معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى) (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1039)
-   -   المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37607)

هيئة الإدارة 5 ربيع الأول 1439هـ/23-11-2017م 01:08 AM

المجلس التاسع: مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
 
مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
2: سورة البقرة.
3. خواتيم سورة البقرة.
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
2: سورة النساء
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
2: سورة آل عمران.
3: سورة النساء
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
2: سورة البقرة
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

سلوى عبدالله عبدالعزيز 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م 04:54 PM

إعداد المفسر / المستوى الثاني
المجموعة الأولى:*
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
يرد عليه : بأن كلامهم مخالف لما ورد من الأدلة الصحيحة، والمأثور عن السلف الصالح من القول بمقتضى أدلة التفاضل في القرآن وفي أسماء الله وصفاته .
فأما التفاضل في القران : فضل الله تعالى القرآن على سائر كتبه المنزلة ، وجعل له فضلاً في تلاوته وحفظه على سائر ما أوحى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من كلامه الذي من القرآن ، فتفاضل بعض الصور من بعض، وبعض الآيات أفضل من بعض فقد مضت أدلته الصحيحة الصريحة ،
ثبت في الصحيحين أن { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ، وكان تفسير ذلك : أن القرآن إما خبر أو إنشاء ، والخبر إما خبر عن الخالق ، وإما خبر عن المخلوق؛ فثلثه قصص ، وثلثه أمر ، وثلثه توحيد ، فهي تعدل ثلث القرآن بهذا الاعتبار .
كلذلك بأعتبار كلامه : فإن كلامه الذي وصف به نفسه وأمر فيه بالوحيد أعظم من كلامه الذي فيه بعض خلقه ، وأمر فيه بما هو دون التوحيد . " من كلام ابن تيمية رحمة الله تعالى " .
وأما التفاضل في أسماء الله تعالى : فإن الله تعالى قد أختص بعض الأسماء عن البعض الآخر ، فأسماء الله تعالى كلها حسنى وبعضها أحب إلى الرسول من بعض ، وصفاته كلها عليا، وبعضها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من بعض، في حديث عبدالله بن بريدة عن أبيه، قال : سمعت رسول الله صلى الله علبه وسلم :( اللهم بأني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لاإله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواَ أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب " ) .

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:*

1: سورة الفاتحة.
من فضائل سورة الفاتحة :
- أعظم سور القرآن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {الحمد لله رب العالمين } " هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته " رواه البخارى .
- أنها أفضل القرآن : حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ألا أخبرك بأفضل القرآن ) قال: ( فتلا عليه الحمد لله رب العالمين ) رواه النسائي في السنن الكبرى،
- خير سور القرآن : في حديث عبدالله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبرك يا عبدالله بن جابر بخير سورة في القرآن ؟ ) قلت : بلى يا رسول الله ، قال : ( اقرأ " الحمد لله رل العالمين" حتى تختمها ) . رواه الإمام أحمد .
- أنها أم القرآن أي أصله وجامعة معانيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم ) رواه البخاري .
- أنه ليس في التوراة ولا في الأنجيل ولا في القرآن مثلها . عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ، ولا في الزبور ولا في الانجيل ولا في القرآن مثلها ) . فقرأ بفاتحة الكتاب ، قال : ( هي هي ، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد )
- نور لم يؤته نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال : بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال : ( هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم ) فسلم وقال : ( أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ) رواه مسلم في صحيحه .
لا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه ، وأنها رقية نافعة ، وأن الصلاة لا تتم إلا بها .

2: سورة البقرة.
- سورة البقرة هي مقدم سور القرآن بعد الفاتحة ، وقدمت في المصحف لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم إياه في القيام، فكان يبدأ بها، وهذا من دلائل شرف قدرها .
- دلت الأحاديث الصحيحة على أن سورة البقرة تقدم سورة القرآن يوم القيامة .
- تظل صاحبها يوم القيامة وتحاج عنه،
- أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيها البطلة، وتنفر الشياطين من تلاوتها.
- كان الذي يحفظ القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، عظم شأنه وجد في أعينهم، لأنهم كانوا يتعلمن ما فيها من العلم والعمل والإيمان.
- البقرة وآل عمران تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن صاحبهما، حديث النواس بن سمعان الكلابي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران ، كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق ، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما ).
- البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة تفر منه الشياطين ، حديث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ل تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم .
- سورة البقرة سنام القرآن، عن عبدالله بن مسعود رضي اللله عنه قال :( إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لباباً، وإن لباب القرآن المفصل ) .

3. خواتيم سورة البقرة.
- من قرأ من آخر سورة البقرة في يلة كفتاه ، حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه) .
في حديث حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجداً ، وجعلت تربتها لنا طهوراً، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطى أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي ) رواه أبو داود الطيالسي .

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:

1: سورة آل عمران :
الحديث الأول : حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة ) رواه العقيلي في الضعفاء واب نالسني في عمل اليوم والليلة …
السبب : قال البخارى : مظاهر منكر الحديث ، ووقع في كتاب الضعفاء للعقيلي أنها عشر آيات من أول سورة آل عمران، وهذا خطأ.
ووقع في كتاب الضعفاء للعقيلي أنها عشر آيات من أول سور آل عمران ، وهو خطأ .
الحديث الثاني : عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( في هاتين الآيتين ) { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } و { الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم } إن فيهما اسم الله الأعظم ) رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم .
السبب : عبيد الله وشهر ضعيفان . وله شاهد من حديث أبي أمامة عند ابن ماجة والطحاوي في مشكل الآثاروالطبراني في الكبير .
لكن له شواهد من حديث أبي أمامة عند ابن ماجة والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير.
الحديث الثالث : يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :( من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين ) ، رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، رواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقاء به، إلا أنه قال : ( كتب من الحكماء ) .
السبب: الحديث إسناده منقطع، وسعيد بن جبير لم يدرك عمر .
2: سورة النساء :
الحديث الأول : عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبدالله بن قيس، غن ابن عباس قال : ( من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض ) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه،
السبب: عبدالله بن قيس مجهول الحال .
الحديث الثاني : سلام بن سليمان المدايني، حدثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم: ( من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثاِ، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا وبرئ من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم ). رواه الثعلبي والواحدي ،
السبب: الحديث موضوع ، وقال سلام فيه ابن معين : ليس حديثه بشيء .
الحديث الثالث : يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من قرأ البقرة ، وآل عمران ، والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين ).
رواه أبو عبيد في فشائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقاء به، إلا أنه قال : ( كتب من الحكماء .
السبب: الحديث إسناده منقطع ؛ وسعيد بن جبير لم يدرك عمر.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.*
الأسباب :
١- التنبيه على ضعفها، وبيان سببه، لئلا يغتر بها طالب العلم ، فقد أبقى الله على كتبهم مما حقق لأهل العلم فائدة كبيرة في معرفة أسباب ضعف بعض الروايات .
٢- جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد ، فمن خلاله يحكم بصحته .
٣- رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع ، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أو تصنيفه على أبواب أو أسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه ، وليستفيد منه أهل العلم بعده ؛ بالدراسة والتمحيص .

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.

لا يقتضي ضعف الإسناد المعين ضعف المتن مطلقاً؛ فقد يروى يروى بإسناد آخر صحيح، ومن الأمثلة على ذلك :
حديث مسلمة بن على الخشني عن حريز بن عثمان بن سليم بن عامر بن أبي أمامة مرفوعاً ( اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذب قلباً وعى القرآن ) رواه تمام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة ، وقال ضعيف جداً .
ثم قال بعد ذكر اسناده " وهذا إسناده واه جداً ، ومسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك ، كما في التقريب "
والصحيح فيه أنه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ : ( اقرؤوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذب قلباً عى القرآن ) .
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة : شرحبيل بن مسلم الخلاني، وسليم بن عامر الخبائري والقاسم بن عبدالرحمن الشامي.
١- فأما شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حريز بن عثمان الرحبي وهو ثقة ثبت، ورواه عن حريز ثلاثة هم : يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، وحجاج بن محمد عند ابن بطة العكبري .
٢- وأم سليم بن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبدالله بن صالح كاتب الليث، ورواه عن عبدالله بن صالح : البخاري في " خلق أفعال العباد " والدارمي في سننه.
٣- وأما القاسم بن عبدالرحمن فرواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوار عن ابن أبي شيبة.
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدم، وتفرد مسلمة بن علي بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله : ( ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة ) .
ومسلمة بن على متروك الحديث ، فلا تعتبر مخالفته .
*
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.

الضعف له أنواع والأسباب عائدة إلى الإسناد أو إلى المتن أو إليهما معاً، والتي منها :
١- الإرسال: والمرسل: هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والإرسال : هو انقطاع في الإسناد ، فلا يقبل إلا أن يرد عن طريق آخر موصولاً بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوى بالشواهد والمتابعات .
٢- الانقطاع في السند، وهو أعم مما قبله، ويعرف الانقطاع بأمور منها :
معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه .
تصريح الراوي بأنه لم يسمع ممن روى عنه، كما صرح الضحاك بن مزاحم أنه لم يسمع من ابن عباس.
نص الأئمة النقاد على أن ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه .
أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه، فيكون ما روي عنه مما سواه منقطعاً، كما ذكر الشعبي أنه لم يسمع من ابن عمر سوى حديثين، وقد صحبه ثمانية أشهر .
نص الأئمة النقاد على أن ذلك الراي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه .
٣- المخالفة بالرواية بالمعنى المغير للفظ .
٤- الخطأ في الاسناد .
٥- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال .
٦- الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث .
٧- منكر المتن : ونكارة المتن غالباً ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد،
٨- الضعيف الذي لا أصل له ، وهو الذي لا يعرف له إسناد ولا مخرج .
٩- الموضوع : وهو شر هذه الأنواع ، وهو ما كان من رواية الكذابين .

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.

كلمة " خواص القرآن " لها عدة معاني يستعملها العلماء منها :
- تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرقي والكرب وغيرها .
- ما يختص به القرآن من خصائص وأحكام يتميز بها عن غيره .
- التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن ، ويغلب عليه العناية ببلاغة القرآن ، وحين بيانه وتأثير خطابه.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.

يجوز الأخذ بخواص القرآن بما ينفع المسلم والمسلمة ، مالم يكن مخالف لما جاء به الشرع ، وما لم تكن شركاً ، أو مما يكون مروي عن مرويات شهد لها بالضعف أو الإنكار.
ولخواص القرآن دلائل :
الدلالة الأولى : دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة .
الدلالة الثانية : ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم .
الدلالة الثالثة : ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم .
الدلالة الرابعة : الإجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة ، ومثال ذلك أن يرقى الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك ، ومن الأمثلة :
اصابة صاحب الإمام أحمد بن حنبل بالحمى ، فكتب إليه رقعة فيها:( بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله ، محمد رسول الله { قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم . وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين } اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيا، اشف صاحب هذا الكتاب بحلك وقتك وجبروتك، إله الحق آمين ).
واجتهاد الراقي في رقية اللديغ بسورة الفاتحة فيه اختيار للآيات التي يرى مناسبتها للحالة التي يرقيها، وقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرٍقى ما لم يكن فيه شرك )رواه مسلم .
وهذا أذن عام من الرسول صلى الله عليه وسلم بالرقى ما لم يكن فيها شرك ، وقد دل على ذلك أحاديث كثيرة ، ومنها حديث عوف بن مالك الأشجعي .

صالحة الفلاسي 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م 06:06 PM

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّعلى من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته، احتج بالقول بأن القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفاته الله لا تتفاضل ، كما إن أسماءه لا تتفاضل ؛ واحتجاجهم هذا غير صحيح لمخالفته الأدلة الصحيحة ، وما أثر عن السلف الصالح في القول بتفاضل القرآن وأسماءه وصفاته. فحقيقة التفضيل إنما هو بالمعاني وكثرتها، لا من حيث الصفة. كما إن التفاضل الذي جاء في بعض الآيات والسور أثبتته الأدلة الصحيحة الصريحة، وأسماء الله كلها حسنى وبعضها أحب إليه من بعض، وكذلك كلامه سبحانه كله حسن لا نقص فيه ولا اختلاف، وبعضه أفضل من بعض، وقد فضل الله القرآن على سائر كتبه المنزلة، وجعل له فضلا بتلاوته وحفظه على سائر ما أوحي إلى رسوله صلى الله عليه وسلم من كلامه الذي ليس في القرآن، وكذلك بالنسبة لتفاضل سور القرآن وآياته. قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة). وقال: وقد ثبت الصحيح إن "قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، لما اشتملت عليه من معاني التوحيد، باعتبار إن القرآن ثلثه قصص وثلثه أمر وثلثه توحيد. كما إن كلام الله يتفاضل من جهه المتكلم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه وأمر فيه بالتوحيد أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد، إضافة إلى إن إذا كان بعض الكلام خيرا للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهه، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
سورة الفاتحة.
· تعتبر سورة الفاتحة أعظم سور القرآن، للحديث الذي رواه البخاري وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلّى (لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن) وذكرله، الحمدلله رب العالمين، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.
· هي خير سورة في القرآن، لما رواه الإمام أحمد من حديث عبدالله الأنصاري الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم : ألا أخبرك يا عبدالله بن جابر بخير سورة في القرآن؟ ثم قال له: إقرأ "الحمد الله رب العالمين حتى تختمها".
· وهي أمّ القرآن أي أصله وجامعه معانيه، وإنه ليس في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها. وقد ثبت في حديث أبي بن كعب قوله صلى الله عليه وسلم له:( ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها). ثم قرأ بفاتحة الكتاب، وقال هي هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد.
· وهي كذلك رقية نافعة، كما ثبت ذلك في حديث أبي سعيد الخدري الذي رواه الإمام أحمد، الذي جاء فيه رقية بعض الصحابة بالفاتحة لسيد القوم الذي نزلوا بحيهم، وقوله صلى الله عليه وسلم بعد إن ذكروا له ما كان معهم: (وما يدريك أنها رقية).
· كما إن الصلاة لا تتم إلا بها، لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عبادة بن الصامت: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).
· وهي نور لم يؤته نبيّ قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه، كما جاء في حديث بن عباس رضي الله عنه الذي كان فيه جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمع نقيضا من فوقه فُتح به باب من السماء لم يفتح قط إلا ذلك اليوم ، ونزل ملك لم ينزل قط إلا ذلك اليوم، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف إلا أعطيته).


2:
سورة البقرة.
· أن سورة البقرة تقدم سور القرآن يوم القيامة، وهي تظل صاحبها يوم القيامة وتحاج عنه،جاء في حديث النواس بن سمعان قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران) ثم ضرب لهما صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال فقال:( كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف ، تحاجان عن صاحبهما).رواه أحمد.
· وأن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيعها السحرة، وأن تلاوتها تنفر الشيطان.كما جاء في حديث أبي أمامة الباهلي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة). رواه مسلم
· اشتملت السورة على كثير من أحكام الدين والعقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والأمثال والآداب، وهي تعتبر سنام القرآن، فقد أثر عن بن مسعود رضي الله عنه قوله: إن لك شيء سناما، وسنام القرآن البقرة.
· تضمنت هذه السورة أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي.
· كما تضمنت في خواتيمها ،آيات عظيمة القدر عظيمة الثواب، وذُكر في فضلها أنها مما أدخره الله تعالى لهذه الأمة، وفضلها به على غيرها من الأمم.

3.
خواتيم سورة البقرة.
· جاءت أحاديث كثيرة تدل على عظم قدرها عند الله وعظيم ثوابها واعتبارها مما ادخره الله تعالى لأمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفضلها به على الأمم. فقد جاء في حديث بن عباس رضي الله عنه الذي كان فيه جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمع نقيضا من فوقه فُتح به باب من السماء لم يفتح قط إلا ذلك اليوم ، ونزل ملك لم ينزل قط إلا ذلك اليوم، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف إلا أعطيته).
· من قرأها في ليله كفتاه، وقد جاء في حديث أبي مسعود البدري قول النبي صلى الله عليه وسلم : (الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليله كفتاه).
· ومما يدل على عظم قدرها إن الله سبحانه وتعالى أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم عندما أسري به إلى سدرة المنتهى، فقد جاء في حديث عبدالله بن مسعود لتفسير قوله {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: فراش من ذهب، قال:فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثالثا: أعطي الصوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئا المقحمات.
· وهي تعتبر مما اختصه الله سبحانه وتعالى بنبيه على سائر أنبيائه، فقد جاء في حديث أبي ذر قول النبي صلى الله عليه وسلم : (أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي).

س3: اذكر ثلاثةأحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:

1:
سورة آل عمران
1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر سورة آل عمران في كل ليلة. سبب ضعفه:لأن الحديث روي عن طريق مظاهر المخزومي ، وقال عنه البخاري بأن مظاهر منكر الحديث.
2. عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين. سبب ضعفه: هو انقطاع السند، فسعيد بن جبير لم يدرك عمر.
3. عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا: ماخيب الله أمرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران.رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود.سبب ضعفه: إن الحديث رُوي عن طريق ليث ، وليث ضعيف الحديث.

2:
سورة النساء
1. عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين. سبب ضعفه: هو انقطاع السند، فسعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2. عن عبدالله بن قيس، عن ابن عباس قال: من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض. سبب ضعفه: لجهالة حال عبدالله بن قيس.
3. سلام بن سليمان المدايني، حدثنا هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه، عن أبي أمامه عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبريء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم. رواه الثعلبي والواحدي. سبب ضعفه: إن الحديث موضوع، كما سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمعالمرويات الضعيفة.
1. السبب الأول وهو أهمه، هو التنبيه على المرويات الضعيفة وبيان سبب ضعفها حتى لا يغتر بها العامة.
2. ولجمع طرق هذه المرويات للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد.فإن تعدد طرق الحديث أو كانت له شواهد صحيحة حُكم بصحته.
3. جمع و تصنيف المرويات ثم رصدها في أبواب، ليسهل وصول أهل الحديث إليها.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّحإجابتك بالتمثيل.
ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقا ، لأنه قد يصح من طريق آخر، وقد يأخذ الموقوف حكم الرفع إذا صح عن الصحابي وكان لا مجال للإجتهاد فيه، ولم تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع.ومثال ذلك حديث مسلمة بن على الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعا: (اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذّب قلبا وعى القرآن). وهذا الحديث حكم عليه الشيخ الألباني بأنه ضعيف جدا، وذلك لانفراد مسلمة برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متروك الحديث. ولكن هذا الحديث نفسه ثبت أنه موقوف على أبي أمامة بلفظ : اقرؤوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة، فإن الله لن يعذب قلبا وعى القرآن. وقد ثبت عنه لتعدد طرقه، فقد روى عن أبي أمامة كل من : شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبدالرحمن الشامي، وهؤلاء كلهم رووه عنه بهذا اللفظ تفرد مسلمة بروايته عن حريز و أسقط قوله: ولا تغرنكم هذه الصحائف المعلقة، وهنا لا تعتبر مخالفة مسلمة لأنه متروك الحديث.
وهذا الحديث وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهه المعنى لا من جهه الرواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائلالقرآن.
النوع الأول: الإرسال ، والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال هو انقطاع في الإسناد. وهي أنواع ودرجات.
الثاني: الإنقطاع في السند ،وهذا أعمّ من السابق ولكن بأمور منها: معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الرواي عنه، أو تصريح الرواي بعدم السماع ممن روي عنه، أو أن يحصر الرواي ما سمعه من شيخه، بحيث يكون ما رُوي عنه مما سواه منقطعا، وأيضا منها ما نص عليه الأئمة النقاد على أن ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصر ما سمعه منه.
الثالث: المخالفة بالرواية بالمعنى المغير للفظ.
الرابع: أن يكون هناك خطأ في الإسناد.
الخامس: وهي المرويات التي يكون في اسنادها مجهول العين، بأن لا يُسمًى، أو مجهول الحال.
السادس: أن يكون أحد الرواة متروك الحديث، كمن يترك حديث لكثرة خطئه وسوء حفظه.
السابع: نكارة المتن، وغالبا ما يكون مع نكارة المتن علة ظاهرة في الاسناد، أما ما صح اسناده مع نكارة متنه، فهذا إن كان معنى متنه مقبول، فيجاب عن الإشكال بما يزيل النكارة، وأما أن يُبحث على علة الإسناد التي أدت إلى رواية هذا المتن المنكر.
الثامن: الضعيف الذي لا أصل له، وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج.
التاسع: الموضوع: وهو شر هذه الأنواع وهو ما كان من رواية الكذابين.
ويُنبه إن هناك من المرويات ما يجتمع فيها أكثر من علة، مثل انقطاع في الاسناد وضعف في رجال السند ونكارة المتن، وكلما زادت العلل اشتد الضعف.

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هو مصطلح متأخر يطلقه بعض العلماء على مبحث فضائل القرآن وما عرف من الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة، ويستعمله العلماء لمعاني متعددة منها تأثير بعض السور والآيات في الرّقى والكرب وغيرها.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى منالتجارب في خواصّ القرآن.
خواص القرآن تٌعرف بدلائلها الأربع ، منها: دلالة نصوص الكتاب والسنة ، والذي فيه إذا أصاب المؤمن استنباط صحيح منه حاز على فضل عظيم، وقد وردت دلالات كثيرة في هذا المجال، أما ما جاء في السنة فقد وردت أحاديث كثيرة لها دلالة بيّنة تدل على خواص بعض الآيات والسور مثل الفاتحة واتخاذها كرقية نافعة، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الأذن العام في الرقى ما لم يكن فيه شرك، وذلك دلالة على نفعها. ومنها: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم، وتصح الآثار بشرط أن تكون مما تعلموه عن النبي صلى الله عليه وسلم أو تكون مما فعلوه اجتهادا بناء على أصل الأذن الشرعي. ومنها: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعينهم، على أن يكون مما كان له أصل الأذن الشرعي، ويُتنبه على التثبت من الأثر و إلى إن ما يؤخذ منهم يكون من باب الرقية لا على اعتقاد ثبوتها. ومنها: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة، وقد ورد عن العلماء استعمالات كثيرة في هذا المجال، مبناها على التوسل بقدرة الله في أمر مخصوص مناسب لحالة المتوسل وكربه.
و يشرع لصاحب كل بلاء أن يأخذ ما يناسب بلاءه وحالته من السور والآيات التي عُرفت بدلائلها، كما يشرع له التضرع والتوسل إلى الله بآيات قدرته وعزته رحمته وإحسانه ،حتى يجد فيما يقرأه ما يطمئن به قلبه، ويشفى بها صدره ويزول به كربه، غير أنه ينبّه على عدم التوسع في هذا المجال وتجربة كل ما حُكي وظهر نفعه، فكل ما كان فيه شرك أو بدع يمنع أخذه، وما كان فيه ما لا يعقل معناه يمنع احتياطا حتى لا يؤدي به إلى الشرك. خاصة بعد ما أحدثه غلاة الصوفية في هذا الباب من دعاوي وضلالات أضلوا بها الناس وألبسوا على العامة وأخلوا على الأمة شرا عظيما وفتنة.

هنادي عفيفي 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م 06:17 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الاول
كيف ترد على من انكر فضائل سور القران وءاياته
قال تعالى ( ما ننسخ من ءاية او ننسها نأت بخير منها أو مثلها)
وقوله صلى الله عليه وسلم لأبى سعيد بن المعلى ( لأعلمنك سورة هى اعظم السور فى القران... قال الحمد لله رب العالمين ( هى السبع المثانى والقران العظيم الذى أوتيته )
وقوله صلى الله عليه وسلم لأبى المنذر يا أبا المنذر أتدرى أى آية من كتاب الله أعظم قال الله الله لا إله إلا هو الحى القيوم )
وعن عقبة بن عامىر قال أتيت رسول الله وهو راكب فوضعت يدى على قدمه فقلت أقرئنى سورة هود أو سورة يوسف فقال يا عقبة ( أقرأ بقل أعوذ برب الفلق فإنك لن تقرأ احب الى الله عز وجل وأبلغ عنده منها فأن استطعت ان لا تفوتك فافعل
ولقد خص الله بعض الايات والسور بخواص
جعل قراءة الفاتحة واجبة ولا تصح الصلاة الا بها
وجعل سورة الاخلاص تعدل ثلث القران
وجعل اخر ايتين من البقرة لها فضل عظيم
قال شيخ الاسلام بن تيمية ( القول بان كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف )
السؤال الثانى
من فضائل الفاتحة
قوله صلى الله عليه وسلم ( أم الكتاب هى السبع المثانى والقران العظيم )
وقوله صلى الله عليه وسلم ( ألا اخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة فى القران قلت بلى يا رسول الله قال ( الحمد لله رب العالمين ) حتى تختمها
لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب
وقوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث القدسى ( قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين ولعبدى ما سأل فإذا قال عبدى الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدنى عبدى واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى أثنى على عبدى واذا قال مالك يوم الدين قال مجدنى عبدى فاذا قال ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال هذا لعبدى ولعبدى ما سال
انها راقية فى رواية عن الامام احمد وابى داوود ( فرقيت بفاتحة الكتاب فبرا فأعطونى مائة شاه )
فضائل سورة البقرة
كان يبدأ بها النبى فى القيام
دلت الاحاديث الصحيحة على انها تقدم سور القران يوم القيامة وتظل صاحبها يوم القيامة
وان اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة وان تلاوتها تنفر الشياطين
اكبر سور القران واكثرها عدد الايات واشتملت على العديد من احكام العقيدة والعبادات والمعاملات والمواعظ والامثال والقصص
خص النبى اصحاب سورة البقرة بالدعوة بعدما تولى من تولى يوم حنين
قوله صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا الزهراوين وال عمران فأنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ...) قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ان الشيطان ينفر من البيت الذى تقرا فيه سورة البقرة )

فضل خواتيم البقرة
قوله صلى الله عليه وسلم ( الايات من اخر سورة البقرة من قراها فى ليلة كفتاه
وحديث نعمان بن البشير ( ان الله كتب كتابا قبل ان يخلق السموات والارض بألفى عام فأنزل منه ايتين ختم بهما سورة البقرة ولاتقران فى دار ثلاث ليال فيقربهما الشيطان
حديث ابى ذر قال صلى الله عليه وسلم ( اعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش ولم يعطهن نبى قبلى
السؤال الثالث
المرويات الضعيفة فى ال عمران
حديث ابى هريرة رضى الله عنه ( ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر ايات من اخر ال عمران كل ليلة ) روى من طريق مظاهر بن اسلم ومظاهر منكر الحديث
تعلموا البقرة وأل عمران فانها الزهراوين وانهما ياتيان يوم القيامة فى صورة ملكين شفعاء له حتى يدخلاه الجنة رواه الثعلبى فى تفسيره وهو منكر الحديث
عن عثمان بن عفان ( من قرا اخر ال عمران فى ليلة كتب له قيام ليلة
روى عن ابى لهيعة وابى لهيعة ضعيف الحديث
المرويات الضعيفة فى النساء
عن سعيد بن جبير عن عمر رضى الله عنه ( من قرأ البقرة وال عمران والنساء فى ليلة كان او كتب من القانتين
وسبب الضعف اسناد منقطع لان سعيد لم يدرك عمر
عن عبد الله بن قيس عن عباس قال من قرا سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض
وعبد بن قيس مجهول الحال
عن سلام بن سليمان عن ابى بن كعب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرا سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا واعطى من الاجر كما اشترى محررا وبرئ من الشرك وكان فى مشيئة الله من الذين سيجاوز عنهم
وسلام قال فيه بن معين ليس حديثه بشئ
اسباب عناية اهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة

لثلاث فوائد
التنبيه على ضعفها وبيان سببه لئلا يغتر بها
جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الاحاديث التى تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد
رصد ما روى فى هذا الباب وحفظه من الضياع وجمعه فى موضع واحد وتصنيفه على الابواب والمسانيد وبالتالى يسهل الوصول اليها
والاصل هى الفائدة الاولى
هل يقتضى ضعف الاسناد المعين ضعف المتن المطلق
لا يقتضى ذلك فقد يروى بأسناد اخر صحيح مثال حديث مسلمة بن على الخشنة( اقرؤوا القران فان الله لا يعذب قلبا وعى القران قال الالبانى ضعيف جدا وقال مسلمة بن على متروك
والصحيح انه موقوف على ابى امامة رضى الله عنه ( اقرؤوا القران ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة فان اللهىلن يعذب قلبا وعى القران )
انواع المرويات الضعيفة فى فضائل القران
النوع الاول
الارسال والمرسل هو ما اسنده التابعى الى النبى ومعنى الارسال الانقطاع فى الاسناد ومنها مرسل الحسن البصرى قال رسول الله ( من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والانجيل والزبور والفرقان
والمرسل لا يقبل الا ان يرد بطريق اخر موصل بأسناد صحيح او ان يكون مراسل معتبر
النوع الثالث
الانقطاع فى السند اعم من المرسل ويعرف عن طريق
معرفة تواريخوفاة الشيخ وولادة الراوى عنه
تصريح الراوى بانه لم يسمع من الشيخ
يحصر الراوى ما سمعه من شيخه
نص الائمة النقاد على ان الراوى لم يسمع من شيخه
النوع الثالث المخالفة للرواية بالمعنى المغير للفظ
ومن امثلة
حديث عبادة من الصامت مرفوعا ( ام القران عوض من غيرها وليس غيرها منها بعوض ) واللفظ الصحيح عن البخارى ومسلم ( لا صلاة لمن لم يقرا بفاتحة الكتاب )
النوع الرابع الخطا فى الاسناد
حديث قوله صلى الله عليه وسلم ( ان الله عز وجل كتب كتابه قبل ان تخلق السموات والارض بالفى عام وانزل فيه ايتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرئان فى دار ثلاث ليال فيفر منهما الشيطان
ليس من حديث شداد بن اوس وانما هو النعمان بن بشير
النوع الخامس المرويات التى يكون فى اسنادها مجهول العين
( من قرا سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض
احد رواه عبد الله بن قيس وهو مجهول الحال
النوع السادس
الضعيف لكون احد رواته متروك الحال ( من قرا القران واستظهره فاحل حلاله وحرم حرامه ادخله الله به الجنة وشفعه فى عشرة من اهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار
روى عن طريق حفص بن سليمان متروك الحديث
النوع السابع
منكر المتن وضعف الاسناد يدل على نكارة المتن ولكن ربما يروى حديث باسناد ظاهر الصحة ومثله منكر فيبحث على ان
يكون للمتن معنى مقبول غير منكر
او التعرف على علة الاسناد
ومن امثلة ذلك
سألت عائشة عن لحن القران ( ان الذين ءامنوا والذين هادوا والصابئون ) والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ...فقالت يا بن اختى هذا عمل الكتاب او خطأ فى الكتاب
النوع الثامن الذى لا اصل له وهو الذى لا يعرف له اسناد ولا مخرج ومن اثلة ذلك ما روى عن النبى انه قال سورة المائدة تدعى فى ملكوت الله المنقذة تنقذ صاحبها من ايدى ملائكة العذاب وتخلصه وهذا الحديث لا اصل له
النوع التاسع الموضوع
وهو شرها وهو من رواية الكاذبين
ومن اشهر موضوعاته فى فضائل القران
بين المراد بخواص القران
١_ الانتفاع ببعض سور وايات القران فى احوال مخصوصة
٢_ ما يختص به القران من خصائص واحكام يتميز بها عن غيره
٣_ التأثير الاعجازى للقران
بين حكم الاخذ بما يحكى من التجارب فى خواص القران
لا يصح الاخذ منها ولا حتى من المرويات الضعيفة فهى ضرب من الباطل والخرافات والبدع ولا يصح الا الاخذ من المرويات الصحيحة

حليمة السلمي 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م 08:42 PM

دلل على تفاضل سور القرآن؟
الأدلة من الكتاب الكريم:
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
- ومن السنة الشريفة:
عن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري.
- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين». رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان والحاكم.
- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم .
- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل» رواه النسائي في السنن الكبرى وابن حبان.

بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:

آية الكرسي : هي أعظم آية في القرآن، وحفظ من الله تعالى وحرزا من الشيطان، من قرأها دبر كل صلاة ليس بينه وبين الجنة إلا الموت، يدل على ذلك الأحاديث التالية:
حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم.
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» رواه البخاري.
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت"رواه النسائي في السنن الكبرى.

سورة آل عمران: جاء في فضلها أن تظل صاحبها يوم القيامة، وأن فيها اسم الله الأعظم، وفيها الغنى والرفعة في الدنيا والآخرة. ومن الأدلة على ذلك:
حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...» رواه أحمد ومسلم.
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..) رواه مسلم.
وحديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...) حسّنه الألباني رحمه الله في الصحيحة.
وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه". حسّنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
وقال عبد الله بن مسعود: "من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة" رواه أبو عبيد والدارمي والبيهقي.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا).
وقال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل). رواه أبو عبيد والدارمي .
حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها - وهي خالته - قال: فاضطجعت على عرض الوسادة، «واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصف الليل - أو قبله بقليل، أو بعده بقليل - ثم استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس، فمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر آيات خواتيم سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة، فتوضأ منها، فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي» رواه البخاري.
وحديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها {إن في خلق السموات والأرض ... }» الآية كلها رواه ابن حبان.

سورة النساء: من السبع الطوال وقد حث بعض الصحابة على تعلمها لما فيها من الفرائض والأحكام وآيات العفو والاستغفار والتوبة. ومن الأدلة على ذلك:
قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال،وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية. رواه النسائي.
وحديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من أخذ السبع فهو حبر» رواه أبو عبيد وأحمد والحاكم والبيهقي وغيرهم.
وقال حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ (تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور). رواه أبو عبيد.
وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: «تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض» رواه الحاكم والبيهقي بإسناد صحيح.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد والدارمي.
وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها..." الحديث. رواه أبو عبيد والبيهقي والطبراني والحاكم.
عن عبد الله بن مسعود قال:(إني لأعلم آيتين في كتاب الله عز وجل، لا يقرأهما عبد عند ذنب يصيبه ثم يستغفر الله منه إلا غفر له)رواه البيهقي بإسناد صحيح رجاله ثقات.
اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها
سورة الفاتحة:
حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً: «فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات"
الحديث ضعيف ؛ للطعن في الراوي، فهو ليس بثقة، ومتروك الحديث كما ذكر أئمة الحديث.
حديث أبان، عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن"
الحديث ضعيف؛ للطعن في الراوي فهو شديد الضعف كما قال الألباني رحمه الله وغيره من أهل الحديث.
حديث أبي الأحوص الكوفي، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي هريرة قال: «رن إبليس حين أنزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة"
الحديث ضعيف؛ للانقطاع في السند فمجاهد لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه.
: سورة البقرة
حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه.. » الحديث.
سبب الضعف؛ الطعن في الراوي فهو متروك الحديث.
حديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء"
سبب الضعف، انقطاع السند فالحديث مرسل وقد ضعفه الألباني رحمه الله تعالى.
حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي"
سبب الضعف؛ الطعن في الراوي فهو سيء الحفظ متروك الحديث متشيع بغلو.

ما هي شروط صحّة الحديث؟
1ـ إذا صَحَّ إسنادُه، بأن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم ثقات عدول، والإسناد متّصلاً غير منقطع من غير شذوذ ولا علة.
صحة المتن، بصحّة الإسناد إليه، وانتفاء العلّة القادحة فيه كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ والتصحيف والتحريف وغير ذلك.

بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن؟
خمس درجات:
الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علّة في السند ولا في المتن.
الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، مع سلامة المتن من العلّة القادحة.
المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، المتن غير منكر، وفي الإسناد ضعف يقبل التقوية.
4ـ المرويات الواهية، المتن منكر وفي الإسناد ضعف شديد لا يمكن جبره.
المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.

بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن؟
بالنظر إلى الإسناد يكفي ما قاله ابن الجوزي:
وهذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
ونكارة المتن والوضع تبدو علاماتها على هذا الحديث، يقول ابن الجوزي:
"يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول."
قال شيخ الترمذي موضوع وضعه المتصوفة؛ ليصرفوا الناس إلى القرآن كما يزعمون.
عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة؟
الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة. مثال: مما يُعدّ من خواصّ سورة الفاتحة رقية اللديغ بسورة الفاتحة، وفيها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه المتقدّم في رقيته للديغ بسورة الفاتحة، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: «وما يدريك أنها رقية".
والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم. مثال: ماروي عن ابن عباس أنه قال لرجل سأله عن شيء يجده في صدره من الشك ...... ... قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}
وقد حسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم. مثال: ماورد عن المغيرة بن سبيع العجلي ـ تابعي ثقةـ أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة، بأن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات. مثال: ما ذكره ابن القيّم رحمه الله في زاد المعادً كتاباً لمن تعسّرت ولادتها، قال: (يكتب في إناء نظيف: {إذا السماء انشقت - وأذنت لربها وحقت - وإذا الأرض مدت - وألقت ما فيها وتخلت} وتشرب منه الحامل، ويرش على بطنها).

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن؟
ما يقود إليه الغلو في خواص القرآن من:
الفساد الكبير في العقيدة والسلوك والمنهج.
الضلال المبين والانحلال من الدين ، كما هو حال كثير من غلاة الصوفية والعياذ بالله تعالى.
التلبيس على الناس في دينهم وخدعهم بالأسحار الباطلة، وأكل أموالهم، وإيقاعهم في الشرك والكبائر من حيث لا يعلمون ، نعوذ بالله من ذلك.

إنشاد راجح 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م 09:31 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى

س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟

من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته، فهو مبتدع متبع للهوى، فقد ورد من الأدلة الصحيحة ‏الصريحة ما يدل على تفاضل السور والآيات، والقرآن هو كلام الله عز وجل وكلامه صفة من ‏صفاته، فلا نقص ولا تناقض في كلام الله، فكله قد اتصف بأحسن البيان، وأصدق الأخبار، وأعدل ‏الأحكام، فلا يُتصور أن يقع فيه عيب أو نقص، وأما كون بعض سوره وآياته تتفاضل فهذا من ‏كمال ربوبية الله، الذي اختص هذه الأمة بمزيد فضل منه ورحمة.‏

ونذكر بعض تلك الأدلة لإقامة الحجة على من أنكر وقوع التفاضل في السور والآيات:
1.قوله تعالى: ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) ، فالآيات المنسوخة يؤتى ‏بأحسن منها، ولا يفهم من ذلك نقص المنسوخ، بل يفهم أفضلية الناسخ، مع الاعتقاد بأن كل من ‏عند الله وكل كلامه عز وجل.
‏2. وقوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر ‏متشابهات)، فالمتشابهه يُرد إلى المحكم، ليتبين به معناه.
‏3. حديث أبي بن كعب لما سُئل عن أعظم آية في كتاب الله، فقال: ( الله لا إله إلا هو الحي ‏القيوم)، فأقره النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا له لعلمه، فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أعظم آية في كتاب الله، وأقر أبي، ‏والرسول صلى الله عليه وسلم لا يقر باطل، ولا ينطق عن هوى.‏

ولما كان القرآن الكريم يحوي التوحيد وأخبار الأولين وقصصهم، وفيه الأحكام والأوامر، فإن مما لا ‏شك فيه أن الآيات التي اختصت ببيان توحيد الله كقوله تعالى: ( قل هو الله أحد) أفضل من آية ‏ذكر فيها الوعيد للكافرين كقوله تعالى : ( تبت يدا أبي لهب وتب).

ثم أمر آخر وهو يحتاج إلى استقراء ومزيد بحث ودراسة، فإذا جمعنا الأدلة الصحيحة الصريحة ‏وحاولنا فهم مزية تفضليها، لاتضح لنا الأمر، فمن الآيات التي جاء تفاضلها: ( آيات الفاتحة، وآية ‏الكرسي، وخواتيم البقرة، والمعوذتين والإخلاص)
فما الرابط بينها، وهى التي جاءت فيها أدلة على فضلها.

وبالنظر في أمر التفاضل فهو واقع في أمور أخرى وانظر في قوله تعالى: ( تلك الرسل فضلنا بعضهم ‏على بعض) فالتفضيل وقع بين الرسل، رغم أن إيمان المرء لا يكتمل ولا يتم إلا بالإيمان بهم جميعا، ‏فهل اختصاص أحدهم بفضل أكثر من غيره، يؤدي إلى عدم الإيمان بغيره أو التنقص منه ؟!‏

وانظر في قوله تعالى: ( إنه لقول رسول كريم* ذي قوة عند ذي العرش مكين* مطاع ثم أمين) ، وهذه ‏جاءت في حق جبريل عليه السلام، فهل تفضيله يعني الشعور بالتنقص من غيره من الملائكة أو عدم ‏الإيمان بهم، كلا والله، بل هو مزيد فضل من الله. ‏

وإن قال قائل إن هذا التفضيل مقبول في حق المخلوق، وغير مقبول في حق أسماء الله وصفاته التي ‏منها كلامه، نقول: فإن الله تعالى قد فضل بعض أسمائه على بعض وفضل بعض صفاته على بعض، ‏فكما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع داعيا يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك ‏أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد) ، قال ‏صلى الله عليه وسلم: (قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب‎(‎، وهو صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: ( وما ‏ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى).

فهذا لا يدع مجالا لهم أن ينكروا التفاضل بين الآيات والسور، خاصة أنه جاءت فيه الأدلة الصحيحة الصريحة، وإن إنكارهم هذا فبسبب معتقد خاطئ اعتقدوه.


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي‏‎:
‎1: ‎سورة الفاتحة‎.‎
فضائل سورة الفاتحة، وجميعها جاء الدليل عليها وإنما سنذكر بعضا من هذه الأدلة.
‏1. أعظم سور القرآن، كما جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي سعيد بن المعلى: ( لأعلمنك ‏سورة هى أعظم سورة في القرآن)، ثم قال: (الحمد لله رب العالمين، هى السبع المثاني والقرآن العظيم ‏الذي أوتيته).
‏2. أم القرآن وأصله لما اشتملت عليه من أسماء الله التي مرد الأسماء جميعها إليها.
‏3.لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها.
‏4. رقية نافعة، ومما دل على ذلك لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلا رقى بها لديغ فقال له: ( وما يدريك أنها رقية؟).
‏5. لا تتم الصلاة إلا بها، كما جاء في حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة ‏لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).‏
‏6.كرامة للنبي ولهذه الأمة فلا يُقرأ بحرف منها إلا أعطيه، كما جاء في الحديث: (أبشر بنورين ‏أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).‏


‏2.‏ ‎سورة البقرة‎.‎‏
‏1.كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدمها في القيام ويبدأ بها.‏
‏2. أكبر سور القرآن.
‏3. اشتمالها على أعظم آية في القرآن وهى آية الكرسي.
‏4.اشتمالها على الأحكام والآداب والقصص والأمثال.‏‎

‏5. تقدم سورة البقرة تقدم القرآن الكريم يوم القيامة:
والشاهد من حديث النواس بن سمعان الكلابي: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا ‏يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران).‏‎

‏6. محاجة سورة البقرة عن صاحبها يوم القيامة.
والشاهد من حديث أبي أمامة الباهلي: (..اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان ‏يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف،
تحاجان عن ‏أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة).‏‎

7.نفور الشيطان من البيت الذي تُقرأ فيه البقرة.
والشاهد حديث أبي هريرة: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه ‏سورة البقرة).‏‎
‏8.أخذها بركة وتركها حسرة.
والشاهد من حديث بريدة بن الحصيب: قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول‎: «‎تعلموا ‏سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة).‏‎
‏9. سنام القرآن.
والشاهد أثر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن ‏لكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل‎(‎‏.‏‎
10. مكانة من حملها بين الناس وأنها شعارا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين:
والشاهد من حديث الزهري: أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يُنادى على المسلمين يوم حنين فقال : ( يا ‏عباس ناد( قلت‎: ‎يا أصحاب السمرة يا أصحاب سورة البقرة وكنت رجلا صيتا
‎فقلت‎: ‎يا أصحاب ‏السمرة يا أصحاب سورة البقرة فرجعوا عطفة كعطفة البقرة على أولادها وارتفعت الأصوات).‏‎
وكذكل الشاهد من أثر أنس بن مالك : (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينان‎.
وكذلك الشاهد من أثر عروة بن الزبير: (يا أصحاب سورة البقرة‎(‎‏.‏‎

3.خواتيم سورة البقرة‎.‎‏
‏1.أنها نور أعطي للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته، والشاهد من حديث ابن عباس: (أبشر بنورين أوتيتهما لم ‏يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة
البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).‏
‎2‎‏. كفاية المؤمن إن قرأ بها في ليلته:
والشاهد من حديث أبي مسعود البدري: ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)، ‏ومعنى كفتاه أي أجزأتا عنه من قيام الليل، وقيل أجزأتا عن قراءة القرآن، وقيل كفتاه من كل سوء،
‏وقيل كفتاه الشيطان.. فأي فضل لهاتين الآيتين!‏
3. شرف نزولها، فقد أعطيت للنبي صلى الله عليه وسلم ليلة أُعرج به.
فكانت مما أعطي للنبي صلى الله عليه وسلم مع الصلوات الخمس ومغفرة للذنوب ولا تخليد لمؤمن في النار‎« ‎، ‏والشاهد من حديث ابن مسعود : (فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا:
أعطي الصلوات الخمس، وأعطي ‏خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات).
4.من قرأ بها في دار ثلاث ليال لم يقربها شيطان.
والشاهد من النعمان ابن البشير: (إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، ‏فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان)‏‎
5. كرامة هذه الأمة وتفضيلها على سائر الأمم:
والشاهد من حديث حُذيفة بن اليمان : (فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا ‏مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر ‏سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي).‏‎
‏6.أعطيت من كنز من تحت العرش.
والشاهد حديث أبي ذر: (أعطيت خواتيم سورة البقرة من بيت كنز من تحت العرش، ولم يعطهن ‏نبي قبلي).‏‎



س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها‏‎:
‎1. سورة آل عمران‎
1.‏‎ ‎الحديث: (من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة، صلى الله عليه، وملائكته حتى ‏تغيب الشمس).
حكمه: شديد الضعف.
السبب:هذا حديث موضوع، كما أن راويه وهو: طلحة بن زيد، متهم بالكذب، وقيل عنه أنه ‏وضاع للحديث، كما ذكر أحمد وأبو داوود.‏

‎ ‎‏2. الحديث : ( من قرأ سورة البقرة وآل عمران جعل الله له جناحين منظومين بالدر والياقوت).
حكمه: ضعيف.
السبب أن راويه وهو: عبد الله بن زياد منكر الحديث.


‏3. الحديث: ( من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة).
حكمه: ضعيف.
السبب أن راويه وهو: ابن لهيعة ضعيف الحديث.‏


2.سورة النساء
1.الحديث: (من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين).
حكمه: ضعيف.
السبب: الانقطاع في الإسناد، لأن سعيد بن جبير لم يدرك عمر.‏


‏2.الحديث: (من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض).‏
‎ ‎حكمه: ضعيف.
والسبب: أن عبد الله بن قيس أحد رجال السند في هذا الحديث مجهول الحال.‏‎ ‎


‏3. الحديث: ( من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من ‏الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم).‏
‎ ‎حكمه: شديد الضعف.
السبب: أنه حديث موضوع، وأن راوي الحديث ( سلام ) متروك الحديث.


س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة‎.
‏1.أهم الأسباب بيان سبب الضعف، والتنبيه على ضعفها حتى لا ينخدع بها الناس فيعملوا بها، وكما قيل ( عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه، ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه).
2. معرفة طرق الحديث، فإن تعددت طرق الحديث كان ذلك مما يقوى به الحديث.
3.خضوع هذه المرويات الضعيفة للبحث والدراسة وذلك يكون بجمعها وحفظها مع أهمية العزو إلى مصادرها.


س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك ‏بالتمثيل‎. ‎

لا يُقتضى ضعف الإسناد المعين ضعف المتن مطلقا، لأن الحديث قد يُروى بإسناد آخر صحيح‏‎
مثال ذلك: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة ‏مرفوعا: ((اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن)
أورده الألباني في السللة الضعيفة وقال ضعيف جدا.‏
ومن أسباب ضعفه الشديد:
1.مسلمة بن علي الخشني: متروك الحديث ( لا يُعتد بما يقول).
‏2.وإسناده واه جدا.
‏3.وانفرد مسلمة برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.‏

والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: (اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف ‏المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن).‏‎
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن ‏عبد الرحمن الشامي‎.
‏1.‏فأمّا شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت.
‏ 2.ورواه عن حريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، ‏وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري‎.
ب‎: ‎وأما سليم بن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه في البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في ‏سننه‎.
ج‎: ‎وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي ‏شيبة‎.
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز ‏عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله‎: «‎ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة‎».
ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته‎.

وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة ‏فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية‎.
وأنّ الموقوف قد يأخذ حكم المرفوع إذا صحّ عن الصحابي وكان مما لا مدخل للاجتهاد فيه، ولم ‏تعرف له علّة أخرى توجب منع القول بالرفع


أعتذر لم أحسن تلخيص إجابة هذا السؤال، وإن فهمت المراد.‎.


س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن‏‎.
1. الإرسال: فالمرسل هو ما كان من إسناد التابعي، ويستحيل الرواية من التابعي عن النبي صلى الله عله سلم إلا بمعرفة الصحابي، ويعد الإرسال انقطاعا في السند، ولا يقبل إلا إن ورد من طرق تعضد الإسناد الصحيح،
أو يتقوى بمعتبرات أخرى.
2.الانقطاع في الإسناد: وهو أعم من الإرسال، ويعرف بالعلم بتاريخ وفاة الشيخ وتاريخ مولد الراوي عنه، وكذلك يُعرف بتصريح الراوي بعد السماع، وحصر الراوي ما سمعه عن شيخ، ونص الأئمة على عدم سماع الراوي من شيخه.
3.المخالفة بالراوية بالمعنى المغير للفظ.
4. الخطأ في الإسناد.
5.المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
6. منكر الحديث.
7.أحد رواة الحديث متروكي الحديث.
8. الجهل بالإسناد او المخرج.
9.ما كان من رواية الكذابين وهو الموضوع.

وإن اجتمع في الحديث عدة أنواع مما سبق كان شديد الضعف.


س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن‎.‎
المراد بخواص القرآن: هو تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة، والانتفاع بها كما في الرقى ‏والكرب وغيرها، وهذا المعنى هو المبحث في هذه الدروس.‏
‏ وهذا المصطلح: ( خواص القرآن) هو مصطلح حادث إذ لم يكن معروفا عند السلف، وإن كانوا ‏قد عملوا بخواص القرآن، فكشفت كروبهم، وشُفى مرضاهم بالرقى والآيات التي جاء فيها أدلة ‏صحيحة.
وقد يأتي هذا المصطلح في بيان ما اختص به القرآن من خصائص وأحكام تميزه عن غيره.
وقد يأتي في بيان الإعجاز القرآني، وبيان بلاغته وما له من تأثير.‏


س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن‎.
لا شك أن أفضل الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم، وما ثبت من صحيح الأدلة ‏الصحيحة فيما ثبت أنه يرقى به أو يتعوذ به، أو يفريج الكربات، فهو ‏الأصل، فيُعمل به فاتباع السنة بركة..
والأصل في الرقى وتفريج الكربات تعلق القلب بالله وحده، وصدق اللجوء ‏له وحده، ولا بأس بما كان معروفا من أمور يُرقى بها ما لم تكن شركا، ‏والأمر في هذا لا يخرج عن أن يكون..‏
‏ 1. إما أن يكون عليه دليلا صحيحا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيُعمل به.
‏2.أو يكون ثابتا عن السلف الصالح من أهل القرون الثلاثة الأولى.
‏3. أو يكون اجتهادا من الصالحين ويكون مبناه على التوسل والاستعاذة ‏بالله وحده، وصدق تعلق القلب به وحده، وقد عملوا به وجُرب ونجع ‏كدواء مما أصُيب به من داء، وفيه ينظر المجتهد إلى حالة الشخص فيرقيه ‏بما يناسب حالته من آيات.
ولا بأس به إن صدق اعتقاد القلب، وخلا من الشرك.
ومثاله لما كتب أحمد بن حنبل إلى صاحبه الذي أصيب بالحمى رقية وأرسلها له، والشاهد منها (...قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم...) ‏


الحمد لله رب العالمين

عبدالكريم الشملان 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م 10:41 PM

مجلس المذاكرة القسم الثاني في فضائل القرآن
المجموعة الثانية

ج1/ الدليل على تفاضل سور القرآن :
1-قال تعالى " ماننسخ من آيه أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها "
2-" هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات "
3-"ولقد ءاتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم "
4-حديث أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مسير ،ونزل رجل إلى جانبه:فالتفت إليه النبي فقال " ألا أخبرك بأفضل القرآن ، فقال : فتلا عليه :"الحمد الله رب العالمين"

ج2/فضائل
1-آية الكرسي :حديث أبي بن كعب قال رسول الله ياأباالمنذر ، أتدري أي آيه من كتاب الله معك أعظم "قال :قلت " الله لا إله إلا هو الحي القيوم "
وحديثأبي هريرة مع الشيطان الذي بقراءة آيه الكرسي إذا أوى لفراشه . فقال الرسول " صدقك وهو كذوب"

2-سورة آل عمرآن
حديث النواس بن سمعان أن النبي قال" يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران .."
3-سورة النساء
حديث حادثة بن مضرب كتب إلينا عمر أن " تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور"

ج3/ 3أحاديث ضعيفة في فضائل القرآن مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1-سورة الفاتحة
حديث عبادة بن الصامت مرفوعا " أم القرآن عوض من غيرها ،وليس غيرها منها بعوض "رواه الدارقطئ وغيره
سبب الضعف : قال الدارقطئ تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عبينه ومحمد بن خلاد مختلف فيه ، وقد احترقت كتبه ،فصار يحدث من حفظه ويروى بالمعنى ، فيقع منه ماينكر عليه
2-سورة البقلرة
حديث عبدالله بن أبي حميد عن أبي المليح عن معقل عن يسار قال رسول الله :اعملوا بالقرآن ، أحلوا حلاله وحرموا حرامه "وفيه " ألا وأني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ....."
رواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل والحكم في المستدرك
وعبيد الله عن أبي حميد متروك الحديث
وحديث خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال :قال رسول الله " إن لكل شيء سنام ، وإن سنام القرآن سورة البقرة ..."
رواه أبويعلى في مسنده والعضلي في الصففاء
قال العقيلي : خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم ، ولا يتابع على حديثه.

ج4/ شروط صحة الحديث :
إذا صح الحديث :
إذا صح إسناده ومتنه
صحة إلإسناد فتحقق بثلاث شروط :
1-أن يكون رجاله من تقبل روايتهم
2-أن يكون الاسناد متصلا غير منقطع
3-انتقاء العله القادمه في صحة الاسناد وصحة المتن :1-صحة الاسناد إليه
2- انتقاء العلة القادمة في المتن

ج5/ درجات المرويات في فضائل القرآن
درجات المرويات هي خمس درجات
1-الصحيحة لذاتها ،بإسناد صحيح
2-الصحيحة لغيرها.
3-الضعيفة ضعفا محتملا.
4-المرويات الواهية
5-المرويات الموضوعة

ج6/
حال الحديث المروي عن أي كعب في فضائل القرآن : هو المروى عن أبي كعب أنه قال :أينما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر ...."
قال ابن الجوزي "هو حديث مصنوع بلا شك ،وقيل "وفي إسناده متروك "
وقال العرافي "كل من أودع حديث أبي فهو مخطى "
فهو حديث ضعيف لا أصل له.


ج7/دلاله معرفة خواص القرآن مع مثال لكل:
1-دلاله نصوص القرآن والسنه على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة مثل "فنادى في الظلمات ...."
تأثير التسبيح في إزالة الكرب.ومنها " وأفوض أمري إلى الله ....."في دفع كيد الأعداء
وفي السنه : قصة اللديغ والرقية بسورة الفاتحة .
والرقى مشروعة بشروط :سلامتها من الشرك وأن تكون من القرآن والسنة..
ومن الخواص : نفور الشيطان من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة .

ج8/ خطر الغلو في باب خواص القرآن
لئلا يجره الفساد كبير ، مثل الصوفية وطلاسم واستخدام شياطين وأقطاب وهناك كتب في هذا للممى ، والبوفي
وتحذير من صنفين :
1-حقيقة سحر وتقرب للشياطين بأعمال بدعية، وعزائم
2-دعاوى مجرده ، وكذب على الصالحين .

يحيى شوعي 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م 11:03 PM

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟

وردت العديد من الأدلة الدالة على أنّ بعض السور والآيات أفضل وأحبّ إلى الله من بعض، وكلها مكرَّمة عن كلّ نقص وضعف واختلاف، وتلاوة بعضها أعظم أجراً من بعض، ولبعضها خواصّ اختصّها الله بها, فمنها أن الله جعل قراءة الفاتحة من آكد واجبات الصلاة؛ فلا تصحّ الصلاة إلا بها لمن استطاعها , وجعل سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن إلى غير ذلك من الأدلة الصحيحة الدالة على تفضيل بعض السور و الآيات ويتلخص الرد على من أنكر ذلك فيما يلي :
- عدم صحة احتجاج من قال بأنّ القرآن كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى صفة من صفاته، وصفات الله لا تتفاضل، كما أنّ أسماءه لا تتفاضل؛ واحتجاجه خطأ مخالف لدلالة الأدلّة الصحيحة، و للمأثور عن السلف الصالح من القول بمقتضى أدلّة التفاضل في القرآن وفي أسماء الله تعالى وصفاته.
- أن الكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد .
- إذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم .
- أمّا أبو الحسن الأشعري ومن قال بقوله القديم في القرآن وأنه عبارة عن كلام الله تعالى، وليس هو من كلامه حقيقة، وأنه لا يتبعّض، ولا يتجزّأ، وليس بحرف ولا صوت؛ فهذا مما لا ينبغي أن يُعتدّ به؛ لأنه مبنيّ على اعتقاد باطل في كلام الله تعالى مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح؛ فلا يُتلفت إليه .
- وأما ما روي عن الإمام مالك في النهي عن التفضيل بين سور القرآن؛ فهو محمول – إن صحّ عنه – على النهي عن التفضيل المُشْعِر بتنقّص المفضول أو التزهيد فيه والترغيب عنه.
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

هي أعظم سورة في القرآن :
كما ورد في حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه،حينما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.
هي أمّ القرآن أي أصله الجامعة لمعانيه :
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم .
ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها :
كما روي عن أبي بن كعب حينما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ ثم قرأ بفاتحة الكتاب .
هي أفضل سور القرآن :
كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال : ( ألا أخبرك بأفضل القرآن( قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين) .
هي خير سورة في القرآن :
كما في حديث عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله عنه حينما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن ؟ فقال: بلى يا رسول الله , قال: اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها .
هي نورٌ لم يُؤتَه نبيّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنّه لا يقرأ بحرف منها إلا أعطيه :
كما في حديث ابن عباس , حينما قال الملك لرسولنا صلى الله عليه وسلم : ( أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ).
هي رقية نافعة :
كما في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه حينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم للنفر من أصحابه : أما علمت أنها رقية، اقسموها واضربوا لي معكم بسهم .
أن الصلاة لا تتمّ إلا بها :
كما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
هي السبع المثاني التي استثناها الله عز وجل لأمته :
عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس عن قوله (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) قال: هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
2: سورة البقرة.
أنها تقدم سورَ القرآن يوم القيامة، وأنها تظلّ صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه :
كما في حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقو ) يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما (
أن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة :
كما في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة».
أن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة :
كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )
نها سنام القرآن :
كما في أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل (
كان من يقرأها من يعظم في أعين الصحابة
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم.
جعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة : "يا أصحاب سورة البقرة".
قال عروة بن الزبير:(كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة).
3. خواتيم سورة البقرة.
هي نور لم يؤتها أحد قبل رسولنا صلى الله عليه وسلم :
كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته ).
من قرأهما في ليلة كفتاه :
كما في حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه
أعطيت للرسول صلى الله عليه وسلم في السماء :
كما في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: « فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات »
أنها يطرد بها الشياطين من الدار .
كما في حديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان .
أنها نزلت من كنز تحت العرش :
كما في حديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

الحديث :
يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
سبب الحكم بضعفه :
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
الحديث :
ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي
سبب الحكم بضعفه :
ابن لهيعة ضعيف الحديث.
الحديث :
عن جابر الجعفي، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله قال: قرأ رجل عند عبد الله البقرة وآل عمران فقال: «قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى». رواه الدارمي،
سبب الحكم بضعفه :
وجابر الجعفي متروك الحديث
2: سورة النساء
الحديث :
يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء (
سبب الحكم بضعفه :
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر .
الحديث :
عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه
سبب الحكم بضعفه :
عبد الله بن قيس مجهول الحال.
الحديث :
سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي
سبب الحكم بضعفه :
هو موضوع وسلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
-التنبيه على ضعفها، وبيان سببه، لئلا يُغترّ بها .
-جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد .
-رصد ما روي في هذا الباب، وحفظه من الضياع، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره، أو تصنيفه على الأبواب أو المسانيد ليسهل وصول أهل الحديث إليه .

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً ؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح .
مثال :
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"» وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم , والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي , وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة», ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته , وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.
س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
- الإرسال، والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والإرسال انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات.
-الانقطاع في السند، وهو أعمّ مما قبله .
- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ. .
- الخطأ في الإسناد
-المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
-الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
-منكر المتن
- الضعيف الذي لا أصل له.
-الموضوع وهو شرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين.
ومن المرويات ما يجتمع فيها أكثر من علّة، فيكون فيها انقطاع في الإسناد، وضعف في بعض رجال السند، ونكارة في المتن، وكلما زادت العلل اشتدّ الضعف.
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
خواص القرآن هي الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرّقى والكرب وغيرها , وكذلك يطلق العلماء خواص القرآن على معنيين آخرين غير هذا المعنى الذي نريده وهما :
- ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
- التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
عموما لا حرج في قراءة القرآن على سبيل التوسل إلى الله تعالى لقضاء الحوائج؛ لأن ذلك من جنس التوسل المشروع، وهو التوسل بالعمل الصالح، فيشرع قراءة القرآن للتعبد وسؤال الله به ما يشاء العبد من الحاجات , فالأصل في ذلك الإباحة فلا يقتصر على ما وردت الإشارة إليه من السور والآيات القرآنية، والرقى النبوية، وإن كان التقيد بها أولى ومقدم على التجارب , فالقرآن كله شفاء ورحمة للمؤمنين، وفيه نفع للمسلمين ما لم يكن في ذلك مانع أو محذور من المحاذير الشرعية .
و الرّقى لها تأثير مجرّب وقد أقرّت الشريعة الرُّقَى السَّالمة من الشرك، ولم تكن لتقرّ أمراً باطلاً، وإذا كان لبعض كلام الناس تأثير في الأرواح والأجساد التي تُرقَى بها، فتأثير كلام الله تعالى أولى وأقوى.
وقد روي عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب آثار كثيرة، وما يصحّ منها قليل ومن أهل العلم من يعمل بما كان فيه ضعف يسير ومتنه غير منكر , وأما الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم بأسانيد واهية في هذا الباب فكثيرة لا ينبغي أن يُغترّ بها، ولا تقبل في هذا الباب إلا أن تظهر المناسبة بين الآيات والحالة ولا يكون في المتن ما ينكر فتؤخذ على أنّها رقية لا على اعتقاد ثبوتها عن الصحابة رضي الله عنهم.
أما الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة فيقرأ صاحب كلّ بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات؛ فيجد فيما يقرأ ما يشفي صدره، ويطمئن قلبه، ويتبصّر به سبيل الهدى فيما هو فيه، ويتوسّل إلى الله تعالى بآياته الباهرة، وقدرته الظاهرة، وعزّته القاهرة، ورحمته وإحسانه على أن يذهب عنه ما يجد ويحاذر، وأن يحفظه ويلطف به , وليحذر المسلم من الغلوّ في هذا الباب؛ فإنّه قد قاد الغلاة إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين، والعياذ بالله.

آسية أحمد 7 ربيع الأول 1439هـ/25-11-2017م 11:26 PM

أجابة أٍسئلة المجموعة الأولى :
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
أن الله تعالى أخبر بما يقتضي ذلك في القرآن الكريم وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
يقول الله تعالى :
{ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.وهذا يدل على على تفاضل الآيات على بعض.
قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب:
«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال فلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم"
وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} وفسر النبي صلى الله عليه وسلم القرآن العظيم أنه الفاتحة.في حديث سعيد ابن المعلى وفي نفس الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن" وأعظم على وزن أفضل ما يدل على التفضيل، وفيه دلالة على إمكانية تفاضل السور.
وقوله صلى الله عليه وسلم لعقبة بن عامر :
قال: «يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل»وتلك أدلة صريحة في تفاضل سور القرآن وآياته
وقوله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين :
«ما تعوّذ الناس بأفضل منهما»
وفي سورة الإخلاص
، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احشدوا، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن»، فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ: {قل هو الله أحد} .. ثم قال : «إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدل ثلث القرآن».
فتلك الأدلة تدل على أن هناك من الآيات والسورة هي أعظم وأحب الى الله تعالى وفيها من حسن البيان والاحكام واختصت بخواص ليست في غيرها.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة»
وذكر ابن تيمية
فالسلف على أن القرآن متفاضل، وهذا اللي يفيده ظاهر تلك الأدلة ومن أنكر التفاضل فإنه تأول المعنى وحملها على الظاهر هو الأولى خصوصا أنه لا حاجة للتأول و التفاضل المقصود ليس التفاضل المشعر بنقص المفضول فليس بلازم فكل آيات القرآن بينة محكمة غاية في البيان كاملة لا نقص بها كما ذكر ابن تيمية .وقد بين هذه المسألة أكثر فقال :

فالكلام وإن اشترك من جهة المتكلِّم به في أنه تكلَّم بالجميع؛ فقد تفاضل من جهة المتكلَّم فيه، فإن كلامه الذي وصف به نفسه، وأمر فيه بالتوحيد، أعظم من كلامه الذي ذكر فيه بعض خلقه، وأمر فيه بما هو دون التوحيد.
وأيضاً فإذا كان بعض الكلام خيراً للعباد وأنفع، لزم أن يكون في نفسه أفضل من هذه الجهة، فإن تفاضل ثوابه ونفعه إنما هو لتفاضله في نفسه، وإلا فالشيئان المتساويان من كل وجه، لا يكون ثواب أحدهما أكثر، ولا نفعه أعظم)

.
أما ما روي على الامام مالك من أنكر التفضيل فهو محمول على التفضيل المشعر بنقص المفضول والتزهيد فيه والترغيب عنه.


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:

1: سورة الفاتحة.
  1. هي أعظم سورة في القرآن، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم، يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم لسعيد بن المعلى رضي الله عنه :«لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد، .. ثم قال {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته»
  2. من أسمائها أم القرآن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم»
  3. لم ينزل في التوراة ولا في الزبور ولا في الانجيل ولا في القرآن مثلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ »
  4. أفضل القرآن قال صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك رضي الله عنه : «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين).
  5. خير سورة في القرآن قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جابر : (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟). قلت: بلى يا رسول الله. قال: (اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها).
  6. أنها نور ، و لم يؤت بها نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، ونزل بها ملك لم ينزل قط من قبل إلا يوم نزل بها، وأنه لن يقرأ أحد بحرف منها إلا أعطيه ، عن ابن عباس قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)
  7. أنها رقية :قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم «وما يدريك أنها رقية»
  8. أن من لم يقرأ بها فلا صلاة له: لقوله : «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب»
  9. أن الله قسمها بينه وبين عبده : قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)
  10. أنها شافية ، كما في حديث اللديغ أنه قرأ بها فبرأ.
  11. أن الله ادخرها لأمة محمد فلم يعطها إلا لهم لقول ابن عباس رضي الله عنه :«هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم» .
2: سورة البقرة.
  1. أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقدمها في القيام ويبدأ بها لعظمها.
  2. أنها تقدم سورة القرآن يوم القيامة
  3. أنها تظل صاحبها يوم القيامة وتحاج عنه
  4. أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة أي السحرة
  5. تلاوتها تنفر الشياطين ويحفظ بها المؤمن من كيد الشياطين.
  6. خص النبي صلى الله عليه وسلم أصحابها بالدعاء فعادوا سريعا وذلك يوم حنين لعظم الامانة التي تحملوها بهذه السورة
  7. تضمنت أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي
  8. . سميت زاهرة اي المنيرة
  9. وهي سنام القرآن
  10. كان يعظمه الصحابة ويتعلمون ما فيه من العلم والعمل ويعظمون أصحابه.
3. خواتيم سورة البقرة.
  1. من قرأهما في ليلة كفتاه : «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه»
  2. من قرأهما في دار ثلاثة أيام لن يقربه شيطان : «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان
  3. هما من كنز تحت العرش ولم يؤتهما أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم ولا بعده ، "وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي"
  4. أنها نور ، و لم يؤت بها نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم ، ونزل بها ملك لم ينزل قط من قبل إلا يوم نزل بها، وأنه لن يقرأ أحد بحرف منها إلا أعطيه ،عن ابن عباس قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته)
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران

  1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة" فيه مظاهر بن أسم المخزمي، قال عنه البخاري بأنه منكر الحديث.
  2. عن عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في هاتين الآيتين {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إن فيهما اسم الله الأعظم» ، الحديث ضعيف لضعف عبيد الله بن أبي زياد وشهر بن حوشب
  3. عن أبي مسهر الغساني عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي أن يزيد بن الأسود الجرشي كان يحدِّث أنه «من قرأ البقرة وآل عمران في يوم برئ من النفاق حتى يمسي، ومن قرأهما في ليلة برئ من النفاق حتى يصبح».قال: فكان يقرؤهما كل يوم وليلة سوى جزئِه. والحديث ضعيف لا نقطاع السند بين سعيد ويزيد ، لأن سعيد بن عبدالعزيز لم يدرك يزيد الجرشي فيزيد توفي قبل سنة ثمانين للهجرة وسعيد بن عبد العزيز ولد سنة تسعين هجرية .

سورة النساء:
1. عن يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». ضعيف، لأن إسناده منقطع فسعيد بن جبير لم يدرك عمر رضي الله عنه.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض»
وفيه عبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.عن سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). الحديث موضوع.
فيه سلام ، وقال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.


س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
  1. التنبية على ضعفها وبيان سببه حتى لا تنتشر، كما قال الإمام أحمد : "أكتب هذه الصحيفة عن عبد الرزاق عن معمر على الوجه فأحفظها كلها، وأعلم أنها موضوعة حتى لا يجئ إنسان بعده فيجعل أبان ثابتا ويرويها عن معمر، عن ثابت، عن أنس.."
  2. جمعها للإستعانة بها كشاهد لبعض الأحاديث التي قد تتقوى ببعضها حين تعدد الطرق، ( وقد يستفاد منها في الترجيح ؟)
  3. حفظ الاحاديث الضعيفة من الضياع وجمعه في موضوع واحد وعزوه الى مصادره حتى يسهل الوصول أليها وتدراسها لمن يأتي بعد من أهل الحديث بالدراسة والتمحيص.
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا يقتضي ذلك لأنه قد يروى من طريق آخر صحيح، ومثاله :
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن» وقال عنه الألباني أنه ضعيف ، وقال في إسناده : «وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة ثلاثة:
  1. شرحبيل بن مسلم الخولاني : روى عنه هذا الأثر حريز بن عثمان الرحبي ( وهو ثقة ثبت ) ورواه عن حريز ثلاثة :( يزيد بن هارون، والحكم بن نافع، وحجّاج بن محمد )
  2. وسليم بن عامر الخبائري، وعنه معاوية بن صالح، وعنه عبد الله بن صالح ، ورواه عنه البخاري
  3. والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.رواه عنه حريز ،وعنه شبابة بن سوّار.
والحديث ثبت بمجموعة الطرق، وهو موقوف لأن هؤلاء رووه موقوفاً، لكن معناه مما لا اجتهاد فيه فيأخذ حكم المرفوع معنى لا رواية ،


س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن
تسعة أنواع :
  1. الإرسال:
  2. الإنقطاع في السند :
  3. المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
  4. الخطأ في الإسناد
  5. المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
  6. الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
  7. منكر المتن
  8. الضعيف الذي لا أصل له
  9. الموضوع
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
هو جزء من فضائل القرآن وتعني الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة كالرقى.

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يجب أن يكون معضود بدليل صحيح وإلا فلا يؤخذ بها لأنها قد تكون متوهمة.


هويدا فؤاد 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م 12:12 AM

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
 
مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
قوله تعالى:"مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا" البقرة:106
قوله تعالى:"وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ" الحجر :87
فالسبع المثانى من القرآن العظيم، ولكن تخصيصها يدل على تفضيلها على غيرها من القرآن العظيم.
-عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"
قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال :"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"
قال: قلت :"الله لا إله إلا هو الحي القيوم". قال: فضرب في صدري، وقال :"والله ليهنك العلم، أبا المنذر". رواه مسلم.


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
آية الكرسي
شأن الآية: أعظم آية من كتاب الله تعالى
الدليل:عن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"
قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال :"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"
قال: قلت :"الله لا إله إلا هو الحي القيوم". قال: فضرب في صدري، وقال :"والله ليهنك العلم، أبا المنذر". رواه مسلم.
وفي رواية في غير صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :"والذي نفسي بيده إنَّ لها للساناً وشفتين تقدّسَان للملك عند ساق العرش".
خصائصها: تحفظ من الشيطان
الدليل: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛ فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم- فذكر الحديث -، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم «صدقك وهو كذوب ذاك شيطان".رواه البخاري.

ثواب قراءتها: مُوجبة لدخول الجنة إذا قُرأت دبر كلّ صلاة ولكن بشروط:
1- محافظة صاحبها على الصلوات كلّها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونوراً يوم القيامة
2- صحّة إيمانه باعتقاده ما دلّت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن.
3- كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحاً ومساءً.
الدليل: حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال:قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت". رواه النسائي في السنن الكبرى وفي عمل اليوم والليلة له.

عظم معانيها وسعة دلالاتها: لتعلقها بالكلام عن أسماء الله تعالى وصفاته.

2: سورة آل عمران.
شأن السورة:
1- عِظم شأن قارئها
الدليل: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا"يعني عَظُم.
رواه أحمد ، وأصله في الصحيحين.

2- تتقدم القرآن وأهله يوم القيامة.
الدليل: حديث النواس بن سمعان الآتى فى خصائصها.

خصائصها:
1- تظل صاحبها وتحاج عنه يوم القيامة.
الدليل: حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول :"يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران"، وضرب لهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما"رواه أحمد ومسلم والترمذي وغيرهم .
2- مُنجية
الدليل: قال أبو أمامة الباهلي -رضي الله عنه-: "إن أخا لكم أري في المنام أن الناس يسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأ سورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منه بأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل". رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، والدارمي في سننه.


عظم معانيها وسعة دلالاتها: فيها اسم الله الأعظم.
الدليل: حديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- مرفوعاً: "اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه" رواه ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير، وحسّنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
3: سورة النساء
شأن السورة ومنزلتها عند الله تعالى:
1- تخصيصها بالذكر فى الإمتنان بالقرءان.
الدليل: قوله تعالى:" وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ"
والمراد بالسبع المثانى: السبع الطوال، قاله ابن عباس –رضى الله عنهما- وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية، والقول الآخر أنها فاتحة الكتاب.
المراد بالسبع الطوال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف ويونس.
2- عِظم شأن قارئها.
الدليل: حديث عائشة -رضي الله عنها-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من أخذ السبع فهو حبر".رواه أبو عبيد ، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وغيرهم.
عِظم معانيها وسعة دلالاتها.
الدليل: قول حارثة بن مضرب: كتب إلينا عمر أنْ تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
خصائصها:
1- زينة وجمال لصاحبها.
الدليل: قول ابن مسعود -رضي الله عنه- :"من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة". رواه أبو عبيد والدارمي وقال: (محبِّرة: مزيِّنة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.


2- فيها خمس آيات خير من الدنيا وما فيها
الدليل: قول عبد الله بن مسعود –رضى الله عنه- :"إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
قوله –عزوجل-:"إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا"
وقوله:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا"
وقوله:"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا"
وقوله:"وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا"
وقوله:"وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا"
والحديث حسن
ثواب قراءتها: فيها إحدى الآيتين اللاتى ما أذنب عبد ذنبا، ثم تلاهما واستغفر الله إلا غفر له.
الدليل: ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن الأسود وعلقمة، عن عبد الله، قال:(إني لأعلم آيتين في كتاب الله عز وجل، لا يقرأهما عبد عند ذنب يصيبه ثم يستغفر الله منه إلا غفر له) قلنا: أي شيء في كتاب الله؟ فلم يخبرنا، ففتحنا المصحف فقرأنا البقرة فلم نصب شيئا، ثم قرأنا النساء وهو في تأليف عبد الله على إثرها فانتهينا إلى هذه الآية {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}، قلت: أمسك هذه، ثم انتهينا إلى آل عمران إلى هذه الآية التي يذكر فيها {ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} فأطبقنا المصحف فأخبرنا بها عبد الله فقال: "هما هاتان".




س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة الفاتحة
- حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:"فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات".في مسند الفردوس،
سبب الحكم بضعفه: أن يوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
- حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن" رواه الطبراني في الأوسط.
سبب الحكم بضعفه: أن سليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.
- حديث الوليد بن جميل، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:" أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش، لم ينزل منهن شيء غيرهن: أم الكتاب، فإنه يقول:{وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم}، وآية الكرسي، وسورة البقرة، والكوثر". رواه ابن الضريس في فضائل القرآن، والطبراني في المعجم الكبير، والمستغفري في فضائل القرآن وغيرهم.
سبب الحكم بالضعف: أن الوليد بن جميل القرشي ليّن الحديث، قال فيه أبو حاتم الرازي: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة.
وقد ضعّف الألباني هذا الحديث في السلسلة الضعيفة.

2:
سورة البقرة
- حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي". رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بن منصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب الحكم بالضعف: حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
- حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً:" ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران". رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
سبب الحكم بالضعف: أن ليث ضعيف الحديث.
- حديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء". رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً
سبب الحكم بضعفه: ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.


س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
شروط صحة الحديث :
1- صحة السند:
ولابد لها من ثلاثة أمور:
- أن يكون رجال السند ممن تُقبل روايتهم.( فالكذابين لا تُقبل روايتهم، أما أهل الصدق ضعيفى الضبط فيُجبر ضعف روايتهم برواية غيرهم)
- أن يكون الإسناد متصل غير منقطع. ( إنقطاع السند موجب للحكم بضعف الحديث)
- انتفاء العلة القادحة فى صحة الإسناد، كالمخالفة ( مخالفة الراوى من هو أوثق منه)، والتدليس (اسقاط راو ضعيف من الإسناد)، والإضطراب (اختلاف الرواة فى الإسناد اختلافا شديدا).
2- صحة المتن.
ولا بد لها من أمرين:
- صحة الإسناد إليه.
- انتفاء العلة القادحة فى المتن، كالمخالفة والنكارة والإضطراب والرواية بالمعنى المُخل والتحريف).
مع ملاحظة أن ضعف الإسناد المعيّن لا يقتضي ضعف المتن مطلقاً ؛ فقد يروى بإسناد آخر صحيح.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
المرويات فى فضائل القرآن على خمس درجات:
الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها، صحيحة المتن والسند.
الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، صحيحة المتن، ولكن فى السند بعض الضعف يُجبر بالشواهد وتعدد الطرق.
حكمهما: المرويات من هاتين الدرجتين يُحتج بهما.

الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي لا يكون فى متنُها نكارة من جهة المعنى، وفي اسنادها ضعف قابلٌ للتقوية.
حكمها: اختلف فيها أهل العلم،
فمنهم من يُحتج بها فى الفضائل والرقاق والأخبار.
ومنهم من لا يحتج بها وإنما يستأنس بها فقط.
ومنهم من يذكرها للفائدة أو للتنبيه على ضعفها.
الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في متنها نكارة مخالفة للنصوص الصحيحة، وفى إسنادها ضعف شديد.
حكمها: لا يجوز أن تُذكر إلا لبيان ضعفها وبيان عللِها.
الخامسة: المرويّات الموضوعة، المكذوبة المُختلقة.
حكمها: لا تحلّ روايتها إلا للتنبيه على حالها.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
يُعدّ من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن، ومما يدل على أنه موضوع ركاكة ألفاظه التى لا تتناسب مع كلام الرّسول –صلى الله عليه وسلم-.
و روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
قال الحافظ العراقي: (كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم، كالثعلبي، والواحدي فهو أبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإن كان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري).



س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.

الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة.
مثال ذلك من القرآن: قول الله تعالى في شأن يونس -عليه السلام-، :"فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين"
وقوله تعالى:"فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون".
فتبيّن بدلالة الآيتين: أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب.
ودلّ قوله تعالى:"وكذلك ننجي المؤمنين" على عدم خصوصية الأمر بيونس –عليه السلام- ولكن بكل عبد مؤمن إذا دعا واستغاث بالله مقرا بذنبه.
مثاله من السنة: ما ثبت من أثر فواتح سورة الكهف في العصمة من فتنة الدجال. كما في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء، أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال:"من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال".

الدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة -رضوان الله عليهم- .
والآثار التي تصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب محمولة على أحد أمرين:
الأول: أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء على أصل الإذن الشرعي.
مثال ذلك: عن أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك"الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}. رواه ابو داوود والبيهقى وحسَّنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
مثال ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال:"من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها".
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
كأن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، ويقرأ صاحب كلّ بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات؛ فيجد فيما يقرأ ما يشفي صدره، ويطمئن قلبه، ويتبصّر به سبيل الهدى فيما هو فيه، ويتوسّل إلى الله تعالى بآياته الباهرة، وقدرته الظاهرة، وعزّته القاهرة، ورحمته وإحسانه على أن يذهب عنه ما يجد ويحاذر، وأن يحفظه ويلطف به.

مثال ذلك:
1- قال ابن القيّم -رحمه الله- في مدارج السالكين: (كان شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة. وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه، تعجز العقول عن حملها - من محاربة أرواح شيطانية، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة - قال: فلما اشتد علي الأمر، قلت لأقاربي ومن حولي: اقرءوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبَة.
وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه. فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته)ا.هـ.
2- يقرأ من يجد ضيقاً في صدره سورة الشرح فيجد راحة وانشراحاً.


س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

الغلوّ في هذا الباب يقود إلى فساد كبير، وضلال مبين، وانحلال من الدين، ومن أمثلة ذلك:
1- ما ابتدعه بعض غلاة الصوفية وأدخلوا على الأمّة من هذا الباب شرّا عظيماً، فابندعوا في خواصّ القرآن من دعاوى وضلالات موّهوا بها على أتباعهم، وسموّا الأمور بغير أسمائها، وروّجوا أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن مما يدلّ على ضلالهم وتضليلهم وبعدهم عن هدى القرآن، وتلبيسهم على الناس.
وكان منهم من يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواصّ ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ، وأكلوا أموال الناس بالباطل، ولم يكتف هؤلاء بهذا، بل اتجه كبار الصوفية لعمل مؤلفات فيما يدّعون أنّه من "خواصّ القرآن" فيها غلوّ وضلال مبين، وجميع ما يذكرونه لا يخرج عن أمرين:
أحدهما: سحر وتقرب للشياطين بأعمال بدعية وعزائم واستغاثات.
ثانيها: مجرد دعاوى وأكاذيب.
2- من غير الصوفية ممن خلط وأساء، ولم يتحر الصحة فيما يجمع، بل يأتى بدعاوى منكرة، باطلة مكذوبة تحت مُسمى "خواص القرآن"، كما فعل الشاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في كتابه "الفوز الكبير في أصول التفسير"



ميمونة التيجاني 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م 12:48 AM

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث صحيحة بأن سُوَر القران الكريم تتفاضل فيما بينها و كذلك اياته فتلاوتة السورة الفاضلة أعظم اجرا من تلاوة غيرها من السور و الآيات ، قال شيخ الاسلام ابن تيمية: (حروف القرآن تتفاضل لتفاضل المعاني وغير ذلك؛ فحروف الفاتحة له بكل حرف منها حسنة أعظم من حسنات حروف من {تبت يدا أبي لهب}).و قال: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».
فتفاضل تلاوة السور و الآيات يدل على تفاضل السور و الآيات فقراءة سورة الإخلاص تعدل ثلاث القران و اية الكرسي اعظم اية في القران فتفاضل قراءة السور و الآيات يدل على تفاضل السور و الآيات و ان كانت كلها حسنى و عظيمة
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.
أعظم السور في القرآن، لحديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»،
2- السبع المثاني و القران العظيم لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري
3-أفضل القران لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين).
انها احد النورين الذات ءاتياهما الرسول صلى الله عليه وسلم ففي الحديث
((أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
4- وعد الله عز وجل نبيه بانه ما قرأ حرف منها الا اوتيه
5- الراقية فقد رقى به احد الصحابة و مصاب في قوم و عندما رجع الى النبي صلى الله عليه وسلم قال له الرسول صلى الله عليه وسلم «وما يدريك أنها رقية؟!!»
قراءتها في كل ركعة من الصلاة لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)
2: سورة البقرة.
* من فضائل سورة البقرة تقدمها في المصحف بعد الفاتحة و كان صلى الله عليه وسلم في قيامه يبدأ بها بعد سورة الفاتحة
* اشتمالها على كثير من احكام الدين الاسلامي و العقائد و العبادات و المعاملات و القصص و العبر فكان لها شأن عظيم عند الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه فمن حفظها كان له شان عظيم و يوم حنين عندما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة ناداهم بيا اصحاب سورة البقرة فاستجابوا مسرعين لأنهم حفظتها اية اية وعملوا بها و كان شعارهم يوم اليمامة أصحاب سورة البقرة
* تضمنت اية الكرسي و هي اعظم اية من قراءها حفظ من كيد الشيطان
وكذلك تضمنت خواتيم التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم انها نور ((أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
* تتقدم العبد التالي للقران العامل به يوم القيامة ففي الحديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما»
* من قرأها حفظ من السحرة و كيدهم فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انها لا تستطيعهما البطلة
* ينفر الشيطان من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لحديث ( 0000فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)).
* اخذها بركة و تركها حسرة «تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة
* انها سنام القران اي أعلاه لما أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لُبَاباً، وإن لُباب القرآن المفصل»
3. خواتيم سورة البقرة.
• انها نور من عند الله أتاه النبي صلى الله عليه وسلم و أمته حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
* تكفي المؤمن الذي يقرأها كل ما اهمه من امر دينه و دنياه وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه
* أعطيت للرسول صلى الله عليه وسلم عندما أسري به عند سدرة المنتهى لما جاء في الحديث: « فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات »
* تحمي البيت الذي تُقرأ فيه ثلاث ليل من الشيطان لما جاء في حديث النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان
* أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث انها مما فضلت به هذه الأمة على الامم السابقة فقد جاء في حديث حذيفة بن اليمان (000وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)).
* انها من كنز تحت العرش
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة».
في سنده مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال عنه البخاري : مظاهر منكر الحديث فالحديث ضعيف السند
* حديث يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره وهو منكَر ضعيف السند كذلك لنظارة احد روات الحديث
* روى ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عثمان بن عفان، قال: «من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة» رواه الدارمي، وابن لهيعة ضعيف الحديث. اي لضعف الراوي ضعف الحديث
2: سورة النساء
5. روى يزيد بن هارون عن وقاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
وهذا إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر. ضعف الحديث لانقطاع في سند الحديث بين سعيد بن جبير رحمه الله و عمر بن الخطاب رضي الله عنه
* روى أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض»ضعيف الحديث بجهالة حال الراوي رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وعبد الله بن قيس مجهول الحال.
* روى سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع. ضعف الحديث لانه موضوع ، فسلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة هي
1- التنبيه على انها ضعيفة و بيان سبب الضعف حتى لا يغتر من لا يعلم بضعفها فيأخذها على انها صحيحة فيرويها
2- جمع طرق المرويات ليتبين شديد الضعف من الحديث الذي يمكن ان يتقوى اذا جاء بروية اخرى قوية غير الرواية الضعيفة
3- جمع و رصد ما روي من الضعيف حتى يتمكن طالب من تمحيص الأحاديث الضعيفة عن غيرها و ليتمكن من الوصول اليها بسهولة فيمكن اخراج الحديث

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
من اهل العلم من يضعف المتن مطلقا بضعف الاسناد خاصة المراسيل و منهم من يقبلها بشروط
فالمرسل - ما يرويه التابعي عن الرسول صلى الله عليه وسلم دون ان يذكر الصحابي- لا يقبل الا اذا جاء من طرق اخر متصل صحيح او اذا كان له شواهد و متابعات صحيحة و من مرسل الحسن البصري ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم «من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان».
وقد يكون ضعف الاسناد من الانقطاع العام في اي طبقة من طبقات الرواة
و يعرف انقطاع السند ب اما بتاريخ ميلاد الراوي و المروي عنه فقد يكونان غير متعاصرين ، و اما ان يصرح الراوي بانه لم يسمعه من الشيخ مباشرة و اما ان يصنف و يحصر الراوي ما سمعه من الشيخ فيكون بعد ذلك ما يرويه مما لم يكن في التصنيف منقطع الاسناد
و قد يتبين الانقطاع بتصريح من المصنفين في الرجال بان الراوي هذا لم يسمع من الشيخ هذا
وقد يروي الراوي الحديث من حفظه و يكون فيه مغايرة للفظ الصحيح
مثال
حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: «أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض» رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: «تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة».
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه
و راوى البخاري و مسلم في حديث عن عبادة بن الصامت بلفظ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» ولعل ابن خلاد روى الحديث من حفظه بالمعنى فأخطأ فيه0

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
أنواع المرويات الضعيفة في فضائل القران
1- ( المرسل) وهو ما رواه التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
2- المنقطع في اي طبقة من طبقات الرواة
3- المخالفة في الرواية بالمعنى المغير للفظ الحديث
4- الخطأ في الاسناد كان يروي الروي الحديث و يخطأ في احد طبقات الاسناد
5- المرويات التي في سندها شخص مجهول العين لا يعلم عنه شيءاو مجهول الحال لا يعلم بعلمه من جهله
6- المرويات الضعيفة لكون احد الرواة متروك
7-منكر المتن .
8- الحديث الضعيف الذي لا أصل له
9- الحديث الموضوع
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
الانتفاع بسور القران و اياته في مواضيع مخصوصة في الرقى و الكرب و غيرها
ما يختص به القران من خصائص ليس في غيره و تميزه عن غيره
وكذلك يراد بخصوص القران التأثير الإعجازي للقران الكريم

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يجوز ذلك لان الشريعة الاسلامية اقرت الرؤى التي ليس بها شرك فإذا كانت الكلمات التي ليست من كلام الله لها تأثير على الروح و النفس فكلام الله تاثيره أقوى و الصدق
ومن المستحسن من ظهور المناسبة بين الحالة والرقية،اي حالة التي بها المرقي و الرقية المستخدمة

أسماء بنت أحمد 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م 02:31 AM

إجابة المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
من القران :
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
من السنة:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: «فتلا عليه الحمد لله رب العالمين».
وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
1. أعظم ايه في القران والدليل
حديث أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر».
2. من قرأها إذا دخل إلى فراشه يكون الله له حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح
3. محافظة صاحبها على الصلوات كلّهاو صحّة إيمانه باعتقاده ما دلّت عليه هذه الآية وكثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين يدخل الجنة

2: سورة آل عمران.
1. سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة
2. فيها اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه
3. من قرأ آل عمران فهو غني

3: سورة النساء
1. ذكر النبي ان سورة النساءُ مُحبِّرة
2. امر النبي بتعلمها
3. وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
- قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.
- وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
- وقوله: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما}.
- وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}.
قال عبد الله: ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها).
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:

1: سورة الفاتحة
روي في فضل سورة الفاتحة أحاديث وآثار لا تصحّ منها:
1حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:«فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات
ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة.
وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.

2. وحديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن
وسليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث.
3. أنها نزلت من كنزٍ تحت العرش
وهو ضعيف لانقطاع إسناده؛ فإنّ فضيلاً لم يدرك عليًّا.

2: سورة البقرة
1 حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي
وحكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
2 وحديث إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ويدع أن يقرأ سورة البقرة، فإن الشيطان يفر من البيت يقرأ فيه سورة البقرة، وإن أصفر البيوت الجوف يصفر من كتاب الله
وقد رواه النسائي في الكبرى والبيهقي في شعب الإيمان من طريق محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.
وأبو إسحاق هو إبراهيم بن مسلم الهجري، قال فيه البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء.

3وحديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران» رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وليث ضعيف الحديث.

4س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
شروط صحة الحديث لابد ان يصَحَّ إسنادُه ومتنُه.
وصحة الإسناد تتحقّق بثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن يكون رواتهم ممن تقبل روايتهم عدول ظباط
والأمر الثاني: أن يكون الإسناد متّصلاً غير منقطع
والأمر الثالث: انتفاء العلّل في الاسناد ؛ كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.

وصحة المتن تتحقّق بأمرين:
الأمر الأول: صحّة الإسناد إليه.
والأمر الثاني: انتفاء العلّل في المتن في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخلّ، والتصحيف والتحريف، وغيرها.


س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
الدرجة الأولى: المرويّات الصحيحة لذاتها
والدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها الضعف الذي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن خالي من العلّل
والدرجة الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون المتنُ غيرَ منكر المعنى، وفي الإسناد ضعف قابلٌ للتقوية
والدرجة الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد
والدرجة الخامسة: المرويّات الموضوعة، وهي التي يتبيّن أنّها مكذوبة مختلقة.
فمرويات الدرجتين الأولى والثانية يحتجّ بهما.
ومرويات الدرجة الثالثة من أهل العلم من يحتجّ بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومرويات الدرجة الرابعة لا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها،
وأما مرويات الدرجة الخامسة فلا تحلّ روايتها إلا على التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
هو من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن
وقال العلماء هذا حديث فضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
ومما يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول

س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
دلائل معرفة خواصّ القرآن
الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة

- فمن ذلك: قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين}، وقال تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}
فتبيّن بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغمّ والكرب، ودلّ قوله تعالى: {وكذلك ننجي المؤمنين} على أنّ هذا الأمر لا يختصّ بيونس عليه السلام، بل هو عامّ للمؤمنين إذا دعوا واستغاثوا بالله وسبّحوه معترفين ذنوبهم.

والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
وقد روي عن الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب آثار كثيرة، وما يصحّ منها قليل.

- ومن ذلك أيضا: ما رواه الدارمي وابن الضريس من طريق عاصم بن بهدلة عن عامر الشعبي، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة، وآية الكرسي، وآيتين بعد آية الكرسي، وثلاثاً من آخر سورة البقرة، لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان، ولا شيء يكرهه، ولا يُقرَأْن على مجنون إلا أفاق».

والآثار التي تصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم نوعان :
الأول: أن تكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم.
والثاني: أن تكون مما فعلوه اجتهاداً بناء على أصل الإذن الشرعي.


الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
- ومن ذلك: ما رواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.


الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات، ومن أمثلته:
- أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابته حُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فهذه الرقية فيها معنى التوسّل إلى الله تعالى بقدرته على جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم أن يذهب عن المحموم حرارة الحمّى التي من فيح جهنّم.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.

وليحذر المسلم من الغلوّ في هذا الباب؛ فإنّه قد قاد إلى فساد كبير، ومن ذلك ما ابتدعه بعض الصوفية الغلاة في خواصّ القرآن من دعاوى وضلالات، واستعمال أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال
فإن غلاة الصوفية قد أدخلوا على الأمّة من هذا الباب شرّا عظيماً، وروّجوا أباطيلهم وأسحارهم باسم خواصّ القرآن، وكان منهم من يكتب الحُجب والتمائم ويبيعها، ويزعم أنّ فيها من الخواصّ ما يدفع البلاء، ويجلب السعد، ويحفظ من العين والعدوّ، وأكلوا أموال الناس بالباطل والتمويه والتضليل.

وكتب الصوفيّة في هذا الباب كثيرة فليحذرها طلاب العلم، وليحذّروا من اغترّ بها.
وما يذكرونه مما يُحذّر منه في هذا الباب على صنفين:
1. صنف حقيقته سحر وتقرّب إلى الشياطين بأعمال بدعية، ورسوم وأحوال وهيئات، واستغاثات وعزائم.
2. وصنف دعاوى مجرّدة، وكذب على الصالحين بذكر تجارب مزعومة، ودعاوى متوهّمة.

عنتر علي 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م 04:17 AM

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
ج/ مما يدل على تفاضل سور القرآن بعضها على بعض
¶ قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ... }
ومحل الشاهد منها قوله تعالى : { خير منها ... }
¶ قوله تعالى : { هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ... }
ووجه الدلالة منها حيث لم يجعل الله تعالى جميع آي القرآن على درجة واحدة ، بل منها المحكم ومتشابه ، وفضل المحكم على المتشابه بحيث أنه تعالى جعل المحكمات أم الكتاب.
¶ روى الإمام البخاري – رحمه الله – بسند عن حفص بن عاصم عن أبى سعيد بن المعلى – رضي الله عنه – قال : كنت أصلى فى المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله إنى كنت أصلى ، فقال : ( ألم يقل الله : { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ... } ؟ . ثم قال لي : ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور فى القرآن قبل أن تخرج من المسجد ) ، ثم أخذ بيدى ، فلما أراد أن يخرج قلت له : «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». أخرجه البخاري .

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي .
ج/ تفضل آية الكرسي من آي سورة البقرة على جملة من الآيات القرآنية ؛ وذلك من حيثيات كثيرة ، أذكر على سبيل المثال لا الحصر :
° أنها من أعظم آيات القرآن لما أخرجه الإمام مسلم من حديث أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا المنذر ، أتدرى أي آية من كتاب الله معك أعظم ) ؟ الحديث
والسياق يدل على عظمة شأنها وعلو مكانتها .
° لا يزال على حفظ الله من قرأها قبل الإيواء على فراشه ، زلا يقربه شيطان حتى يصبح ، لما أخرجه البخاري من حديث أبى هريرة فى توكيله الرسول بحفظ زكاة رمضان ، وفيه : ( إذا آويت على فراشك فاقرأ آية الكرسي ، لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ) فقال النبي : ( صدقك وهو كذوب إنه شيطان )
° أنه لم يمنع قارئها -عقب الفرائض- من دخول الجنة إلا الموت ، لما أخرجه النسائي من حديث أبى أمامة الباهلي – رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ آية الكرسي فى كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) .


2: سورة آل عمران.
ج/ لسورة آل عمران من الفضل والمقامات ، يدل على ذلك :
¶ أنها تظلل مع البقرة صاحبيهما ، من حديث أبى أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعا : ( اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران ، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ). ومن حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه .
¶ أنها من عداد السور الثلاثة التى وردت فيها اسم الله الأعظم ، لما أخرجه ابن ماجه غيره من حديث أبى أمامة الباهلي مرفوعا : ( اسم الله الأعظم الذى إذا دعي به أجاب فى سور ثلاثة : فى البقرة وآل عمران ، وطه ) .
¶ أنها سبب للغنى ، لما أثر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ( من قرأ آل عمران فهو غني ... ) .


3: سورة النساء .
ج/ مما يدل على فضل سورة النساء
¶ أنها من السبع الطوال ، وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه تفسير السبع المثانى بـ ( السبع الطوال ) . وهو أحد القولين المشهورين فى تفسير الآية .
¶ أنها من عداد السور التى يبلغ الآخذ بها الغاية فى العلم ، من حديث عائشة ربن الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أخذ السبع فهو حبر ) .وعن ابن مسعود : ( والنساء محبرة ) .
¶ أنها مما ورد الحث فى حفظها ، فقد أثر عن عمر بن للخطاب رضي الله عنه فى قوله : ( تعلموا سورة البقرة والنساء والأحزاب والنور ) .

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة .
ج/ من المرويات الضعيفة فى فضائل سورة الفاتحة :
١- حديث العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه ، أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال : ثنى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تغير لونه ، ورددها ساعة حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : أنها نزلت من كنز تحت العرش ) .
وقد ضعف الحديث لانقطاع اسناده ؛ فإن فضيلا لم يدرك عليا بن أبى طالب .
٢- حديث : ( أربع آيات نزلن من كنز تحت العرش ، لم ينزل منهن شيء غيرهن : أم الكتاب ، فإنه يقول : { وإنه فى أم الكتاب لدينا لعلي حكيم } وآية الكرسي ، وسورة البقرة ، والكوثر ) .
رواه الوليد بم جميل ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبى أمامة به ، وأخرجه ابن الضريس فى فضائل القرآن ، والطبراني فى الكبير ، والمستغفري فى فضائل القرآن .
وقد ضعف الحديث لحال الوليد بن جميل ، فقد قال أبو حاتم فيه : شيخ يروى عن القاسم أحاديث منكرة ، وقيل : اين الحديث ، وأورده الألباني فى السلسلة الضعيفة .
٣- حديث : ( فى فاتحة الكتاب شفاء من كل داء ) وهو من مراسيل عبد الملك بن عمير ، أخرجه الدارمي والبيهقي فى الشعب ، وابن مرزان الدينوري من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير مرسلا


2: سورة البقرة .
ج/ مما ورد فى فضائل سورة البقرة :
١- حديث : ( إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنز الذى تحت العرش ، فتعلموها وعلموها نساءكم وأبناءكم ، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء ) أخرجه أبو داود فى المراسيل عن جبير بن نفير مرسلا .
والحديث ضعيف ؛ لأنه من عداد المراسيل ، وأورده الألباني فى ضعيف الجامع .
٢- حديث : ( لكل شيء سنام ، وإن سنام القرآن سورة البقرة ، زفيها آية هي سيدة آي القرآن ، هي آية الكرسي ) أخرجه الترمذي والبيهقي والحاكم وغيرهم من حديث حكيم بن جبير عن أبى صالح ، عن أبى هريرة .
والحديث ضعيف لحال الحكيم بن جبير الأسدي ؛ إذ هو متروك وسيئ الحفظ ، وأنه مغال فى التشيع .


٣- حديث : ( ما خيب الله امرءا قام فى جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران ) . أخرجه الطبراني فى الأوسط وأبو نعيم فى الحلية من طريق ليث بن أبى سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود .
والحديث ضعيف لضعف ليث هذا .

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
ج/ لا يصح الحديث إلا إذا صح إسناده ومتنه ، ولا يتحقق ذلك إلا بثلاث شروط : ١- أن يكون رجاله موثقون ممن يقبل روايتهم .
٢- اتصال الاسناد غير منقطع ، من الراوى عن من روى عنه إلى الأعلى .
٣- انتفاء العلة القادحة من صحة الحديث ؛ كالمخالفة والاضطراب والتدليس وغيرها .

س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
ج/ كثرت المرويات فى فضائل القرآن ، منها ما هو صحيح ، ومنها السقيم ، وكلاهما على خمس درجات :
° المرويات الصحيحة لذاتها ، والتى سلم اسنادها من الشذوذ والعلة القادحة فى صحة المتن والاسناد .
° المرويات الصحيحة لغيرها ، وهي التى سلم متونها، ويوجد فى أسانيدها ضعف يسير ، ويمكن جبرها بالمتابعات والشواهد .
° المرويات الضعيفة ضعفا محتملا ، وهذه متونها غير منكرة من جهة المعنى ، وضعف اسنادها مقابل للتقوية .
° المرويات الواهية ، هي ما اشتد ضعف اسنادها ، ومتونها منكرة .
° المرويات الموضوعة ، يغلب عليها الكذب واختلاق .

س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن .
ج/ الحديث ضعيف من وجوه :
وجود راو متروك
ومن حاله النكارة
ومن ثم نكارة المتن والوضع
قال الترمذي : موضوع ، وضعه المتصوفة ليصرفوا الناس إلى القرآن ...
قال ابن الجوزي فى تعقيبه للحديث : "يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرسول " .


س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
ج/ الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة.
مثال: قصة سيد القرية اللديغ من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه ، والذى أسترقي بالفاتحة فشفي فكأنما نشط من عقال مما يُعدّ من خواصّ سورة الفاتحة بالرقية ، وقد وافقهم الرسول عليه الصلاة والسلام على ذلك ؛ إذ قال لهم : ( وما أدراك أنها رقية ؟ أقسموا واضربوا معكم سهما ) .

والدلالة الثانية: ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.
مثال: استرشاد ابن عباس رضي الله عوه سائله عما يجده من الشك فى نفسه فقال له: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}أورده الألباني في السلسلة الصحيحة ، وحينه .

الدلالة الثالثة: ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.
مثال: ما ورد عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن: أربع آيات من {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).

الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة .
مثال : ما قاله ابن القيّم رحمه الله في زاد المعاد فيمن تعسر عليها الولادة، قال: (يكتب في إناء نظيف: {إذا السماء انشقت - وأذنت لربها وحقت - وإذا الأرض مدت - وألقت ما فيها وتخلت} وتشرب منه الحامل، ويرش على بطنها).

س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن
ج/ يسبب الغلو في خواص القرآن من الفساد الكثيرة ما لا يحصى ، ويتسرب هذا الفساد إلى افساد العقيدة السليمة والتى دعت إليها الرسل ، فيضل الغالى عن المنهج القويم ، ويضل به من ابلاهم الله به ؛ بحيث يلبس عليهم دينهم بعقيدته الباطلة الفاسدة ، قال تعالى : { وإن الشياطين ليوحون إلى أولياءهم ليجادلوكم ، وإن أطعتموهم إنكم لمشركون }

يعقوب دومان 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م 05:15 AM

المجلس التاسع / مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن - الخميس 5 / 3 / 1439 هـ
الإجابات لأسئلة المجموعة الأولى :
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
يقول الله تعالى : (ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو مثلها) ويقول صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه : (لأعلمنّك سورة هي أعظم السور في القرآن) فعلّمه سورة الفاتحة ، ونصوص من الكتاب والسنة تدل على تفاضل سور القرآن وآياته على بعضها ، وهو القول الصحيح وهو المأثور عن السلف وأئمة الفقهاء وغيرهم .
- فقد فضّل النبي صلى الله عليه وسلم سورة الفاتحة وجعلها من آكد واجبات الصلاة ، فلا تصح الصلاة إلا بها لمن استطاعها .
- وفضّل النبي صلى الله عليه وسلم آخر آيتين من سورة البقرة وخصّها في تشريف نزولها وعظّم شأنها بتلاوتها ورتّب على ذلك الثواب الجزيل .
- وفضّل النبي صلى الله عليه وسلم المعوذتين ورغّب في تلاوتها وجعل لذلك الثواب الجزيل والفضل العظيم والبركة الواسعة والحفظ من الشرور والآفات .
- وفضّل النبي صلى الله عليه وسلم سورة الإخلاص وجعلها تعدل ثلث القرآن ، ورتّب الثواب الجزيل لتاليها المرة بعد المرة .
فكما فضّل الله تعالى القرآن على سائر كتبه المنزلة فقد فضّل بعض سور القرآن وآياته على بعض .
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة.

ورد في فضلها أحاديث كثيرة تدل على أنها أعظم سور القرآن ، وأنها أفضل القرآن ، وأنها خير سورة في القرآن ، وأنها أُمّ القرآن أي : أصله وجامعة معانيه ، وأنه ليس في التوراة ولا في الزبور ولا في الإنجيل ولا في القرآن سورة مثلها ، وأنها نورٌ لم يؤتَه نبيٌّ قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا يقرأ القارئ بحرف منها إلا أُعطيه ، وأنها رقية نافعة ، وأن الصلاة لا تتمُّ إلا بها .
عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال : كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي ، فقال : ألم يقل الله : (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم) ؟ ثم قال لي : (لأعلمنّك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ، ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له : ألم تقل : لأعلمنّك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ قال : (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) .
2: سورة البقرة.

هي مقدَّمة سور القرآن بعد الفاتحة ، وقدّمت في المصحف لتقديم النبي صلى الله عليه وسلم لها في قيامه بالليل ، فكان يبدأ بها ، وهذا يدل على شرفها ، ودلّت الأحاديث الصحيحة على أن سورة البقرة تتقدم سور القرآن يوم القيامة ، وأنها تظل صاحبها يوم القيامة وتحاجّ عنه ، وأن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطَلة أي : السحرة ، وأن تلاوتها تنفر منها الشياطين ، وهي أطول سور القرآن ، وأكثرها عدداً في الآيات ، وقد اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب ، فكان لها شأن عظيم عند النبي صلى الله عليه وسلم وعند الصحابة رضي الله عنهم ، فمن حفظها منهم جدَّ في الأعين ، وعظُم شأنُه ؛ لأنَّهم كانوا يتعلّمون ما فيها من العلم والعمل والإيمان ، فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مكث في سورة البقرة ثماني سنين يتعلَّمها -كما ذكر الإمام مالك في الموطأ- وفي يوم حنين لما تولى من تولى خصّ النبي صلى الله عليه وسلم أصحاب سورة البقرة بالدعوة فعادوا عوداً سريعاً لعظم الأمانة التي تحمَّلوها بهذه السورة ، وجعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة : "يا أصحاب سورة البقرة" وفي سورة البقرة أعظم آية في القرآن (آية الكرسي) التي صح في فضلها وعظيم ثواب تلاوتها جملة من الأحاديث ، وصح أن المؤمن يُحفظ بها من كيد الشياطين .
عن أبي أمامة الباهليّ رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فِرقانِ من طير صواف تحاجان عن أصحابهما ، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطَلة) رواه مسلم .
3. خواتيم سورة البقرة.

صح في خواتيم سورة البقرة عدد من الأحاديث التي تدل على جلالة قدرها عند الله عزّ وجل ، وعظيم ثواب تلاوتها ، وأنها مما ادّخره الله تعالى لهذه الأمّة ، وفضّلها بها على غيرها من الأمم .
عن أبي مسعود البدريّ رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الآيتان من آخر سورة البقرة ، من قرأهما في ليلة كفتاه) وفي لفظ آخر : (من قرأ بالآيتينِ من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه) متفق عليه .
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران
1- عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال : (... ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أماناً على جسر جهنم ...)
رواه ابن مردويه في تفسيره كما في الإسعاف وابن الجوزي في الموضوعات ، وهو حديث موضوع مكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه ؛ لأنه من رواية الكذابين ، ففي سنده : بزيع بن حسان ، وهو متروك كما قال الدارقطني ، وفي سنده أيضاً : مخلد بن عبدالواحد ، وهو منكر الحديث جداً كما قال ابن حبان .
2-
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : (من قرأ آخر آل عمران في ليلةٍ كُتب له قيام ليلة) رواه الدارمي ، وهو حديث ضعيف لضعف أحد رواته في السند وهو : ابن لهيعة ، ضعيف الحديث .
3-
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن (النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة) رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي ، وهو حديث ضعيف لكون أحد رواته منكر الحديث وهو مظاهر بن أسلم المخزومي كما قال البخاري رحمه الله .
2: سورة النساء

1- عن سعيد بن جبير قال : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (من قرأ البقرة وآل عمران والنساء في ليلةٍ كان أو كُتب من القانتين) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن ، والبيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء ، إلا أنّه قال : (كتب من الحكماء) .
وهو حديث ضعيف لانقطاع سنده ؛ لأن سعيد بن جبير لم يدرك عمر رضي الله عنه .
2- عن عبد الله بن قيس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (من قرأ سورة النساء فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض) رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه ، وهو حديث ضعيف ؛ لجهالة عبدالله بن قيس ، فهو مجهول الحال .
3- عن سلام بن سليمان المداينيّ قال : حدّثنا هارون بن كثيرٍ ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن أبي أمامة رضي الله عنه عن أبيّ بن كعبٍ رضي الله عنه قال : قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم :
(من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثاً ، وأعطى من الأجر كمن اشترى محرراً ، وبرىء من الشرك ، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم) رواه الثعلبي والواحدي ، وهو حديث موضوع ؛ لوجود (سلام) في السند ، فقد قال عنه ابن معين : ليس حديثه بشيء .
س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة :
1- التنبيه على ضعفها وبيان سببها ؛ لئلا يغترّ بها .
2- جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد .
3- رصد ما روي في هذا الباب ، وحفظه من الضياع ، وجمعه في موضع واحد مع عزوه إلى مصادره ، أو تصنيفه على الأبواب أو المسانيد ؛ ليسهل وصول أهل الحديث إليه ، وليستفيد منه أهل العلم بعده بالدراسة والتمحيص .
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا ، لا يقتضي ضعف الإسناد المعين ضعف المتن مطلقاً ، فقد يروى بإسناد آخر صحيح ،
ومثال ذلك : حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعاً : (اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن) رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه ، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة وقال : ضعيف جدا ، ثم قال بعد ذكر إسناده :وهذا إسناد واهٍ جدا ، مسلمة بن علي -وهو الخشني- متروك ، كما في التقريب .
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد ؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم .
والصحيح فيه أنه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ : (اقرءوا القرآن ولا تغرّنكم هذه المصاحف المعلَّقة ، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن) وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة ثلاثة هم : 1. شرحبيل بن مسلم الخولاني 2. وسليم بن عامر الخبائري 3. والقاسم بن عبد الرحمن الشامي .
- فأمّا شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حَريز بن عثمان الرحبي وهو ثقة ثبت ، ورواه عن حريز ثلاثة هم : يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة ، والحكم بن نافع عند الدارمي ، وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري .
- وأما سليم بن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه معاوية بن صالح ، ورواه عن معاوية عبد الله بن صالح كاتب الليث ، ورواه
البخاري في "خلق أفعال العباد" عن عبد الله بن صالح ، والدارمي في سننه .
- وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز ، ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة .
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة رضي الله عنه باللفظ المتقدّم ، وتفرّد مسلمة بن علي بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله : (ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة) ومسلمة بن عليّ متروك الحديث -كما تقدّم- فلا تعتبر مخالفته .
وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه ، وهو وإن كان موقوفاً على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي ، فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية .

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.

النوع الأول : الإرسال ، والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، والإرسال انقطاع في السند ، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولاً بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات .
النوع الثاني : الانقطاع في السند ، وهو أعمّ مما قبله .
النوع الثالث : المخالفة بالرواية بالمعنى المغيِّر للفظ .
النوع الرابع : الخطأ في الإسناد .
النوع الخامس : المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال .
النوع السادس : الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث .
النوع السابع : منكر المتن .
النوع الثامن : الضعيف الذي لا أصل له ، وهو الذي لا يُعرف له إسناد ولا مخرج .
النوع التاسع : الموضوع ، وهو شر هذه الأنواع كلها ، وهو ما كان من رواية الكذّابين .
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
المراد بخواصّ القرآن هو :
ما يُعرف من الانتفاع والتأثّر ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرقى والكرب وغيرها .
وقد يقال : إن المراد بخواص القرآن هو
: ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره ، أو يقال : إن المراد بخواص القرآن هو : التأثير الإعجازي للقرآن .
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن : القبول للدلائل التالية :
1. لما ثبتت به
دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة من كشف الكرب والمرض والسمّ ، والرقى الشرعية والتوكل على الله تعالى ، ونفور الشياطين والعصمة منهم ، والعصمة من فتنة الدجال .
2. لما ثبت وصحّ عن الصحابة رضي الله عنهم ، وهو قليل ، ويُحمل على أحد أمرين :
الأول : أن يكون مما تعلّموه من النبي صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أن يكون مما فعلوه اجتهاداً بناءاً على أصل الإذن الشرعي .
3. ما ثبت وصحّ عن الصالحين من التابعين وتابعيهم .
4.
الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة ، وذلك أن يرقي الراقي كلَّ حالة بما يناسبها من الآيات ،
فيقرأ صاحب كلّ بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات ، وقد ورد عن جماعة من العلماء استعمال ذلك .
وهذا الباب قائم على الافتقار إلى الله تعالى والتوسّل إليه بآياته وما دلّت عليها من صفاته الجليلة ليُدفع أنواع البلاء والكروب ، وسؤال الله من فضله ورحمته .
أما ما عدا تلك الدلائل فتردّ ولا تقبل ، وهي كثيرة ، فيحذر المسلم من الغلو في هذا الباب ؛ فإنه قد قاد الغلاة إلى فساد كبير ، وضلال مبين ، وانحلال من الدين -نعوذ بالله من ذلك- .

ناديا عبده 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م 05:51 AM

المجموعة الأولى:

س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟


لقد قال ابن حبان وهو ممن ينكر تفاضل آيات وسور القرآن : (قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بأفضل القرآن" أراد به: بأفضل القرآن لك، لا أن بعض القرآن يكون أفضل من بعض، لأن كلام الله يستحيل أن يكون فيه تفاوت التفاضل).
وقال في حديث أبي سعيد بن المعلى: (قوله صلى الله عليه وسلم: " هي أعظم سورة "، أراد به في الأجر، لا أن بعض القرآن أفضل من بعض).
وكان أيضا ممن قال بعدم تفاضل الآيات وسور القرآن هو مكي بن أبي طالب القيسي, ففي تفسير قول الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}، قال: (ولا يجوز لذي علم ودين أن يتأول بهذا النص تفضيل بعض القرآن على بعض, لأن القرآن كلام الله جل ذكره ليس بمخلوق وإنما يقع التفضيل بين المخلوقات فاعلمه).
وقال بدر الدرين الزركشي: (ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري والقاضي أبو بكر وأبو حاتم بن حبان وغيرهم إلى أنه لا فضل لبعض على بعض؛ لأن الكل كلام الله وكذلك أسماؤه تعالى لا تفاضل بينها، وروي معناه عن مالك قال يحيى بن يحيى تفضيل بعض القرآن على بعض خطأ وكذلك كره مالك أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها احتجوا بأن الأفضل يشعر بنقص المفضول وكلام الله حقيقة واحدة لا نقص فيه).
وبعد أن عرضنا أقوالهم وعرفنا إلى ما استندوا إليه فأصبح بإمكاننا الرد عليهم , قائلين لهم:
* هناك أدلة من القرآن وأدلة صريحة صحيحة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تدل على أن آيات وسور القرآن تتفاضل بعضها عن بعض:
- فقد قال تعالى :{ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وقوله تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
- وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن"، قال: {الحمد لله رب العالمين} "هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم: في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرك بأفضل القرآن" قال: "فتلا عليه الحمد لله رب العالمين".
وعن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟" قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.قال: فضرب في صدري، وقال: "والله ليهنك العلم، أبا المنذر".

فمن قال أن القرآن كلام الله , وكلام الله صفة من صفاته , وزعم أن صفاته وأسماءه لا تتفاضل , نقول لهم :أن حجتكم داحضة , فصفات الله وأسماؤه وكلامه كلها حسنة , وكلها بلغت إلى غاية الحسن منتهاها . فعن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال: " قد سأل الله باسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب".
ولقد خص تعالى بعض السور عن غيرها كما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن".

وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (السلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض، وبعض صفاته أفضل من بعض، مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها، كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة).


س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:

1: سورة الفاتحة.

امتازت سورة الفاتحة بفضائل شتى :
- أعظم سور القرآن, كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}.
ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن"، قال: {الحمد لله رب العالمين} "هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته ".
- أفضل سور القرآن , كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرك بأفضل القرآن" قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين).
- أنها أم القرآن , عن سعيد بن جبير، قال: سألت ابن عباس عن قوله {ولقد آتيناك سبعا من المثاني} قال: "هي أم القرآن، استثناها الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فدخرها لهم، حتى أخرجها لهم، ولم يعطها أحدا قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم".
قال سعيد: ثم قرأها ابن عباس، وقرأ فيها {بسم الله الرحمن الرحيم}".
- خير سورة في القرآن , كما في حديث عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردعلي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردعلي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يرد علي؛ فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وأنا خلفه، حتى دخل رحله، ودخلت أنا إلى المسجد؛ فجلست كئيبا حزينا, فخرج علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تطهر، فقال: "عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله".ثم قال: "ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟" .قلت: بلى يا رسول الله.
قال: "اقرأ {الحمد لله رب العالمين} حتى تختمها".
- وأنه ليس في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها، فعن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة، ولا في الزبور، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها؟ "قلت: بلى. قال: " فإني أرجو أن لا أخرج من ذلك الباب حتى تعلمها "ثم قام رسول الله؛ فقمت معه؛ فأخذ بيدي، فجعل يحدثني حتى بلغ قرب الباب، قال: فذكّرته، فقلت: يا رسول الله، السورة التي قلت لي! قال: "فكيف تقرأ إذا قمت تصلي؟ "فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: « هيَ هي، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيت بعد".
- أنها رقية نافعة, فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء، فيهم لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الماء، فقال: هل فيكم من راق، إن في الماء رجلا لديغا أو سليما، فانطلق رجل منهم، فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجرا، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله".
- أنها نور لم يؤته نبي قبل نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال: "أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته".
- الصلاة لا تتم إلا بها , عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب".

2: سورة البقرة.
- سورة البقرة تقدم سور القرآن يوم القيامة، عن النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران"، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: "كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما".
- تظل صاحبها يوم القيامة وتحاج عنه, فعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته، يقول: "تعلموا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة"ثم سكت ساعة، ثم قال: " تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو غيايتان، أو فرقان من طير صواف، وإن القرآن يأتي صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب، فيقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك، فيقول: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك بالهواجر، وأسهرت ليلك، وإن كل تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، فيعطى الملك بيمينه، والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذًّا كان أو ترتيلا"
- تلاوتها تنفر الشياطين , عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة".
- أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة, عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة".
- تعتبر سورة البقرة سنام القرآن , كما جاء في أثر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إن لكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لبابا، وإن لُباب القرآن المفصل)
- كان من يحفظها من الصحابة له شأن عظيم في أعين الصحابة , فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا) يعني عظُم.
- جعل الصحابة شعارهم يوم اليمامة : "يا أصحاب سورة البقرة", فقد قال عروة بن الزبير:(كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة).
- أكبر سور القرآن , وأكثرها عدد آيات .
- تضمنت سورة البقرة أعظم آية بالقرآن , ألا وهي آية الكرسي التي دلت بعضا من الأحاديث الصحيحة على فضلها .
- اشتملت على كثير من أحكام الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والمواعظ والقصص والأمثال والآداب .

3. خواتيم سورة البقرة.

- أنها نور , عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: "هذا باب من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه ملك؛ فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسلم، وقال: (أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته).
- أنها كافية للمؤمن ,عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه".
- عظم شأنها وتخصيص إعطائها للنبي صلى الله عليه وسلم في السماء السابعة عند سدرة المنهتى, عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهي به إلى سدرة المنتهى، وهي في السماء السادسة، إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها قال: "{إذ يغشى السدرة ما يغشى}: قال: "فَراش من ذهب".قال: "فأعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا: أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لم يشرك بالله من أمته شيئاً المقحمات"
- هي حرز من الشيطان , عن النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا تقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان".
- هي كنز من تحت عرش الرحمن , فلم يعط منه أحدا قبل أو بعد النبي صلى الله عليه وسلم , عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي".
- اصطفاء الله تعالى بها محمد صلى الله عليه وسلم , كما جاء بالأثر عن عقبة بن عامر قال: (تزوّدوا من الآيتين [اللتين] في آخر سورة البقرة: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} إلى خاتمتها، فإن الله اصطفى بها محمدا صلى الله عليه وسلم).


س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:

1: سورة آل عمران

1. حديث أبي هريرة رضي الله عنه :"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ عشر آيات من آخر آل عمران كل ليلة". رواه العقيلي في الضعفاء وابن السني في عمل اليوم والليلة والطبراني في الأوسط وأبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان وابن مردويه في تفسيره كلهم من طريق مُظَاهر بن أسلم المخزومي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
سبب الحكم بضعفه:
- قال البخاري: مظاهر منكر الحديث.
- وقع في كتاب الضعفاء للعقيلي أنها عشر آيات من أوّل سورة آل عمران، وهو خطأ.
2. عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في هاتين الآيتين {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إن فيهما اسم الله الأعظم». رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.
سبب الحكم بضعفه:
- أن عبيد الله وشهر ضعيفان.
3- عبد الله بن حبيق الأنطاكي عن يوسف بن أسباط عن ياسين الزيات، عن عبد الواحد بن أيمن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة البقرة وآل عمران في ليلة الجمعة كان له من الأجر كما بين لبيدا وعروبا" فلبيدا: الأرض السابعة. وعروبا: السماء السابعة. رواه قوام السنة الأصبهاني في الترغيب والترهيب.
سبب الحكم بضعفه:
- ابن حبيق عابد يخطئ في الحديث كثيرا.
- وياسين الزيات متروك الحديث، قال عنه ابن حبّان: (يروي الموضوعات عن الثقات).
- وعبد الواحد بن أيمن تابعي .

2: سورة النساء
1- يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين". رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
سبب الحكم بضعفه:
- إسناد منقطع؛ سعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2- . عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه.
سبب الحكم بضعفه :
- أن عبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المدايني، حدّثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: "من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم" . رواه الثعلبي والواحدي، وهو موضوع.
سبب الحكم بضعفه :
- سلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
الأصل في ذلك :
- هو للتنويه على ضعفها , وإبراز و توضيح مواطن العلة في الضعف , حتى لا يغتر بها فيتداولها البعض دون علم ومعرفة فيحتجون بها.
ومما يعين على هذا الأصل :
- جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد.
- كتابة وتسجيل المرويات الضعيفة في باب فضائل القرآن , والحرص عليها من النسيان أو الضياع ,وجمعها في موضع واحد مع عزوها إلى مصادرها , لتسهيل وصول أهل الحديث إليها , وليستفيد العلماء فيما بعد.

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا يقتضي ضعف الإسناد المعين ضعف المتن مطلقا , فقد يروى بإسناد صحيح آخر.
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: "اقرؤوا القرآن فإن الله لا يعذّب قلبا وعى القرآن".رواه تمام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:وهذا إسناد واه جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب".فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم, وأسقط قوله: "ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة"فلا تعتبر مخالفته .
والصحيح فيه أنه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: "اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإن الله لن يعذّب قلبا وعى القرآن".
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني(روى عنه هذا الأثر حريز بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت )، وسليم بن عامر الخبائري ( روى هذا الأثر عنه البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه)، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي(فرواه عنه حريز) .
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاًعلى أبي أمامة بلفظه .
وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة , فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.
الموقوف قد يأخذ حكم المرفوع إذا صح عن الصحابي وكان مما لا مدخل للاجتهاد فيه، ولم تعرف له علة أخرى توجب منع القول بالرفع.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
- الإرسال، والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو على درجات وأنواع , من أهل العلم من يضعفها مطلقا، ومنهم من يقبلها بشروط.
- الانقطاع في السند، وهو أعم من المرسل ,ويعرف بأمور:
0 معرفة تواريخ وفاة الشيخ وولادة الراوي عنه.
0 تصريح الراوي بأنّه لم يسمع ممن روى عنه.
0أن يحصر الراوي ما سمعه من شيخه.
0نص الأئمة النقّاد على أن ذلك الراوي لم يسمع من شيخه أو حصروا ما سمعه منه.
- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
- الخطأ في الإسناد.
- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
- الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
- منكر المتن , غالبا ما يكون معها علة ظاهرة في الإسناد.
- الضعيف الذي لا أصل له, هو الذي لا يعرف له إسناد ولا مخرج.
- الموضوع , و شرّ هذه الأنواع، وهو ما كان من رواية الكذّابين.


س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.

هو مصطلح متأخر التسمية أطلقه العلماء , في حين لم يكن متداول تسميته بين السلف الصالح , رغم أنهم عملوا بمقتضاه .
والمراد منه : تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة في الرقى والكرب وغيرها.
وهذا التعريف هو الذي نعنى به في دراستنا .
فقد أطلق العلماء عدة معاني منها :
- ما يختص به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره.
- التأثير الإعجازي للقرآن، وهذا المعنى يذكره بعض من يكتب في إعجاز القرآن، ويغلب عليهم العناية ببلاغة القرآن وحسن بيانه وتأثير خطابه.


س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يصح الأخذ بها في حالات :
- إذا كانت موافقة لما جاءت به نصوص الكتاب والسنة الصريحة الصحيحة, فاستنباط العبد الصحيح للمعنى , وملاحظة الأثر الطيب للآية لهو فضل عظيم قد منه الله عليه , ففي قوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }, دلالة واضحة على أن التوكل وتفويض الأمر لله سببا لحفظه ودفع الأعداء عنه بإذن الله تعالى, حيث علق قلبه بالله وحده وتوكل عليه حق التوكل .
- ما كان موافقا لما ثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم , مما أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم , أو باجتهاد منهم فيما أذن به الشرع.
- ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم .
- الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة , كما في الرقى , أن يرقي الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات, مع صدق الإخلاص لله , والاستعانة به وحده , وعظيم التوسل لله , والافتقار لله .
لما بلغ الإمام أحمد بن حنبل أن صاحبه المروزي أصابته حمى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، {قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
* أما ما كان مخالفا للشرع كالشرك والبدع , فلا يؤخذ به , كما هو الحال عند غلاة الصوفية.

إبراهيم الكفاوين 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م 06:02 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
نجيب بعون الله :
المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
نرد على من انكر تفاضل سور القرآن بالأدلة الصحيحة الصريحة من القرآن والسنة فقد
قال الله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها},
وقال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}. وقال تعالى : {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}.
- وعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
وثت في حديث واضح صحيح صريح وقد جمع الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة لبين لهم فضائل سورة الإخلاص فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «احشدوا، فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن»، فحشد من حشد، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ: {قل هو الله أحد}، ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إني أرى هذا خبراً جاءه من السماء فذاك الذي أدخله، ثم خرج نبي الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: «إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، ألا إنها تعدل ثلث القرآن».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «والقول بأن كلام الله بعضه أفضل من بعض هو القول المأثور عن السلف، وهو الذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة وغيرهم، وكلام القائلين بذلك كثير منتشر في كتب كثيرة».
وأما من خالف هذا الرأي فقد أخطأ في التأويل كما قال اهل العلم .
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة ؟
هناك احاديث كثيرة دلت على فضل سورة الفاتحة مثل أنها اعظم وافضل سورة وهي ام القرآن ولم ينزل مثلها في الكتب ولم يؤت نبي مثلها إلا الرسول عليه الصلاة والسلام وانها نور وهي الراقية ولا تتم الصلاة إلا بها ومن الأحاديث الصحيحة الواردة في فضلها

1. حديث أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} , ثم قال لي: «لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد». ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: «ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن»، قال: {الحمد لله رب العالمين} «هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته». رواه البخاري من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد بن المعلى.
2. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أم القرآن هي السبع المثاني، والقرآن العظيم» رواه البخاري من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة.

4. وحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسيرٍ له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفتَ إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا أخبرك بأفضل القرآن» قال: (فتلا عليه الحمد لله رب العالمين). رواه النسائي في السنن الكبرى
5. وحديث عبد الله بن جابر البياضي الأنصاري رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي، فقلت: السلام عليك يا رسول الله؛ فلم يردَّ علي؛ فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وأنا خلفه، حتى دخل رحلَه، ودخلت أنا إلى المسجد؛ فجلستُ كئيباً حزيناً؛ فخرج عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد تطهَّر، فقال: (عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله).
ثم قال: (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن؟).
قلت: بلى يا رسول الله. قال: (اقرأ "الحمد لله رب العالمين" حتى تختمها).
رواه الإمام أحمد والضياء المقدسي في المختارة من طريق محمّد بن عبيد عن هاشم بن البريد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن جابر، وهو حديث حسن، وقد تقدّمت بعض شواهده.
8. وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه من حديث الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
والأحاديث في الأمر بقراءة الفاتحة في الصلاة متواترة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم.
9. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج» ثلاثا غير تمام. فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: «اقرأ بها في نفسك»؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي - وقال مرة فوض إلي عبدي - فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل). رواه مسلم
وغير ذلك من الأحاديث التي تدل على فل سورة الفاتحة .

2: سورة البقرة.
سورة البقرة من أكبر سور القرآن وفي مقدمته وكان يقدمه الرسول عليه الصلاة والسلام في القيام وكما ثبت في صحيح الأحاديث فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة وهو السحرة وتحاج عن صاحبها يوم القيامة وتكون له ظلة وتدافع عنه , وهي سورة شملت على مواضيع كثيرة مثل العقائد والأحكام والقصص والآداب وشملت اعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي وكان من أخذ سورة البقرة من الصحابة تميز وعظم وشرف بسبب سورة البقرة .
ومن الأحاديث التي تدل على عظم هذه السورة :
1. حديث النواس بن سمعان الكلابي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران»، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواه أحمد ومسلم والترمذي
2. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة». قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة). رواه مسلم
3. وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة» رواه مسلم

7. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:(كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا) يعني عَظُم. رواه أحمد من طريق يزيد بن هارون عن حميد عن أنس، وأصله في الصحيحين.
8. وقال عروة بن الزبير:(كان شعار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم مسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة). رواه عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه.
3. خواتيم سورة البقرة.
خواتيم سورة البقرة هما آخر آيتين في سورة البقرة التي تحاج عن صاحبها يوم القيامة وأخذها بركة وتركها حسرة فهذا فضل أيضا لخواتيمها وهما نور ومن قرأهما كفتاه وأعطاه الله بكل حرف قراه من هذه الخواتيم .
ومن الأحاديث الصحيحة في فضل خواتيم سورة البقرة :
1. حديث ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه؛ فرفع رأسه، فقال: (هذا بابٌ من السماء فُتِحَ اليوم لم يفتح قطّ إلا اليوم؛ فنزل منه مَلَكٌ؛ فقال: هذا مَلَكٌ نزل إلى الأرض لم ينزل قطّ إلا اليوم، فَسَلَّمَ، وقال: (أبشر بنورين أوتيتَهما لم يؤتَهما نبيٌّ قبلَك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته). رواه مسلم في صحيحه
2. وحديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه» وفي لفظ: «من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» الحديث متفق
3. وحديث حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( فُضلنا على الناس بثلاث: جعلت لي الأرض كلها لنا مسجدا وجعلت تربتها لنا طهورا، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وأوتيت هؤلاء الآيات آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي ولا يعطى منه أحد بعدي)). رواه أبو داوود الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والنسائي، والبزار، ومحمد بن نصر، وابن خزيمة وأبو عوانة في المستخرج وغيرهم من طريق أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة.
وأصل الحديث في صحيح مسلم غير أنّه ذكر الخصلتين الأوليين ثم قال: (وذكر خصلة أخرى..) قال الألباني: (وهي هذه قطعا).


س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة آل عمران :
1. حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: «ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتح سورة البقرة وآل عمران»
رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الحلية من طريق ليث بن أبي سليم عن الشعبي عن مسروق عن ابن مسعود به.
وسبب الحكم بالضعف : الراوي ليث وهو ضعيف الحديث.

2. حديث عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «في هاتين الآيتين {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} و{الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} إن فيهما اسم الله الأعظم».
رواه الإمام أحمد وابن أبي شيبة والدارمي وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم.

وسبب الحكم بالضعف:عبيد الله وشهر ضعيفان.
لكن له شاهد من حديث أبي أمامة عند ابن ماجه والطحاوي في مشكل الآثار والطبراني في الكبير.
3. يحيى بن نعيم، عن أبيه، عن أبي المعرش، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «تعلّموا البقرة وآل عمران فإنهما الزهراوان، وإنهما يأتيان يوم القيامة في صورة ملكين شفعاء له جزاء حتى يدخلاه الجنّة». رواه الثعلبي في تفسيره

سبب الضعف أن الحديث منكَر.
2: سورة النساء :

1. حديث يزيد بن هارون عن وقَّاء بن إياس الأسدي، عن سعيد بن جبير، قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «من قرأ البقرة , وآل عمران , والنساء في ليلة كان أو كتب من القانتين».
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، ورواه البيهقي في شعب الإيمان من طريق مروان بن معاوية عن وقّاء به، إلا أنّه قال: (كتب من الحكماء).
سبب الحكم بالضعف : إسناد الحديث منقطع؛ وسعيد بن جبير لم يدرك عمر.
2. عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن قيس، عن ابن عباس قال: «من قرأ سورة النساء؛ فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض» رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه،
سبب الحكم بالضعف : عبد الله بن قيس مجهول الحال.
3.سلام بن سليمان المداينيّ، حدّثنا هارون بن كثيرٍ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من قرأ سورة النساء فكأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة ورث ميراثا، وأعطى من الأجر كمن اشترى محررا، وبرى ء من الشرك، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم» ). رواه الثعلبي والواحدي،
سبب الحكم بالضعف :الحديث موضوع.
وسلام قال فيه ابن معين: ليس حديثه بشيء.

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة ؟
وذلك لثلاث أسباب :
1- تنبيه وتحذير الناس على ضعفها مع بيان السبب حتى لا يغتروا بها .
وروى ابن الأبّار عن يحيى بن معين أنه قال: (كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا به خبزا نَضِجا )
بمعنى إنه انتفع من معرفة المرويات الضعيفة وسبب نكارتها .

2- جمع طرق الأحاديث للإستعانة على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية بتعدد الطرق والشواهد .
3- جمع ما روي في هذا الباب وحفظه من الضياع وتصنيفه على الأبواب ليسهل الوصول اليه ويستفيد اهل العلم منه .
س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل ؟
طبعا لا يقتضي ضعف الإسناد المعين ضعف المتن مطلقا لإنه قد يروى إسناد صحيح آخر .
ومثال ذلك :


ولذلك أمثلة منها: حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن».رواه تمّام في فوائده وابن عساكر في تاريخه، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة، وقال: ضعيف جدا.
ثم قال بعد ذكر إسناده:«وهذا إسناد واهٍ جدا، مسلمة بن علي - وهو الخشني - متروك؛ كما في " التقريب"».
وقد صدق رحمه الله وأعلى منزلته في حكمه على هذا الإسناد؛ فقد انفرد مسلمة برفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم.
والصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
أ: فأمّا شرحبيل بن مسلم فروى عنه هذا الأثر حَريزُ بن عثمان الرَّحبي وهو ثقة ثبت، ورواه عن حريز ثلاثة هم: يزيد بن هارون عند ابن أبي شيبة، والحكم بن نافع عند الدارمي، وحجّاج بن محمد عند ابن بطة العكبري.
ب: وأما سليم بن عامر الخبائري فروى هذا الأثر عنه معاوية بن صالح، ورواه عن معاوية عبد الله بن صالح كاتب الليث، ورواه عن عبد الله بن صالح: البخاري في "خلق أفعال العباد" والدارمي في سننه.
ج: وأما القاسم بن عبد الرحمن فرواه عنه حريز، ورواه عن حريز شبابة بن سوّار عند ابن أبي شيبة.
وهؤلاء كلهم رووه موقوفاً على أبي أمامة باللفظ المتقدّم، وتفرّد مسلمة بن عليّ بروايته عن حريز عن سليم عن أبي أمامة مرفوعاً وأسقط قوله: «ولا تغرنَّكم هذه المصاحف المعلقة».
ومسلمة بن عليّ متروك الحديث كما تقدّم فلا تعتبر مخالفته.
وبمجموع الطرق المعتبرة المتقدّمة فالأثر ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو وإن كان موقوفا على أبي أمامة فإنّه مما لا يقال بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن ؟

1- الإرسال، والمرسل هو ما أسنده التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
والإرسال انقطاع في الإسناد، فلا يقبل إلا أن يرد من طريق آخر موصولا بإسناد صحيح أو يكون المرسل معتبراً يتقوّى بالشواهد والمتابعات. والمراسيل انواع ودرجات منها ما لا يقبلها اهل العلم ومنهم من يقبلها بشروط .

2- الانقطاع في السند، وهو أعمّ مما قبله، ويعرف الانقطاع بأمور: مثل معرفة تواريخ وفاة الشيخ ومنها التصريح من الراوي انه لم يسمع .
3- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ .
4- الخطأ في الإسناد .
5- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال .
6- الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
7- منكر المتن.
8- الضعيف الذي لا أصل له.
9- الموضوع وهو من أشهرها .
س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن ؟
هو وجود التأثير و الانتفاع ببعض السور والآيات في أحوال مخصوصة مثل ما يختصّ به القرآن من خصائص وأحكام يتميّز بها عن غيره ومثل التأثير الإعجازي للقرآن .
س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن ؟
هي جائزة وهو أن يقرأ صاحب كلّ بلاء ما يناسب بلاءه من السور والآيات؛ فيجد فيما يقرأ ما يشفي صدره، ويطمئن قلبه .
وسبب جوازها وجود الأدلة على ذلك عند السلف ولكن بشروط عدم وجود الشركيات فيها وابتعادها عن الغلو كنا فعل الصوفيون .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وحدة المقطري 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م 07:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس التاسع
المجموعة الثانية
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
1- قال تعالى : {هو الذي أنزل عليك الكتابمنه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وجه الدلالة: أن ال {أم} بمعنى الأصل فالأصل لا يكون كالفرع فلاشك أنه أعظم قدرا ورتبة.
2- قال تعالى : {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أومثلها}.
ووجه الدلالة بيّن؛ فـ {خير منها} تدل على أن المنسوخة كانت أقل خيرية.
3- عنأبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلىالله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقلالله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}؟ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن،قبل أن تخرج من المسجد"، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: "ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن" ، قال: {الحمد لله رب العالمين} هي السبعالمثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته". رواه البخاري.
وجه الدلالة: قد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الفاتحة هي أعظم سور الكتاب ولفظة (أعظم) اسم تفضيل تدل على أن ما سواها أقل منها رتبةً وقدرا.
4- حديث أبيّ بن كعب، وفيه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله عن أي آية منكتاب الله هي أعظم، فقال: {الله لا إله إلاهو الحي القيوم}، فأقره النبي على جوابه، وضرب صدره ممازحا، قائلا: "واللهليهنك العلم، أبا المنذر"".
وجه الدلالة: كالتي قبلها.

س2: بين بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي: ورد في فضلها عدد من الأحاديث منها:
1- آية الكرسي أعظم آيات القرآن.
دليله: قال أبيُّ بن كعب: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر،أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحيالقيوم}
قال: فضرب في صدري، وقال: "والله ليهنك العلم، أباالمنذر".رواه مسلم وغيره.
2- من قرأها في ليلته قبل نومه لم يقربه شيطان حتى يصبح.
دليله: عن أبي هريرةرضي الله عنه،قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم ،،، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزالعليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقك وهو كذوب ذاك شيطان".رواه البخاري وغيره.
3- من قرأها عقب كل صلاة فقد كان ضامنا على الله الجنة.
دليله: قال أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه:قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لميمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".
رواه النسائي في السننالكبرى وفي عمل اليوم والليلة له، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني فيالدعاء والكبير، وابن حبان في صحيحه.
4- آية الكرسي حرز لقارئها من الشياطين:
دليله: حديث أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنهأنه كانت له سهوة فيهاتمر، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلمقال: فاذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى اللهعليه وسلمقال: فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها ،،، وفيه أنها فقالت: "إني ذاكرة لك شيئا! آية الكرسياقرأها في بيتك؛ فلا يقربك شيطان ولا غيره"، فذكر ذلك للنبي فقال: "صدقت وهي كذوب".

2: سورة آل عمران: ورد في فضلها عدد من الآثار منها:
1- تظلل صاحبهما يوم الحشر وتحاج عنه:
دليله: قال النواس بن سمعانالكلابي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورةالبقرة وآل عمران"، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال مانسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق،أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواهمسلم وأحمد والترمذي وغيرهم.
2- تشفع لصاحبها:
دليله: قال أبي أمامةالباهلي رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه،اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهماغمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما،اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة". رواه مسلم وأحمد.
3- غُنْية لصاحبها:
دليله: قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "من قرأ آل عمران فهو غني، والنساءمحبرة".رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننهوالبيهقي في شعب الإيمان.
4- صاحبها يعظمه الله في عيون الخلق:
دليله: قال أنس بنمالك رضي الله عنه :"كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّفينا". رواه أحمد
5- نجاة من الفتن:
دليله: قال أبوأمامة الباهلي رضي الله عنه" : إن أخا لكم أري في المنام أن الناسيسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأسورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منهبأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل". رواه أبو عبيدفي فضائل القرآن، والدارمي في سننه.
6- اسم الله الأعظم فيها:
دليله: حديث أبيأمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذادعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه". رواهابن ماجه وأحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم.
7- فيها آية مع آية النساء ، ما قرأهما مذنبا صادقا من قلبه منيبا لربه إلا غُفر له ذنبه:
دليله: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن في كتاب الله لآيتين ماأذنب عبد ذنبا فقرأهما، فاستغفر الله عز وجل، إلا غفر له: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفرالذنوب إلا الله}، وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلمنفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}".

3: سورة النساء: ورد في فضلها عدد من الآثار:
1- هي أحد السبع الطوال لا خلاف في ذلك.
دليله: قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآنالعظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، ذكره النسائي وابن جرير، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية.
2- يعلمه الله حتى يعدّ من العلماء:
دليله: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال النبي صلىالله عليه وسلم: "من أخذ السبع فهو حبر".رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس،ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم، والبيهقي في شعبالإيمان والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .
3- من السور العظيمة التي ينبغي العناية بها على وجه الخصوص.
دليله: عن حارثة بن مضرب، قال: كتب إلينا عمر أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور. رواهأبو عبيد في فضائل القرآن .
4- زينه الله بمكارم الأخلاق أو زيّن قلبه حتى جعله كالربيع.
دليله: وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه .
5- تعلم صاحبها الفرائض (علم المواريث):
دليله: قول عمر بن الخطابرضي الله عنه: "تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورةالمائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض". رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والواحدي في تفسيره .
6- فيها خمس آيات عظيمات لا تسواها الدنيا بما فيها:
دليله: عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقدعلمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
-
قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاكريما}.
-
وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنةيضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
-
وقوله: {إنالله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمنيشاء}.
-
وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوكفاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابارحيم}.
-
وقوله:{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفرالله يجد الله غفورا رحيما}.
رواه أبو عبيد في فضائلالقرآن، وابن المنذر في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في الكبير،والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في مستدركه، وعبد الرزاق، الكلاباذي في معاني الأخبار، وهنادبن السري في الزهد.
7- فيها آية مع آية آل عمران ما قرأهما مذنبا صادقا من قلبه منيبا لربه إلا غُفِر له ذنبه:
دليله: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن في كتاب الله لآيتين ماأذنب عبد ذنبا فقرأهما، فاستغفر الله عز وجل، إلا غفر له: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفرالذنوب إلا الله} وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلمنفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}".
قال الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله- : الحديث الصحيح أنه موقوف على ابن مسعود لكنه مرفوع حكما لأن هذا ليس مما يقال بالرأي. قلت: الآية نصت على أن من أذنب ثم استغفر -طبعا مع توفر الشروط المعروفة من الندم والعزم على عدم العودة وإعادة الحقوق-غفر الله له.

س3: أذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: الفاتحة:
1- حديث:) في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء(.رواه الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان وابن مروان الدينوريفي المجالسة.
سبب الضعف: أنه روي من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عميرمرسلا، والمرسل ليس بحجة.
2- حديث سلام الطويل عن زيد العمي عن ابنسيرين عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال "فاتحة الكتاب شفاء منالسُّمّ"رواه سعيد بن منصور .
سبب الضعف:
# سلام الطويل متّهم بالكذب.
# زيد العميضعيف.
3- حديث: (فاتحة الكتاب تعدل بثلثيالقرآن) روي مرفوعا كما في رواية عبد بن حميد واللفظ له، وموقوفا على ابن عباس كما في رواية الفريابي فيتفسيره كما في الدر المنثور،وابن مروان الدينوري في المجالسة بلفظ: (فاتحة الكتاب ثلثاالقرآن).
سبب الضعف:
# فيه شهر بن حَوشَب الراوي عن ابن عباس وهو ضعيف ولا متابع له.
# اختلف في أبان الراوي عن شهر:
· فذهبالبوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدماأسنّ .
· وذهبالألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري.
· وذهب ابن حجر إلى أنه أبان الرقاشي.
الخلاصة: سواء كان الرقاشي أو البصري فكلاهما متروكان، وإن كان ابن صمعة فهو قد اختلط ولعله من أخلاطه، وإن لم يكن فيكفي فيه ضعف شَهْر مدار الحديث.

2: البقرة:
1- حديث أبيهريرة رضي الله عنه مرفوعا:" لكل شيء سنام، وإن سنامالقرآن سورةالبقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آيةالكرسي". رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بنمنصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب الضعف:فيه حكيم بن جبير الأسدي، وهومتروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيمبن جُبير وضعَّفه".ا.هـ.
2- حديث خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعدالساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنلكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخلالشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام» رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبرانيفي الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب الضعف: فيه خالد بن سعيد المديني وهو ضعيف.
قال العقيلي: "خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع علىحديثه". ا.هـ.
3- قالابن مسعود رضي الله عنه ورفعه للنبي صلى الله عليه وسلم: "ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتحسورة البقرة وآل عمران".رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم فيالحلية.
سبب الضعف: فيه ليث بن أبي سُلَيم وهو ضعيف الحديث.

س4: ما هي شروط صحة الحديث؟
لابد تتوفر شروط في المتن وكذا في الإسناد ليكون الحديث صحيحا، فأما في السند فهي ثلاثة:
1- أن يكون الرجال ثقات، والثقة هو الذي يجمع بين العدالة والضبط ، فأما إن كان الراوي غير ضابط فهو لا يخلو من حالين:
# أن يكون ضعيف الضبط ضعفا محتملا؛ مما ينجبر إن وجد له متابع فيحتج بحديثه، وإلا فقد يستأنس بحديثه لاسيما إن كان في فضائل الأعمال ولم توجد نكارة في المتن.
# أن يكون شديد الضعف ممن يكثر خطئه وغفلته أو منكر الحديث لاشتهاره برواية المنكرات أو متهما بالوضع أو كذاب ، فهذا الصنف لا تقبل روايتهم بحال ولا يحل رواية أحاديث إلا على سبيل التبيين والتحذير.
2- أن يكون السند متصل.
3- أن لا توجد علة قادحة كتدليس أو اضطراب أو مخالفة أو شذوذ ونحوها.
وأما شروط المتن فهما اثنان:
1- أن يكون السند صحيح.
2- ألا يكون المتن منكرا ، كأن يكون مخالفا لما هي عليه قواعد وأصول الشريعة ، ولابد أن يخلو المتن من التصحيف، وأن تجتنب الرواية بالمعنى المخل.

س5: بين درجة المرويات في فضائل القرآن.
هي خمس درجات:
1- المرويات الصحيحة لذاتها ، التي توفرت فيها شروط الصحة سواء في المتن أو السند.
2- المرويات الصحيحة لغيرها، فهي التي فيها ضعف محتمل ولكن لها متابع فتعتضد وترتفع لدرجة الاحتجاج.
وهاتان الدرجتان يحتج بهما.
3- المرويات الضعيفة ضعف محتمل ، كأن يكون أحد الرواة ضعيفا أو يوجد في السند انقطاع يسير كإرسال ونحوه. فهذه يستأنس بها لاسيما في فضائل الأعمال وقد تروى وتكتب من باب جمع الطرق، فقد يتبين لها متابع .
4- المرويات الواهية وهي التي يكون فيها الضعف شديدا كأن يكون فيها انقطاع غير يسير أو يكون فيها راوي منكر الحديث أو متهما بالكذب -وهو الذي يكذب في حديث الناس- أو فاحش الغلط.
5- المرويات التي فيها الكذابين .
والدرجتين الأخيرتين لايجوز روايتها إلا على سبيل التبيين والتحذير لاسيما الأخيرة، وقد يروي المحدثون مرويات الدرجة الرابعة لفائدة معينة أو لغرض عارض أو لجمع الطرق ، فيأتي من المفسرين أو الوعاظ من يتساهل في روايتها بل و يحذفون أسانيدها ، فتنتشر بين الناس ظنا منهم أنها صحيحة!.

س6: بين حال الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه في فضائل السور؟
رواهأبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" ، وابن مردويه، والعقيلي ، والثعلبي والواحدي والبيضاوي والزمخشري في تفاسيرهم .
قال ابن الجوزي: "وهذا حديثفضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفيالطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديثجدا.
وقداتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بنزيد ليس بشيء، وأيضًا فنفس الحديثيدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذالسّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لايناسب كلام الرّسول". ا.هـ.
وساق بإسناده إلى محمود بن غيلان شيخ الترمذي، قال: "سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلتللشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثنيشيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرتإليه
فقالحدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفةومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنارأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلىالقرآن!".ا.هـ.
وقال الحافظ العراقي:"كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم،كالثعلبي، والواحدي فهوأبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإنكان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغةالجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري".ا.هـ
الخلاصة:
مما سبق يتبين أن الحديث لا تحل روايته إلا على سبيل التشهير والتحذير لأنه لا يصح سندا، ومتنه منكر ومن قرائن ذلك سياقه الطويل والمخالف لجوامع الكلم التي يمتاز به كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وركاكته.
ولقد عُلم مما ذكره محمود بن غيلان أن الحديث موضوع كذبا على النبي من قبل احد شيوخ الصوفية الذي وضعه فيما يعتقده محتسبا على الله أجر كذبه على النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى صرف الناس للقرآن!.

س7: عدد دلائل معرفة خواص القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكل دلالة.
هي:
1- نصوص الوحيين:
· فأما الكتاب فمنها:
# قوله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوميبعثون}
ففي هذا دلالة على أن من لازم التسبيح جعل الله له من أعسر المضايق فرجا ومخرجا، الله أسأل أن يجعل لنا من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا.
# قوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله}
ففي هذه الآية دلالة على أن من فوض أمره لله وحده متوكلا عليه بصدق موقنا بها من قلبه، حفظه من الشرور ووقاه من كل سوء ، لأنه قال سبحانه بعدها: {فوقاه الله سيئات ما مكروا}.
وأما صحيح السنة الثابتة عن المعصوم، فمنها:
# مثال1: من خواصّ سورة البقرة أن الشياطين تنفر منالبيت الذي تُقرأ فيه، كما نص على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة". رواه مسلم.
# مثال2: من خواص سورة الكهف أنها عصمة من الدجال كما نص على ذلك حديث أبيالدرداء مرفوعا :"من حفظ عشر آيات منأول سورة الكهف عصم من الدجال". رواه مسلم وغيره.

2- ما أثر عن الصحابة:
مثاله: أثر ابن عباس رضي الله عنه في الاستشفاء من الشبهات التي ترد القلب:
أن ابن عباس سئل عن الشيء من شكٍ بجده المسلم فيصدره ، فقال: "ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل {فإنكنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}الآية" ، وقالللسائل: "إذا وجدت في نفسك شيئا فقل {هو الأول والآخروالظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}".

3- ما أثر عن الصالحين من التابعين وأتباعهم:
مثاله: أثر المغيرة العجلي -تلميذ ابن مسعود- كعلاج لتفلت القرآن!
المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: "من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آياتمن {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمنالرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات منآخرها".

4- الاجتهاد: وهنا يجتهد المسلم في استخلاص ما اختص الله بها بعض سوره وآياته، ثم في إيجاد التناسب بينها وبين الحالة التي تصادفه أو يمر بها .
# مثال 1: أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابتهحُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسولالله،{قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوابه كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشفِصاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فالإمام أحمد توسل بمَنْ قَدر على إطفاء حرارة نار مستعرة وجعلها بردا وسلاما، على الإتيان بالأقل شأنا وهو إطفاء حرارة جسم المريض وجعله سليما معافىً.
#مثال 2: ذكر ابن القيّم أنه من تعسّرت ولادتها يكتب لها في إناءنظيف {إذا السماء انشقت* وأذنت لربها وحقت* وإذا الأرضمدت* وألقت ما فيها وتخلت}ثم تشرب منه، ويرش على بطنها.
ونجد أن الإمام ابن القيم توسل بمَن مِن شأنه أن يشق بطن الأرض لتخرج فلذات أكبادها من المعادن والأموات، على أن يخرج من بطن الحامل وليدها.

س8: بين خطر الغلو في باب خواص القرآن؟
إن عددًا من الناس التبس عليهم الأمر؛ فتأولوا في الآيات غير ما فيها من الخواص ، لاسيما الصوفية فاخترعوا أن من خواص آيات كذا الشفاء، وأن في خواص آيات كذا التجلي مع الرب سبحانه أو ملائكته! وفي خواص آيات كذا الحصول على المال أو الذرية أو الزوج ونحوها وكانوا ومازالوا يكتبونها في طلاسم وأوراق، وبعضها توضع في أغلفة من ورق أو قماش أو جلد، وتباع لتعلق في بطن المريض أو يده أو حتى رقبته أو ليضعها تحت فراشه لتأتي بالمراد!، والأصل أنهم يفترون على الله ويأكلون أموال الناس بالباطل، فهذا الباب -خواص القرآن- خطير؛ فينتبه أنه في باب الاجتهاد أن تظهر المناسبة أولا، وثانيا: يتبع في الانتفاع بها ما كان يفعل سلفنا الصالح كأن تكتب بكلام مفهوم في شيء نظيف وبشيء نظيف طاهر ونحوه ، لا استخدام وسائل شركية وشعوذات خرافية وطلاسم باسم رقى وتمائم وعلاجات معتمدة زورا وبهتانا على ما يسمى خواص القرآن وما هي إلا سحر ودجل أصلها أغاليط يلقيها الشيطان في قلب أو أذن الصوفية ومن نهج منهجهم, ومن ذلك ما كتبه الشاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في كتابه "الفوزالكبير في أصول التفسير": (تكلمت طائفة من المتقدمين في خواص القرآن من ناحيتين: إحداهما ما يشبه الدعاء، والثانية ما يشبه السحر، أعوذ بالله منه، ولكنَّ اللهتعالى فتح على الفقير باباً وراء ما نُقل من خواصّ القرآن، وألقى في حجري الأسماءالحسنى والآيات العظمى والأدعية المباركة مرة واحدة، وقال: إنها عطاؤنا للتصريف،إلا أن كل آية واسم ودعاء مشروط بشروط لا تضبطها قاعدة من القواعد، بل قاعدتهاانتظار عالم الغيب، كما يكون في حالة الاستخارة، حتى ينظر بأي آية أو اسم يشار عليهمن عالم الغيب ثم يتلو الآية أو الاسم على طريق من الطرائق المعلومة لدى أهل هذاالفن)ا.ه.
وكلامه صحيح من حيث أن الصوفية وأضرابهم ممن غلوا وفُتنوا وفَتنوا في هذا الباب على قسمين:
1- قسم غلط من ناحية علَّق على آيات القرآن خواص غير صحيحة وهي مجرد دعاوى؛ فلا التجربة أثبتتها، ولا مناسبة بين ما ذكر من الآيات وخواصها التي ادعاها من الأصل.
2- قسم لبَّس وموّه على السذج؛ وما يروج له في الأصل هو دعاوى شركية وسحر.
لكن من العجيب أن يلقي الله في حجره دونًا عن الأمة الأسماءالحسنى والآيات العظمى والأدعية المباركة مرة واحدة إلى آخر ما قال، مما تمجه الأسماع فضلا عن الأفهام!. نسأل الله أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن ومضلاتها.

وحدة المقطري 8 ربيع الأول 1439هـ/26-11-2017م 07:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحدة المقطري (المشاركة 326190)
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس التاسع
المجموعة الثانية
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
1- قال تعالى : {هو الذي أنزل عليك الكتابمنه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات}.
وجه الدلالة: أن ال {أم} بمعنى الأصل فالأصل لا يكون كالفرع فلاشك أنه أعظم قدرا ورتبة.
2- قال تعالى : {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أومثلها}.
ووجه الدلالة بيّن؛ فـ {خير منها} تدل على أن المنسوخة كانت أقل خيرية.
3- عنأبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلىالله عليه وسلم؛ فلم أجبْه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقلالله: {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}؟ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن،قبل أن تخرج من المسجد"، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: "ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن" ، قال: {الحمد لله رب العالمين} هي السبعالمثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته". رواه البخاري.
وجه الدلالة: قد نص النبي صلى الله عليه وسلم على أن الفاتحة هي أعظم سور الكتاب ولفظة (أعظم) اسم تفضيل تدل على أن ما سواها أقل منها رتبةً وقدرا.
4- حديث أبيّ بن كعب، وفيه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله عن أي آية منكتاب الله هي أعظم، فقال: {الله لا إله إلاهو الحي القيوم}، فأقره النبي على جوابه، وضرب صدره ممازحا، قائلا: "واللهليهنك العلم، أبا المنذر"".
وجه الدلالة: كالتي قبلها.

س2: بين بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي: ورد في فضلها عدد من الأحاديث منها:
1- آية الكرسي أعظم آيات القرآن.
دليله: قال أبيُّ بن كعب: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا المنذر،أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟"
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحيالقيوم}
قال: فضرب في صدري، وقال: "والله ليهنك العلم، أباالمنذر".رواه مسلم وغيره.
2- من قرأها في ليلته قبل نومه لم يقربه شيطان حتى يصبح.
دليله: عن أبي هريرةرضي الله عنه،قال: وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان؛فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته؛ فقلت لأرفعنَّك إلى رسول الله صلى اللهعليه وسلم ،،، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزالعليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقك وهو كذوب ذاك شيطان".رواه البخاري وغيره.
3- من قرأها عقب كل صلاة فقد كان ضامنا على الله الجنة.
دليله: قال أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه:قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لميمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت".
رواه النسائي في السننالكبرى وفي عمل اليوم والليلة له، وابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني فيالدعاء والكبير، وابن حبان في صحيحه.
4- آية الكرسي حرز لقارئها من الشياطين:
دليله: حديث أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنهأنه كانت له سهوة فيهاتمر، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه قال: فشكا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلمقال: فاذهب فإذا رأيتها فقل: بسم الله أجيبي رسول الله صلى اللهعليه وسلمقال: فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها ،،، وفيه أنها فقالت: "إني ذاكرة لك شيئا! آية الكرسياقرأها في بيتك؛ فلا يقربك شيطان ولا غيره"، فذكر ذلك للنبي فقال: "صدقت وهي كذوب".

2: سورة آل عمران: ورد في فضلها عدد من الآثار منها:
1- تظلل صاحبهما يوم الحشر وتحاج عنه:
دليله: قال النواس بن سمعانالكلابي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورةالبقرة وآل عمران"، وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال مانسيتهن بعد، قال: «كأنهما غمامتان، أو ظلتان سوداوان بينهما شرق،أو كأنهما حزقان من طير صواف، تحاجان عن صاحبهما» رواهمسلم وأحمد والترمذي وغيرهم.
2- تشفع لصاحبها:
دليله: قال أبي أمامةالباهلي رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يقول: "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه،اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهماغمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما،اقرءوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة". رواه مسلم وأحمد.
3- غُنْية لصاحبها:
دليله: قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "من قرأ آل عمران فهو غني، والنساءمحبرة".رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننهوالبيهقي في شعب الإيمان.
4- صاحبها يعظمه الله في عيون الخلق:
دليله: قال أنس بنمالك رضي الله عنه :"كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جَدَّفينا". رواه أحمد
5- نجاة من الفتن:
دليله: قال أبوأمامة الباهلي رضي الله عنه" : إن أخا لكم أري في المنام أن الناسيسلكون في صدع جبل وعر طويل وعلى رأس الجبل شجرتان خضراوان يهتفان: هل فيكم من يقرأسورة البقرة؟ هل فيكم من يقرأ سورة آل عمران؟ ,فإذا قال الرجل: نعم، دنتا منهبأعذاقهما حتى يتعلق بهما فتخطرانه الجبل". رواه أبو عبيدفي فضائل القرآن، والدارمي في سننه.
6- اسم الله الأعظم فيها:
دليله: حديث أبيأمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: «اسم الله الأعظم الذي إذادعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه". رواهابن ماجه وأحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم.
7- فيها آية مع آية النساء ، ما قرأهما مذنبا صادقا من قلبه منيبا لربه إلا غُفر له ذنبه:
دليله: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن في كتاب الله لآيتين ماأذنب عبد ذنبا فقرأهما، فاستغفر الله عز وجل، إلا غفر له: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفرالذنوب إلا الله}، وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلمنفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}".

3: سورة النساء: ورد في فضلها عدد من الآثار:
1- هي أحد السبع الطوال لا خلاف في ذلك.
دليله: قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآنالعظيم}
قال ابن عباس: هي السبع الطوال، ذكره النسائي وابن جرير، وهو أحد القولين المشهورين في تفسير هذه الآية.
2- يعلمه الله حتى يعدّ من العلماء:
دليله: عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال النبي صلىالله عليه وسلم: "من أخذ السبع فهو حبر".رواه أبو عبيد في فضائل القرآن، وإسحاق بن راهويه، وأحمد، وابن الضريس،ومحمد بن نصر في قيام الليل، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم، والبيهقي في شعبالإيمان والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .
3- من السور العظيمة التي ينبغي العناية بها على وجه الخصوص.
دليله: عن حارثة بن مضرب، قال: كتب إلينا عمر أن تعلموا سورة النساء والأحزاب والنور. رواهأبو عبيد في فضائل القرآن .
4- زينه الله بمكارم الأخلاق أو زيّن قلبه حتى جعله كالربيع.
دليله: وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة». رواه أبو عبيد في فضائل القرآن والدارمي في سننه .
5- تعلم صاحبها الفرائض (علم المواريث):
دليله: قول عمر بن الخطابرضي الله عنه: "تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورةالمائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنَّ فيهنَّ الفرائض". رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان والواحدي في تفسيره .
6- فيها خمس آيات عظيمات لا تسواها الدنيا بما فيها:
دليله: عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقدعلمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
-
قوله عز وجل: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاكريما}.
-
وقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنةيضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}.
-
وقوله: {إنالله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمنيشاء}.
-
وقوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوكفاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابارحيم}.
-
وقوله:{ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفرالله يجد الله غفورا رحيما}.
رواه أبو عبيد في فضائلالقرآن، وابن المنذر في تفسيره، وسعيد بن منصور في سننه، والطبراني في الكبير،والبيهقي في شعب الإيمان، والحاكم في مستدركه، وعبد الرزاق، الكلاباذي في معاني الأخبار، وهنادبن السري في الزهد.
7- فيها آية مع آية آل عمران ما قرأهما مذنبا صادقا من قلبه منيبا لربه إلا غُفِر له ذنبه:
دليله: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إن في كتاب الله لآيتين ماأذنب عبد ذنبا فقرأهما، فاستغفر الله عز وجل، إلا غفر له: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفرالذنوب إلا الله} وقوله: {ومن يعمل سوءا أو يظلمنفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما}".
قال الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله- : الحديث الصحيح أنه موقوف على ابن مسعود لكنه مرفوع حكما لأن هذا ليس مما يقال بالرأي. قلت: الآية نصت على أن من أذنب ثم استغفر -طبعا مع توفر الشروط المعروفة من الندم والعزم على عدم العودة وإعادة الحقوق-غفر الله له.

س3: أذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: الفاتحة:
1- حديث:) في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء(.رواه الدارمي والبيهقي في شعب الإيمان وابن مروان الدينوريفي المجالسة.
سبب الضعف: أنه روي من طريق سفيان الثوري عن عبد الملك بن عميرمرسلا، والمرسل ليس بحجة.
2- حديث سلام الطويل عن زيد العمي عن ابنسيرين عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال "فاتحة الكتاب شفاء منالسُّمّ"رواه سعيد بن منصور .
سبب الضعف:
# سلام الطويل متّهم بالكذب.
# زيد العميضعيف.
3- حديث: (فاتحة الكتاب تعدل بثلثيالقرآن) روي مرفوعا كما في رواية عبد بن حميد واللفظ له، وموقوفا على ابن عباس كما في رواية الفريابي فيتفسيره كما في الدر المنثور،وابن مروان الدينوري في المجالسة بلفظ: (فاتحة الكتاب ثلثاالقرآن).
سبب الضعف:
# فيه شهر بن حَوشَب الراوي عن ابن عباس وهو ضعيف ولا متابع له.
# اختلف في أبان الراوي عن شهر:
· فذهبالبوصيري إلى أنه أبان بن صمعة، وهو ثقة لكنّه اختلط بعدماأسنّ .
· وذهبالألباني إلى أنه أبان ابن أبي عياش البصري.
· وذهب ابن حجر إلى أنه أبان الرقاشي.
الخلاصة: سواء كان الرقاشي أو البصري فكلاهما متروكان، وإن كان ابن صمعة فهو قد اختلط ولعله من أخلاطه، وإن لم يكن فيكفي فيه ضعف شَهْر مدار الحديث.

2: البقرة:
1- حديث أبيهريرة رضي الله عنه مرفوعا:" لكل شيء سنام، وإن سنامالقرآن سورةالبقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آيةالكرسي". رواه عبد الرزاق والحميدي وسعيد بنمنصور والترمذي والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب الضعف:فيه حكيم بن جبير الأسدي، وهومتروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيمبن جُبير وضعَّفه".ا.هـ.
2- حديث خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعدالساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنلكل شيء سناما، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخلالشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام» رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبرانيفي الكبير والبيهقي في شعب الإيمان.
سبب الضعف: فيه خالد بن سعيد المديني وهو ضعيف.
قال العقيلي: "خالد بن سعيد المديني عن أبي حازم، ولا يتابع علىحديثه". ا.هـ.
3- قالابن مسعود رضي الله عنه ورفعه للنبي صلى الله عليه وسلم: "ما خيَّب الله امرأ قام في جوف الليل، فافتتحسورة البقرة وآل عمران".رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم فيالحلية.
سبب الضعف: فيه ليث بن أبي سُلَيم وهو ضعيف الحديث.

س4: ما هي شروط صحة الحديث؟
لابد تتوفر شروط في المتن وكذا في الإسناد ليكون الحديث صحيحا، فأما في السند فهي ثلاثة:
1- أن يكون الرجال ثقات، والثقة هو الذي يجمع بين العدالة والضبط ، فأما إن كان الراوي غير ضابط فهو لا يخلو من حالين:
# أن يكون ضعيف الضبط ضعفا محتملا؛ مما ينجبر إن وجد له متابع فيحتج بحديثه، وإلا فقد يستأنس بحديثه لاسيما إن كان في فضائل الأعمال ولم توجد نكارة في المتن.
# أن يكون شديد الضعف ممن يكثر خطئه وغفلته أو منكر الحديث لاشتهاره برواية المنكرات أو متهما بالوضع أو كذاب ، فهذا الصنف لا تقبل روايتهم بحال ولا يحل رواية أحاديث إلا على سبيل التبيين والتحذير.
2- أن يكون السند متصل.
3- أن لا توجد علة قادحة كتدليس أو اضطراب أو مخالفة أو شذوذ ونحوها.
وأما شروط المتن فهما اثنان:
1- أن يكون السند صحيح.
2- ألا يكون المتن منكرا ، كأن يكون مخالفا لما هي عليه قواعد وأصول الشريعة ، ولابد أن يخلو المتن من التصحيف، وأن تجتنب الرواية بالمعنى المخل.

س5: بين درجة المرويات في فضائل القرآن.
هي خمس درجات:
1- المرويات الصحيحة لذاتها ، التي توفرت فيها شروط الصحة سواء في المتن أو السند.
2- المرويات الصحيحة لغيرها، فهي التي فيها ضعف محتمل ولكن لها متابع فتعتضد وترتفع لدرجة الاحتجاج.
وهاتان الدرجتان يحتج بهما.
3- المرويات الضعيفة ضعف محتمل ، كأن يكون أحد الرواة ضعيفا أو يوجد في السند انقطاع يسير كإرسال ونحوه. فهذه يستأنس بها لاسيما في فضائل الأعمال وقد تروى وتكتب من باب جمع الطرق، فقد يتبين لها متابع .
4- المرويات الواهية وهي التي يكون فيها الضعف شديدا كأن يكون فيها انقطاع غير يسير أو يكون فيها راوي منكر الحديث أو متهما بالكذب -وهو الذي يكذب في حديث الناس- أو فاحش الغلط.
5- المرويات التي فيها الكذابين .
والدرجتين الأخيرتين لايجوز روايتها إلا على سبيل التبيين والتحذير لاسيما الأخيرة، وقد يروي المحدثون مرويات الدرجة الرابعة لفائدة معينة أو لغرض عارض أو لجمع الطرق ، فيأتي من المفسرين أو الوعاظ من يتساهل في روايتها بل و يحذفون أسانيدها ، فتنتشر بين الناس ظنا منهم أنها صحيحة!.

س6: بين حال الحديث الطويل المروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه في فضائل السور؟
رواهأبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" ، وابن مردويه، والعقيلي ، والثعلبي والواحدي والبيضاوي والزمخشري في تفاسيرهم .
قال ابن الجوزي: "وهذا حديثفضائل السّور مصنوع بلا شكّ وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك.
وفيالطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديثجدا.
وقداتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بنزيد ليس بشيء، وأيضًا فنفس الحديثيدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذالسّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لايناسب كلام الرّسول". ا.هـ.
وساق بإسناده إلى محمود بن غيلان شيخ الترمذي، قال: "سمعت مؤمّلا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلتللشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثنيشيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرتإليه
فقالحدثني شيخ بعبَّادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفةومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنارأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلىالقرآن!".ا.هـ.
وقال الحافظ العراقي:"كلّ من أودع حديث أبيّ - المذكور - تفسيره، كالواحدي، والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك؛ لكن من أبرز إسناده منهم،كالثعلبي، والواحدي فهوأبسط لعذره، إذ أحالَ ناظرَه على الكشف عن سنده، وإنكان لا يجوز له السكوت عليه من غير بيانه، وأما من لم يبرز سنده، وأورده بصيغةالجزم فخطؤه أفحش، كالزمخشري".ا.هـ
الخلاصة:
مما سبق يتبين أن الحديث لا تحل روايته إلا على سبيل التشهير والتحذير لأنه لا يصح سندا، ومتنه منكر ومن قرائن ذلك سياقه الطويل والمخالف لجوامع الكلم التي يمتاز به كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وركاكته.
ولقد عُلم مما ذكره محمود بن غيلان أن الحديث موضوع كذبا على النبي من قبل احد شيوخ الصوفية الذي وضعه فيما يعتقده محتسبا على الله أجر كذبه على النبي صلى الله عليه وسلم بدعوى صرف الناس للقرآن!.

س7: عدد دلائل معرفة خواص القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكل دلالة.
هي:
1- نصوص الوحيين:
· فأما الكتاب فمنها:
# قوله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبّحين للبث في بطنه إلى يوميبعثون}
ففي هذا دلالة على أن من لازم التسبيح جعل الله له من أعسر المضايق فرجا ومخرجا، الله أسأل أن يجعل لنا من كل ضيق فرجا ومن كل هم مخرجا.
# قوله تعالى: {وأفوض أمري إلى الله}
ففي هذه الآية دلالة على أن من فوض أمره لله وحده متوكلا عليه بصدق موقنا بها من قلبه، حفظه من الشرور ووقاه من كل سوء ، لأنه قال سبحانه بعدها: {فوقاه الله سيئات ما مكروا}.
وأما صحيح السنة الثابتة عن المعصوم، فمنها:
# مثال1: من خواصّ سورة البقرة أن الشياطين تنفر منالبيت الذي تُقرأ فيه، كما نص على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة". رواه مسلم.
# مثال2: من خواص سورة الكهف أنها عصمة من الدجال كما نص على ذلك حديث أبيالدرداء مرفوعا :"من حفظ عشر آيات منأول سورة الكهف عصم من الدجال". رواه مسلم وغيره.

2- ما أثر عن الصحابة:
مثاله: أثر ابن عباس رضي الله عنه في الاستشفاء من الشبهات التي ترد القلب:
أن ابن عباس سئل عن الشيء من شكٍ بجده المسلم فيصدره ، فقال: "ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل {فإنكنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}الآية" ، وقالللسائل: "إذا وجدت في نفسك شيئا فقل {هو الأول والآخروالظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}".

3- ما أثر عن الصالحين من التابعين وأتباعهم:
مثاله: أثر المغيرة العجلي -تلميذ ابن مسعود- كعلاج لتفلت القرآن!
المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: "من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آياتمن {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمنالرحيم}، وآية الكرسي، والثلاث آيات منآخرها".

4- الاجتهاد: وهنا يجتهد المسلم في استخلاص ما اختص الله بها بعض سوره وآياته، ثم في إيجاد التناسب بينها وبين الحالة التي تصادفه أو يمر بها .
# مثال 1: أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أنّ صاحبه المرّوذِيّ أصابتهحُمّى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسولالله،{قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوابه كيدا فجعلناهم الأخسرين}، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشفِصاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين).
فالإمام أحمد توسل بمَنْ قَدر على إطفاء حرارة نار مستعرة وجعلها بردا وسلاما، على الإتيان بالأقل شأنا وهو إطفاء حرارة جسم المريض وجعله سليما معافىً.
#مثال 2: ذكر ابن القيّم أنه من تعسّرت ولادتها يكتب لها في إناءنظيف {إذا السماء انشقت* وأذنت لربها وحقت* وإذا الأرضمدت* وألقت ما فيها وتخلت}ثم تشرب منه، ويرش على بطنها.
ونجد أن الإمام ابن القيم توسل بمَن مِن شأنه أن يشق بطن الأرض لتخرج فلذات أكبادها من المعادن والأموات، على أن يخرج من بطن الحامل وليدها.

س8: بين خطر الغلو في باب خواص القرآن؟
إن عددًا من الناس التبس عليهم الأمر؛ فتأولوا في الآيات غير ما فيها من الخواص ، لاسيما الصوفية فاخترعوا أن من خواص آيات كذا الشفاء، وأن في خواص آيات كذا التجلي مع الرب سبحانه أو ملائكته! وفي خواص آيات كذا الحصول على المال أو الذرية أو الزوج ونحوها وكانوا ومازالوا يكتبونها في طلاسم وأوراق، وبعضها توضع في أغلفة من ورق أو قماش أو جلد، وتباع لتعلق في بطن المريض أو يده أو حتى رقبته أو ليضعها تحت فراشه لتأتي بالمراد!، والأصل أنهم يفترون على الله ويأكلون أموال الناس بالباطل، فهذا الباب -خواص القرآن- خطير؛ فينتبه أنه في باب الاجتهاد أن تظهر المناسبة أولا، وثانيا: يتبع في الانتفاع بها ما كان يفعل سلفنا الصالح كأن تكتب بكلام مفهوم في شيء نظيف وبشيء نظيف طاهر ونحوه ، لا استخدام وسائل شركية وشعوذات خرافية وطلاسم باسم رقى وتمائم وعلاجات معتمدة زورا وبهتانا على ما يسمى خواص القرآن وما هي إلا سحر ودجل أصلها أغاليط يلقيها الشيطان في قلب أو أذن الصوفية ومن نهج منهجهم, ومن ذلك ما كتبه الشاه ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في كتابه "الفوزالكبير في أصول التفسير": (تكلمت طائفة من المتقدمين في خواص القرآن من ناحيتين: إحداهما ما يشبه الدعاء، والثانية ما يشبه السحر، أعوذ بالله منه، ولكنَّ اللهتعالى فتح على الفقير باباً وراء ما نُقل من خواصّ القرآن، وألقى في حجري الأسماءالحسنى والآيات العظمى والأدعية المباركة مرة واحدة، وقال: إنها عطاؤنا للتصريف،إلا أن كل آية واسم ودعاء مشروط بشروط لا تضبطها قاعدة من القواعد، بل قاعدتهاانتظار عالم الغيب، كما يكون في حالة الاستخارة، حتى ينظر بأي آية أو اسم يشار عليهمن عالم الغيب ثم يتلو الآية أو الاسم على طريق من الطرائق المعلومة لدى أهل هذاالفن)ا.ه.
وكلامه صحيح من حيث أن الصوفية وأضرابهم ممن غلوا وفُتنوا وفَتنوا في هذا الباب على قسمين:
1- قسم غلط من ناحية علَّق على آيات القرآن خواص غير صحيحة وهي مجرد دعاوى؛ فلا التجربة أثبتتها، ولا مناسبة بين ما ذكر من الآيات وخواصها التي ادعاها من الأصل.
2- قسم لبَّس وموّه على السذج؛ وما يروج له في الأصل هو دعاوى شركية وسحر.
لكن من العجيب أن يلقي الله في حجره دونًا عن الأمة الأسماءالحسنى والآيات العظمى والأدعية المباركة مرة واحدة إلى آخر ما قال، مما تمجه الأسماع فضلا عن الأفهام!. نسأل الله أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن ومضلاتها.

أعتذر للتأخر انقطع النت من مساء الأمس لقبل قليل عاد بفضل الله

سعود الجهوري 9 ربيع الأول 1439هـ/27-11-2017م 03:04 PM

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟


دلت أدلة كثير من الكتاب والسنة على تفاضل سور القرآن وآياته، وهو القول المأثور عن السلف، والذي عليه أئمة الفقهاء من الطوائف الأربعة، كما ذكر ذلك ابن تيمية، ومن الأدلة على هذا القول:
- قال تعالى: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ).
- قال تعالى: ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ).
- قال صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث أبي سعيد بن المعلى، عند البخاري: (( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد ))، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (( (الحمد لله رب العالمين) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته )).

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي

- أنها أعظم آية في كتاب الله، كما جاء في حديث أبي بن كعب عند مسلم وغيره.
عن أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( يا أبا المنذر، أتدري أي آية في كتاب الله معك أعظم )).
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: (( يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم )).
قال: قلت: ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ).
فضرب على صدري وقال:(( والله ليهنك العلم أبا المنذر )). رواه مسلم.

- أن من قرأها إذا أوى إلى فراشه لم يقربه شيطان، ودل على ذلك حديث أبو هريرة، عند البخاري.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته، فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه أنه قال له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان )). رواه البخاري.
- أن من قرأها دبر الصلوات المكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت، ودل على ذلك حديث أبو أمامة الباهلي، الذي رواه النسائي وابن حبان في صحيحه.
فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت )).
واختلف في هذا الحديث، وأكثر ما كان أعل هذا الحديث عند أهل الحديث، تفرد محمد بن حمير السليحي به، فمن وثقه، كابن هادي وابن حجر والألباني صحح الحديث، وله شواهد تضعف هذا الحديث، وقد جرحه أبو حاتم وغيره، وقال شيخنا عبد العزيز الداخل أن الأظهر إسناده حسن لا بأس به.
2: سورة آل عمران.
- أن سورة آل عمران وسورة البقرة تحاجان عن صاحبهما، وتظلانه يوم القيامة.
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما )). رواه مسلم.
وورد من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه أنه قال: (( فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة )). رواه أحمد وحسنه الألباني في صحيحه.
- أن فيها اسم الله الأعظم.
فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، قال في حديث مرفوع: (( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه )) رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني بمجموع هذه الطرق.
- ورد فيها آثار عن الصحابة رضي الله عنهم.
قال عبد الله بن مسعود: من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا. رواه أحمد.
- وورد في خواتيمها فضائل منها.
منه ما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (( لقد نزلت علي الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها، ( إن في خلق السموات والأرض ... ) الآية كلها)). رواه ابن حبان في صحيحه.
3: سورة النساء
- أنها من السبع الطوال، التي وردت فيها فضائل.ومن السبع المثاني على أحد الأقوال في تفسير قوله تعالى: ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ).
فهي من السبع المثاني على أحد الأقوال في تفسير قوله تعالى: ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم )، كما ورد هذا القول عن ابن عباس وغيره.
وورد حديث عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( من أخذ السبع فهو حبر)). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن،
- وورد بعض الآثار عن الصحابة في فضلها.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (( تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإن فيهن الفرائض )). رواه الحاكم.
قال عبد الله بن مسعود: من قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبرة. رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة.

- حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً: ((أم القرآن عوض من غيرها وليس غيرها منها بعوض )) والحديث ضعيف لضعف محمد بن خلاد، ولكثرة روايته بالمعنى بعد احتراق كتبه.
فقد رواه الدارقطني والحاكم من طريق: محمد بن خلاد الإسكندراني، ثنا أشهب بن عبد العزيز، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت.
قال الدارقطني: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
وقد أعل الحديث لتفرد محمد بن خلاد به عن أشهب بن عبدالعزيز، ومحمد بن خلاد مختلف فيه، وقد احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه، ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما ينكر عليه.
وورد حديث صحيح عن عبادة بن الصامت عند البخاري ومسلم، من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ: (( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )).
فلعل رواية محمد بن خلاد قد نقلها بالمعنى.
- عن أبي الدرداء مرفوعا: (( فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات )) روي في مسند الفردوس.
فقد رواه يوسف بن عطية الصفار، عن سفيان، عن زاهر الأزدي.
وما أعل الحديث رواية ويوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف، كثير الوهم والخطأ، متروك الحديث.
وقد قال فيه أهل أقوال:
قال فيه البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث، وليس بثقة. وقال الفلاس: كان يهم وما علمته يكذب.
- حديث عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن )).
رواه الطبراني في الأوسط، عن سليمان بن أحمد الواسطي، عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس.
سليمان بن أحمد الواسطي ضعيف متروك الحديث.
2: سورة البقرة
- عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة))، رواه الحاكم في المستدرك، والبيهقي في السنن الكبري.
والحديث رواه عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار.
والحديث ضعيف لضعف عبيد الله بن أبي حميد، فهو متروك الحديث.
- عن جبير بن نفير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء )).
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن مرسلا عن عبدالله بن صالح، وأبو داوود في المراسيل عن جبير بن نفير مرسلاً، ورواه عنه معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عنه.
ورواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان عن الفضل الشعراني، عن عبد الله بن صالح، عن جبير بن نفير عن أبي ذر مرفوعاً.
والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
- حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام ))
رواه أبو يعلى في مسنده والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان، عن خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي.
وأعل الحديث العقيلي وقال: خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم، ولا يتابع على حديثه.

س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟

صحة الإسناد وصحة المتن.
وتتحقق صحة الإسناد بأمور ثلاثة:
الأول: أن يكون رواة الحديث ممن تقبل روايتهم.
ومن لا تقبل رواية الرجال على درجتين:
الدرجة الأولى: من كان سبب جرحه ضعف في الضبط، وهم أهل صدق في الأصل، ويعتبر حديثهم بشرطين، إذا ورد من طريق أخرى، أو كان له شواهد، فيعتبر الحديث لانتفاء علة ضعف الضبط.
الدرجة الثانية: من كان سبب جرحه أنه من متروكي الحديث، من الكذابين أو المتهمين بالكذب، فلا تقبل مروياتهم مطلقا، ولابتعبر بها.
الثاني: اتصال الإسناد.
الثالث: انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد، وتكون: بالمخالفة والتدليس والاضطراب.
بأن يخالف الراوي من هو أوثق منه، فيصل إسنادا منقطع، أو يغفل راو ضعيف، ويسمى المخالفة.
يسقط راو ضعيف من الإسناد، ويروي عن شيخه بصيغة (عن) و (أن)، ويسمي التدليس، ومن عرف بذلك لا يقبل منه إلا أن يصرح بالسماع.
والاختلاف في الإسناد بين الرواة اختلافا شديدا، ويسمى الاضطراب.
تتحقق صحة المتن بأمرين:
الأول: صحة الإسناد.
الثاني: انتفاء العلة القادحة في المتن، كالمخالفة، والنكارة والاضطراب، والرواية بالمعنى المخل، والتصحيف، والتحريف.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
الأولى: مرويات صحيحة في ذاتها، وهي ثبتت بالإسناد الصحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في المتن والإسناد، ويحتج بهذه المرويات.
الثانية: مرويات صحيحة لغيرها، وهي التي فيها بعض الضعف في إسنادها في ذاتها يجبر بالشواهد وتعدد الطرق، ويكون المتن سالما من العلل القادحة، ويحتج بهذه المرويات.
الثالثة: مرويات ضعيفة ضعفا محتملا، ويكون في إسنادها ضعف قابل للتقوية، وليس في متنها ما ينكر، ومن أهل العلم من يحتج بهذه المرويات في الفضائل والرقائق، ومنهم من ينقلها على وجه الاستئناس.
الرابعة: مرويات واهية ضعيفة ضعفا شديدا، إما أن يكون ضعفا في الإسناد، أو في متنها ما ينكر بمخالفته للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية الثابتة، ولا تذكر هذه المرويات إلا لبيان ضعفها أو لفاوائد عارضة عند المحدثين.
الخامسة: مرويات موضوعة، ويتبين أنها موضوعة مختلقة مكذوبة، ولا تحل روايتها إلا للتبيين.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
الحديث رواه مخلد بن عبد الواحد، عن علي بن زيد بن جدعان، وعطاء بن أبي ميمونة، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب، أنه قال: (( أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة، ومن قرأ آل عمران بكل آية منها أمانا على جسر جهنم،... )). رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني، و ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات، والحديث موضوع مكذوب.
ورواه ابن مردويه من طريق مخلد بن عبد الواحد عن الحجّاج بن عبد الله عن أبي الخليل عن علّي بن زيد وعطاء بن أبي ميمونة عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب.
ورواه الثعلبي والواحدي في تفاسيرهم من طريق سلام بن سليم، حدثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان ثنا علّي بن زيد بن جدعان وعطاء بن أبي ميمونة كلاهما عن زر بن حبيش عن أبي بن كعب نحوه.
و قال ابن الجوزي بأنه مصنوع، وقال:
((وفي إسناد الطّريق الأول بزيع، قال الدّارقطنيّ: متروك. وفي الطّريق الثّاني مخلد بن عبد الواحد، قال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وقد اتّفق بزيع ومخلد على رواية هذا الحديث عن علّي بن زيد قال أحمد وابن معين علّي بن زيد ليس بشيء وأيضًا فنفس الحديث.
يدل على أنه مصنوع فإنّه قد استنفذ السّور وذكر في كل واحدة ما يناسبها من الثّواب بكلام ركيك في نهاية البرودة لا يناسب كلام الرّسول)).
والحديث موضوع مختلق، لا يجوز ذكره إلا على سبيل التنبيه على وضعه وكذبه.
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
الأولى: دلالة نصوص القرآن والسنة الصحيحة على بعض خواص القرآن وتأثيرها في أحوال مخصوصة.
كقوله تعالى عن يونس عليه السلام: ( فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) ثم قال تعالى:( فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ).
الثانية: ما ثبت عن الصحابة.
وهي إما أن تكون مما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم، وإما أن تكون من باب الاجتهاد في ذلك بناء على الإذن الشرعي المطلق.
ما ثبت أن أبا زميل قال:سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري، قال: ما هو، قلت: والله ما أتكلم به، قال، فقال لي أشيء من شك، قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل: ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل: ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم).رواه أبو داوود والبيهقي وحسنه الألباني.
الثالثة: ما ثبت عن الصالحين والتابعين.
عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال: (من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها. رواه سعيد بن منصور والدارمي والمغيرة بن سبيع تابعي ثقة من اصحاب ابن مسعود.
الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك ما ذكره ابن القيم في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يكتب على جبهة الراعف: (وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر).
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
على المؤمن أن يحذر من الغلو في باب خواص القرآن، فقد يؤدي هذا الغلو إلى الإشراك بالله، والضلال، والتعلق بغير الله، والسحر، والاستعانة بالجن، ويزين لهم الشيطان هذه الأعمال، ويغير لهم حقائق الأمور، فيتعلقون بطلاسم وقلائد وتمائم وحرز يسمونها على غير اسمها، ويعتقدون نفعها وضرها، فلا يزيدهم تقربهم بها إلا بعدا عن الله، وقربا من الشيطان وشركه، فقد استحوذ عليهم الشيطان، وأنساهم ذكر الله، وتعلقوا بأصحاب الطرق كغلاة الصوفية وغيرهم، واستغلوا رغبتهم بعظيم فضائل القرآن، وابتغاء بركاته، فضلوا بذلك وأضلوا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، قال تعالى:( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ).
فعلى المؤمن أن يسلك هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والسلف في باب خواص القرآن، وما صح عنهم، وليحذر من الغلو فيه، وليحذر من كيد الشيطان واستدراجه، ومن اجتهد وصح اجتهاده مع تناسب الحال المخصوصة مع الآيات من غير غلو ولا ابتداع وتكلف.

هيئة التصحيح 3 10 ربيع الأول 1439هـ/28-11-2017م 12:44 AM

تقويم مجلس مذاكرة فضائل القرآن

( القسم الثاني )


أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم، مما ينبغي التنبه له حال الإجابة ضرورة تنظيمها بشكل جيد،
وإذا كانت إجابات هذا المجلس لا يتاح فيها التصرف في أصل الدرس كثيرًا فإن هذا لا يمنع من ظهور أسلوب الطالب وشخصيته في التعبير ،
ومن ذلك عدم عرض إجابته كفقرة كاملة دون تصنيف وسنعطي أمثلة لذلك حتى يتبين المقصود إن شاء الله :

السؤال الثاني :
في عرض الأحاديث الدالة على فضل السور الأكمل وضع عنوان للفضيلة المذكورة كهذا الحديث في فضل البقرة وآل عمران :
" تقدم صاحبها يوم القيامة"
-
ودليل ذلك : حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران"

السؤال الخامس للمجموعة الثانية :
يمكن للطالب عرض درجات المرويات كالتالي :
-
الدرجة الأولى: الصحيحة لذاتها
-
ضابطها : ثابتة الإسناد صحيحة،خالية من الشذوذ والعلّة القادحة في الإسناد والمتن.
-
الحكم عليها : يحتج بها.

وهكذا باقي الدرجات.

المجموعة الأولى:

السؤال الأول:
كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
الإجابة الصحيحة على هذا السؤال تكون من خلال محورين :

الأول : بيان من أنكر تفاضل سور القرآن وأدلتهم على ذلك:( فيعرض أسماء من أنكر أولًا ثم أدلتهم ).
الثاني: الرد عليهم ببيان من قال بتفاضل سور وآيات القرآن وأدلتهم على ذلك: ( فيعرض أسماء من قال بالتفاضل أولًا ثم أدلتهم النقلية والعقلية وبيان عقيدة المخالفين ومنشأ قولهم ) .
وغالب الإجابات تركز على احدى المحورين أو تختصر فيهما.

السؤال الثامن :
بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
لايؤخذ بكل ما حكي من التجارب في خواصّ القرآن، بل لابد من التثبّت من عدة أمور :
- عدم مخالفتها للشريعة.
- ألا يكون فيها شرك أو ما قد يفضي إليه مثل الرقى التي لايعقل معناها.
- أن تكون مناسبة الآيات لحال الرقية ظاهرة وأن تخلو من الغلوّ والمبالغة.
- أن يكون مبناها على الافتقار إلى الله والتوسل إليه بأسمائه وصفاته.
وقد أجاب البعض بعرض دلائل معرفة خواص القرآن وهذا جيد ولكن ينبغي التفطن لتلك الأمور للحكم على كل ما يستجد في هذا الشأن.

التقويم للمجموعة الأولى:

1: صالحة الفلاسي أ+

أحسنتِ وتراجع الملاحظات لتمام إجابة السؤال الأول.

2: هنادي عفيفي أ


3: إنشاد راجح أ+
أحسنتِ وتراجع الملاحظات لتمام إجابة السؤال الأول.

4: يحيى شوعي أ+
تميزت
وتراجع الملاحظات لتمام إجابة السؤال الأول.

5: آسية أحمد أ
س2: فاتك الحديث الدال على كل فضيلة مما ذكرتِ في سورة البقرة.

6: ميمونة التيجاني أ

7: يعقوب دومان أ

8: ناديا عبده أ

9: إبراهيم الكفاوين ب+
- خصم نصف درجة للتأخير.


المجموعة الثانية:

1: حليمة السلمي أ
س5: كان الأكمل بيان حكم كل درجة.

2: عبد الكريم الشملان ب
بارك الله فيك.
إجابتك مختصرة على غير العادة فينظر لمن أجاد من الزملاء.
س7: دلائل معرفة خواص القرآن أربعة فاتك الاشارة إليها.


3: هويدا فؤاد أ+
تميزتِ زادكِ الله من فضله.

4: أسماء بنت أحمد أ+

5: عنتر علي أ+
س4: ذكرت شروط صحة الإسناد وفاتك شرطي صحة المتن.

6: وحدة المقطري ا+
أحسنتِ والأفضل في استخراج فضائل السور نص الحديث أو الأثر.
- يقبل عذرك في التأخير.

7: سعود الجهوري أ
- خصم نصف درجة للتأخير.


- وفقكم الله وسددكم -


عصام عطار 11 ربيع الأول 1439هـ/29-11-2017م 06:12 PM

المجموعة الثانية

1- دلّل على تفاضل سور القرآن .

قال تعالى: { ماننسخ من آیة أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها }، وقال تعالى: { ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم }، أما الدليل من السنة النبوية :
• عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت : أقرئني سورة هود أو يوسف، فقال : « ياعقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى اللّه عزّ وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل » .
• عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : في مسير له فنزل ونزل رجل إلى جانبه؛ فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « ألا أخبرك بأفضل القرآن » قال: « فتلا عليه الحمد لله رب العالمين » .

2- بيّن بإيجاز فضائل مايلي :

- آیة الكرسي .
• عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: « مَن قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلّا أن يموت » .
• عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: إنّ النبي صلى الله عليه وسلم جاءهم في ضفة المهاجرين؛ فسأله إنسان: أي آية في القرآن أعظم؟، قال النبي صلى الله عليه وسلم : الله لا إله إلّا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم } .
• حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: « مَن قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلّا أن يموت »، وإنّ قراءة هذه الآية العظيمة بإيمان يلزم منها ثلاثة أمور :
• صحة إيمانه باعتقاده مادلت عليه .
• محافظة صاحبها على الصلوات كلها، فتكون له نوراً يوم القيامة .
• كثرة الذكر بتكرار هذه الآية صباحاً ومساءً، بإيمان ويقين، فمن صحّت له هذه المقامات كان من عباد اللّه المؤمنین .


- سورة آل عمران :
• عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً : « تعلّموا سورة البقرة وآل عمران فإنّهما الزهراوين، وإنّهما تظلّان صاحبهما يوم القيامة .. » .
• عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه رضي الله عنه مرفوعاً: « اسم اللّه الأعظم الذي إذا دُعي يه أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه » .
حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: لقد نزلت عليّ الليلة آیة، ويل لمن قرأها ولم يتفكّر بها { إنّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب } .
- فمن فوائد قراءة هذه السورة؛ التعقل والتفكر بخلق اللّه، فقد قيل للأوزاعي ماغاية التفكر فيهنّ، قال يقرؤهن وهو يعقلهن .

- سورة النساء :
• قال عبد اللّه بن مسعود : « إنّ في النساء خمس آيات، مايسرّني أنّ لي بها الدنيا ومافيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها :
- قوله عزّ وجل: { إن تجتنبوا كبائر ماتُنهون عنه نكفّر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً } .
- وقوله: إنّ اللّه لايظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويُؤت من لدنه أجراً عظيماً } .
- وقوله: { إنّ اللّه لايغفر أن يُشرك به .يغفر مادون ذلك لمن يشاء.. } .
- وقوله: { ومَن يعمل سوءاً أو يظلم ثم يستغفر اللّه تواباً رحيماً } .
- وقوله: { ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللّه تواباً رحيماً } .
قال عبد اللّه: مايسرّني أنّ لي بها الدنيا ومافيها » .
• عن المسور بن مخرمة أنّه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: تعلّموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإنّ فيهنّ الفرائض » .
• قال ابن مسعود رضي الله عنه: « مَن قرأ آل عمران فهو غني، والنساء محبّرة » .


3- اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب حكم بضعفها .

- سورة البقرة :
• حديث خالد بن سعيد المدني، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ( إنّ لكل شيء سناماً، وإنّ سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلال ليال، ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث أيام )، رواه أبو يعلى والعقيلي وغيرهما، وقال العقيلي: « خالد بن سعيد المدني عن أبي حازم، لا يتابع على حديثه .
• حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: ( ماخيّب اللّه أمراً قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران )، سبب ضعف الحديث: هو أنّ أبا نعيم روى الحديث من طريق ليث بن أبي سليم؛ وليث ضعيف الحديث.
• حديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: ( لكل شيء سنام، وإنّ سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرسي )، سبب ضعف الحديث: هو أنّ حكيم بن جبير متروك الحديث لسوء حفظه، وغلوّه للتشيّع، إضافة إلى أن شعبة تكلم فيه وضعّفه، قاله الترمذي .

- سورة الفاتحة :
• حديث سلام الطويل عن زيد العمي عن ابن سيرين عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: ( فاتحة الكتاب شفاء من السمّ )، سبب ضعف الحديث: هو أنّ سلام الطويل متّهم بالكذب، وزيد العمي ضعيف .

• حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً: « فاتحة الكتاب تجزي مالا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات »، سبب ضعف هذا الحديث: هو أنّ يوسف بن عطية كثير الوهم والخطأ متروك الحديث، وقال فيه البخاري: منكر الحدیث، وقال النسائي: متروك الحديث وليس بثقة .

• حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: « من قرأ أم القرآن وقل هو اللّه أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن » رواه الطبراني وغيره، سبب ضعف هذا الحديث: هو أنّ سليمان بن أحمد الواسطي متروك الحديث .


4- ماهي شروط صحة الحديث؟

• إنّ مما ينبغي معرفته أنّه لا يُحكم بصحة حديث إلّا إذا صحّ إسناده ومتنه، وصحة الإسناد لا تتحقق إلّا بأمور :
- أن يكون رجاله ممن تُقبل روايتهم، والذين لا تُقبل روايتهم على درجتين :
1- الذين يكون سبب جرحهم ضعف ضبطهم .
2- الذين لا تُقبل مروياتهم مطلقة، ولا يعتبر بها، كالمتّهمين بالكذب، ومتروكي الحديث، والذين بلغوا من كثرة الخطأ والتساهل في الرواية عن الواهين .
- أن يكون الإسناد متصلاً غير منقطع .
- انتفاء العلة القادحة في صحة الإسناد كالاضطراب والمخالفة والتدليس .


5- بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن .

الدرجة الأولى: المرويات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولاعلة قادحة في الإسناد ولا في المتن .
الدرجة الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف التي يُجبر بالشواهد وتعدّد الطرق، ويكون المتن سالماً من العلة القادحة .
الدرجة الثالثة: المرويات الموضوعة، وهي التي يتبين أنّها مختلقة ومكذوبة .
الدرجة الرابعة: المرويات الضعيفة ضعفاً محتملاً، وهي التي يكون متنها غير منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابل للتقوية لووُجدت .
الدرجة الخامسة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها مخالفاً للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية .


6- بيّن حال الحديث الطويل المروي عن أبي كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن .

إنّ الحدیث الطويل المروي عن أبي بن كعب هو حديث مكذوب في فضائل القرآن سورة سورة، وذكر الحافظ العراقي أن «ّ كل مَن أودع حديث أبي-المذكور- كالواحدي والثعلبي والزمخشري مخطئ في ذلك »، كما ذكر ابن الجوزي أنّ هذا الحديث مصنوع بلا شك، فقد ذكر في كل سورة مايناسبها من الثواب بكلام ركيك لا يناسب كلام النبي صلى الله عليه وسلم .
- ورواه العقيلي من طريق بزيع بن حسان؛ قال الدارقطني: متروك، وروي هذا الحديث في الموضوعات لابن الجوزي من طريق مخلد بن عبد الواحد؛ قال ابن حبان: منكر الحدیث جداً، وقال أحمد وابن معین علي بن زيد ليس بشيء .


7- عدد دلائل معرفة خواص القرآن مع التمثيل بتمثيل واحد لكل دلالة .

الدلالة الأولى: دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال متخصصة، أما القرآن؛ فاستخراج الخواص منه، وباب الفهم فيه واسع، ومن ذلك: قول الله تعالى: { الذين قال لهم الناس إنّ الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا اللّه ونِعم الوكيل • فانقلبوا بنعمة من اللّه وفضل لم يمسسهم سوء واتّبعوا رضوان اللّه والله ذو فضل عظيم }، إنّ قول هذه الكلمة بإيمان عند الخبر المفزع والخوف له أثر في دفع البلاء والسلامة منه، أما الأحاديث النبوية التي رويت ففيها دلالة بيّنة على خواص القرآن، فمن ذلك: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في رقيته بسورة الفاتحة للديغ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: « وما يدريك أنّها رقية »، وهذا يعدّ من خواص سورة الفاتحة .

الدلالة الثانية: ماثبت عن الصحابة رضي الله عنهم، فقد روي عن الصحابة رضي الله عنهم آثار كثيرة مايصحّ منها قليل، ومن ذلك؛ حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنّه قال: « مَن قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة، وآية الكرسي، وآيتين بعد آیة الكرسي، وثلاثاً من آخر سورة البقرة، لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان، ولاشيء يكرهه، ولا يُقرأن على مجنون إلّا أفاق »، الشعبي لم يدرك ابن مسعود، وعاصم يُضعّف في الحدیث .

الدلالة الثالثة: ماثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم، ومن ذلك: مارواه سعيد بن منصور والدارمي من طريق أبي الأحوص، عن أبي سنان الشيباني، عن المغيرة بن سبيع العجلي أنّه قال: « مَن قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينسَ القرآن: أربع آيات من { وإلهكم إله واحد لا إله إلّا هو الرحمن الرحيم }، وآية الكرسي والثلاث آيات من آخرها »، والمغيرة تابعي ثقة، والإسناد إليه صحيح، كمااشتهر في هذا الباب جماعة من التابعين مالا يصحّ عنهم، من ذلك؛ عن أبي جعفر بن الرازي عن ليث بن أبي سليم أنّه قال: « بلغني أنّ هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله، تقرأ في إناء ماء ثم يصب على رأس المسحور الآية التي سورة يونس: { فلمّا ألقوا قال موسى ماجئتم به السحر إنّ اللّه سيبطله إنّ اللّه لا يُصلح عمل المفسدين • ويحقّ اللّه الحق بكلماته ولو كره المجرمون } والآية الأخرى: { فوقع الحق وبطل ماكانوا يعملون } إلى انتهاء أربع آيات وقوله: { إنّما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى }، وليث بن أبي سليم ضعیف الحديث، ولم يسمّ من أخذ عنه هذه الرقية .

الدلالة الرابعة: الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة، ومن ذلك أن يرقي الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات، فقد كتب بعض أهل العلم لمَن تعسّرت ولادتها سورة الزلزلة .
- وذكر أيضاً ابن القيم رحمه الله كتاباً لمن تعسّرت ولادتها قال: « يُكتب في إناء نظيف: { إذا السماء انشقت • وأذنت لربها وحُقّت • وإذا الأرض مُدّت • وألقت مافيها وتخلّت } وتشرب منه الحامل، ويُرش على بطنها .

هيئة التصحيح 3 11 ربيع الأول 1439هـ/29-11-2017م 11:40 PM

سلوى عبد الله عبد العزيز أ

عصام عطار أ
س4: ذكرت شروط صحة الإسناد وفاتك شرطي صحة المتن.
- خصم نصف درجة للتأخير.

تراجع ملاحظات تقويم المجلس وفقكم الله.

عفاف نصر 17 ربيع الأول 1439هـ/5-12-2017م 07:42 PM

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
كلام الله عزوجل محكم غاية الاحكام وبلغ غاية الحسن والبيان وجميع آياته منزهة عن النقص والضعف والإختلاف ، ولكنها ليست على درجة واحدة في الفضل ، فبعض الآيات والسور اختصها الله بمزيد من الفضل دون غيرها ، وبعض كلامه أحب إليه من الآخر ، ولبعض السور والآيات خواص اختصها الله بها ، فمثلا الفاتحة قرائتها ركن من أركان الصلاة لا تصح إلا بها وسورة الإخلاص أقسم النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن .. وغيرها من الآيات والسور .
ودليل ذلك من كتاب الله :
قوله تعالى :( ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )
وقوله :( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم )
وقوله عزوجل : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات )
ومن السنة :
- قول االنبي صلى الله عليه وسلم لسعيد بن المعلى رضي الله عنه : ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن) فقال له : ( الحمدلله رب العالمين ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) رواه البخاري .
- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم
***********************************
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
- أنها أعظم آية في كتاب الله
الدليل : ماورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب : : ( يا أبا المنذر ، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال له : الله ورسوله أعلم . قال : ( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟) قال له أبي : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) قال أبي : فضرب على صدري ، وقال : والله ليهنك العلم، أبا المنذر )
- أنه من قرأها حين يأوي إلى فراشه لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح .
الدليل : ماثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته ، فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم _ فذكر الحديث _ فقال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك الشيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صدقك وهو كذوب ذاك شيطان )
- أن من قرأها دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت
الدليل :حديث ابي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) هذا الحديث مختلف في صحته لاختلافهم في محمد بن حمير الذي تفرد به ، فمن وثقه صحح هذا الحديث ، كما فعل ابن حجر والألباني وابن عبد الهادي ، ومن ضعفه لم يقبل هذا الحديث إلا أن يكون له شاهد يعضده وعامة شواهد هذا الحديث بين موضوع وشديد الضعف .
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله : والأظهر أنه إسناد حسن لابأس به.
2: سورةآل عمران.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقرائتها وقراءة سورة البقرة ، لأنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما .
الدليل :
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه :قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ، اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف ، تحاجان عن أصحابهما ) رواه مسلم .
مارواه النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانو يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ) رواه مسلم .
- من السور التي بها اسم الله الأعظم
الدليل :حديث أبي أمامة الباهلي مرفوعاً : ( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث : في البقرة وآل عمران وطه ) حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .

3: سورة النساء
- أنها من السبع الطوال ..
الدليل : قول الله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم )
باعتبار أحد القولين المشهورين في هذه الآية .
- من السبع التي من أخذ بها فهو حبر
الدليل :حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( من أخذ السبع فهو حبر ) حديث حسن
- أنها من السور التي ينبغي تعلمها لما تحويه من الفرائض
الدليل :عن المسور بن خرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : (تعلموا سورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة ووسورة الحج وسورة النور فإن فيهن فرائض ) رواه الحاكم والبيهقي باسناد صحيح
**********************************
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائلالسور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1- حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً " أم القرآن عوض عن غيرها وليس غيرها منها بعوض )
سبب ضعف الحديث : تفرد به محمد بن خلاد وهو مختلف فيه وقد احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه ويروي بالمعنى ماينكر عليه .
2- حديث العلاء بن المسيب ، عن فضيل بن عمرو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال : ثنا النبي صلى الله عليه وسلم ثم تغير لونه ، ورددها ساعة حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : )أنها نزلت من كنز تحت العرش )
سبب ضعفه :ضعيف لانقطاع سنده فإن فضيلا لم يدرك علي رضي الله عنه .
3- حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول عن ابن جريج ،عن عطاء عن ابن عباس ال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأثلث القرآن )
سبب ضعفه :فيه سليمان الواسطي متروك الحديث.
2: سورةالبقرة:
1- مارواه الدارمي وابن الضريس من طريق عاصم بن بهدلة عن عامر الشعبي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال :( من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة ، وآية الكرسي ، وآيتان بعد آية الكرسي وثلاثاً من آخر سورة البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ، ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق )
وسبب ضعف الحديث : أن عاصم يضعف في الحديث ، والشعبي لم يدرك ابن مسعود .
2- حديث حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي )
سبب ضعفه : فيه حكيم بن جبير متروك الحديث لسوء حفظه وغلوه في التشيع.
3- حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : (ماخيب الله امرأ قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران )
سبب ضعفه : فيه ليث ضعيف الحديث .
**************************************
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
لايحكم بصحة الحديث إلا إذا صح إسناده ومتنه .
أما الإسناد لا يصح إلا بتوفر ثلاث شروط :
· الأول:أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم ،فلا تقبل رواية الكذابين والمتهمون بالكذب ومتروكو الحديث ، أما ضعيف الضبط تقبل روايته إن كان له شواهد أو طرق أخرى .
· الثاني :أن يكون السند متصل ، فالسند المنقطع يوجب تضعيف الحديث .
· الثالث : أن يكون السند خالي من العلل القادحة في صحة الإسناد ، كمخالفة الراوي من هو أوثق منه ، والتدليس بأن يسقط راويا ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة " عن " أو "أنّ"، ويكون خال من الاضطراب وهو أن يختلف الرواه في الاسناد إختلافاً شديداً فلا يوقف على صحته .
أما المتن لا يصح إلا بتحقق أمرين :
· الأمر الأول : صحة الاسناد إليه .
· الأمر الثاني :انتفاء العلل القادحة فيه كالتحريف والتحريف والاضطراب والرواية بالمعنى المخل ، والنكارة فيه .
*************************************
س5: بيّن درجات المرويات في فضائلالقرآن.
هي على خمس درجات :
1. المرويات الصحيحة لذاتها ، وهي التي تخلو من الشذوذ والعلل القادحة في السند والمتن .
*حكمها :يحتج بها .
2. المرويات الصحيحة لغيرها ، فهي من حيث المتن سالمة من العلل القادحة ، وأما سندها فيه بعض الضعف يجبر بالشواهد .
*حكمها: يحتج بها .
3. المرويات الضعيفة ضعف محتمل ، متنها غير منكر من جهة المعنى وفي السند ضعف قابل للتقوية بطرق أخرى إن وجدت .
*حكمها :مختلف فيها ، من العلماء من يحتج بها في الفضائل والرقاق .
ومنهم من لايحتج بها لكن يذكرها استئناساً.
ومنهم من ينبه وبين ضعفها
ومنهم من يذكرها لفائدة إذا كان المتن جامعاً فيستشهد به .
4. المرويات الواهية ، فسندها واهي شديد الضعف لايتقوى ، أو أن متنها من حيث المعنى مخالف للنصوص الشرعية الصحيحة .
*حكمها : لا يحتج بها ولا يجوز ذكرها إلا للتنبيه على ضعفها وبيان العلل فيها .
5. المرويات الموضوعة .
*حكمها : لاتجوز التحديث بها . بل قد ورد الوعيد الشديد في رواية الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم .
***************************************
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه فيفضائل سور القرآن.
هذا الحديث من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن فهو مكذوب على أبي بن كعب فلا تجوز رواية هذا الحديث ولا يحتج به .
قال ابن الجوزي :
(وهذا الحديث في فضائل السور مصنوع بلا شك وفي إسناد الطريق الأول بزيغ ، قال الدار قطني : متروك ، وفي الطريق الثاني مخلد بن عبد الواحد ،قال ابن حبان : منكر الحديث جداً ، وقد اتفق بزيغ ومخلد على رواية هذا الحديث عن علي بن زيد ، قال أحمد وابن معين علي بن زيد ليس بشيء. وأيضا فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنه قد استنفذ السور وذكر في كل واحدة مايناسبها من الثوابي بكلام ركيك في نهاية البرود لا يناسب كلام الرسول )
فيتبين من كلام ابن الجوزي أن الحديث لايصح سنداً ولا متناً.
***********************************
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحدلكلّ دلالة.
· الدلالة الأولى :
ماتدل عليه نصوص القرآن والصحيح السنة على أن بعض الآيات والسور لها تأثير في أحوال مخصوصة .
مثال :
قول حسبنا الله ونعم الوكيل عند الخوف والفزع مع اعتقادها له أثر في دفع البلاء والسلامة منه قال تعالى :(الذين قال لهم الناس ...)
ومن السنة :ماورد في فضل سورة البقرة من نفور الشياطين من البيت الذي تقرأ فيه كما دل على ذلك مارواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )
· الدلالة الثانية :
ماثبت عن الصحابة رضي الله عنهم مما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم أو مما فعلوه اجتهادا بناء على أصل الإذن الشرعي ، روي في ذلك عنهم آثار كثيرة لكن لم يصح منها إلا القليل .
مثاله :مارواه ابن أبي شيبة والطبراني عن ابن عباس قال : إذا عسر على المرأة ولدها فيكتب هاتين الآيتين في صحيفة ثم تغسل فتسقى منها : (بسم الله لا إله إلا هو الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات ورب العرش العظيم " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها "،"كأنهم يوم يرون مايوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار " والحديث فيه ابن أبي ليلى ضعيف لسوء حفظه .
هذا الأثر أخذ به بعض الأئمة لأن الضعف في الاسناد ليس شديد ، وبناد على أصل الإذن في الرقية ،ولوجود الحاجة وهي تعسر الولادة وظهور مناسبتها .
· الدلالة الثالثة :
ماثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم .
من ذلك مارواه الدارمي وسعيد ن منصور عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال : من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن : أربع آيات من "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " وآية الكرسي والثلاث آيات من آخرها ) والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود والإسناد إليه صحيح .
· الدلالة الرابعة :اجتهاد العلماء في إيجاد تشابه ومناسبة بين اللآيات والحال المخصوصة ..
-من ذلك قراءة سورة الشرح لمن يجد في صدره ضيقاً
-منها رقية الثآليل بقوله تعالى : ( ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً ) وفيها التوسل إلى الله القادر على نسف الجبال الذي لايعجزه إزالة الثآليل .
***************************************
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن:
- أنها تؤدي إلى تلبيس الحق بالباطل حيث يستخدموا الطلاسم من السحر وموهوا على الناس بأنها من خواص القرآن ، فتقربوا للشياطين وسموهم خدام الآيات ،واستغاثوا استغاثات شركية وسموها عزائم ، ومنهم من يكتب الحجب والتمائم ويبيعها زاعماً أن فيها من الخواص مايدفع البلاء ويجلب السعادة وتحفظ من الشرور .فضلّوا وأضلوا كثيراً.
**************************************
والحمدلله رب العالمين ..

هيئة التصحيح 3 23 ربيع الأول 1439هـ/11-12-2017م 01:25 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفاف نصر (المشاركة 327454)
المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
كلام الله عزوجل محكم غاية الاحكام وبلغ غاية الحسن والبيان وجميع آياته منزهة عن النقص والضعف والإختلاف ، ولكنها ليست على درجة واحدة في الفضل ، فبعض الآيات والسور اختصها الله بمزيد من الفضل دون غيرها ، وبعض كلامه أحب إليه من الآخر ، ولبعض السور والآيات خواص اختصها الله بها ، فمثلا الفاتحة قرائتها ركن من أركان الصلاة لا تصح إلا بها وسورة الإخلاص أقسم النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن .. وغيرها من الآيات والسور .
ودليل ذلك من كتاب الله :
قوله تعالى :( ماننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )
وقوله :( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم )
وقوله عزوجل : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات )
ومن السنة :
- قول االنبي صلى الله عليه وسلم لسعيد بن المعلى رضي الله عنه : ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن) فقال له : ( الحمدلله رب العالمين ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) رواه البخاري .
- وعن أبيّ بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»
قال: قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}.
قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم، أبا المنذر». رواه مسلم
***********************************
س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: آية الكرسي
- أنها أعظم آية في كتاب الله
الدليل : ماورد في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب : : ( يا أبا المنذر ، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قال له : الله ورسوله أعلم . قال : ( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟) قال له أبي : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) قال أبي : فضرب على صدري ، وقال : والله ليهنك العلم، أبا المنذر )
- أنه من قرأها حين يأوي إلى فراشه لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح .
الدليل : ماثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آتٍ فجعل يحثو من الطعام فأخذته ، فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم _ فذكر الحديث _ فقال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك الشيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( صدقك وهو كذوب ذاك شيطان )
- أن من قرأها دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت
الدليل :حديث ابي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) هذا الحديث مختلف في صحته لاختلافهم في محمد بن حمير الذي تفرد به ، فمن وثقه صحح هذا الحديث ، كما فعل ابن حجر والألباني وابن عبد الهادي ، ومن ضعفه لم يقبل هذا الحديث إلا أن يكون له شاهد يعضده وعامة شواهد هذا الحديث بين موضوع وشديد الضعف .
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله : والأظهر أنه إسناد حسن لابأس به.
2: سورةآل عمران.
- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقرائتها وقراءة سورة البقرة ، لأنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما .
الدليل :
حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه :قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ، اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان ، أو كأنهما فرقان من طير صواف ، تحاجان عن أصحابهما ) رواه مسلم .
مارواه النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانو يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما ) رواه مسلم .
- من السور التي بها اسم الله الأعظم
الدليل :حديث أبي أمامة الباهلي مرفوعاً : ( اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث : في البقرة وآل عمران وطه ) حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .

3: سورة النساء
- أنها من السبع الطوال ..
الدليل : قول الله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم )
باعتبار أحد القولين المشهورين في هذه الآية .
- من السبع التي من أخذ بها فهو حبر
الدليل :حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( من أخذ السبع فهو حبر ) حديث حسن
- أنها من السور التي ينبغي تعلمها لما تحويه من الفرائض
الدليل :عن المسور بن خرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : (تعلموا سورة البقرة وسورة النساء وسورة المائدة ووسورة الحج وسورة النور فإن فيهن فرائض ) رواه الحاكم والبيهقي باسناد صحيح
**********************************
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائلالسور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1: سورة الفاتحة
1- حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً " أم القرآن عوض عن غيرها وليس غيرها منها بعوض )
سبب ضعف الحديث : تفرد به محمد بن خلاد وهو مختلف فيه وقد احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه ويروي بالمعنى ماينكر عليه .
2- حديث العلاء بن المسيب ، عن فضيل بن عمرو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال : ثنا النبي صلى الله عليه وسلم ثم تغير لونه ، ورددها ساعة حين ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : )أنها نزلت من كنز تحت العرش )
سبب ضعفه :ضعيف لانقطاع سنده فإن فضيلا لم يدرك علي رضي الله عنه .
3- حديث سليمان بن أحمد الواسطي عن علي بن الحسين الأحول عن ابن جريج ،عن عطاء عن ابن عباس ال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( من قرأ أم القرآن وقل هو الله أحد فكأنما قرأثلث القرآن )
سبب ضعفه :فيه سليمان الواسطي متروك الحديث.
2: سورةالبقرة:
1- مارواه الدارمي وابن الضريس من طريق عاصم بن بهدلة عن عامر الشعبي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال :( من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة ، وآية الكرسي ، وآيتان بعد آية الكرسي وثلاثاً من آخر سورة البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ، ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق )
وسبب ضعف الحديث : أن عاصم يضعف في الحديث ، والشعبي لم يدرك ابن مسعود .
2- حديث حكيم بن جبير عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي )
سبب ضعفه : فيه حكيم بن جبير متروك الحديث لسوء حفظه وغلوه في التشيع.
3- حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : (ماخيب الله امرأ قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران )
سبب ضعفه : فيه ليث ضعيف الحديث .
**************************************
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
لايحكم بصحة الحديث إلا إذا صح إسناده ومتنه .
أما الإسناد لا يصح إلا بتوفر ثلاث شروط :
· الأول:أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم ،فلا تقبل رواية الكذابين والمتهمون بالكذب ومتروكو الحديث ، أما ضعيف الضبط تقبل روايته إن كان له شواهد أو طرق أخرى .
· الثاني :أن يكون السند متصل ، فالسند المنقطع يوجب تضعيف الحديث .
· الثالث : أن يكون السند خالي من العلل القادحة في صحة الإسناد ، كمخالفة الراوي من هو أوثق منه ، والتدليس بأن يسقط راويا ضعيفاً من الإسناد ويروي عن شيخه بصيغة " عن " أو "أنّ"، ويكون خال من الاضطراب وهو أن يختلف الرواه في الاسناد إختلافاً شديداً فلا يوقف على صحته .
أما المتن لا يصح إلا بتحقق أمرين :
· الأمر الأول : صحة الاسناد إليه .
· الأمر الثاني :انتفاء العلل القادحة فيه كالتحريف والتحريف والاضطراب والرواية بالمعنى المخل ، والنكارة فيه .
*************************************
س5: بيّن درجات المرويات في فضائلالقرآن.
هي على خمس درجات :
1. المرويات الصحيحة لذاتها ، وهي التي تخلو من الشذوذ والعلل القادحة في السند والمتن .
*حكمها :يحتج بها .
2. المرويات الصحيحة لغيرها ، فهي من حيث المتن سالمة من العلل القادحة ، وأما سندها فيه بعض الضعف يجبر بالشواهد .
*حكمها: يحتج بها .
3. المرويات الضعيفة ضعف محتمل ، متنها غير منكر من جهة المعنى وفي السند ضعف قابل للتقوية بطرق أخرى إن وجدت .
*حكمها :مختلف فيها ، من العلماء من يحتج بها في الفضائل والرقاق .
ومنهم من لايحتج بها لكن يذكرها استئناساً.
ومنهم من ينبه وبين ضعفها
ومنهم من يذكرها لفائدة إذا كان المتن جامعاً فيستشهد به .
4. المرويات الواهية ، فسندها واهي شديد الضعف لايتقوى ، أو أن متنها من حيث المعنى مخالف للنصوص الشرعية الصحيحة .
*حكمها : لا يحتج بها ولا يجوز ذكرها إلا للتنبيه على ضعفها وبيان العلل فيها .
5. المرويات الموضوعة .
*حكمها : لاتجوز التحديث بها . بل قد ورد الوعيد الشديد في رواية الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم .
***************************************
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه فيفضائل سور القرآن.
هذا الحديث من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن فهو مكذوب على أبي بن كعب فلا تجوز رواية هذا الحديث ولا يحتج به .
قال ابن الجوزي :
(وهذا الحديث في فضائل السور مصنوع بلا شك وفي إسناد الطريق الأول بزيغ ، قال الدار قطني : متروك ، وفي الطريق الثاني مخلد بن عبد الواحد ،قال ابن حبان : منكر الحديث جداً ، وقد اتفق بزيغ ومخلد على رواية هذا الحديث عن علي بن زيد ، قال أحمد وابن معين علي بن زيد ليس بشيء. وأيضا فنفس الحديث يدل على أنه مصنوع فإنه قد استنفذ السور وذكر في كل واحدة مايناسبها من الثوابي بكلام ركيك في نهاية البرود لا يناسب كلام الرسول )
فيتبين من كلام ابن الجوزي أن الحديث لايصح سنداً ولا متناً.
***********************************
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحدلكلّ دلالة.
· الدلالة الأولى :
ماتدل عليه نصوص القرآن والصحيح السنة على أن بعض الآيات والسور لها تأثير في أحوال مخصوصة .
مثال :
قول حسبنا الله ونعم الوكيل عند الخوف والفزع مع اعتقادها له أثر في دفع البلاء والسلامة منه قال تعالى :(الذين قال لهم الناس ...)
ومن السنة :ماورد في فضل سورة البقرة من نفور الشياطين من البيت الذي تقرأ فيه كما دل على ذلك مارواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )
· الدلالة الثانية :
ماثبت عن الصحابة رضي الله عنهم مما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم أو مما فعلوه اجتهادا بناء على أصل الإذن الشرعي ، روي في ذلك عنهم آثار كثيرة لكن لم يصح منها إلا القليل .
مثاله :مارواه ابن أبي شيبة والطبراني عن ابن عباس قال : إذا عسر على المرأة ولدها فيكتب هاتين الآيتين في صحيفة ثم تغسل فتسقى منها : (بسم الله لا إله إلا هو الحليم الكريم ، سبحان الله رب السموات ورب العرش العظيم " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها "،"كأنهم يوم يرون مايوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار " والحديث فيه ابن أبي ليلى ضعيف لسوء حفظه .
هذا الأثر أخذ به بعض الأئمة لأن الضعف في الاسناد ليس شديد ، وبناد على أصل الإذن في الرقية ،ولوجود الحاجة وهي تعسر الولادة وظهور مناسبتها .
· الدلالة الثالثة :
ماثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم .
من ذلك مارواه الدارمي وسعيد ن منصور عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال : من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن : أربع آيات من "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " وآية الكرسي والثلاث آيات من آخرها ) والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود والإسناد إليه صحيح .
· الدلالة الرابعة :اجتهاد العلماء في إيجاد تشابه ومناسبة بين اللآيات والحال المخصوصة ..
-من ذلك قراءة سورة الشرح لمن يجد في صدره ضيقاً
-منها رقية الثآليل بقوله تعالى : ( ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً ) وفيها التوسل إلى الله القادر على نسف الجبال الذي لايعجزه إزالة الثآليل .
***************************************
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن:
- أنها تؤدي إلى تلبيس الحق بالباطل حيث يستخدموا الطلاسم من السحر وموهوا على الناس بأنها من خواص القرآن ، فتقربوا للشياطين وسموهم خدام الآيات ،واستغاثوا استغاثات شركية وسموها عزائم ، ومنهم من يكتب الحجب والتمائم ويبيعها زاعماً أن فيها من الخواص مايدفع البلاء ويجلب السعادة وتحفظ من الشرور .فضلّوا وأضلوا كثيراً.
**************************************
والحمدلله رب العالمين ..

أحسنتِ نفع الله بكِ.
- ينظر ملاحظات المجلس أعلاه.
- خصم نصف درجة للتأخير.
التقييم: أ


نور اليافعي 23 ربيع الأول 1439هـ/11-12-2017م 05:17 PM

المجموعة الأولى:
س1: كيف تردّ على من أنكر تفاضل سور القرآن وآياته؟
الاستعانة بالادلة من القرآن و السنة التي تبين تفاضل سور القرآن وآياته
قال تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها)
زقال تعالى : ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات)
ولقوله عليه الصلاة والصلاة : (ألا أخبرك بأفضل القرآن )وقوله ( لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد) وقال :( ا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم) وقال : ( يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل )

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1: سورة الفاتحة. لا تصح الصلاة إلا بها هي اعظم سورة وهي أم القرآن والسبع المثاني والقرآن العظيم لا يوجد مثلها لا في القرآن ولا التوراة ولا الانجيل ولا الزبور وهي أفضل القرآن وخير السور وهي فاتحة الكتاب وانها رقية
2: سورة البقرة.هي تقدم اهل القرآن يوم القيامة وتظلهم كالغمامة وهي مع سورة ال عمران الزهراوان ولا تستطيعها البطلة الشيطان ينفر من البيت الذي تقرا فيه سورة البقرة وهي سنام القرآن
3. خواتيم سورة البقرة. لها شرف عظيم و ثواب جزيل فهي نور لن تقرأ بحرف منها الإ أعطيته من قرأها في ليلة كفتاه أعطيها في ليلة الاسراء إذا قرأت في ليلة ثلاث لا يقربها شيطان وهي مما فضل الله بها هذه الامة وانها من بيت كنز من تحت العرش

س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:

1: سورة آل عمران حديث الله لا اله الا هو الحي القيوم هو اسم الله الاعظم ضعف الرواه

2: سورة النساء من قرأ البقرة وال عمران والنساء في ليلة كان من القانتين إسناد منقطع

س4: ما هي أسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة.
اسباب عناية أهل الحديث بجمع المرويات الضعيفة :

1- التحذير على ضعفها وعدم الانغرار بها
2- جمع الطرق للاستعانة بها على دراسة الأحاديث التي تقبل التقوية
3- رصد ما روي في هذا الباب وحفظه ليسهل وصول أهل الحديث إليه

س5 هل يقتضي ضعف الإسناد المعيّن ضعف المتن مطلقا؟ وضّح إجابتك بالتمثيل.
لا يقتضي ضعف الإسناد المعين ضعف المتن
المثال :
حديث مسلمة بن علي الخشني عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة مرفوعاً: «اقرؤوا القرآن فإنَّ الله لا يعذّبُ قلباً وَعَى القرآن»
الألباني يقول ضعيف جدا اسنادة واه لأن مسلمة بن علي متروك كما في التقريب
الصحيح فيه أنّه موقوف على أبي أمامة رضي الله عنه بلفظ: «اقرءوا القرآن ولا تغرَّنكم هذه المصاحف المعلَّقة، فإنَّ الله لن يعذّب قلباً وَعَى القرآن».
وهذا الأثر رواه عن أبي أمامة: شرحبيل بن مسلم الخولاني، وسليم بن عامر الخبائري، والقاسم بن عبد الرحمن الشامي.
مجموع الطرق ثابت عن أبي أمامة رضي الله عنه، وهو موقوفا على أبي أمامة وبما أنه لا يقال حديث كهذا بالرأي؛ فيأخذ حكم الرفع من جهة المعنى لا من جهة الرواية.

س6: عدد بإيجاز أنواع المرويّات الضعيفة في فضائل القرآن.
1- الإرسال
2- الإنقطاع
3- المخالفة بالرواية بالمعنى المغيّر للفظ.
4-الخطأ في الإسناد
5- المرويات التي يكون في إسنادها مجهول العين أو مجهول الحال.
6- الضعيف لكون أحد رواته متروك الحديث.
7- منكر المتن
8- الضعيف الذي لا أصل له.
9- الموضوع

س7: بيّن المراد بخواصّ القرآن.
المراد بخواص القرآن الإنتفاع ببعض الآيات والسور في أحوال مخصوصة

س8: بيّن حكم الأخذ بما يُحكى من التجارب في خواصّ القرآن.
يجوز ما لم يكن شركا لقوله عليه الصلاة والسلام ( ارقي ما لم يكن فيها شرك )


الساعة الآن 02:08 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir