معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=332)
-   -   باب في الضرب والحك والشق والمحو (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=7937)

ريم الحربي 27 جمادى الأولى 1431هـ/10-05-2010م 12:53 AM

باب في الضرب والحك والشق والمحو
 
باب في الضرب والحك والشق والمحو
قالَ القاضِي عِيَاض بن مُوسى بن عِيَاض اليَحْصُبي (ت: 544هـ): (أخبرنا أحمد بن محمد الأصبهاني من _كتابه_ أخبرنا الصيرفي, أخبرنا أبو الحسن الفالي, أخبرنا النهاوندي, أخبرنا القاضي أبو محمد ابن خلاد قال :قال أصحابنا: ( الحك تهمة وأجود الضرب ألا يطمس الحرف المضروب عليه بل بخط من فوقه خطا جيدا بينا يدل على إبطاله ويقرأ من تحته ما خط عليه ).
سمعت شيخنا أبا بحر سفيان بن العاصي الأسدي يحكى عن بعض شيوخه أنه كان يقول: (كان الشيوخ يكرهون حضور السكين مجلس السماع حتى لا يبشر شيء لأن ما يبشر منه قد يصح من رواية أخرى وقد يسمع الكتاب مرة أخرى على شيخ آخر يكون ما بشر وحك من رواية هذا صحيحا في رواية الآخر فيحتاج إلى إلحاقه بعد أن بشره وهو إذا خط عليه وأوقفه من رواية الأول وصح عند الآخر اكتفى بعلامة الآخر عليه بصحته ).
واختلفت اختيارات الضابطين في الضرب فأكثرهم على ما تقدم من مد الخط عليه لكن يكون هذا الخط مختلطا بالكلمات المضروب عليها وهو الذي يسمى الضرب والشق ,
ومنهم من لا يخلطه ويثبته فوقه لكنه يعطف طرف الخط على أول المبطل وآخره ليميزه من غيره ,
ومنهم من يستقبح هذا ويراه تسويدا وتطليسا في الكتاب بل يحوق على الكلام المضروب عليه بنصف دائرة وكذلك في آخره ,
وإن كثر فربما فعل ذلك في أول كل سطر وآخر من المضروب عليه للبيان وربما اكتفى بالتحويق على أول الكلام وآخره وربما كتب عليه لا في أوله و(إلى) في آخره ومثل هذا يصلح فيما صح في بعض الروايات وسقط من بعض حديث أو من كلام وقد يكتفى بمثل هذا بعلامة من ثبتت له فقط أو بإثبات لا وإلى فقط ,وأما ما هو خطأ محض فالتحويق التام عليه أو حكه أولى ,ومن الأشياخ المحسنين لكتبهم من يستقبح فيها الضرب والتحويق ويكتفى بدائرة صغيرة أول الزيادة وآخرها ويسميها صفرا كما يسميها أهل الحساب ومعناها خلو موضعها عندهم عن عدد كذلك تشعر هنا بخلو ما بينهما عن صحة .
واختلف أهل الإتقان من أهل هذا الشأن في الحرف إذا تكرر واحتاج إلى الضرب على أحدها وإبطاله أيهما أولى به :
فقال بعضهم أولاهما بالإبقاء الأول لأنه صحيح ويبطل الثاني لأنه هو الخطأ والمستغنى عنه ,
وقال آخرون أولاهما بالإبقاء أجودهما صورة وأحسنهما كتابة ,
وأرى أنا إن كان الحرف تكرر في أول سطر مرتين أن يضرب على الثاني لئلا يطمس أول السطر ويسخم وإن كان تكرر في آخر سطر وأول الذي بعده فليضرب على الأول الذي في آخر السطر وإن كانا جميعا في آخر سطر فليضرب على الأول أيضا لأن هذا كله من سلامة أوائل السطور وأواخرها أحسن في الكتاب وأجمل له إلا إذا اتفق آخر سطر وأول آخر فمراعاة الأول من السطر أولى وهذا عندي إذا تساوت الكلمات في المنازل فأما إن كان مثل المضاف والمضاف إليه فتكرر أحدهما فينبغي ألا يفصل بينهما في الخط ويضرب بعد على المتكرر من ذلك كان أولا أو آخرا وكذلك الصفة مع الموصوف وشبه هذا فمراعاة هذا مضطر للفهم وربما أدخل الفصل بينهما بالضرب والاتصال إشكالا وتوقفا فمراعاة المعاني والاحتياط لها أولى من مراعاة تحسين الصورة في الخط .
أخبرنا سفيان بن العاصي الأسدي ,أخبرنا القاضي أبو الوليد الوقشي, أخبرنا أبو عمر أحمد بن محمد المعافري قال: قال محمد ابن سحنون, أخبرنا موسى ,أخبرنا جرير عن منصور قال :كان إبراهيم النخعي يقول : (من المروءة أن يرى في ثوب الرجل وشفتيه مداد قال وفي مثل هذا دليل على جواز لعق الكتاب بلسانه وكان سحنون ربما كتب الشيء ثم لعقه).[الإلماع: ؟؟]


الساعة الآن 08:22 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir