الحكمة
35- الحكمة وأما قوله «الحكمة» على كذا وجه: فالحكمة باطن العلم، فالظاهر: للعلماء بأمر الله، والباطن: للعلماء بالله والعلماء بتدبير الله، فالعلماء بأمر الله: هم عمال الله، والعلماء بالله وبتدبير الله: هم قواد الله، يقودون العساكر إلى الله، بأيديهم ألوية المقربين، وأعلام الأمراء؛ فهم أولوا الأمر، الذين أمر الله بطاعتهم فقال: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم}. فروى عن جابر بن عبد الله أنه قال: «هم العلماء»، فالعلماء بالله قد بانوا بونا بعيدا من العلماء بأمور الله، فالعلماء بأمور الله: هم جهال بالله وبحكمته، ولذلك قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: [تحصيل نظائر القرآن: 107] «ما من آية إلا ولها ظهر وبطن تحاج العباد من تحت العرش». 1- الفقه: وإنما صارت الحكمة «الفقه» في هذا المكان: لأن الذي يفقه عن الله صفاته وتدبيره هو العالم بالله. 2- العلم: وإنما صارت الحكمة «العلم» في مكان آخر: فمعناه هذا العلم الذي ذكرنا. 3- النبوة: وإنما صارت الحكمة «النبوة» في مكان آخر: لأن النبوة نباهة عن الحكمة ويقظة. 4- القضاء بين الخلق: وإنما صارت الحكمة «القضاء بين الخلق» في مكان آخر: لأن القضاء لا يهتدى له إلا بالحكمة، لأن الحكمة من العدل رفعت. [تحصيل نظائر القرآن: 108] |
الساعة الآن 04:18 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir