أسئلة عقدية في باب الأسماء والصفات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم شيخنا الفاضل السؤال الأول: هل توجد كتب مجموع فيها (إجماعات السلف على العقيدة) وأخص بالذكر في توحيد الأسماء والصفات؟ وإن لم توجد هذه الكتب فأين أبحث -أي: في أي الكتب- عن إجماع السلف في هذه المسائل؟ السؤال الثاني: نجد في كلام العلماء أن بعض الصفات ثبتت بالقرآن والسنة والإجماع والعقل والحس، وأحياناً في صفة أخرى لا يذكرون أنها ثبتت بالعقل، السؤال هو: أ- ما الفرق بين العقل والحس؟ ب- أعلم أن هناك صفات خبرية (كالوجه) فهذه لا يستقل العقل بمعرفتها ابتداءً وتتوقف على نص من الكتاب أو السنة الصحيحة ... ولكن طالما أن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح بل يشهد له ويؤكده ... فلماذا لا يوضع في كل صفة من صفات الله تعالى أن من أدلة ثبوتها العقل أيضاً ... أم هم يقصدون أنها ثبتت بالعقل ابتداءً (كالعلم والخلق)؟ سؤال أخير: في الألفاظ المجملة التي يقولها أهل البدع المعطلة (كالجسم - الجهة - الجوهر- ......) قال شيخ الإسلام قاعدة فيها وهي: [يُوقف اللفظ ويُفسر المعنى]، لا نثبت اللفظ ولا ننفيه، أما المعنى يستفصل فيه، ونثبت لله تعالى المعنى الحق الذي فيها وننفي عنه المعنى الباطل ... إشكالي هو: أ- ما الفرق بين هذه الألفاظ المجملة وبين الألفاظ التي يخبر بها عن الله تعالى؟ ب- قال الشيخ العثيمين أن الألفاظ الدالة على كمال لكن مع احتمال نقص بالتقدير لا يسمى به الله ولكن يخبر بها عنه كالمتكلم والشائي والمريد .... فهل كلاً من الألفاظ الخبرية والألفاظ المجملة كليهما متوقفتان على العقل أم أن هناك قواعد تحكم الأمر أكثر من ذلك؟ وأرمي بسؤالي أن المخالف يعتمد على العقل فإن رددنا لفظ يقوله بعقولنا فقط فسيبادلنا نفس الموقف! زادكم الله علماً وبارك فيكم وجزاكم خيراً |
اقتباس:
وبارك الله فيكم غالب مسائل الاعتقاد مجمع عليها عند أهل السنة والجماعة ولله الحمد، والخلاف فيها قليل.اقتباس:
والكتب المصنفة في اعتقاد أهل السنة والجماعة تذكر المسائل المجمع عليها عند أهل السنة والجماعة. ومن أكثر العلماء عناية بهذا العلم تقريراً وتأليفاً ومناظرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وقد ذكر إجماعات السلف في أبواب كثيرة من أبواب الاعتقاد، وقد تتبعها بعض الباحثين في رسائل علمية طبعت باسم: (المسائل العقدية التي حكى ابن تيمية فيها الإجماع) بإشراف الدكتور عبد الله الدميجي، والباحثون هم: خالد الجعيد، وعلي العلياني، وناصر الجهني. ومن أفرد من العلماء بعض أبواب الاعتقاد بالتصنيف فإنه يذكر الإجماع فيها، وكذلك كتب الاعتقاد المتقدمة تُذكر فيها بعض تلك الإجماعات ككتاب شرح أصول السنة للالكائي، وكتاب الشريعة للآجري، وكتاب الإبانة لابن بطة وكتاب التوحيد لابن مندة وغيرها وغالب المسائل التي ينقل فيها إجماع السلف هي من المسائل الكبار التي تشمل مسائل كثيرة ربما ذكر بعضها تمثيلاً أو لمناسبة اقتضت ذكرها وبابها واحد كمسائل الغيبيات، ومسائل الأسماء والصفات، وحجية أخبار الآحاد، ومسائل القضاء والقدر، وغيرها. اقتباس:
والرؤية المنامية تنزل منزلة الرؤية البصرية فهي مما يدرك بالحس. وأما ما يدرك بالعقل فهو المسائل التي تكون من البدهيات العقلية أو مترتبة عليها ترتب النتائج على المقدمات، وربما تطول المقدمات فيحتاج إلى النظر في صحة تسلسلها وترتب بعضها على بعض حتى يسلم بالنتيجة المترتبة عليها. وكما أن الأدلة الحسية قد يدخلها عوارض الوهم والتخيل وغيرها؛ فكذلك الأدلة العقلية قد تدخلها عوارض تقدح في صحتها، وكذلك الأدلة الأخرى لها عوارض تدخل على بعضها. فإذا خلت الأدلة من المعارضة أو كانت المعارضة غير صحيحة فهي حجة موجبة للعلم. ومسائل الأسماء والصفات تدرك بعض آثارها بالحس وليس المراد أن نفس الصفة تدرك بالحس، فالمخلوقات التي نراها بأبصارنا هي من آثار صفة الخلق. فبعض آثار الصفات تدرك بالحس، ويستدل بالعقل على ثبوت تلك الصفة التي أدركت آثارها بالحس فالمخلوق لا بد له من خالق ، لأن من بدهيات العقل أن الموجود لا بد له من موجد. كما قال الله تعالى: {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون} وعظمة بعض المخلوقات تدل على صفة عظمة الله تعالى وأن الله أعظم من تلك المخلوقات العظيمة، وبديع تفاصيل بعض المخلوقات وجريانها بنظام بديع محكم يدل على صفة العلم والقدرة وغيرها فبعض الصفات تدرك آثارها بالحس، ويمكن أن يستدل على إثباتها بالأدلة العقلية، وبعضها لا سبيل للعقل إلى إثباتها ولا نفيها كصفة الاستواء فدليلها الكتاب والسنة والإجماع اقتباس:
فنثبت لهم أن العقل لا ينفي إثبات صفة الوجه ولا صفة الاستواء وكذلك الأمر في غيرها من الصفات التي لا يستقل العقل بمعرفتها والدلالة عليها، لكنه أيضاً لا يدل على نفيها؛ فإذا ورد النص الصحيح فهو حجة قائمة، والعقل الصحيح مؤيد له شاهد بصحته في الجملة. وإنما لم يمكن الاستدلال لها بالأدلة العقلية ابتداء لما سبق ذكره من أن العقل لا يستقل بمعرفة تلك الصفات. اقتباس:
وأما الألفاظ الواردة في النصوص فهي حق لا باطل فيها فيخبر عن الله تعالى بمقتضاها وهذا الإخبار ليس على إطلاقه بل له قواعد تحكمه فيقال من باب الإخبار المريد والصانع والمدبِّر ونحوها ولا يقال المضل والضار والخافض ونحوها إلا مقرونة بما يقابلها وكذلك لا يقال الكائد والمستهزئ والماكر إلا في موضع لا يدخله وصف نقص. اقتباس:
وكذلك ردنا على المخالفين ليس بعقولنا فقط بل هو بأدلة العقل والشرع. وإذا بينا صحة الدليل الشرعي وجب عليهم قبوله ، وكذلك إذا بينا لهم صحة الدليل العقلي وجب عليهم قبوله أيضاً. وإذا كشفنا شبهتهم وبينا فساد ما استدلوا به من الأدلة العقلية ونقضناها لم تبق لهم حجة يتمسك بها. فالأدلة العقلية التي يستدل بها المخالف على ما يخالف مقتضى النصوص فهي باطلة يقينا لأن العقل الصحيح لا يعارض النقل الصحيح؛ فلا بد أن يكون في استدلاله خلل وخطأ، ويبقى على المناظر اكتشاف موضع الخطأ وبيانه. والدليل العقلي الصحيح المؤيد بالدليل الشرعي الصحيح لا يمكن نقضه أبداً، وهذه حال استدلالات أهل السنة العقلية. وبالله التوفيق. |
جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل
زادكم الله علماً |
الساعة الآن 01:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir