سؤال عن جدوى دورات حفظ متون الأحاديث، والطريقة المنهجية لطلب علم الحديث
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياكم الله وبياكم شيخنا الفاضل وجعل الله الفردوس الأعلى. مثوانا ومثواكم. أثابكم الله فضيلة الشيخ
طالب علم بدأ بدراسة الحديث في الجامعة ولكن ليس من ضمن المواد المقررة ما مر علينا في الحلية (التدرج في طلب الحديث ومصطلحه: كبلوغ المرام، والمنتقى، ونخبة الفكر "ليس الكتب بعينها وإنما شيء من مضمونها") فإذا أراد طالب العلم دراستها بنفسه بماذا تنصحونه؟ وكيف يمكن أن يضبطها وشرحها على شيخ، وهل هذا الأمر ممكن في هذا المعهد المبارك؟
-وفي الدورات التي يعدها بعض الشيوخ لحفظ الأربعين أو الصحاح أو غيرها هل هذا كافٍ فعلا؟
هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيراً على دعواتكم الطيبة.
دراسته لبعض ما تضمّنته تلك الكتب تفيده في اختصار الجهد والوقت إذا أراد دراستها بتمامها، وهذا هو الأفضل في حقّه؛ لتكون دراسته دراسة علمية منهجية؛ فيدرس المتن من أوّله إلى آخره؛ دراسة تفقّه وضبط لمسائله وشرح لألفاظه، ولو جزّأ المتون الطويلة إلى أجزاء متناسبة ودرسها على مراحل فحسنٌ أيضاً.
فالدراسة العلمية الجيّدة بإشراف علمي هي الطريقة المنهجية المثلى، حتى يسأل عمّا يشكل عليه ويُختبر تحصيله في المادة العلمية، وهذا أمر ممكن في هذا المعهد بفضل الله تعالى.
وأمّا الحفظ فإن كان للطالب همّة فيه وملكة حسنة فهي منّة عظيمة فيوصَى بالجمع بين حفظ الأحاديث ودراستها، وليعتنِ بالمراجعة وتعاهد محفوظه؛ لأن المحفوظات إذا لم يتعاهدها صاحبها تُنسى.
والدورات التي تُعنى بتنظيم الحفظ وتيسيره واختصار وقته دورات نافعة ينبغي لطالب العلم الذي يحسّ من نفسه قوة حفظ أن يستفيد منها وأن لا يفرّط فيها؛ بشرط أن لا يخلّ ذلك بدراسته؛ لأن التفقه في الأحاديث بدراسة معاينها وأحكامها مقدّم على مجرّد الحفظ والسرد.