معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=957)
-   -   صفحة الطالبة هبة مجدي لدراسة أصول التفسير (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23849)

هبة مجدي محمد علي 18 شوال 1435هـ/14-08-2014م 04:05 PM

صفحة الطالبة هبة مجدي لدراسة أصول التفسير
 
بسم الله

هبة مجدي محمد علي 11 ذو القعدة 1435هـ/5-09-2014م 09:51 PM

القسم الأول من أصول التفسير المقدمة
 
المقدمة

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً، أما بعد:
فإن من المهم في كل فن أن يتعلم المرء من أصوله ما يكون عونا له على فهمه وتخريجه على تلك الأصول، ليكون علمه مبنياً على أسس قوية ودعائم راسخة ً، وقد قيل: من حٌرم الأصول حرم الوصول، ومن أجل فنون العلم، بل هو أجلها وأشرفها، علم التفسير الذي هو تبيين معاني كلام الله عز وجل .
ويتلخص ذلك فيما يأتي:

* القرآن الكريم:
1- متى نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن نزل به عليه من الملائكة؟.
2- أول ما نزل من القرآن.
3- نزول القرآن على نوعين: سببي وابتدائي.
4- القرآن مكي ومدني، وبيان الحكمة من نزوله مفرقاً. وترتيب القرآن.
5- كتابة القرآن وحفظه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
6-جمع القرآن في عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما.

التفسير:
1-معنى التفسير لغة واصطلاحاً، وبيان حكمه، والغرض منه.
2- الواجب على المسلم في تفسير القرآن.
3- المرجع في التفسير إلى ما يأتي:
أ-كلام الله تعالى بحيث يفسر القرآن بالقرآن.
ب- سنة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه مبلّغ عن الله تعالى، وهو أعلم الناس بمراد الله تعالى في كتاب الله.
ج. كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم.
د. كلام كبار التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم.
هـ. ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق، فإن اختلف الشرعي واللغوي، أخذ بالمعنى الشرعي إلا بدليل يرجح اللغوي.
4- أنواع الاختلاف الوارد في التفسير المأثور.
5- ترجمة القرآن: تعريفها - أنواعها - حكم كل نوع.

* خمس تراجم مختصرة للمشهورين بالتفسير ثلاث للصحابة واثنتان للتابعين.
* أقسام القرآن من حيث الإحكام والتشابه.
* موقف الراسخين في العلم، والزائغين من المتشابه.
* التشابه: حقيقي ونسبي.
* الحكمة في تنوع القرآن إلى محكم ومتشابه.
* موهم التعارض من القرآن والجواب عنه وأمثلة من ذلك.
القسم:
تعريفه - أداته- فائدته
* القصص:
تعريفها - الغرض منها - الحكمة من تكرارها واختلافها في الطول والقصر والأسلوب.
* الإسرائيليات التي أقحمت في التفسير وموقف العلماء منها.
* الضمير:
تعريفه - مرجعه - الإظهار في موضع الإضمار وفائدته - الالتفات وفائدته - ضمير الفصل وفائدته).

هبة مجدي محمد علي 11 ذو القعدة 1435هـ/5-09-2014م 09:58 PM

القسم الأول من أصول التفسير الدرس الأول
 
القرآن في اللغة
مصدر قرأ بمعني تلا، أو بمعني جمع

فعلى المعني الأول (تلا) يكون مصدراً بمعني اسم المفعول؛ أي بمعني متلوّ،
وعلى المعني الثاني: (جمع) يكون مصدراً بمعني اسم الفاعل؛ أي بمعني جامع لجمعه الأخبار والأحكام.

والقرآن في الشرع: كلام الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس. قال تعالى: {إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلاً} [الإنسان: 23] وقال: {إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون} [يوسف: 2].

وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة، تدل على عظمته وبركته وتأثيره وشموله، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب.
قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} [الحجر: 87] {والقرآن المجيد} [ق: الآية 1] ، وقال تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب} [ص: 29] ،{وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم ترحمون} [الأنعام: 155] ،{إنّه لقرآنٌ كريمٌ} [الواقعة: 77] ،{إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم} [الإسراء: الآية 9] وقال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية اللّه وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون} [الحشر: 21]

والقرآن الكريم مصدر الشريعة الإسلامية التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس، قال الله تعالى: {تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً} [الفرقان: 1] {كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم إلى صراط العزيز الحميد (1) اللّه الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض وويلٌ للكافرين من عذابٍ شديدٍ (2) }[إبراهيم: 1-2].

هذا والسنة أيضا مصدر تشريع كما هو معلوم .

نزول القرآن

نزل القرآن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1]. {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين (3) فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ (4) }

وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم،

والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، جبريل أحد الملائكة المقربين الكرام، قال الله تعالى عن القرآن: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين (192) نزل به الرّوح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ (195) } [الشعراء: 192- 19].
وقد جاء في القرآن الثناء على جبريل عليه السلام قال الله تعالى: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ " (19) ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ (20) مطاعٍ ثمّ أمين (21) } [التكوير: 19- 21]،وقال: {علّمه شديد القوى (5) ذو مرّةٍ فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7) } [لنجم: 5-7]، وقال: {قل نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ ليثبّت الّذين آمنوا وهدىً وبشرى للمسلمين} [النحل: 102]

أول ما نزل من القرآن

أول ما نزل من القرآن على وجه الإطلاق قطعا ً الآيات الخمس الأولي من سورة العلق، وهي قوله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1) خلق الإنسان من علقٍ (2) اقرأ وربّك الأكرم (3) الّذي علّم بالقلم (4) علّم الإنسان ما لم يعلم (5) } [العلق: 1- 5] ، ثم فتر الوحي مدة، ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثر وهي قوله تعالى: {يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5)} [المدثر: 1-5] .
ففي الصحيحين -صحيح البخاري ومسلم- عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت: حتى جاءه الحق ٌّ، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ (يعني لست أعرف القراءة) فذكر الحديث، وفيه ثم قال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1)} إلى قوله: {علّم الإنسان ما لم يعلم (5)} [العلق: 1- 5]،وفيهما عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء...." فذكر الحديث، وفيه، فأنزل الله تعالى:{يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) }إلى {والرّجز فاهجر (5)}[المدثر: 1-5].
وثمت آيات يقال فيها: أول ما نزل، والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معين، فتكون أولية مقيدة مثل: حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين أن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر: {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1]

فهذه الأولية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو أول ما نزل في شأن الرسالة؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله: {قم فأنذر} [المدثر: 2]، ولهذا قال أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ ب {اقرأ} [العلق: 1] وأرسل ب {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1].

نزول القرآن ابتدائي وسببي

ينقسم نزول القران إلى قسمين:
الأول: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القران، ومنه قوله تعالى: {ومنهم من عاهد اللّه لئن آتانا من فضله لنصّدّقنّ ولنكوننّ من الصّالحين}[التوبة: 75] الآيات فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين، وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة ابن حاطب في قصة طويلة، ذكرها كثير من المفسرين، وروجها كثير من الوعاظ، فضعيف لا صحة له.

القسم الثاني: سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه، والسبب:
أ - إما سؤال يجيب الله عنه مثل {يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنّاس والحجّ}[البقرة: الآية 189].
ب - أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: {ولئن سألتهم ليقولنّ إنّما كنّا نخوض ونلعب} [التوبة: الآية 65] الآيتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فجاء الرجل يعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه {أباللّه وآياته ورسوله كنتم تستهزئون}[التوبة: الآية 65].
ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ} [المجادلة: 1] ). [أصول في التفسير: 8 - 14 ]

هبة مجدي محمد علي 11 ذو القعدة 1435هـ/5-09-2014م 10:01 PM

القسم الأول من أصول التفسير الدرس الثاني
 
معرفة أسباب النزول تؤدي إلى فوائد كثيرة منها :

1- بيان أن القران نزل من الله تعالى، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء، فيتوقف عن الجواب أحيانا، حتى ينزل عليه الوحي، أو يخفى الأمر الواقع، فينزل الوحي مبينا له. مثال الأول: قوله تعالى: {ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً} [الإسراء: 85]، ففي صحيح البخاري عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: أن رجلا من اليهود قال: يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت، وفي لفظ: فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يرد عليهم شيئا، فعلمت أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال {ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي} [الإسراء: 85] الآية

2- بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه. مثال ذلك قوله تعالى: {وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً} [الفرقان: 32] وكذلك آيات الإفك؛ فإنها دفاع عن فراش النبي صلى الله عليه وسلم وتطهير له عمّا دنسه به الأفاكون.

3- بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم. مثال ذلك آية التيمم، ففي صحيح البخاري أنه ضاع عقد لعائشة رضي الله عنها، وهي مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأقام النبي صلى الله عليه وسلم لطلبه، وأقام الناس على غير ماء، فشكوا ذلك إلى أبي بكر، فذكر الحديث وفيه: فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. والحديث في البخاري مطولاً.

4- فهم الآية على الوجه الصحيح. مثال ذلك قوله تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما} [البقرة: الآية 158] أي يسعى بينهما، فإن ظاهر قوله: {فلا جناح عليه} [البقرة: الآية 158] أن غاية أمر السعي بينهما، أن يكون من قسم المباح، وفي صحيح البخاري عن عاصم بن سليمان قال: "سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة، قال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى: {إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه } [البقرة: الآية 158] إلى قوله: {أن يطّوّف بهما} [البقرة: الآية 158] . وبهذا عرف أن نفي الجناح ليس المراد به بيان أصل حكم السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه، حيث كانوا يرون أنهما من أمر الجاهلية، أما أصل حكم السعي فقد تبين بقوله: {من شعائر اللّه} [البقرة: الآية 158].


عموم اللفظ وخصوص السبب

إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها، ولكل ما يتناوله لفظها، لأن القرآن نزل تشريعا عاما لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه.
مثال ذلك: آيات اللعان، وهي قوله تعالى: {والّذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلّا أنفسهم} إلى قوله {إن كان من الصّادقين} [النور: 6- الآية 9] ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "البينة أو حد في ظهرك "، فقال هلال: والذي بعثك بالحق إني لصادق فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد، فنزل جبريل، وأنزل عليه: {والّذين يرمون أزواجهم} [النور: الآية6] فقرأ حتى بلغ {إن كان من الصّادقين} [النور: الآية9]، فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته، لكن حكمها شامل له ولغيره، بدليل ما رواه البخاري من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن عويمر العجلاني جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " قد أنزل الله القرآن فيك وفي صاحبتك "، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملاعنة بما سمى الله في كتابه، فلاعنها. الحديث. فجعل البني صلى الله عليه وسلم حكم هذه الآيات شاملا لهلال بن أمية وغيره ).[

هبة مجدي محمد علي 23 ذو القعدة 1435هـ/17-09-2014م 01:03 AM

المشتهرون بالتفسير من الصحابة
 
(المشتهرون بالتفسير من الصحابة)


اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكر السيوطي منهم: الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة، لانشغالهم بالخلافة.

ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، فلنترجم لحياة على بن أبي طالب مع هذين رضي الله عنهم.

1- على بن أبي طالب:

هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي "، نقل له من المناقب والفضائل ما لم ينقل لغيره، وهلك به طائفتان: النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه، والروافض الذي بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب.
اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، وروى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.

2- عبد الله بن مسعود:


هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد، تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام: " إنك لغلام معلم "، وقال: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد "، وفي صحيح البخاري أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه، وكان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم" ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة، ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمارا أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فاقتدوا بهما، ثم أمره عثمان على الكوفة، ثم عزله، وأمره بالرجوع إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.

3- عبد الله بن عباس:


هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم، وضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: " اللهم علمه الحكمة" ، وفي رواية: "الكتاب" ، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين"، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث وفقه الله تعالى للحرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله، فنال بذلك مكانا عاليا حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ ! فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر اللّه والفتح} [النصر: 1] حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس: أكذلك تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم.
وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم (أي وال على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور نجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت.
ولاه عثمان على موسم الحج سنة خمس وثلاثين وولاه علي على البصرة فلما قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.

المشتهرون بالتفسير من التابعين


أ- أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة وهم اتباع أبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
ج- أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة، والشعبي. فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة.

1- مجاهد:

هو مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وأخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى ابن إسحاق عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها، وكان سفيان الثوري يقول: إذا جاءت التفسير عن مجاهد فحسبك به، واعتمد تفسيره الشافعي والبخاري وكان كثيرا ما ينقل عنه في صحيحه وقال الذهبي في آخر ترجمته: أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به، توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة.

2- قتادة:


هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري ولد أكمة أي أعمي سنة إحدى وستين، وجد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي، وذكره الإمام أحمد فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه أما المثل فلعل، وقال: هو أحفظ أهل البصرة، لم يسمع شيئا إلا حفظه، وتوفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة).

هبة مجدي محمد علي 23 ذو القعدة 1435هـ/17-09-2014م 01:06 AM

موهم التعارض في القرآن
 
موهم التعارض في القرآن


التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشيء والأخرى نافية فيه.
ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى، قال الله تعالى:{ومن أصدق من اللّه حديثاً} [النساء: الآية 87]

ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى قال الله تعالى: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها} [البقرة: الآية 106] وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة.
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك، فحاول الجمع بينهما، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف، وتكل الأمر إلى عالمه.
ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب ( دفع إيهام الاضطراب عن أي الكتاب ) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.

أمثلة للتعارض :


فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن: {هدىً للمتّقين} [البقرة: الآية 2] وقوله فيه: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدىً للنّاس} [البقرة: الآية 185] فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين، وفي الثانية عامة للناس، والجمع بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع، والهداية في الثانية هداية التبيان والإرشاد.
ونظير هاتين الآيتين، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء} [القصص: 56] وقوله فيه {وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} [الشورى: الآية 52] فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:{شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولو العلم} [آل عمران: الآية 18] وقوله: {وما من إلهٍ إلّا اللّه} [آل عمران: الآية 62] وقوله:{فلا تدع مع اللّه إلهاً آخر فتكون من المعذّبين} [الشعراء: 213] وقوله: {فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ} [هود: الآية 101] ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره.
والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي الألوهية الحق، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة؛ لقوله تعالى:{ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ اللّه هو العليّ الكبير} [الحج: 62].
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {قل إنّ اللّه لا يأمر بالفحشاء} [لأعراف: الآية 28] وقوله: {وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميراً} [الإسراء: 16] ففي الآية الأولى نفي أن يأمر الله تعالى بالفحشاء، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق.
والجمع بينهما أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي، والله تعالى لا يأمر شرعا بالفحشاء لقوله تعالى: {إنّ اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون} [النحل: 90] والأمر في الآية الثانية هو الأمر الكوني، والله تعالى يأمر كونا بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته لقوله تعالى:{إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} [يّس: 82).

هبة مجدي محمد علي 28 ذو القعدة 1435هـ/22-09-2014م 08:49 PM

إجابة الأسئلة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

السؤال الأول
س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.

بيان أن القرآن كلام الله تعالى
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
... - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق


الأدلة على أن القرآن غير مخلوق
• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة
• كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً.
• القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا.
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم

الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق


الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
• الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
...- حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
...- حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرّحمن على خلقه..)
...- حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: (فضل كلام الله على سائر الكلام ...)
...- حديث الحسن مرفوعا: (فضل القرآن على الكلام كفضل الله عز وجل على عباده)
...- حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً: (فإن قريشاً منعوني أن أبلّغ كلام ربي...)
...- حديث أبي أمامة مرفوعاً: (ما تقرب العباد إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه...)
...- حديث جبير بن نفير مرفوعاً: (إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (القرآن كلام الله)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (أحسن الكلام كلام الله عز وجل)
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إنّ اللّه قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عامٍ...)
...- حديث أبي الدرداء مرفوعا: (كلام الله غير مخلوق)
... - حديث الحسن مرفوعا: (من حلف بسورة من القرآن ...)
...- مرسل محمد بن كعب القرظي رحمه الله
• الأحاديث المروية في تعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلك أمته
...- حديث خولة بنت حكيم مرفوعا: (لو نزل أحدكم منزلًا فليقل: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات..)
...- حديث ابن عباس مرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة الله التامة..)
... - حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: (إذا أخذت مضجعك لنومك فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامّة..)
... - حديث رجل من أسلم مرفوعاً: (أما إنّك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات كلّها..)
... - حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المعوذات.
... - حديث علي مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته...)
• الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
... - حديث عبد الله بن أبي بكر مرفوعا: (إن القرآن كلام الله، ...)
... - حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث حكيم بن حزام مرفوعا: (لا تمسّ القرآن إلّا وأنت طاهرٌ)
... - حديث عبد الله بن عمر مرفوعا: (لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
... - حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (كلّم اللّه موسى يوم كلّمه ...)
... - حديث جابر بن عبدالله مرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذي ناداه، ...)
... - حديث ابن عباس مرفوعا: (إنّ اللّه تعالى ناجى موسى بمائة ألفٍ وأربعين ألف كلمةٍ في ثلاثة أيّامٍ، ...)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
... - حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا قضى اللّه الأمر في السّماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنّه سلسلةٌ على صفوان)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة..)
...- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق

الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق
• إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق
أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق

السؤال الثاني:

أول من أحدث مسألة الفظ بالقرآن وماحكم اللفظية والواقفة؟

حكم اللفظية الذين قالوا: "اللفظ بالقرآن مخلوق"
• ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية


أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن

. - حسين الكرابيسي
... - الشرّاك
حكم اللفظية :
ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية

قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ (ت: 265هـ) : (قال أبو الفضل: قلت لأبي من قال لفظي بالقرآن مخلوق يكلم _
قال هذا لا يكلم ولا يصلى خلفه وإن صلى رجل أعاد
قال أبو الفضل سأل يعقوب بن إبراهيم الدروقي أبي عن من قال لفظه بالقرآن مخلوق كيف يقول في هؤلاء؟
قال: لا يكلم هؤلاء ولا يكلم في هذا القرآن كلام الله غير مخلوق على كل جهة وعلى كل وجه وعلى أي حال.). [سيرة الإمام أحمد: 70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( سئل عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق
- سألت أبي رحمه الله قلت: ما تقول في رجل قال التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق، وما ترى في مجانبته وهل يسمى مبتدعا.
فقال: هذا يجانب وهو قول المبتدع وهذا كلام الجهمية ليس القرآن بمخلوق، قالت عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} فالقرآن ليس بمخلوق.
- حدثني ابن شبويه سمعت أبي يقول: من قال شيء من الله عز وجل مخلوق علمه أو كلامه فهو زنديق كافر لا يصلى عليه ولا يصلي خلفه ويجعل ماله كمال المرتد، ويذهب في مال المرتد إلى مذهب أهل المدينة إنه في بيت المال.
- أ سألت أبي رحمه الله قلت: إن قوما يقولون لفظنا بالقرآن مخلوق.
فقال: هم جهمية وهم أشر ممن يقف هذا قول جهم وعظم الأمر عنده في هذا، وقال: هذا كلام جهم.
- ب وسألته عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فقال: قال الله عز وجل: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حتى أبلغ كلام ربي)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس)).
- سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي.
- سمعت أبي رحمه الله وسئل عن اللفظية فقال: هم جهمية وهو قول جهم، ثم قال: لا تجالسوه
- سمعت أبي رحمه الله يقول: كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمي.
- سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم.
- سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، وقال مرة: هم شر من الجهمية، وقال مرة أخرى: هم جهمية.
- سمعت أبي يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية، قال له أن الكرابيسي يقول هذا، فقال: كذب هتكه الله الخبيث، وقال: قد خلف هذا بشرا المريسي، وكان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو
يقال مخلوق أو غير مخلوق.
قال: سألته عن الكرابيسي حسين هل رأيته يطلب الحديث،
فقال: ما أعرفه وما رأيته يطلب الحديث.
قلت: فرأيته عند الشافعي ببغداد.
فقال: ما رأيته ولا أعرفه.
فقلت: إنه يزعم أنه كان يلزم يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
فقال: ما رأيته عند يعقوب بن إبراهيم ولا غيره وما أعرفه. ).[السنة: 1/ 163-166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا ليس بعالم فليسأل وليتعلم .
- سمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.
وقال مرة أخرى: هم شر من الجهمية .). [السنة: 1/179] (م)
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( واعلم أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي، هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر اللفظية، ...
قال محمد بن الحسين: احذروا رحمكم الله هؤلاء الذين يقولون: إن لفظه بالقرآن مخلوق، وهذا عند أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته منكر عظيم، وقائل هذا مبتدع، خبيث ولا يكلم، ولا يجالس، ويحذر منه الناس، لا يعرف العلماء غير ما تقدم ذكرنا له، وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق،
ومن قال مخلوق، فقد كفر،
ومن قال: القرآن كلام الله ووقف فهو جهمي،
ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أيضا، كذا قال أحمد بن حنبل، وغلظ فيه القول جدا .). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا إسحاق بن داود، قال: سمعت جعفر بن أحمد، يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ، يقول: «اللّفظيّة، والواقفة زنادقةٌ عتقٌ».
- وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: قال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة، واللّفظيّة جهميّةٌ» .). [الإبانة الكبرى: 5/296] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " الجهميّة على ثلاث ضروبٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام اللّه ونقف، وفرقةٌ قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، فهم عندي في المقالة واحدٌ " .). [الإبانة الكبرى: 5/ 306-307]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثني أبي رحمه اللّه، وأبو القاسم عمر بن يحيى العسكريّ قالا: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن الحسن بن بدينا قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ فقلت: يا أبا عبد اللّه، أنا رجلٌ من أهل الموصل، الغالب على أهل بلدنا الجهميّة، وفيهم أهل سنّةٍ نفرٌ يسيرٌ محبوكٌ، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ فأفتنتهم، قول الكرابيسيّ: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال لي أبو عبد اللّه: «إيّاك إيّاك إيّاك إيّاك، وهذا الكرابيسيّ، لا تكلّمه، ولا تكلّم من يكلّمه، أربع مرارٍ أو خمسًا»، إنّ في كتابي أربعًا، قلت: يا أبا عبد اللّه فهذا القول عندك ما يتشعّب منه يرجع إلى قول جهمٍ؟ قال: «هذا كلّه قول جهمٍ».
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: كتبت رقعةً فأرسلت بها إلى أبي عبد اللّه، وهو يومئذٍ متوارٍ، فأخرج إليّ جوابه مكتوبًا فيه: قلت: رجلٌ يقول: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن ليس بمخلوقٍ، وما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟ وعلى ما يكون عقد القلب في التّلاوة والألفاظ؟ وكيف الجواب فيه؟
قال: " هذا يجانب، وهو قول المبتدع، وما أراه إلّا جهميًّا، وهذا كلام الجهميّة، القرآن ليس بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7] الآية،
قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه فاحذروهم، فإنّهم هم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فالقرآن ليس بمخلوقٍ».
- قال أبو داود: وسمعت أحمد يتكلّم في اللّفظيّة، وينكر عليهم كلامهم، وقال له هارون: يا أبا عبد اللّه هم جهميّةٌ؟
فجعل يقول: هم، هم، ولم يصرّح بشيءٍ، ولم ينكر عليه قوله: هم جهميّةٌ.
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، أنّ أحمد بن محمّد بن حنبلٍ قال له: «إنّ اللّفظيّة إنّما يدورون على كلام جهمٍ، يزعمون أنّ جبريل إنّما جاء بشيءٍ مخلوقٍ إلى مخلوقٍ»، يعني: جبريل مخلوقٌ، جاء به إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- وحدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: سألت أحمد بن حنبلٍ قلت: هؤلاء الّذين يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ.
قال: «هم شرٌّ من قول الجهميّة، ومن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل جاء بمخلوقٍ، وأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تكلّم بمخلوقٍ».
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: سمعت أحمد بن صالحٍ، ذكر اللّفظيّة، فقال: «هؤلاء أصحاب بدعةٍ، ويكثر عليهم أكثر من البدعة».
- قال: وسمعت إسحاق بن إبراهيم، سئل عن اللّفظيّة، فبدّعهم.
- وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا يعقوب الدّورقيّ، قال: قلت لأحمد بن حنبلٍ: هؤلاء الّذين يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
فقال: " القرآن على أيّ جهةٍ ما كان لا يكون مخلوقًا أبدًا، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، ولم يقل: حتّى يسمع كلامك يا محمّد "،
فقلت له: إنّما يدور هؤلاء على الإبطال والتّعطيل،
قال: «نعم»، وقال أحمد بن حنبلٍ: «عليهم لعنة اللّه».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكر بن زنجويه، قال: جاءني إبراهيم الكرمانيّ فأخبرني، عن صالحٍ، قال: جاء عبّاسٌ فقال: يا أبا عبد اللّه إنّ قومًا عندنا يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، فيقولون: ليس بمخلوقٍ، قال: «لا، ما سمعت أحدًا يقول هذا».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، قال: حدّثني الحارث الصّائغ، قال: وسمعته، يعني أبا عبد اللّه، يسأل عن قول حسينٍ الكرابيسيّ، قيل له: إنّه يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: " هذا قول جهمٍ قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، فمن يسمع كلام اللّه؟ أهلكهم وضع الكتب، تركوا آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأقبلوا على الكلام "
فقلت له: إذا قال: لفظي بالقرآن، فهو جهميٌّ؟
قال: " فأيّ شيءٍ بقي إذا قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ "
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثني أبو الحارث، قال: ذهبت أنا وأبو موسى إلى أبي عبد اللّه، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد اللّه هذا الأمر الّذي قد أحدثوه تشمئزّ منه القلوب، والنّاس يسألوننا عنه، يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
قال أبو عبد اللّه بالانتهار منه: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ خبيثٌ، لا خير فيه»،
قال له أبو موسى: أليس تقول: القرآن كلام اللّه ليس مخلوقًا على كلّ حالٍ، وبجميع الجهات والمعاني؟
قال: «نعم، وكلّما تشعّب من هذا، فهو رديءٌ خبيثٌ».
- حدّثنا أبو جعفرٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: حدّثنا أبو طالبٍ أحمد بن حميدٍ قال: قلت لأبي عبد اللّه: أخبرني ساكني، أنّ رجلًا، بالرّميلة كان يقول بقول الكرابيسيّ لفظه بالقرآن مخلوقٌ، فمنعوه يصلّي بهم، فجاء فسألك عن الرّجل يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، يصلّى خلفه؟ فقلت له: لا، فرجع إليهم فأخبرهم بقولك، وقال: إنّي تائبٌ، وأستغفر اللّه ممّا قلت، فقالوا له: صلّ بنا فصلّى بهم، قال: هو كان نفسه، سألني رجلٌ طويل اللّحية بعدما صلّيت الظّهر، فقلت له: لم تكلّمون فيما قد نهيتم عنه، لا يصلّى خلفه ولا يجالس ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، قال: قلت: يا أبا عبد اللّه، إنّي قد احتججت عليهم بالقرآن والحديث، وأحبّ أن أعرضه عليك، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، أليس من محمّدٍ يسمع كلام اللّه؟ قال اللّه عزّ وجلّ: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} [البقرة: 75] وقال اللّه عزّ وجلّ: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98] وقال: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك} [الإسراء: 45] وقال: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له} [الأعراف: 204] وقال: {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] وقال: {وأن أتلو القرآن فمن اهتدى} [النمل: 92]، أليس يتلو القرآن؟ . وقال عزّ وجلّ: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}، فعلى كلّ حالٍ، فهو قرآنٌ.
وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث جابرٍ: «إنّ قريشًا منعوني أن أبلّغ كلام ربّي» . وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمعاوية بن الحكم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس إلّا القرآن»، فالقرآن غير كلام النّاس.
وقال أبو بكرٍ رضي اللّه عنه: لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه.
فقال لي: ما أحسن ما احتججت به، جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمخلوقٍ، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جاء إلى النّاس بمخلوقٍ؟!.
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو أيّوب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سويدٍ، قال: سمعت أبا إسحاق الهاشميّ، يقول: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍ بألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوقٍ " ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حين قاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منه مخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه» ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: قلت له: كتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ،
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه»،
قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} [الروم: 2] فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه،
قال: «نعم، هذا وغيره إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .
قلت: كذا بلغني.
قال: «أخزاه اللّه، تدري من كان خاله؟»
قلت: لا،
قال: «كان خاله عبدك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ»، واستعظم ذلك واسترجع، وقال: «إلى ما صار أمر النّاس؟».
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئٍ النّيسابوريّ، قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «من زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ» وقال: «أرأيت جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فتلا عليه تلاوة جبريل للنّبيّ القرآن، كان مخلوقًا؟ ما هو بمخلوقٍ».
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص بن جعفرٍ العطّار قال: حدّثنا أبو يوسف محمّد بن المثنّى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عمران بن موسى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو أحمد الأسديّ، قال: دخلت على أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ رضي اللّه عنه وسألته فقلت: يا أبا عبد اللّه، لفظي بالقرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ؟ فما أجابني بشيءٍ، ثمّ أعدت عليه المسألة، فما أجابني فيها بشيءٍ، قال: ثمّ خرجت في سفري إلى مكّة، فصارت البادية في طريقي على شبه الحبس من شدّة الفكرة في أمره، قال: فدخلت إلى مكّة، فقطع بي الطّواف، فخرجت إلى بئر زمزم، وقبّة الشّراب، فصلّيت فيها ركعتين، ثمّ نعست فرأيت ربّ العزّة تبارك وتعالى في منامي، فكان آخر ما قلت له: إلهي، قراءتي بكلامك غير مخلوقٍ؟
قال: نعم.
قال: فقوي عزمي، فلمّا قضيت حجّي وسفري، دخلت بغداد وقد تغيّر أبو عبد اللّه تغيّرًا شديدًا، فقلت له: يا أبا عبد اللّه لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ أو غير مخلوقٍ؟ فانبسط إليّ وقال: " ما حالك، توجّه القرآن على خمس جهاتٍ: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ باللّسان، وسمعٌ بالأذن، وبصرٌ بعينٍ، وخطٌّ بيدٍ؟ " فأشكل عليّ قوله، وبقيت فيه متحيّرًا، فقال لي: «ما حالك، القلب مخلوقٌ، والمحفوظ به غير مخلوقٍ، واللّسان مخلوقٌ، والمتلوّ به غير مخلوقٍ، والأذن مخلوقٌ، والمسموع إليه غير مخلوقٍ، والعين مخلوقٌ، والمنظور إليه منه غير مخلوقٍ»، قال: فقلت: يا أبا عبد اللّه العين تنظر إلى السّواد في الورق؟
فقال لي: " مه، أصحّ شيءٍ في هذا خبر نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ»، ولم يذكر حبرًا ولا ورقًا "
قال: ثمّ رجع معي إلى باب الدّار وهو يكلّمني بهذا، إذ أتته امرأةٌ معها رجلٌ، فقال: يا أبا عبد اللّه قد ذهبت إلى عبد الوهّاب، فما أجابها في المسألة، وتحبّ أن تسألك.
فقال لها: وما مسألتك؟،
قالت: مسألتي أنّ زوجي حلف بالطّلاق أنّه لا يكلّم جارًا له سنةً، فمرّ به بعد أيّامٍ وهو يقرأ فلحن، فردّ عليه، قال: فحرّمت من هذا إلى غيره؟
قال: " لا، قال: فاذهب فإنّك لم تحنث، إنّك كلّمته كلام الخالق دون المخلوقين "
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف» . وقال: " هذا هو قول جهمٍ، وعظّم الأمر عنده في هذا، وقال: قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حتّى أبلّغ كلام ربّي»، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس» فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ "
- قال: فقلت لأبي: إنّ الكرابيسيّ يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ.
فقال: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ، وهو كلام الجهميّة، كذب الكرابيسيّ، هتكه اللّه، الخبيث» وقال: «قد خلف هذا بشرًا المرّيسيّ»
- قال عبد اللّه: وكان أبي يكره أن يتكلّم في اللّفظ بشيءٍ، وأن يقال: لفظي به مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن سليمان الورّاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي: ما تقول في رجلٍ قال: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ؟
قال: «هذا كافرٌ، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة» .
قلت: ما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟
فقال: " هذا يجانب، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة، ليس القرآن بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7]، والقرآن ليس بمخلوقٍ ".
- حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " افترقت الجهميّة على ثلاث فرقٍ: الّذين قالوا: مخلوقٌ، والّذين شكّوا، والّذين قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ ".
- قال المرّوذيّ: قلت لأبي عبد اللّه: إنّ رجلًا من أصحابنا زوّج أخته من رجلٍ، فإذا هو من هؤلاء اللّفظيّة، يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، وقد كتب الحديث،
فقال أبو عبد اللّه: «هذا شرٌّ من جهميٍّ» .
قلت: فتفرّق بينهما؟
قال: نعم،
قلت: فإنّ أخاها يفرّق بينهما؟
قال: «قد أحسن»، وقال: «أظهروا الجهميّة، هذا كلامٌ ينقض آخره أوّله» .
قلت لأبي عبد اللّه: إنّ الكرابيسيّ يقول: من لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ؟
قال: «بل هو الكافر» . وقال: «مات بشرٌ المرّيسيّ وخلفه حسينٌ الكرابيسيّ».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: سأله يعقوب بن الدّورقيّ عن من قال: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، كيف تقول في هذا؟
قال: لا يكلّم هؤلاء ولا يكلّم هذا، القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على كلّ جهةٍ، وعلى كلّ وجهٍ تصرّف، وعلى أيّ حالٍ كان، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] .
وقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا يصلح في الصّلاة شيءٌ من كلام النّاس ". وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: حتّى أبلّغ كلام ربّي. هذا قول جهمٍ، على من جاء بهذا غضب اللّه ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: وسمعت عبد الوهّاب يعني ابن الحكم الورّاق، يقول: «الواقفة واللّفظيّة واللّه جهميّةٌ» حلف عليها غير مرّةٍ.
- قال أبو جعفرٍ: وسمعت أبا زهيرٍ محمّد بن زهيرٍ يقول: " القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على جميع الجهات، فقال: من قال: هذا يعني: لفظي، فهو يدخل فيه كلٌّ ".
قال الشّيخ: فبهذه الرّوايات والآثار الّتي أثرناها وروّيناها عن سلفنا وشيوخنا وأئمّتنا نقول، وبهم نقتدي، وبنورهم نستضيء، فهم الأئمّة العلماء العقلاء النّصحاء، الّذين لا يستوحش من ذكرهم، بل تنزل الرّحمة إذا نشرت أخبارهم، ورويت آثارهم، فنقول: إنّ القرآن كلام اللّه، ووحيه، وتنزيله، وعلمٌ من علمه، فيه أسماؤه الحسنى، وصفاته العليا، غير مخلوقٍ كيف تصرّف، وعلى كلّ حالٍ، لا نقف، ولا نشكّ، ولا نرتاب، ومن قال: مخلوقٌ، أو قال: كلام اللّه ووقف، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهؤلاء كلّهم جهميّةٌ ضلّالٌ كفّارٌ، لا يشكّ في كفرهم، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو ضالٌّ مضلٌّ جهميٌّ، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوقٍ، فهو مبتدعٌ، لا يكلّم حتّى يرجع عن بدعته، ويتوب عن مقالته فهذا مذهبنا، اتّبعنا فيه أئمّتنا، واقتدينا بشيوخنا، رحمة اللّه عليهم، وهو قول إمامنا أحمد بن حنبلٍ رحمه اللّه.). [الإبانة الكبرى: 5/ 329-346]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو بكرٍ أحمد بن كاملٍ قال: قال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ: "والقول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه أعلمه عن صحابيٍّ مضى، ولا عن تابعيٍّ قفى إلّا عمّن في قوله الشّفاء والغنا رحمة اللّه عليه ورضوانه وفي اتّباعه الرّشد والهدى، ومن يقوم لدينا مقام الأئمّة الأولى أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ. فإنّ أبا إسماعيل التّرمذيّ حدّثني قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ يقول: اللّفظيّة جهميّةٌ لقول اللّه عزّ وجلّ: {حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] ممّن يسمع. ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/207-208] (م)

قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوقٌ، قال: كافرٌ.
وعمّن يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: جهميٌّ.). [سير أعلام النبلاء: 11/288]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (قال أحمد بن زنجوية: سمعت أحمد يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الجهميّة.
وقال صالحٌ: سمعت أبي يقول: الجهميّة ثلاث فرقٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام الله وسكتوا، وفرقةٌ قالوا: لفظنا به مخلوقٌ.
ثمّ قال أبي: لا يصلّى خلف واقفيٍّ، ولا لفظيٍّ .). [سير أعلام النبلاء: 11/289]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (- أنبؤونا: عن محمّد بن إسماعيل، عن يحيى بن مندة الحافظ، أخبرنا أبو الوليد الدّربنديّ سنة أربعين وأربع مائةٍ، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبيد الله بن الأسود بدمشق، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفرٍ النّهاونديّ، حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إبراهيم بن زوران لفظاً، حدّثنا أحمد بن جعفرٍ الإصطخريّ قال:
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبلٍ: هذا مذاهب أهل العلم والأثر، فمن خالف شيئاً من ذلك أو عاب قائلها، فهو مبتدعٌ.
وكان قولهم: إنّ الإيمان قولٌ وعملٌ ونيّةٌ، وتمسّكٌ بالسّنّة، والإيمان يزيد وينقص، ومن زعم أنّ الإيمان قولٌ، والأعمال شرائع، فهو جهميٌّ، ومن لم ير الاستثناء في الإيمان، فهو مرجئٌ، والزّنى والسرقة وقتل النّفس والشّرك كلّها بقضاءٍ وقدرٍ من غير أن يكون لأحدٍ على الله حجّةٌ.
إلى أن قال: والجنّة والنّار خلقتا، ثمّ الخلق لهما لا تفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبداً.
إلى أن قال: والله -تعالى- على العرش، والكرسيّ موضع قدميه.
إلى أن قال: وللعرش حملةٌ، ومن زعم أنّ ألفاظنا بالقرآن، وتلاوتنا له مخلوقةٌ، والقرآن كلام الله، فهو جهميٌّ، ومن لم يكفّره، فهو مثله، وكلّم الله موسى تكليماً من فيه. ). [سير أعلام النبلاء: 11/ 302- 303]



حكم الواقفة من كلام العلماء :
إجمال أقوال جماعة من العلماء من بلدان شتّى في شأن الوافقة

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سألت عبّاسًا النّرسيّ عن القرآن، فقال: " نحن ليس نقف، نحن نقول: القرآن غير مخلوقٍ ".
- قال: وسألت عبيد اللّه بن عمر القواريريّ عن الواقفة، فقال: شرٌّ من الجهميّة.
- قال: وسألت يحيى بن أيّوب عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: سألت إبراهيم بن أبي اللّيث عن الواقفة، فقال: «هم كفّارٌ باللّه العظيم، لا يزوّجوا، ولا يناكحوا».
- قال المروزيّ: وسألت محمّد بن عبيد اللّه بن نميرٍ عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة»، وقال: «هذا والوقف زندقةٌ وكفرٌ».
- قال: وسألت أبا بكر بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من أولئك، يعني الجهميّة».
- وسألت عثمان بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة».
- وسألت ابن أبي معاوية الضّرير عن الواقفة، فقال: «هم مثل الجهميّة» ). [الإبانة الكبرى: 5/301-304]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا المرّوذيّ، قال: سألت هارون بن إسحاق الهمدانيّ، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال: وسألت أبا موسى الأنصاريّ عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة»
- وسألت سويد بن سعيدٍ الأنباريّ، فقال: «هم أكفر من الحمار».
- قال: وسألت أبا عبد اللّه بن أبي الشّوارب عن رجلٍ من الواقفة سئل عن وجه اللّه عزّ وجلّ: أمخلوقٌ هو أم غير مخلوقٍ؟ فقال: لا أدري.
فقال: «هذا من الشّاكّة، أحبّ إليّ أن يعيد الصّلاة»، يعني إذا صلّى خلفه). [الإبانة الكبرى: 5/305]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر النهي عن مذاهب الواقفة
قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكًّا فيه أنّه غير مخلوقٍ
- فَرُوِيَ عن أهل المدينة: هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ.
قال: وسمعت عبد الملك خاصّةً يقول: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ.
- وأبي مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ قال: من وقف في القرآن فهو كافرٌ.
- وقال محمّد بن مسلم بن وارة: قال لي أبو مصعبٍ: من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن قال: لا أدري يعني مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو مثله. ثمّ قال: بل هو شرٌّ منه.
فذكرت رجلًا كان يظهر مذهب مالكٍ فقلت: إنّه أظهر الوقف.
فقال: لعنه اللّه، ينتحل مذهبنا وهو بريءٌ منه. فذكرت ذلك لأحمد بن حنبلٍ فأعجبه وسرّ به.
- وحكي عن أبي حاتمٍ الرّازيّ، قال أبو مصعبٍ: هؤلاء الّذين يقولون في القرآن لا ندري مخلوقٌ أم غير مخلوقٍ هم عندنا شرٌّ ممّن يقول: مخلوقٌ، يستتابون فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم.
- وكذلك روى عنه عليّ بن الفرات الأصبهانيّ وروي عن مصعبٍ الزّبيريّ أنّه سئل عن القرآن، وعن من لا يقول غير مخلوقٍ، فقال: هؤلاء جهّالٌ - وخطّأهم - وإنّي لأتّهمهم أن يكونوا زنادقةً.
- وقال أبو حاتمٍ: سئل إبراهيم بن المنذر الحزاميّ فقيل: ما تقول في عبدٍ اشتري فخرج جهميًّا؟
فقال: عيبٌ يردّ منه.
قال: فإن خرج واقفيًّا؟
قال: شرٌّ يردّ منه.
- وعن عبد اللّه بن أبي سلمة العمريّ المدنيّ نزيل بغداد أنّه سئل عن من قال: إنّ القرآن غير مخلوقٍ،
فقال: إنّ الّذي لا يقول إنّه غير مخلوقٍ فهو يقول: مخلوقٌ إلّا أنّه جعل هذه سترةً يستتر بها.
- عن هارون بن موسى الفرويّ أنّه سئل عمّن يقف في القرآن، فقال: مثل من يقول: مخلوقٌ.
- وعنه: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ، ومن وقف بغير شكٍّ فهو مبتدعٌ.
- وعن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- وقال أبو زرعة الرّازيّ: قيل للحسن بن عليٍّ الحلوانيّ: إنّا أخبرنا عنك أنّك أظهرت الوقف. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، وهل يكون غير ذا أو يقول أحدٌ غير ذا؟ ما شككنا في ذا قطّ، وسألني رجلٌ بالشّام وكان من الواقفة فأحبّ أن أرخّص في الوقف فأبيت.
- وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، ومحمّد بن يزيد المقرئ والحسن بن إبراهيم البياضيّ، وابن يونس المدينيّ أنّهم قالوا: كفّارٌ.
- وعن يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ: من وقف في القرآن فهو جهميٌّ. فيما روى عنه ابن أبي عمر العدنيّ.
- ومن أهل الكوفة: وكيع بن الجرّاح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النّيسابوريّ: من شكّ أنّ القرآن كلام اللّه يعني غير مخلوقٍ فهو كافرٌ.
- وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان، والحسين بن عليّ بن الأسود، وأبي هشامٍ الرّفاعيّ، وأبي سعيدٍ الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ، ومحمّد بن خلفٍ التّيميّ، وهارون بن إسحاق الهمذانيّ قالوا: كفّارٌ وشرٌّ من الجهميّ. وعن محمّد بن مقاتلٍ العبّادانيّ، والعبّاس بن الوليد النّرسيّ، ومحمّد بن أبي صفوان الثّقفيّ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، وعمرو بن عليٍّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي حزمٍ القطعيّ، وأبي عبد الرّحمن النّحويّ، والقاسم بن أميّة الحذّاء، والحسن بن شاذان الواسطيّ، ومسعود بن مسبحٍ الواسطيّ، ومحمّد بن حربٍ النّسائيّ، ومحمّد بن حاتمٍ الجرجرائيّ المعروف بحبيٍّ، وأحمد بن سنانٍ الواسطيّ.
- ومن أهل بغداد ومن عُدّ فيهم: عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، ويحيى بن أيّوب، وداود بن رشيدٍ، وسويد بن سعيدٍ الأنباريّ، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو خيثمة زهير بن حربٍ، وأبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، وأبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ الكلبيّ، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، وهارون بن عبد اللّه البزّاز، والعبّاس بن غالبٍ الورّاق، والحسن بن الصّبّاح البزّار، وعبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، ومحفوظ بن أبي توبة، وأبو نشيطٍ محمّد بن هارون، وأحمد بن منصورٍ، وعبّاس بن أبي طالبٍ، وسليمان بن توبة أنّهم قالوا كلّهم: من وقف في القرآن إنّه كافرٌ. وقالوا: جهميٌّ.
- ومن أهل مصر ومن عدّ فيهم: نعيم بن حمّادٍ المروزيّ، وأحمد بن صالحٍ المصريّ، ومؤمّل بن إهابٍ الرّبعيّ المكّيّ نزيل مصر، وأبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي عبد اللّه بن وهبٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ المصريّ.
- ومن أهل الشّام هشام بن عمّارٍ، والمسيّب بن واضحٍ، ومحمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ نزيل دمشق.
- ومن أهل الجزيرة والثّغور حامد بن يحيى البلخيّ، وأبو بكرٍ محمّد بن يزيد الأسلميّ الطّرسوسيّ، وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ البغداديّ نزيل الرّيّ، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وأحمد بن حربٍ الموصليّ، ومحمّد بن أيّوب الأصبهانيّ، ومحمّد بن جبلة الرّافقيّ، وزرقان بن محمّدٍ البغداديّ نزيل طرسوس، ويعقوب بن إبراهيم الخشّاب، وعليّ بن موسى القزوينيّ نزيل طرسوس، وأحمد بن شريكٍ السّجزيّ، ونصر بن منصورٍ المصّيصيّ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبّويه.
- قالوا: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ باللّه العظيم، ومن قال: لا أدري القرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو شاكٌّ في دينه حتّى يعلم أنّ كلام ربّه غير مخلوقٍ. هذا لفظ الثّغريّين، ولفظ الباقين معنى هذا.
- ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلدٍ المعروف بابن راهويه أنّه سئل عن الرّجل يقول: القرآن كلام اللّه ويقف،
قال: هو عندي شرٌّ من الّذي يقول مخلوقٌ؛ لأنّه يقتدي به غيره.
فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا. رماه بأمرٍ عظيمٍ وقال: هو ضالٌّ مضلٌّ.
- وعن محمّد بن يحيى الذّهليّ: من وقف في القرآن فمحلّه محلّ من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ. وعن عليّ بن حبيبٍ البلخيّ، وعبد بن وهبٍ البلخيّ، ومحمّد بن يحيى البلخيّ، وعبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن مهران الجمّال الرّازيّ، وسليمان بن معبدٍ المروزيّ، وأحمد بن الصّبّاح المعروف بابن أبي شريحٍ، ومحمّد بن عيسى الدّامغانيّ، وهارون بن حيّان القزوينيّ، وعبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، وأبي حصين بن يحيى الرّازيّ، وإبراهيم بن يوسف البلخيّ، ومحمّد بن فضيلٍ البلخيّ العابد، وأحمد بن يعقوب البلخيّ، وأحمد بن منصورٍ المروزيّ، وأبي هارون محمّد بن خالد بن يزيد الخزّار الرّازيّ، ومعان بن محمّد بن مخلدٍ النّسويّ، وخازم بن يحيى الحلوانيّ، وأحمد بن عبد اللّه الشّعرانيّ، ومحمّد بن داود أبي نصرٍ التّيميّ السّمنانيّ، ومحمود بن خالدٍ الخانقينيّ، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ:
- إنّ من شكّ في القرآن فهو كافرٌ أو جهميٌّ. ومنهم من قال: شرٌّ من جهميٍّ.
- ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ثنا الحسن بن أيّوب القزوينيّ قال: ثنا هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ».
وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا جعفر بن أحمد بن عيسى الرّازيّ قال: حدّثني أبو موسى هارون بن أبي علقمة قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون يقول: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ».
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عروة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا قال: سمعت سلمة بن شبيبٍ يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ في كفره.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-363]

السؤال الثالث :

المناظرات في مسألة "خلق القرآن"

• مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
• مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
• مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم
• مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
• مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
• مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق
• مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه

هبة مجدي محمد علي 28 ذو القعدة 1435هـ/22-09-2014م 09:03 PM

تلخيص موضوع بيان وجوب الإيمان بالقرآن
 
بيان وجوب الإيمان بالقرآن:

أولا من القرآن :


ويقولوا {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا} [آل عمران: 3/7].
قال الله عز وجل {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}

الأدلة من السنة :


حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»
حديث جبريل الطويل

فصل :

الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل بما فيه


حكم من أنكر شيئًا من القرآن:


قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). العقيدة الواسطية

صفية الشقيفي 29 ذو القعدة 1435هـ/23-09-2014م 04:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 143389)
بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

السؤال الأول
س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.

بيان أن القرآن كلام الله تعالى
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
... - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق


الأدلة على أن القرآن غير مخلوق
• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة
• كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً.
• القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا.
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم

الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق


الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
• الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
...- حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
...- حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرّحمن على خلقه..)
...- حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: (فضل كلام الله على سائر الكلام ...)
...- حديث الحسن مرفوعا: (فضل القرآن على الكلام كفضل الله عز وجل على عباده)
...- حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً: (فإن قريشاً منعوني أن أبلّغ كلام ربي...)
...- حديث أبي أمامة مرفوعاً: (ما تقرب العباد إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه...)
...- حديث جبير بن نفير مرفوعاً: (إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (القرآن كلام الله)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (أحسن الكلام كلام الله عز وجل)
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إنّ اللّه قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عامٍ...)
...- حديث أبي الدرداء مرفوعا: (كلام الله غير مخلوق)
... - حديث الحسن مرفوعا: (من حلف بسورة من القرآن ...)
...- مرسل محمد بن كعب القرظي رحمه الله
• الأحاديث المروية في تعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلك أمته
...- حديث خولة بنت حكيم مرفوعا: (لو نزل أحدكم منزلًا فليقل: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات..)
...- حديث ابن عباس مرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة الله التامة..)
... - حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: (إذا أخذت مضجعك لنومك فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامّة..)
... - حديث رجل من أسلم مرفوعاً: (أما إنّك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات كلّها..)
... - حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المعوذات.
... - حديث علي مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته...)
• الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
... - حديث عبد الله بن أبي بكر مرفوعا: (إن القرآن كلام الله، ...)
... - حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث حكيم بن حزام مرفوعا: (لا تمسّ القرآن إلّا وأنت طاهرٌ)
... - حديث عبد الله بن عمر مرفوعا: (لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
... - حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (كلّم اللّه موسى يوم كلّمه ...)
... - حديث جابر بن عبدالله مرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذي ناداه، ...)
... - حديث ابن عباس مرفوعا: (إنّ اللّه تعالى ناجى موسى بمائة ألفٍ وأربعين ألف كلمةٍ في ثلاثة أيّامٍ، ...)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
... - حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا قضى اللّه الأمر في السّماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنّه سلسلةٌ على صفوان)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة..)
...- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق

الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق
• إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق
أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق

السؤال الثاني:

أول من أحدث مسألة الفظ بالقرآن وماحكم اللفظية والواقفة؟

حكم اللفظية الذين قالوا: "اللفظ بالقرآن مخلوق"
• ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية


أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن

. - حسين الكرابيسي
... - الشرّاك
حكم اللفظية :
ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية

قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ (ت: 265هـ) : (قال أبو الفضل: قلت لأبي من قال لفظي بالقرآن مخلوق يكلم _
قال هذا لا يكلم ولا يصلى خلفه وإن صلى رجل أعاد
قال أبو الفضل سأل يعقوب بن إبراهيم الدروقي أبي عن من قال لفظه بالقرآن مخلوق كيف يقول في هؤلاء؟
قال: لا يكلم هؤلاء ولا يكلم في هذا القرآن كلام الله غير مخلوق على كل جهة وعلى كل وجه وعلى أي حال.). [سيرة الإمام أحمد: 70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( سئل عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق
- سألت أبي رحمه الله قلت: ما تقول في رجل قال التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق، وما ترى في مجانبته وهل يسمى مبتدعا.
فقال: هذا يجانب وهو قول المبتدع وهذا كلام الجهمية ليس القرآن بمخلوق، قالت عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} فالقرآن ليس بمخلوق.
- حدثني ابن شبويه سمعت أبي يقول: من قال شيء من الله عز وجل مخلوق علمه أو كلامه فهو زنديق كافر لا يصلى عليه ولا يصلي خلفه ويجعل ماله كمال المرتد، ويذهب في مال المرتد إلى مذهب أهل المدينة إنه في بيت المال.
- أ سألت أبي رحمه الله قلت: إن قوما يقولون لفظنا بالقرآن مخلوق.
فقال: هم جهمية وهم أشر ممن يقف هذا قول جهم وعظم الأمر عنده في هذا، وقال: هذا كلام جهم.
- ب وسألته عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فقال: قال الله عز وجل: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حتى أبلغ كلام ربي)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس)).
- سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي.
- سمعت أبي رحمه الله وسئل عن اللفظية فقال: هم جهمية وهو قول جهم، ثم قال: لا تجالسوه
- سمعت أبي رحمه الله يقول: كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمي.
- سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم.
- سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، وقال مرة: هم شر من الجهمية، وقال مرة أخرى: هم جهمية.
- سمعت أبي يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية، قال له أن الكرابيسي يقول هذا، فقال: كذب هتكه الله الخبيث، وقال: قد خلف هذا بشرا المريسي، وكان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو
يقال مخلوق أو غير مخلوق.
قال: سألته عن الكرابيسي حسين هل رأيته يطلب الحديث،
فقال: ما أعرفه وما رأيته يطلب الحديث.
قلت: فرأيته عند الشافعي ببغداد.
فقال: ما رأيته ولا أعرفه.
فقلت: إنه يزعم أنه كان يلزم يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
فقال: ما رأيته عند يعقوب بن إبراهيم ولا غيره وما أعرفه. ).[السنة: 1/ 163-166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا ليس بعالم فليسأل وليتعلم .
- سمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.
وقال مرة أخرى: هم شر من الجهمية .). [السنة: 1/179] (م)
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( واعلم أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي، هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر اللفظية، ...
قال محمد بن الحسين: احذروا رحمكم الله هؤلاء الذين يقولون: إن لفظه بالقرآن مخلوق، وهذا عند أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته منكر عظيم، وقائل هذا مبتدع، خبيث ولا يكلم، ولا يجالس، ويحذر منه الناس، لا يعرف العلماء غير ما تقدم ذكرنا له، وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق،
ومن قال مخلوق، فقد كفر،
ومن قال: القرآن كلام الله ووقف فهو جهمي،
ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أيضا، كذا قال أحمد بن حنبل، وغلظ فيه القول جدا .). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا إسحاق بن داود، قال: سمعت جعفر بن أحمد، يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ، يقول: «اللّفظيّة، والواقفة زنادقةٌ عتقٌ».
- وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: قال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة، واللّفظيّة جهميّةٌ» .). [الإبانة الكبرى: 5/296] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " الجهميّة على ثلاث ضروبٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام اللّه ونقف، وفرقةٌ قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، فهم عندي في المقالة واحدٌ " .). [الإبانة الكبرى: 5/ 306-307]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثني أبي رحمه اللّه، وأبو القاسم عمر بن يحيى العسكريّ قالا: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن الحسن بن بدينا قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ فقلت: يا أبا عبد اللّه، أنا رجلٌ من أهل الموصل، الغالب على أهل بلدنا الجهميّة، وفيهم أهل سنّةٍ نفرٌ يسيرٌ محبوكٌ، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ فأفتنتهم، قول الكرابيسيّ: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال لي أبو عبد اللّه: «إيّاك إيّاك إيّاك إيّاك، وهذا الكرابيسيّ، لا تكلّمه، ولا تكلّم من يكلّمه، أربع مرارٍ أو خمسًا»، إنّ في كتابي أربعًا، قلت: يا أبا عبد اللّه فهذا القول عندك ما يتشعّب منه يرجع إلى قول جهمٍ؟ قال: «هذا كلّه قول جهمٍ».
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: كتبت رقعةً فأرسلت بها إلى أبي عبد اللّه، وهو يومئذٍ متوارٍ، فأخرج إليّ جوابه مكتوبًا فيه: قلت: رجلٌ يقول: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن ليس بمخلوقٍ، وما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟ وعلى ما يكون عقد القلب في التّلاوة والألفاظ؟ وكيف الجواب فيه؟
قال: " هذا يجانب، وهو قول المبتدع، وما أراه إلّا جهميًّا، وهذا كلام الجهميّة، القرآن ليس بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7] الآية،
قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه فاحذروهم، فإنّهم هم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فالقرآن ليس بمخلوقٍ».
- قال أبو داود: وسمعت أحمد يتكلّم في اللّفظيّة، وينكر عليهم كلامهم، وقال له هارون: يا أبا عبد اللّه هم جهميّةٌ؟
فجعل يقول: هم، هم، ولم يصرّح بشيءٍ، ولم ينكر عليه قوله: هم جهميّةٌ.
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، أنّ أحمد بن محمّد بن حنبلٍ قال له: «إنّ اللّفظيّة إنّما يدورون على كلام جهمٍ، يزعمون أنّ جبريل إنّما جاء بشيءٍ مخلوقٍ إلى مخلوقٍ»، يعني: جبريل مخلوقٌ، جاء به إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- وحدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: سألت أحمد بن حنبلٍ قلت: هؤلاء الّذين يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ.
قال: «هم شرٌّ من قول الجهميّة، ومن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل جاء بمخلوقٍ، وأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تكلّم بمخلوقٍ».
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: سمعت أحمد بن صالحٍ، ذكر اللّفظيّة، فقال: «هؤلاء أصحاب بدعةٍ، ويكثر عليهم أكثر من البدعة».
- قال: وسمعت إسحاق بن إبراهيم، سئل عن اللّفظيّة، فبدّعهم.
- وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا يعقوب الدّورقيّ، قال: قلت لأحمد بن حنبلٍ: هؤلاء الّذين يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
فقال: " القرآن على أيّ جهةٍ ما كان لا يكون مخلوقًا أبدًا، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، ولم يقل: حتّى يسمع كلامك يا محمّد "،
فقلت له: إنّما يدور هؤلاء على الإبطال والتّعطيل،
قال: «نعم»، وقال أحمد بن حنبلٍ: «عليهم لعنة اللّه».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكر بن زنجويه، قال: جاءني إبراهيم الكرمانيّ فأخبرني، عن صالحٍ، قال: جاء عبّاسٌ فقال: يا أبا عبد اللّه إنّ قومًا عندنا يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، فيقولون: ليس بمخلوقٍ، قال: «لا، ما سمعت أحدًا يقول هذا».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، قال: حدّثني الحارث الصّائغ، قال: وسمعته، يعني أبا عبد اللّه، يسأل عن قول حسينٍ الكرابيسيّ، قيل له: إنّه يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: " هذا قول جهمٍ قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، فمن يسمع كلام اللّه؟ أهلكهم وضع الكتب، تركوا آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأقبلوا على الكلام "
فقلت له: إذا قال: لفظي بالقرآن، فهو جهميٌّ؟
قال: " فأيّ شيءٍ بقي إذا قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ "
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثني أبو الحارث، قال: ذهبت أنا وأبو موسى إلى أبي عبد اللّه، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد اللّه هذا الأمر الّذي قد أحدثوه تشمئزّ منه القلوب، والنّاس يسألوننا عنه، يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
قال أبو عبد اللّه بالانتهار منه: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ خبيثٌ، لا خير فيه»،
قال له أبو موسى: أليس تقول: القرآن كلام اللّه ليس مخلوقًا على كلّ حالٍ، وبجميع الجهات والمعاني؟
قال: «نعم، وكلّما تشعّب من هذا، فهو رديءٌ خبيثٌ».
- حدّثنا أبو جعفرٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: حدّثنا أبو طالبٍ أحمد بن حميدٍ قال: قلت لأبي عبد اللّه: أخبرني ساكني، أنّ رجلًا، بالرّميلة كان يقول بقول الكرابيسيّ لفظه بالقرآن مخلوقٌ، فمنعوه يصلّي بهم، فجاء فسألك عن الرّجل يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، يصلّى خلفه؟ فقلت له: لا، فرجع إليهم فأخبرهم بقولك، وقال: إنّي تائبٌ، وأستغفر اللّه ممّا قلت، فقالوا له: صلّ بنا فصلّى بهم، قال: هو كان نفسه، سألني رجلٌ طويل اللّحية بعدما صلّيت الظّهر، فقلت له: لم تكلّمون فيما قد نهيتم عنه، لا يصلّى خلفه ولا يجالس ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، قال: قلت: يا أبا عبد اللّه، إنّي قد احتججت عليهم بالقرآن والحديث، وأحبّ أن أعرضه عليك، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، أليس من محمّدٍ يسمع كلام اللّه؟ قال اللّه عزّ وجلّ: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} [البقرة: 75] وقال اللّه عزّ وجلّ: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98] وقال: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك} [الإسراء: 45] وقال: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له} [الأعراف: 204] وقال: {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] وقال: {وأن أتلو القرآن فمن اهتدى} [النمل: 92]، أليس يتلو القرآن؟ . وقال عزّ وجلّ: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}، فعلى كلّ حالٍ، فهو قرآنٌ.
وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث جابرٍ: «إنّ قريشًا منعوني أن أبلّغ كلام ربّي» . وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمعاوية بن الحكم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس إلّا القرآن»، فالقرآن غير كلام النّاس.
وقال أبو بكرٍ رضي اللّه عنه: لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه.
فقال لي: ما أحسن ما احتججت به، جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمخلوقٍ، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جاء إلى النّاس بمخلوقٍ؟!.
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو أيّوب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سويدٍ، قال: سمعت أبا إسحاق الهاشميّ، يقول: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍ بألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوقٍ " ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حين قاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منه مخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه» ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: قلت له: كتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ،
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه»،
قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} [الروم: 2] فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه،
قال: «نعم، هذا وغيره إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .
قلت: كذا بلغني.
قال: «أخزاه اللّه، تدري من كان خاله؟»
قلت: لا،
قال: «كان خاله عبدك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ»، واستعظم ذلك واسترجع، وقال: «إلى ما صار أمر النّاس؟».
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئٍ النّيسابوريّ، قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «من زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ» وقال: «أرأيت جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فتلا عليه تلاوة جبريل للنّبيّ القرآن، كان مخلوقًا؟ ما هو بمخلوقٍ».
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص بن جعفرٍ العطّار قال: حدّثنا أبو يوسف محمّد بن المثنّى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عمران بن موسى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو أحمد الأسديّ، قال: دخلت على أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ رضي اللّه عنه وسألته فقلت: يا أبا عبد اللّه، لفظي بالقرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ؟ فما أجابني بشيءٍ، ثمّ أعدت عليه المسألة، فما أجابني فيها بشيءٍ، قال: ثمّ خرجت في سفري إلى مكّة، فصارت البادية في طريقي على شبه الحبس من شدّة الفكرة في أمره، قال: فدخلت إلى مكّة، فقطع بي الطّواف، فخرجت إلى بئر زمزم، وقبّة الشّراب، فصلّيت فيها ركعتين، ثمّ نعست فرأيت ربّ العزّة تبارك وتعالى في منامي، فكان آخر ما قلت له: إلهي، قراءتي بكلامك غير مخلوقٍ؟
قال: نعم.
قال: فقوي عزمي، فلمّا قضيت حجّي وسفري، دخلت بغداد وقد تغيّر أبو عبد اللّه تغيّرًا شديدًا، فقلت له: يا أبا عبد اللّه لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ أو غير مخلوقٍ؟ فانبسط إليّ وقال: " ما حالك، توجّه القرآن على خمس جهاتٍ: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ باللّسان، وسمعٌ بالأذن، وبصرٌ بعينٍ، وخطٌّ بيدٍ؟ " فأشكل عليّ قوله، وبقيت فيه متحيّرًا، فقال لي: «ما حالك، القلب مخلوقٌ، والمحفوظ به غير مخلوقٍ، واللّسان مخلوقٌ، والمتلوّ به غير مخلوقٍ، والأذن مخلوقٌ، والمسموع إليه غير مخلوقٍ، والعين مخلوقٌ، والمنظور إليه منه غير مخلوقٍ»، قال: فقلت: يا أبا عبد اللّه العين تنظر إلى السّواد في الورق؟
فقال لي: " مه، أصحّ شيءٍ في هذا خبر نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ»، ولم يذكر حبرًا ولا ورقًا "
قال: ثمّ رجع معي إلى باب الدّار وهو يكلّمني بهذا، إذ أتته امرأةٌ معها رجلٌ، فقال: يا أبا عبد اللّه قد ذهبت إلى عبد الوهّاب، فما أجابها في المسألة، وتحبّ أن تسألك.
فقال لها: وما مسألتك؟،
قالت: مسألتي أنّ زوجي حلف بالطّلاق أنّه لا يكلّم جارًا له سنةً، فمرّ به بعد أيّامٍ وهو يقرأ فلحن، فردّ عليه، قال: فحرّمت من هذا إلى غيره؟
قال: " لا، قال: فاذهب فإنّك لم تحنث، إنّك كلّمته كلام الخالق دون المخلوقين "
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف» . وقال: " هذا هو قول جهمٍ، وعظّم الأمر عنده في هذا، وقال: قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حتّى أبلّغ كلام ربّي»، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس» فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ "
- قال: فقلت لأبي: إنّ الكرابيسيّ يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ.
فقال: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ، وهو كلام الجهميّة، كذب الكرابيسيّ، هتكه اللّه، الخبيث» وقال: «قد خلف هذا بشرًا المرّيسيّ»
- قال عبد اللّه: وكان أبي يكره أن يتكلّم في اللّفظ بشيءٍ، وأن يقال: لفظي به مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن سليمان الورّاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي: ما تقول في رجلٍ قال: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ؟
قال: «هذا كافرٌ، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة» .
قلت: ما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟
فقال: " هذا يجانب، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة، ليس القرآن بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7]، والقرآن ليس بمخلوقٍ ".
- حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " افترقت الجهميّة على ثلاث فرقٍ: الّذين قالوا: مخلوقٌ، والّذين شكّوا، والّذين قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ ".
- قال المرّوذيّ: قلت لأبي عبد اللّه: إنّ رجلًا من أصحابنا زوّج أخته من رجلٍ، فإذا هو من هؤلاء اللّفظيّة، يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، وقد كتب الحديث،
فقال أبو عبد اللّه: «هذا شرٌّ من جهميٍّ» .
قلت: فتفرّق بينهما؟
قال: نعم،
قلت: فإنّ أخاها يفرّق بينهما؟
قال: «قد أحسن»، وقال: «أظهروا الجهميّة، هذا كلامٌ ينقض آخره أوّله» .
قلت لأبي عبد اللّه: إنّ الكرابيسيّ يقول: من لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ؟
قال: «بل هو الكافر» . وقال: «مات بشرٌ المرّيسيّ وخلفه حسينٌ الكرابيسيّ».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: سأله يعقوب بن الدّورقيّ عن من قال: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، كيف تقول في هذا؟
قال: لا يكلّم هؤلاء ولا يكلّم هذا، القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على كلّ جهةٍ، وعلى كلّ وجهٍ تصرّف، وعلى أيّ حالٍ كان، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] .
وقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا يصلح في الصّلاة شيءٌ من كلام النّاس ". وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: حتّى أبلّغ كلام ربّي. هذا قول جهمٍ، على من جاء بهذا غضب اللّه ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: وسمعت عبد الوهّاب يعني ابن الحكم الورّاق، يقول: «الواقفة واللّفظيّة واللّه جهميّةٌ» حلف عليها غير مرّةٍ.
- قال أبو جعفرٍ: وسمعت أبا زهيرٍ محمّد بن زهيرٍ يقول: " القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على جميع الجهات، فقال: من قال: هذا يعني: لفظي، فهو يدخل فيه كلٌّ ".
قال الشّيخ: فبهذه الرّوايات والآثار الّتي أثرناها وروّيناها عن سلفنا وشيوخنا وأئمّتنا نقول، وبهم نقتدي، وبنورهم نستضيء، فهم الأئمّة العلماء العقلاء النّصحاء، الّذين لا يستوحش من ذكرهم، بل تنزل الرّحمة إذا نشرت أخبارهم، ورويت آثارهم، فنقول: إنّ القرآن كلام اللّه، ووحيه، وتنزيله، وعلمٌ من علمه، فيه أسماؤه الحسنى، وصفاته العليا، غير مخلوقٍ كيف تصرّف، وعلى كلّ حالٍ، لا نقف، ولا نشكّ، ولا نرتاب، ومن قال: مخلوقٌ، أو قال: كلام اللّه ووقف، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهؤلاء كلّهم جهميّةٌ ضلّالٌ كفّارٌ، لا يشكّ في كفرهم، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو ضالٌّ مضلٌّ جهميٌّ، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوقٍ، فهو مبتدعٌ، لا يكلّم حتّى يرجع عن بدعته، ويتوب عن مقالته فهذا مذهبنا، اتّبعنا فيه أئمّتنا، واقتدينا بشيوخنا، رحمة اللّه عليهم، وهو قول إمامنا أحمد بن حنبلٍ رحمه اللّه.). [الإبانة الكبرى: 5/ 329-346]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو بكرٍ أحمد بن كاملٍ قال: قال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ: "والقول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه أعلمه عن صحابيٍّ مضى، ولا عن تابعيٍّ قفى إلّا عمّن في قوله الشّفاء والغنا رحمة اللّه عليه ورضوانه وفي اتّباعه الرّشد والهدى، ومن يقوم لدينا مقام الأئمّة الأولى أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ. فإنّ أبا إسماعيل التّرمذيّ حدّثني قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ يقول: اللّفظيّة جهميّةٌ لقول اللّه عزّ وجلّ: {حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] ممّن يسمع. ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/207-208] (م)

قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوقٌ، قال: كافرٌ.
وعمّن يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: جهميٌّ.). [سير أعلام النبلاء: 11/288]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (قال أحمد بن زنجوية: سمعت أحمد يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الجهميّة.
وقال صالحٌ: سمعت أبي يقول: الجهميّة ثلاث فرقٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام الله وسكتوا، وفرقةٌ قالوا: لفظنا به مخلوقٌ.
ثمّ قال أبي: لا يصلّى خلف واقفيٍّ، ولا لفظيٍّ .). [سير أعلام النبلاء: 11/289]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (- أنبؤونا: عن محمّد بن إسماعيل، عن يحيى بن مندة الحافظ، أخبرنا أبو الوليد الدّربنديّ سنة أربعين وأربع مائةٍ، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبيد الله بن الأسود بدمشق، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفرٍ النّهاونديّ، حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إبراهيم بن زوران لفظاً، حدّثنا أحمد بن جعفرٍ الإصطخريّ قال:
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبلٍ: هذا مذاهب أهل العلم والأثر، فمن خالف شيئاً من ذلك أو عاب قائلها، فهو مبتدعٌ.
وكان قولهم: إنّ الإيمان قولٌ وعملٌ ونيّةٌ، وتمسّكٌ بالسّنّة، والإيمان يزيد وينقص، ومن زعم أنّ الإيمان قولٌ، والأعمال شرائع، فهو جهميٌّ، ومن لم ير الاستثناء في الإيمان، فهو مرجئٌ، والزّنى والسرقة وقتل النّفس والشّرك كلّها بقضاءٍ وقدرٍ من غير أن يكون لأحدٍ على الله حجّةٌ.
إلى أن قال: والجنّة والنّار خلقتا، ثمّ الخلق لهما لا تفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبداً.
إلى أن قال: والله -تعالى- على العرش، والكرسيّ موضع قدميه.
إلى أن قال: وللعرش حملةٌ، ومن زعم أنّ ألفاظنا بالقرآن، وتلاوتنا له مخلوقةٌ، والقرآن كلام الله، فهو جهميٌّ، ومن لم يكفّره، فهو مثله، وكلّم الله موسى تكليماً من فيه. ). [سير أعلام النبلاء: 11/ 302- 303]



حكم الواقفة من كلام العلماء :
إجمال أقوال جماعة من العلماء من بلدان شتّى في شأن الوافقة

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سألت عبّاسًا النّرسيّ عن القرآن، فقال: " نحن ليس نقف، نحن نقول: القرآن غير مخلوقٍ ".
- قال: وسألت عبيد اللّه بن عمر القواريريّ عن الواقفة، فقال: شرٌّ من الجهميّة.
- قال: وسألت يحيى بن أيّوب عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: سألت إبراهيم بن أبي اللّيث عن الواقفة، فقال: «هم كفّارٌ باللّه العظيم، لا يزوّجوا، ولا يناكحوا».
- قال المروزيّ: وسألت محمّد بن عبيد اللّه بن نميرٍ عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة»، وقال: «هذا والوقف زندقةٌ وكفرٌ».
- قال: وسألت أبا بكر بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من أولئك، يعني الجهميّة».
- وسألت عثمان بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة».
- وسألت ابن أبي معاوية الضّرير عن الواقفة، فقال: «هم مثل الجهميّة» ). [الإبانة الكبرى: 5/301-304]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا المرّوذيّ، قال: سألت هارون بن إسحاق الهمدانيّ، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال: وسألت أبا موسى الأنصاريّ عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة»
- وسألت سويد بن سعيدٍ الأنباريّ، فقال: «هم أكفر من الحمار».
- قال: وسألت أبا عبد اللّه بن أبي الشّوارب عن رجلٍ من الواقفة سئل عن وجه اللّه عزّ وجلّ: أمخلوقٌ هو أم غير مخلوقٍ؟ فقال: لا أدري.
فقال: «هذا من الشّاكّة، أحبّ إليّ أن يعيد الصّلاة»، يعني إذا صلّى خلفه). [الإبانة الكبرى: 5/305]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر النهي عن مذاهب الواقفة
قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكًّا فيه أنّه غير مخلوقٍ
- فَرُوِيَ عن أهل المدينة: هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ.
قال: وسمعت عبد الملك خاصّةً يقول: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ.
- وأبي مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ قال: من وقف في القرآن فهو كافرٌ.
- وقال محمّد بن مسلم بن وارة: قال لي أبو مصعبٍ: من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن قال: لا أدري يعني مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو مثله. ثمّ قال: بل هو شرٌّ منه.
فذكرت رجلًا كان يظهر مذهب مالكٍ فقلت: إنّه أظهر الوقف.
فقال: لعنه اللّه، ينتحل مذهبنا وهو بريءٌ منه. فذكرت ذلك لأحمد بن حنبلٍ فأعجبه وسرّ به.
- وحكي عن أبي حاتمٍ الرّازيّ، قال أبو مصعبٍ: هؤلاء الّذين يقولون في القرآن لا ندري مخلوقٌ أم غير مخلوقٍ هم عندنا شرٌّ ممّن يقول: مخلوقٌ، يستتابون فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم.
- وكذلك روى عنه عليّ بن الفرات الأصبهانيّ وروي عن مصعبٍ الزّبيريّ أنّه سئل عن القرآن، وعن من لا يقول غير مخلوقٍ، فقال: هؤلاء جهّالٌ - وخطّأهم - وإنّي لأتّهمهم أن يكونوا زنادقةً.
- وقال أبو حاتمٍ: سئل إبراهيم بن المنذر الحزاميّ فقيل: ما تقول في عبدٍ اشتري فخرج جهميًّا؟
فقال: عيبٌ يردّ منه.
قال: فإن خرج واقفيًّا؟
قال: شرٌّ يردّ منه.
- وعن عبد اللّه بن أبي سلمة العمريّ المدنيّ نزيل بغداد أنّه سئل عن من قال: إنّ القرآن غير مخلوقٍ،
فقال: إنّ الّذي لا يقول إنّه غير مخلوقٍ فهو يقول: مخلوقٌ إلّا أنّه جعل هذه سترةً يستتر بها.
- عن هارون بن موسى الفرويّ أنّه سئل عمّن يقف في القرآن، فقال: مثل من يقول: مخلوقٌ.
- وعنه: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ، ومن وقف بغير شكٍّ فهو مبتدعٌ.
- وعن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- وقال أبو زرعة الرّازيّ: قيل للحسن بن عليٍّ الحلوانيّ: إنّا أخبرنا عنك أنّك أظهرت الوقف. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، وهل يكون غير ذا أو يقول أحدٌ غير ذا؟ ما شككنا في ذا قطّ، وسألني رجلٌ بالشّام وكان من الواقفة فأحبّ أن أرخّص في الوقف فأبيت.
- وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، ومحمّد بن يزيد المقرئ والحسن بن إبراهيم البياضيّ، وابن يونس المدينيّ أنّهم قالوا: كفّارٌ.
- وعن يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ: من وقف في القرآن فهو جهميٌّ. فيما روى عنه ابن أبي عمر العدنيّ.
- ومن أهل الكوفة: وكيع بن الجرّاح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النّيسابوريّ: من شكّ أنّ القرآن كلام اللّه يعني غير مخلوقٍ فهو كافرٌ.
- وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان، والحسين بن عليّ بن الأسود، وأبي هشامٍ الرّفاعيّ، وأبي سعيدٍ الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ، ومحمّد بن خلفٍ التّيميّ، وهارون بن إسحاق الهمذانيّ قالوا: كفّارٌ وشرٌّ من الجهميّ. وعن محمّد بن مقاتلٍ العبّادانيّ، والعبّاس بن الوليد النّرسيّ، ومحمّد بن أبي صفوان الثّقفيّ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، وعمرو بن عليٍّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي حزمٍ القطعيّ، وأبي عبد الرّحمن النّحويّ، والقاسم بن أميّة الحذّاء، والحسن بن شاذان الواسطيّ، ومسعود بن مسبحٍ الواسطيّ، ومحمّد بن حربٍ النّسائيّ، ومحمّد بن حاتمٍ الجرجرائيّ المعروف بحبيٍّ، وأحمد بن سنانٍ الواسطيّ.
- ومن أهل بغداد ومن عُدّ فيهم: عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، ويحيى بن أيّوب، وداود بن رشيدٍ، وسويد بن سعيدٍ الأنباريّ، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو خيثمة زهير بن حربٍ، وأبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، وأبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ الكلبيّ، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، وهارون بن عبد اللّه البزّاز، والعبّاس بن غالبٍ الورّاق، والحسن بن الصّبّاح البزّار، وعبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، ومحفوظ بن أبي توبة، وأبو نشيطٍ محمّد بن هارون، وأحمد بن منصورٍ، وعبّاس بن أبي طالبٍ، وسليمان بن توبة أنّهم قالوا كلّهم: من وقف في القرآن إنّه كافرٌ. وقالوا: جهميٌّ.
- ومن أهل مصر ومن عدّ فيهم: نعيم بن حمّادٍ المروزيّ، وأحمد بن صالحٍ المصريّ، ومؤمّل بن إهابٍ الرّبعيّ المكّيّ نزيل مصر، وأبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي عبد اللّه بن وهبٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ المصريّ.
- ومن أهل الشّام هشام بن عمّارٍ، والمسيّب بن واضحٍ، ومحمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ نزيل دمشق.
- ومن أهل الجزيرة والثّغور حامد بن يحيى البلخيّ، وأبو بكرٍ محمّد بن يزيد الأسلميّ الطّرسوسيّ، وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ البغداديّ نزيل الرّيّ، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وأحمد بن حربٍ الموصليّ، ومحمّد بن أيّوب الأصبهانيّ، ومحمّد بن جبلة الرّافقيّ، وزرقان بن محمّدٍ البغداديّ نزيل طرسوس، ويعقوب بن إبراهيم الخشّاب، وعليّ بن موسى القزوينيّ نزيل طرسوس، وأحمد بن شريكٍ السّجزيّ، ونصر بن منصورٍ المصّيصيّ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبّويه.
- قالوا: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ باللّه العظيم، ومن قال: لا أدري القرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو شاكٌّ في دينه حتّى يعلم أنّ كلام ربّه غير مخلوقٍ. هذا لفظ الثّغريّين، ولفظ الباقين معنى هذا.
- ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلدٍ المعروف بابن راهويه أنّه سئل عن الرّجل يقول: القرآن كلام اللّه ويقف،
قال: هو عندي شرٌّ من الّذي يقول مخلوقٌ؛ لأنّه يقتدي به غيره.
فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا. رماه بأمرٍ عظيمٍ وقال: هو ضالٌّ مضلٌّ.
- وعن محمّد بن يحيى الذّهليّ: من وقف في القرآن فمحلّه محلّ من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ. وعن عليّ بن حبيبٍ البلخيّ، وعبد بن وهبٍ البلخيّ، ومحمّد بن يحيى البلخيّ، وعبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن مهران الجمّال الرّازيّ، وسليمان بن معبدٍ المروزيّ، وأحمد بن الصّبّاح المعروف بابن أبي شريحٍ، ومحمّد بن عيسى الدّامغانيّ، وهارون بن حيّان القزوينيّ، وعبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، وأبي حصين بن يحيى الرّازيّ، وإبراهيم بن يوسف البلخيّ، ومحمّد بن فضيلٍ البلخيّ العابد، وأحمد بن يعقوب البلخيّ، وأحمد بن منصورٍ المروزيّ، وأبي هارون محمّد بن خالد بن يزيد الخزّار الرّازيّ، ومعان بن محمّد بن مخلدٍ النّسويّ، وخازم بن يحيى الحلوانيّ، وأحمد بن عبد اللّه الشّعرانيّ، ومحمّد بن داود أبي نصرٍ التّيميّ السّمنانيّ، ومحمود بن خالدٍ الخانقينيّ، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ:
- إنّ من شكّ في القرآن فهو كافرٌ أو جهميٌّ. ومنهم من قال: شرٌّ من جهميٍّ.
- ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ثنا الحسن بن أيّوب القزوينيّ قال: ثنا هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ».
وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا جعفر بن أحمد بن عيسى الرّازيّ قال: حدّثني أبو موسى هارون بن أبي علقمة قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون يقول: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ».
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عروة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا قال: سمعت سلمة بن شبيبٍ يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ في كفره.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-363]

السؤال الثالث :

المناظرات في مسألة "خلق القرآن"

• مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
• مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
• مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم
• مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
• مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
• مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق
• مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه


الدرجة النهائية : 20 / 20
أحسنتِ أختي الفاضلة
فقط ملحوظة :
التفصيل الذي أوردتيه في إجابة السؤال الثاني غير مطلوب
فالهدف من هذا الواجب هو التدرب على حسن الاستفادة من الفهارس العلمية
لذا أرجو أن تعودي لقراءة الدليل وحاولي تلخيص إجابتكِ من خلال استخراج إجابات الأسئلة الآتية :
- تعريف كل من اللفظية والواقفية
- لماذا كفر العلماء الواقفية ؟
- متى يكفر اللفظية ؟

وفقكِ الله.

صفية الشقيفي 26 ذو الحجة 1435هـ/20-10-2014م 11:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 143389)
بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

السؤال الأول
س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.

بيان أن القرآن كلام الله تعالى
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
- حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
... - حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق


الأدلة على أن القرآن غير مخلوق
• القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة
• كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً.
• القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا.
• فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق
• أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم

الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
• ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق


الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
• الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق
...- حديث احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
...- حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
...- حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرّحمن على خلقه..)
...- حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: (فضل كلام الله على سائر الكلام ...)
...- حديث الحسن مرفوعا: (فضل القرآن على الكلام كفضل الله عز وجل على عباده)
...- حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً: (فإن قريشاً منعوني أن أبلّغ كلام ربي...)
...- حديث أبي أمامة مرفوعاً: (ما تقرب العباد إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه...)
...- حديث جبير بن نفير مرفوعاً: (إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (القرآن كلام الله)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (أحسن الكلام كلام الله عز وجل)
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إنّ اللّه قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عامٍ...)
...- حديث أبي الدرداء مرفوعا: (كلام الله غير مخلوق)
... - حديث الحسن مرفوعا: (من حلف بسورة من القرآن ...)
...- مرسل محمد بن كعب القرظي رحمه الله
• الأحاديث المروية في تعوّذ النبي صلى الله عليه وسلم بالمعوذات وبكلمات الله التامات وأمره بذلك أمته
...- حديث خولة بنت حكيم مرفوعا: (لو نزل أحدكم منزلًا فليقل: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات..)
...- حديث ابن عباس مرفوعا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ حسنا وحسينا: ( أعيذكما بكلمة الله التامة..)
... - حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: (إذا أخذت مضجعك لنومك فقل: بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامّة..)
... - حديث رجل من أسلم مرفوعاً: (أما إنّك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات اللّه التّامّات كلّها..)
... - حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المعوذات.
... - حديث علي مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: (اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته...)
• الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
... - حديث عبد الله بن أبي بكر مرفوعا: (إن القرآن كلام الله، ...)
... - حديث عمرو بن حزم مرفوعا: (أن لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
... - حديث حكيم بن حزام مرفوعا: (لا تمسّ القرآن إلّا وأنت طاهرٌ)
... - حديث عبد الله بن عمر مرفوعا: (لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
... - حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (كلّم اللّه موسى يوم كلّمه ...)
... - حديث جابر بن عبدالله مرفوعا: (لمّا كلّم اللّه موسى عليه السّلام يوم الطّور كلّمه بغير الكلام الّذي ناداه، ...)
... - حديث ابن عباس مرفوعا: (إنّ اللّه تعالى ناجى موسى بمائة ألفٍ وأربعين ألف كلمةٍ في ثلاثة أيّامٍ، ...)
... - ما جاء من الآثار في ذلك
• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله
... - حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)
• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق
• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق
...- حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا قضى اللّه الأمر في السّماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنّه سلسلةٌ على صفوان)
...- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة..)
...- حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان...)
• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق

الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق
• إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق
أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق

السؤال الثاني:

أول من أحدث مسألة الفظ بالقرآن وماحكم اللفظية والواقفة؟

حكم اللفظية الذين قالوا: "اللفظ بالقرآن مخلوق"
• ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية


أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن

. - حسين الكرابيسي
... - الشرّاك
حكم اللفظية :
ما روي عن الإمام أحمد في شأن اللفظية

قال صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيبانيّ (ت: 265هـ) : (قال أبو الفضل: قلت لأبي من قال لفظي بالقرآن مخلوق يكلم _
قال هذا لا يكلم ولا يصلى خلفه وإن صلى رجل أعاد
قال أبو الفضل سأل يعقوب بن إبراهيم الدروقي أبي عن من قال لفظه بالقرآن مخلوق كيف يقول في هؤلاء؟
قال: لا يكلم هؤلاء ولا يكلم في هذا القرآن كلام الله غير مخلوق على كل جهة وعلى كل وجه وعلى أي حال.). [سيرة الإمام أحمد: 70]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( سئل عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق
- سألت أبي رحمه الله قلت: ما تقول في رجل قال التلاوة مخلوقة وألفاظنا بالقرآن مخلوقة، والقرآن كلام الله عز وجل وليس بمخلوق، وما ترى في مجانبته وهل يسمى مبتدعا.
فقال: هذا يجانب وهو قول المبتدع وهذا كلام الجهمية ليس القرآن بمخلوق، قالت عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} فالقرآن ليس بمخلوق.
- حدثني ابن شبويه سمعت أبي يقول: من قال شيء من الله عز وجل مخلوق علمه أو كلامه فهو زنديق كافر لا يصلى عليه ولا يصلي خلفه ويجعل ماله كمال المرتد، ويذهب في مال المرتد إلى مذهب أهل المدينة إنه في بيت المال.
- أ سألت أبي رحمه الله قلت: إن قوما يقولون لفظنا بالقرآن مخلوق.
فقال: هم جهمية وهم أشر ممن يقف هذا قول جهم وعظم الأمر عنده في هذا، وقال: هذا كلام جهم.
- ب وسألته عمن قال لفظي بالقرآن مخلوق فقال: قال الله عز وجل: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((حتى أبلغ كلام ربي)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس)).
- سمعت أبي رحمه الله يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي.
- سمعت أبي رحمه الله وسئل عن اللفظية فقال: هم جهمية وهو قول جهم، ثم قال: لا تجالسوه
- سمعت أبي رحمه الله يقول: كل من يقصد إلى القرآن بلفظ أو غير ذلك يريد به مخلوق فهو جهمي.
- سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا فليسأل وليتعلم.
- سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي، وقال مرة: هم شر من الجهمية، وقال مرة أخرى: هم جهمية.
- سمعت أبي يقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق هذا كلام سوء رديء وهو كلام الجهمية، قال له أن الكرابيسي يقول هذا، فقال: كذب هتكه الله الخبيث، وقال: قد خلف هذا بشرا المريسي، وكان أبي رحمه الله يكره أن يتكلم في اللفظ بشيء أو
يقال مخلوق أو غير مخلوق.
قال: سألته عن الكرابيسي حسين هل رأيته يطلب الحديث،
فقال: ما أعرفه وما رأيته يطلب الحديث.
قلت: فرأيته عند الشافعي ببغداد.
فقال: ما رأيته ولا أعرفه.
فقلت: إنه يزعم أنه كان يلزم يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
فقال: ما رأيته عند يعقوب بن إبراهيم ولا غيره وما أعرفه. ).[السنة: 1/ 163-166]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أحمدِ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 290هـ): ( - سئل أبي رحمه الله وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم جاهلا ليس بعالم فليسأل وليتعلم .
- سمعت أبي رحمه الله مرة أخرى وسئل عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.
وقال مرة أخرى: هم شر من الجهمية .). [السنة: 1/179] (م)
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( واعلم أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي، هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100] (م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر اللفظية، ...
قال محمد بن الحسين: احذروا رحمكم الله هؤلاء الذين يقولون: إن لفظه بالقرآن مخلوق، وهذا عند أحمد بن حنبل، ومن كان على طريقته منكر عظيم، وقائل هذا مبتدع، خبيث ولا يكلم، ولا يجالس، ويحذر منه الناس، لا يعرف العلماء غير ما تقدم ذكرنا له، وهو أن القرآن كلام الله غير مخلوق،
ومن قال مخلوق، فقد كفر،
ومن قال: القرآن كلام الله ووقف فهو جهمي،
ومن قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي أيضا، كذا قال أحمد بن حنبل، وغلظ فيه القول جدا .). [الشريعة للآجري: ؟؟] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا إسحاق بن داود، قال: سمعت جعفر بن أحمد، يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ، يقول: «اللّفظيّة، والواقفة زنادقةٌ عتقٌ».
- وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: قال عبّاسٌ الدّوريّ: كان أحمد بن حنبلٍ يقول: «الواقفة، واللّفظيّة جهميّةٌ» .). [الإبانة الكبرى: 5/296] (م)
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (- حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " الجهميّة على ثلاث ضروبٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام اللّه ونقف، وفرقةٌ قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، فهم عندي في المقالة واحدٌ " .). [الإبانة الكبرى: 5/ 306-307]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثني أبي رحمه اللّه، وأبو القاسم عمر بن يحيى العسكريّ قالا: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن الحسن بن بدينا قال: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ فقلت: يا أبا عبد اللّه، أنا رجلٌ من أهل الموصل، الغالب على أهل بلدنا الجهميّة، وفيهم أهل سنّةٍ نفرٌ يسيرٌ محبوكٌ، وقد وقعت مسألة الكرابيسيّ فأفتنتهم، قول الكرابيسيّ: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال لي أبو عبد اللّه: «إيّاك إيّاك إيّاك إيّاك، وهذا الكرابيسيّ، لا تكلّمه، ولا تكلّم من يكلّمه، أربع مرارٍ أو خمسًا»، إنّ في كتابي أربعًا، قلت: يا أبا عبد اللّه فهذا القول عندك ما يتشعّب منه يرجع إلى قول جهمٍ؟ قال: «هذا كلّه قول جهمٍ».
- حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: كتبت رقعةً فأرسلت بها إلى أبي عبد اللّه، وهو يومئذٍ متوارٍ، فأخرج إليّ جوابه مكتوبًا فيه: قلت: رجلٌ يقول: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن ليس بمخلوقٍ، وما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟ وعلى ما يكون عقد القلب في التّلاوة والألفاظ؟ وكيف الجواب فيه؟
قال: " هذا يجانب، وهو قول المبتدع، وما أراه إلّا جهميًّا، وهذا كلام الجهميّة، القرآن ليس بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7] الآية،
قال: فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه فاحذروهم، فإنّهم هم الّذين عنى اللّه عزّ وجلّ، فالقرآن ليس بمخلوقٍ».
- قال أبو داود: وسمعت أحمد يتكلّم في اللّفظيّة، وينكر عليهم كلامهم، وقال له هارون: يا أبا عبد اللّه هم جهميّةٌ؟
فجعل يقول: هم، هم، ولم يصرّح بشيءٍ، ولم ينكر عليه قوله: هم جهميّةٌ.
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، أنّ أحمد بن محمّد بن حنبلٍ قال له: «إنّ اللّفظيّة إنّما يدورون على كلام جهمٍ، يزعمون أنّ جبريل إنّما جاء بشيءٍ مخلوقٍ إلى مخلوقٍ»، يعني: جبريل مخلوقٌ، جاء به إلى محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- وحدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: سألت أحمد بن حنبلٍ قلت: هؤلاء الّذين يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ.
قال: «هم شرٌّ من قول الجهميّة، ومن زعم هذا فقد زعم أنّ جبريل جاء بمخلوقٍ، وأنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم تكلّم بمخلوقٍ».
- وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: سمعت أحمد بن صالحٍ، ذكر اللّفظيّة، فقال: «هؤلاء أصحاب بدعةٍ، ويكثر عليهم أكثر من البدعة».
- قال: وسمعت إسحاق بن إبراهيم، سئل عن اللّفظيّة، فبدّعهم.
- وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إسحاق قال: حدّثنا يعقوب الدّورقيّ، قال: قلت لأحمد بن حنبلٍ: هؤلاء الّذين يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
فقال: " القرآن على أيّ جهةٍ ما كان لا يكون مخلوقًا أبدًا، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، ولم يقل: حتّى يسمع كلامك يا محمّد "،
فقلت له: إنّما يدور هؤلاء على الإبطال والتّعطيل،
قال: «نعم»، وقال أحمد بن حنبلٍ: «عليهم لعنة اللّه».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكر بن زنجويه، قال: جاءني إبراهيم الكرمانيّ فأخبرني، عن صالحٍ، قال: جاء عبّاسٌ فقال: يا أبا عبد اللّه إنّ قومًا عندنا يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، فيقولون: ليس بمخلوقٍ، قال: «لا، ما سمعت أحدًا يقول هذا».
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ، قال: حدّثني الحارث الصّائغ، قال: وسمعته، يعني أبا عبد اللّه، يسأل عن قول حسينٍ الكرابيسيّ، قيل له: إنّه يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: " هذا قول جهمٍ قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، فمن يسمع كلام اللّه؟ أهلكهم وضع الكتب، تركوا آثار رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأقبلوا على الكلام "
فقلت له: إذا قال: لفظي بالقرآن، فهو جهميٌّ؟
قال: " فأيّ شيءٍ بقي إذا قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ "
- وحدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثني أبو الحارث، قال: ذهبت أنا وأبو موسى إلى أبي عبد اللّه، فقال له أبو موسى: يا أبا عبد اللّه هذا الأمر الّذي قد أحدثوه تشمئزّ منه القلوب، والنّاس يسألوننا عنه، يقولون: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ؟
قال أبو عبد اللّه بالانتهار منه: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ خبيثٌ، لا خير فيه»،
قال له أبو موسى: أليس تقول: القرآن كلام اللّه ليس مخلوقًا على كلّ حالٍ، وبجميع الجهات والمعاني؟
قال: «نعم، وكلّما تشعّب من هذا، فهو رديءٌ خبيثٌ».
- حدّثنا أبو جعفرٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا الفضل بن زيادٍ، قال: حدّثنا أبو طالبٍ أحمد بن حميدٍ قال: قلت لأبي عبد اللّه: أخبرني ساكني، أنّ رجلًا، بالرّميلة كان يقول بقول الكرابيسيّ لفظه بالقرآن مخلوقٌ، فمنعوه يصلّي بهم، فجاء فسألك عن الرّجل يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، يصلّى خلفه؟ فقلت له: لا، فرجع إليهم فأخبرهم بقولك، وقال: إنّي تائبٌ، وأستغفر اللّه ممّا قلت، فقالوا له: صلّ بنا فصلّى بهم، قال: هو كان نفسه، سألني رجلٌ طويل اللّحية بعدما صلّيت الظّهر، فقلت له: لم تكلّمون فيما قد نهيتم عنه، لا يصلّى خلفه ولا يجالس ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، قال: قلت: يا أبا عبد اللّه، إنّي قد احتججت عليهم بالقرآن والحديث، وأحبّ أن أعرضه عليك، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، أليس من محمّدٍ يسمع كلام اللّه؟ قال اللّه عزّ وجلّ: {وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام اللّه ثمّ يحرّفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون} [البقرة: 75] وقال اللّه عزّ وجلّ: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه من الشّيطان الرّجيم} [النحل: 98] وقال: {وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك} [الإسراء: 45] وقال: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له} [الأعراف: 204] وقال: {اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته} [الكهف: 27] وقال: {وأن أتلو القرآن فمن اهتدى} [النمل: 92]، أليس يتلو القرآن؟ . وقال عزّ وجلّ: {فاقرءوا ما تيسّر من القرآن}، فعلى كلّ حالٍ، فهو قرآنٌ.
وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في حديث جابرٍ: «إنّ قريشًا منعوني أن أبلّغ كلام ربّي» . وقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمعاوية بن الحكم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس إلّا القرآن»، فالقرآن غير كلام النّاس.
وقال أبو بكرٍ رضي اللّه عنه: لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه.
فقال لي: ما أحسن ما احتججت به، جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بمخلوقٍ، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم جاء إلى النّاس بمخلوقٍ؟!.
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو أيّوب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن سويدٍ، قال: سمعت أبا إسحاق الهاشميّ، يقول: سألت أبا عبد اللّه أحمد بن حنبلٍ، فقلت: إذا قالوا لنا: القرآن بألفاظنا مخلوقٌ، نقول لهم: ليس هو بمخلوقٍ بألفاظنا أو نسكت؟
فقال: " اسمع ما أقول لك: القرآن في جميع الوجوه ليس بمخلوقٍ " ثمّ قال أبو عبد اللّه: «جبريل حين قاله للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان منه مخلوقًا؟ والنّبيّ حين قاله كان منه مخلوقًا؟ هذا من أخبث قولٍ وأشرّه» ثمّ قال أبو عبد اللّه: «بلغني عن جهمٍ أنّه قال بهذا في بدء أمره».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: قلت له: كتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ،
قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه»،
قلت: رجلٌ قال في القرآن: كلام اللّه ليس بمخلوقٍ، ولكنّ لفظي هذا به مخلوقٌ؟
قال: «هذا كلام سوءٍ، من قال هذا فقد جاء بالأمر كلّه»
قلت: الحجّة فيه حديث أبي بكرٍ: لمّا قرأ: {الم غلبت الرّوم} [الروم: 2] فقالوا: هذا جاء به صاحبك؟ قال: لا، ولكنّه كلام اللّه،
قال: «نعم، هذا وغيره إنّما هو كلام اللّه، إن لم يرجع عن هذا فاجتنبه، ولا تكلّمه، هذا مثل ما قال الشّرّاك» .
قلت: كذا بلغني.
قال: «أخزاه اللّه، تدري من كان خاله؟»
قلت: لا،
قال: «كان خاله عبدك الصّوفيّ، وكان صاحب كلامٍ ورأي سوءٍ، وكلّ من كان صاحب كلامٍ، فليس ينزع إلى خيرٍ»، واستعظم ذلك واسترجع، وقال: «إلى ما صار أمر النّاس؟».
- حدّثنا أبو الفضل جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئٍ النّيسابوريّ، قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «من زعم أنّ لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ» وقال: «أرأيت جبريل جاء إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فتلا عليه تلاوة جبريل للنّبيّ القرآن، كان مخلوقًا؟ ما هو بمخلوقٍ».
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفص بن جعفرٍ العطّار قال: حدّثنا أبو يوسف محمّد بن المثنّى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن عمران بن موسى الدّينوريّ قال: حدّثنا أبو أحمد الأسديّ، قال: دخلت على أبي عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ رضي اللّه عنه وسألته فقلت: يا أبا عبد اللّه، لفظي بالقرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ؟ فما أجابني بشيءٍ، ثمّ أعدت عليه المسألة، فما أجابني فيها بشيءٍ، قال: ثمّ خرجت في سفري إلى مكّة، فصارت البادية في طريقي على شبه الحبس من شدّة الفكرة في أمره، قال: فدخلت إلى مكّة، فقطع بي الطّواف، فخرجت إلى بئر زمزم، وقبّة الشّراب، فصلّيت فيها ركعتين، ثمّ نعست فرأيت ربّ العزّة تبارك وتعالى في منامي، فكان آخر ما قلت له: إلهي، قراءتي بكلامك غير مخلوقٍ؟
قال: نعم.
قال: فقوي عزمي، فلمّا قضيت حجّي وسفري، دخلت بغداد وقد تغيّر أبو عبد اللّه تغيّرًا شديدًا، فقلت له: يا أبا عبد اللّه لفظي بالقرآن مخلوقٌ؟ أو غير مخلوقٍ؟ فانبسط إليّ وقال: " ما حالك، توجّه القرآن على خمس جهاتٍ: حفظٌ بالقلب، وتلاوةٌ باللّسان، وسمعٌ بالأذن، وبصرٌ بعينٍ، وخطٌّ بيدٍ؟ " فأشكل عليّ قوله، وبقيت فيه متحيّرًا، فقال لي: «ما حالك، القلب مخلوقٌ، والمحفوظ به غير مخلوقٍ، واللّسان مخلوقٌ، والمتلوّ به غير مخلوقٍ، والأذن مخلوقٌ، والمسموع إليه غير مخلوقٍ، والعين مخلوقٌ، والمنظور إليه منه غير مخلوقٍ»، قال: فقلت: يا أبا عبد اللّه العين تنظر إلى السّواد في الورق؟
فقال لي: " مه، أصحّ شيءٍ في هذا خبر نافعٍ، عن ابن عمر، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ»، ولم يذكر حبرًا ولا ورقًا "
قال: ثمّ رجع معي إلى باب الدّار وهو يكلّمني بهذا، إذ أتته امرأةٌ معها رجلٌ، فقال: يا أبا عبد اللّه قد ذهبت إلى عبد الوهّاب، فما أجابها في المسألة، وتحبّ أن تسألك.
فقال لها: وما مسألتك؟،
قالت: مسألتي أنّ زوجي حلف بالطّلاق أنّه لا يكلّم جارًا له سنةً، فمرّ به بعد أيّامٍ وهو يقرأ فلحن، فردّ عليه، قال: فحرّمت من هذا إلى غيره؟
قال: " لا، قال: فاذهب فإنّك لم تحنث، إنّك كلّمته كلام الخالق دون المخلوقين "
- حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان النّجّاد قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي فقلت: إنّ قومًا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ؟
قال: «هم جهميّةٌ، وهم شرٌّ ممّن يقف» . وقال: " هذا هو قول جهمٍ، وعظّم الأمر عنده في هذا، وقال: قال اللّه عزّ وجلّ: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «حتّى أبلّغ كلام ربّي»، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس» فمن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ "
- قال: فقلت لأبي: إنّ الكرابيسيّ يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ.
فقال: «هذا كلام سوءٍ رديءٌ، وهو كلام الجهميّة، كذب الكرابيسيّ، هتكه اللّه، الخبيث» وقال: «قد خلف هذا بشرًا المرّيسيّ»
- قال عبد اللّه: وكان أبي يكره أن يتكلّم في اللّفظ بشيءٍ، وأن يقال: لفظي به مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ.
- حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن سليمان الورّاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: سألت أبي: ما تقول في رجلٍ قال: التّلاوة مخلوقةٌ، وألفاظنا بالقرآن مخلوقةٌ، والقرآن كلام اللّه ليس بمخلوقٍ؟
قال: «هذا كافرٌ، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة» .
قلت: ما ترى في مجانبته؟ وهل يسمّى مبتدعًا؟
فقال: " هذا يجانب، وهو فوق المبتدع، وهذا كلام الجهميّة، ليس القرآن بمخلوقٍ، قالت عائشة: تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {هو الّذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ} [آل عمران: 7]، والقرآن ليس بمخلوقٍ ".
- حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّدٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: " افترقت الجهميّة على ثلاث فرقٍ: الّذين قالوا: مخلوقٌ، والّذين شكّوا، والّذين قالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقٌ ".
- قال المرّوذيّ: قلت لأبي عبد اللّه: إنّ رجلًا من أصحابنا زوّج أخته من رجلٍ، فإذا هو من هؤلاء اللّفظيّة، يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، وقد كتب الحديث،
فقال أبو عبد اللّه: «هذا شرٌّ من جهميٍّ» .
قلت: فتفرّق بينهما؟
قال: نعم،
قلت: فإنّ أخاها يفرّق بينهما؟
قال: «قد أحسن»، وقال: «أظهروا الجهميّة، هذا كلامٌ ينقض آخره أوّله» .
قلت لأبي عبد اللّه: إنّ الكرابيسيّ يقول: من لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ؟
قال: «بل هو الكافر» . وقال: «مات بشرٌ المرّيسيّ وخلفه حسينٌ الكرابيسيّ».
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا الفضل، قال: حدّثنا أبو طالبٍ، عن أبي عبد اللّه، قال: سأله يعقوب بن الدّورقيّ عن من قال: لفظنا بالقرآن مخلوقٌ، كيف تقول في هذا؟
قال: لا يكلّم هؤلاء ولا يكلّم هذا، القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على كلّ جهةٍ، وعلى كلّ وجهٍ تصرّف، وعلى أيّ حالٍ كان، قال اللّه تعالى: {وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] .
وقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: لا يصلح في الصّلاة شيءٌ من كلام النّاس ". وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: حتّى أبلّغ كلام ربّي. هذا قول جهمٍ، على من جاء بهذا غضب اللّه ".
- حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: وسمعت عبد الوهّاب يعني ابن الحكم الورّاق، يقول: «الواقفة واللّفظيّة واللّه جهميّةٌ» حلف عليها غير مرّةٍ.
- قال أبو جعفرٍ: وسمعت أبا زهيرٍ محمّد بن زهيرٍ يقول: " القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ على جميع الجهات، فقال: من قال: هذا يعني: لفظي، فهو يدخل فيه كلٌّ ".
قال الشّيخ: فبهذه الرّوايات والآثار الّتي أثرناها وروّيناها عن سلفنا وشيوخنا وأئمّتنا نقول، وبهم نقتدي، وبنورهم نستضيء، فهم الأئمّة العلماء العقلاء النّصحاء، الّذين لا يستوحش من ذكرهم، بل تنزل الرّحمة إذا نشرت أخبارهم، ورويت آثارهم، فنقول: إنّ القرآن كلام اللّه، ووحيه، وتنزيله، وعلمٌ من علمه، فيه أسماؤه الحسنى، وصفاته العليا، غير مخلوقٍ كيف تصرّف، وعلى كلّ حالٍ، لا نقف، ولا نشكّ، ولا نرتاب، ومن قال: مخلوقٌ، أو قال: كلام اللّه ووقف، أو قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهؤلاء كلّهم جهميّةٌ ضلّالٌ كفّارٌ، لا يشكّ في كفرهم، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو ضالٌّ مضلٌّ جهميٌّ، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوقٍ، فهو مبتدعٌ، لا يكلّم حتّى يرجع عن بدعته، ويتوب عن مقالته فهذا مذهبنا، اتّبعنا فيه أئمّتنا، واقتدينا بشيوخنا، رحمة اللّه عليهم، وهو قول إمامنا أحمد بن حنبلٍ رحمه اللّه.). [الإبانة الكبرى: 5/ 329-346]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): ( - أخبرنا عبيد اللّه بن محمّد بن أحمد قراءةً عليه، قال: أخبرنا القاضي أبو بكرٍ أحمد بن كاملٍ قال: قال أبو جعفرٍ محمّد بن جريرٍ: "والقول في ألفاظ العباد بالقرآن فلا أثر فيه أعلمه عن صحابيٍّ مضى، ولا عن تابعيٍّ قفى إلّا عمّن في قوله الشّفاء والغنا رحمة اللّه عليه ورضوانه وفي اتّباعه الرّشد والهدى، ومن يقوم لدينا مقام الأئمّة الأولى أبو عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ. فإنّ أبا إسماعيل التّرمذيّ حدّثني قال: سمعت أبا عبد اللّه أحمد بن محمّد بن حنبلٍ يقول: اللّفظيّة جهميّةٌ لقول اللّه عزّ وجلّ: {حتّى يسمع كلام اللّه} [التوبة: 6] ممّن يسمع. ). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 1/207-208] (م)

قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (وقال إسماعيل بن الحسن السّرّاج: سألت أحمد عمّن يقول: القرآن مخلوقٌ، قال: كافرٌ.
وعمّن يقول: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فقال: جهميٌّ.). [سير أعلام النبلاء: 11/288]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (قال أحمد بن زنجوية: سمعت أحمد يقول: اللّفظيّة شرٌّ من الجهميّة.
وقال صالحٌ: سمعت أبي يقول: الجهميّة ثلاث فرقٍ: فرقةٌ قالت: القرآن مخلوقٌ، وفرقةٌ قالوا: كلام الله وسكتوا، وفرقةٌ قالوا: لفظنا به مخلوقٌ.
ثمّ قال أبي: لا يصلّى خلف واقفيٍّ، ولا لفظيٍّ .). [سير أعلام النبلاء: 11/289]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): (- أنبؤونا: عن محمّد بن إسماعيل، عن يحيى بن مندة الحافظ، أخبرنا أبو الوليد الدّربنديّ سنة أربعين وأربع مائةٍ، أخبرنا أبو بكرٍ محمّد بن عبيد الله بن الأسود بدمشق، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفرٍ النّهاونديّ، حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن إبراهيم بن زوران لفظاً، حدّثنا أحمد بن جعفرٍ الإصطخريّ قال:
قال أبو عبد الله أحمد بن حنبلٍ: هذا مذاهب أهل العلم والأثر، فمن خالف شيئاً من ذلك أو عاب قائلها، فهو مبتدعٌ.
وكان قولهم: إنّ الإيمان قولٌ وعملٌ ونيّةٌ، وتمسّكٌ بالسّنّة، والإيمان يزيد وينقص، ومن زعم أنّ الإيمان قولٌ، والأعمال شرائع، فهو جهميٌّ، ومن لم ير الاستثناء في الإيمان، فهو مرجئٌ، والزّنى والسرقة وقتل النّفس والشّرك كلّها بقضاءٍ وقدرٍ من غير أن يكون لأحدٍ على الله حجّةٌ.
إلى أن قال: والجنّة والنّار خلقتا، ثمّ الخلق لهما لا تفنيان، ولا يفنى ما فيهما أبداً.
إلى أن قال: والله -تعالى- على العرش، والكرسيّ موضع قدميه.
إلى أن قال: وللعرش حملةٌ، ومن زعم أنّ ألفاظنا بالقرآن، وتلاوتنا له مخلوقةٌ، والقرآن كلام الله، فهو جهميٌّ، ومن لم يكفّره، فهو مثله، وكلّم الله موسى تكليماً من فيه. ). [سير أعلام النبلاء: 11/ 302- 303]



حكم الواقفة من كلام العلماء :
إجمال أقوال جماعة من العلماء من بلدان شتّى في شأن الوافقة

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سألت عبّاسًا النّرسيّ عن القرآن، فقال: " نحن ليس نقف، نحن نقول: القرآن غير مخلوقٍ ".
- قال: وسألت عبيد اللّه بن عمر القواريريّ عن الواقفة، فقال: شرٌّ من الجهميّة.
- قال: وسألت يحيى بن أيّوب عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال أبو بكرٍ المرّوذيّ: سألت إبراهيم بن أبي اللّيث عن الواقفة، فقال: «هم كفّارٌ باللّه العظيم، لا يزوّجوا، ولا يناكحوا».
- قال المروزيّ: وسألت محمّد بن عبيد اللّه بن نميرٍ عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة»، وقال: «هذا والوقف زندقةٌ وكفرٌ».
- قال: وسألت أبا بكر بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من أولئك، يعني الجهميّة».
- وسألت عثمان بن أبي شيبة عن الواقفة، فقال: «هم شرّ الجهميّة».
- وسألت ابن أبي معاوية الضّرير عن الواقفة، فقال: «هم مثل الجهميّة» ). [الإبانة الكبرى: 5/301-304]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت:387هـ): (وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا المرّوذيّ، قال: سألت هارون بن إسحاق الهمدانيّ، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة».
- قال: وسألت أبا موسى الأنصاريّ عن الواقفة، فقال: «هم شرٌّ من الجهميّة»
- وسألت سويد بن سعيدٍ الأنباريّ، فقال: «هم أكفر من الحمار».
- قال: وسألت أبا عبد اللّه بن أبي الشّوارب عن رجلٍ من الواقفة سئل عن وجه اللّه عزّ وجلّ: أمخلوقٌ هو أم غير مخلوقٍ؟ فقال: لا أدري.
فقال: «هذا من الشّاكّة، أحبّ إليّ أن يعيد الصّلاة»، يعني إذا صلّى خلفه). [الإبانة الكبرى: 5/305]
قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( ومن سكت فلم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ)).). [شرح السنة للبربهاري: 100]
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر النهي عن مذاهب الواقفة
قال محمد بن الحسين: وأما الذين قالوا: القرآن كلام الله ووقفوا فيه وقالوا: لا نقول: غير مخلوق، فهؤلاء عند كثير من العلماء ممن رد على من قال بخلق القرآن، قالوا: هؤلاء الواقفة: مثل من قال: القرآن مخلوق وأشر؛ لأنهم شكوا في دينهم، ونعوذ بالله ممن يشك في كلام الرب: إنه غير مخلوق وأنا أذكر ما تأدى إلينا منه ممن أنكر على الواقفة من أهل العلم). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكًّا فيه أنّه غير مخلوقٍ
- فَرُوِيَ عن أهل المدينة: هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ.
قال: وسمعت عبد الملك خاصّةً يقول: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ.
- وأبي مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ قال: من وقف في القرآن فهو كافرٌ.
- وقال محمّد بن مسلم بن وارة: قال لي أبو مصعبٍ: من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن قال: لا أدري يعني مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو مثله. ثمّ قال: بل هو شرٌّ منه.
فذكرت رجلًا كان يظهر مذهب مالكٍ فقلت: إنّه أظهر الوقف.
فقال: لعنه اللّه، ينتحل مذهبنا وهو بريءٌ منه. فذكرت ذلك لأحمد بن حنبلٍ فأعجبه وسرّ به.
- وحكي عن أبي حاتمٍ الرّازيّ، قال أبو مصعبٍ: هؤلاء الّذين يقولون في القرآن لا ندري مخلوقٌ أم غير مخلوقٍ هم عندنا شرٌّ ممّن يقول: مخلوقٌ، يستتابون فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم.
- وكذلك روى عنه عليّ بن الفرات الأصبهانيّ وروي عن مصعبٍ الزّبيريّ أنّه سئل عن القرآن، وعن من لا يقول غير مخلوقٍ، فقال: هؤلاء جهّالٌ - وخطّأهم - وإنّي لأتّهمهم أن يكونوا زنادقةً.
- وقال أبو حاتمٍ: سئل إبراهيم بن المنذر الحزاميّ فقيل: ما تقول في عبدٍ اشتري فخرج جهميًّا؟
فقال: عيبٌ يردّ منه.
قال: فإن خرج واقفيًّا؟
قال: شرٌّ يردّ منه.
- وعن عبد اللّه بن أبي سلمة العمريّ المدنيّ نزيل بغداد أنّه سئل عن من قال: إنّ القرآن غير مخلوقٍ،
فقال: إنّ الّذي لا يقول إنّه غير مخلوقٍ فهو يقول: مخلوقٌ إلّا أنّه جعل هذه سترةً يستتر بها.
- عن هارون بن موسى الفرويّ أنّه سئل عمّن يقف في القرآن، فقال: مثل من يقول: مخلوقٌ.
- وعنه: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ، ومن وقف بغير شكٍّ فهو مبتدعٌ.
- وعن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
- وقال أبو زرعة الرّازيّ: قيل للحسن بن عليٍّ الحلوانيّ: إنّا أخبرنا عنك أنّك أظهرت الوقف. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، وهل يكون غير ذا أو يقول أحدٌ غير ذا؟ ما شككنا في ذا قطّ، وسألني رجلٌ بالشّام وكان من الواقفة فأحبّ أن أرخّص في الوقف فأبيت.
- وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، ومحمّد بن يزيد المقرئ والحسن بن إبراهيم البياضيّ، وابن يونس المدينيّ أنّهم قالوا: كفّارٌ.
- وعن يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ: من وقف في القرآن فهو جهميٌّ. فيما روى عنه ابن أبي عمر العدنيّ.
- ومن أهل الكوفة: وكيع بن الجرّاح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النّيسابوريّ: من شكّ أنّ القرآن كلام اللّه يعني غير مخلوقٍ فهو كافرٌ.
- وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان، والحسين بن عليّ بن الأسود، وأبي هشامٍ الرّفاعيّ، وأبي سعيدٍ الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ، ومحمّد بن خلفٍ التّيميّ، وهارون بن إسحاق الهمذانيّ قالوا: كفّارٌ وشرٌّ من الجهميّ. وعن محمّد بن مقاتلٍ العبّادانيّ، والعبّاس بن الوليد النّرسيّ، ومحمّد بن أبي صفوان الثّقفيّ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، وعمرو بن عليٍّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي حزمٍ القطعيّ، وأبي عبد الرّحمن النّحويّ، والقاسم بن أميّة الحذّاء، والحسن بن شاذان الواسطيّ، ومسعود بن مسبحٍ الواسطيّ، ومحمّد بن حربٍ النّسائيّ، ومحمّد بن حاتمٍ الجرجرائيّ المعروف بحبيٍّ، وأحمد بن سنانٍ الواسطيّ.
- ومن أهل بغداد ومن عُدّ فيهم: عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، ويحيى بن أيّوب، وداود بن رشيدٍ، وسويد بن سعيدٍ الأنباريّ، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو خيثمة زهير بن حربٍ، وأبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، وأبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ الكلبيّ، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، وهارون بن عبد اللّه البزّاز، والعبّاس بن غالبٍ الورّاق، والحسن بن الصّبّاح البزّار، وعبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، ومحفوظ بن أبي توبة، وأبو نشيطٍ محمّد بن هارون، وأحمد بن منصورٍ، وعبّاس بن أبي طالبٍ، وسليمان بن توبة أنّهم قالوا كلّهم: من وقف في القرآن إنّه كافرٌ. وقالوا: جهميٌّ.
- ومن أهل مصر ومن عدّ فيهم: نعيم بن حمّادٍ المروزيّ، وأحمد بن صالحٍ المصريّ، ومؤمّل بن إهابٍ الرّبعيّ المكّيّ نزيل مصر، وأبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي عبد اللّه بن وهبٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ المصريّ.
- ومن أهل الشّام هشام بن عمّارٍ، والمسيّب بن واضحٍ، ومحمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ نزيل دمشق.
- ومن أهل الجزيرة والثّغور حامد بن يحيى البلخيّ، وأبو بكرٍ محمّد بن يزيد الأسلميّ الطّرسوسيّ، وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ البغداديّ نزيل الرّيّ، وسعيد بن رحمة المصّيصيّ، وأحمد بن حربٍ الموصليّ، ومحمّد بن أيّوب الأصبهانيّ، ومحمّد بن جبلة الرّافقيّ، وزرقان بن محمّدٍ البغداديّ نزيل طرسوس، ويعقوب بن إبراهيم الخشّاب، وعليّ بن موسى القزوينيّ نزيل طرسوس، وأحمد بن شريكٍ السّجزيّ، ونصر بن منصورٍ المصّيصيّ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبّويه.
- قالوا: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ باللّه العظيم، ومن قال: لا أدري القرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو شاكٌّ في دينه حتّى يعلم أنّ كلام ربّه غير مخلوقٍ. هذا لفظ الثّغريّين، ولفظ الباقين معنى هذا.
- ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلدٍ المعروف بابن راهويه أنّه سئل عن الرّجل يقول: القرآن كلام اللّه ويقف،
قال: هو عندي شرٌّ من الّذي يقول مخلوقٌ؛ لأنّه يقتدي به غيره.
فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا. رماه بأمرٍ عظيمٍ وقال: هو ضالٌّ مضلٌّ.
- وعن محمّد بن يحيى الذّهليّ: من وقف في القرآن فمحلّه محلّ من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ. وعن عليّ بن حبيبٍ البلخيّ، وعبد بن وهبٍ البلخيّ، ومحمّد بن يحيى البلخيّ، وعبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن مهران الجمّال الرّازيّ، وسليمان بن معبدٍ المروزيّ، وأحمد بن الصّبّاح المعروف بابن أبي شريحٍ، ومحمّد بن عيسى الدّامغانيّ، وهارون بن حيّان القزوينيّ، وعبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، وأبي حصين بن يحيى الرّازيّ، وإبراهيم بن يوسف البلخيّ، ومحمّد بن فضيلٍ البلخيّ العابد، وأحمد بن يعقوب البلخيّ، وأحمد بن منصورٍ المروزيّ، وأبي هارون محمّد بن خالد بن يزيد الخزّار الرّازيّ، ومعان بن محمّد بن مخلدٍ النّسويّ، وخازم بن يحيى الحلوانيّ، وأحمد بن عبد اللّه الشّعرانيّ، ومحمّد بن داود أبي نصرٍ التّيميّ السّمنانيّ، ومحمود بن خالدٍ الخانقينيّ، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ:
- إنّ من شكّ في القرآن فهو كافرٌ أو جهميٌّ. ومنهم من قال: شرٌّ من جهميٍّ.
- ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ثنا الحسن بن أيّوب القزوينيّ قال: ثنا هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ».
وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا جعفر بن أحمد بن عيسى الرّازيّ قال: حدّثني أبو موسى هارون بن أبي علقمة قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون يقول: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ».
- أخبرنا أحمد بن محمّد بن عروة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا قال: سمعت سلمة بن شبيبٍ يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ في كفره.). [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357-363]

السؤال الثالث :

المناظرات في مسألة "خلق القرآن"

• مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون
• مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم
• مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم
• مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق
• مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق
• مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق
• مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه


أحسنتِ أختي الفاضلة
وكان من الأولى في السؤال الثاني ، تلخيص حكمهم مما فهمتِ من كلام العلماء
وليس مجرد نسخ كلامهم

الدرجة النهائية : 20 /20
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

هبة مجدي محمد علي 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م 05:50 PM

تلخيص القسم الأول من منظومة الزمزمي
 
حد علم التفسير

-قالَ الإمامُ جَلالُ الدِّينِ السُّيُوطِيُّ-رَحِمَهُ اللهُ-: (عِلْمُ التَّفْسِيرِ: عِلْمٌ يُبْحَثُ فيه عَنْ أَحْوَالِ الكتابِ العَزِيزِ، ويَنْحَصِرُ فِي مُقَدِّمَةٍ وخَمْسَةٍِ وخَمْسِينَ نَوْعًا).
-علم أصول التفسير، هو مأخوذ من قولهم: فسرت الشيء: إذا بينته، وسمي العلم المذكور تفسيراً، لأنه يبين القرآن ويوضحه.
-علم التفسير: علمٌ يبحَث فيه أحوالُ الكتابِ العزيزِ من جهةِ نزولِهِ وسَنَدِهِ وآدابِهِ وألفَاظِهِ ومعَانِيهِ المتعلِّقَةِ بألفَاظِهِ والمتعلِّقَةِ بالأحكامِ وغيرِ ذلكَ.



-التفسير ينقسم إلى قسمين:
_ تفسير موضوعي.
_ وتفسير تحليلي.

وكذلك ينقسم إلى :
_ تفسير إجمالي.
_ وتفسير تفصيلي.

-علم التفسير، وعلوم القرآن علم يُبحث به عن أحوال كتابنا الذي هو القرآن العزيز من جهة نزوله ونحوهِ
-ما يرجع إلى النزول زمانًا ومكانًا.
وهو يرجع إلى : مكي ولا مدني.
_ سفري ولا حضري.
_ صيفي ولا شتائي.
_ ليلي ولا نهاري.

محمود بن عبد العزيز 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م 12:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 143394)
بيان وجوب الإيمان بالقرآن:

أولا من القرآن :


ويقولوا {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا} [آل عمران: 3/7].
قال الله عز وجل {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}

الأدلة من السنة :


حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»
حديث جبريل الطويل

فصل :

الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل بما فيه


حكم من أنكر شيئًا من القرآن:


قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.
ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). العقيدة الواسطية

تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 12 / 20 فاتك بعض المسائل المهمة كفضل الإيمان بالقرآن وغيرها
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 10 / 20
المطلوب: استخراج المسائل الواردة في الموضوع وتلخيصها بدليلها معنونةً مرتبةً محررةً بعبارة موجزة.
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 7 / 10
التقييم العام: 54 / 80
وفقك الله لما يحب ويرضى

* يمكنك إعادة التلخيص بالإرشادات المذكورة، وستعدل درجتك، بالتوفيق.

هبة مجدي محمد علي 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م 09:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 8 (المشاركة 147814)
تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 12 / 20 فاتك بعض المسائل المهمة كفضل الإيمان بالقرآن وغيرها
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 10 / 20
المطلوب: استخراج المسائل الواردة في الموضوع وتلخيصها بدليلها معنونةً مرتبةً محررةً بعبارة موجزة.
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 7 / 10
التقييم العام: 54 / 80
وفقك الله لما يحب ويرضى

* يمكنك إعادة التلخيص بالإرشادات المذكورة، وستعدل درجتك، بالتوفيق.

الله المستعان رغم أن نتائجي في جميع الامتحانات جيدة لكن لاأدري لم لا أوفق في مسألة التلخيصات هذه الله المستعان

هبة مجدي محمد علي 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م 10:20 PM

محاولة تلخيص الجمع النبوي
 
عناصر الموضوع:

- الأحاديث والآثار الواردة في الجمع النبوي

... - حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه
... - حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه
... - أثر زيد بن ثابت

- أقوال العلماء في الجمع النبوي

... - كلام أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ)
... -كلام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ)
... -كلام أبي زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ)
... -كلام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ)
... - كلام جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ)


- كتّاب الوحي للنّبي صلى الله عليه وسلم


- كيف كانت كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم.


تلخيص الموضوع


الأحاديث والآثار الواردة في الجمع النبوي


-حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه

-عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) [فضائل القرآن : ]

-تخريج حديث عثمان

-رواه أبو داود في سننه في الصّلاة والتّرمذيّ في التّفسير والنّسائيّ في فضائل القرآن من حديث يزيد الفارسي عن ابن عبّاس


-حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه


-عن زيد بن ثابت، قال: (كنا حول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نؤلف القرآن، إذ قال:((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه)).
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.


أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه

عن زيد بن ثابت، قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}, قال: فالتمستها فوجدتها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها). [فضائل القرآن : ](م)

- أقوال العلماء في الجمع النبوي

-قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة براءة

- ذكر حديث ابن عباس مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما ثم قال :وفيه البيان أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه ولو لم يكن في ذلك إلّا الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران وأنّه قال صلّى الله عليه وسلّم ((تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان)).
وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا.

-وممّا يدلّك على أنّ القرآن كان مؤلّفًا في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؛ما حدّثناه أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم.

كلام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ)


قال : ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا))، وكان يعرضه على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين، وكذلك كان يعرض جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام مرة، وعرض عليه عام وفاته مرتين.
وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة، أقلهم بالغون حد التواتر، ورخص لهم قراءته على سبعة أحرف توسعة عليهم، ومنه ما نسخ لحكمة اقتضت نسخه، وكل ذلك فيه أخبار ثابتة.

-وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).

-قال أبو شامة : (وأسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)).
زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.

-بيان أن من جمع القرآن من الصحابة خلق كثير والرد على إشكال فيه :

-أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء. وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
وقد ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة:
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تَلَقيًّا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.


كلام أبي زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ)


-اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه.


كلام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ)


-إنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعضه ويرفع الشيء بعد الشيء من التلاوة كما كان ينسخ بعض أحكامه فلم يجمع في مصحف واحد ثم لو رفع بعض تلاوته أدى ذلك إلى الاختلاف واختلاط أمر الدين فحفظ الله كتابه في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم، وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.


-كلام جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ)


-قال الحاكم: جمع القرآن ثلاث مرات:
إحداها: بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم روي عن زيد بن ثابت، قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع) – الحديث –.
وقال: صحيح على شرط الشيخين.). [التحبير في علم التفسير:371-377]

-قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع السادس والتسعون: ترتيب الآي والسور
قلت: أول القرآن:
الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على الترتيب إلى سورة الناس، وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب، وكان صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين، وكان آخر الآيات نزولاً:
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين. انتهى.


كتّاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم


-قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (باب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب أن ابن السباق قال إن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه قال إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاتبع القرآن إلى آخره). [صحيح البخاري]

-قال ابن حجر رحمه الله :وقد كتب له قبل زيد بن ثابت أبي بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة ، وأول من كتب له بمكة من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح ، وممن كتب له في الجملة الخلفاء الأربعة والزبير بن العوام وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية وحنظلة بن الربيع الأسدي ومعيقيب بن أبي فاطمة وعبد الله بن الأرقم الزهري وشرحبيل بن حسنة وعبد الله بن رواحة في آخرين ، وروى أحمد وأصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عباس عن عثمان بن عفان قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول : ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا " الحديث .

-قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (باب من كتب الوحي لرسول اللّه
عن أبي سعيدٍ مولى أبي أسيدٍ قال: لمّا دخل المصريّون على عثمان رضي اللّه عنه ضربوه بالسّيف على يده فوقعت على{فسيكفيكهم اللّه وهو السّميع العليم} فمدّ يده وقال: (واللّه إنّها لأوّل يدٍ خطّت المفصّل)

-قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي (ت:774هـ): (فصل أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه:
فمنهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم
ومنهم رضي الله عنهم: أبان بن سعيد بن العاص بن أمية
ومنهم: أبي بن كعب
ومنهم رضي الله عنهم: أرقم ابن أبي الأرقم
ومنهم رضي الله عنهم: ثابت بن قيس بن شماس
ومنهم رضي الله عنهم: حنظلة بن الربيع
ومنهم رضي الله عنهم: خالد بن سعيد بن العاص
ومنهم رضي الله عنهم: خالد بن الوليد
ومنهم رضي الله عنهم: الزبير بن العوام

كيف كانت كتابة القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم



حديث البراء بن عازب رضي الله عنه

قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة؛ ثم قال اكتب: {لا يستوي القاعدون} وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى.
قال: يا رسول الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر؟؛ فنزلت مكانها {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر} ). [صحيح البخاري]


حديث ابن عباس رضي الله عنهما

-قال أبو داوود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت:275هـ): (حدثنا قتيبة بن سعيدٍ وأحمد بن محمدٍ المروزي وابن السرح قالوا: حدثنا سفيان عن عمرٍو عن سعيد بن جبيرٍ قال قتيبة فيه عن ابن عباسٍ قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم) وهذا لفظ ابن السرح).

هبة مجدي محمد علي 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م 10:45 PM

مسائل الاعتقاد في التفسير
 
س1: ما هي أشهر كتب التفسير التي قررت عقيدة أهل السنة والجماعة؟ اذكر(ي) خمسة منها.


ج1- أشهر كتب التفسير هي : من كتب التفسير بالمأثور كتب : ابن جرير الطبري، ثم البغوي، ثم ابن كثير، ثم صديق خان، ثم القاسمي، ثم رشيد رضا، والقرطبي.
ومن كتب التفسير بالرأي :السعدي والشوكاني والشنقيطي



س2: ما هي أبرز مسائل الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسربن في أبواب الاعتقاد؟
1-باب القدر
2- باب توحيد الألوهية فيما يتعلق بالعبادة فيختلفون مع أهل السنة في أن عبادات معينة لا تدخل فيما لا يجوز إلا لله تعالى وليس أنهم ينكرون وجوب توحيده بالعبادة فقد يدخل لبعضهم نوع الانحراف إما فيما يتعلق بالتطبيق أو أن ما عندهم من انحراف لا يلحقونه في مسمّى العبادة التي لا يجوز صرفها إلا لله.
3- باب الكلام في توحيد الأسماء والصفات. وهذا هو أكثر مايظهر فيه الانحراف .


س3: صنف أتباع الفرق الكلامية تفاسير تقرر مذاهبهم؛ فاذكر(ي) تفسيراً قرر
أ: عقيدة المعتزلة :الكشاف للزمخشري
ب: عقيدة الأشاعرة: تفسير البيضاوي والفخر الرازي
ج: من اضطرب في تفسيره لآيات الصفات.

القاسمي وصديق حسن خان ورشيد رضا

محمود بن عبد العزيز 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م 11:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 147922)
عناصر الموضوع:

- الأحاديث والآثار الواردة في الجمع النبوي

... - حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه
... - حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه
... - أثر زيد بن ثابت

- أقوال العلماء في الجمع النبوي

... - كلام أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ)
... -كلام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ)
... -كلام أبي زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ)
... -كلام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ)
... - كلام جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ)


- كتّاب الوحي للنّبي صلى الله عليه وسلم


- كيف كانت كتابة القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم.


تلخيص الموضوع


الأحاديث والآثار الواردة في الجمع النبوي


-حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه

-عن ابن عباس، قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال، وهي من المثاني، وإلى براءة وهي من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتموها في السبع الطول؟ ما حملكم على ذلك؟ .فقال عثمان: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يأتي عليه الزمان، وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول: ((ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا)) ،وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننتها منها، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أمرها، قال: فلذلك قرنت بينهما، ولم أجعل بينهما سطر (بسم الله الرحمن الرحيم)، ووضعتها في السبع الطول.) [فضائل القرآن : ]

-تخريج حديث عثمان

-رواه أبو داود في سننه في الصّلاة والتّرمذيّ في التّفسير والنّسائيّ في فضائل القرآن من حديث يزيد الفارسي عن ابن عبّاس


-حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه


-عن زيد بن ثابت، قال: (كنا حول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نؤلف القرآن، إذ قال:((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه)).
وأخرجه الحاكم في "المستدرك"، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.


أثر زيد بن ثابت رضي الله عنه

عن زيد بن ثابت، قال: فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها:{من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}, قال: فالتمستها فوجدتها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها). [فضائل القرآن : ](م)

- أقوال العلماء في الجمع النبوي

-قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (سورة براءة

- ذكر حديث ابن عباس مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما ثم قال :وفيه البيان أنّ تأليف القرآن عن اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لا مدخل لأحدٍ فيه ولو لم يكن في ذلك إلّا الأحاديث المتواترة أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم ذكر البقرة وآل عمران وسائر السّور وأنّه كان يقرأ في صلاة كذا بكذا وأنّه قرأ في ركعةٍ بالبقرة وآل عمران وأنّه قال صلّى الله عليه وسلّم ((تأتيان يوم القيامة كأنّهما غمامتان أو غيايتان)).
وصحّ أنّ أربعةً من أصحاب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كانوا يحفظون القرآن في وقته ولا يجوز أن يحفظوا ما ليس مؤلّفًا.

-وممّا يدلّك على أنّ القرآن كان مؤلّفًا في عهد رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم؛ما حدّثناه أحمد بن محمّدٍ الأزديّ، قال: حدّثنا يزيد بن سنانٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عمران القطّان، عن قتادة، عن أبي بكرٍ الهذليّ، عن أبي رافعٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أعطيت السّبع مكان التّوراة وأعطيت المئين مكان الزّبور وأعطيت المثاني مكان الإنجيل وفضّلت بالمفصّل))
قال أبو جعفرٍ: فهذا التّأليف من لفظ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهذا أصلٌ من أصول المسلمين لا يسعهم جهله؛ لأنّ تأليف القرآن من إعجازه ولو كان التّأليف عن غير اللّه جلّ وعزّ ورسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم لسوعد بعض الملحدين على طعنهم.

كلام أبي شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ)


قال : ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا))، وكان يعرضه على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين، وكذلك كان يعرض جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عام مرة، وعرض عليه عام وفاته مرتين.
وحفظه في حياته جماعة من أصحابه، وكل قطعة منه كان يحفظها جماعة كثيرة، أقلهم بالغون حد التواتر، ورخص لهم قراءته على سبعة أحرف توسعة عليهم، ومنه ما نسخ لحكمة اقتضت نسخه، وكل ذلك فيه أخبار ثابتة.

-وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).

-قال أبو شامة : (وأسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)).
زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع، ثم قال: وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب، فجمعها منها في صحف بإشارة أبي بكر وعمر، ثم نسخ ما جمعه في الصحف في مصاحف بإشارة عثمان بن عفان على ما رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم.

-بيان أن من جمع القرآن من الصحابة خلق كثير والرد على إشكال فيه :

-أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء. وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
وقد ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة:
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تَلَقيًّا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.


كلام أبي زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ)


-اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال فكان طوائف من الصحابة يحفظونه كله وطوائف يحفظون أبعاضا منه.


كلام عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخَازِنُ (ت: 725هـ)


-إنما ترك جمعه في مصحف واحد لأن النسخ كان يرد على بعضه ويرفع الشيء بعد الشيء من التلاوة كما كان ينسخ بعض أحكامه فلم يجمع في مصحف واحد ثم لو رفع بعض تلاوته أدى ذلك إلى الاختلاف واختلاط أمر الدين فحفظ الله كتابه في القلوب إلى انقضاء زمن النسخ ثم وفق لجمعه الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم، وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.


-كلام جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ)


-قال الحاكم: جمع القرآن ثلاث مرات:
إحداها: بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم روي عن زيد بن ثابت، قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع) – الحديث –.
وقال: صحيح على شرط الشيخين.). [التحبير في علم التفسير:371-377]

-قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ (ت: 911هـ): (النوع السادس والتسعون: ترتيب الآي والسور
قلت: أول القرآن:
الفاتحة ثم البقرة ثم آل عمران على الترتيب إلى سورة الناس، وهكذا هو عند الله في اللوح المحفوظ على هذا الترتيب، وكان صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه، وعرضه عليه في السنة التي توفي فيها مرتين، وكان آخر الآيات نزولاً:
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين. انتهى.


كتّاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم


-قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (باب كاتب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب أن ابن السباق قال إن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبو بكر رضي الله عنه قال إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاتبع القرآن إلى آخره). [صحيح البخاري]

-قال ابن حجر رحمه الله :وقد كتب له قبل زيد بن ثابت أبي بن كعب وهو أول من كتب له بالمدينة ، وأول من كتب له بمكة من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام يوم الفتح ، وممن كتب له في الجملة الخلفاء الأربعة والزبير بن العوام وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص بن أمية وحنظلة بن الربيع الأسدي ومعيقيب بن أبي فاطمة وعبد الله بن الأرقم الزهري وشرحبيل بن حسنة وعبد الله بن رواحة في آخرين ، وروى أحمد وأصحاب السنن الثلاثة وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عباس عن عثمان بن عفان قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يأتي عليه الزمان ينزل عليه من السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده فيقول : ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا " الحديث .

-قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (باب من كتب الوحي لرسول اللّه
عن أبي سعيدٍ مولى أبي أسيدٍ قال: لمّا دخل المصريّون على عثمان رضي اللّه عنه ضربوه بالسّيف على يده فوقعت على{فسيكفيكهم اللّه وهو السّميع العليم} فمدّ يده وقال: (واللّه إنّها لأوّل يدٍ خطّت المفصّل)

-قال إسماعيل بن عمر ابن كثير القرشي الدمشقي (ت:774هـ): (فصل أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه:
فمنهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم
ومنهم رضي الله عنهم: أبان بن سعيد بن العاص بن أمية
ومنهم: أبي بن كعب
ومنهم رضي الله عنهم: أرقم ابن أبي الأرقم
ومنهم رضي الله عنهم: ثابت بن قيس بن شماس
ومنهم رضي الله عنهم: حنظلة بن الربيع
ومنهم رضي الله عنهم: خالد بن سعيد بن العاص
ومنهم رضي الله عنهم: خالد بن الوليد
ومنهم رضي الله عنهم: الزبير بن العوام

كيف كانت كتابة القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم



حديث البراء بن عازب رضي الله عنه

قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال النبي صلى الله عليه وسلم ادع لي زيدا وليجئ باللوح والدواة والكتف أو الكتف والدواة؛ ثم قال اكتب: {لا يستوي القاعدون} وخلف ظهر النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم الأعمى.
قال: يا رسول الله فما تأمرني فإني رجل ضرير البصر؟؛ فنزلت مكانها {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله غير أولي الضرر} ). [صحيح البخاري]


حديث ابن عباس رضي الله عنهما

-قال أبو داوود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت:275هـ): (حدثنا قتيبة بن سعيدٍ وأحمد بن محمدٍ المروزي وابن السرح قالوا: حدثنا سفيان عن عمرٍو عن سعيد بن جبيرٍ قال قتيبة فيه عن ابن عباسٍ قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم) وهذا لفظ ابن السرح).

يمكنكِ تأمل هذا التلخيص (هنا) لهذا الموضوع (هنا)، فإن المطلوب من الطالب استخلاص المسائل وعنونتها بما يراه مناسبًا ثم اختصار كل الكلام الوارد في هذه المسائل تحتها على هيئة نقاط مختصرة شاملة موجزة، هذا الاجتهاد في إعمال الفكر هو الذي نريده من الطالب، لا أن يتبع العناوين المثبتة في الموضوع المراد تلخيصه ويقوم فقط بالنسخ واللصق.
تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 17 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 10 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 10 / 20
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 6 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 10 / 10
التقييم العام: 53 / 80
* يمكنكِ إعادة التلخيص لتحسين الدرجة، وفقك الله وسدد خطاكِ، ونفع بك الإسلام والمسلمين.

صفية الشقيفي 15 محرم 1436هـ/7-11-2014م 10:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 147700)
حد علم التفسير

-قالَ الإمامُ جَلالُ الدِّينِ السُّيُوطِيُّ-رَحِمَهُ اللهُ-: (عِلْمُ التَّفْسِيرِ: عِلْمٌ يُبْحَثُ فيه عَنْ أَحْوَالِ الكتابِ العَزِيزِ، ويَنْحَصِرُ فِي مُقَدِّمَةٍ وخَمْسَةٍِ وخَمْسِينَ نَوْعًا).
-علم أصول التفسير، هو مأخوذ من قولهم: فسرت الشيء: إذا بينته، وسمي العلم المذكور تفسيراً، لأنه يبين القرآن ويوضحه.
-علم التفسير: علمٌ يبحَث فيه أحوالُ الكتابِ العزيزِ من جهةِ نزولِهِ وسَنَدِهِ وآدابِهِ وألفَاظِهِ ومعَانِيهِ المتعلِّقَةِ بألفَاظِهِ والمتعلِّقَةِ بالأحكامِ وغيرِ ذلكَ.



-التفسير ينقسم إلى قسمين:
_ تفسير موضوعي.
_ وتفسير تحليلي.

وكذلك ينقسم إلى :
_ تفسير إجمالي.
_ وتفسير تفصيلي.

-علم التفسير، وعلوم القرآن علم يُبحث به عن أحوال كتابنا الذي هو القرآن العزيز من جهة نزوله ونحوهِ
-ما يرجع إلى النزول زمانًا ومكانًا.
وهو يرجع إلى : مكي ولا مدني.
_ سفري ولا حضري.
_ صيفي ولا شتائي.
_ ليلي ولا نهاري.

بارك اللهُ فيكِ أختي
طريقة تلخيص دروس علوم القرآن تُشبه إلى حد كبير طريقة تلخيص دروس التفسير
بداية تستخلصين المسائل الواردة في الدرس
مثلا :
المسائل الواردة في هذا الدرس :

- حد علم التفسير عند الناظم :
- تعريف التفسير عند الجمهور :
والقصد بيان أن التفسير هو من الفسر أو الكشف ويُطلق على بيان معاني آيات القرآن
أما تعريف الناظم فهو في الحقيقة تعريف علوم القرآن
- عدد أنواع علوم القرآن المذكورة بالمنظومة :
- هل تنحصر في هذا العدد ؟
- سبب تخصيص الناظم لهذه الأنواع بالذكر:
- أبواب المنظومة

ثم تقومين بترتيبها وتحرير الأقوال التي وردت تحتها
إذا اتفق الشراح على قول واحد ، تلخصينه بأسلوبك ثم تذكرين من أورد هذا القول
إذا اختلفوا ، تعددين الأقوال مع نسبة كل قول لصاحبه
مع الاهتمام بصياغة المسائل وطريقة عرضها.


تقييم التلخيص :
الشمول : 25 / 30
الترتيب : 15 / 20
التحرير العلمي : 10 / 20
الصياغة : 10 / 15
العرض : 10 / 15
_______
= 70 %

درجة الملخص : 7 / 10


وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

هبة مجدي محمد علي 21 محرم 1436هـ/13-11-2014م 08:09 PM

حل أسئلة آداب تلاوة القرآن الكريم
 
السؤال الأول :آداب القرآن الكريم تنقسم إلى آداب واجبة ومستحبة وضح ذلك؟
الإجابة : الآداب الواجبة :
1-لا يمس المصحف إلا على طهارة فلا يمسه الجنب ولا الحائض ولا المحدث حدثا أصغر وهذا مذهب الأئمة الأربعة.
2-احترام القرآن وتكريمه وقال العلماء لو تعمد إهانة المصحف يكفر بذلك.


الآداب المستحبة :
1-السواك قبل القراءة.
2-استقبال القبلة.
3-الاعتدال في الجلسة .
4-التعوذ قبل القراءة (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)
5-البسملة قبل القراءة
6-الترتيل
7-الخشوع والبكاء.
8-السؤال عند آية السؤال والتعوذ من النار إذار ذكرها والتسبيح إذا قرأ تسبيحا.
9-سجود التلاوة عند مواضعه.
10-تحسين الصوت بالقرآن.
11-مراعاة أحكام الوقف والابتداء.
12-دعاء ختم القرآن.

السؤال الثاني: بيّن فائدة الاستعاذة عند تلاوة القرآن، وما شروط حصول أثرها؟
فائدة الاستعاذة طرد الشيطان حتى لا يشغله ولا يشوش عليه قراءته
المساعدة على العمل بالقرآن بعد أن ينهي تلاوته فيطبقه في حياته.

وهي تؤدي عملها إذا قرأها عالما بمعناها مستحضرا له خاشعا قلبه.

السؤال الثالث: ما حكم دعاء ختم القرآن؟
استحب بعض العلماء دعاء ختم القرآن واستدلوا بفعل أنس رضي الله عنه وكان يجمع أهله ويدعو فهي من مواضع الدعاء

والله أعلم



هبة مجدي محمد علي 22 محرم 1436هـ/14-11-2014م 02:04 AM

تلخيص درس الغريب والمعرب من منظومة الزمزمي
 
بسم الله وبه نستعين


ما يرجع إلى الألفاظ، وهي سبعة أنواع

النوع الأول والثاني: الغريب والمعرب


المقاصد الفرعية للباب:

1-معنى الغريب والترهيب من تفسيره بغير علم
2-المصنفات في الغريب
3-معنى المعرب وأمثلة عليه
4-ذكر الخلاف في وقوعه في القرآن

تلخيص المسائل في الباب:


1-معنى الغريب والترهيب من تفسيره بغير علم :

- الغريب :فهو معنى الألفاظ التي يحتاج إلى البحث عنها في اللغة، ومرجعه النقل.
-الغريب وسيلة لكل من يريد أن يفهم النصوص من الكتاب والسنة.
-الترهيب من تفسير الغريب بغير علم : قال الإمام أحمد حين سئل عن مسألة في الغريب: سلوا أهل الغريب كما سئل الأصمعي عن مسألة فقال : أنالا أفسر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2-المصنفات في الغريب

-غريب القرآن لابن قتيبة وغريب القرآن للهروي ،ومنها: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ،ومنها :غريب القرآن وهو مختصر جداً لابن عزيز السجستاني .

3-معنى المعرب وأمثلة عليه

-المعرب بتشديد الراء المفتوحة فهو لفظ استعملته العرب في معنى وضع له غير لغتهم.
-وفيه المعرب للجواليقي من أنفس ما كتب في هذا الباب .
-كالمشكاة للكوة بالحبشية والكفل للضعف بها والأواه الرحيم والقسطاس العدل بالرومية الإستبرق والسندس والسلسبيل وكافور وناشية الليل وغيرها .

4-ذكر الخلاف في وقوعه في القرآن

1-قال الجمهور أنه غير واقع في القرآن وسلكوا مسلكين في الكلمات المعرب : الأول :قالوا إن هذه مما توافقت فيه اللغات جمهور كالشافعي وابن جرير وغيرهم من جمع وفير من أهل العلم .
الثاني :قال أبو عبيد القاسم بن سلام: أن هذه الأحرف أصولها أعجمية، كما قال الفقهاء، ولكنها وقعت للعرب، فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال إنها أعجمية فصادق.
ومال إلى هذا القول الجواليقى وابن الجوزي وآخرون،
2-الرأي الثاني قال بوجود المعرب في القرآن وقالوا أنه ألفاظ قليلة لا تخرجه عن كونه عربيا .

والله أعلم

هيئة التصحيح 5 23 محرم 1436هـ/15-11-2014م 01:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 139057)
القرآن في اللغة
مصدر قرأ بمعني تلا، أو بمعني جمع

فعلى المعني الأول (تلا) يكون مصدراً بمعني اسم المفعول؛ أي بمعني متلوّ،
وعلى المعني الثاني: (جمع) يكون مصدراً بمعني اسم الفاعل؛ أي بمعني جامع لجمعه الأخبار والأحكام.

والقرآن في الشرع: كلام الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس. قال تعالى: {إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلاً} [الإنسان: 23] وقال: {إنّا أنزلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون} [يوسف: 2].

وقد وصفه الله تعالى بأوصاف كثيرة، تدل على عظمته وبركته وتأثيره وشموله، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب.
قال الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} [الحجر: 87] {والقرآن المجيد} [ق: الآية 1] ، وقال تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب} [ص: 29] ،{وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم ترحمون} [الأنعام: 155] ،{إنّه لقرآنٌ كريمٌ} [الواقعة: 77] ،{إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم} [الإسراء: الآية 9] وقال تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية اللّه وتلك الأمثال نضربها للنّاس لعلّهم يتفكّرون} [الحشر: 21]

والقرآن الكريم مصدر الشريعة الإسلامية التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس، قال الله تعالى: {تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً} [الفرقان: 1] {كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم إلى صراط العزيز الحميد (1) اللّه الّذي له ما في السّماوات وما في الأرض وويلٌ للكافرين من عذابٍ شديدٍ (2) }[إبراهيم: 1-2].

هذا والسنة أيضا مصدر تشريع كما هو معلوم .

نزول القرآن

نزل القرآن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} [القدر: 1]. {إنّا أنزلناه في ليلةٍ مباركةٍ إنّا كنّا منذرين (3) فيها يفرق كلّ أمرٍ حكيمٍ (4) }

وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم،

والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، جبريل أحد الملائكة المقربين الكرام، قال الله تعالى عن القرآن: {وإنّه لتنزيل ربّ العالمين (192) نزل به الرّوح الأمين (193) على قلبك لتكون من المنذرين (194) بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ (195) } [الشعراء: 192- 19].
وقد جاء في القرآن الثناء على جبريل عليه السلام قال الله تعالى: {إنّه لقول رسولٍ كريمٍ " (19) ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ (20) مطاعٍ ثمّ أمين (21) } [التكوير: 19- 21]،وقال: {علّمه شديد القوى (5) ذو مرّةٍ فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7) } [لنجم: 5-7]، وقال: {قل نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ ليثبّت الّذين آمنوا وهدىً وبشرى للمسلمين} [النحل: 102]

أول ما نزل من القرآن

أول ما نزل من القرآن على وجه الإطلاق قطعا ً الآيات الخمس الأولي من سورة العلق، وهي قوله تعالى: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1) خلق الإنسان من علقٍ (2) اقرأ وربّك الأكرم (3) الّذي علّم بالقلم (4) علّم الإنسان ما لم يعلم (5) } [العلق: 1- 5] ، ثم فتر الوحي مدة، ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثر وهي قوله تعالى: {يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5)} [المدثر: 1-5] .
ففي الصحيحين -صحيح البخاري ومسلم- عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت: حتى جاءه الحق ٌّ، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ (يعني لست أعرف القراءة) فذكر الحديث، وفيه ثم قال: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1)} إلى قوله: {علّم الإنسان ما لم يعلم (5)} [العلق: 1- 5]،وفيهما عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي: "بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء...." فذكر الحديث، وفيه، فأنزل الله تعالى:{يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) }إلى {والرّجز فاهجر (5)}[المدثر: 1-5].
وثمت آيات يقال فيها: أول ما نزل، والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معين، فتكون أولية مقيدة مثل: حديث جابر رضي الله عنه في الصحيحين أن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر: {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1]

فهذه الأولية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو أول ما نزل في شأن الرسالة؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله: {قم فأنذر} [المدثر: 2]، ولهذا قال أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ ب {اقرأ} [العلق: 1] وأرسل ب {يا أيّها المدّثّر} [المدثر: 1].

نزول القرآن ابتدائي وسببي

ينقسم نزول القران إلى قسمين:
الأول: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القران، ومنه قوله تعالى: {ومنهم من عاهد اللّه لئن آتانا من فضله لنصّدّقنّ ولنكوننّ من الصّالحين}[التوبة: 75] الآيات فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين، وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة ابن حاطب في قصة طويلة، ذكرها كثير من المفسرين، وروجها كثير من الوعاظ، فضعيف لا صحة له.

القسم الثاني: سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه، والسبب:
أ - إما سؤال يجيب الله عنه مثل {يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنّاس والحجّ}[البقرة: الآية 189].
ب - أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: {ولئن سألتهم ليقولنّ إنّما كنّا نخوض ونلعب} [التوبة: الآية 65] الآيتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن فجاء الرجل يعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه {أباللّه وآياته ورسوله كنتم تستهزئون}[التوبة: الآية 65].
ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل: {قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ} [المجادلة: 1] ). [أصول في التفسير: 8 - 14 ]

شكر الله لك ، لكنك نسخت الكلام دون تحرير وترتيب للمسائل ، والمقصد من التلخيص صوغ المسائل وترتيبها وتحريرها علميا
مثلا: تُعنوني للمسائل هكذا
- معنى القرآن لغة واصطلاحا:
ثم تذكرين التعريف
- أوصاف القرآن
ثم تذكرين الأوصاف والشاهد على كل وصف
وهكذا

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10/ 15 ( أوردت ما في الكتاب كما هو نسخًا دون صياغة المسائل وعنونتها )
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15/ 15

الدرجة النهائية:
9.5
وفقك الله وسددك

هيئة التصحيح 5 23 محرم 1436هـ/15-11-2014م 01:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 141931)
موهم التعارض في القرآن


التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى، مثل أن تكون إحداهما مثبته لشيء والأخرى نافية فيه.
ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري، لأنه يلزم كون إحداهما كذبا، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى، قال الله تعالى:{ومن أصدق من اللّه حديثاً} [النساء: الآية 87]

ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حكمي؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة للأولى قال الله تعالى: {ما ننسخ من آيةٍ أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها} [البقرة: الآية 106] وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة.
وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك، فحاول الجمع بينهما، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف، وتكل الأمر إلى عالمه.
ومن أجمع ما رأيت في هذا الموضوع كتاب ( دفع إيهام الاضطراب عن أي الكتاب ) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى.

أمثلة للتعارض :


فمن أمثلة ذلك قوله تعالى في القرآن: {هدىً للمتّقين} [البقرة: الآية 2] وقوله فيه: {شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدىً للنّاس} [البقرة: الآية 185] فجعل هداية القرآن في الآية الأولى خاصة بالمتقين، وفي الثانية عامة للناس، والجمع بينهما أن الهداية في الأولى هداية التوفيق والانتفاع، والهداية في الثانية هداية التبيان والإرشاد.
ونظير هاتين الآيتين، قوله تعالى في الرسول صلى الله عليه وسلم: {إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ اللّه يهدي من يشاء} [القصص: 56] وقوله فيه {وإنّك لتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ} [الشورى: الآية 52] فالأولى هداية التوفيق والثانية هداية التبيين.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:{شهد اللّه أنّه لا إله إلّا هو والملائكة وأولو العلم} [آل عمران: الآية 18] وقوله: {وما من إلهٍ إلّا اللّه} [آل عمران: الآية 62] وقوله:{فلا تدع مع اللّه إلهاً آخر فتكون من المعذّبين} [الشعراء: 213] وقوله: {فما أغنت عنهم آلهتهم الّتي يدعون من دون اللّه من شيءٍ لمّا جاء أمر ربّك وما زادوهم غير تتبيبٍ} [هود: الآية 101] ففي الآيتين الأوليين نفي الألوهية عما سوى الله تعالى وفي الأخريين إثبات الألوهية لغيره.
والجمع بين ذلك أن الألوهية الخاصة بالله عز وجل هي الألوهية الحق، وأن المثبتة لغيره هي الألوهية الباطلة؛ لقوله تعالى:{ذلك بأنّ اللّه هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه هو الباطل وأنّ اللّه هو العليّ الكبير} [الحج: 62].
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: {قل إنّ اللّه لا يأمر بالفحشاء} [لأعراف: الآية 28] وقوله: {وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القول فدمّرناها تدميراً} [الإسراء: 16] ففي الآية الأولى نفي أن يأمر الله تعالى بالفحشاء، وظاهر الثانية أن الله تعالى يأمر بما هو فسق.
والجمع بينهما أن الأمر في الآية الأولى هو الأمر الشرعي، والله تعالى لا يأمر شرعا بالفحشاء لقوله تعالى: {إنّ اللّه يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون} [النحل: 90] والأمر في الآية الثانية هو الأمر الكوني، والله تعالى يأمر كونا بما شاء حسب ما تقتضيه حكمته لقوله تعالى:{إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} [يّس: 82).


شكر الله لك ، لكنك نسخت الكلام كما هو دون تحرير وترتيب للمسائل ، والمقصد من التلخيص صوغ المسائل وترتيبها وتحريرها علميا

التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10/ 15 ( أوردتِ ما في الكتاب كما هو نسخًا دون صياغة المسائل وعنونتها )
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10/ 15

الدرجة النهائية:
10/9
وفقك الله وسددك

صفية الشقيفي 27 محرم 1436هـ/19-11-2014م 10:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 150708)
بسم الله وبه نستعين


ما يرجع إلى الألفاظ، وهي سبعة أنواع

النوع الأول والثاني: الغريب والمعرب


المقاصد الفرعية للباب: ( مسائل الموضوع ) فالهدف هنا ليس استخراج للمقاصد أو تلخيص مسائل موضوع واحد.

1-معنى الغريب والترهيب من تفسيره بغير علم [ لو فصلتِ كل منهما في مسألة كان أفضل ]
2-المصنفات في الغريب
3-معنى المعرب وأمثلة عليه
4-ذكر الخلاف في وقوعه في القرآن

تلخيص المسائل في الباب:


1-معنى الغريب والترهيب من تفسيره بغير علم :

- الغريب :فهو معنى الألفاظ التي يحتاج إلى البحث عنها في اللغة، ومرجعه النقل.
-الغريب وسيلة لكل من يريد أن يفهم النصوص من الكتاب والسنة. [ أهمية معرفة الغريب لطالب العلم ]
-الترهيب من تفسير الغريب بغير علم : قال الإمام أحمد حين سئل عن مسألة في الغريب: سلوا أهل الغريب كما سئل الأصمعي عن مسألة فقال : أنالا أفسر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2-المصنفات في الغريب

-غريب القرآن لابن قتيبة وغريب القرآن للهروي ،ومنها: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ،ومنها :غريب القرآن وهو مختصر جداً لابن عزيز السجستاني .

3-معنى المعرب وأمثلة عليه

-المعرب بتشديد الراء المفتوحة فهو لفظ استعملته العرب في معنى وضع له غير لغتهم.
-وفيه المعرب للجواليقي من أنفس ما كتب في هذا الباب . [ المصنفات في المُعرَّب ]
-كالمشكاة للكوة بالحبشية والكفل للضعف بها والأواه الرحيم والقسطاس العدل بالرومية الإستبرق والسندس والسلسبيل وكافور وناشية الليل وغيرها .

4-ذكر الخلاف في وقوعه في القرآن

1-قال الجمهور أنه غير واقع في القرآن وسلكوا مسلكين في الكلمات المعرب : الأول :قالوا إن هذه مما توافقت فيه اللغات جمهور كالشافعي وابن جرير وغيرهم من جمع وفير من أهل العلم .
الثاني :قال أبو عبيد القاسم بن سلام: أن هذه الأحرف أصولها أعجمية، كما قال الفقهاء، ولكنها وقعت للعرب، فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال إنها أعجمية فصادق.
ومال إلى هذا القول الجواليقى وابن الجوزي وآخرون،
2-الرأي الثاني قال بوجود المعرب في القرآن وقالوا أنه ألفاظ قليلة لا تخرجه عن كونه عربيا .

والله أعلم

أحسنتِ جدًا أختي الفاضلة زادكِ ربي من فضله
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) :15 / 15
___________________
= 98 %
درجة الملخص = 10 / 10

هبة مجدي محمد علي 19 صفر 1436هـ/11-12-2014م 02:20 AM

إجابة أسئلة دورة تاريخ علم التفسير
 

السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
القرآن بالقرآن

النوع الثاني:

بالحديث القدسي

النوع الثالث:

مايخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالوحي


(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:..........مابيانه تلاوته...................... ومثاله:
الحديث الذي ورد فيه قراءة آيات سورة فصلت ردا على عتبة بن الربيعة.
النوع الثاني: ...........تفصيله في السنة والعمل به وكونه يجيب عن إشكال في فهم الصحابة أو يبتديء هو ببيان مراد الله تعالى مما لايدرك بدلالة اللغة ولا يدرك إلا بوحي
ومثاله: "من حوسب عذب"فقالت عائشة رضي الله عنها :أوليس يقول الله تعالى قال" إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب هلك"
و
.................... ومثاله:
ومنها إقامة الصلاة بيانا للأمر بإقامتها في القرآن وإيتاء الزكاة
(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - 1 – عطاء بن ابي رباح
2- مجاهد بن جبر
3- طاووس بن كيسان


(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- محمدبن كعب القرظي
3- نوف البكاري


(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري
2: البحر المحيط في التفسير، أبو حيان
3: تفسير القرآن العظيم، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي
السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
لا يتضمن معنى باطل يخالف الكتاب والسنة والإجماع

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1-يفسر الآيات إبتداءا
2-كونه يجيب عن إشكال في فهم الصحابة
3-الحاق حكم بمعنى الآية ونحو ذلك تفسيره للغاسق انه القمر وأمر عائشة رضي الله عنها أن تتعوذ بالله منه


3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟

وحمل هذا ان المراد به كتب مخصوصة في هذه المواضيع لزيادات القصاص فيها وقلة العناية بالاسانيد ومنها كتاب الكلبي
وقد قال عنه احمد :من اوله لاخره كذب فسئل عن النظر فيه فقال لا
فمحمول على ماكان مشهورا في عهده مماكان فيه ضعف وزيادات وروايات ساقطة
ولا يعني انه لا يوجد سند صحيح لاحاديث في هذه العلوم الثلاثة

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
-كتب أهل البدع في التفسير وأهل الأهواء لذلك ظهرت المرويات الباطلة

السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
-كان الصحابة يقرؤون من بعدهم من التابعين القرآن وكانوا قراء علماء مفسرين وفقهاء
الصحابة أدرى بلغة العرب وأعلم ممن بعدهم بها
الصحابة عاصروا نزول الآيات
الصحابة رباهم النبي صلى الله عليه وسلم وزكاهم وعلمهم


2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كان يسأل بعضهم بعضا ما أشكل عليهم
وأحيانا يطرح الصحابي سؤالا ويجيب الحضور ويبين لهم خطأ أو صواب إجابتهم وقد ثبت هذا عن أبي بكر وحذيفة رضي الله عنهم


3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قتادة السنوسي –عمرو بن شراحبيل –عبيدة السلماني –الأسود -مسروق

السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.


السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
ذكر الأسانيد وجمع الأقوال في الآيات
(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
كان بارعا في أصول التفسير وليس متعصبا كغيره من الأشعرية
(3) معاني القرآن للزجاج.
الإهتمام باللغة
(4) تفسير الثعلبي.
-وهو يلقب بالأستاذ المفسر وقد نقل عنه الواحدي وغيره وتكمن أهميته في كثرة الكتب التي نقلت عنه وفي أنه نقل عن كتب كثيرة منهامن لم يصل إلينا
(5) أضواء البيان للشنقيطي
تعليقات مهمة على التفسير

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
الإعتزال وسلاطة اللسان على أهل السنة
(2) التفسير الكبير للرازي.
المذهب الأشعري
(3) النكت والعيون للماوردي.
أخطا الماواردي في نسبة بعض التفاسير إلى أصحابها
-بعد الموادري ابن الجوزي والرازي وابن عطية ينسبون قول خطأ لابن عباس بسبب الماواردي
وهو أيضا أحيانا يذكر أوجه في التفسير فيها تكلف وبعد

(4) تفسير الثعلبي.
كثرة الموضوعات والأحاديث الصعيفة والإسرائيليات دون تمييز
(5) تنوير المقباس.

رواية السدي عن الكلبي وهي ضعيفة
والله أعلم

هبة مجدي محمد علي 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م 01:40 AM

أسئلة آداب التلاوة
 
س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.

1-وجوب الإخلاص في القرآن : عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار )
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه))
قالَ جلالُ الدينِ السيوطيُّ (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال). [التحبير في علم التفسير:317-322]
2-ذم من يتعجّل أجر تلاوته
دخل النبي صلى الله عليه و سلم المسجد فإذا فيه قوم يقرؤون القرآن قال: «اقرؤوا القرآن وابتغوا به الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه» ). [مسند الإمام أحمد:3/357]
3-ذم التأكل بالقرآن والمباهاة به
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل)).) [فضائل القرآن:] (م)
وقال الحسن: "قراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم، واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم، واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء. والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر". ). [جمال القراء:1/106] (م)
4-ذم سؤال الناس بالقرآن
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ((من قرأ القرآن فليسأل اللّه به , فإنّه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس))
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به أو تستكبروا به)) قد شك أبو عبيد). [فضائل القرآن:](م)
5-الآثار الواردة عن السلف في النهي عن التأكل بالقرآن
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا مروان بن معاوية، عن أبي يعفور العامري، عن أبي ثابت، عن أم رجاء الأشجعية، عن عبد الله بن مسعود، قال: "سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن, فإذا سألوكم فلا تعطوهم" ). [فضائل القرآن:](م)


س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟


1-قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ العَرَبِيِّ (ت: 543 هـ): (قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}: قَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِن الشَّاهِدِينَ)).
2-قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):(ومنها أنه إذا قرأ قول الله عز وجل: {وقالت اليهود عزير ابن الله}، {وقالت النصاري المسيح ابن الله}، {وقالت اليهود يد الله مغلولة}، {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا}، ونحو ذلك من الآيات ينبغي أن يخفض بها صوته كذا كان إبراهيم النخعي رضي الله عنه يفعل.
3-وعن ابن عباس رضي الله عنهما وابن الزبير وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا قرأ أحدهم سبح اسم ربك الأعلى قال سبحان ربي الأعلى.
4-قال منصور بن يونس بن إدريس البهوتي(ت: 1051) : (وَلِمُصَلٍّ قَوْلُ : سُبْحَانَكَ ، فَبَلَى إذَا قَرَأَ { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } نَصًّا ، فَرْضًا كَانَتْ أَوْ نَفْلًا ؛ لِلْخَبَرِ ؛ وَأَمَّا { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ؟ } فَفِي الْخَبَرِ فِيهَا نَظَرٌ ، ذَكَرَهُ فِي الْفُرُوعِ "). [شرح المنتهى 1/206]
5-أخر عمر بن الخطاب كرم الله وجهه العشاء الآخرة فصليت، ودخل فكان في ظهري، فقرأت: {والذاريات ذروا}, حتى أتيت على قوله: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}, فرفع صوته حتى ملأ المسجد: (أشهد) ).[فضائل القرآن: ]
6-عبد الله بن مسعود، سمع رجلا قرأ: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}, فقال: إي وعزتك، فجعلته سميعا بصيرا، وحيا وميتا.) [فضائل القرآن: ]
7-عن ابن عباس، أنه قرأ في الصلاة: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}, فقال: سبحانك وبلى). [فضائل القرآن: ]
8-قال أبو هريرة: من قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} , فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}فليقل: بلى، وإذا قرأ والمرسلات فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها:{فبأي حديث بعده يؤمنون}, فليقل: آمنت بالله وما أنزل،ومن قرأ والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: {أليس الله بأحكم الحاكمين}, فليقل: بلى). [فضائل القرآن: ]


س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟


قال النَّوَوِيُّ
إذا كان يقرأ ماشيا فمر على قوم يستحب أن يقطع القراءة ويسلم عليهم ثم يرجع إلى القراءة ولو أعاد التعوذ كان حسنا ولو كان يقرأ جالسا فمر عليه غيره فقد قال الإمام أبو الحسن الواحدي الأولى ترك السلام على القارئ لاشتغاله بالتلاوة، قال فإن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ فقد قال أصحابنا إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:121- 122]

هبة مجدي محمد علي 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م 02:26 AM

فهرسة موضوع واحد من آداب التلاوة
 
الأدب مع القرآن


العناصر الرئيسية:
1-الخطأ في القرآن
2-كراهية قول قرأت سورة كذا حتى أدبرتها
3-لايقول سورة قصيرة ولا خفيفة ولا يسيرة
4-فيمن رخص في قول سورة قصيرة
5-الأدب في كتابة القرآن
6-لايمحى القرآن بما يوهم الإمتهان له
7-لايتذلل صاحب القرآن لذوي السلطان
8-لايقرأ القرآن لعارض من أمر من الدنيا
9-النصيحة للقرآن
10-في كراهة قول قرأت القرآن كله والمفصل


1-الخطأ في القرآن
قال عبد الله بن مسعود " ليس الخطأ أن يدخل بعض السورة في الأخرى ، ولا أن يختم الآية بحكيم عليم ، أو عليم حكيم ، أو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن يجعل فيه ما ليس منه، أو أن يختم آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة "


2-كراهية قول قرأت سورة كذا حتى أدبرتها

صحب رجل أم الدرداء , فقالت له: "هل تحسن من القرآن شيئا ؟"
قال: ما أحسن إلا سورة، ولقد قرأتها حتى أدبرتها.
قال: فقالت: "وإن القرآن ليدبر ؟" ، فكفت دابتها، وقالت:"خذ أي طريق شئت")


3-لايقول سورة قصيرة ولا يسيرة

قال رجل لأبي العالية: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال: " أنت أصغر منها وألم، القرآن كله عظيم"). [فضائل القران](م)
-قال خالد الحذاء لابن سيرين: سورة خفيفة. قال ابن سيرين: "من أين تكون خفيفة والله تعالى يقول: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}، ولكن قل: يسيرة، فإن الله تعالى يقول: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}").
-عن ابن سيرين قال: (لا تقل سورة قصيرة، ولا سورة خفيفة، قال فكيف أقول ؟ قال: سورة يسيرة ؛ فإن الله تبارك وتعالى قال: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مّدّكرٍ} ولا تقل خفيفة ؛ فإن الله قال {سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}).

4-فيمن رخص في قول سورة قصيرة

-عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في الفجر بأوّل المفصّل، فقرأ ذات يومٍ بقصار المفصّل، فقيل له، فقال: ((إنّي سمعت بكاء صبيٍّ، فأحببت أن أفرغ له أمّه))
-عن البراء بن عازبٍ قال: (صلّى بنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم صلاة الصّبح فقرأ بأقصر سورتين في القرآن)، فلمّا فرغ أقبل علينا بوجهه فقال: ((إنّما عجّلت لتفرغ أمّ الصّبيّ إلى صبيّها)) .
-(كان عمر يغلّس بالفجر وينوّر، ويقرأ سورة يوسف ويونس ومن قصار المثاني المفصّل).
-كتب عمر رضي اللّه عنه إلى أبي موسى الأشعريّ (أن اقرأ في المغرب بقصار المفصّل، وفي العشاء بوسط المفصّل، وفي الفجر بطوال المفصّل).
-عن عمرو بن ميمونٍ قال: (مّا طعن عمر كادت الشّمس أن تطلع، فقدّموا عبد الرّحمن بن عوفٍ، فأمّهم بأقصر سورتين في القرآن: (النّصر) إذا جاء نصر اللّه والفتح، و (الكوثر) إنّا أعطيناك الكوثر).
-عن ابن عمر قال: ذكر عنده المفصّل فقال: ( وأيّ القرآن ليس بمفصّلٍ؟ ولكن قولوا: قصار السّور، وصغار السّور).


5-الأدب في كتابة القرآن

-«نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يكتب القرآن على الأرض»). [الإبانة الكبرى: 5/ 323]
-مرّ عمر بن عبد العزيز على رجلٍ قد كتب في الأرض، يعني قرآنًا أو شيئًا من ذكر اللّه، فقال: «لعن اللّه من كتبه، ضعوا كتاب اللّه مواضعه»). [الإبانة الكبرى: 5/ 324]
-قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تكتبوا القرآن إلّا في شيءٍ طاهرٍ»
قال: وسمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ). [الإبانة الكبرى: 5/ 325]


6-لايمحى القرآن بما يوهم الإمتهان له

-"عن خمسةٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى أن يمحى اسم اللّه بالبصاق "). [الإبانة الكبرى: 5/ 325]
- عن مجاهدٍ، قال: «كانوا يكرهون أن يمحى اسم اللّه بالرّيق»). [الإبانة الكبرى: 5/ 326]
-قال سليمان بن حربٍ: رأيت ابن المبارك يغسل ألواحه بالماء لا يمحوها بريقه ").[الإبانة الكبرى: 5/ 326]
-قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (قال: وسألت ابن المبارك عن الألواح يكون فيها مكتوب القرآن، أيكره أن يمحوه الرّجل برجله؟
قال: نعم، قال: ليمحه بالماء، ثمّ يضربه برجله ").
[الإبانة الكبرى: 5/ 327]
-قال حرب بن إسماعيل، قال: قلت لإسحاق بن راهويه: الصّبيّ يكتب القرآن على اللّوح، أيمحوه بالبزاق؟
قال: «يمحوه بالماء، ولا يعجبني أن يبزق عليه»، وكره أن يمحوه بالبزاق). [الإبانة الكبرى: 5/ 328] (م)
-قال بشر«أكره أن يمحو الصّبيان، ألواحهم بأرجلهم في الكتّاب، وينبغي للمعلّم أن يؤدّبهم على هذا»).[الإبانة الكبرى: 5/ 328] (م)
-عن ابن عبّاسٍ، أنّه رأى رجلًا يمحو لوحًا برجله، فنهاه وقال ابن عبّاسٍ: «لا تمح القرآن برجلك» فلو كان حكاية القرآن لما نهاه، أو قال: إنّ هذا حكاية القرآن، فلا تمحه.). [الإبانة الكبرى: 5/ 321-322] ]

[color="navy"7-لايتذلل صاحب القرآن لذوي السلطان
][/color]
( قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له لو أتيته فكلمته فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك). [جمال القراء:1/105]

8-لايقرأ القرآن لعارض من أمر من الدنيا

-قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال أبو عبيد: وحدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا. قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة فتأتيه من غير طلبه، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى}. وهذا من الاستخفاف بالقرآن.
-حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كان يكره أن يقرأ القرآن يعرض من أمر الدّنيا).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/515]


9-النصيحة للقرآن

ثبت في صحيح مسلم رضي الله عنه عن تميم الداري رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن. قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).


10-في كراهة قول قرأت القرآن كله والمفصل

-(حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال حدّثنا أيّوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّه كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كلّه).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/509]
- عن نافعٍ، أن ابن عمر كره أن يقول: المفصّل، ويقول: (القرآن كلّه مفصّلٌ، ولكن قولوا: قصار القرآن).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/510]
-عن ابن عمر، قال: (سألني عمر، كم معك من القرآن ؟ قلت: عشر سورٍ، فقال لعبيد الله بن عمر: كم معك من القرآن ؟ قال: سورةٌ، قال عبد الله: فلم ينهنا ولم يأمرنا غير، أنّه قال: فإن كنتم متعلّمين منه بشيءٍ فعليكم بهذا المفصّل فإنّه أحفظ).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/510]


11-من كره أن يقول إذا قرأ القرآن: ليس كذا


- كان أبو العالية يقرئ النّاس القرآن، فإذا أراد أن يغيّر على الرجل لم يقل: ليس كذا وكذا، ولكنّه يقول: اقرأ آية كذا، فذكرته لإبراهيم فقال: أظنّ صاحبكم قد سمع، أنّه من كفر بحرفٍ منه، فقد كفر به كلّه).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/513]

-عن علقمة، قال: أمسكت على عبد الله في المصحف فقال: كيف رأيت ؟ قلت: قرأتها كما هي في المصحف إلاّ حرف كذا قرأته كذا وكذا.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

-(حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الأعمش، قال: كنت أقرأ على إبراهيم فإذا مررت بحرفٍ ينكره لم يقل لي: ليس كذا وكذا، ويقول: كان علقمة يقرأه كذا وكذا.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

-قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا إسحاق الأزرق، عن الأعمش، قال: قال لي إبراهيم: إنّ إبراهيم التّيميّ يريد أن تقرئه قراءة عبد الله، قلت: لا أستطيع، قال: بلى، فإنّه قد أراد ذاك، قال: فلمّا رأيته قد هوي ذاك، قلت: فيكون هذا بمحضرٍ منك فنتذاكر حروف عبد الله فقال: اكفني هذا، قلت: وما تكره من هذا ؟ قال أكره أن أقول لشيءٍ هو هكذا، وليس هو هكذا، أو أقول فيها واوٌ وليس فيها واوٌ.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

-قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حفصٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: سأل رجلٌ ابن مسعودٍ: {والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم} فجعل الرّجل يقول: ذرّياتهم، فجعل الرّجل يردّدها ويردّدها، ولا يقول: ليس كذا.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

هبة مجدي محمد علي 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م 03:02 AM

إجابة أسئلة فهرسة أحكام المصحف
 
1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
المصحف
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي(ت170هـ): (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة
قال أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت: 676هـ): (وفي المصحف ثلاث لغات ضم الميم وكسرها وفتحها فالضم والكسر مشهورتان والفتح ذكرها أبو جعفر النحاس وغيره). [التبيان في آداب حملة القرآن: 1 / 187 ]
قال جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقى (ت: 711هـ): (والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الْجَامِعُ للصُّحُف الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ، وَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَمِيمٌ تَكْسِرُهَا وَقَيْسٌ تَضُمُّهَا، وَلَمْ يَذْكُرْ مَنْ يَفْتَحُهَا وَلَا أَنها تُفْتَحُ إِنَّمَا ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، قَالَ الأَزهري: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُصْحَفُ مُصْحَفًا لأَنه أُصحِف أَي جُعِلَ جَامِعًا لِلصُّحُفِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كَمَا يُقَالُ مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ مُصْحف مِنْ أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فِيهِ الصُّحُفُ وأُطْرِفَ جُعِلَ فِي طَرَفَيْه العَلَمان، اسْتَثْقَلَتِ الْعَرَبُ الضَّمَّةَ فِي حُرُوفٍ فَكَسَرَتِ الْمِيمَ، وأَصلها الضَّمُّ، فَمَنْ ضَمَّ جَاءَ بِهِ عَلَى أَصله، وَمَنْ كَسَرَهُ فَلِاسْتِثْقَالِهِ الضَّمَّةَ، وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي المُغْزَل مِغْزَلا، والأَصل مُغْزَلٌ مِنْ أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ، والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَمِيمٌ تَقُولُ المِغْزلُ والمِطْرفُ والمِصْحَفُ، وَقَيْسٌ تَقُولُ المُطْرَفُ والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أُصحِفَ جُمِعَتْ فِيهِ الصُّحُف، وأُطْرِفَ جُعِل فِي طَرَفَيْهِ عَلَمَانِ، وأُجْسِدَ أَي أُلْزِقَ بالجَسد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أُلْصِقَ بالجِسادِ وَهُوَ الزَّعْفرانُ). [لسان العرب: 9 / 186 ]


الرَّصيع:
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370ه): (الرَصِيع: زِرّ عُرْوة الْمُصحف). [تهذيب اللغة:2 / 16]

الرَّبعة
قال الفيروزآبادى (والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، وهذه مُوَلَّدَةٌ كأنها مأخوذَةٌ من الأولَى). [القاموس المحيط: 1 / 719]

2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟

قال النَّوَوِيُّ (أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه قال أصحابنا وغيرهم ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا). [التبيان في آداب حملة القرآن: 191]
قال أحمد بن عبد الحليم ابن تيميّة الحراني (اتفق المسلمون على أن من استخف بالمصحف، مثل أن يلقيه في الحش أو يركضه برجله، إهانة له، أنه كافر مباح الدم). [مجموع الفتاوى:8/ 425]

3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟

قال إبراهيم: "أنه كان يكره أن يكتب، المصحف بذهب"قال: "وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن"). [فضائل القرآن : ](م)

قالَ الزَّرْكَشِيُّ
وإذا احتيج لتعطيل بعض أوراق المصحف لبلاء ونحوه فلا يجوز وضعه في شق أو غيره ليحفظ لأنه قد يسقط ويوطأ ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقه الكلم وفي ذلك إزراء بالمكتوب كذا قاله الحليمي قال: وله غسلها بالماء وإن أحرقها بالنار فلا بأس أحرق عثمان مصاحف فيها آيات وقراءات منسوخة ولم ينكر عليه.
وذكر غيره أن الإحراق أولى من الغسل لأن الغسالة قد تقع على الأرض وجزم القاضي الحسين في تعليقه بامتناع الإحراق وأنه خلاف الاحترام والنووي بالكراهة فحصل ثلاثة أوجه.
وفي الواقعات من كتب الحنفية أن المصحف إذا بلى لا يحرق بل تحفر له في الأرض ويدفن.
ونقل عن الإمام أحمد أيضا وقد يتوقف فيه لتعرضه للوطء بالأقدام).[البرهان في علوم القرآن:1/449-480]
- وجزم القاضي حسين في تعليقه بامتناع الإحراق لأنه خلاف الاحترام، والنووي بالكراهة.
- وفي بعض كتب الحنفية أن المصحف إذا بلي لا يحرق بل يحفر له في الأرض، ويدفن. وفيه وقفة لتعرضه للوطء بالأقدام.

هبة مجدي محمد علي 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م 03:51 AM

فهرسة موضوع تزيين المصحف
 
العناصر الرئيسية

1-الآثار في جواز تزيين المصحف:
-تزيينه بالفضة
-تزيينه بالذهب
2-الآثار الواردة في كراهة تزيينه
3-تحرير المسألة
4-تمويه المصحف بالنقدين
5-زكاة حلية المصحف
1-الآثار في جواز تزيين المصحف:


-تزيينه بالفضة

-أثر حبيب: (رأيت على مصحف ابن عباس مسامير فضة)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا قيس، عن حبيب، قال: رأيت على مصحف ابن عباس مسامير فضة). [فضائل القرآن:]
-قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (من رخّص في حلية المصحف.
حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: أتيت عبد الرّحمن بن أبي ليلى بتبرٍ فقال: هل عسيت أن تحلّي به مصحفًا).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/547]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدثنا عبد الله بن محمّد بن يحيى الضّعيف، حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: كان لابن أبي ليلى بيتٌ تجتمع إليه فيه القرّاء وفيه مصاحف، فأتيته ذات يومٍ ومعي تبرةٌ، فقال: (ما تصنع بهذا؟ أتحلّي به سيفك؟) قلت: لا قال: أتحلّي به مصحفك؟ قلت: لا، أردت أن أجعله حليًّا لابنتي قال: عسيت أن يجعلها أجراسًا فإنّها تكره) ). [المصاحف: 342]
-أثر بن سيرين: (أنه كان لا يرى بأسا بأن يزين المصحف ويحلى)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا يحيى بن سعيد، ومعاذ، عن ابن عون، عن ابن سيرين أنه كان لا يرى بأسا بأن يزين المصحف ويحلى).[فضائل القرآن:؟؟]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا معاذٌ، عن ابن عونٍ، عن محمّدٍ، قال: لا بأس أن يحلّى المصحف). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/547]
-أثر عبد الله: (...كان يحبّ أن يزيّن المصحف...)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (وقد رخّص في تحلية المصاحف
حدّثنا هارون بن سليمان، حدّثنا روحٌ، أخبرنا ابن عونٍ، عن عبد اللّه، أنّه كان يسأل عن حلية المصاحف، فيقول: (لا أعلم به بأسًا، وكان يحبّ أن يزيّن المصحف، ويجاد علاقته وصنعته وكلّ شيءٍ من أمره)). [المصاحف: 344]
-أثر مالك بن أبي عامر الأصبحي: (حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان وأنهم فضضوا المصاحف على هذا)
-قال الوليد بن مسلم : سألت مالكا عن تفضيض المصاحف فأخرج إلينا مصحفا؛ فقال: حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه وأنهم فضضوا المصاحف على هذا ونحوه.ذكره الزركشي ورواه عن البيهقي بسنده
-قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ
يجوز تحليته بالفضة إكراما له على الصحيح أخرج البيهقي عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالكا عن تفضيض المصاحف، فأخرج إلينا مصحفا فقال: حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان وأنهم فضضوا المصاحف على هذا أو نحوه.

-تزيينه بالذهب

قال السيوطي :وأما بالذهب فالأصح جوازه للمرأة دون الرجل وخص بعضهم الجواز بنفس المصحف دون غلافه المنفصل عنه، والأظهر التسوية .
[الإتقان في علوم القرآن: 6/2257]
-وخص بعضهم الجواز بنفس المصحف دون علاقته المنفصلة عنه والأظهر التسوية).[البرهان في علوم القرآن:1/؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ :
وأما بالمذهب فهو حسن كما قال الغزالي، وروى أبو عبيد عن ابن مسعود أنه مر عليه بمصحف زين بالذهب فقال: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق، وروي عن ابن عباس وأبي ذر وأبي الدرداء أنهم كرهوا ذلك). [التحبير في علم التفسير:337-343]

2-الآثار الواردة في كراهة تزيينه

-ما روي عن أبي بن كعب: (إذا حلّيتم مصاحفكم وزوّقتم مساجدكم فالدّبار عليكم)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (في المصحف يحلّى.
حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن محمّد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، قال: قال أبيٌّ: إذا حلّيتم مصاحفكم وزوّقتم مساجدكم فالدّبار عليكم).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/545]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (تحلية المصاحف بالذّهب
حدّثنا محمّد بن آدم، وعبد اللّه بن سعيدٍ قالا: حدّثنا أبو خالدٍ، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، قال عبد اللّه سعيد بن أبي شعيبٍ هكذا قال أبو خالدٍ قال: قال أبيّ بن كعبٍ: (إذا حلّيتم مصاحفكم وزوّقتم مساجدكم فعليكم الدّثار) ). [المصاحف: 339]

-ما روي عن ابن عباس: (رأى مصحفًا يحلّى فقال: تغرون به السّرّاق، زينته في جوفه)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان إذا رأى المصحف قد فضض أو ذهب قال: أَتُغْرُون به السارقَ وزينته في جوفه؟!!). [فضائل القرآن : ]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا المعلّى، حدّثنا أبو عوانة، عن عامرٍ الأحول، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، (أنّه كان يكره أن يحلّى المصحف قال: يغرون به السّارق) ). [المصاحف: 343]

-ما روي عن عبد الله بن مسعود : (إنّ أحسن ما زيّن به المصحف تلاوته في الحقّ)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): ( حدثنا وكيع وأبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: مُرَّ على عبد الله بمصحف قد زين بالذهب فقال: إن أحسن ما زين به المصحف: تلاوته بالحق). [فضائل القرآن:؟؟ ]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان وأبو معاوية , عن الأعمش, عن شقيق قال : أتي عبد الله بمصحف قد زين , فقال: إن أحسن ما زين به المصحف: تلاوته بالحق). [سنن سعيد بن منصور: 485]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا محمّد بن آدم، وأحمد بن سنانٍ، وعليّ بن حربٍ قالوا: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيقٍ قال: مرّ عليّ عبد اللّه بمصحفٍ قد زيّن بالذّهب، فقال: (إنّ أحسن ما زيّن به المصحف تلاوته في الحقّ) ). [المصاحف: 340]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا هارون بن سليمان، حدّثنا روحٌ، وحدّثنا يونس بن حبيبٍ، حدّثنا أبو داود قالا: حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائلٍ قال: جيء إلى عبد اللّه بمصحفٍ قد حلّي، فقال عبد اللّه: (ما حلّي بمثل تلاوته) ). [المصاحف: 341]

-ما روي عن أبي ذر: (إذا زوّقتم مساجدكم وحلّيتم مصاحفكم فالدّبار عليكم)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا ابن بكير، عن الليث بن سعد، عن شعيب بن أبي سعيد مولى قريش قال: قال أبو ذر: (إذا حلّيتم مصاحفَكم وزوَّقتم مساجدَكم فالدَّبَار عليكم)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبيد الله، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن سعيد بن أبي سعيد، قال: قال أبو ذرٍّ: إذا زوّقتم مساجدكم وحلّيتم مصاحفكم فالدّبار عليكم).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/547]

-ما روي عن أبى الدرداء: (...قال إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فالدبار عليكم)
قال عبد الرزاق بن همّام بن نافع الصنعاني (ت:211هـ): (عن إسماعيل بن عياش عن أبي عثمان القرشي عن علي بن أبي طلحة عن ابي الدرداء قال إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فالدبار عليكم) [مصنف عبد الرزاق:3/154]
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا محمد بن الحسن البلخي قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكر بن سوادة ، عن أبي الدرداء قال : "إذا حليتم مصاحفكم ، وزوقتم مساجدكم ، فالدمار عليكم"). [فضائل القرآن:]

-أثر أبى هريرة: (إذا حليتم مصاحفكم , وزخرفتم مساجدكم , فالدمار عليكم)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سعيد فرج بن فضالة , عن أبي سعيد الأنصاري, عن أبي هريرة قال:"إذا حليتم مصاحفكم , وزخرفتم مساجدكم , فالدمار عليكم"). [سنن سعيد بن منصور: 486]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيدٍ، حدّثنا أبو داود، حدّثنا فرجٌ، عن أبي سعيدٍ، قال أبو هريرة: (إذا زوّقتم مساجدكم وحلّيتم مصاحفكم فعليكم الدّثار) ). [المصاحف: 340]

-أثر أبي أمامة: (كره أن يحلّى المصحف)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن الأحوص بن حكيمٍ، عن أبي الزّاهريّة، عن أبي أمامة، أنّه كره أن يحلّى المصحف).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/547]

-أثر إبراهيم النخعي: (كره أن يحلّى المصحف)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا معتمرٌ، عن أبيه، عن مغيرة، عن إبراهيم، أنّه كره أن يحلّى المصحف).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/546]

-أثر أبي رزين: (...لا تزيدنّ فيه شيئًا من أمر الدّنيا قلّ، ولا كثر)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة، عن الزّبرقان، قال: قلت لأبي رزينٍ: إنّ عندي مصحفًا أريد أن أختمه بالذّهب، قال: لا تزيدنّ فيه شيئًا من أمر الدّنيا قلّ، ولا كثر).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/546]

-ما روي عن إبراهيم النخعي: (...وكان يكره أن يكتب بالذهب...)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا هشيم، عن المغيرة، عن إبراهيم أنه كان يكره أن يكتب المصحف بذهب.
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سعيد قال : نا أبو عوانة , عن مغيرة , عن إبراهيم قال : كان يقال : وكان يكره أن يحلى المصحف وأن يعشر أو يصعر .
قال: وكان يقال : عظموا القرآن ولا تخلطوا به ما ليس منه , وكان يكره أن يكتب بالذهب , أو يعلم عند رؤوس الآي.
قال : وكان يقال : جردوا القرآن). [سنن سعيد بن منصور: 304]م
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (كتابة المصاحف بالذّهب
حدّثنا أبو عبد الرّحمن الأذرميّ، حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، (أنّه كان يكره أن يكتب المصاحف بالذّهب) ). [المصاحف: 339]

-أثر برد بن سنان: (ما أساءت أمّةٌ العمل إلّا زيّنت مصاحفها ومساجدها)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين بن حفصٍ، حدّثنا المقرئ، حدّثنا كهمسٌ، عن برد بن سنانٍ قال: (ما أساءت أمّةٌ العمل إلّا زيّنت مصاحفها ومساجدها) ). [المصاحف: 340]


3-تحرير المسألة

قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ (م):(لا خلاف بين أهل العلم أحفظه فى استحباب كون المصحف ساذجا مجراد عن أى حلية , خاليا من أى زخرفة , فهكذا كان المصحف الإمام ومصاحف الصحابة الكرام , وإنما الخلاف بين أهل العلم فى كون تحلية المصاحف بالنقدين أمرا جائزا أم محظورا . وسبب الخلاف والله أعلم هو التعارض بين الأدلة نقليها وعقليها .
حجة القائلين بجواز التحلية :

احتج من قال بجواز تحلية المصاحف بما ورد من الآثار الدالة على جواز التحلية فى الجملة من مثل ما رواة أبو عبيد فى الفضائل , وابن أبى داود فى المصاحف بسنده عن ابن عون عن عبد الله بن مسعود أنه كان يسألى عن حلية المصاحف فيقول : لا أعلم به بأسا , وكان يحب أن يزين المصحف ويجاد علاقته وصنعته وكل شئ من أمره .
وأخرج أبو عبيد فى الفضائل وابن أبى داود فى المصاحف واللفظ لأبى عبيد قال : ( حدثنا يحى ابن سعيد ومعاذ عن ابن عون عن ابن سيرين أنه كان لا يرى بأسا بأن يزين المصحف ويحلى ).
وأخرج البيهقى عن الوليد بن مسلم { سألت مالكا عن تفيفض المصاحف فأخرج إلينا مصحفا فقال : حدثنى أبى عن جدى أنهم جمعوا القرآن فى عهد عثمان وأنهم فضضوا المصاحف }
فقالوا : إن فى تحلية المصحف تعظيما له وتكريما .
حجة المانعين من تحلية المصاحف :

واحتج المانعون من تحلية المصاحف بحجج نقلية وعقلية أيضا , ومن حججهم النقلية جملة من الآثار عن جمع من الصحابة كأبى الدرداء وأبى ذر وأبى بن كعب وأبى هريرة تتضمن الوعيد الشديد على تحلية المصاحف وزخرفتها .
فقد أخرج ابن المبارك فى الزهد وأبو عبيد فى فضائل القرآن وسعيد بن منصور فى التفسير من سننه وابن أبى الدنيا فى المصاحف وابن أبى داود فى المصاحف أيضا والحكيم الترمذى فى الأكياس والمغترين , وفى نوادر الأصول له أيضا من حديث أبى الدرداء قال : " إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فالدبار عليكم " وفى لفظ : " فالدثار عليكم", وفى لفظ : " فالدعاء عليكم " , وفى لفظ : " فالدمار عليكم " , وفى لفظ : " إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فعليكم الدبار " . وأخرج أبو عبيد فى فضائل القرآن عن أبى ذر قال : " إذا حليتم مصاحفكم وزوقتم مساجدكم فالدبار عليكم " . وأخرج ابن أبى داود فى المصاحف عن أبى بن كعبقال: " إذا حليتم مصحافكم وزوقتم مساجدكم فعليكم الدثار"
وأخرج أيضا عن أبى هريرة قال : " إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فعليكم الدثار
وأخرج ابن ماجة عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ماساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم "
وأخرج ابن أبى داود فى المصاحف عن برد بن سنان قال : " ما أساءت أمة العمل إلا زينت مصاحفها ومساجدها "
وأخرج ابن أبى داود فى المصاحف : ( عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكره أن يحلى المصحف قال : يغرون به السارق )
وأخرج أبو عبيد وابن أبى داود فى المصاحف واللفظ لأبى عبيد : ( عن ابن عباس : أنه كان إذا رأى المصحف قد فضض أو ذهب قال : " أتغرون به السارق وزينته فى جوفه " ) وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن أبى أمامة ر أنه كره أن يحلى المصحف }
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبى دواد فى المصحاف من طرق عن عبد الله بن مسعود : أنه مر عليه بمصحف قد زين بالذهب , فقال : " إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته فى الحق " , فظاهر إنكار التحلية
وأخرج ابن أبى شيبة فى مصنفه بسنده عن الزبرقان قال : قلت لأبى رزين إن عندى مصحفا أريد أن أختمه بالذهب , وأكتب عند أول سورة آية كذا وكذا . قال أبو رزين : " لا تزيدوا فيه شيئا من الدنيا قل أو كثر " )

حجتهم من المعقول :

واحتج المانعون بالمعقول أيضا فقالوا :إن تحلية المصاحف تتضيع للمال بدون غرض , لا نسلم بأن فى تحليتها تعظيما وإكراما لها إذ لو كان الأمر كذلك لجاء الشرع بمثله , كيف وقد ورد الذم لفاعله ؟ لا يقال إن ماورد فى هذا الشأن لم يثبت رفعه إلى النبى صلى الله عليه وسلم , لأن أقل أحوال المنقول أن يكون قولا لصحابى فى أمر دينى , وما هذا سبيله يأخذ حكم المرفوع , لأن الصحابى لن يقول ذلك من قبيل الرأى والاجتهاد المحض , ولا يقال أيضا بأنه معارض بمثله احتجاجا بما روى عن ابن مسعود إذ قد روىى عنه قول : " يقتضى المنع من التحلية " , فلعله رجع عن قوله بنفى البأس , ووافق جملة القائلين بالمنع كما عن أبى الدرداء وأبى بن كعب وابن عباس وأبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين .
ولقائل أن يقول بالمنع من التحلية تغليبا لجانب الحظر , ولكون التحلية من زينة الدنيا فتصان عنا المصاحف قياس على المساجد , ولكون زخرفتها ضربا من التشبه باليهود والنصارى وقد أمرنا بمخالفتهم .
ثم لقائل أن يقول : إن ما طريقه القرب إذا لم يكن للقياس فيه مدخل لا يستحب فعله وإن كان فيه تعظيم , إلا بتوقيف .
الخلاف فى حكم تحلية المصاحف
أ‌- القائلون بالمنع :
لقد ذهب إلى القول بحظر تحلية المصاحف بالنقدين جمهور أهل العلم على اختلاف بينهم فى كون الحظر على سبيل التحريم أو على سبيل الكراهة , وهل يقتصر الحظر على التحلية بالذهب أم يشمل التحلية بالفضة أيضا ؟ وهل يختص المنع ما كان من المصاحف فى حق الرجال أم يتناول مصاحف كذلك ؟ وهل الكتابة بالذهب تعطى خكم التحلية , أم أن لها حكما يخصها ؟ وهل للتمويه بالنقدين حكم التحلية بهما ؟ .
فقد صرح جماعة من أهل العلم بتحريم ذلك كله , ففى الهذب عد فى محرم الأستعمال ما يحلى به المصحف وأوجب فيه الزكاة , لأنه عد به عن أصله بفعل غير مباح فسقط حكم فعله وبقى على حكم الأصل .
وعدده فى المجموع الأصح . وذكره فى روضة الطالبين وجها من أربعة أوجه , ونقل التحريم عن نصه فى سير الواقدى , وهو الذى جزم به ابن قدامة فى المغنى , وقال : { لا يجوز تحلية المصاحف ولا المحاريب } . وذكره فى الآداب قولا رابعا لأصحاب أحمد , وعبر عنه بقيل إشارة إلى تضعيفه , وذكر الفروع نحوا منه وعزاه إلى الموفق وغيره .
قال : قال ابن الزاغونى : { يحرم كتبه بذهب لأنه من زخرفة المصحف , ويؤمر بحكه , فإن كان تجمع منه ما يتمول زكاة }
قلت فظاهر كلام ابن الزغوانى تحريم التحلية مطلقا قياسا على قوله بتحريم الكتابة بالذهب بل أولى , لآنه إذا قال بتحريم الكتابة بالذهب , والأمر فيها أوسع فلأن يقول بتحريم التحلية من طريق الأولى .
والقول بتحريم التحلية هو مقتضى الوعيد الذى انطوت عليه الآثار السالف ذكرها عن أبى الدرداء وأبى بن كعب وأبى هريرة وأبى ذر وعمر رضى الله عنهم أجمعين.
وذهب فريق من أهل العلم القول بكراهة تحلية المصاحف , وهو مقتضى المروى عن ابن عباس وابن مسعود رضى الله عنهما وابن مسعود رضى الله عنهما على ما مر فى حجة المانعين , والقول بكراهة التحلية محكى عن أبى أمامة , وإبراهيم النخعى وأبى يوسف ومحمد بن الحسن صاحبى أبى حنيفة , ورواية ثانية عن الإمام مالك وهى فى مقابل المشهور عنه وهو وجه عند الشافعية , وهو المذهب عند أصحابنا الحنابلة . وجزم فى الإقناع وشرحه بالكراهة , قال البهوتى فى الكشاف : ( وتكره تحليته بذهب أو فضة – نصا لنضييق النقدين . وقال فى موضع آخر من الكشاف بكراهة حلية المصحف , وأوجب فيها الزكاة.
وجزم به أيضا فى شرح المنتهى , وحكى قول ابن الزاغونى فى كتابة المصحف بالهب وإنه بحكه فإن تجمع منه ما يتمول زكاه.
ب‌- القائلون بالتفصيل :
وجوز قوم حلية المصحف إذا كانت من الفضة خاصة , وهو مذهب المالكية , وقول مرجوح عند الشافعية , والحنابلة , والحنفية , وفرق بعض الشافعية وبعض الحنابلة بين مصاحف الرجال ومصاحف النساء , واعتبره النووى فى الروضة أصح الأوجه عند الأكثرين.
وجزم به الأنصارى فى أسنى المطالب , وقال الزركشى : ( ينبغى أن يلحق بالمصحف ذى ذلك اللوح المعد لكتابة القرآن ).
وجزم الهيتمى فى التحفة بجواز تحلية المصحف وما فيه قرآن ولو للتبرك للمرأه بذهب كتحليها به مع إكرامه , وجعله العبادى شاملا لما إذا كانت التحلية بالتمويه ,ولما كانت بإلصاق ورق الذهب بورقه " م.د"
قال: والطفل فى ذلك كله كالمرأة شرح " مر ", وألحق الشروانى بهما المجنون , واستقرب العبادى منع الرجل من القراءة فى مصحف المرأة المحلى بالذهب , ولو كان ذلك على سبيل الإعارة أو الإجارة أو الشراء ." قوله تحلية ما ذكر " شامل لغلاف المصحف , لذا قال "باعشن" يحل للمرأة تحلية ما فىه قرآن ولو لوحا , ولو للتبرك وغلافه بالذهب أ.هـ. لكن قضية كلام المغنى أنه لا يجوز باتفاق عبارته ويحل تحلية غلاف المصحف المنفصل عنه بالفضة للرجل والمرأة , وأما بالذهب قال المجموع : فحرام بلا خلاف نص عليه الشافعى والأصحاب , أى وإنما لم يجز للمرأة ذلك لأنه ليس حلية للمصحف .أ. هـ فليرجع قول المتن , آخر كلام التحفة وحواشيها .
وذكر الموفق الدين بن قدامة فى المغنى أن القاضى قال بإباحة علاقة المصحف ذهبا أو فضة للنساء خاصة , قال : وليس بجيد , لأن حلية المرأة ما لبسته وتحلت به فى بدننها أو ثيابها , وما عداه فحكمه حكم الأوانى لا يباح للنساء منه إلا ما أبيح للرجال , ولو أبيح لها ذلك لأبيح علاقة الأوانى والأدراج ونحوها . ذكره ابن عقيل .
وفى الآداب عبر عنه بصيغة التضعيف فقال : ( وقيل يباح علاقته للنساء دون الرجال ولييس بصحيح لأن هذا جميعه لم ترد به السنة , ولا نقل عن السلف مع ما فيه من إضاعة المال ) . وعبارته فى الفروع : ( وقيل لا يكره تحليته للنساء )
جـ - القائلون بجواز تحلية المصاحف :
وذهب إلى القول بجواز تحلية المصاحف مطلقا جمهور الحنفية , وهو اختيار أبى حنيفة , وفى أحد قولى محمد على ما ذكره قاضى خان , وحكاه الكاسانى وابن البزاز رواية عن أبى يوسف , وهو الذى جزم به ابن الهمام , والعينى , والحصفكى لما فيه من تعظيمه كما فى نقش المسجد , كذا قال .
وذكر ابن عابدين جواز تحلية المصحف بالنقدين خلافا لأبى يوسف , وهو المشهور من مذهب مالك , بل قال فى البيان :( قال الإمام القاضى : ولا اختلاف أحفظه فى إجازة تحلية المصحف بالفضة , وأما تحليته بالذهب فأجيز وكره , وظاهر ما فى الموطأ إجازته , وقد أقام إجازة ذلك بعض العلماء من حديث فرض الصلاة قوله فيه: " فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسله بماء زمزم , ثم جاء بسطت من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه فى صدرى ثم أطبقه " . والمعنى فى إقامة ذلك منه خفى وقد نبثه فى موضعه ..
وذكر الونشريسى فى المعيار جواز التحلية بالنقدين على المشهور فى مذهب مالك , وجزم به ابن جزى فى قوانينه , وعده الخرشى المشهور فى المذهب إذا كان على جلده الخارجى , ومال إلى جوازه من الداخل أيضا دون تجزئته وتعشيره فيكره , وجوز البرزلى كتابة المصحف بالذهب على ما ذكره العدوى فى حاشيته على الخرشى, وجزم الخرشى أيضا بجواز تحلية المصحف بالذهب , وحكى
الزرقانى الجواز فى المصحف خاصة . وهو الذى اختاره خليل , وصرح به شراحه كالحطاب فى المواهب , وصاحب الجواهر , وذكره الدردير فى الشرح الصغير , وتابعه الصاوى فى حاشيته عليه .
وجوز النفراوى تحلية المصحف من الخارج بالنقدين , وكرهها من الداخل , وكذا كره كتابته وتعشيره بهما , وذكر فى الروضة الحل مطلقا وجها ثالثا عند الشافعية . وهو رواية عن الإمام أحمد على ما ذكره ابن مفلح فى آدابه وفروعه وفاقا لأبى حنيفة قال : كتطييبه , نص عليه ككيسه الحرير نقله الجماعة .
وقال القاضى وغيره : (المسأله محمولة على أن ذلك قدر يسير ومثل ذلك لا يحرم , كالطراز , والذيل , والجيب . كذا قالوا ).

4- تمويه المصاحف بالنقدين :

ومنع جمهور أهل العلم التمويه بالنقدين , ولم يسلموا قياسه على التحلية خلافا للحنفية , وبعض الشافعية فى جواز التمويه .
قال ابن الزاز الحنفى : ( وأما التمويه الذى لا يخلص منه شئ لا بأس إجماعا ) .
والظاهر أنه أراد بالأجماع إجماع فقهاء الحنفية , لأن القائلين بمنع التحلية يقولون بمنع التموية من طريق الأولى , بل صرح الهيتمى الشافعى بمنع قياس التمويه على التحلية فقال : ( تنبيه – يؤخذ من تعبيرهم بالتحلية المار الفرق بينهما وبين التمويه , حرمة التمويه هنا بذهب أو فضة مطلقا لما فيه من إضاعة المال , فإن قلت : العلة الإكرام وهو حاصل بكل , قلت : لكنه فى التحلية لم يخلفه محظور بخلافه فى التمويه لما فيه من إضاعة المال وإن حصل منه شئ , فإن قلت : يؤيد الإطلاق قول الغزالى : من كتب القرآن بالذهب فقد أحسن , ولا زكاة عليه . قلت يفرق بأنه يغتفر فى إكرام حروف القرآن ما لا يغتفر فى نحو ورقة وجلده , على أنه لا يتأتى إكرامها إلا بذلك فكان مضطرا إليه فيه , بخلافه فى غيرها يمكن الإكرام فيه بالتحلية فلم يحتج للتمويه فيه رأسا ).
وقيد العبادى حرمة المموة فى حق الرجل بما إذا كان يحصل منه شئ بالعرض على النار وإلا فلا يمكن غير الحل , لأنه لا يزيد على الأناء المموه الذى لا يحصل منه شئ بالعرض على النار مهع أنه يحل استعماله للرجل كما تقدم فى باب الأجتهاد كذا قال , وتعقب قول التحفة بحرمة التمويه فقال : ( الوجه عدم الحرمة , وإضاعة المال لغرض جائزة " م ر" ).
هـ - كتابة المصحف بالذهب :
حكى أبو عبيد فى الفضائل وابن أبى داود فى المصاحف عن إبراهيم النخعى أنه كان يكره أن تكتب المصاحف بالذهب .
وحكى الطرطوشى فى الحوادث والبدع كراهة كتابة المصاحف بالذهب عن الإمام مالك , وهو الذى صرح به جمهور فقهاء المالكية خلافا للبرزلى فى عدم الكراهة .
وقد صرح ابن الزغوانى من أصحابنا الحنابلة بتحريم كتابة الذهب حيث نقل غير واحد من الأصحاب قوله : ( يحرم كتبه بذهب لأنه من زخرفة المصحف ويؤمر بحكه , فإن كان تجمع منه ما يتمول الزكاه ), ولم يذكر أصحابنا ما يخالفه مما يشعر بموافقتهم له وإقرارهم لفتواه . وهو الذى نقله ابن القيم فى بدائع الفوائد , وابن مفلح فى الفروع , وابن رجب فى طبقاته , وصاحب المبدع , والبهوتى فى الكشاف وشرح المنتهى .
ومع أن أبا حامد الغزالى فى الإحياء قد استشهد بحديث أبى الدرداء فى معرض الإنكار على المكغترين , إلا أنه ذكر فى فتاويه خلاف ذلك , حيث أفتى بأن من كتب القرآن بالذهب فقد أحسن , ولا زكاة عليه على ما نقله النووى فى الروضة والأنصارى فى أسنى المطالب , والهيتمى فى التحفة , والعبادى والشروانى فى حواشيهما عليها . وتعقب العبادى نقل التحفة قول الغزالى من كتب القرآن بالذهب أى وإن لم يحصل بالكتابة شئ بالعرض على النار , وظاهره عد الفرق فى ذلك بين كتابته للرجل أو المرأة وهو كذلك , وإن نازع فيه الأذرعى شرح الرملى .

5- زكاة حلية المصاحف :

ولأهل العلم فى وجوب زكاة حلية المصحف قولان فى الجملة :
أحدهما : الوجوب وهو مذهب الحنفية ,.................
والشافعية , والحنابلة , وبه جزم ابن حزم فى المحلى .
والقول الثانى : أن الزكاة غير واجبة فى الحلية المذكورة , وهو مذهب المالكية وبه أفتى الغزالى من الشافعية , وفرق قوم بين ما تباح تحليته وبين ما تحرم , فأوجبوا الزكاة فى الثانى دون الأول , وهو اختيار ابن جزى المالكى).[المتحف فى أحكام المصحف:256-271]
قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ (م):(تذهيب المصحف
مر فى المسألة تحلية المصحف من هذا البحث ذكر اختلاف العلماء فى شأن استعمال الذهب فى المصاحف وتبين ثم أن الجمهور على القول بالنع من استعمال الذهب فى المحف مطلقا لا فرق عندهم بين كون التذهيب فى الحروف أو على الزخرفة أو التحلية كما يستوى فى المنع كون التذهيب فى داخل المصحف أو خارجه على جلده ولا فرق أيضا عند الجمهور فى المنع بين كون التذهيب فى مصاحف الرجال أو النساء لن الوعيد الذى تضمنته الآثار الواردة فى هذا الشأن يتناول بعمومه ذلك كله , ولأن التذهيب لو كان مشروعا لفعلته الصحابة فى المصحف الإمام , ثم إن التذهيب من زينة الدنيا وما هذا سبيله تتعين صيانته المصحف عنه كالمسجد . والله أعلم بالصواب). [المتحف فى أحكام المصحف:278]

هبة مجدي محمد علي 21 صفر 1436هـ/13-12-2014م 05:37 AM

إجابة أسئلة دروة تاريخ علوم القرآن الكريم
 
السؤال الأول : أكمل ما يلي :

1: المراد بعلوم القرآن من حيث :

الإطلاق اللغوي :

كل علم له تعلق بالقرآن الكريم هو من علوم القرآن
المعنى الخاص :

هو أبحاث كلية تتعلق بالقرآن من نواح شتى يصلح كل مبحث منها أن يكون علما مستقلا

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :

أ: .... كتب ومؤلفات تضمنت مسائل هذا العلم
كتب اللغة والحديث والتفسير والأصول وكذلك ممكن إضافة كتب العقيدة كذلك
ب: .... الكتب المتخصصة في علوم القرآن على وجه الشمول
ج: .....كتب أفردت نوعا من أنواع علوم القرآن


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب
..
. أول كتاب جامع موسوعي وهو كتاب الزركشي 794 البرهان في علوم القرآن
أما أول كتاب مطلقا فهو كتاب ابن الجوزي رحمه الله كتاب فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن


4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ:أبو عبيد القاسم بن سلام الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
ب:النحاس كتاب الناسخ والمنسوخ في كتاب الله
ج:الإيضاح في الناسخ والمنسوخ لأبي طالب




السؤال الثاني : أجب عما يلي :

1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
الاجابة :تعين الطالب على الدراسة والبحث وفهم العلوم ومعرفة المراجع للبحث

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
وهو يرجه لثمان نواحي :
1-حقيقة القرآن:اعجازه وتعريفه
2-مصدره:الوحي
3-نزوله:أسباب النزول
4-حفظه:جمعه وترتيبه
5-نقله:القراءات والقراء
6-بيانه وتفسيره:تفسير القرآن ومصادره ومناهج المفسرين وكل مباحث التفسير تأصيلا
7-لغته وأساليبه:مباحث اللغة واكثر من نصف البرهان للزركشي في اللغة
8-أحكامه

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.


السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :

1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

من أفضل الكتب تحريرا وترتيبا ويحكم على الآثار ولا يذكر سوى الروايات المعتمدة

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
يتميز بالجمع بين الإتقان والبرهان وامتاز بحسن التحرير والرد على مافيه ضعف ونظر وينبه على الجيد ويرد على الضعيف وهو كتاب يظهر فيه علم المؤلف وتمكنه وليس مجرد نقل فهو ينقد ويحاور ويناقش


السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :

1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.:
غير محرر فقط يجمع ولا يبين الخطأ من الصواب
وكذلك عنده بدع من الصوفية


2: أسباب النزول للواحدي.
به أسانيد منقطعة وضعيفة

السؤال الخامس :

1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟
توسع الزركشي في مسائل اللغة وقد اشترك الكتابان في نحو 39نوع وانفرد الزركشي بأمور والسيوطي بأمور
انفرد الزركشي ببلاغة القرآن ومعرفة توجيه القراءات وهل يجوز استعمال بعض ايات القران ومعرفة احكامه وحكم المتشابهات في الصفات ومعارضة السنة للقرآن 8انواع


2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
عرض ممتع وتحرير فائق للمسائل وهو أشمل من كتاب الجزائري وقد أصبح مرجعا لطلاب العلم
تميز بالإقتصار على الموضوعات الرئيسية
وقد اشتمل على موضوعات :
1-معنى علوم القرآن 2- وتعريفه
3-نزول القرآن
4-أول وآخر مانزل
5-اسباب النزول
6-السبعة احرف
7-المكي والمدني
8-جمع القرآن ومايتعلق به
9-ترتيب الآيات والسور
10-كتابة القرآن
11-القراءات والقراء
12-التفسير والمفسرين
13-ترجمة القرآن وحكمها
14-النسخ
15-محكم القرآن ومتشابهه وقد تورط فيه ووقع في أخطاء منهجية عقيدة فأدخل آيات الصفات في المتشابه
16-أسلوب القرآن
17-إعجازه
ومن مميزاته أيضا بيانه للشبهات التي أثيرت
المؤاخذات:الشطحات العقدية
الرسائل المؤلفة: لدارسته كتبها خالد السبت في رسالة كتاب مناهل العرفان دراسة وتقويم


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

هيئة التصحيح 7 22 صفر 1436هـ/14-12-2014م 03:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 154308)

إجمالي الدرجات = 88 / 100

(24 / 24 )
السؤال الأول : أكمل ما يلي :

1: المراد بعلوم القرآن من حيث :

الإطلاق اللغوي :

كل علم له تعلق بالقرآن الكريم هو من علوم القرآن
المعنى الخاص :

هو أبحاث كلية تتعلق بالقرآن من نواح شتى يصلح كل مبحث منها أن يكون علما مستقلا

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :

أ: .... كتب ومؤلفات تضمنت مسائل هذا العلم
كتب اللغة والحديث والتفسير والأصول وكذلك ممكن إضافة كتب العقيدة كذلك
ب: .... الكتب المتخصصة في علوم القرآن على وجه الشمول
ج: .....كتب أفردت نوعا من أنواع علوم القرآن


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب
..
. أول كتاب جامع موسوعي وهو كتاب الزركشي 794 البرهان في علوم القرآن
أما أول كتاب مطلقا فهو كتاب ابن الجوزي رحمه الله كتاب فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن


4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ:أبو عبيد القاسم بن سلام الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم
ب:النحاس كتاب الناسخ والمنسوخ في كتاب الله
ج:الإيضاح في الناسخ والمنسوخ لأبي طالب




(20 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :

1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
الاجابة :تعين الطالب على الدراسة والبحث وفهم العلوم ومعرفة المراجع للبحث ، [إجابة مختصرة جدا ، ولكنها صحيحة ، ولو بسطت على عنصرين لكان أولى ]

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
وهو يرجه لثمان نواحي :
1-حقيقة القرآن:اعجازه وتعريفه
2-مصدره:الوحي
3-نزوله:أسباب النزول
4-حفظه:جمعه وترتيبه
5-نقله:القراءات والقراء
6-بيانه وتفسيره:تفسير القرآن ومصادره ومناهج المفسرين وكل مباحث التفسير تأصيلا
7-لغته وأساليبه:مباحث اللغة واكثر من نصف البرهان للزركشي في اللغة
8-أحكامه

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
[لا توجد إجابة]

(15 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :

1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

من أفضل الكتب تحريرا وترتيبا ويحكم على الآثار ولا يذكر سوى الروايات المعتمدة ، - فيه الكثير من التحريرات والأحكام والنفائس ما لا يكاد يوجد في غيره



2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
يتميز بالجمع بين الإتقان والبرهان وامتاز بحسن التحرير والرد على مافيه ضعف ونظر وينبه على الجيد ويرد على الضعيف وهو كتاب يظهر فيه علم المؤلف وتمكنه وليس مجرد نقل فهو ينقد ويحاور ويناقش


(14 / 16 ) السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :

1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.:
غير محرر فقط يجمع ولا يبين الخطأ من الصواب
وكذلك عنده بدع من الصوفية
[وعليه مؤاخذات أخرى غير ذلك]

2: أسباب النزول للواحدي.
به أسانيد منقطعة وضعيفة

( 15 / 20 ) السؤال الخامس :

1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟
توسع الزركشي في مسائل اللغة وقد اشترك الكتابان في نحو 39نوع وانفرد الزركشي بأمور والسيوطي بأمور
انفرد الزركشي ببلاغة القرآن ومعرفة توجيه القراءات وهل يجوز استعمال بعض ايات القران ومعرفة احكامه وحكم المتشابهات في الصفات ومعارضة السنة للقرآن 8انواع
[[من الفروق بينهما:
1/ الإتقان أكثر أنواعا من البرهان.

2/ جل الأنواع في الاتقان أصلها موجود في البرهان أصلا.
3/ كثير من الأنواع في الاتقان ذكرها بناء على أحاديث لا تصح.
4/البرهان أوسع في القضايا اللغوية.
5/ بعض الأنواع في الإتقان يمكن دمجها في بعض أو الاستغناء عنها كنوع الإدغام وغيره.]]

====
ما هي أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما ؟

2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
عرض ممتع وتحرير فائق للمسائل وهو أشمل من كتاب الجزائري وقد أصبح مرجعا لطلاب العلم
تميز بالإقتصار على الموضوعات الرئيسية
وقد اشتمل على موضوعات :
1-معنى علوم القرآن 2- وتعريفه
3-نزول القرآن
4-أول وآخر مانزل
5-اسباب النزول
6-السبعة احرف
7-المكي والمدني
8-جمع القرآن ومايتعلق به
9-ترتيب الآيات والسور
10-كتابة القرآن
11-القراءات والقراء
12-التفسير والمفسرين
13-ترجمة القرآن وحكمها
14-النسخ
15-محكم القرآن ومتشابهه وقد تورط فيه ووقع في أخطاء منهجية عقيدة فأدخل آيات الصفات في المتشابه
16-أسلوب القرآن
17-إعجازه
ومن مميزاته أيضا بيانه للشبهات التي أثيرت
المؤاخذات:الشطحات العقدية
الرسائل المؤلفة: لدارسته كتبها خالد السبت في رسالة كتاب مناهل العرفان دراسة وتقويم


الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

إجمالي الدرجات = 88 / 100
جزاكِ الله خيرا ، ونفع بكِ .

أمل عبد الرحمن 24 صفر 1436هـ/16-12-2014م 03:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 154271)
1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
المصحف
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي(ت170هـ): (وسُمِّيَ المُصْحَفُ مُصْحَفاً لأنَّه أُصْحِفَ، أي جُعِلَ جامعاً للصُحُف المكتوبة
قال أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت: 676هـ): (وفي المصحف ثلاث لغات ضم الميم وكسرها وفتحها فالضم والكسر مشهورتان والفتح ذكرها أبو جعفر النحاس وغيره). [التبيان في آداب حملة القرآن: 1 / 187 ]
قال جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقى (ت: 711هـ): (والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الْجَامِعُ للصُّحُف الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ، وَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: تَمِيمٌ تَكْسِرُهَا وَقَيْسٌ تَضُمُّهَا، وَلَمْ يَذْكُرْ مَنْ يَفْتَحُهَا وَلَا أَنها تُفْتَحُ إِنَّمَا ذَلِكَ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، قَالَ الأَزهري: وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُصْحَفُ مُصْحَفًا لأَنه أُصحِف أَي جُعِلَ جَامِعًا لِلصُّحُفِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ، قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ كَمَا يُقَالُ مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ؛ قَالَ: وَقَوْلُهُ مُصْحف مِنْ أُصْحِفَ أَي جُمِعَتْ فِيهِ الصُّحُفُ وأُطْرِفَ جُعِلَ فِي طَرَفَيْه العَلَمان، اسْتَثْقَلَتِ الْعَرَبُ الضَّمَّةَ فِي حُرُوفٍ فَكَسَرَتِ الْمِيمَ، وأَصلها الضَّمُّ، فَمَنْ ضَمَّ جَاءَ بِهِ عَلَى أَصله، وَمَنْ كَسَرَهُ فَلِاسْتِثْقَالِهِ الضَّمَّةَ، وَكَذَلِكَ قَالُوا فِي المُغْزَل مِغْزَلا، والأَصل مُغْزَلٌ مِنْ أُغْزِلَ أَي أُديرَ وفُتِلَ، والمُخْدَعِ والمُجْسَدِ؛ قَالَ أَبو زَيْدٍ: تَمِيمٌ تَقُولُ المِغْزلُ والمِطْرفُ والمِصْحَفُ، وَقَيْسٌ تَقُولُ المُطْرَفُ والمُغْزَلُ والمُصْحَفُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: أُصحِفَ جُمِعَتْ فِيهِ الصُّحُف، وأُطْرِفَ جُعِل فِي طَرَفَيْهِ عَلَمَانِ، وأُجْسِدَ أَي أُلْزِقَ بالجَسد. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ أُلْصِقَ بالجِسادِ وَهُوَ الزَّعْفرانُ). [لسان العرب: 9 / 186 ]
في الكلام تكرار وتوسع يمكن تلافيه

الرَّصيع:
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370ه): (الرَصِيع: زِرّ عُرْوة الْمُصحف). [تهذيب اللغة:2 / 16]

الرَّبعة
قال الفيروزآبادى (والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، وهذه مُوَلَّدَةٌ كأنها مأخوذَةٌ من الأولَى). [القاموس المحيط: 1 / 719]
10/10

2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟

قال النَّوَوِيُّ (أجمع المسلمون على وجوب صيانة المصحف واحترامه قال أصحابنا وغيرهم ولو ألقاه مسلم في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقي كافرا). [التبيان في آداب حملة القرآن: 191]
قال أحمد بن عبد الحليم ابن تيميّة الحراني (اتفق المسلمون على أن من استخف بالمصحف، مثل أن يلقيه في الحش أو يركضه برجله، إهانة له، أنه كافر مباح الدم). [مجموع الفتاوى:8/ 425]
10/10

3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟
قال إبراهيم: "أنه كان يكره أن يكتب، المصحف بذهب"قال: "وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن"). [فضائل القرآن : ](م)

قالَ الزَّرْكَشِيُّ
وإذا احتيج لتعطيل بعض أوراق المصحف لبلاء ونحوه فلا يجوز وضعه في شق أو غيره ليحفظ لأنه قد يسقط ويوطأ ولا يجوز تمزيقها لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقه الكلم وفي ذلك إزراء بالمكتوب كذا قاله الحليمي قال: وله غسلها بالماء وإن أحرقها بالنار فلا بأس أحرق عثمان مصاحف فيها آيات وقراءات منسوخة ولم ينكر عليه.
وذكر غيره أن الإحراق أولى من الغسل لأن الغسالة قد تقع على الأرض وجزم القاضي الحسين في تعليقه بامتناع الإحراق وأنه خلاف الاحترام والنووي بالكراهة فحصل ثلاثة أوجه.
وفي الواقعات من كتب الحنفية أن المصحف إذا بلى لا يحرق بل تحفر له في الأرض ويدفن.
ونقل عن الإمام أحمد أيضا وقد يتوقف فيه لتعرضه للوطء بالأقدام).[البرهان في علوم القرآن:1/449-480]
- وجزم القاضي حسين في تعليقه بامتناع الإحراق لأنه خلاف الاحترام، والنووي بالكراهة.
- وفي بعض كتب الحنفية أن المصحف إذا بلي لا يحرق بل يحفر له في الأرض، ويدفن. وفيه وقفة لتعرضه للوطء بالأقدام.
لو نظمت المسألة لكان أجود


فيه ثلاثة أقوال:
1- أنها تدفن
نقله الهروي في فضائل القرآن عن إبراهيم النخعي،
أنه قال: "وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن".
ونقله الزركشي في البرهان
والسيوطي في الإتقان عن بعض الأحناف.
من ضعف هذا القول:
نقل الزركشي عن الإمام أحمد أنه قال: وقد يتوقف فيه لأنها قد توطأ بالأقدام.

2- أنها تغسل
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي
من ضعف هذا القول: قال الزركشي والسيوطي: ذكر غيره أن الإحراق أولى لأن الغسالة قد تقع على الأرض وتوطأ

3- أنها تحرق

أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي، قياسا على فعل عثمان رضي الله عنه في حرق المصاحف ولم ينكر عليه أحد من الصحابة.
من ضعف
هذا القول: قال الزركشي والسيوطي: وقد كرهه النووي وجزم القاضي حسين في تعليقه بالمنع لأنه خلاف الاحترام، وكذا في الواقعات من كتب الحنفية أنها تدفن ولا تحرق.

ويمنع:
1- تقطيعها وتمزيقها، لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم، وفي ذلك إزراء بالمكتوب.
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي

2- وضعها في شق أو غيره، لأنه قد يسقط ويوطأ
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي .

9/10

الدرجة: 29/30
بارك الله فيك

أمل عبد الرحمن 24 صفر 1436هـ/16-12-2014م 03:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 154240)
س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.

1-وجوب الإخلاص في تلاوة القرآن : عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار )
وعن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه))
قالَ جلالُ الدينِ السيوطيُّ (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال). [التحبير في علم التفسير:317-322]
2-ذم من يتعجّل أجر تلاوته
دخل النبي صلى الله عليه و سلم المسجد فإذا فيه قوم يقرؤون القرآن قال: «اقرؤوا القرآن وابتغوا به الله عز وجل من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه» ). [مسند الإمام أحمد:3/357]
3-ذم التأكل بالقرآن والمباهاة به
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعلموا القرآن واسألوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسألون به الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة نفر: رجل يباهي به، ورجل يستأكل به، ورجل يقرؤه لله عز وجل)).) [فضائل القرآن:] (م)
وقال الحسن: "قراء القرآن ثلاثة أصناف: فصنف اتخذوه بضاعة يأكلون به، وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده، واستطالوا به على أهل بلادهم، واستدروا به الولاة، كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله، وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم، واستشعروا الخوف، وارتدوا الحزن، فأولئك الذين يسقي الله بهم الغيث، وينصر بهم على الأعداء. والله لهذا الضرب في حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر". ). [جمال القراء:1/106] (م)
4-ذم سؤال الناس بالقرآن
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ((من قرأ القرآن فليسأل اللّه به , فإنّه سيجيء أقوامٌ يقرءون القرآن يسألون به النّاس))
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ): ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي راشد الحبراني، عن عبد الرحمن بن شبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به أو تستكبروا به)) قد شك أبو عبيد). [فضائل القرآن:](م)
5-الآثار الواردة عن السلف في النهي عن التأكل بالقرآن
قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : (حدثنا مروان بن معاوية، عن أبي يعفور العامري، عن أبي ثابت، عن أم رجاء الأشجعية، عن عبد الله بن مسعود، قال: "سيجيء على الناس زمان يسأل فيه بالقرآن, فإذا سألوكم فلا تعطوهم" ). [فضائل القرآن:](م)
وهناك كلام جيد للآجري فراجعيه
10/10

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟

1-قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ العَرَبِيِّ (ت: 543 هـ): (قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ}: قَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِن الشَّاهِدِينَ)).
2-قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):(ومنها أنه إذا قرأ قول الله عز وجل: {وقالت اليهود عزير ابن الله}، {وقالت النصاري المسيح ابن الله}، {وقالت اليهود يد الله مغلولة}، {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا}، ونحو ذلك من الآيات ينبغي أن يخفض بها صوته كذا كان إبراهيم النخعي رضي الله عنه يفعل.
3-وعن ابن عباس رضي الله عنهما وابن الزبير وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا قرأ أحدهم سبح اسم ربك الأعلى قال سبحان ربي الأعلى.
4-قال منصور بن يونس بن إدريس البهوتي(ت: 1051) : (وَلِمُصَلٍّ قَوْلُ : سُبْحَانَكَ ، فَبَلَى إذَا قَرَأَ { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } نَصًّا ، فَرْضًا كَانَتْ أَوْ نَفْلًا ؛ لِلْخَبَرِ ؛ وَأَمَّا { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ؟ } فَفِي الْخَبَرِ فِيهَا نَظَرٌ ، ذَكَرَهُ فِي الْفُرُوعِ "). [شرح المنتهى 1/206]
5-أخر عمر بن الخطاب كرم الله وجهه العشاء الآخرة فصليت، ودخل فكان في ظهري، فقرأت: {والذاريات ذروا}, حتى أتيت على قوله: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}, فرفع صوته حتى ملأ المسجد: (أشهد) ).[فضائل القرآن: ]
6-عبد الله بن مسعود، سمع رجلا قرأ: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}, فقال: إي وعزتك، فجعلته سميعا بصيرا، وحيا وميتا.) [فضائل القرآن: ]
7-عن ابن عباس، أنه قرأ في الصلاة: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}, فقال: سبحانك وبلى). [فضائل القرآن: ]
8-قال أبو هريرة: من قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} , فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: {أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى}فليقل: بلى، وإذا قرأ والمرسلات فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها:{فبأي حديث بعده يؤمنون}, فليقل: آمنت بالله وما أنزل،ومن قرأ والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها، أو بلغ آخرها: {أليس الله بأحكم الحاكمين}, فليقل: بلى). [فضائل القرآن: ]
أحسنت بارك الله فيك بإيراد الأدلة لكنك لم تفصلي عناصر الإجابة من ثناياها
وعند الحديث عن الحكم الشرعي في مسألة، يجب إيراد: جميع الأقوال، ومن قال بها، وحجة كل قول، وعلته إن وجدت، ثم الترجيح بينها، مع الإشارة إلى المصادر.
وتنظيم إجابة المسألة يفيد الطالب كثيرا في رسوخ المسألة وسهولة استرجاعها، ولو تأملت الموضوع لوجدت أنه تعرض للمسألة من عدة جوانب:
أولا: الأحاديث والآثار الدالة على ورود الشهادة للآيات وجواب أسئلتها
ثانيا: حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها خارج الصلاة
ثالثا: حكمها في الصلاة
- من قال بالجواز
من استحبها في الفرض والنفل على السواء
من استحبها في النفل دون الفرض
حكمها للمأموم
- من قال بالمنع
وإجابتك قد استوفت الكلام عن معظم
هذه الجوانب، وليس كلها، لذا كان تنظيم العناصر مهم حتى لا يفوتك شيء منها
9/10


س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟

قال النَّوَوِيُّ
إذا كان يقرأ ماشيا فمر على قوم يستحب أن يقطع القراءة ويسلم عليهم ثم يرجع إلى القراءة ولو أعاد التعوذ كان حسنا (ليس له تعلق بالمسألة) ولو كان يقرأ جالسا فمر عليه غيره فقد قال الإمام أبو الحسن الواحدي الأولى ترك السلام على القارئ لاشتغاله بالتلاوة، قال فإن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ فقد قال أصحابنا إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:121- 122]
يجب فصل قولي النووي والواحدي وتنظيم الجواب

9,5/10

الدرجة: 28,5/30
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك

هيئة التصحيح 7 25 صفر 1436هـ/17-12-2014م 12:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 153969)


إجمالي الدرجات = 73 / 100
(12 / 16)
السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول:
القرآن بالقرآن
النوع الثاني:
بالحديث القدسي
النوع الثالث:
مايخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالوحي


(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:..........مابيانه تلاوته...................... ومثاله:
الحديث الذي ورد فيه قراءة آيات سورة فصلت ردا على عتبة بن الربيعة.
النوع الثاني: ...........تفصيله في السنة والعمل به وكونه يجيب عن إشكال في فهم الصحابة أو يبتديء هو ببيان مراد الله تعالى مما لايدرك بدلالة اللغة ولا يدرك إلا بوحي
ومثاله: "من حوسب عذب"فقالت عائشة رضي الله عنها :أوليس يقول الله تعالى قال" إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب هلك"
و
.................... ومثاله:
ومنها إقامة الصلاة بيانا للأمر بإقامتها في القرآن وإيتاء الزكاة
النوع الأول: أحاديث تفسيرية فيها نص على معنى الآية ، ومثاله: تفسير قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود}، جاء تفسيره في حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا جمع الله العباد في صعيد واحد ... إلى أن قال: فيكشف عن ساقه فذلك قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق} ) وهذا هو محل الشاهد منه، رواه الدارمي وغيره.
النوع الثاني: أحاديث ليس فيها معنى الآية ولكن يستدل بها على معنى الآية، ومثاله: كتفسير ابن عباس للمم استدلالا بحديث أبي هريرة مرفوعا: (العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، ..) ولم يرد فيه لفظ اللمم.


(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - 1 – عطاء بن ابي رباح
2- مجاهد بن جبر
3- طاووس بن كيسان


(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- محمدبن كعب القرظي
3- نوف البكاري


(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: غرائب القرآن ورغائب الفرقان، نظام الدين الحسن بن محمد النيسابوري
2: البحر المحيط في التفسير، أبو حيان
3: تفسير القرآن العظيم، إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي
(10 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
لا يتضمن معنى باطل يخالف الكتاب والسنة والإجماع

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1-يفسر الآيات إبتداءا
2-كونه يجيب عن إشكال في فهم الصحابة
3-الحاق حكم بمعنى الآية ونحو ذلك تفسيره للغاسق انه القمر وأمر عائشة رضي الله عنها أن تتعوذ بالله منه
بيان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن على أنواع:
الأول: منه ما كان بيانه تلاوته، فتبليغه نوع من البيان؛ لأنه بلسان عربي، فقامت الحجة على العرب بتلاوته عليهم، وهذا أكثر القرآن، كالمحكم من أمور العقيدة والأصول البيّنة في القرآن، فهذا يكفي في بيانه تلاوته.
الثاني: ما يُعلم بدعوته صلى الله عليه وسلم وسيرته ، ولهذا كان الصحابة أعلم الناس بالتفسير؛ لأنهم عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم، وشاهدوا التنزيل.
الثالث: ما كان بيانه بالعمل به، وجاء تفصيله في السنة، كإقامة الصلاة وغيرها.
الرابع: ما يكون بيانه عن طريق الوحي، فلا يدرك بدلالة اللغة، بل لا يدرك إلا عن طريق الوحي؛ كالإخبار عن المغيبات كذكر تفاصيل ما يكون في القبر، وأخبار يوم القيامة.


3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟

وحمل هذا ان المراد به كتب مخصوصة في هذه المواضيع لزيادات القصاص فيها وقلة العناية بالاسانيد ومنها كتاب الكلبي
وقد قال عنه احمد :من اوله لاخره كذب فسئل عن النظر فيه فقال لا
فمحمول على ماكان مشهورا في عهده مماكان فيه ضعف وزيادات وروايات ساقطة
ولا يعني انه لا يوجد سند صحيح لاحاديث في هذه العلوم الثلاثة

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
-كتب أهل البدع في التفسير وأهل الأهواء لذلك ظهرت المرويات الباطلة
لأمرين:
1: أن ذلك من باب استيعاب ما قيل في تفسير الآية، وقد يكون فيه ما يُشكل، فيذكرونه للإلمام بما قيل في تفسير الآية.
2: ولأن في بعض ما قالوه وجه حسن في تفسير الآية، ولا يتوقف ذلك على صحة الرواية.


(9 / 9) السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
-كان الصحابة يقرؤون من بعدهم من التابعين القرآن وكانوا قراء علماء مفسرين وفقهاء
الصحابة أدرى بلغة العرب وأعلم ممن بعدهم بها
الصحابة عاصروا نزول الآيات
الصحابة رباهم النبي صلى الله عليه وسلم وزكاهم وعلمهم


2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كان يسأل بعضهم بعضا ما أشكل عليهم
وأحيانا يطرح الصحابي سؤالا ويجيب الحضور ويبين لهم خطأ أو صواب إجابتهم وقد ثبت هذا عن أبي بكر وحذيفة رضي الله عنهم


3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قتادة السنوسي –عمرو بن شراحبيل –عبيدة السلماني –الأسود -مسروق

(0 / 9) السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري. [لا توجد إجابة]
- كان التفسير يتلقّى في مجالس العلم، ولم يكن يدوّن في كتب ولا صحائف.
-وإنما يفسّر المفسّر في مجلس تفسيره ويحفظ أصحابه ما يحفظون، كما كان في مجلس ابن عباس، كان يفسر في مجالسه ويجيب من يسأله، وكذلك كان ابن مسعود يفسّر ويجيب من يسأله، وكذلك غيرهم ممن لهم عناية بالتفسير من الصحابة والتابعين يفسّرون ولا يكتبون.
-ثم دوّنت صحف متفرقة في التفسير، كان يدوّن فيها التفسير تدوينًا يسيرًا، يُعزّى فيه بالرواية إلى صاحبه، وهكذا بدأ التدوين شيئًا فشيئًا.
-فكتب ابن جريج تفسيرًا عن عطاء، وكذلك كتب يونس عن عطاء، وكتب نافع بن نعيم عن شيوخه عن ابن عباس، وكتب غير واحد.
-وقبلهم كتب مقاتل بن سليمان تفسيرًا كبيرًا من أكبرها في ذلك الوقت، من الفاتحة إلى الناس.
-فإلى نهاية القرن الثاني الهجري لم يظهر تفسير كامل للقرآن، وإنما هي صحف مروية تقل أو تكثر بحسب اجتهاد مؤلفيها؛ إلا تفسير مقاتل بن سليمان فإنه فسره كاملًا، لكنه منتقد.
-ثم كتب أئمة الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وابن أبي شيبة، وكانوا يروون التفسير بأسانيدهم.
-فجعل البخاري في صحيحه كتابًا للتفسير، وكذلك الترمذي وابن أبي شيبة.
-وأفرد عبدالرزاق كتابًا في التفسير، طُبع باسم: (تفسير عبد الرزاق)
-جاء بعدهم بقي بن مخلد وكتب كتابًا كبيرًا في التفسير، لكنه مفقود، وتفسيره هذا أثنى عليه ابن حزم ثناءً جليلًا.
-وكذلك الحسين بن فضل البجلي وهو من أئمة أهل السنة له تفسير كبير مفقود، لم يقتصر فيه على المرويّات بل كان يذكر فيه من فهمه.
-فإلى نهاية القرن الثالث الهجري جميع التفاسير التي دوّنت لم تكن كاملة، إلا ما كان من تفسير بقي بن مخلد وتفسير الحسين بن فضل، ولكن لم يصل إلينا منهما شيء.
-وظهر في أواخر القرن الثالث الهجري نوع آخر من أنواع تفسير القرآن، وهو تفسير أحكام القرآن، صنف فيه أبو إسحاق الجهضمي المالكي كتابه : (أحكام القرآن) وهو مختصر.
-فكانت كتب التفسير إلى نهاية هذا القرن على ثلاث أنواع:
تفاسير المحدثين والأئمة وكان اعتناؤهم بالمرويات
تفاسير القصاص وكانوا يدخلون فيها المرويات من الإسرائيليات والأخبار الباطلة والمرسلة كتفسير مقاتل والكلبي والضحاك

التفسير المقتصر على أحكام القرآن، كتفسير الجهضمي

-
كذلك كان هناك نوع رابع من التفسير له نشأة مختلفة، وهي تفاسير اللغويين، وهؤلاء كانت لهم عناية بالقرآن لم يعتمدوا فيها المرويات، ولكن كانوا يفسرون بالعربية والقراءات وأشعار العرب، وكانوا يعرضون لمعاني القرآن عرضًا، فتكون الأصل المسألة نحوية ثم يعرض لمفردة من القرآن.
-ومن أشهرهم:
-أبو عمرو بن العلاء، وهو تابعي أحد القرّاء السبعة.
-بعده الخليل بن أحمد وله كتاب: (العين) أصله معجم لغوي عرض فيه لكثير من المفردات الواردة في القرآن بما يعرفه من لغة العرب.
-وهذه التفاسير لما جمعت احتيج إلى دراستها وتمييز المرويات فيها، ورأى ابن جرير الحاجة إلى تأليف كتاب جامع للتفسير، يجمع بين هذه المدارس المختلفة في التفسير.
-فكتب ابن جرير رحمه الله تفسيره (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) وهو من أهم الكتب المؤلفة في القرن الرابع الهجري ،حيث كان له منهج حسن في الموازنة بين الأقوال والترجيح بينها وتمييزها، وإذا كان في المسألة خلاف ذكرها مع أدلة القولين.



(20 / 25)
السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
ذكر الأسانيد وجمع الأقوال في الآيات
كتابه جامع لأنواع من العلوم، وله منهج حسن في الموازنة بين الأقوال والترجيح بينها، ويذكر الخلاف في المسألة مع أدلة كل قول.
(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
كان بارعا في أصول التفسير والترجيح بين الأقوال وليس متعصبا كغيره من الأشعرية
(3) معاني القرآن للزجاج.
الإهتمام باللغة [
كتابه جامع لكثير من تفاسير اللغويين، وهو من أوسع ما كُتب في معاني القرآن، فتفسيره أكبر من تفسير الفرّاء.
والزجاج من أهل السنة، من أئمة اللغة فهو من كبار اللغويين. ] .

(4) تفسير الثعلبي.
-وهو يلقب بالأستاذ المفسر وقد نقل عنه الواحدي وغيره وتكمن أهميته في كثرة الكتب التي نقلت عنه وفي أنه نقل عن كتب كثيرة منهامن لم يصل إلينا
(5) أضواء البيان للشنقيطي
تعليقات مهمة على التفسير

(22 / 25)
السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
الإعتزال وسلاطة اللسان على أهل السنة
(2) التفسير الكبير للرازي.
المذهب الأشعري
الرازي من نظار الأشاعرة وكبار المتكلمين، وقد ندم في آخر حياته لاشتغاله بعلم الكلام.
اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة كالزمخشري، فوافقهم في بعض أقوالهم وردّ بعضها.
ينتقد عليه:
انتهاجه طريقة المتكلمين
ضعفه في الحديث
ضعفه في القراءات


(3) النكت والعيون للماوردي.
أخطا الماواردي في نسبة بعض التفاسير إلى أصحابها
-بعد الموادري ابن الجوزي والرازي وابن عطية ينسبون قول خطأ لابن عباس بسبب الماواردي
وهو أيضا أحيانا يذكر أوجه في التفسير فيها تكلف وبعد

(4) تفسير الثعلبي.
كثرة الموضوعات والأحاديث الصعيفة والإسرائيليات دون تمييز
(5) تنوير المقباس.

رواية السدي عن الكلبي وهي ضعيفة
والله أعلم

إجمالي الدرجات = 73 / 100
جزاكِ الله خيرا ، ونفع بكِ .

أمل عبد الرحمن 1 ربيع الأول 1436هـ/22-12-2014م 10:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 154260)
الأدب مع القرآن


العناصر الرئيسية:
1-الخطأ في القرآن
2-كراهية قول قرأت سورة كذا حتى أدبرتها
3-لايقول سورة قصيرة ولا خفيفة ولا يسيرة
4-فيمن رخص في قول سورة قصيرة (المسألة تابعة للمسألة السابقة فلا ترقم كمسألة جديدة)
5-الأدب في كتابة القرآن
6-لايمحى القرآن بما يوهم الإمتهان له ( نفس الملحوظة السابقة، هي تابعة لمسألة الكتابة)
إلى هنا نجد المسائل يمكن ضمها تحت عنوان: الأدب الكلام عن القرآن وسوره وآياته وتلاوته) فتأمليها..
7-لايتذلل صاحب القرآن لذوي السلطان
8-لايقرأ القرآن لعارض من أمر من الدنيا
9-النصيحة للقرآن
10-في كراهة قول قرأت القرآن كله والمفصل (تأملي.. بأي أدب تلحق تلك المسألة؟؟ بأدب الكلام)
وقد فاتك إيراد نوع آخر من الآداب مع القرآن وهو: أدب السؤال


1-الخطأ في القرآن
قال عبد الله بن مسعود " ليس الخطأ أن يدخل بعض السورة في الأخرى ، ولا أن يختم الآية بحكيم عليم ، أو عليم حكيم ، أو غفور رحيم، ولكن الخطأ أن يجعل فيه ما ليس منه، أو أن يختم آية رحمة بآية عذاب ، أو آية عذاب بآية رحمة "
لابد من الإشارة إلى تعليق أبو عبيد والتعبير عنه بأسلوبك لتوضيح مقصد ابن مسعود رضي الله عنه
ومقصد ابن مسعود رضي الله عنه أن يُتحرى اللفظ السليم عند الكلام في شأن القرآن، ومنه استعمال لفظ "الخطأ"
فإ
ذا أبدل القاريء حرفا مكان حرف أثناء تلاوته، وهذا الحرف المبدل صحيح المعنى: كأن يقول: (والله غفور رحيم) بدلا من: (والله سميع عليم) فلا يجوز أن يقال له: أخطأت، لأنه بذلك يخطيء المعنى الذي ذكره وهو صحيح، لكن الأفضل أن يقال له: هو كذا، وكذا.
أما في حال إبداله بمعنى خطأ بالفعل، كأن يصف الله بوصف لا يليق، أو يختم آية رحمة بآية ع
ذاب أو العكس، فهنا يجوز له استعمال لفظ الخطأ
وكل ه
ذا من باب التأدب مع القرآن
ويظهر لك اسم المسألة: كراهة استعمال لفظ "الخطأ" عند إبدال القاريء حرفا مكان حرف في تلاوته

2-كراهية قول قرأت سورة كذا حتى أدبرتها
صحب رجل أم الدرداء , فقالت له: "هل تحسن من القرآن شيئا ؟"
قال: ما أحسن إلا سورة، ولقد قرأتها حتى أدبرتها.
قال: فقالت: "وإن القرآن ليدبر ؟" ، فكفت دابتها، وقالت:"خذ أي طريق شئت")


3-لايقول سورة قصيرة ولا يسيرة

قال رجل لأبي العالية: سورة صغيرة أو قال: قصيرة. فقال: " أنت أصغر منها وألم، القرآن كله عظيم"). [فضائل القران](م)
-قال خالد الحذاء لابن سيرين: سورة خفيفة. قال ابن سيرين: "من أين تكون خفيفة والله تعالى يقول: {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}، ولكن قل: يسيرة، فإن الله تعالى يقول: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}").
-عن ابن سيرين قال: (لا تقل سورة قصيرة، ولا سورة خفيفة، قال فكيف أقول ؟ قال: سورة يسيرة ؛ فإن الله تبارك وتعالى قال: {ولقد يسّرنا القرآن للذّكر فهل من مّدّكرٍ} ولا تقل خفيفة ؛ فإن الله قال {سنلقي عليك قولاً ثقيلاً}).

4-فيمن رخص في قول سورة قصيرة
-عن أبي سعيدٍ الخدريّ أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم كان يقرأ في الفجر بأوّل المفصّل، فقرأ ذات يومٍ بقصار المفصّل، فقيل له، فقال: ((إنّي سمعت بكاء صبيٍّ، فأحببت أن أفرغ له أمّه))
-عن البراء بن عازبٍ قال: (صلّى بنا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم صلاة الصّبح فقرأ بأقصر سورتين في القرآن)، فلمّا فرغ أقبل علينا بوجهه فقال: ((إنّما عجّلت لتفرغ أمّ الصّبيّ إلى صبيّها)) .
-(كان عمر يغلّس بالفجر وينوّر، ويقرأ سورة يوسف ويونس ومن قصار المثاني المفصّل).
-كتب عمر رضي اللّه عنه إلى أبي موسى الأشعريّ (أن اقرأ في المغرب بقصار المفصّل، وفي العشاء بوسط المفصّل، وفي الفجر بطوال المفصّل).
-عن عمرو بن ميمونٍ قال: (مّا طعن عمر كادت الشّمس أن تطلع، فقدّموا عبد الرّحمن بن عوفٍ، فأمّهم بأقصر سورتين في القرآن: (النّصر) إذا جاء نصر اللّه والفتح، و (الكوثر) إنّا أعطيناك الكوثر).
-عن ابن عمر قال: ذكر عنده المفصّل فقال: ( وأيّ القرآن ليس بمفصّلٍ؟ ولكن قولوا: قصار السّور، وصغار السّور).


5-الأدب في كتابة القرآن
-«نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يكتب القرآن على الأرض»). [الإبانة الكبرى: 5/ 323]
-مرّ عمر بن عبد العزيز على رجلٍ قد كتب في الأرض، يعني قرآنًا أو شيئًا من ذكر اللّه، فقال: «لعن اللّه من كتبه، ضعوا كتاب اللّه مواضعه»). [الإبانة الكبرى: 5/ 324]
-قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تكتبوا القرآن إلّا في شيءٍ طاهرٍ»
قال: وسمعت عمر بن عبد العزيز يقول: لا تكتبوا القرآن حيث يوطأ). [الإبانة الكبرى: 5/ 325]


6-لايمحى القرآن بما يوهم الإمتهان له

-"عن خمسةٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم نهى أن يمحى اسم اللّه بالبصاق "). [الإبانة الكبرى: 5/ 325]
- عن مجاهدٍ، قال: «كانوا يكرهون أن يمحى اسم اللّه بالرّيق»). [الإبانة الكبرى: 5/ 326]
-قال سليمان بن حربٍ: رأيت ابن المبارك يغسل ألواحه بالماء لا يمحوها بريقه ").[الإبانة الكبرى: 5/ 326]
-قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (قال: وسألت ابن المبارك عن الألواح يكون فيها مكتوب القرآن، أيكره أن يمحوه الرّجل برجله؟
قال: نعم، قال: ليمحه بالماء، ثمّ يضربه برجله ").
[الإبانة الكبرى: 5/ 327]
-قال حرب بن إسماعيل، قال: قلت لإسحاق بن راهويه: الصّبيّ يكتب القرآن على اللّوح، أيمحوه بالبزاق؟
قال: «يمحوه بالماء، ولا يعجبني أن يبزق عليه»، وكره أن يمحوه بالبزاق). [الإبانة الكبرى: 5/ 328] (م)
-قال بشر«أكره أن يمحو الصّبيان، ألواحهم بأرجلهم في الكتّاب، وينبغي للمعلّم أن يؤدّبهم على هذا»).[الإبانة الكبرى: 5/ 328] (م)
-عن ابن عبّاسٍ، أنّه رأى رجلًا يمحو لوحًا برجله، فنهاه وقال ابن عبّاسٍ: «لا تمح القرآن برجلك» فلو كان حكاية القرآن لما نهاه، أو قال: إنّ هذا حكاية القرآن، فلا تمحه.). [الإبانة الكبرى: 5/ 321-322] ] عند كثرة الأدلة يكتفى بأهمها

[color="navy"7-لايتذلل صاحب القرآن لذوي السلطان
][/color]
( قال أبو عبيد: جلست إلى معمر بن سليمان النخعي بالرقة، وكان خير من رأيت، وكانت له حاجة إلى بعض الملوك، فقيل له لو أتيته فكلمته فقال: قد أردت إتيانه، ثم ذكرت القرآن والعلم فأكرمتهما عن ذلك). [جمال القراء:1/105]

8-لايقرأ القرآن لعارض من أمر من الدنيا

-قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (قال أبو عبيد: وحدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يتلوا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا. قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة فتأتيه من غير طلبه، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى}. وهذا من الاستخفاف بالقرآن.
-حدّثنا جريرٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كان يكره أن يقرأ القرآن يعرض من أمر الدّنيا).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/515]
ويجوز الاستدلال به استدلالا صحيحا، راعي أثر هشان بن عروة

9-النصيحة للقرآن يجب أن تكون المسألة في أول الملخص

ثبت في صحيح مسلم رضي الله عنه عن تميم الداري رضي الله عنه قال: (إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)). قلنا: لمن. قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
العلاقة بين الحديث وبين موضوع الأدب مع القرآن، أن الأدب مع القرآن من معاني النصيحة له والتي أمرنا بها، فضعي الشاهد من كلام النووي رحمه الله على الحديث

10-في كراهة قول قرأت القرآن كله والمفصل تقسم على مسألتين:1- كراهة قول: قرأت القرآن كله
2- كراهة قول المفصل

-(حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال حدّثنا أيّوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر، أنّه كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كلّه).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/509]
- عن نافعٍ، أن ابن عمر كره أن يقول: المفصّل، ويقول: (القرآن كلّه مفصّلٌ، ولكن قولوا: قصار القرآن).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/510]
-عن ابن عمر، قال: (سألني عمر، كم معك من القرآن ؟ قلت: عشر سورٍ، فقال لعبيد الله بن عمر: كم معك من القرآن ؟ قال: سورةٌ، قال عبد الله: فلم ينهنا ولم يأمرنا غير، أنّه قال: فإن كنتم متعلّمين منه بشيءٍ فعليكم بهذا المفصّل فإنّه أحفظ).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/510]


11-من كره أن يقول إذا قرأ القرآن: ليس كذا


- كان أبو العالية يقرئ النّاس القرآن، فإذا أراد أن يغيّر على الرجل لم يقل: ليس كذا وكذا، ولكنّه يقول: اقرأ آية كذا، فذكرته لإبراهيم فقال: أظنّ صاحبكم قد سمع، أنّه من كفر بحرفٍ منه، فقد كفر به كلّه).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/513]

-عن علقمة، قال: أمسكت على عبد الله في المصحف فقال: كيف رأيت ؟ قلت: قرأتها كما هي في المصحف إلاّ حرف كذا قرأته كذا وكذا.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

-(حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا الأعمش، قال: كنت أقرأ على إبراهيم فإذا مررت بحرفٍ ينكره لم يقل لي: ليس كذا وكذا، ويقول: كان علقمة يقرأه كذا وكذا.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

-قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا إسحاق الأزرق، عن الأعمش، قال: قال لي إبراهيم: إنّ إبراهيم التّيميّ يريد أن تقرئه قراءة عبد الله، قلت: لا أستطيع، قال: بلى، فإنّه قد أراد ذاك، قال: فلمّا رأيته قد هوي ذاك، قلت: فيكون هذا بمحضرٍ منك فنتذاكر حروف عبد الله فقال: اكفني هذا، قلت: وما تكره من هذا ؟ قال أكره أن أقول لشيءٍ هو هكذا، وليس هو هكذا، أو أقول فيها واوٌ وليس فيها واوٌ.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]

-قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حفصٌ، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: سأل رجلٌ ابن مسعودٍ: {والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتهم} فجعل الرّجل يقول: ذرّياتهم، فجعل الرّجل يردّدها ويردّدها، ولا يقول: ليس كذا.[مصنف ابن أبي شيبة: 10/514]
بعض الأدلة متطابقة فلا تكرريها

ويمكننا الآن جمع مسائل موضوع "الأدب مع القرآن هكذا:
اقتباس:

1- الأدب مع القرآن من معاني النصيحة له
2- من إكرام القرآن ألا يؤتى به أبواب الملوك
3- من التأدب مع القرآن عدم المناظرة به على شيء من أمور الدنيا
4- أدب السؤال عن شيء في القرآن
5- أدب الحديث عن القرآن وسوره وآياته وتلاوته
كراهة قول: "أخطأت" للقاريء إ
ذا أبدل حرفا مكان حرف في تلاوته.
كراهة أن يقال لمن يعرض القرآن: "ليس كذا"
إذا أبدل حرفا مكان حرف
كراهة نعت السور بالصغيرة أو الكبيرة أو الخفيفة
- من خالف هذا الرأي من السلف
كراهة أن يقال: أدبرت سورة كذا
كراهة قول: "المفصل"
- من خالف هذا الرأي من السلف
كراهة أن يقال: قرأت القرآن كله

6-أدب كتابة القرآن

لا يكتب القرآن إلا في شيء طاهر
النهي عن كتابته على الأرض
عدم محوه من اللوح بالبصاق أو الريق أو الرجل


أحسنت هبة، بارك الله فيك ونفع بك
أرجو الانتباه لضم المسائل المتشابهة في عنوان واحد، فهو يحصر لك المسائل في عناوين قليلة وييسر عليك استيعاب الموضوع
حاولي أن تعبري بأسلوبك عن خلاصة فهمك للمسألة، وهو من أهم الأمور، فنورد اسم المسألة ونعلق تعليقا مختصرا عليها ثم نورد الدليل، ولا تكرري الأدلة عند تطابقها، وإن كثرت فلا تورديها جميعا، بل أهمها فقط.
أرجو أن يفيدك الموضوع:
مثبــت: شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية
التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 19 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 14 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 17 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 65/70
وفقك الله


أمل عبد الرحمن 8 ربيع الأول 1436هـ/29-12-2014م 04:26 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 154280)
العناصر الرئيسية

1-الآثار في جواز تزيين المصحف:
-تزيينه بالفضة
-تزيينه بالذهب
2-الآثار الواردة في كراهة تزيينه
3-تحرير المسألة
4-تمويه المصحف بالنقدين
5-زكاة حلية المصحف
1-الآثار في جواز تزيين المصحف:


-تزيينه بالفضة

-أثر حبيب: (رأيت على مصحف ابن عباس مسامير فضة)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ (ت:294 هـ): (أخبرنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا قيس، عن حبيب، قال: رأيت على مصحف ابن عباس مسامير فضة). [فضائل القرآن:]
-قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (من رخّص في حلية المصحف.
حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: أتيت عبد الرّحمن بن أبي ليلى بتبرٍ فقال: هل عسيت أن تحلّي به مصحفًا).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/547]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدثنا عبد الله بن محمّد بن يحيى الضّعيف، حدّثنا سفيان، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: كان لابن أبي ليلى بيتٌ تجتمع إليه فيه القرّاء وفيه مصاحف، فأتيته ذات يومٍ ومعي تبرةٌ، فقال: (ما تصنع بهذا؟ أتحلّي به سيفك؟) قلت: لا قال: أتحلّي به مصحفك؟ قلت: لا، أردت أن أجعله حليًّا لابنتي قال: عسيت أن يجعلها أجراسًا فإنّها تكره) ). [المصاحف: 342]
-أثر بن سيرين: (أنه كان لا يرى بأسا بأن يزين المصحف ويحلى)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا يحيى بن سعيد، ومعاذ، عن ابن عون، عن ابن سيرين أنه كان لا يرى بأسا بأن يزين المصحف ويحلى).[فضائل القرآن:؟؟]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا معاذٌ، عن ابن عونٍ، عن محمّدٍ، قال: لا بأس أن يحلّى المصحف). [مصنف ابن أبي شيبة: 10/547]
-أثر عبد الله: (...كان يحبّ أن يزيّن المصحف...)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (وقد رخّص في تحلية المصاحف
حدّثنا هارون بن سليمان، حدّثنا روحٌ، أخبرنا ابن عونٍ، عن عبد اللّه، أنّه كان يسأل عن حلية المصاحف، فيقول: (لا أعلم به بأسًا، وكان يحبّ أن يزيّن المصحف، ويجاد علاقته وصنعته وكلّ شيءٍ من أمره)). [المصاحف: 344]
-أثر مالك بن أبي عامر الأصبحي: (حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان وأنهم فضضوا المصاحف على هذا)
-قال الوليد بن مسلم : سألت مالكا عن تفضيض المصاحف فأخرج إلينا مصحفا؛ فقال: حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه وأنهم فضضوا المصاحف على هذا ونحوه.ذكره الزركشي ورواه عن البيهقي بسنده
-قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ
يجوز تحليته بالفضة إكراما له على الصحيح أخرج البيهقي عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالكا عن تفضيض المصاحف، فأخرج إلينا مصحفا فقال: حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان وأنهم فضضوا المصاحف على هذا أو نحوه.

-تزيينه بالذهب

قال السيوطي :وأما بالذهب فالأصح جوازه للمرأة دون الرجل وخص بعضهم الجواز بنفس المصحف دون غلافه المنفصل عنه، والأظهر التسوية .
[الإتقان في علوم القرآن: 6/2257]
-وخص بعضهم الجواز بنفس المصحف دون علاقته المنفصلة عنه والأظهر التسوية).[البرهان في علوم القرآن:1/؟؟]
قالَ جلالُ الدينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أبي بكرِ السيوطيُّ :
وأما بالمذهب فهو حسن كما قال الغزالي، وروى أبو عبيد عن ابن مسعود أنه مر عليه بمصحف زين بالذهب فقال: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق، وروي عن ابن عباس وأبي ذر وأبي الدرداء أنهم كرهوا ذلك). [التحبير في علم التفسير:337-343]
لما أتكلم عن مصطلح الآثار فنقصد به الأقوال الواردة عن الصحابة والتابعين، أما ما ذكره الزركشي والسيوطي، فنعبر عنه بأقوال أهل العلم
لا داعي لتقسيم الآثار إلى من ذكر الذهب ومن قصد الفضة، لأن العبرة بالترخيص في التحلية عموما، فيذكروا تحت عنوان واحد
ويلاحظ أنك تنسخين النصوص كاملة، وهذا لا يعد تلخيصا، ويمكننا التعبير عن الآثار بطريقة مختصرة كالآتي، واجعلي آثار من رخص في التحلية عموما تحت عنوان واحد:
من رخص في تحلية المصاحف من السلف:
1- عامر بن مالك الأشجعي
لما روه البيهقي بسنده إلى الوليد بن مسلم قال: سألت مالكا عن تفضيض المصاحف فأخرج إلينا مصحفا؛ فقال: حدثني أبي عن جدي أنهم جمعوا القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه وأنهم فضضوا المصاحف على هذا ونحوه
2- عبد الله بن عباس
روي أنه كان له مصحف فيه مسامير من فضة، روى ذلك محمد بن أيوب الضريس في فضائل القرآن عن حبيب
3- عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن مجاهدٍ، قال: أتيت عبد الرّحمن بن أبي ليلى بتبرٍ فقال: (هل عسيت أن تحلّي به مصحفًا) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه
4- عبد الله بن مسعود
أنّه كان يسأل عن حلية المصاحف، فيقول: (لا أعلم به بأسًا، وكان يحبّ أن يزيّن المصحف، ويجاد علاقته وصنعته وكلّ شيءٍ من أمره). رواه ابن أبي داوود في المصاحف

2-الآثار الواردة في كراهة تزيينه

-ما روي عن أبي بن كعب: (إذا حلّيتم مصاحفكم وزوّقتم مساجدكم فالدّبار عليكم)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (في المصحف يحلّى.
حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن محمّد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، قال: قال أبيٌّ: إذا حلّيتم مصاحفكم وزوّقتم مساجدكم فالدّبار عليكم).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/545]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (تحلية المصاحف بالذّهب
حدّثنا محمّد بن آدم، وعبد اللّه بن سعيدٍ قالا: حدّثنا أبو خالدٍ، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبيّ بن كعبٍ، قال عبد اللّه سعيد بن أبي شعيبٍ هكذا قال أبو خالدٍ قال: قال أبيّ بن كعبٍ: (إذا حلّيتم مصاحفكم وزوّقتم مساجدكم فعليكم الدّثار) ). [المصاحف: 339]

-ما روي عن ابن عباس: (رأى مصحفًا يحلّى فقال: تغرون به السّرّاق، زينته في جوفه)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : ( حدثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان إذا رأى المصحف قد فضض أو ذهب قال: أَتُغْرُون به السارقَ وزينته في جوفه؟!!). [فضائل القرآن : ]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا المعلّى، حدّثنا أبو عوانة، عن عامرٍ الأحول، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، (أنّه كان يكره أن يحلّى المصحف قال: يغرون به السّارق) ). [المصاحف: 343]

-ما روي عن عبد الله بن مسعود : (إنّ أحسن ما زيّن به المصحف تلاوته في الحقّ)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ): ( حدثنا وكيع وأبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: مُرَّ على عبد الله بمصحف قد زين بالذهب فقال: إن أحسن ما زين به المصحف: تلاوته بالحق). [فضائل القرآن:؟؟ ]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سفيان وأبو معاوية , عن الأعمش, عن شقيق قال : أتي عبد الله بمصحف قد زين , فقال: إن أحسن ما زين به المصحف: تلاوته بالحق). [سنن سعيد بن منصور: 485]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا محمّد بن آدم، وأحمد بن سنانٍ، وعليّ بن حربٍ قالوا: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيقٍ قال: مرّ عليّ عبد اللّه بمصحفٍ قد زيّن بالذّهب، فقال: (إنّ أحسن ما زيّن به المصحف تلاوته في الحقّ) ). [المصاحف: 340]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا هارون بن سليمان، حدّثنا روحٌ، وحدّثنا يونس بن حبيبٍ، حدّثنا أبو داود قالا: حدّثنا شعبة، عن سليمان، عن أبي وائلٍ قال: جيء إلى عبد اللّه بمصحفٍ قد حلّي، فقال عبد اللّه: (ما حلّي بمثل تلاوته) ). [المصاحف: 341]

-ما روي عن أبي ذر: (إذا زوّقتم مساجدكم وحلّيتم مصاحفكم فالدّبار عليكم)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا ابن بكير، عن الليث بن سعد، عن شعيب بن أبي سعيد مولى قريش قال: قال أبو ذر: (إذا حلّيتم مصاحفَكم وزوَّقتم مساجدَكم فالدَّبَار عليكم)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبيد الله، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن سعيد بن أبي سعيد، قال: قال أبو ذرٍّ: إذا زوّقتم مساجدكم وحلّيتم مصاحفكم فالدّبار عليكم).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/547]

-ما روي عن أبى الدرداء: (...قال إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فالدبار عليكم)
قال عبد الرزاق بن همّام بن نافع الصنعاني (ت:211هـ): (عن إسماعيل بن عياش عن أبي عثمان القرشي عن علي بن أبي طلحة عن ابي الدرداء قال إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فالدبار عليكم) [مصنف عبد الرزاق:3/154]
قال أبو بكرٍ جَعفرُ بنُ مُحمدٍ الفِرْيابِيُّ(ت:301هـ): (حدثنا محمد بن الحسن البلخي قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن عمرو بن الحارث ، عن بكر بن سوادة ، عن أبي الدرداء قال : "إذا حليتم مصاحفكم ، وزوقتم مساجدكم ، فالدمار عليكم"). [فضائل القرآن:]

-أثر أبى هريرة: (إذا حليتم مصاحفكم , وزخرفتم مساجدكم , فالدمار عليكم)
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سعيد فرج بن فضالة , عن أبي سعيد الأنصاري, عن أبي هريرة قال:"إذا حليتم مصاحفكم , وزخرفتم مساجدكم , فالدمار عليكم"). [سنن سعيد بن منصور: 486]
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن زيدٍ، حدّثنا أبو داود، حدّثنا فرجٌ، عن أبي سعيدٍ، قال أبو هريرة: (إذا زوّقتم مساجدكم وحلّيتم مصاحفكم فعليكم الدّثار) ). [المصاحف: 340]

-أثر أبي أمامة: (كره أن يحلّى المصحف)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن الأحوص بن حكيمٍ، عن أبي الزّاهريّة، عن أبي أمامة، أنّه كره أن يحلّى المصحف).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/547]

-أثر إبراهيم النخعي: (كره أن يحلّى المصحف)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا معتمرٌ، عن أبيه، عن مغيرة، عن إبراهيم، أنّه كره أن يحلّى المصحف).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/546]

-أثر أبي رزين: (...لا تزيدنّ فيه شيئًا من أمر الدّنيا قلّ، ولا كثر)
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبدة، عن الزّبرقان، قال: قلت لأبي رزينٍ: إنّ عندي مصحفًا أريد أن أختمه بالذّهب، قال: لا تزيدنّ فيه شيئًا من أمر الدّنيا قلّ، ولا كثر).[مصنف ابن أبي شيبة: 10/546]

-ما روي عن إبراهيم النخعي: (...وكان يكره أن يكتب بالذهب...)
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (حدثنا هشيم، عن المغيرة، عن إبراهيم أنه كان يكره أن يكتب المصحف بذهب.
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخُرَاسَانِيُّ (ت:227هـ): (حدثنا سعيد قال : نا أبو عوانة , عن مغيرة , عن إبراهيم قال : كان يقال : وكان يكره أن يحلى المصحف وأن يعشر أو يصعر .
قال: وكان يقال : عظموا القرآن ولا تخلطوا به ما ليس منه , وكان يكره أن يكتب بالذهب , أو يعلم عند رؤوس الآي.
قال : وكان يقال : جردوا القرآن). [سنن سعيد بن منصور: 304]م
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (كتابة المصاحف بالذّهب
حدّثنا أبو عبد الرّحمن الأذرميّ، حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، (أنّه كان يكره أن يكتب المصاحف بالذّهب) ). [المصاحف: 339]

-أثر برد بن سنان: (ما أساءت أمّةٌ العمل إلّا زيّنت مصاحفها ومساجدها)
قال أبو بكر عبد الله بن سليمان ابن أبي داود السجستاني (ت: 316هـ): (حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين بن حفصٍ، حدّثنا المقرئ، حدّثنا كهمسٌ، عن برد بن سنانٍ قال: (ما أساءت أمّةٌ العمل إلّا زيّنت مصاحفها ومساجدها) ). [المصاحف: 340]

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 154280)
بنفس الطريقة الموضحة أعلاه نورد الآثار: يكتب اسم الصحابي أو التابعي، ويختصر كلامه باختصار السند والاكتفاء باسم الراوي عن الصحابي أو التابعي، مع ذكر من خرجه، ولا نكرر الروايات، وممكن حذف بعض الأدلة إذا كثرت جدا وكان بعضها يغني عنها.

3-تحرير المسألة
قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ (م):(لا خلاف بين أهل العلم أحفظه فى استحباب كون المصحف ساذجا مجراد عن أى حلية , خاليا من أى زخرفة , فهكذا كان المصحف الإمام ومصاحف الصحابة الكرام , وإنما الخلاف بين أهل العلم فى كون تحلية المصاحف بالنقدين أمرا جائزا أم محظورا . وسبب الخلاف والله أعلم هو التعارض بين الأدلة نقليها وعقليها .
حجة القائلين بجواز التحلية :

احتج من قال بجواز تحلية المصاحف بما ورد من الآثار الدالة على جواز التحلية فى الجملة من مثل ما رواة أبو عبيد فى الفضائل , وابن أبى داود فى المصاحف بسنده عن ابن عون عن عبد الله بن مسعود أنه كان يسألى عن حلية المصاحف فيقول : لا أعلم به بأسا , وكان يحب أن يزين المصحف ويجاد علاقته وصنعته وكل شئ من أمره .
وأخرج أبو عبيد فى الفضائل وابن أبى داود فى المصاحف واللفظ لأبى عبيد قال : ( حدثنا يحى ابن سعيد ومعاذ عن ابن عون عن ابن سيرين أنه كان لا يرى بأسا بأن يزين المصحف ويحلى ).
وأخرج البيهقى عن الوليد بن مسلم { سألت مالكا عن تفيفض المصاحف فأخرج إلينا مصحفا فقال : حدثنى أبى عن جدى أنهم جمعوا القرآن فى عهد عثمان وأنهم فضضوا المصاحف }
فقالوا : إن فى تحلية المصحف تعظيما له وتكريما .
لا داعي لتكرار الأدلة، فطالما أوردتيها في أول الملخص يشار إليها فقط، فنقول: احتجوا بالآثار الواردة عن فلان وفلان وفلان ... في جواز تحلية المصاحف

حجة المانعين من تحلية المصاحف :

واحتج المانعون من تحلية المصاحف بحجج نقلية وعقلية أيضا , ومن حججهم النقلية جملة من الآثار عن جمع من الصحابة كأبى الدرداء وأبى ذر وأبى بن كعب وأبى هريرة تتضمن الوعيد الشديد على تحلية المصاحف وزخرفتها .
فقد أخرج ابن المبارك فى الزهد وأبو عبيد فى فضائل القرآن وسعيد بن منصور فى التفسير من سننه وابن أبى الدنيا فى المصاحف وابن أبى داود فى المصاحف أيضا والحكيم الترمذى فى الأكياس والمغترين , وفى نوادر الأصول له أيضا من حديث أبى الدرداء قال : " إذا حليتم مصاحفكم وزخرفتم مساجدكم فالدبار عليكم " وفى لفظ : " فالدثار عليكم", وفى لفظ : " فالدعاء عليكم " , وفى لفظ : " فالدمار عليكم " , وفى لفظ : " إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فعليكم الدبار " . وأخرج أبو عبيد فى فضائل القرآن عن أبى ذر قال : " إذا حليتم مصاحفكم وزوقتم مساجدكم فالدبار عليكم " . وأخرج ابن أبى داود فى المصاحف عن أبى بن كعبقال: " إذا حليتم مصحافكم وزوقتم مساجدكم فعليكم الدثار"
وأخرج أيضا عن أبى هريرة قال : " إذا زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فعليكم الدثار
وأخرج ابن ماجة عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ماساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم "
وأخرج ابن أبى داود فى المصاحف عن برد بن سنان قال : " ما أساءت أمة العمل إلا زينت مصاحفها ومساجدها "
وأخرج ابن أبى داود فى المصاحف : ( عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان يكره أن يحلى المصحف قال : يغرون به السارق )
وأخرج أبو عبيد وابن أبى داود فى المصاحف واللفظ لأبى عبيد : ( عن ابن عباس : أنه كان إذا رأى المصحف قد فضض أو ذهب قال : " أتغرون به السارق وزينته فى جوفه " ) وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن أبى أمامة ر أنه كره أن يحلى المصحف }
وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبى دواد فى المصحاف من طرق عن عبد الله بن مسعود : أنه مر عليه بمصحف قد زين بالذهب , فقال : " إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته فى الحق " , فظاهر إنكار التحلية
وأخرج ابن أبى شيبة فى مصنفه بسنده عن الزبرقان قال : قلت لأبى رزين إن عندى مصحفا أريد أن أختمه بالذهب , وأكتب عند أول سورة آية كذا وكذا . قال أبو رزين : " لا تزيدوا فيه شيئا من الدنيا قل أو كثر " )
لا تكرري الأقوال كما اتفقنا، بل أشيري فقط إلى أصحابها

حجتهم من المعقول :

واحتج المانعون بالمعقول أيضا فقالوا :إن تحلية المصاحف تتضيع للمال بدون غرض , لا نسلم بأن فى تحليتها تعظيما وإكراما لها إذ لو كان الأمر كذلك لجاء الشرع بمثله , كيف وقد ورد الذم لفاعله ؟ لا يقال إن ماورد فى هذا الشأن لم يثبت رفعه إلى النبى صلى الله عليه وسلم , لأن أقل أحوال المنقول أن يكون قولا لصحابى فى أمر دينى , وما هذا سبيله يأخذ حكم المرفوع , لأن الصحابى لن يقول ذلك من قبيل الرأى والاجتهاد المحض , ولا يقال أيضا بأنه معارض بمثله احتجاجا بما روى عن ابن مسعود إذ قد روىى عنه قول : " يقتضى المنع من التحلية " , فلعله رجع عن قوله بنفى البأس , ووافق جملة القائلين بالمنع كما عن أبى الدرداء وأبى بن كعب وابن عباس وأبى هريرة رضى الله عنهم أجمعين .
ولقائل أن يقول بالمنع من التحلية تغليبا لجانب الحظر , ولكون التحلية من زينة الدنيا فتصان عنا المصاحف قياس على المساجد , ولكون زخرفتها ضربا من التشبه باليهود والنصارى وقد أمرنا بمخالفتهم .
ثم لقائل أن يقول : إن ما طريقه القرب إذا لم يكن للقياس فيه مدخل لا يستحب فعله وإن كان فيه تعظيم , إلا بتوقيف .
الخلاف فى حكم تحلية المصاحف
أ‌- القائلون بالمنع :
لقد ذهب إلى القول بحظر تحلية المصاحف بالنقدين جمهور أهل العلم على اختلاف بينهم فى كون الحظر على سبيل التحريم أو على سبيل الكراهة , وهل يقتصر الحظر على التحلية بالذهب أم يشمل التحلية بالفضة أيضا ؟ وهل يختص المنع ما كان من المصاحف فى حق الرجال أم يتناول مصاحف كذلك ؟ وهل الكتابة بالذهب تعطى خكم التحلية , أم أن لها حكما يخصها ؟ وهل للتمويه بالنقدين حكم التحلية بهما ؟ .
فقد صرح جماعة من أهل العلم بتحريم ذلك كله , ففى الهذب عد فى محرم الأستعمال ما يحلى به المصحف وأوجب فيه الزكاة , لأنه عد به عن أصله بفعل غير مباح فسقط حكم فعله وبقى على حكم الأصل .
وعدده فى المجموع الأصح . وذكره فى روضة الطالبين وجها من أربعة أوجه , ونقل التحريم عن نصه فى سير الواقدى , وهو الذى جزم به ابن قدامة فى المغنى , وقال : { لا يجوز تحلية المصاحف ولا المحاريب } . وذكره فى الآداب قولا رابعا لأصحاب أحمد , وعبر عنه بقيل إشارة إلى تضعيفه , وذكر الفروع نحوا منه وعزاه إلى الموفق وغيره .
قال : قال ابن الزاغونى : { يحرم كتبه بذهب لأنه من زخرفة المصحف , ويؤمر بحكه , فإن كان تجمع منه ما يتمول زكاة }
قلت فظاهر كلام ابن الزغوانى تحريم التحلية مطلقا قياسا على قوله بتحريم الكتابة بالذهب بل أولى , لآنه إذا قال بتحريم الكتابة بالذهب , والأمر فيها أوسع فلأن يقول بتحريم التحلية من طريق الأولى .
والقول بتحريم التحلية هو مقتضى الوعيد الذى انطوت عليه الآثار السالف ذكرها عن أبى الدرداء وأبى بن كعب وأبى هريرة وأبى ذر وعمر رضى الله عنهم أجمعين.
وذهب فريق من أهل العلم القول بكراهة تحلية المصاحف , وهو مقتضى المروى عن ابن عباس وابن مسعود رضى الله عنهما وابن مسعود رضى الله عنهما على ما مر فى حجة المانعين , والقول بكراهة التحلية محكى عن أبى أمامة , وإبراهيم النخعى وأبى يوسف ومحمد بن الحسن صاحبى أبى حنيفة , ورواية ثانية عن الإمام مالك وهى فى مقابل المشهور عنه وهو وجه عند الشافعية , وهو المذهب عند أصحابنا الحنابلة . وجزم فى الإقناع وشرحه بالكراهة , قال البهوتى فى الكشاف : ( وتكره تحليته بذهب أو فضة – نصا لنضييق النقدين . وقال فى موضع آخر من الكشاف بكراهة حلية المصحف , وأوجب فيها الزكاة.
وجزم به أيضا فى شرح المنتهى , وحكى قول ابن الزاغونى فى كتابة المصحف بالهب وإنه بحكه فإن تجمع منه ما يتمول زكاه.
يجب أن تفصلي بين القولين وتميزي أسماء من قال بكل قول منهما:
-من قال بالتحريم،
- من قال بالكراهة
ولا ينبغي أن نسرد الكلام سردا
ب‌- القائلون بالتفصيل :
وجوز قوم حلية المصحف إذا كانت من الفضة خاصة , وهو مذهب المالكية , وقول مرجوح عند الشافعية , والحنابلة , والحنفية , وفرق بعض الشافعية وبعض الحنابلة بين مصاحف الرجال ومصاحف النساء , واعتبره النووى فى الروضة أصح الأوجه عند الأكثرين.
وجزم به الأنصارى فى أسنى المطالب , وقال الزركشى : ( ينبغى أن يلحق بالمصحف ذى ذلك اللوح المعد لكتابة القرآن ).
وجزم الهيتمى فى التحفة بجواز تحلية المصحف وما فيه قرآن ولو للتبرك للمرأه بذهب كتحليها به مع إكرامه , وجعله العبادى شاملا لما إذا كانت التحلية بالتمويه ,ولما كانت بإلصاق ورق الذهب بورقه " م.د"
قال: والطفل فى ذلك كله كالمرأة شرح " مر ", وألحق الشروانى بهما المجنون , واستقرب العبادى منع الرجل من القراءة فى مصحف المرأة المحلى بالذهب , ولو كان ذلك على سبيل الإعارة أو الإجارة أو الشراء ." قوله تحلية ما ذكر " شامل لغلاف المصحف , لذا قال "باعشن" يحل للمرأة تحلية ما فىه قرآن ولو لوحا , ولو للتبرك وغلافه بالذهب أ.هـ. لكن قضية كلام المغنى أنه لا يجوز باتفاق عبارته ويحل تحلية غلاف المصحف المنفصل عنه بالفضة للرجل والمرأة , وأما بالذهب قال المجموع : فحرام بلا خلاف نص عليه الشافعى والأصحاب , أى وإنما لم يجز للمرأة ذلك لأنه ليس حلية للمصحف .أ. هـ فليرجع قول المتن , آخر كلام التحفة وحواشيها .
وذكر الموفق الدين بن قدامة فى المغنى أن القاضى قال بإباحة علاقة المصحف ذهبا أو فضة للنساء خاصة , قال : وليس بجيد , لأن حلية المرأة ما لبسته وتحلت به فى بدننها أو ثيابها , وما عداه فحكمه حكم الأوانى لا يباح للنساء منه إلا ما أبيح للرجال , ولو أبيح لها ذلك لأبيح علاقة الأوانى والأدراج ونحوها . ذكره ابن عقيل .
وفى الآداب عبر عنه بصيغة التضعيف فقال : ( وقيل يباح علاقته للنساء دون الرجال ولييس بصحيح لأن هذا جميعه لم ترد به السنة , ولا نقل عن السلف مع ما فيه من إضاعة المال ) . وعبارته فى الفروع : ( وقيل لا يكره تحليته للنساء )


قد فصلت كل قول في كل سطر فبدا كأنه مسألة مستقلة رغم أن الكلام تابع لبعضه في أكثرها
والقائلون بالتفصيل تناولوا أمورا ثلاثة:
من أجاز التحلية للرجال والنساء إذا كانت من فضة فقط
من رخص في التحلية للنساء دون الرجال
ما يتعلق بتحلية علاقة المصحف وغلافه بالذهب أو الفضة

جـ - القائلون بجواز تحلية المصاحف :
وذهب إلى القول بجواز تحلية المصاحف مطلقا جمهور الحنفية , وهو اختيار أبى حنيفة , وفى أحد قولى محمد على ما ذكره قاضى خان , وحكاه الكاسانى وابن البزاز رواية عن أبى يوسف , وهو الذى جزم به ابن الهمام , والعينى , والحصفكى لما فيه من تعظيمه كما فى نقش المسجد , كذا قال .
وذكر ابن عابدين جواز تحلية المصحف بالنقدين خلافا لأبى يوسف , وهو المشهور من مذهب مالك , بل قال فى البيان :( قال الإمام القاضى : ولا اختلاف أحفظه فى إجازة تحلية المصحف بالفضة , وأما تحليته بالذهب فأجيز وكره , وظاهر ما فى الموطأ إجازته , وقد أقام إجازة ذلك بعض العلماء من حديث فرض الصلاة قوله فيه: " فنزل جبريل ففرج صدرى ثم غسله بماء زمزم , ثم جاء بسطت من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه فى صدرى ثم أطبقه " . والمعنى فى إقامة ذلك منه خفى وقد نبثه فى موضعه ..
وذكر الونشريسى فى المعيار جواز التحلية بالنقدين على المشهور فى مذهب مالك , وجزم به ابن جزى فى قوانينه , وعده الخرشى المشهور فى المذهب إذا كان على جلده الخارجى , ومال إلى جوازه من الداخل أيضا دون تجزئته وتعشيره فيكره , وجوز البرزلى كتابة المصحف بالذهب على ما ذكره العدوى فى حاشيته على الخرشى, وجزم الخرشى أيضا بجواز تحلية المصحف بالذهب , وحكى
الزرقانى الجواز فى المصحف خاصة . وهو الذى اختاره خليل , وصرح به شراحه كالحطاب فى المواهب , وصاحب الجواهر , وذكره الدردير فى الشرح الصغير , وتابعه الصاوى فى حاشيته عليه .
وجوز النفراوى تحلية المصحف من الخارج بالنقدين , وكرهها من الداخل , وكذا كره كتابته وتعشيره بهما , وذكر فى الروضة الحل مطلقا وجها ثالثا عند الشافعية . وهو رواية عن الإمام أحمد على ما ذكره ابن مفلح فى آدابه وفروعه وفاقا لأبى حنيفة قال : كتطييبه , نص عليه ككيسه الحرير نقله الجماعة .
وقال القاضى وغيره : (المسأله محمولة على أن ذلك قدر يسير ومثل ذلك لا يحرم , كالطراز , والذيل , والجيب . كذا قالوا ).

يكفيك في هذه الفقرة أن تذكري الأسماء فقط، ولا بأس من الاستشهاد ببعض أقوالهم عند الحاجة لكن دون مبالغة
وأفضل أن تكون المسألة ومعها أسماء من تكلم فيها من أهل العلم وحجتهم كله في موضع واحد من الملخص، ولا داعي لفصل الأسماء بعيدا عن الأقوال

4- تمويه المصاحف بالنقدين :

ومنع جمهور أهل العلم التمويه بالنقدين , ولم يسلموا قياسه على التحلية خلافا للحنفية , وبعض الشافعية فى جواز التمويه .
قال ابن الزاز الحنفى : ( وأما التمويه الذى لا يخلص منه شئ لا بأس إجماعا ) .
والظاهر أنه أراد بالأجماع إجماع فقهاء الحنفية , لأن القائلين بمنع التحلية يقولون بمنع التموية من طريق الأولى , بل صرح الهيتمى الشافعى بمنع قياس التمويه على التحلية فقال : ( تنبيه – يؤخذ من تعبيرهم بالتحلية المار الفرق بينهما وبين التمويه , حرمة التمويه هنا بذهب أو فضة مطلقا لما فيه من إضاعة المال , فإن قلت : العلة الإكرام وهو حاصل بكل , قلت : لكنه فى التحلية لم يخلفه محظور بخلافه فى التمويه لما فيه من إضاعة المال وإن حصل منه شئ , فإن قلت : يؤيد الإطلاق قول الغزالى : من كتب القرآن بالذهب فقد أحسن , ولا زكاة عليه . قلت يفرق بأنه يغتفر فى إكرام حروف القرآن ما لا يغتفر فى نحو ورقة وجلده , على أنه لا يتأتى إكرامها إلا بذلك فكان مضطرا إليه فيه , بخلافه فى غيرها يمكن الإكرام فيه بالتحلية فلم يحتج للتمويه فيه رأسا ).
وقيد العبادى حرمة المموة فى حق الرجل بما إذا كان يحصل منه شئ بالعرض على النار وإلا فلا يمكن غير الحل , لأنه لا يزيد على الأناء المموه الذى لا يحصل منه شئ بالعرض على النار مهع أنه يحل استعماله للرجل كما تقدم فى باب الأجتهاد كذا قال , وتعقب قول التحفة بحرمة التمويه فقال : ( الوجه عدم الحرمة , وإضاعة المال لغرض جائزة " م ر" ).
قسمي الأقوال إلى: من قال بالمنع، من قال بالجواز، من قيد، ثم تكلمي عن كل قسم باختصار بذكر أصحابه وحجتهم

هـ - كتابة المصحف بالذهب :
حكى أبو عبيد فى الفضائل وابن أبى داود فى المصاحف عن إبراهيم النخعى أنه كان يكره أن تكتب المصاحف بالذهب .
وحكى الطرطوشى فى الحوادث والبدع كراهة كتابة المصاحف بالذهب عن الإمام مالك , وهو الذى صرح به جمهور فقهاء المالكية خلافا للبرزلى فى عدم الكراهة .
وقد صرح ابن الزغوانى من أصحابنا الحنابلة بتحريم كتابة الذهب حيث نقل غير واحد من الأصحاب قوله : ( يحرم كتبه بذهب لأنه من زخرفة المصحف ويؤمر بحكه , فإن كان تجمع منه ما يتمول الزكاه ), ولم يذكر أصحابنا ما يخالفه مما يشعر بموافقتهم له وإقرارهم لفتواه . وهو الذى نقله ابن القيم فى بدائع الفوائد , وابن مفلح فى الفروع , وابن رجب فى طبقاته , وصاحب المبدع , والبهوتى فى الكشاف وشرح المنتهى .
ومع أن أبا حامد الغزالى فى الإحياء قد استشهد بحديث أبى الدرداء فى معرض الإنكار على المكغترين , إلا أنه ذكر فى فتاويه خلاف ذلك , حيث أفتى بأن من كتب القرآن بالذهب فقد أحسن , ولا زكاة عليه على ما نقله النووى فى الروضة والأنصارى فى أسنى المطالب , والهيتمى فى التحفة , والعبادى والشروانى فى حواشيهما عليها . وتعقب العبادى نقل التحفة قول الغزالى من كتب القرآن بالذهب أى وإن لم يحصل بالكتابة شئ بالعرض على النار , وظاهره عد الفرق فى ذلك بين كتابته للرجل أو المرأة وهو كذلك , وإن نازع فيه الأذرعى شرح الرملى .
نفس الملاحظة السابقة

5- زكاة حلية المصاحف :

ولأهل العلم فى وجوب زكاة حلية المصحف قولان فى الجملة :
أحدهما : الوجوب وهو مذهب الحنفية ,.................
والشافعية , والحنابلة , وبه جزم ابن حزم فى المحلى .
والقول الثانى : أن الزكاة غير واجبة فى الحلية المذكورة , وهو مذهب المالكية وبه أفتى الغزالى من الشافعية , وفرق قوم بين ما تباح تحليته وبين ما تحرم , فأوجبوا الزكاة فى الثانى دون الأول , وهو اختيار ابن جزى المالكى).[المتحف فى أحكام المصحف:256-271]
قال صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ (م):(تذهيب المصحف
مر فى المسألة تحلية المصحف من هذا البحث ذكر اختلاف العلماء فى شأن استعمال الذهب فى المصاحف وتبين ثم أن الجمهور على القول بالنع من استعمال الذهب فى المحف مطلقا لا فرق عندهم بين كون التذهيب فى الحروف أو على الزخرفة أو التحلية كما يستوى فى المنع كون التذهيب فى داخل المصحف أو خارجه على جلده ولا فرق أيضا عند الجمهور فى المنع بين كون التذهيب فى مصاحف الرجال أو النساء لن الوعيد الذى تضمنته الآثار الواردة فى هذا الشأن يتناول بعمومه ذلك كله , ولأن التذهيب لو كان مشروعا لفعلته الصحابة فى المصحف الإمام , ثم إن التذهيب من زينة الدنيا وما هذا سبيله تتعين صيانته المصحف عنه كالمسجد . والله أعلم بالصواب). [المتحف فى أحكام المصحف:278]



أحسن الله إليك أختي وبارك فيك
لنبتعد قدر المستطاع عن النسخ الحرفي، ويتبع ما نبهنا عليه في كيفية تلخيص الآثار والأقوال
فأرجو الانتباه لما ذكر وسيتيسر أمر الفهرسة شيئا فشيئا إن شاء الله، أهم شيء البعد عن النسخ وإعمال الفكر في فهم الأقوال واستخلاص المسائل

التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 12 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 13 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 60/70
وفقك الله

ونذكرك بهذا الموضوع

مثبــت: شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية
بارك الله فيك وأحسن إليك

هبة مجدي محمد علي 11 ربيع الثاني 1436هـ/31-01-2015م 02:49 PM

حل أسئلة محاضرة البناء العلمي
 

س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
مرحلة البناء العلمي :هي مهمة جدا وهي لب التحصيل العلمي لطالب العلم فبعد إتمام دراسة مختصر في العلم وتمام مهارات التأسيس العلمي يكون مؤهلا ليبدأ مرحلة البناء العلمي
وغالبا ماتكون مرحلة البناء في فورة النشاط وأوائل الطلب فهي السن الذهبية للبناء العلمي فمن فرط فيه يصعب عليه تعويضه.
وممايحول بينه وبينه :التسويف والتأجيل وتداخل الخطط واضطرابها وضعفه في مهارات التأسيس العلمي واغفاله لبعض الأمور المهمة التي يستلزمها البناء العملي.
قال الإمام أحمد أنفع شيء للعلم مداومة النظر في الكتاب.
فإذا كان الأصل الذي لدى الطالب به مسائل كثيرة ومحررة مع النظر في العلم فهو سيحصل العلم الكثير.
لايحصل العالم علما كثيرا ولو كانت له قراءات كثيرة إلا إذا جمع أصلا عنده وحرره وعرف مابه وراجعه فيسهل عليه أن يجيب بعد هذا.

عناية العلماء بالبناء العلمي:
-كان لكثير من العلماء أصولهم العملية الخاصة يجمعون فيها مسائل العلم كل بحسب علمه الذي يطلبه.
فكان أهل الحديث لهم أصول خاصة لكل محدث.
1-الإمام أحمد قال انتقيت المسند من 700ألف حديث فلما أراد أن يصنف المسند استخرجه من أصله بنحو ثلاثين ألف حديث.
2-إسحاق بن راهويه قال كأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها نستفيد منها وجود أصل عنده لأنه لم ينقل إلينا كتبه ومنها مالم يبيضه.
3-الإمام مسلم صنف مصنفه من ثلاثمئة ألف حديث .
4-أبو داوود كتب خمسمائة ألف حديث انتقى منها مادونه في السنن.
فهذا يدل أن بناء الأصل العلمي من طرق اهل العلم المعتمدة
هل كان العلماء يطلعون على أصولهم؟
بعضهم كان يطلع بعض الخاصة وإلا فالغالب ألا يطلع لأن غالبها لا يكون محررا قابلا للنشر
ولهذا قيل:إن الدارقطني أملى كتابه من حفظه.
وليس مختصا هذا بأهل الحديث فقط ومن أمثلة ذلك:
ابن تيمية رحمه الله كان له أصله من التفسير. وقد وقف على خمسة وعشرين تفسيرا مسندا وأنه كتب نقول السلف على جميع القرآن مجردة عن الاسناد.
-كذلك اللغويين مثل الثعلب أقبل على كتب الفراء وحذقها ولم يدرك الخمسة والعشرين.
-ابن مفلح كان له أصل علمي مهم في مسائل الامام احمد حتى قيل انه اعلم الناس بالمذهب.
-كثرة ادمان ابن فرحون بتفسير ابن عطية حتى كاد ان يحفظه.


س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
1-يتخذ أصلا في العلم الذي يدرسه يتقن أصله ويدمن قراءته
فيختار كتابا في كل علم ويدمن قراءته ويعلق عليه ويزيد عليه الأمثلة والمسائل عليه.
-بعض المعاصرين ذوو المكتبات القليلة كانوا يقرأونها قراءة حسنة ويكثرون ذلك حتى حفظوا مافيها ونقل ذلك عن عبد الرزاق العفيفي وقد كان نائب رئيس هيئة كبار العلماء .وكذلك ابن عثيمين كان يحفظ الشرح الممتع وبرع في الفقه الذي درسه على يد السعدي.
2-ينشأ الطالب لنفسه أصلا وهو أنواع :
أ-يبني أصله من كتب عالم من العلماء ويلخص مسائلها حتى يكون لديه أصل علمي من كتب ذلك الإمام ويعرف منهجه وطريقته ويدركها جيدا
مثل ابو عمر الزاهد مع الامام تعلب و كما فعل الإمام محمد عبد الوهاب و السعدي مع كتب ابن تيمية وابن القيم.
وكذلك فعل بعض المعاصرين مع كتب ابن عثيمين.
لكن هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها حتى يصبر الطالب عليها مدة طويلة من الزمن. ولا يحصل هذا البناء العلمي بالقراءة العابرة
ومن الصعب أن يجمع الطالب بين أكثر من طريقة في الأصل العلمي
وينبغي للطالب أن يحدد اختياره باستثناء من لديه نهمة عالية
ب-يتحذ أصلا من كتب متعددة يلخص منها المسائل كما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير



س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟

مراحل البناء العلمي:
1-يبدأ طالب العلم بدراسة مختصر في هذا العلم وهذا مهم جدا
والغرض منه :معرفة كيف يدرس المسائل العملية في ذلك العلم ويكون على المام عام بمسائله ولذلك المستوى الاول اخذنا منظومة الزمزمي وابن عثيمين.
2-الزيادة على هذا الأصل بقراءة ودراسة كتاب أوسع منه قليلا ليستفيد : مراجعة الأصل الذي درسه بطريقة أخرى.
وكذلك الزيادة عليه.
3-تكميل جوانب التأسيس :فالطالب سيجد ان لديه علوم لابد أن يدرس فيها مختصرا واحدا
فالطالب الذي وجد ضعفا في البلاغة يدرس مختصرا فيهاوالذي لديه ضعف في حروف المعاني أو الإملاء.
وهذه المختصرات يكفيها وقت ليس بالطويل لان غرضها فقط الخروج من مرحلة المبتدأين .
4-قراءة كتاب جامع او اتخاذ أصل والزيادة عليه.
5-القراءة المبوبة:
الآن الطالب اتخذ أصلا إما كتاب يزيد عليه أو لديه ملخص
فالمقصود بها أن هناك أبواب لكل علم مثل أبواب علوم القرآن
قد يجد كتابا قيما فيقرآه ويلخص مسائله وكذلك كتابا آخر في باب آخر
وبعد سنوات قد قرأ كتبا قيمة في أبواب متفرقة وهنا تكون القفزات العلمية الكبيرة لطلاب العلم فقد يقف على كتاب قيم يختصر عليه كثيرا من الوقت ومن المسائل التي يحتاجها
ومن ذلك الاستفادة من الدراسات الموسوعية مثل عبد الخالق عضيمة في اساليب القرآن .

هيئة التصحيح 7 25 ربيع الثاني 1436هـ/14-02-2015م 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 163508)

س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
مرحلة البناء العلمي :هي مهمة جدا وهي لب التحصيل العلمي لطالب العلم فبعد إتمام دراسة مختصر في العلم وتمام مهارات التأسيس العلمي يكون مؤهلا ليبدأ مرحلة البناء العلمي
وغالبا ماتكون مرحلة البناء في فورة النشاط وأوائل الطلب فهي السن الذهبية للبناء العلمي فمن فرط فيه يصعب عليه تعويضه.
وممايحول بينه وبينه :التسويف والتأجيل وتداخل الخطط واضطرابها وضعفه في مهارات التأسيس العلمي واغفاله لبعض الأمور المهمة التي يستلزمها البناء العملي.
قال الإمام أحمد أنفع شيء للعلم مداومة النظر في الكتاب.
فإذا كان الأصل الذي لدى الطالب به مسائل كثيرة ومحررة مع النظر في العلم فهو سيحصل العلم الكثير.
لايحصل العالم علما كثيرا ولو كانت له قراءات كثيرة إلا إذا جمع أصلا عنده وحرره وعرف مابه وراجعه فيسهل عليه أن يجيب بعد هذا.

عناية العلماء بالبناء العلمي:
-كان لكثير من العلماء أصولهم العملية الخاصة يجمعون فيها مسائل العلم كل بحسب علمه الذي يطلبه.
فكان أهل الحديث لهم أصول خاصة لكل محدث.
1-الإمام أحمد قال انتقيت المسند من 700ألف حديث فلما أراد أن يصنف المسند استخرجه من أصله بنحو ثلاثين ألف حديث.
2-إسحاق بن راهويه قال كأني أنظر إلى مئة ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفا أسردها نستفيد منها وجود أصل عنده لأنه لم ينقل إلينا كتبه ومنها مالم يبيضه.
3-الإمام مسلم صنف مصنفه من ثلاثمئة ألف حديث .
4-أبو داوود كتب خمسمائة ألف حديث انتقى منها مادونه في السنن.
فهذا يدل أن بناء الأصل العلمي من طرق اهل العلم المعتمدة
هل كان العلماء يطلعون على أصولهم؟
بعضهم كان يطلع بعض الخاصة وإلا فالغالب ألا يطلع لأن غالبها لا يكون محررا قابلا للنشر
ولهذا قيل:إن الدارقطني أملى كتابه من حفظه.
وليس مختصا هذا بأهل الحديث فقط ومن أمثلة ذلك:
ابن تيمية رحمه الله كان له أصله من التفسير. وقد وقف على خمسة وعشرين تفسيرا مسندا وأنه كتب نقول السلف على جميع القرآن مجردة عن الاسناد.
-كذلك اللغويين مثل الثعلب أقبل على كتب الفراء وحذقها ولم يدرك الخمسة والعشرين.
-ابن مفلح كان له أصل علمي مهم في مسائل الامام احمد حتى قيل انه اعلم الناس بالمذهب.
-كثرة ادمان ابن فرحون بتفسير ابن عطية حتى كاد ان يحفظه.


س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
1-يتخذ أصلا في العلم الذي يدرسه يتقن أصله ويدمن قراءته
فيختار كتابا في كل علم ويدمن قراءته ويعلق عليه ويزيد عليه الأمثلة والمسائل عليه.
-بعض المعاصرين ذوو المكتبات القليلة كانوا يقرأونها قراءة حسنة ويكثرون ذلك حتى حفظوا مافيها ونقل ذلك عن عبد الرزاق العفيفي وقد كان نائب رئيس هيئة كبار العلماء .وكذلك ابن عثيمين كان يحفظ الشرح الممتع وبرع في الفقه الذي درسه على يد السعدي.
2-ينشأ الطالب لنفسه أصلا وهو أنواع :
أ-يبني أصله من كتب عالم من العلماء ويلخص مسائلها حتى يكون لديه أصل علمي من كتب ذلك الإمام ويعرف منهجه وطريقته ويدركها جيدا
مثل ابو عمر الزاهد مع الامام تعلب و كما فعل الإمام محمد عبد الوهاب و السعدي مع كتب ابن تيمية وابن القيم.
وكذلك فعل بعض المعاصرين مع كتب ابن عثيمين.
لكن هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها حتى يصبر الطالب عليها مدة طويلة من الزمن. ولا يحصل هذا البناء العلمي بالقراءة العابرة
ومن الصعب أن يجمع الطالب بين أكثر من طريقة في الأصل العلمي
وينبغي للطالب أن يحدد اختياره باستثناء من لديه نهمة عالية .
ب-يتحذ أصلا من كتب متعددة يلخص منها المسائل كما لخص ابن تيمية أقوال السلف في التفسير .
3- من خلال التأليف : كما فعل الإمام السيوطي في التحبير ثم الإتقان .



س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟

مراحل البناء العلمي:
1-يبدأ طالب العلم بدراسة مختصر في هذا العلم وهذا مهم جدا
والغرض منه :معرفة كيف يدرس المسائل العملية في ذلك العلم ويكون على المام عام بمسائله ولذلك المستوى الاول اخذنا منظومة الزمزمي وابن عثيمين.
2-الزيادة على هذا الأصل بقراءة ودراسة كتاب أوسع منه قليلا ليستفيد : مراجعة الأصل الذي درسه بطريقة أخرى.
وكذلك الزيادة عليه.
3-تكميل جوانب التأسيس :فالطالب سيجد ان لديه علوم لابد أن يدرس فيها مختصرا واحدا
فالطالب الذي وجد ضعفا في البلاغة يدرس مختصرا فيهاوالذي لديه ضعف في حروف المعاني أو الإملاء.
وهذه المختصرات يكفيها وقت ليس بالطويل لان غرضها فقط الخروج من مرحلة المبتدأين .
4-قراءة كتاب جامع او اتخاذ أصل والزيادة عليه.
5-القراءة المبوبة:
الآن الطالب اتخذ أصلا إما كتاب يزيد عليه أو لديه ملخص
فالمقصود بها أن هناك أبواب لكل علم مثل أبواب علوم القرآن
قد يجد كتابا قيما فيقرآه ويلخص مسائله وكذلك كتابا آخر في باب آخر
وبعد سنوات قد قرأ كتبا قيمة في أبواب متفرقة وهنا تكون القفزات العلمية الكبيرة لطلاب العلم فقد يقف على كتاب قيم يختصر عليه كثيرا من الوقت ومن المسائل التي يحتاجها
ومن ذلك الاستفادة من الدراسات الموسوعية مثل عبد الخالق عضيمة في اساليب القرآن .
6- المراجعة المستمرة والفهرسة .

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، إجابة جيدة ، أحسن الله إليكِ ، ونفع بكِ .
فاتكِ بعض الأمور تم التبيه عليها أثناء التصحيح ، ويرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية وتصويبها - إن وجدت - .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

هبة مجدي محمد علي 18 جمادى الأولى 1436هـ/8-03-2015م 12:03 AM

تلخيص درس اختلاف التنوع من مقدمة أصول التفسير لابن تيمية
 
العناصر الاساسية للدرس :
1-أنواع الاختلاف عند السلف.
2-أنواع اختلاف التنوع.
3-مثال على كل نوع.
4-من اختلاف التنوع الاختلاف في أسباب النزول.
5-أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
6-فائدة في الحدالمطابق.
7-العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
8-فائدة في إنكار الصفات التي يتضمنها اسم من أسماء الله تعالى.


تلخيص الدرس :

1-أنواع الاختلاف عند السلف:
الأول : اختلاف التضاد.
تعريفه: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ وهو قليلٌ.
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} الضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: هوعيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى ولا يمكن أن تحتمل الآية المعنيين.لأنها بلفظ المفرد.
الثاني : اختلاف التنوع
تعريفه :هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ.


2-أنواع اختلاف التنوع:
اختلافَ التنوُّعِ ينقسمُ إلى قسمين:
قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ. وقد ذكر شيخ الإسلام هذا القسم فقال :أن يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ منْهُمْ عَنِ المُرَادِ بعبارَةٍ غَيرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ ، تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى في المُسَمَّى غَيرِ الْمَعنَى الآخَرِ ، مَعَ اتِّحادِ الْمُسَمَّى .
قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ. ذكر شيخ الإسلام أَنْه يَذْكُرَ كُلٌّ منْهُمْ مِن الاسْمِ العَامِّ بَعْضَ أَنْوَاعِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّمثيلِ ، وَتَنْبِيهِ الْمُسْتَمِعِ عَلَى النَّوعِ ، لاَ علَى سَبِيلِ الْحَدِّ الْمُطَابِقِ لِلْمَحْدُودِ فِي عُمُومِهِ وَخُصُوصِهِ .


3-مثال على كل نوع:
أمثلة على النوع الأول من اختلاف التنوع:
1-{من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الذكر : هو القرآن وقال آخرون :هو السنة وقال آخرون: هو الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال آخرون: هو ذكر الله من التسبيح والتحميد .
وَالمقصُودُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الذِّكْرَ هُوَ كَلامُهُ الْمُنَزَّلُ ، أَوْ هُوَ ذِكْرُ العَبْدِ لَهُ ، فَسَوَاءٌ قِيلَ : ذِكْرِِي كِتَابِي ، أَوْ : كَلاَمِي ، أَوْ : هُدَايَ ، أَوْنَحْوُ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ المُسَمَّى واحِدٌ .
وهذه كلها متلازمة، لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة أعرض عن الإسلام أعرض عن اتباع الرسول.


2- تَفْسِيرُهُمْ لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ :
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ القُرْآنُ ؛ أَي اتِّبَاعُهُ ؛ لِقَوْلِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ وغيره : (( هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ ، وَالذِّكرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ )) .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ الإسْلامُ ؛ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ النَّوّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ ، وغيرُهُ : (( ضَـرَبَ اللهُ مَثَلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى جَنْبَتَي الصِّرَاطِ سُورَانِ ، وَ فِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَ دَاعٍ يَدْعُو منْ فَوْقِ الصِّراطِ ، ودَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ )) قَالَ : (( فَالصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الإسْلامُ ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللهِ ، وَالأبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللهِ ، وَالدَّاعِي علَى رَأْسِ الصِّراطِ كِتَابُ اللهِ ، وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّراطِ وَاعِظُ اللهِ في قَلْبِ كُلِّ مُؤْمنٍ )) .
وفسر بأنه السنة والجماعة .
وبأنه الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم
وهذا ليس خلافا في حقيقة الأمر لأنَّ دِينَ الإسْلامِ هُوَ اتِّباعُ القُرْآنِ . والقرآن دال على السنة .

مثال على النوع الثاني من خلاف التنوع :
1- قوله تعالى:{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } سورة فاطر : 32
فَمَعْلُومٌ أَنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ يَتَنَاوَلُ المُضَيِّعَ لِلْوَاجِبَاتِ ، والمنْتَهِكَ لِلْمُحَرَّمَاتِ ، وَالْمُقْتَصِِدُ يَتَنَاوَلُ فَاعِلَ الْوَاجِبَاتِ وَتَارِكَ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَالسَّابقُ يَدْخُلُ فِيهِ منْ سَبَقَ فَتَقَرَّبَ بِالْحَسَنَاتِ مَعَ الْوَاجِبَاتِ ، فَالْمُقْتَصِِدُونَ هُمْ أَصْحَابُ اليَمِينِ ، وَالسَّابقُونَ السابقون أُولَئِِكَ الْمُقرَّبُونَ .
ويذكر المفسرون مثالا لكل قسم كقَوْلِ القائِلِ : السَّابقُ الَّذِي يُصَلِّي في أَوَّلِ الوَقْتِ ، وَالمُقْتَصِدُ الَّذِي يُصَلِّي فِي أَثْنَائِهِ ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي يُؤَخِّرُ العَصْرَ إِلَى الاصْفِرَارِ .
أَوْ يقُولُ : السَّابقُ وَالْمُقْتَصِدُ قَدْ ذكرَهُمْ في آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ ، فَإنَّهُ ذَكَرَ الْمُحْسِنَ بِالصَّدَقَةِ ، وَالظَّالمَ بِأَكْلِِ الرِّبَا ، وَالعَادِلَ بِالبَيْعِ . وَالنَّاسُ في الأَمْوَالِ إمَّا مُحْسِنٌ ، وإمَّا عادِلٌ ، وإمَّا ظالمٌ . فَالسَّابقُ المحسِنُ بِأَدَاءِ الْمُسْتَحَبَّاتِ مَعَ الوَاجِبَاتِ ، وَالظَّالِمُ آكِلُ الرِّبَا ، أَوْ مَانِعُ الزَّكَاةِ ، وَالْمُقْتَصِدُ الَّذِي يُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَلاَ يَأْكُلُ الرِّبَا . وَأَمْثَالُ هَذِهِ الأَقَاوِيلِ .
2-قوله تعالى {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} والحسنة كما ذكرها المفسرون أنها الزوجة أو المال أو الإمارة .
3- قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده.
كذلك ولد الولد يسرع في إرضاء جده. كذلك الأصهار.
4-قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
وكل هذا هو أمثلةٌ للنعيمِ، ولذلك فإنَّ عباراتِ السَّلَفِ في مِثلِ هذا تُحملُ على المثالِ , لا على التخصيصِ.

4-من اختلاف التنوع الاختلاف في أسباب النزول:
ما يُحكَى من أسبابِ النـزولِ عن السَّلفِ فإنه يَحمِلُ على المثالِ إذا تعدَّدتِ الحكايةُ في سببِ النـزولِ، فإذا وجَدْتَ آيةً حـُكِيَ أنها نَزلتْ في فلانٍ، وحكى ثانٍ أنها نزلَتْ في فلانٍ , وحَكَى ثالثٌ أنها نزَلَتْ في فلانٍ؛ فإنَّ هذا الخلافَ يُعتبرُ اختلافَ تنوُّعٍ , ولا يُعتَبَرُ اختلافَ تناقُضٍ.
وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ.
مثال ذلك :
1-قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك. أمثلة
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
2-، ومثل قولهم إِنَّ آيَةَ الظِّهارِ نَزَلَتْ في امْرَأَةِ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ ، وَإِنَّ آيةَ اللِّعانِ نَزَلَتْ في عُوَيْمِرٍ العَجْلانيِّ ، أَوْ هِلالِ بنِ أُمَيَّةَ ، وَإِنَّ آيَةَ الكَلالَةِ نَزَلَتْ فِي جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ ، وَإِنَّ قولَهُ: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 49]، نَزَلـَتْ في بَنِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضيرِ. وَإِنَّ قَوْلَهُ: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} [سُورَةُ الأَنْفَالِ: 16]، نزلـَتْ في بَدْرٍ، وَإِنَّ قولَهُ: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 106[ نَزَلَـَتْ فِي قَضِيَّةِ تَمِيمٍ الدَّاريِّ، وَعَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ. وَقَوْلُ أَبِي أَيُّوبَ: إِنَّ قَوْلَهُ: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [سُورَةُ البَقَرَةِ: 195]نَزَلَـتْ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ... الحديثُ .
3-في سورة: {ويل للمطففين} هل هي مكية أم مدنية؟ قالوا نزلت في مكة ثم قال بعضهم نزلت في المدينة.
مثل سورة الفاتحة قالوا نزلت في المدينة وقالوا بمكة.
مثل المعوذتين قالوا نزلت في كذا لما سحر النبي عليه الصلاة والسلام ونزلت بعد ذلك.


5-أنواع الألفاظ عند الأصوليين:
الألفاظ إما أن تكون متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر الترادف التام .
أما التباين فأن تكون هذه غير تلك لفظاً ومعنىً، بينهما كما ذكر شيخ الإسلام .
وعند طائفة من الأصوليين غير ذلك يجعلون الأسماء المتكافئة من المتباينة، ويجعلون المتباينة قسمين .
والمتكافئة في دلالاتها على المسمى واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات مختلفة .
أمثلة : 1-أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار.
2- ما جاء في الأسماء الحسنى فإن اسم الله العليم والقدوس والمؤمن والسلام هذه بدلالة الذات فإن العليم هو الله والقدوس هو الله والسلام هو الله والرحيم هو الله والملك هو الله من جهة دلالتها على الذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة فإن اسم الله القدوس ليس مساوياً في المعنى يعني من جهة الصفة لاسم الله الرحيم وهكذا .
3-أسماء النبي صلى الله عليه وسلم كالحاشر والعاقب وغيرها.


6-فائدة في الحدالمطابق:
التحديدَ الدقيقَ للمصطلحاتِ الشرعيةِ ليس دائمًا صحيحًا، ومِن ثَمَّ لا يُستفادُ من هذا الحدِّ المطابِقِ في العلمِ بحقيقةِ الشيءِ ومعرفَتِه.
ومثاله الصلاةَ. تعريفها: هي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ مُبْتَدَأَةٌ بالتكبيرِ , ومُخْتَتَمةٌ بالتسليمِ.
هذا التعريفِ لا يَحتاجُ إليه المسلمُ لمعرفةِ معنى الصلاةِ.
ومنه تعريفات العلوم الشرعية كالفقه والأصول فإن إيجاد تعريف دقيق لها نوع تعجيز. فإن المراد هو أفهام السامع لا تعيين حد مطابق.


7-العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب:
أنه قد يجئ السبب الواحد للآية مختلفاً، وقد يجئ ذكر السبب واحداً فإذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
ودليل هذه القاعدة :ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.
واستدل العلماء بهذا الحديث الذي في الصحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

8-فائدة في إنكار الصفات التي تتضمنها أسماء الله تعالى:
كلُّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ المُسَمَّاةِ وعلَى الصِّفَةِ الَّتِي تَضَمَّنَهَا الاسْمُ؛ كَالْعَليمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والعِلْمِ، وَالقَدِيرِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ والقُدْرَةِ، والرَّحِيمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والرَّحمةِ.
فأسماء الله تدل على الذات والصفة.وَإنـَّما المقصودُ أنَّ كُلَّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ عَلَى ذَاتِهِ، وَعَلَى مَا فِي الاسْمِ منْ صِفَاتِهِ، وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي في الاسْمِ الآخَرِ بِطَرِيقِ اللُّزُومِ.
حكم من أنكر أن الأسماء تدل على الصفات:
ومَنْ أَنكَرَ دِلاَلَةَ أَسْمَائِهِ عَلَى صِفَاتِهِ فهو قائل بقَوْلِ غُلاةِ البَاطِنِيَّةِ القَرَامِطَةِ.


أمل عبد الرحمن 22 جمادى الأولى 1436هـ/12-03-2015م 03:02 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مجدي محمد علي (المشاركة 178887)
العناصر الاساسية للدرس :
1-أنواع الاختلاف عند السلف.
2-أنواع اختلاف التنوع.
3-مثال على كل نوع.
4-من اختلاف التنوع الاختلاف في أسباب النزول.
5-أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
6-فائدة في الحدالمطابق.
7-العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
8-فائدة في إنكار الصفات التي يتضمنها اسم من أسماء الله تعالى.


تلخيص الدرس :
المقدمات التي تذكر للدرس لا يجب إغفالها خاصة لما تكون من إمام جليل كابن تيمية، وأقصد بها ما ذكره حول قلة اختلاف السلف في التفسير وأن غالبة من قبيل اختلاف التنوع وفائدة هذا النوع من الاختلاف ونحو ذلك، فإن هذا الكلام لم يقدمه إلا لهدف.
1-أنواع الاختلاف عند السلف:
الأول : اختلاف التضاد.
تعريفه: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ وهو قليلٌ.
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} الضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟ قال بعضُ المفسِّرين: هوعيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى ولا يمكن أن تحتمل الآية المعنيين.لأنها بلفظ المفرد.
الثاني : اختلاف التنوع
تعريفه :هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ.


2-أنواع اختلاف التنوع:
اختلافَ التنوُّعِ ينقسمُ إلى قسمين:
قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ. وقد ذكر شيخ الإسلام هذا القسم فقال :أن يُعَبِّرَ كُلُّ وَاحِدٍ منْهُمْ عَنِ المُرَادِ بعبارَةٍ غَيرِ عِبَارَةِ صَاحِبِهِ ، تَدُلُّ عَلَى مَعْنًى في المُسَمَّى غَيرِ الْمَعنَى الآخَرِ ، مَعَ اتِّحادِ الْمُسَمَّى .
قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ. ذكر شيخ الإسلام أَنْه يَذْكُرَ كُلٌّ منْهُمْ مِن الاسْمِ العَامِّ بَعْضَ أَنْوَاعِهِ عَلَى سَبِيلِ التَّمثيلِ ، وَتَنْبِيهِ الْمُسْتَمِعِ عَلَى النَّوعِ ، لاَ علَى سَبِيلِ الْحَدِّ الْمُطَابِقِ لِلْمَحْدُودِ فِي عُمُومِهِ وَخُصُوصِهِ .
النوعين يوزعا بعكس التقسيم الذي ذكرتيه، فالأول أقوال ذكرنا أنها مختلفة في دلالتها على المعنى متفقة في دلالتها على الذات، يعني تعود إلى أكثر من معنى.
والثاني الذي هو التفسير بالمثال تعود الأقوال فيه إلى معنى واحد وهو الاسم العام الذي يفسر في الآية.


3-مثال على كل نوع:
أمثلة على النوع الأول من اختلاف التنوع:
1-{ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} الذكر : هو القرآن وقال آخرون :هو السنة وقال آخرون: هو الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال آخرون: هو ذكر الله من التسبيح والتحميد .
وَالمقصُودُ أَنْ يُعْرَفَ أَنَّ الذِّكْرَ هُوَ كَلامُهُ الْمُنَزَّلُ ، أَوْ هُوَ ذِكْرُ العَبْدِ لَهُ ، فَسَوَاءٌ قِيلَ : ذِكْرِِي كِتَابِي ، أَوْ : كَلاَمِي ، أَوْ : هُدَايَ ، أَوْنَحْوُ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ المُسَمَّى واحِدٌ .
وهذه كلها متلازمة، لأن من أعرض عن القرآن أعرض عن السنة أعرض عن الإسلام أعرض عن اتباع الرسول.


2- تَفْسِيرُهُمْ لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ :
فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ القُرْآنُ ؛ أَي اتِّبَاعُهُ ؛ لِقَوْلِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ وغيره : (( هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ ، وَالذِّكرُ الْحَكِيمُ ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ )) .
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ الإسْلامُ ؛ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ النَّوّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الَّذِي رَوَاهُ التِّرمذِيُّ ، وغيرُهُ : (( ضَـرَبَ اللهُ مَثَلاً صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ، وَعَلَى جَنْبَتَي الصِّرَاطِ سُورَانِ ، وَ فِي السُّورَيْنِ أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وَعَلَى الأَبْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ ، وَ دَاعٍ يَدْعُو منْ فَوْقِ الصِّراطِ ، ودَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ )) قَالَ : (( فَالصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الإسْلامُ ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللهِ ، وَالأبْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللهِ ، وَالدَّاعِي علَى رَأْسِ الصِّراطِ كِتَابُ اللهِ ، وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّراطِ وَاعِظُ اللهِ في قَلْبِ كُلِّ مُؤْمنٍ )) .
وفسر بأنه السنة والجماعة .
وبأنه الرسول صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم
وهذا ليس خلافا في حقيقة الأمر لأنَّ دِينَ الإسْلامِ هُوَ اتِّباعُ القُرْآنِ . والقرآن دال على السنة .
لم تتعرضي لمسألة دلالة اللفظ على العين وعلى الصفة في التفسير، ومسألة أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
مثال على النوع الثاني من خلاف التنوع :
1- قوله تعالى:{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } سورة فاطر : 32
فَمَعْلُومٌ أَنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ يَتَنَاوَلُ المُضَيِّعَ لِلْوَاجِبَاتِ ، والمنْتَهِكَ لِلْمُحَرَّمَاتِ ، وَالْمُقْتَصِِدُ يَتَنَاوَلُ فَاعِلَ الْوَاجِبَاتِ وَتَارِكَ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَالسَّابقُ يَدْخُلُ فِيهِ منْ سَبَقَ فَتَقَرَّبَ بِالْحَسَنَاتِ مَعَ الْوَاجِبَاتِ ، فَالْمُقْتَصِِدُونَ هُمْ أَصْحَابُ اليَمِينِ ، وَالسَّابقُونَ السابقون أُولَئِِكَ الْمُقرَّبُونَ .
ويذكر المفسرون مثالا لكل قسم كقَوْلِ القائِلِ : السَّابقُ الَّذِي يُصَلِّي في أَوَّلِ الوَقْتِ ، وَالمُقْتَصِدُ الَّذِي يُصَلِّي فِي أَثْنَائِهِ ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي يُؤَخِّرُ العَصْرَ إِلَى الاصْفِرَارِ .
أَوْ يقُولُ : السَّابقُ وَالْمُقْتَصِدُ قَدْ ذكرَهُمْ في آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ ، فَإنَّهُ ذَكَرَ الْمُحْسِنَ بِالصَّدَقَةِ ، وَالظَّالمَ بِأَكْلِِ الرِّبَا ، وَالعَادِلَ بِالبَيْعِ . وَالنَّاسُ في الأَمْوَالِ إمَّا مُحْسِنٌ ، وإمَّا عادِلٌ ، وإمَّا ظالمٌ . فَالسَّابقُ المحسِنُ بِأَدَاءِ الْمُسْتَحَبَّاتِ مَعَ الوَاجِبَاتِ ، وَالظَّالِمُ آكِلُ الرِّبَا ، أَوْ مَانِعُ الزَّكَاةِ ، وَالْمُقْتَصِدُ الَّذِي يُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ ، وَلاَ يَأْكُلُ الرِّبَا . وَأَمْثَالُ هَذِهِ الأَقَاوِيلِ .
2-قوله تعالى {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} والحسنة كما ذكرها المفسرون أنها الزوجة أو المال أو الإمارة .
3- قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده.
كذلك ولد الولد يسرع في إرضاء جده. كذلك الأصهار.
4-قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
وكل هذا هو أمثلةٌ للنعيمِ، ولذلك فإنَّ عباراتِ السَّلَفِ في مِثلِ هذا تُحملُ على المثالِ , لا على التخصيصِ.

4-من اختلاف التنوع الذي هو من قبيل التفسير بالمثال الاختلاف في أسباب النزول:
ما يُحكَى من أسبابِ النـزولِ عن السَّلفِ فإنه يَحمِلُ على المثالِ إذا تعدَّدتِ الحكايةُ في سببِ النـزولِ، فإذا وجَدْتَ آيةً حـُكِيَ أنها نَزلتْ في فلانٍ، وحكى ثانٍ أنها نزلَتْ في فلانٍ , وحَكَى ثالثٌ أنها نزَلَتْ في فلانٍ؛ فإنَّ هذا الخلافَ يُعتبرُ اختلافَ تنوُّعٍ , ولا يُعتَبَرُ اختلافَ تناقُضٍ.
وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ.
مثال ذلك :
1-قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك. أمثلة
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
2-، ومثل قولهم إِنَّ آيَةَ الظِّهارِ نَزَلَتْ في امْرَأَةِ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ ، وَإِنَّ آيةَ اللِّعانِ نَزَلَتْ في عُوَيْمِرٍ العَجْلانيِّ ، أَوْ هِلالِ بنِ أُمَيَّةَ ، وَإِنَّ آيَةَ الكَلالَةِ نَزَلَتْ فِي جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ ، وَإِنَّ قولَهُ: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 49]، نَزَلـَتْ في بَنِي قُرَيْظَةَ وَالنَّضيرِ. وَإِنَّ قَوْلَهُ: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} [سُورَةُ الأَنْفَالِ: 16]، نزلـَتْ في بَدْرٍ، وَإِنَّ قولَهُ: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} [سُورَةُ الْمَائِدَةِ: 106[ نَزَلَـَتْ فِي قَضِيَّةِ تَمِيمٍ الدَّاريِّ، وَعَدِيِّ بْنِ بَدَّاءٍ. وَقَوْلُ أَبِي أَيُّوبَ: إِنَّ قَوْلَهُ: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} [سُورَةُ البَقَرَةِ: 195]نَزَلَـتْ فِينَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ... الحديثُ .
3-في سورة: {ويل للمطففين} هل هي مكية أم مدنية؟ قالوا نزلت في مكة ثم قال بعضهم نزلت في المدينة.
مثل سورة الفاتحة قالوا نزلت في المدينة وقالوا بمكة.
مثل المعوذتين قالوا نزلت في كذا لما سحر النبي عليه الصلاة والسلام ونزلت بعد ذلك.
يجب أولا ذكر قاعدته بالشرح والدليل.
وفاتتك مسألة: فائدة التفسير بالمثال عن الحد المطابق للمحدود..

5-أنواع الألفاظ عند الأصوليين:
الألفاظ إما أن تكون متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر الترادف التام .
أما التباين فأن تكون هذه غير تلك لفظاً ومعنىً، بينهما كما ذكر شيخ الإسلام .
وعند طائفة من الأصوليين غير ذلك يجعلون الأسماء المتكافئة من المتباينة، ويجعلون المتباينة قسمين .
والمتكافئة في دلالاتها على المسمى واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات مختلفة .
أمثلة : 1-أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار.
2- ما جاء في الأسماء الحسنى فإن اسم الله العليم والقدوس والمؤمن والسلام هذه بدلالة الذات فإن العليم هو الله والقدوس هو الله والسلام هو الله والرحيم هو الله والملك هو الله من جهة دلالتها على الذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة فإن اسم الله القدوس ليس مساوياً في المعنى يعني من جهة الصفة لاسم الله الرحيم وهكذا .
3-أسماء النبي صلى الله عليه وسلم كالحاشر والعاقب وغيرها.


6-فائدة في الحدالمطابق: أحسنت، ولو ذكرتيها متقدمة بعض الشيء لكان أفضل.
التحديدَ الدقيقَ للمصطلحاتِ الشرعيةِ ليس دائمًا صحيحًا، ومِن ثَمَّ لا يُستفادُ من هذا الحدِّ المطابِقِ في العلمِ بحقيقةِ الشيءِ ومعرفَتِه.
ومثاله الصلاةَ. تعريفها: هي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ مُبْتَدَأَةٌ بالتكبيرِ , ومُخْتَتَمةٌ بالتسليمِ.
هذا التعريفِ لا يَحتاجُ إليه المسلمُ لمعرفةِ معنى الصلاةِ.
ومنه تعريفات العلوم الشرعية كالفقه والأصول فإن إيجاد تعريف دقيق لها نوع تعجيز. فإن المراد هو أفهام السامع لا تعيين حد مطابق.


7-العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب: أحسنت، إذن الخلاف الآن ليس في وجود وغياب المسائل إنما في ترتيبها، فهذه المسألة أيضا يجب تقديمها مع المثال الوارد عليها.
أنه قد يجئ السبب الواحد للآية مختلفاً، وقد يجئ ذكر السبب واحداً فإذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
ودليل هذه القاعدة :ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.
واستدل العلماء بهذا الحديث الذي في الصحيح أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

8-فائدة في إنكار الصفات التي تتضمنها أسماء الله تعالى: لا نقول فائدة في إنكار الصفات فإنه لا فائدة فيه، يمكن أن نقول مثلا: تنبيه فيما يتعلق بإنكار دلالة أسماء الله على صفاته.
كلُّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ المُسَمَّاةِ وعلَى الصِّفَةِ الَّتِي تَضَمَّنَهَا الاسْمُ؛ كَالْعَليمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والعِلْمِ، وَالقَدِيرِ يَدُلُّ علَى الذَّاتِ والقُدْرَةِ، والرَّحِيمِ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ والرَّحمةِ.
فأسماء الله تدل على الذات والصفة.وَإنـَّما المقصودُ أنَّ كُلَّ اسْمٍ منْ أَسْمَائِهِ يَدُلُّ عَلَى ذَاتِهِ، وَعَلَى مَا فِي الاسْمِ منْ صِفَاتِهِ، وَيَدُلُّ أَيْضًا عَلَى الصِّفَةِ الَّتِي في الاسْمِ الآخَرِ بِطَرِيقِ اللُّزُومِ.
حكم من أنكر أن الأسماء تدل على الصفات:
ومَنْ أَنكَرَ دِلاَلَةَ أَسْمَائِهِ عَلَى صِفَاتِهِ فهو قائل بقَوْلِ غُلاةِ البَاطِنِيَّةِ القَرَامِطَةِ.


ممتازة يا هبة، بارك الله فيك ونفع بك
الملحوظة الوحيدة على الملخص تتعلق بترتيب بعض المسائل فقط.
وهذه مقدمة وضعت لكل الطلاب أرجو أن تفيدك في بيان طريقة التلخيص
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 18
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 96 %
وفقك الله

هبة مجدي محمد علي 24 جمادى الأولى 1436هـ/14-03-2015م 02:34 AM

تلخيص درس من القسم الثاني من مقدمة ابن تيمية
 
عناصر الدرس :

موضوع الدرس
المسائل الوادرة فيه:
1-مذاهب العلماء في حروف الجر.
التعاقب: معناه
مثال
التضمين:
معناه
مثال
كيف نعرف التضمين
2-الترجيح بين المذهبين.
الخلاصة


تلخيص الدرس:


موضوع الدرس:
هذا الدرس يتحدث عن نوع آخر من أنواع الخلاف بين المفسرين ، وسببه هنا اختلافهم في تفسير ماتقتضيه حروف الجر؛ فذكر شيخ الإسلام مايتعلق بالتضمين.
المسائل الوادرة فيه:
1-مذاهب العلماء في حروف الجر.
اختلفت مذاهب العلماء في حروف الجر على قسمين:التضمينُ , وهو رأيُ البصريِّين .
والمذهبُ الثاني: التعاقُبُ , وهو رأيُ الكوفيِّين.

التعاقب: معناه
أن تقوم حروف الجر بعضها مقام بعض.
مثال
1-قوله تعالى{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} يقول (إلى) هنا بمعنى (مع).
2-قوله تعالى{من أنصاري إلى الله} أي مع الله .
3-قوله تعالى{لأصلبنكم في جذوع النخل} أي أن (فـي) بمعنى (على) .

التضمين:معناه:
هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ.
وقد قال شيخ الإسلام:والعرب تضمن من الفعل معنى الفعل، وتعديه تعديته.

مثال
1-{لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} ضمن الفعل هنا معنى الضم.
2-قولُه تعالى: {مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ}. أي : مَن أنصارِي متوجِّهًا إلى اللَّهِ.
3-قوله: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} ضمن معنى (يزيغونك، ويصدونك) .
4- قوله: {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا} ضمن معنى (نجيناه وخلصناه) .
5-قوله: {يشرب بها عباد الله} ضمن يروى بها .
6-قوله :{ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} أي: أراد هاماً بظلم.
7-قوله : {ثم استوى إلى السماء} أي أنه سبحانه علا على السماء قاصداً عامداً .هذا مع إثبات العلو لله تعالى.

كيف نعرف التضمين:
هذا يحتاجُ إلى دقَّةٍ ، وإلى معرفةٍ بالروابطِ والعَلاقاتِ بينَ الفعلِ والحرفِ.
فالفعل إذا كانت الجادة أن يعدى بنفسه أو يعدى بحرف جر ثم خولف في الجادة وأتي بحرف جر آخر فإننا ننظر إلى حرف الجر ونرى مايناسبه من الأفعال فنضمنه معنى هذاالفعل .

2-الترجيح بين المذهبين:
التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى. وقد رجح هذا شيخ الإسلام رحمه الله.
الخلاصة:
من الأسباب التي قد تجعل المفسرين يختلفون في عباراتهم ؛ تفسير المفسر لحروف الجر . فمنهم من يجعلها تتعاقب ومنه من يضمنها معنى فعل آخر.
والله أعلم.


هبة مجدي محمد علي 8 جمادى الآخرة 1436هـ/28-03-2015م 02:50 AM

تلخيص درس المراسيل في التفسير من القسم الثالث من مقدمة ابن تيمية
 
المراسيل في التفسير

موضوع الدرس:المراسيل في التفسير وقبول الروايات في التفسير.

عناصر الدرس :


1-أنواع النقل.
2-حكم تعدد الروايات .
3-أمثلة لتعددالروايات في التفسير: أولا: قوله تعالى(والبيت المعمور).
ثانيا: قوله تعالى(حور مقصورات في الخيام).
ثالثا:قوله تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق).
رابعا: قوله تعالى (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية).
خامسا: قوله تعالى (الذين يؤمنون بالغيب).
سادسا: قوله تعالى (وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا).
سابعا: قوله تعالى (فذرني والمكذبين أولي النعمة ).
ثامنا: قوله تعالى (وطعاما ذا غصة ..).
تاسعا: قوله تعالى (ولاتمنن تستكثر).
عاشرا: قوله تعالى (إلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ....) .
الحادي عشر : قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ..).


الساعة الآن 02:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir