخوتك الكرام العقلاء الظرفاء». وإن شئت أتبعت بعضًا وقطعت بعضًا. وكذلك في الذم كقولك: «جاءني زيد الفاسق الخبيث» وإن شئت قطعته فرفعته في المدح والذم بإضمار المبتدأ. كل ذلك جائز مستعمل كثير في كلامهم. أنشد سيبويه: وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم = إلا نميرًا أطاعت أمر غاويها الظاعنون ولما يظعنوا أحدًا = والقائلين لمن دار نحليها وأنشد: لا يبعدن قومي الذين هم = سم العداة وآفة الجزر النازلين بكل معترك = والطيبون معاقد الازر وقال الأخطل: نفسي فداء أمير المؤمنين إذا = أبدى النواجذ يوم باسل ذكر الخائض الغمر والميمون طائره = خليفة الله يستسقى به المطر وقال عروة: سقوني الخمر ثم تكنفوني = عداة الله من كذب وزور وقرأ بعضهم: {وامرأته حمالة الحطب} بالنصب على ما ذكرت لك. والشواهد في هذا كثيرة مشهورة في كتب النحو يستغنى بشهرتها عن ذكرها هاهنا. فصفات الله عز وجل كما ذكرنا ثناء عليه ومدح له، فإن اتبعتها الاسم في إعرابه جاز وإن قطعتها منه فنصبتها بإضمار فعل على تقدير «أذكر» أو «أعني» جاز. وإن رفعت بإضمار المبتدأ كان ذلك كله جائزًا على مذهب العرب. فأما في القرآن فلا يكون إعرابها إلا ما جاء عن الأئمة لأنه ليس كل ما كان في اللغة جائزًا جاز أن يقرأ به لأن القراءة سنة تتبع ولا تبتدع). [اشتقاق أسماء الله: 275-277] |
الساعة الآن 07:23 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir