تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي
تطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي الدرس (هنا) |
رسالة تفسيرية في قوله -تعالى- :" وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين " . بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، ونصلي ونسلم على سيدنا خير الخلق محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . إن الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم يرشدنا إلى كل ما فيه خير وصلاح لنا و يحذرنا من كل ما يكون سبباً في هلاكنا و حسرتنا ، فيذكر -سبحانه- لنا حقائق إن عقلناها و فهمناها و عملنا بمقتضاها كان ذلك سبباً في الفلاح والنجاح -بإذن الله- . ومن تلك الحقائق المهمة : أن ندرك حقيقة الحياة ، و نستحضر الآخرة دوماً . و هي حقيقة مستفادة من قوله -تعالى- :" وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين " . فمن الفوائد السلوكية التي نستفيدها : 1- لما كان سياق آيات سورة المنافقون يتحدث عن صفات المنافقين السيئة ، جاء أمر الله -تعالى- للمؤمنين أن يتحلوا بالصفات و الأخلاق الفاضلة فلا يتشبهوا بهم و يحذروا منها أشد الحذر . 2-أمر الله -تعالى- المؤمنين بالإنفاق و هو أمر عام لكل أوجه الإنفاق و خص الإنفاق بالذكر ؛ لما له من آثار طيبة على المؤمن ، وهي : * أنه حين ينفق يتحلى بالإيثار فيقدم حاجة إخوانه المسلمين على حاجته . * فيه تزكية النفس والقلب من حب جمع المال . * وفيه طلب مرضاة الله -تعالى- وتقديم ما يحبه الله -تعالى- على ما تحبه النفس ، فالنفس جُبلت على حب المال وفي ذلك ترويض للنفس . 3- " من ما رزقناكم " ، تذكر حقيقة أن هذا المال وكل الأرزاق من الله- تعالى- ؛ يجعل المؤمن يصرف هذا المال في وجوه الخير لأنه يتصرف في مال الله -تعالى- ، أيضاً لا يغتر بماله الكثير فلولا الله ما كان ليملك هذه الأموال . 4- " من ما رزقناكم " ، فيها دلالة أن الله لم يكلف عباده بالنفقة التي تشق عليهم ، بل أمرهم بإخراج جزء من ما رزقهم . 5- على المسلم المبادرة بالطاعات والعبادات وعدم تأخيرها والتسويف في أدائها ؛ لأنه لا يعلم متى يأتي أمر الله . 6- الغفلة في الحياة الدنيا تورث الندم والحسرة في الآخرة . 7- اعمل في حياتك ما دام هناك متسع من الوقت لديك ولا تنتظر أن تندم بعد الممات وتتمنى الرجوع للحياة من أجل أن تعمل الصالحات . 8- إن الإنسان ما دام حياً يقدر على التصرف في ماله في أوجه الخير فينتفع به في تحصيل الأجور ، فإذا مات انقطع الانتفاع بماله إلا إذا أوصى بشيء أو أوقفه و سخر الله له الورثة الذين ينفذون وصيته فينتفع بماله في حياته وبعد مماته ؛ ولذلك فليدع الإنسان بصلاح ماله وولده وأن يبارك الله له فيهم . 9- مما يجعل الإنسان يبادر بالأعمال الصالحة ويكثر منها ولا يتوانى عن أدائها ؛ مجالسة الصالحين المذكِّرين بالله -تعالى- في كل وقت وحين ، المستحضرين للموت وحقيقته . 10- لتكن من الصالحين في حياتك : أدّ أوامر الله -تعالى- ، واجتنب نواهيه . " نسأل الله -تعالى- أن يتجاوز عنا سيئاتنا و يرحمنا برحمته و لا يرجعنا إليه إلا و هو راضٍ عنّا ، وأن يعيننا على ذكره و شكره و حسن عبادته إنه سميع مجيب " . -وصلّ اللهم و سلم على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين - . |
فوائد سلوكية من تفسير قول الله تعالى ﴿يَـٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسࣱ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدࣲۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾
الحمد لله حمداً كثيرا طيباً مباركاً فيه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فهذه فوائد سلوكية من تدبر قول الله تعالى: ﴿يَـٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسࣱ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدࣲۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ وبيان ما تضمَّنه من هدايات جليلة ، عظيمة النفع لمن وفّقه الله: • منها:تصدير الآية بالنداء للمؤمنين ، فهو حث لهم بما يوجبه الإيمان ويقتضيه من لزوم تقواه، وتنبيه لضرورة امتثال ما فيها • ومنها: إن هذه الآية أصل في محاسبة النفس وتفقدها ، وعدم إهمالها • ومنها : إن العبد بين حالين : إما أن يقع بالذنب أو يقصر في الأوامر ، فعليه إن وقع بالذنب المسارعة للتوبة والاستغفار والبُعد عن أسباب المعاصي ، وعليه إن قصر بالأوامر أن يبذل جهده ويستعين بربه لتكميلها واتقانها • ومنها : أن يقايس العبد بين نعم الله عليه وبين تقصيره في شكرها ، فهذا يوجب له الحياء ويدفعه للعمل • ومنها : تَكَرَّرَ الأمْرُ فِيها بِتَقْوى اللَّهِ، مِمّا يَدُلُّ عَلى شِدَّةِ الِاهْتِمامِ والعِنايَةِ بِتَقْوى اللَّهِ، ووجوب لزوم تقوى الله بالسر والعلانية والمنشط والمكره ، ومراعاة أوامر الله تعالى وحدوده والبُعد عن محارمه • ومنها:أهمية جعل الآخرة نصب العين ، ودوام تذكرها ، فهذا يحفز على عمل الصالحات والنشاط فيها • ومنها: التَّعْبِيرُ عَنْ يَوْمِ القِيامَةِ (بِغَدٍ )لِقُرْبِ مَجِيئِهِ وتَحَقُّقِ وُقُوعِهِ ،فهو آت لا محالة ، وهو قريب ليس بالبعيد ،قتادة: "ما زال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغد". وقالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: ويَحْتَمِلُ أنْ يُرِيدَ بِقَوْلِهِ: ﴿لِغَدٍ﴾: (لِيَوْمِ المَوْتِ، لِأنَّهُ لِكُلِّ إنْسانٍ كَغَدِهِ) • ومنها : أن صلاح القلب بمحاسبة النفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها. • ومنها: تكرر اسم (الله) ثلاث مرات في الآية ، وهو الجامِعَ لِجَمِيعِ صِفاتِ الكَمالِ ، ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين ، فهو أهل أن يتقى ، كما قال تعالى : (ٱللَّهُۚ هُوَ أَهۡلُ ٱلتَّقۡوَىٰ وَأَهۡلُ ٱلۡمَغۡفِرَةِ) • ومنها : ختم الآية بقوله( إن الله خبير بما تعملون) يجعل العبد يجد ويجتهد بعمله وتحسينه وتكميله، فهي لا تخفى على الله ولا تضيع ، بل هو مطلع عليها ، وسيجازيه عليها هذه عشر فوائد سلوكية في قوله تعالى: ﴿يَـٰۤأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسࣱ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدࣲۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ مع إمكان استخراج المزيد ، نسأل الله أن ينفعنا بها ويرزقنا العمل بها ، وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه. |
مجلس مذاكرة دروس أساليب التفسير تطبيق على أسلوب التفسير الاستنتاجي الحمد لله ، و كفى و الصلاة و السلام على رسوله الذي اصطفى ، و على أله و صحبه و من سار على نهجه و اقتفى ، متمثلاً قول ربه فيما هدى . أمَّا بعد ..... يقول الحق سبحانه بعد بسم الله الرحمن الرحيم الله الرحمن الرحيم ( عَبَسَوَتَوَلَّىٰٓ(1)أَنجَآءَهُٱلۡأَعۡمَىٰ(2)وَمَايُدۡرِيكَلَعَلَّهُۥيَزَّكَّىٰٓ(3)أَوۡيَذَّكَّرُفَتَنفَعَهُٱلذِّكۡرَىٰٓ(4)أَمَّامَنِٱسۡتَغۡنَىٰ(5)فَأَنتَلَهُۥتَصَدَّىٰ(6)وَمَاعَلَيۡكَأَلَّايَزَّكَّىٰ(7)وَأَمَّامَن جَآءَكَ يَسۡعَىٰ (8) وَهُوَ يَخۡشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ (10) كَلَّآ إِنَّهَا تَذۡكِرَةٞ (11) ) [عبس: 1-11] المتأمل و المتدبر لهذه الأيات الكريمات يُدرِك و بوضوح أنَّ الأيات تتحدث عن حدثٍ من أحداث السيرة يصوره البيان الإلهي بعبارات موجزة بليغة لِيُقدِّم من خلاله جملةً من الفوائد و الهدايات و التوجيهات - التي يوجه الله بها نبيه صلى الله عليه و سلَّم و أمته من بعده – ليتمثلوها و يهتدوا بها في طريق دعوتهم إلى الله ، و كلَّما أدام الداعيةُ إلى الله النظرَ في هذه الأيات و تأملها و تدبرها و قلَّب وجوه المعاني فيها بصدق و إخلاص نية ، إنكشف له فيها مزيداً من الفوائد و الهدايات و التوجيهات ، و ذلك لأنَّ الله سبحانه وصف هذه الأيات بأنها تذكرة ، أي موعظة تشتمل على مجموعة من الفوائد و الأحكام المتعلقة بذلك الحدث ، و التي ينبغي على المؤمن أن يتبيَّنها و يتدبرها ليسير على نهجها ، و سأذكر في هذه الرسالة طائفة من تلك الفوائد و و الأحكام و الهدايات بما يفتح به الله و بما يسمح به المقام ، و لكي تتضح هذه الفوائد و الهدايات لا بد من الوقوف على بعض المسائل التي تتعلق بما نحن بصدده و بيانها بما يَخدم المقصود ، و هذه المسائل هي المسألة الأولى : سبب نزول هذه الأيات لا خلاف بين أهل العلم و التفسير بأنها نزلت في ابن أم مكتوم الأعمى ، ذكره ابن العربي و غيره ، و قد وردت في سبب النزول روايات كثيرة و بطرق مختلفة تفيد صحة سبب النزول الذي حاصله أنَّ ابن أم مكتوم جاء النبي صلى الله عليه و سلَّم يستقرأه و كان النبي صلى الله عليه و سلَّم يُناجي زعماء المشركين و يدعوهم إلى الإسلام ، فعبس و أعرض عنه ، و من هذه الروايات ما رواه الترمذي مسنداً عن عروة عن عائشة و قال حديث حسن غريب ، و أيضاً روى الطبري غن ابن عباس و عن قتادة نحوه المسألة الثانية : تسمية من ذُكِرَ بوصفه يتضح من سبب النزول أنَّ 1- المراد بمن ( عبس و تولى ) هو رسول الله صلى الله عليه و سلَّم 2- المراد ( بالأعمى الذي جاء يسعى و هو يخشى ) هو ابن أم مكتوم على خلاف في اسمه الأول فقد قيل عبد الله و قيل عمرو وهو الذي اعتمده ابن حجر في الإِصابة ذكره ابن عاشور و ذكر ابن حجر أنَّ اسمه كان الحصين فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، حكاه ابن حبان 3- المراد بمن استغنى هم بعضاً من ساداة قريش و زعمائها ، قال الواحدي وغيره : هم عتبَة بن ربيعة وأبا جهل ، والعباسَ بن عبد المطلب ، وأبيَّ بن خلف ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن المغيرة و هو الذي كان يتصدى له النبي صلى الله عليه و سلَّم أثناء قدوم ابن أم مكتوم ، . ذكره ابن عاشور المسألة الثالثة : معاني و مراد بعض الألفاظ 1- العُبُوس : تقطب الوجه واربداده عند كراهية أمر ، و التولي : الإعراض ذكره ابن عطية و غيره 2- يَزَّكَّى : أصله يتزكَّى أي يتطهّر من ذنوبه ذكره ابن جرير و غيره 3- يذَّكَّر : أصله يتذَكَّر أي يتعظ ذكره ابن جرير و الزمخشري و العز بن عبد السلام و غيرهم 4- استغنى : مَن عدّ نفسه غنياً عَن هديك ذكره ابن عاشور و يتضح لي أنَّ حذف متعلق الفعل و حرف التعدية يدل على استغراق جميع وجوه معاني الاستغناء سواء تعدى الفعل بحرف الباء أو بالحرف ( عن ) 5- تصَدَّى : أصله تتصدّى أي تُقبل عليه و تتعرَّض له و تُصغي إليه ذكره الزمخشري و ابن عطية و الشوكاني 6- يسعى و يخشى : صفتان لحال ابن أم مكتوم مفادهما أنه يجد السير في طلب الخيرو الهدى مخافة الله أو أي مكره قد يقع به ذكره ابن عاشور و ابن عثيمين و ابن عطية و غيرهم 7- تَلَهّى : أصله تتلهّى أي تُعرِض و تتشاغل ذكره الزمخشري و ابن عطية و ابن جُزي و السمين الحلبي غيرهم 8- مرجع ضمير الهاء في ( إنها تذكرة ) يعود على الأيات التي نحن بصددها و هي صدر السورة و ما تحتويه من موعظة ذكره ابن عاشور و الشوكاني و السمين الحلبي و غيرهم ذِكرُ بعض الأحكام و الفوائد المستفادة من الأيات باعتبار ما ذُكر في المسائل الثلاث و بتدبّر هذه الأيات و تقليب وجوه المعاني فيها نجد أنَّ الأيات تشتمل على مجموعة كبيرة من الفوائد و الأحكام أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي 1- الإقبال على المُقبل و لو كان ضعيفاً خيرٌ من الانشغال بالمعرض و لو كان قوياً و ذلك لأنَّ المُقبلَ أرجى في الانتفاع في بيان الحق و الهدايات له ، فإذا ما حصل للضعيف الهداية و الموعظة أصبح بهما قوياً ، فاحتمال حصول القوة للمسلمين بالإقبال على الضعيف المقبل أقوى من احتمال حصول القوة للمسلمين بإيمان القوي المعرض ، و لا يُفهم من هذا عدم التصدي للأقوياء المعرضين و دعوتهم إلى الحق و إنما المقصود بيان أولوية الاهتمام بالمقبل عن المعرض و تحري ذلك في المدعوين . و قد عبَّر ابن عاشور عن الفائدة التي ذكرتها أنفاً و التي تخص منهج الدعوة بقاعدة عامة أصولية تشمل هذه الفائدة و تشمل غيرها فقال أنَّ من أغراض السورة ( الموازنة بين مراتب المصالح و وجوب الاستقراء لخفياتها كيلا يُفِيتَ الاهتمام بالمُهم منها في بادىء الرأي مُهِمَّاً آخر مساويا في الأهمية أو أرجح ) و هذه القاعدة قد أصَّلتها الأيات الكريمات التي نحن بصددها بمفهومها و مضمونها و صاغها ابن عاشور بعبارة مفيدة ماتعة ، و على المؤمن أن يستفيد من هذا المعنى في دعوته إلى الله خصوصاً و في كل سلوكٍ من سلوكياته عموماً . و وجه الدلالة على هذه الفائدة العتاب من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه و سلَّم المستفاد من سياق و مفهوم الأيات عندما تلهَّى عن الأعمى و تصدَّى لمن استغنى و ما تضمنه هذا العتاب من إشارة إلى أنَّ الاهتمام بمن جاء يسعى و هو يخشى خيرٌ من التصدي لمن استغنى 2- على الداعية إلى الله سبحانه أن يتحمَّل أخطاء المدعوين المقبلين على التعلّم و خاصة الناتجة عن جهلهم و لا يُقابلها بالعُبُوس و إنَّما يغفرها و يتجاوزها و يُقبل عليهم بوجه طلق ، وذلك لأنَّ الجاهل متوقع منه الخطأ . و لا يُبرر له ظنه بأنَّ ما هو منشغلٌ به أهم من تقديم العلم و الهداية لهم ، و وجه الدلالة على هذا ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلَّم عندما جاءه ابن أم مكتوم و كان منشغلاً بأمرٍ جلل و هو تعزيز قوة المسلمين بانضمام السادة و الوجهاء و ذوي الشأن بين الناس إلى الإسلام و مع ذلك عُوتِب في إعراضه عن رجلٍ فقير أعمى جاءه يطلب الهُدى 3- على الداعية إلى الله سبحانه أن يعلم أنَّ الهداية و الضلال بيد الله سبحانه و تعالى ، و إنَّما هو مُبَلّغ يُبلغ ما أُمِر بتبليغه متخذاً للأسباب في ذلك متبعاً لهدي ربه في طرق و أساليب الدعوة فهو الأعلم بمن خلق و من سيكون من المهتدين و من سيكون من المعرضين و ليس على المُبَلِّغ حرجٌ أسْتَجاب المُبَلَّع لدعوته أم لم يستجيب . و وجه الدلالة على هذا قوله تعالى ( وَمَا عَلَيۡكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ) 4- على المؤمن أن يعلم أنه إذا قصد الهُدى بسعيٍ و خشوع رُجيَ له القبول و نال المأمُول و وجه الدلالة على هذا أنَّ الله سبحانه حثَّ النبي صلى الله عليه و سلَّم على الاستجابة لمن جاء يسعى و هو يخشى و أيضاً مفهوم قوله تعالى ( وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ (3) أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ (4) ) 5- على المؤمن أن يطمئن قلبه أشد ما يكون الاطمئنان بأنَّ القرأن الذي بين أيدينا هو كلام الله الذي أنزله ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور و يهديهم إلى صراط مستقيم في الدنيا و الأخرة و أنه تامٌ كاملٌ كما أنزله الله و أراده ففي الأيات دليل ساطع قاطع على صدق النبي صلى الله عليه و سلَّم فيما يُبلغه عن ربه و أنه لم يكتم شيئاً من القرأن و لو كتم شيئاً لكان حريٌ به أن يكتم هذه الأيات التي فيها عتاب قال ابن عطية : ( قال كثير من العلماء وابن زيد وعائشة وغيرها من الصحابة : لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتماً شيئاً من الوحي ، لكتم هذه الآيات ، وآيات قصة زيد وزينب بنت جحش ) 6- على المؤمن الجاهل بأمرٍ ما و يريد أن يسأل عنه أن يتحرى لسؤاله الشخص و الوقت و الأسلوب المناسب لئلا يُوقع المسؤول في الحرج و أن لا يُعرِّض نفسه للإعراض و الزجر من قبل المسؤول كما حصل لابن أم مكتوم 7- في الأيات دلالة واضحة على وجوب المساواة في الدعوة و التبليغ بين كل فئات الناس كالغني و الفقير و القوي و الضعيف و السادة و العبيد و الأشراف و العامة و ما إلى ذلك من الفئات المختلفة فدين الله للجميع و الكل فيه سواء . و هذا ما أكده الزحيلي في التفسير المنير أكتفي بهذا القدر ، إذ المقام لا يسمح بأكثر من ذلك ، و أرجو أن يكون فيما ذُكر إشارة إلى عظيم و كثرة ما تحتويه الأيات من فوائد و أحكام و هدايات و أسأل الله العليَّ القدير أن يرزقنا العلم النافع و العمل الصالح إنه وليُّ ذلك و القادر عليه و الحمد لله ربِّ العالمين و صلّي اللهم على سيدنا محمد و على أله و صحبه و سلم |
الفوائد السلوكية من سورة العصر
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }
-أقسم الله تعالى بالعصر (والعصر) وهو الوقت الذي فيه محل أفعال العباد وأعمالهم، وهذا دليل على أهمية الوقت وعظمته، فينبغي على المسلم الاعتناء بقضاء هذا الوقت العظيم في الأعمال الصالحة والحذر من المعاصي. - (إن الانسان لفي خسر) أن الإنسان في خسارة مهما كثر ماله وولده وظن أنه غني ، فكل ما عمله يذهب في الخسران إلا المستثنين من الخسران وهم: الذين آمنوا وعمالوا الصاحات وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر. -(إلا الذين آمنوا ) لا يكفي أن يقول المسلم أنا مؤمن، قد يبدأ الإيمان من القلب لكنه يتطلب أن يصل إلى باقي الأعضاء بالقول والعمل ليحصل له النجاة من الخاسرة، وإلا كان من الخاسرين. -(وعملوا الصالحات) مع انتشار ظاهرة التفاخر في مواقع التواصل الاجتماعي بعمل الخير، يجب أن أنبه نفسي قبل غيري أن العمل الصالح لابد أن يكون مخلصاً لوجه الله، وعلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإن كان الهدف من نشر العمل في المواقع لحث الناس على فعل الخير فنسأل الله له القبول، لكن عليه الحذر من دخول الرياء في عمله فيصبح يوم القيامة كالهباء المنثور ويكن من الخاسرين. - (وتواصوا بالحق) للأسف رغم انني في زمن بأمس الحاجة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أصبح هذا الأمر في غاية الصعوبة لانتشار المفهوم الخاطئ للحرية الشخصية، فأوصي نفسي وطلبة العلم وأهلها للمجاهدة في تعلم أساليب الوعظ والنصيحة التي تكون مرغبة لا منفرة. -(وتواصوا بالصبر) سبق وذكرت أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهمة صعبة وقد يناله أذى من الناس، فأوصي نفسي والأخوة الكرام بالصبر والمثابرة، ضع نصب عينك أنه قد يكون كُتب لك أن تهدي عاصياً قد غرق في ظلمات الدنيا وينتظر أن من ينير له طريقه -وهذا هو غاية ما أرنو إليه-، مهما تعرضت من أذى أنت لا تعلم أين ومتى يكتب الله تعالى الهداية لأمته فاصبر وثابر وجاهد. نسأل الله تعالى رضاه والجنة |
تقويم التطبيقات على درس الأسلوب الاستنتاجي.
1: جوري المؤذن.أ+ أحسنتِ بارك الله فيك. - مما يثري الفوائد التي ذكرتِ الاستشهاد بنظائر الآيات أو ممّا صحّ من أحاديث النّبي صلّى الله عليه وسلم أو آثار الصّحابة والتابعين، وأقوال أهل العلم. 2: شريفة المطيري.أ+ أحسنتِ بارك الله فيك. - يحسن إحالة النّص المقبس لمصدره مراعاة للأمانة العلمية، وليميّز القارئ كلام الكاتب من كلام المفسّر. 3: محمد حجار.أ+ أحسنت بارك الله فيك. - أجدت في مقدمتك. - ما ذكرت من المسائل الثلاثة الأولى لا تُناسب الأسلوب الاستنتاجي، فهي لا تقوم على الاستنباط، وهي أنسب في التقرير العلمي، أمّا ما ذكرت من الفوائد والأحكام فهي تمثل الأسلوب الاستنتاجي وقد أجدت في ذكرك لها. 4: أفراح قلندة..أ+ أحسنتِ بارك الله فيك. وفقكم الله لما يُحب. |
رسالة استنباطية في قوله تعالى ﴿وَأَنّا لَمّا سَمِعنَا الهُدى آمَنّا بِهِ فَمَن يُؤمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخسًا وَلا رَهَقًا﴾
الحمدلله رافع العماد وهادي العباد إلى سبيل الرشاد، فإن من أعظم ما تفضّل به الرب علينا جل وعلا أن نزّل علينا القرآن نورًا ورحمة وهداية وشفاءً وبصيرة وحكماً ودليلًا للحق وبه يفرح المؤمنون، كما قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ﴾ [يونس: 57-58]. فإن الله تعالى قال في حديث الجنّ عن أنفسهم مما كان من قولهم: ﴿وَأَنّا مِنَّا الصّالِحونَ وَمِنّا دونَ ذلِكَ كُنّا طَرائِقَ قِدَدًا وَأَنّا ظَنَنّا أَن لَن نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرضِ وَلَن نُعجِزَهُ هَرَبًا﴾ وأيضًا قالوا: ﴿وَأَنّا لَمّا سَمِعنَا الهُدى آمَنّا بِهِ فَمَن يُؤمِن بِرَبِّهِ فَلا يَخافُ بَخسًا وَلا رَهَقًا﴾ فهم يصفون حالهم عند سماعهم القرآن وما يشعرون به داخل نفوسهم وما يحدث فيهم من حالة شعورية إيمانية تقربهم من الله عزوجل. وقد ورد في هذه الآية الجليلة وحكاية الجن عن أنفسهم عدة مسائل وفوائد، ومما وقفت عليه: منها: بعثة الله عزوجل للنبي المصطفى ﷺ للناس كافة إنسًا وجنًا، ويدل عليه أيضا قوله تعالى ﴿وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ﴾ [الذاريات: 56] ومنها: وصف القرآن العظيم بالهدى كما قال الجن: ﴿وَأَنّا لَمّا سَمِعنَا الهُدى﴾، وقد ورد هذا الوصف في عدة مواضع من القرآن منها: ﴿هذا بَيانٌ لِلنّاسِ وَهُدًى وَمَوعِظَةٌ لِلمُتَّقينَ﴾ [آل عمران: 138]، وأيضا قوله تعالى: ﴿هذا بَصائِرُ مِن رَبِّكُم وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِقَومٍ يُؤمِنونَ﴾ [الأعراف: 203] وغيرها من المواضع التي وصف فيها بالهدى. ومنها: سماع القرآن للكفار سبب في هدايتهم ودخولهم الإسلام بمجرد سماع الحق، وقد وردت وقائع في مثل هذا المعنى في عهد النبي ﷺ بعد سماع الآيات يشهر إسلامه كعمر بن الخطاب وغيره من الصحابة، وقد ورد في القرآن في مثل هذا المعنى في معرض الحديث عن الكفار من الديانات الأخرى قوله تعالى: ﴿وَإِذا سَمِعوا ما أُنزِلَ إِلَى الرَّسولِ تَرى أَعيُنَهُم تَفيضُ مِنَ الدَّمعِ مِمّا عَرَفوا مِنَ الحَقِّ يَقولونَ رَبَّنا آمَنّا فَاكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ﴾ [المائدة: 83] ومنها: تكليف الجن بمسائل الدين ومطالبتهم بها وهم محاسبون عليها في الدنيا والآخرة، وقد ذكره ابن قيم. ومنها: انتفاء الخوف عن المؤمن بالله عزوجل، كما قال عزوجل: ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ لَهُم أَجرُهُم عِندَ رَبِّهِم وَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ﴾ [البقرة: 277] ومنها: تأثير القرآن في القلوب الحيّة ويزيد من إيمانها ويربطها بربها عزوجل. ومنها: معنى "البخس" : الغبن والنقص في الحسنات، فالمؤمن لا يخاف أن يبخس في الجزاء على إيمانه. ومنها: معنى "الرهق": الزيادة والإثم الذي يحمله من سيئات غيره. ومنها: الإيمان سبب داع لحصول كل خير وانتفاء كل شر، كما ذكره السعدي. ومنها: أن القرآن يورث اليقين والتصديق، فهم لما سمعوا القرآن آمنوا بالله عزوجل مباشرة بلا فواصل في الآية. ومنها: الإيمان بوجود الجن وأنهم عالم غيبي وأنهم خلقٌ يتكلمون ويتحدثون ويعقلون ويسمعون. |
اقتباس:
الدرجة:أ |
رسالة تفسيرية في قوله تعالى: "هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار" سورة الحشر وفقا للأسلوب الاستنتاجي
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين فهذه بعض الفوائد من الآية الكريمة منها: أن النصر لا يأتي إلا من عند الله فبدأ تعالى بقوله "هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم" فالذي أخرجهم على الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى في غزوة بدر في سورة الأنفال "فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" فالنصر الحقيقي والتمكين لا يأتي إلا من الله عز وجل ومنها: ثبوت وصف من لم يؤمن بالنبي من أهل الكتاب بأنهم كفار سواء كانوا يهودا أو نصارى وإن كانت الآية في شأن يهود بني النضير كما ثبت عن جمهور المفسرين إلا أن وصف أهل الكتاب يشملهم ومنها: قوله تعالى: "لأول الحشر" يدل على أن لهم حشر آخر وجمع آخر، كما ثبت عن المفسرين أنه تم إجلائهم إلى الشام وإلى خيبر وهذا الحشر الآخر اختلف فيه المفسرون فمنهم من فسره على أنه حشرهم في الدنيا أي حشرهم من خيبر وجميع جزيرة العرب إلى أذرعات وأريحا من الشام في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما ذكر العيني في تفسيره، ومنهم من فسره على أنه الحشر الأخروي وهو على أنه نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا كما قال قتادة. ومنها: أن الشام هي أرض المحشر كما قال كتير من المفسرين، روى البيهقي وغيره عن ابن عباس: قال: من شك أن المحشر بالشام فليقرأ هذه الآية "هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر" منها: أن كل ركن يركن إليه العبد سوى ربه فهو باب خذلانه، فكم من صاحب مأمن أوتي من مأمنه، فقد تحصن اليهود في حصونهم وركنوا إليها حتى أنه لقوتها ما كان يظن المؤمنون أنهم سيخرجون من تلك الحصون، وظن اليهود أن هذه الحصون تمنعهم من بأس الله تعالى ومنها أن عادة اليهود في كل زمان ومكان الركون إلى الحصون أو الجدر كما قال تعالى: "لا يقاتلونكم جميعا" أي حال اجتماعهم "إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر " وذلك لوثوقهم لما في أيديهم أكثر مما عند الله ومنها: أن القلب هو محل الثبات أو الضعف والخور، فالمؤمن يستمد قوة قلبه من إيمانه وثقته بربه وركونه له سبحانه، وهزم الله بني النضير بأن قذف الرعب في قلوبهم، فزلزلهم وتركوا ديارهم ومنها: أن ثبات القلب هو من الله تعالى وهو سبيل ثبات الأقدام والأبدان في ساحة القتال والعكس بالعكس. ومنها: أن من معجزات النبي أن الله نصره بالرعب مسيرة شهر فقذف الله في قلب اليهود الرعب. ومنها: أن الرعب الذي يقذفه الله في قلب الكفار هو أحد أهم أسباب تمكين المؤمنين ونصرهم كما قال تعالى"سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب" ومنها: شدة كراهية اليهود للمسلمين وغدرهم ومحاولتهم قتل النبي، فخيانة العهد والغدر من صفاتهم. ومنها الاعتبار والقياس من الوسائل المعينة للعبد كي يفهم ويقيس النظير بنظيره "فاعتبروا يا أولي الأبصار" نسأل الله أن يعلمنا ويفهمنا. |
رسالة تفسيرية بالاسلوب الاستنتاجي من قوله تعالى:( قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون) القلم.
يبين تعالى في هذه الآية أثر العمل الصالح على العبد ومنه: التسبيح؛ حيث نصح الأخ إخوته بالتسبيح بعد المعصية وهو قول :( سبحان ربنا إنا كنا ظالمين) وفيه تنزيه للخالق واعتراف بالذنب وهي من أسباب المغفرة. وفي هذه الآية الكريمة من الفوائد السلوكية مايأتي: ١- فضل التسبيح وأنه ينجي العبد من المصائب بإذن الله ٢- الأمر بالمعروف واجب يحتاج إلى صدق ومجاهدة للنفس فرب كلمة أحدثت أثرا لايزول عن صاحبه. قال تعالى:( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). ٤- تربية الأبناء على طاعة الله يجعلهم يتذكرون ذلك وقت الشدائد كما فعل الأوسط مع إخوته. ٥- التسبيح والذكر يؤدي إلى انفراج الأمور العسيرة وتسهيلها كما قال يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت ( لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) . ٦- التواصي بالحق والطاعات مهمة عظيمة ينبغي ان تكون بين الإخوة وبين الأزواج وبين الناس جميعا وبذلك تستقيم الأسر وتنجو من شرور الدنيا وعذاب الآخرة . ٧- دعوة الناس بالأسلوب اللين السهل مع استشعار الرحمة والتواضع لهم يزكي النفس ويجعلهم يقبلون الحق ؛ قال تعالى:( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). ويدل على ذلك أسلوب الاستفهام في الآية ( ألم أقل لكم)؟ ٨- الحذر من الذنوب والمعاصي والهم بها ، فإنها تفسد الدين والدنيا فأصحاب الجنة دمر الله عليهم بستانهم عندما هموا بمعصية البخل وعدم الانفاق . قال صلى الله عليه وسلم:( من هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة وإن هم بها فعملها كتبها سيئة واحدة). ٩- التذكير بالله وقت الغفلة والشدائد ينجي الانسان من ويلات الدنيا ويثبته عند حلول المصيبة؛ مع رفع درجاته في الآخرة . ١٠- من كان مع الله كان الله معه فمن كان معه حال الرخاء نجاه وقت الشدة ؛ وينبغي للإنسان أن يكون مع الله في كل أحواله؛ لالشيء إلا لطاعته ومحبته والخوف منه سبحانه. ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون). |
اقتباس:
الدرجة:أ |
اقتباس:
الدرجة:أ |
تفسير قوله تعالى:(عَبَسَ وَتَوَلَّىٰۤ ١ أَن جَاۤءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ٢ وَمَا یُدۡرِیكَ لَعَلَّهُۥ یَزَّكَّىٰۤ ٣ أَوۡ یَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰۤ ٤)
بالأسلوب الأستنتاجي:- يخاطب الله عز وجل نبيه معاتباً له عتابا لطيفا فيه رحمة الله بنبيه، فقد جاءه عبد بن أم مكتوم يسأله طالباً الهدى، ويبتغي تزكية نفسه بالوحي. فالتزكية لغة :تأتي بمعنى الطهارة والتنمية والمقصود بها اصطلاحا : طهارة نفسه من الذنوب والمعاصي وتحليتها بالأخلاق الكريمة والفضائل العظيمة. وكان الصحابة أحرص ما يكون على طلب الهدى وتزكية النفس بالوحيين. فجاء عبد الله بن ابن أم مكتوم يسأل النبي صلى الله عليه وأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وقد ظهرت على وجهه علامات الضيق لأنه كان منشغلاً برجل من أغنياء قريش يدعوه راجياً هدايته، فكان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم حريصاً على منفعة الناس ونجاتهم. ولعلنا نستفيد ونستنج من هذه الآية فوائد منها:- • أهمية تزكية النفس للمؤمن. • اثبات صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذا القرآن وحي من عند الله، وأن النبي صادق فيما بلغ عن ربه، فلو أن هذا القرآن من عند النبي صلى الله عليه وسلم ما كان ذكر عتاب نفسه، وهذا أكبر دليل على أن القرآن كلام الله أنزله على نبيه. • فيها بيان لدور الداعية المصلح في تزكية النفوس. • على الداعية أن يقبل على من أقبل ويزيد به في الرعاية والإهتمام، ويعرض عن من أعرض ولا يضيع وقته وجهده فيما لا فائدة منه. • العبرة في الدين ليست بالغنى والفقر أو الحسب والنسب، وإنما بالصلاح والتقوى، فالإسلام لا يفرق بين الناس إلا بمعيار الصلاح والتقوى.فلا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى • على الداعية أن يبذل أقصى ما عنده في إبلاغ دين الله للمدعوين • على المؤمن أن يسعى فيما ينفعه ويطلب العلم الذي تتحقق له به التزكية. وبهذه الفوائد العظيمة يتضح لنا أهمية تزكية النفس ودور الداعية في الإصلاح والتغيير. |
اقتباس:
وفي الاستعانة ببعض الآيات والآثار من السنة وأقوال الصحابة والتابعين ما يثري الرسالة أكثر. الدرجة:أ |
رسالة تفسيرية في قول الله تعالى:
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)} بالأسلوب الاستنتاجي بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهمّ علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. قال تعالى:{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)} في هذه الآية يخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الذين كُلِّفوا بحمل التوراة والقيام بما فيها ثمّ هم لم يعملوا بما علموا، وقد شبههم الله سبحانه وتعالى بالحمار الذي يحمل كتبا عظيمة على ظهره لا يفهم ما فيها بل إنّ الحمير أحسنُ حالا من هؤلاء ، فإنّ الحمار لا فهم له، لكن اليهود لهم فهوم لم ينتفعوا بها فكانوا أسوأ حالا من الحمير. ثم يخبرنا الله عن قبح هؤلاء وقبح صنيعهم فيقول : { بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله} فهؤلاء بامتناعهم عن اتباعهم العمل للعلم استحقوا غضب الله عليهم، وكان من جزائهم أنهم لا يهتدون لما فيه مصالحهم، لا يهتدون لطريق النجاة. وهذه الآية فيها فوائد عظيمة نبين بعضها فيما يلي ونسأل الله التوفيق. من الفوائد: شؤم معصية عدم العلم بالعمل، فإنّ العبد يُحرَم بهذا هداية التوفيق، قال تعالى:{ والله لا يهدي القوم الظالمين} ومن الفوائد: تحقق وصف الظلم فيمن لم يعمل بعلمه، والظلم ،ضع الشيء في غير موضعه، ومن لا يعمل بعلمه - أي لم يضع العلم في موضعه وهو العمل- هذا ظالم لنفسه متعرض لما لا يرضى الله. ومن الفوائد: بغض الله سبحانه وتعالى لمن لا يعمل بعلمه، فالآية في سياق الذم، فمن هذا حاله يُخذل ولا يفلح. ومن الفوائد: قبح مآل من كذب بآيات الله فإنه لا يهتدي إلى سبيل الجنة . ومن الفوائد: عدم الاغترار بمن كثر علمه ولم يعمل به، فإنّ اليهود كانوا يستنصرون الأوس والخزرج باخبارهم بأنه سيبعث نبي وهم ينتظرونه ويستنصرون به على الأوس والخزرج، لكن لمّا وجدوه من العرب لم يؤمنوا به، وقد آمن الأوس والخزرج، فالذين انتفعوا بالمعلومة ليس أصحابها بل الذين سمعوها من اليهود؛ فلا بد من التفطن فينتفع الإنسان بعلمه، لا يكون جسرا يعبر الناس عليه إلى الجنة ثم لا يكون هو معهم. ومن الفوائد: بيان كمال عدل الله وتنزيهه عن الظلم، فمن لم يعمل بمقتضى علمه ظالم لنفسه استحق العقاب من ربه، { وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} ومن الفوائد: التحذير من مشابهة اليهود. ومن الفوائد: ثمرة هذا المثل، وهو الخوف، والحب والرجاء. - خوف أن نقرأ القرآن ونعلم ما فيه ثم لا نعمل به. - خوف ألا يحبنا الله إذا عملنا ما يغضبه. -خوف أن نحرم هداية التوفيق بسوء العمل. - رجاء أن يعصمنا الله من حال هؤلاء ومآلهم، فنجتهد في العبادة ونسارع للعمل الصالح - حب الله سبحانه وتعالى الذي أرشد عباده إلى ما يحبه ويرضاه وحذرهم ما يغضبه وما لا يحبه، فهو الرب السيد الذي أحسن إلى عباده غاية الإحسان وأنعم عليهم وبين لهم طريق الخير وطريق الشر، فكل ذلك يثمر محبة الله. نسأل الله سبحانه وتعالى ألا يكلنا إلى أنفسنا فنهلك، نسأله أن يعيننا على أن نعمل ما تعلمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. |
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}.
يرغب الله تعالى في التقوى وهي فعل المأمور و اجتناب المحظور ويحث الله على التوكل وهو تفويض الأمور كلها والإعتماد على الله في دفع المضار وجلب المصالح فمن يتق الله تعالى وطلق كما أمره الله يجعل الله له مخرجاً ،وأن الذين لا يطلقون على السنة فلن يجدوا مخرجاً . الأولى: التقوى سبب للنجاة فيجعل الله للمتقي مخرجاً من كل كرب في الدنيا وفي الآخرة موعود بالنجاة . الثانية : التقوى سبب للنجاة من الشبهات والشهوات فيجعل الله للمتقين مخرجاً من الشبهات وعن الشهوات الثالثة: المتقون يعملون بأوامر الله ومن ذلك فهو يسعون للرزق كما أمرهم الله فلا يتواكلون ولا يقعدون عن السعي ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا قدموا مكة سألوا الناس، فأنزل اللّه تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) الرابعة: المتقي يوقن أن الله هو المانع والمعطي فيرزق من حيث لا يدري (ويرزقه من حيث لا يحتسب) الخامسة: المتقون يفوضون أمورهم لله عزوجل فهم يتوكلون عليه (ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) ولا يكون التوكل الا على الله ، (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) والتوكل عمل قلبي يستحضره الانسان في قلبه أنه لا يجلب له المصالح الا الله ولا يدفع عنه الضر الا الله ، والتوكل داخل في الإيمان السادسة: من يتوكل على الله ويعتقد ذلك حق الاعتقاد فالله كافيه وجاعله له من أمره مخرجاً وفرجاً ،فأن الله يكفي عباده الذين يفوضون إليه الأمور السابعة: أن الله جعل لكل شيء حد ومنتهى ينتهي إليه ( قد جعل الله لكل شيء قدراً) فلن تدوم محنة أو مصيبة سواء توكل الإنسان أو لم يتوكل ولكن المتوكلون لهم أجر عظيم |
اقتباس:
الدرجة:أ |
اقتباس:
الدرجة:أ |
الساعة الآن 02:04 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir