كتاب العين - أبواب ما فوق الخمسة
" أبواب ما فوق الخمسة " 214 - باب العالمين ما إن رأيت ولا سمعت = بمثله في العالمينا وأنشدوا للحطيئة: - تنحي فاجلسي منا بعيدا = أراح الله منك العالمينا (قال شيخنا: فأما أهل النظر، فالعالم عندهم اسم يقع على الكون الكلي المحدث المحيط من فلك وسماء وأرض، وما بين ذلك وقد قال معنى هذا القول الزجاج). قال شيخنا: وقيل: إن العالم مشتق مما هو علامة، لأنه دال على خالقه. وهذا يقوي قول من رآه واقعا على الكائن، كله، وقيل: إن اشتقاقه من العلم. وهذا يقوي ما ذكرناه عن ابن عباس. وذكر بعض المفسرين أن العالم في القرآن على ستة أوجه: أحدها: كل ذي روح. ومنه قوله تعالى [في الفاتحة]: {الحمد لله رب العالمين}. والثاني: المؤمنون. ومنه قوله تعالى في الأنبياء: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. والثالث: عالمو أزمانهم. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وأني فضلتكم على العالمين}. والرابع: الأضياف. ومنه قوله تعالى في سورة الحجر: {أولم ننهك عن العالمين}. والخامس: جميع أولاد آدم. ومنه قوله تعالى في الأنبياء: {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين}. والسادس: بعض أولاد آدم. ومنه قوله تعالى: {سلام على نوح في العالمين}، أي: ثناء عليه بعده إلى يوم القيامة. 215 - باب العهد ويقولون: تعهدت ضيعتي ولا يقولون تعاهدت. لأن التعاهد لا يكون إلا من اثنين، والعهد من المطر. [ولي قد مضى قبله وسمي لأنه أول ما عهد الأرض]. وذكر بعض المفسرين أن العهد في القرآن على سبعة أوجه: - أحدها: الوصية. ومنه قوله تعالى في البقرة: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه}، وفي يس: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم}. والثاني: الأمان. ومنه قوله تعالى في براءة: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم}. والثالث: الوفاء. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد}. والرابع: التوحيد. ومنه قوله تعالى في مريم: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا}، أي: وحده بقول: لا إله إلا الله. والخامس: اليمين. ومنه قوله تعالى في النحل: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم}، قاله: ابن قتيبة، وقال غيره: هو من المعاهدة على فعل الشيء. والسادس: الوحي. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي}، أي: أوحينا. قاله: الحسن. وألحقه بعضهم بالقسم الأول، ومعناهما متقارب. والسابع: النبوة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {قال لا ينال عهدي الظالمين}. 216 - باب العذاب العذب معذب وقد عذب الماء عذوبة، واستعذب القوم ماءهم. وعذبة السوط: طرفه. وعذبة الميزان: الخيط الذي يرفع به. والعذيب: ماء لتميم. وعاذب: مكان قال ابن فارس: وأصل العذاب في كلام العرب: الضرب. وذكر أهل التفسير أن العذاب في القرآن على عشرة أوجه: - أحدها: الحد في الزنى. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب}، وفي النور: {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين}، وفيها: {ويدرأ عنها العذاب}. والثاني: المسخ. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس}، أراد: مسخهم قرودا و خنازير. والثالث: هلاك المال. ومنه قوله تعالى في نون والقلم: {كذلك العذاب}. والرابع: الغرق. ومنه قوله تعالى [في نوح]: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم}. والخامس: القذف والخسف. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ومن تحت أرجلكم أو يلبسكم}. والسادس: الجوع. ومنه قوله تعالى في المؤمنين {حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب}، وفيها: {حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد}، وفي الدخان: {ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون}. والسابع: القتل. ومنه قوله تعالى في الحشر: {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا}، وفي سجدة لقمان: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى}، وقيل هو القتل ببدر. والثامن: الضرب المؤلم. ومنه قوله تعالى في يس: {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم}. والتاسع: نتف الريش. ومنه قوله تعالى في النمل: {لأعذبنه عذابا شديدا}. والعاشر: تعب الخدمة. ومنه قوله تعالى في سبأ: {فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين}. 217 - باب العلم وحده آخرون فقالوا: (اعتقاد المعلوم على ما هو به. وحده آخرون فقالوا: (الإحاطة بالمعلوم على ما هو به. وحده آخرون فقالوا: قضاء جازم في النفس. والأول أشهر في الصحة. وذكر أهل التفسير أن العلم في القرآن على أحد عشر وجها: - أحدها: العلم نفسه. ومنه قوله تعالى في هود: {يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور} ومثله {وهو بكل شيء عليم}، وهو عامة ما في القرآن. والثاني: الرؤية. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} وفي براءة: {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم}، وفي سورة محمد (صلى الله عليه وسلم): {حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين}. والثالث: الإذن. ومنه قوله تعالى في هود: {فاعلموا أنما أنزل بعلم الله}. والرابع: القرآن. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم}. والخامس: الكتاب. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا}. والسادس: الرسول. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} والسابع: الفقه. ومنه قوله تعالى [في الأنبياء]: {ولوطا آتيناه حكما وعلما} وفيها {ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما}. والثامن: العقل. ومنه قوله تعالى في القصص: {وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير}. والتاسع: التمييز. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا}. والعاشر: الفضل. ومنه قوله تعالى في القصص: {قال إنما أوتيته على علم عندي}. قال ابن قتيبة: معناه لفضل عندي. ويروى أنه كان أقرأ بني إسرائيل للتوراة العلم. والحادي عشر: ما يعده أربابه علما وان لم يكن كذلك. ومنه قوله تعالى في حم المؤمن: {فرحوا بما عندهم من العلم}. |
الساعة الآن 05:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir