معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   كتاب الحج (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=144)
-   -   باب صفة الحج ودخول مكة (24/29) [ذكر أن النبي خطب خطبتين في الحج] (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=3061)

محمد أبو زيد 16 محرم 1430هـ/12-01-2009م 04:50 PM

باب صفة الحج ودخول مكة (24/29) [ذكر أن النبي خطب خطبتين في الحج]
 

وعن أبي بَكرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: خَطَبَنا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يومَ النَّحْرِ.. الحديثَ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وعن سَرَّاءَ بنتِ نَبْهَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالَتْ: خَطَبَنَا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَومَ الرُّءوسِ فقالَ: ((ألَيْسَ هَذَا أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؟)).. الحديثَ، رواهُ أبو دَاوُدَ بإسنادٍ حَسَنٍ.

محمد أبو زيد 16 محرم 1430هـ/12-01-2009م 08:27 PM

سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني
 

31/725 - وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ.. الحَدِيثَ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ.. الحَدِيثَ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
فِيهِ شَرْعِيَّةُ الخُطْبَةِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَلَيْسَتْ خُطْبَةَ العِيدِ؛ فَإِنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ العِيدَ فِي حَجَّتِهِ، وَلا خَطَبَ خُطْبَتَهُ. وَاعْلَمْ أَنَّ الخُطَبَ المَشْرُوعَةَ فِي الحَجِّ ثَلاثٌ عِنْدَ المَالِكِيَّةِ وَالحَنَفِيَّةِ:
الأُولَى: سَابِعَ ذِي الحِجَّةِ، وَالثَّانِيَةُ: يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالثَّالِثَةُ: ثَانِيَ يَوْمِ النَّحْرِ. وَزَادَ الشَّافِعِيُّ رَابِعَةً، هِيَ يَوْمَ النَّحْرِ، وَجَعَلَ الثَّالِثَةَ فِي ثَالِثِ النَّحْرِ لا فِي ثَانِيهِ. قَالَ: لأَنَّهُ أَوَّلُ النَّفْرِ.
وَقَالَت المَالِكِيَّةُ وَالحَنَفِيَّةُ: إنَّ خُطْبَةَ يَوْمِ النَّحْرِ لا تُعَدُّ خُطْبَةً، إنَّمَا هِيَ وَصَايَا عَامَّةٌ، لا أَنَّهَا مَشْرُوعَةٌ فِي الحَجِّ، وَرُدَّ عَلَيْهِمْ بِأَنَّ الصَّحَابَةَ سَمَّوْهَا خُطْبَةً، وَلأَنَّهَا اشْتَمَلَتْ عَلَى مَقَاصِدِ الخُطْبَةِ كَمَا أَفَادَهُ لَفْظُهَا، وَهُوَ قَوْلُهُ: ((أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟)) قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: ((أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟)) قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: ((أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟)) قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: ((أَلَيْسَ ذِي الْحِجَّةِ؟)) قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: ((أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟)) قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: ((أَلَيْسَ الْبَلْدَةُ الْحَرَامُ؟)) قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟)) قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ((اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)). أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ.
فَاشْتَمَلَ الحَدِيثُ عَلَى تَعْظِيمِ البَلَدِ الحَرَامِ وَيَوْمِ النَّحْرِ وَشَهْرِ ذِي الحِجَّةِ، وَالنَّهْيِ عَن الدِّمَاءِ وَالأَمْوَالِ، وَالنَّهْيِ عَنْ رُجُوعِهِمْ كُفَّاراً، وَعَنْ قِتَالِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً، وَالأَمْرِ بِالإِبْلاغِ عَنْهُ، وَهَذِهِ مِنْ مَقَاصِدِ الخُطَبِ.
وَيَدُلُّ عَلَى شَرْعِيَّةِ خُطْبَةِ ثَانِي يَوْمِ النَّحْرِ:
32/726 - وَعَنْ سَرَّاءَ بِنْتِ نَبْهَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الرُّؤُوسِ، فَقَالَ: ((أَلَيْسَ هَذَا أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؟ )) الحَدِيثَ. رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.
(وَعَنْ سَرَّاءَ): بِفَتْحِ المُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ مَمْدُودَةً، (بِنْتِ نَبْهَانَ): بِفَتْحِ النُّونِ وَسُكُونِ المُوَحَّدَةِ، (قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الرُّءُوسِ، فَقَالَ: أَلَيْسَ هَذَا أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.. الحَدِيثَ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ)، وَهَذِهِ هِيَ الخُطْبَةُ الرَّابِعَةُ، وَيَوْمُ الرُّؤُوسِ: ثَانِي يَوْمِ النَّحْرِ بِالاتِّفَاقِ.
وَقَوْلُهُ: ((أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ)) يَحْتَمِلُ أَفْضَلَهَا، وَيَحْتَمِلُ أَوْسَطَها بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ، وعليهِ فَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ يَوْمَ النَّحْرِ مِنْهَا.
وَلَفْظُ حَدِيثِ السَّرَّاءِ: قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟)) قَالَتْ: وَهُوَ اليَوْمُ الَّذِي يَدْعُونَهُ يَوْمَ الرُّؤُوسِ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ((هَذَا أَوْسَطُ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ))، قَالَ: ((أَتَدْرُونَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟)) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ((هَذَا الْمَشْعَرُ الْحَرَامُ))، قَالَ: ((إِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا، أَلا وَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ بَلَدِكُمْ هَذَا، في عَامِكُمْ هَذَا، حَتَّى تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلا فَلْيُبَلِّغْ أَدْنَاكُمْ أَقْصَاكُمْ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟)) فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ لَمْ يَلْبَثْ إلاَّ قَلِيلاً حَتَّى مَاتَ.

محمد أبو زيد 16 محرم 1430هـ/12-01-2009م 08:27 PM

توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام
 

649- وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ. الحَديثُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
650- وعَنْ سَرَّاءَ بِنْتِ نَبْهَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الرُّؤُوسِ، فَقَالَ: ((أَلَيْسَ هَذَا أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ؟)) الحديثَ، رَوَاهُ أبو دَاوُدَ بإسنادٍ حَسَنٍ.

درجةُ الحديثِ (650):
حَدِيثُ سَرَّاءَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
قَالَ المُؤَلِّفُ: رَوَاهُ أبو دَاوُدَ بإِسْنادٍ حَسَنٍ.
وقالَ الشَّوْكَانِيُّ: حَدِيثُ سَرَّاءَ بِنْتِ نَبْهَانَ سَكَتَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ والمُنْذِريُّ.
وقالَ في مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ: رِجَالُه رِجَالُ الصَّحِيحِ.

مُفْرَداتُ الحديثَيْنِ:
-يَوْمَ النَّحْرِ: هو اليَوْمُ العَاشِرُ مِن ذِي الحِجَّةِ؛ عِيدُ الأَضْحَى، سُمِّيَ يَوْمَ النَّحْرِ؛ لِمَا يُنْحَرُ فِيهِ مِنَ الهَدْيِ والأَضَاحِيِّ.
-سَرَّاءَ: بفتحِ السِّينِ وتَشْدِيدِ الرَّاءِ بَعْدَها أَلِفٌ مَمْدُودَةٌ، بِنْتِ نَبْهَانَ الغَنَوِيَّةِ، مِن قَبِيلَةِ غَنِيٍّ، قَبِيلَةٌ عَدْنَانِيَّةٌ مُضَرِيَّةٌ.
-يَوْمَ الرُّؤُوسِ: جَمْعُ رَأْسٍ هو اليَوْمُ الحَادِي عَشَرَ مِن ذِي الحِجَّةِ، وهو أَوَّلُ يَوْمٍ مِن أَيَّامِ التَّشْرِيقِ الثَّلاثَةِ، وسُمِّيَ يَوْمَ الرُّؤْوسِ؛ لأنَّهم يَأْكُلُونَ فِي هذا اليومِ غَالِباً رُؤُوسَ الأَضَاحِيِّ والهَدْيَ التي ذُبِحَتْ يَوْمَ النَّحْرِ، ويُسَمَّى يَوْمَ "القَرِّ". بفَتْحِ القافِ وتَشْديدِ الرَّاءِ؛ لأنَّ النَّاسَ قَارُّونَ فِي مِنًى.
-أَوْسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ: هو ثاني يَوْمِ النَّحْرِ بالاتِّفاقِ، كَمَا قَالَ ابْنُ القَيِّمِ، أي: يَوْمُ الحَادِي عَشَرَ، وهو أَوَّلُ أيَّامِ التَّشْرِيقِ، وأمَّا تَسْمِيَتُهُ في الحَديثِ بأَوْسَطِها، فمِن جَعْلِ الأَوْسَطِ بمعْنَى الأَفْضَلِ، أو لأنَّه ثَانِي يومِ النَّحْرِ.

ما يُؤْخَذُ مِنَ الحَدِيثَيْنِ:
1-أنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ خُطْبَتَيْنِ الأُولَى، يَوْمَ النَّحْرِ، والثانيةُ في اليَوْمِ الذي بعدَه مِن أَيَّامِ التَّشْرِيقِ.
2-خُطْبَةُ يَوْمِ النَّحْرِ ليسَتْ خُطْبَةَ عِيدٍ؛ فإنَّهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ لَمْ يُصَلِّ صَلاةَ العِيدِ فِي حَجَّتِه، ولا خَطَبَ مِثْلَ خُطْبَةِ العِيدِ، وإِنَّما هي خُطْبَةٌ قَصَدَ بها تَعْلِيمَ الناسِ المَنَاسِكَ.
3- في الحديثَيْنِ مَشروعِيَّةُ هاتيْنِ الخُطبتَيْنِ للإمامِ، أو نَائِبِه، يَعِظُ الناسَ، ويُبَيِّنُ لهم المَناسِكَ ويُرْشِدُهم.
4- مَا أحَقَّ هذا المَشْعَرَ الكَبِيرَ، والمُجْتَمَعَ الإِسْلامِيَّ في مِنًى، للدُّعاةِ المُرْشِدِينَ والمُصْلِحِينَ أَنْ يَسْتَغِلُّوهُ فِي التَّوْجِيهِ الإِسْلامِيِّ الصَّحِيحِ، ومَا أَجْدَرَ وَسَائِلَ الإِعْلامِ: مِن الإِذَاعَةِ والتِّلْفَازِ والصُّحُفِ والنَّشَرَاتِ، مِن البَثِّ فِي هذهِ المُجْتَمَعَاتِ الكَبِيرَةِ، فالقُلوبُ مُفَتَّحَةٌ، والأَنْفُسُ مُطِيعَةٌ، والسُّبُلُ مُمَهَّدَةٌ لنَشْرِ دَعْوَةِ الخَيْرِ والصَّلاحِ، وَفَّقَ اللهُ المُسلمِينَ إلى مَا فيهِ صَلاحُهم.
5-خُطْبَةُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَمَلَتْ عَلَى أَعْلَى الحِكْمِ والتَّوْجِيهَاتِ، فقَدْ جَاءَ فِيها قولُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلاَ لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ، وصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وأَطِيعُوا رَبَّكُمْ إِذَا أَمَرَكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ، أَلاَ فَلْيُبَلِّغْ مِنْكُمُ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلِّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ، فَلَعَلِّي لاَ أَلْقَاكُمْ بَعْدَ عَامِي هَذَا، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟)) فقالوا: نَعَمْ. فقالَ: ((اللَّهُمَّ اشْهَدْ)).
6-أمَّا خُطْبَةُ اليومِ الأوَّلِ مِن أيَّامِ التَّشْرِيقِ، فقَدْ جَاءَ فيها ما يلي:
((أَلاَ لاَ تَظَالَمُوا، إِنَّهُ لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ، أَلاَ وَإِنَّ رِبَا الجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ، لاَ يَمْلِكْنَ لأَنْفُسِهِنَّ شَيْئاً، وإِنَّ لَهُنَّ عَلَيْكُمْ حُقُوقاً، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقًّا: أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَداً غَيْرَكُمْ، وَلاَ يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لأَحَدٍ تَكْرَهُونَهُ، وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا.
أيَّهُا النَّاسُ: إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، لا فَضْلَ لعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلاَ عَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلاَ أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى)).
قالَ عَبْدُ الرحْمَنِ بنُ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونَحْنُ في مِنًى، ففُتِحَتْ أَسْمَاعُنَا، حَتَّى كُنَّا نَسْمَعُ مَا يَقُولُ، ونَحْنُ فِي مَنَازِلِنَا.
فاللهُ جَلَّ وعَلاَ رَفَعَ صَوْتَهُ، وبَلَّغَ دَعْوَتَهُ، وهو عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.


الساعة الآن 08:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir