كتاب الخاء - أبواب الثلاثة والأربعة
(كتاب الخاء) 108 - باب الخبيث والطيب ذلك. وضد الخبيث: الطيب. وذكر أهل التفسير أن الخبيث والطيب في القرآن على ثلاثة أوجه: - أحدها: الخبيث الحرام والطيب الحلال، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب}، وفي المائدة: {قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث}. والثاني: الخبيث الكافر. والطيب: المذكور معه المؤمن. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {حتى يميز الخبيث من الطيب}، وفي الأعراف: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا} وهذا مثل ضربه (الله تعالى) للمؤمن والكافر. والثالث: الخبيث: كلمة الكفر، والطيب: كلمة الإسلام. ومنه قوله تعالى في إبراهيم: {مثلا كلمة طيبة}، وهي (قول): لا إله إلا الله ومثل كلمة خبيثة) "، يعني (كلمة) الكفر. 109 - باب الخطأ وفي الشريعة: عبارة عن ارتكاب المحظور مع قصد المخطئ. قال شيخنا علي بن عبيد الله: يقال: خطئ الرجل الشيء خطأ وخطأ: إذا أصابه ولم يرده، فهو خاطئ. فأما إذا أراده ولم يصبه، قيل: أخذ يخطئ إخطاء، فهو مخطئ. وذكر أهل التفسير أن الخطأ في القرآن على ثلاثة أوجه: - أحدها: الشرك. ومنه قوله تعالى في القصص: {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين}، وفي الحاقة: {لا يأكله إلا الخاطئون}. والثاني: الذنب (الذي ليس بشرك). ومنه قوله تعالى في يوسف: {يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين}. والثالث: ما لم يتعمد. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، وفي سورة النساء: {وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ}. 110 - باب الختم وذكر بعض المفسرين أن الختم في القرآن على أربعة أوجه: أحدها: الطبع. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}، وفي الجاثية: {وختم على سمعه وقلبه}. والثاني: الحفظ والربط. ومنه قوله تعالى في الشورى: {فإن يشأ الله يختم على قبلك}، أي: يحفظه ويربطه. والثالث: المنع. ومنه قوله تعالى في يس: {اليوم نختم على أفواههم}، أي: نمنعها الكلام. والرابع: الآخر. ومنه قوله تعالى في الأحزاب: {وخاتم النبيين}، وفي المطففين: {ختامه مسك}. 111 - باب الخزائن وذكر أهل التفسير أن الخزائن في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: المفاتيح. ومنه قوله تعالى في الحجر: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه}. والثاني: النبوة. ومنه قوله تعالى في ص: {أم عندهم خزائن رحمة ربك العزيز الوهاب}. والثالث: المطر والنبات. ومنه قوله تعالى في الطور: {أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون}. والرابع: خزائن مصر. ومنه قوله تعالى في يوسف: {اجعلني على خزائن الأرض}. وقد ألحق بعضهم وجها خامسا فقال: والخزائن: الغيوب. ومنه قوله تعالى في هود: {ولا أقول لكم عندي خزائن الله}، أي: غيوب الله. 112 - باب الخزي وقال ابن فارس: معنى الخزي: الإبعاد والمقت. وخزي الرجل: استحيى خزاية، فهو خزيان. وذكر أهل التفسير أن الخزي في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: الذل والهوان. ومنه قوله تعالى في آل عمران: {ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته}، وفي يونس: {كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا}، وفي النحل: {إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين}، وفي الحشر: {وليخزي الفاسقين}. والثاني: الفضيحة. ومنه قوله تعالى في هود: {فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي}، وفي الحجر: {واتقوا الله ولا تخزون}. والثالث: العذاب. ومنه قوله تعالى في هود: {ومن خزي يومئذ}، وفي الشعراء: {ولا تخزني يوم يبعثون}، وفي الزمر: {فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا}، وفي التحريم: {يوم لا يخزي الله النبي}. والرابع: القتل والجلاء. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا}، أراد القتل والجلاء لبني قريظة والنضير وهم يهود المدينة. وفي الحج: {له في الدنيا خزي}، وهو النضر بن الحارث، وخزيه كان القتل ببدر. 113 - باب الخشوع وقيل: أصل الخشوع: اللين والسهولة. وذكر بعض المفسرين أن الخشوع في القرآن على أربعة أوجه: - أحدها: الذل. ومنه قوله تعالى في طه: {وخشعت الأصوات للرحمن}، وفي سأل سائل: {خاشعة أبصارهم}. والثاني: سكون الجوارح. ومنه قوله تعالى في المؤمنين: {الذين هم في صلاتهم خاشعون}، وفي حم السجدة: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة}. والثالث: الخوف. ومنه قوله تعالى في الأنبياء: {ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}. والرابع: التواضع. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}. |
الساعة الآن 05:57 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir