معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   أسئلة العقيدة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=978)
-   -   سؤال: هل في تفسير قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} رد على الجبرية والقدرية؟ (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=42351)

جيهان أدهم 21 جمادى الآخرة 1441هـ/15-02-2020م 10:08 PM

سؤال: هل في تفسير قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} رد على الجبرية والقدرية؟
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سورة الشمس في قوله تعالى: {فألهمها فجورها وتقواها} دلالة على الهداية العامة الفطرية، وهو الاستعداد لعمل الخير والشر والقدرة على التمييز بينهما.
وفي قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}
للمفسرين قولين في مرجع الضمير"ها"، في "زكاها" و "دساها":
1- النفس؛ فيكون المعنى، قد أفلح من زكى نفسه بعمل الطاعات واتباع الحق، فتكون دليل على إثبات فعل العبد وكسبه، واختياره ومشيئته، وما يثاب وما يعاقب عليه، وأن ذلك لا يخرج عن مشيئة الله ، (فتعليق الفلاح هنا على فعل العبد واختياره)وتكون الآية الأولى {فألهمها فجورها وتقواها} إثبات القضاء والقدر السابق.
2- الله، فيكون المعنى، قد أفلح من زكاه الله، (فتعليق الفلاح هنا على مشيئة الله، حتى لا يظن أحد أنه هو الذي تولى تطهير نفسه وإهلاكها بالمعصية من غير قدر سابق وقضاء متقدم.)
سؤالي هو كيف يكون ذلك ردا على القدرية والجبرية؟ ، وأيهما هو الراجح؟
وهل الآيتين تدلان على نوع آخر من الهداية إذا كان مرجع الضمير هو "الله"؟
بارك الله فيكم

عبد العزيز الداخل 23 جمادى الآخرة 1441هـ/17-02-2020م 02:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيهان أدهم (المشاركة 381358)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في سورة الشمس في قوله تعالى: {فألهمها فجورها وتقواها}دلالة على الهداية العامة الفطرية، وهو الاستعداد لعمل الخير والشر والقدرة على التمييز بينهما.
وفي قوله تعالى: {قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}
للمفسرين قولين في مرجع الضمير"ها"، في "زكاها" و "دساها":
1- النفس؛ فيكون المعنى، قد أفلح من زكى نفسه بعمل الطاعات واتباع الحق، فتكون دليل على إثبات فعل العبد وكسبه، واختياره ومشيئته، وما يثاب وما يعاقب عليه، وأن ذلك لا يخرج عن مشيئة الله ، (فتعليق الفلاح هنا على فعل العبد واختياره)وتكون الآية الأولى {فألهمها فجورها وتقواها} إثبات القضاء والقدر السابق.
2- الله، فيكون المعنى، قد أفلح من زكاه الله، (فتعليق الفلاح هنا على مشيئة الله، حتى لا يظن أحد أنه هو الذي تولى تطهير نفسه وإهلاكها بالمعصية من غير قدر سابق وقضاء متقدم.)
سؤالي هو كيف يكون ذلك ردا على القدرية والجبرية؟ ، وأيهما هو الراجح؟
وهل الآيتين تدلان على نوع آخر من الهداية إذا كان مرجع الضمير هو "الله"؟
بارك الله فيكم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القول الأوّل هو الراجح، وهو الذي يقتضيه نظم الآية، وهو موافق لصريح قول الله تعالى: {قد أفلح من تزكى} منطوقاً ومفهوماً.
والقول الثاني وإن كان في دلالة لفظ الآية عليه ضعف؛ إلا أن معناه صحيح، فإنه لا فلاح للإنسان إلى بتزكية الله تعالى له، كما قال الله تعالى: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكّي من يشاء}
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (( اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها )) كما في صحيح مسلم وغيره من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه.

والمعنى الأول ردّ على الجبرية؛ لإن فيه إسناد الفعل إلى العبد حقيقة بفعله واختياره.
والمعنى الثاني ردّ على القدرية لأنّ العبد لا زكاة له إلا بمشيئة الله تعالى.
والمعنيان يجتمعان ولا يتناقضان.


الساعة الآن 04:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir