معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى الثامن (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1018)
-   -   المجلس الخامس عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=42105)

هيئة الإشراف 4 جمادى الآخرة 1441هـ/29-01-2020م 02:15 AM

المجلس الخامس عشر: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران
 
مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 23-32)




حرّر القول في واحدة من المسألتين التاليتين:

1: من أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: {إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني} الآية.
2: المراد بالكتاب في قوله تعالى:
{يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم}.


تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

فاطمة احمد صابر 6 جمادى الآخرة 1441هـ/31-01-2020م 01:15 AM

الأقوال:
فيمن أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يقول لهم: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} أقوال
القول الأول: قوم قالوا على عهد النبي (صلى الله عليه وسلم): إنا نحب ربنا. مروي عن الحسن وابن جريج
القول الثاني: وفد نجران مروي عن محمد بن جعفر بن الزبير

تخريج الأقوال
القول الأول: رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق أبو بكرٍ الحنفيّ ثنا عبّاد بن منصورٍعن الحسن ، ورواه ابن جرير وابن المنذر من طريق أبي عبيدة عن الحسن وأيضا ابن جرير وابن المنذر من طرق عن ابن جريج
القول الثاني: رواه ابن جرير ثنا ابن حميدٍ، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير

توجيه الأقوال:
القول الأول عام يشمل كل قائل لهذا القول
فمن رجحه من المفسرين كابن كثير اختاره لعمومه
القول الثاني: من قبيل التفسير باللازم لأنّه لم يجز لغير وفد نجران في هذه السّورة، ولا قبل هذه الآية ذكر قومٍ ادّعوا أنّهم يحبّون اللّه، ولا أنّهم يعظّمونه.
وقد رجحه ابن جرير وبنى قول الحسن عليه أي أن وفد نجران هو المراد لأنهم من يصدق فيهم المعنى
وقد ذكر ابن عطية: ويحتمل أن تكون الآية عامة لأهل الكتاب اليهود والنصارى لأنهم كانوا يدعون أنهم يحبون الله ويحبهم، ألا ترى أن جميعهم قالوا نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه [المائدة: 18] ولفظ أحباؤه إنما يعطي أن الله يحبهم لكن يعلم أن مرادهم «ومحبوه» فيحسن أن يقال لهم قل إن كنتم تحبّون اللّه.

الترجيح
أن الآية عامة ويدخل فيها وفد نجران دخولا أوليا واليهود والنصارى خصوصا وغيرهم في العموم لكل من ادعى

فداء حسين 7 جمادى الآخرة 1441هـ/1-02-2020م 11:53 PM

2: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم}.

في الكتاب الذي دعوا إليه قولان:

القول الأول : أنه التوراة. رواه عكرمة وسعيد ابن جبير عن ابن عباس، وقاله الزجاج , وهو قول الأكثرين ورجحه الطبري وابن كثير .
قال ابن عباس: دخل رسول الله ﷺ بيت المِدْرَاس على جماعة من يهود، فدعاهم إلى الله، فقال له نعيم بن عمرو، والحارث ابن زيد: على أيّ دين أنت يا محمد؟ فقال:"على ملة إبراهيم ودينه. فقالا فإنّ إبراهيم كان يهوديًّا! فقال لهما رسول الله ﷺ: فهلمُّوا إلى التوراة، فهي بيننا وبينكم! فأبيا عليه، فأنزل الله عز وجل:"ألم تَر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يُدْعونَ إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يَتولى فريق منهم وهم معرضون" إلى قوله:"ما كانوا يفترون".

تخريج اثر ابن عباس :
رواه الطبري عن أبي كريب عن يونس عن محمد بن إسحاق عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت قال، حدثني سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس.
ورواه ابن ابي حاتم بسنده عن محمد بن أبي إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة موقوفا عليه.
وأخرجه ابن إسحاق وابن المنذر. ذكر ذلك السيوطي في الدر المنثور.

توجيه القول:
استدل أصحاب هذا القول بعدة أمور على ما ذهبوا إليه:
الأول: الروايات المذكورة في سبب النزول والتي دلت على أن اليهود كانوا يدعون إلى التوراة وكانوا يأبون. , منها الرواية السابقة ومنها الحديث المتفق عليه الذي رواه ابن عمر-رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بيهودي ويهودية قد زنيا , فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء يهود فقال: ما تجدون في التوراة على من زنى؟ قالوا نسود وجوههما ونحملهما ونخالف بين وجوههما ويطاف بهما , قال: فأتوا بالتوراة إن كنتم صادقين , فجاءوا بها فقرءوها حتى إذا مروا بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم وقرأ ما بين يديها وما وراءها , فقال له عبد الله بن سلام وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: مره فليرفع يده , فرفعها فإذا تحتها آية الرجم , فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما.

وقد نقل القرطبي عن النقاش أن الآية نزلت لأن جماعة من اليهود، أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (هلموا إلى التوراة، ففيها صفتي)، فأبوا.

وقد ورد في أكثر من آية في القرآن تقرير وجود صفة النبي-صلى الله عليه وسلم- في كتبهم , وكانوا يدعون إلى كتابهم ليتمعنوا فيه ويستخرجوا منه صفة النبي -عليه الصلاة والسلام- كما قال تعالى:{قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} .

الثاني: استدلوا من قوله تعالى :{ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ...} ثم قوله فيها:{ معرضون} على أنه تعالى عجب رسوله ﷺ من تمردهم وإعراضهم، فإنهم إذا أبوا أن يجيبوا إلى التحاكم إلى كتابهم، فلا تعجب من مخالفتهم كتابك وإعراضهم عنه.

الثالث: استدلوا بقوله تعالى في الآيات قبلها :{وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} فلما بين أنه ليس عليه إلا البلاغ، وصبره على ما قالوه صبره أيضا ببيان أن طريق المكابرة والمعاندة معه هي نفس طريقتهم التي انتهجوها في التعامل مع كتابهم الذي أقروا بصحته.

على هذا القول يكون قوله تعالى قوله:{كتاب الله} هو نفس الكتاب المذكور قبلها في قوله:{ أوتوا نصيبا من الكتاب} , لكن غير اللفظ لزيادة للتنبيه على المدعو إليه , فيكون المراد من الآية : إنهم يدعون إلى الرجوع إلى كتابهم لينظروا ما جاء فيه من تبشير بمبعث النبي- صلى الله عليه وسلم- وما وجد مكتوبا عندهم من صفاته الخلقية والخلقية.

القول الثاني: أنه القرآن، وهو قول ابن عباس، والحسن، وقتادة , وابن جريج وقاله النحاس.

قال قتادة في قوله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين أوتوا...﴾ : هم اليهود، دعوا إلى كتاب الله ليحكم بينهم، وإلى نبيه وهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة، ثم تولوا عنه وهم معرضون.
وقال ابن جريج في الآية : (كان أهل الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم بالحق وفي الحدود، وكان النبي ﷺ يدعوهم إلى الإسلام فيتولون عن ذلك) .

وذكر ابن الجوزي إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الإسلام، فقال: نعمان بن أبي أوفى: هلم نحاكمك إلى الأحبار.

فقال: بل إلى كتاب الله، فقال: بل إلى الأحبار، فنزلت هذه الآية. نسبه ابن الجوزي إلى السدي.

تخريج اثر قتادة:
رواه الطبري وابن أبي حاتم بسنده عن سعيد، عن قتادة.
رواه الطبري وابن أبي حاتم بسنده عن عبد اللّه بن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن أبيه، عن قتادة.
أخرجه أيضا عبد بن حميد، وابن المنذر، ذكر ذلك السيوطي في الدر المنثور.

تخريج اثر ابن جريج:
رواه الطبري عن القاسم الحسين حجاج، عن ابن جريج .

توجيه القول:
لعل من ذهب إلى إن المراد بالكتاب هو القرآن كون النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يدعوهم إلى القرآن مرارا فكانوا يعرضون , ولأن الله-سبحانه- قد أمره أن يحكم بينهم بالقرآن في مثل قوله:{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ } وقوله:{إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا }.
وقد قال تعالى واصفا القرآن:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} , لذا حملوا الآية على أن المراد دعوتهم للتحاكم إلى القرآن.

كما إن تغيير الأسلوب في الآية يدل على أن الكتاب المذكور هنا غير الكتاب المذكور في قوله: ﴿من الكتاب﴾ .
فيكون معنى الآية : يدعون إلى اتباع القرآن والنظر في معانيه ليحكم بينهم فيأبون لأن ما فيه موافق لما في التوراة من أصول الدين التي اتفقت عليها جميع الكتب, كذلك يماثل ما جاء في كتبهم من صفة النبي-عليه الصلاة والسلام- , كذلك لأن الله أخبر بأنهم يعرفون صدق النبي عليه الصلاة والسلام كما في قوله :{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} فهم لا يشكون في أنه كتاب الله تعالى المنزل على خاتم رسله.

الراجح :
الراجح -والله أعلم- هو إمكان أن يكون المراد بالكتاب هو القرآن , أو أن يكون المراد به التوراة , فالقولان متلازمان من حيث المعنى , وقد أمر الله -سبحانه- بالإيمان بجميع الكتب التي أنزلت , وعد الكفر بواحد منها كفر بالجميع , فكفرهم وإعراضهم عن القرآن كفر بكتابهم .
واليهود أعرضوا عما نزل عليهم وحرفوا فيه وبدلوا , فلأن يعرضوا عما نزل على النبي -عليه الصلاة والسلام- من باب أولى.
وإعراضهم عن القرآن هو في الحقيقة إعراض عما في التوراة وكفر بها, فقد جاءت صفة النبي-عليه الصلاة والسلام- فيها , وأمروا فيها باتباع النبي المنتظر , فلما كفروا بها واعرضوا عن اتباعه ; زاد كفرهم بكتابهم , وزاد تحريفهم له حتى طمسوا صفات النبي-عليه الصلاة والسلام- المذكورة , وحرفوها إما تحريفا لفظيا او تحريفا معنويا.
وقد حصلت -كما دلت النصوص- دعوتهم إلى حكم التوراة , ودعوتهم إلى حكم القرآن فأبوا وأعرضوا عن الجميع.

هيثم محمد 8 جمادى الآخرة 1441هـ/2-02-2020م 01:17 PM

2: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم}.

الأقوال:
القول الأول: هو التّوراة دعاهم إلى الرّضا بما فيها، إذ كانت الفرق المنتحلة الكتب تقرّ بها وبما فيها أنّها كانت أحكام اللّه قبل أن ينسخ منها ما نسخ، وهو قول ابن عباس، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر، ولم يذكر الزجاج وابن كثير غيره، ويؤيد هذا القول: قوله تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا).
وهو ترجيح ابن جرير بقوله: "وإنّما قلنا: إنّ ذلك الكتاب هو التّوراة؛ لأنّهم كانوا بالقرآن مكذّبين وبالتّوراة بزعمهم مصدّقين، فكانت الحجّة عليهم بتكذيبهم بما هم به في زعمهم مقرّون أبلغ وللعذر أقطع".
وقال الزجاج: "يدعون إلى كتاب الله الذي هم به مقرون، وفيه ذكر النبي والإنباء برسالته".

القول الثاني: أنه كتاب اللّه الّذي أنزله على محمّد، وإنّما دعيت طائفة منهم إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ليحكم بينهم بالحق، فأبت، وهو قول قتادة وابن جريج، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر، ولم يذكر السمعاني غيره.
ووجهه ابن عطية بقوله: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه فكانوا يعرضون".

تخريج الأقوال:
القول الأول:
قول ابن عباس: رواه ابن جرير بقوله حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يونس، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ مولى زيد بن ثابتٍ، قال: حدّثني سعيد بن جبيرٍ وعكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيت المدراس على جماعةٍ من يهود، فدعاهم إلى اللّه، فقال له نعيم بن عمرٍو والحارث بن زيدٍ: على أيّ دينٍ أنت يا محمّد؟ فقال: على ملّة إبراهيم ودينه، فقالا: فإنّ إبراهيم كان يهوديًّا، فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فهلمّوا إلى التّوراة فهي بيننا وبينكم، فأتيا عليه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون} إلى قوله: {ما كانوا يفترون}.
ورواه ابن أبي حاتم من طريق ابن إسحاق أيضا لكنه مرسل، لم يذكر ابن عباس.
ورواه ابن المنذر عن ابن إسحاق.
وسنده ضعيف، لجهالة شيخ ابن إسحاق: محمد بن أبي محمد، وقال ابن حجر في العجاب: "والصواب أن هذه الرواية ترد دائما بالشك وهو من ابن إسحاق أو من شيخه محمد بن أبي محمد".

القول الثاني:
قول قتادة:
رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد اللّه بن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن أبيه، عن قتادة: هم اليهود دعوا إلى كتاب اللّه وإلى نبيّه وهم يجدونه مكتوبًا عندهم، ثمّ يتولّون وهم معرضون.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور لعبد بن حميد.
وبلفظ آخر رواه ابن جرير وابن المنذر من طريق يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون} أولئك أعداء اللّه اليهود، دعوا إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم، وإلى نبيّه ليحكم بينهم وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل، ثمّ تولّوا عنه وهم معرضون.

وقول ابن جريج:
رواه ابن جرير بقوله حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم} قال: كان أهل الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم بالحقّ يكون وفي الحدود، وكان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يدعوهم إلى الإسلام، فيتولّون عن ذلك.
وقد تعقب ابن حجر في العجاب رواية ابن جريج بقوله: "وهو يحتمل أن يراد به التوراة فيرجع إلى الأول"، لأن لفظ الكتاب عام.

الترجيح:
أن القولين –والله أعلم- صحيحان ومحتملان:
فعلى القول الأول أن اليهود دعوا إلى التوراة فأبوا، فهي في أصلها كتاب من عند الله، وإن حرفوه وغيروه، وهو يوافق ما أشار إليه بعض المفسرين أن هذه الآية في الروايات التي وردت في تحاكم اليهود إلى النبي.
وعلى القول الثاني أنه القرآن لموافقته التوراة، لأن ما فيه موافق لما في التوراة من أصول الدين، ولأن طائفة من اليهود تحاكموا إليه - صلى الله عليه وسلم - ليحكم بينهم بحكم القرآن، فلما تبين لهم الحكم وأنه على غير هواهم أعرضوا وَنَأوْا بجانبهم عن سماع قول الحق والإنصات إليه، وفي ذلك تنبيهًا أن كل كتاب يقضي بصحة ما هو فيه.

نورة الأمير 6 شعبان 1441هـ/30-03-2020م 02:11 PM

التقويم:

فاطمة أحمد (أ):
أحسنت.
مع تنبيهك على الاهتمام بعلامات الترقيم, والتحسين من طريقة العرض.

فداء حسين وهيثم محمد (أ+):
أحسنتم، بارك الله فيكم, وأثني على جهدكم الواضح والمبذول, وأدعو البقية للاستفادة من طريقة عرضكم وتحريركم وحسن تنظيمكم للمسألة.


الساعة الآن 02:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir