معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1007)
-   -   صفحة الطالبة : تماضر لدراسة (أصول التفسير) (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23677)

تماضر 17 شوال 1435هـ/13-08-2014م 12:05 AM

صفحة الطالبة : تماضر لدراسة (أصول التفسير)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
عليه توكلت وإليه أنيب

تماضر 6 ذو القعدة 1435هـ/31-08-2014م 09:34 PM

القرآن الكريم
القرآن في اللغة: مصدر قرأ بمعني تلا، أو بمعني جمع.
فعلى المعنى الأول: (تلا) يكون مصدراً بمعني اسم المفعول؛ أي بمعني متلوّ.
وعلى المعنى الثاني: (جمع) يكون مصدراً بمعني اسم الفاعل؛ أي بمعني جامع لجمعه الأخبار والأحكام.
والقرآن في الشرع: كلام الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس. قال تعالى: (إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلاً) (الإنسان: 23)
-حمى الله تعالى هذا القرآن العظيم من التغيير والزيادة ، فقال: (إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون) (الحجر: 9).
- وصف الله القرآن بأوصاف كثيرة، تدل على عظمته وبركته وتأثيره وشموله، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب.قال الله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) (الحجر: 87).... (والقرآن المجيد) (ق: الآية 1).
-القرآن الكريم مصدر الشريعة الإسلامية التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس، قال الله تعالى: (تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) (الفرقان: 1)
-وسنة النبي صلى الله عليه وسلم المصدر الثاني للشريعة الإسلامية كما قرره القرآن، قال الله تعالى: (من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظاً) (النساء: 80) (ومن يعص اللّه ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً) (الأحزاب: الآية 36).
1- نزول القرآن:
أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر) (شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدىً للنّاس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان) (البقرة: الآية 185).
وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم، وهذه السّن هي التي يكون بها بلوغ الرشد وكمال العقل وتمام الإدراك.
والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، جبريل أحد الملائكة المقربين الكرام، قال الله تعالى عن القرآن: (وإنّه لتنزيل ربّ العالمين (192) نزل به الرّوح الأمين (193) (الشعراء: 192- 195).
وقد كان لجبريل عليه السلام من الصفات الحميدة العظيمة، ما جعله أهلاً لأن يكون رسول الله تعالى بوحيه إلى رسله قال الله تعالى: (إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (19) ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ (20) مطاعٍ ثمّ أمين (21ٍ) (التكوير: 19- 21)وقال: (قل نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ ليثبّت الّذين آمنوا وهدىً وبشرى للمسلمين) (النحل: 102) فإنه لا يرسل من كان عظيما إلا بالأمور العظيمة.

2- أول ما نزل من القرآن
1-أول ما نزل من القرآن على وجه الإطلاق قطعا ً الآيات الخمس الأولي من سورة العلق، وهي قوله تعالى: (اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1) خلق الإنسان من علقٍ (2) اقرأ وربّك الأكرم (3) الّذي علّم بالقلم (4) علّم الإنسان ما لم يعلم (5) (العلق: 1- 5).وهذا أو مانزل من القرآن وما ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
2-ثم فتر الوحي مدة ، ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثر، وهي قوله تعالى: (يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5) (المدثر: 1-5).
فهذه الآيات باعتبار أنها أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو أول ما نزل في شأن الرسالة.
ولهذا قال أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ ب (اقرأ) (العلق: 1) وأرسل ب المدّثّر) (المدثر: 1)
3- نزول القرآن ابتدائي وسببي
ينقسم نزول القران إلى قسمين:
الأول: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القران.
القسم الثاني: سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه.
والسبب:
أ - إما سؤال يجيب الله عنه مثل (يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنّاس والحجّ) (البقرة: الآية 189).
ب - أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: (ولئن سألتهم ليقولنّ إنّما كنّا نخوض ونلعب) (التوبة: الآية 65) الواقعة التي حصلت في غزوة تبوك من استهزاء المنافقين ثم إتيانهم للاعتذار من رسول الله فأنلز سبحانه: (أباللّه وآياته ورسوله كنتم تستهزئون) (التوبة: الآية 65).
ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل: (قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ) (المجادلة: 1)

تماضر 6 ذو القعدة 1435هـ/31-08-2014م 10:46 PM

فوائد معرفة أسباب النزول:
1-بيان أن القران نزل من الله تعالى:
أ-لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء، فيتوقف عن الجواب أحيانا، حتى ينزل عليه الوحي. : فعندما سئل رسول الله عن الروح توقف ولم يجب حتى نزل قوله تعالى: (ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) (الإسراء: 85)
ب- أو يخفى الأمر الواقع، فينزل الوحي مبينا له:كما في قصة زيد بن أرقم وسماعه لقول عبد بن أبي , وإنكاره مع تصديق رسول الله له فنزلت الآية تصدق قول زيد رضي الله عنه. قال تعالى (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ) (المنافقون: الآية 8).
2-بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه مثال ذلك قوله تعالى: (وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً) (الفرقان: 32)
3-بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم. مثال ذلك آية التيمم،وقد نزلت عند حادثة ضياع عقد عائشة في سفر من أسفار النبي صلى الله عليه وسلم.
4-فهم الآية على الوجه الصحيح. مثال ذلك قوله تعالى: (إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما) (البقرة: الآية 158) أي يسعى بينهما، فنفي الجناح ليس المراد به بيان أصل حكم السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه، حيث كانوا يرون أنهما من أمر الجاهلية.
عموم اللفظ وخصوص السبب:-
إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها، ولكل ما يتناوله لفظها، لأن القران نزل تشريعا عاما لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه.
مثال ذلك: آيات اللعان، وهي قوله تعالى: (والّذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلّا أنفسهم) إلى قوله (إن كان من الصّادقين) (النور: 6 )فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته، لكن حكمها شامل له ولغيره.
المكي والمدني:
قسم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين: مكي ومدني:
فالمكي: ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة.
والمدني: ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة.

-يتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع:
أ- أما من حيث الأسلوب فهو:
1-الغالب في المكي قوة الأسلوب، وشدة الخطاب، لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون.
أما المدني: فالغالب في أسلوبه البين، وسهولة الخطاب، لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون، أقرا سورة المائدة.
2-الغالب في المكي قصر الآيات، وقوة المحاجة، لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون.
أما المدني : فالغالب فيه طول الآيات، وذكر الأحكام، مرسلة بدون محاجة، لأن حالهم تقتضي ذلك.
ب-وأما من حيث الموضوع فهو
1-الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة بما في ذلك الإيمان بالبعث، لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك.
أما المدني: فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات، لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة، فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات..
2-الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال، ذلك حيث شرع الجهاد، وظهر النفاق بخلاف القسم المكي.
-فوائد معرفة المدني والمكي:
معرفة المكي والمدني نوع من أنواع علوم القرآن المهمة، وذلك لأن فيها فوائد منها:
1-ظهور بلاغة القران في أعلى مراتبها، حيث يخاطب كل قوم بما تقتضيه حالهم.
2-ظهور حكمة التشريع في أسمى غاياته حيث يتدرج شيئا فشيئا .
3-تربية الدعاة إلى الله تعالى، وتوجيههم إلى أن يتبعوا ما سلكه القران في الأسلوب والموضوع.
4-تمييز الناسخ من المنسوخ .
-الحكمة من نزول القرآن الكريم:
من تقسيم القرآن إلى مكي ومدني، يتبين أنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا. ولنزوله على هذا الوجه حكم كثيرة منها:
1-تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: (كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً ) .
2-أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به.
3-تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القران وتنفيذه.
4-التدرج في التشريع حتى يصل إلى درجة الكمال، كما في آيات الخمر .

تماضر 6 ذو القعدة 1435هـ/31-08-2014م 11:01 PM

ترتيب القران:
ترتيب القرآن: تلاوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور.
وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية، وهذا ثابت بالنص والإجماع، ولا نعلم مخالفا في وجوبه وتحريم مخالفته.
النوع الثاني: ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة، وهذا ثابت بالنص والإجماع، وهو واجب على القول الراجح، وتحرم مخالفته .
وروي الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث عثمان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء، دعا بعض من كان يكتب، فيقول، ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا .
النوع الثالث: ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف، وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجبا وفي " صحيح مسلم " عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران، وروى البخاري تعليقا عن الأحنف: أنه قرأ في
الأولى بالكهف، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما.
كتابة القرآن وجمعه

لكتابة القرآن وجمعه ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة، لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة، ولذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل، ورقاع الجلود، ولخاف الحجارة، وكسر الأكتاف وكان القراء عددا كبيرا.
المرحلة الثانية: في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة. وسببه أنه قتل في وقعة اليمامة عدد كبير من القراء منهم، سالم مولى أبي حذيفة، أحد من أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن منهم.
فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع , وقد وافق المسلمون أبا بكر على ذلك وعدوه من حسناته، حتى قال على رضي الله عنه: أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر، رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله.
المرحلة الثالثة: في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة رضي الله عنهم فخيفت الفتنة، فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد؛ لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا.
وقد فعل عثمان رضي الله عنه هذا بعد أن استشار الصحابة رضي الله عنهم، لما روي أبن أبي داود عن على رضي الله عنه أنه قال: والله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملاء منا، قال: أرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا، فنعم ما رأيت.

والفرق بين جمعه وجمع أبي بكر رضي الله عنهما :
أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر رضي الله عنه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد؛ وذلك أنه لم يظهر أثر لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد.
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.
وقد ظهرت نتائج هذا الجمع حيث حصلت به المصلحة العظمى للمسلمين من اجتماع الأمة، واتفاق الكلمة، وحلول الألفة، واندفعت به مفسدة كبرى من تفرق الأمة، واختلاف الكلمة، وفشو البغضاء، والعداوة.
وقد بقي على ما كان عليه حتى الآن متفقا عليه بين المسلمين متواترا بينهم، يتلقاه الصغير عن الكبير، لم تعبث به أيدي المفسدين، ولم تطمسه أهواء الزائغين. فلله الحمد لله رب السماوات ورب الأرض رب العالمين.

تماضر 6 ذو القعدة 1435هـ/31-08-2014م 11:17 PM

التفسير

التفسير لغة: من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى.
وفي الاصطلاح: بيان معاني القرآن الكريم.
حكم تعلمه:
واجب لقوله تعالى: (كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الألباب) (ص: 29) وجه الدلالة : أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، ويتعظوا بما فيها.
والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها.
ولقوله تعالى: (أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها) (محمد: 24)
ووجه الدلالة : أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.
وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات، لم
يجاوزوها، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
-والغرض من تعلم التفسير :
هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيرة.
الواجب على المسلم في تفسير القرآن:
أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فيخزى بذلك يوم القيامة، قال الله تعالى: (ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على اللّه وجوههم مسودّةٌ أليس في جهنّم مثوىً للمتكبّرين) (الزمر: 60)
المرجع في تفسير القرآن
يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:

أ- كلام الله تعالى: فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به. ولذلك أمثلة منها:
1-قوله تعالى: (وما أدراك ما الطّارق) (الطارق: 2) فقد فسر الطارق بقوله في الآية الثانية: (النّجم الثّاقب) (الطارق: 3).
ب - كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفسر القرآن بالسنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه.
ولذلك أمثلة منها:
1-قوله تعالى: (وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ) (لأنفال: الآية 60) فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي. رواه مسلم، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
ج- كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب.
ولذلك أمثلة كثيرة جدا منها:
1- قوله تعالى: (وإن كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاء أحدٌ منكم من الغائط أو لامستم النّساء) (النساء: الآية 43) فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع.
د- كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا.
هـ - ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله تعالى: (وما أرسلنا من رسولٍ إلّا بلسان قومه ليبيّن لهم) (إبراهيم: الآية 4).
فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
مثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم الشرعي: قوله تعالى في المنافقين: (ولا تصلّ على أحدٍ منهم مات أبداً) (التوبة: الآية 84) فالصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي، لأنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب، وأما منع الدعاء لهم على وجه الإطلاق فمن دليل آخر.
ومثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم فيه اللغوي بالدليل: قوله تعالى (خذ من أموالهم صدقةً تطهّرهم وتزكّيهم بها وصلّ عليهم) (التوبة: الآية 103) فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، وبدليل ما رواه مسلم عن عبد الله بن أبي أوفي، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى بصدقة قوم، صلى عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: " اللهم صل على آل أبي أوفي ".
وأمثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعي واللغوي كثيرة: كالسماء والأرض والصدق والكذب والحجر والإنسان.
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة أقسام:
الأول:
اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية، مثاله قوله تعالى: (وقضى ربّك ألا تعبدوا إلّا إيّاه) (الإسراء: 23) قال ابن عباس: قضي: أمر، وقال مجاهد: وصي، وقال الربيع بن انس: أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد، او متقارب فلا تأثير لهذا الاختلاف في معنى الآية.
الثاني: اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل، لما تعنيه الآية أو التنويع،ومثاله قوله تعالى (وكأساً دهاقاً) (النبأ: 34) قال ابن عباس: دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية. ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فتحمل عليها جميعاً ويكون كل قول لنوع من المعنى.
القسم الثالث: اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلاله السياق أو غيره.
مثال ذلك: قوله تعالى: (وإن طلّقتموهنّ من قبل أن تمسّوهنّ وقد فرضتم لهنّ فريضةً فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفو الّذي بيده عقدة النّكاح) (البقرة: الآية 237) قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح: هو الزوج، وقال ابن عباس: هو الولي، والراجح الأول لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ترجمة القرآن

الترجمة لغة:
تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح.
وفي الاصطلاح: التعبير عن الكلام بلغة أخرى.
وترجمة القران: التعبير عن معناه بلغة أخرى
والترجمة نوعان:
أحدهما:
ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بإزائها.
الثاني: ترجمة معنوية، أو تفسيرية، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى: (إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلّكم تعقلون) (الزخرف: 3) فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمةً كلمة فيترجم (إنا) ثم (جعلناه) ثم (قرآنا) ثم (عربيا) وهكذا.
والترجمة المعنوية: أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي.
حكم ترجمة القرآن:
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:

أ- وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.
ب- وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.
ج- تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات .
فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول:
أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه.
الثاني: أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث: أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن.
ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه.

تماضر 8 ذو الحجة 1435هـ/2-10-2014م 09:09 PM

الفهرسة العلمية
 
س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.
الأدلة على أن القرآن غير مخلوق:


القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة.
كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً.
القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا.
فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق.
أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم.

أ-الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق:
1• الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
2• ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق.

ب- الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق.
1• الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق ، كثيرة منها:
- حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
فبين أنه كلام الله حقيقة وكلام الله صفة من صفاته .
- حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً: (فإن قريشاً منعوني أن أبلّغ كلام ربي...)
وهذا نص صريح بأن القرآن كلام الله ليس مخلوق.
وغيرها من الأحاديث الكثيرة.

2• الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
- حديث عبد الله بن أبي بكر مرفوعا: (إن القرآن كلام الله، ...)
- حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
- حديث عبد الله بن عمر مرفوعا: (لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ)
- ما جاء من الآثار في ذلك.

3• الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (كلّم اللّه موسى يوم كلّمه ...)
- ما جاء من الآثار في ذلك

4• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله.
- حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)

5• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق.

6• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق.
- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة..)

7• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق.


ج-الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق
إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق.
الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق.
*ماروي عن الخلفاء الراشدين وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وغيرهم.

د-أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
- قول عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب
- قول أبي جعفرٍ محمّد بن عليّ بن الحسين.
والزهري ومكحول وطاووس وعطاء ومجاهد وغيرهم كثير.



هـ -إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق:
- إجمال أقوال فقهاء الأمصار من التابعين فمن بعدهم وإجماعهم على أن القرآن غير مخلوق.
قول أبي حنيفة وأصحابه والإمام مالك والشافعي وأحمد وسفيان بن عيينة والثوري والبخاري وجماعة من أهل الحديث وغيرهم كثير.


س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟
• أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن

- حسين الكرابيسي.
- الشرّاك.

وما حكم اللفظية والواقفة؟

-الواقفية هم الذين وقفوا عن وصف القرآن بأنه غير مخلوق.
فقالوا: القرآن كلام الله ، ثم سكتوا ولم يقولوا أنه غير مخلوق.
حكمهم : شر من الجهمية ، ومن قال بذلك فهو شاك والشاك كافر.
لأن من لم ينكر القول بأنه مخلوق كمن قال بذلك.
- اللفظية هم الذين قالوا: "اللفظ بالقرآن مخلوق"
من قال بذلك فهو شر من الجهمية وهو ضال مضل مبتدع لا يشك في كفره.
لأن قوله هذا يؤدي إلى القول بأن القرآن مخلوق.

]س3: اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن.
المناظرات في مسألة "خلق القرآن":
مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون.
مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم.
مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم.
مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق.
مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق.
مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق.
مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه.

تماضر 13 ذو الحجة 1435هـ/7-10-2014م 01:11 AM

• أدلّة وجوب الإيمان بالقرآن

- الأدلة من القرآن :
-يتضمن وجوب الإيمان بالقرآن مايلي:
-الإيمان بنزوله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
-أن القرآن عصمة وحرز من النار ونور لمن استنار به وشفاء وهدى ورحمة للمؤمنين.
-العمل بما جاء فيه .
-الإيمان بمتشابهه والاعتبار بأمثاله.
-قال تعالى : {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا}.
{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.


- الأدلة من السنة:
1-عن أبي غنيّة، قال: قال أبو رزينٍ: يا رسول اللّه ما الإيمان؟ قال: ((تؤمن باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، والجنّة والنّار، والحساب والبعث، والقدر خيره وشرّه، فذلك الإيمان كما يحبّ الظّمآن الماء البارد في اليوم الصّائف يا أبا رزينٍ))
2-عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»
ويتضمن ذلك :
-الاعتقاد بصحة القرآن وكماله وتمامه وأنه بقي محفوظًا لم تجر عليه زيادة ولا نقصان كما وعد الله بقوله:{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
وهو كما قال:{وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، قال الحسن البصري حفظه الله من الشيطان: فلا يزيد فيه باطلا ولا ينقص منه حقا.


- حديث جبريل الطويل:
باب ذكر سؤال جبريل للنبي عليهما السلام عن الإسلام ما هو؟ وعن الإيمان ما هو؟
- عن عبد الله بن عمر قال: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يعرفه أحد منا، حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبته إلى ركبته، ووضع كفيه على فخذيه، ثم قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، وما الإسلام؟
قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا «
قال: صدقت، فعجبنا أنه يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان؟
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره»
قال: صدقت.
قال فأخبرني عن الإحسان.
قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك»
قال: فأخبرني عن الساعة؟
قال: «ما المسؤل عنها بأعلم من السائل»
قال عمر: فلبثت مليا ، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عمر، هل تدري من السائل؟»
فقلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم»
فنص في الحديث نص واضح على وجوب الإيمان بالقرآن الكريم في سؤال جبريل عن الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم :"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله..".


• فضل الإيمان بالقرآن:
-من أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا واحدا فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه السنة
- من كان مؤمنًا حرّم اللّه ماله ودمه، ووجب له ما يجب على المسلمين من الأحكام.


• الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل بما فيه:
-لا يكون العبد مؤمنًا إلّا بأن يجمعها كلّها حتّى يكون مؤمنًا بقلبه، مقرًّا بلسانه، عاملًا مجتهدًا بجوارحه، ثمّ لا يكون أيضًا مع ذلك مؤمنًا حتّى يكون موافقًا للسّنّة في كلّ ما يقوله ويعمله، متّبعًا للكتاب والعلم في جميع أقواله وأعماله، وبكلّ ما شرحته لكم نزل به القرآن، ومضت به السّنّة، وأجمع عليه علماء الأمّة.
*فأمّا فرض المعرفة على القلب، فما قاله اللّه عزّ وجلّ في سورة المائدة:{يا أيّها الرّسول لا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر من الّذين قالوا آمنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم }.
وقال في النحل: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلّا من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرًا}
فهذا بيان ما لزم القلوب من فرض الإيمان لا يردّه ولا يخالفه ويجحده إلّا ضالٌّ مضلٌّ.
*وأمّا بيان ما فرض على اللّسان من الإيمان، فهو ما قال اللّه عزّ وجلّ في سورة البقرة{قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا}.
وقال في سورة آل عمران:{قل آمنّا باللّه وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب} إلى آخر الآية.
-عن جابرٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه ".
*وأمّا الإيمان بما فرضه اللّه عزّ وجلّ من العمل بالجوارح تصديقًا لما أيقن به القلب ونطق به اللّسان فذلك في كتاب اللّه تعالى يكثر على الإحصاء وأظهر من أن يخفى، قال اللّه عزّ وجلّ:{يا أيّها الّذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون}
وقال:{وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} وفي مواضع كثيرةٍ من القرآن أمر اللّه فيها بإقامة الصّلاة وإيتاء الزّكاة وصيام شهر رمضان والجهاد في سبيله وإنفاق الأموال وبذل الأنفس في ذلك، والحجّ بحركة الأبدان ونفقة الأموال، فهذا كلّه من الإيمان، والعمل به فرضٌ لا يكون المؤمن إلّا بتأديته.

• حكم من أنكر شيئًا من القرآن:
-فمَن لم يُؤمِنْ بأنَّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ لم يؤمِنْ باللَّهِ وكتبه.
-قال عبدُ اللَّهِ بنُ المبارَكِ:( مَن كَفَرَ بحرفٍ مِن القرآنِ فقد كفَرَ بالقرآنِ، ومَن قال لا أؤمِنُ بهَذَا الكلامِ فقد كَفَرَ).
-وقال غيرُ واحدٍ مِن السَّلَفِ: مَن أنْكَرَ أنْ يكونَ اللَّهُ متكلِّماً أو يكونَ القرآنُ كَلامَه فقد أَنكَرَ رسالةَ مُحَمَّدٍ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، بل ورسالةَ جميعِ الرُّسلِ التي حقيقَتُها: تبليغُ كلامِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فإذا لم يكُنْ ثَمَّ كلامٌ فماذا يُبلِّغُ الرَّسولُ، بل كَيْفَ يُعقلُ كونُه رسولا؟ .

صفية الشقيفي 25 ذو الحجة 1435هـ/19-10-2014م 12:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 145047)
س1: اذكر أنواع الأدلّة الدالة على أنّ القرآن غير مخلوق.
الأدلة على أن القرآن غير مخلوق:


القرآن كلام الله؛ وكلامه تعالى صفة من صفاته، وصفات الله غير مخلوقة.
كلام الله صفة من صفاته لا ينفد ولا يبيد فلا يكون مخلوقاً.
القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا.
فرَّق الله تعالى بين الخلق والأمر، وكلام الله من أمره؛ فهو غير مخلوق.
أول ما خلق الله من شيء القلم، والكلام قبل القلم.

أ-الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق:
1• الآيات الدالة على أن القرآن كلام الله تعالى وأنه غير مخلوق
2• ما استنبطه بعض العلماء من بعض الآيات على أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق.

ب- الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق.
1• الأحاديث النبوية الدالة على أن القرآن كلام الله حقيقة وأنه غير مخلوق ، كثيرة منها:
- حديث عثمان بن عفان مرفوعاً: (إنّ فضل القرآن على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه..)
فبين أنه كلام الله حقيقة وكلام الله صفة من صفاته .
- حديث جابر بن عبد الله مرفوعاً: (فإن قريشاً منعوني أن أبلّغ كلام ربي...)
وهذا نص صريح بأن القرآن كلام الله ليس مخلوق.
وغيرها من الأحاديث الكثيرة.

2• الأحاديث المروية في بيان شرف القرآن؛ فلا يمسه إلا طاهر، ولا يسافر به إلى أرض العدو
- حديث عبد الله بن أبي بكر مرفوعا: (إن القرآن كلام الله، ...)
- حديث عبدالله بن عمر مرفوعا: (لا يمسّ القرآن إلّا طاهرٌ)
- حديث عبد الله بن عمر مرفوعا: (لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ)
- ما جاء من الآثار في ذلك.

3• الأحاديث المروية في تكليم الله تعالى لموسى عليه السلام
- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعا: (كلّم اللّه موسى يوم كلّمه ...)
- ما جاء من الآثار في ذلك

4• دلالة الأحاديث المروية في أن الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس على أن القرآن كلام الله.
- حديث معاوية بن الحكم السلميّ مرفوعا: (إنّ هذه الصّلاة لا يصلح فيها شيءٌ من كلام النّاس، إنّما الصّلاة بقراءة القرآن، ...)

5• دلالة الأحاديث المروية في تفلت القرآن على أنه غير مخلوق.

6• دلالة الأحاديث المروية في في سماع الملائكة كلام الله بالوحي على أنّ كلام الله غير مخلوق.
- حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة..)

7• دلالة أحاديث تكليم الله عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة على بطلان قول من أنكر أن القرآن غير مخلوق.


ج-الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق
إجماع الصحابة على أن القرآن غير مخلوق.
الآثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم في أنّ القرآن كلام الله تعالى وأنّه غير مخلوق.
*ماروي عن الخلفاء الراشدين وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وغيرهم.

د-أقوال التابعين في أن القرآن كلام الله وأنه غير مخلوق
- قول عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب
- قول أبي جعفرٍ محمّد بن عليّ بن الحسين.
والزهري ومكحول وطاووس وعطاء ومجاهد وغيرهم كثير.



هـ -إجماع فقهاء الأمصار وأهل الحديث على أن القرآن غير مخلوق:
- إجمال أقوال فقهاء الأمصار من التابعين فمن بعدهم وإجماعهم على أن القرآن غير مخلوق.
قول أبي حنيفة وأصحابه والإمام مالك والشافعي وأحمد وسفيان بن عيينة والثوري والبخاري وجماعة من أهل الحديث وغيرهم كثير.


س2: من أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن؟
• أوّل من أحدث مسألة اللفظ بالقرآن

- حسين الكرابيسي.
- الشرّاك.

وما حكم اللفظية والواقفة؟

-الواقفية هم الذين وقفوا عن وصف القرآن بأنه غير مخلوق.
فقالوا: القرآن كلام الله ، ثم سكتوا ولم يقولوا أنه غير مخلوق.
حكمهم : شر من الجهمية ، ومن قال بذلك فهو شاك والشاك كافر.
لأن من لم ينكر القول بأنه مخلوق كمن قال بذلك.
- اللفظية هم الذين قالوا: "اللفظ بالقرآن مخلوق"
من قال بذلك فهو شر من الجهمية وهو ضال مضل مبتدع لا يشك في كفره.
لأن قوله هذا يؤدي إلى القول بأن القرآن مخلوق.
" في حكم اللفظية تفصيل
لأن كلمة اللفظ مشتركة بين الملفوظ-وهنا يكون القرآن - والتلفظ أي حركة اللسان وهذا بالفعل مخلوق
حكمهم : من كان منهم عالمًا بالكلام فهو جهمي كافر لأنه يدرك الفرق
ومن كان منهم جاهلا فليعلم
ومنع العلماء القول بذلك سدًا للذريعة وعده بعضهم بدعة.

]س3: اذكر أهمّ المناظرات في مسألة خلق القرآن.
المناظرات في مسألة "خلق القرآن":
مناظرة عبد العزيز بن يحيى المكّيّ لبشر بن غياثٍ المرّيسيّ بحضرة المأمون.
مناظرة الإمام أحمد بن حنبلٍ لابن أبي دؤادٍ وأصحابه بحضرة المعتصم.
مناظرة رجلٍ آخر بحضرة المعتصم.
مناظرة ابن الشّحّام قاضي الرّيّ للواثق.
مناظرة العبّاس بن موسى بن مشكويه الهمدانيّ بحضرة الواثق.
مناظرة شيخ آخر بحضرة الواثق.
مناظرة شيخٍ من أهل أذنة بحضرة الواثق، ورجوع الواثق عن مذهبه.


أحسنتِ أختي بارك اللهُ فيكِ
الدرجة النهائية19.5 /20
وفقكِ الله وسدد خطاكِ.

تماضر 25 ذو الحجة 1435هـ/19-10-2014م 09:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي (المشاركة 146895)

أحسنتِ أختي بارك اللهُ فيكِ
الدرجة النهائية 10.5 /20
وفقكِ الله وسدد خطاكِ.




أود معرفة سبب نقصان ال8درجات ونصف لأستفيد وأصحح أخطائي وأتجنبها فيما يلي
لحسن الله إليكم

تماضر 29 ذو الحجة 1435هـ/23-10-2014م 08:12 PM

س1: ما هي أشهر كتب التفسير التي قررت عقيدة أهل السنة والجماعة؟ اذكر(ي) خمسة منها
ابن جرير، والبغوي، وابن كثير، وعبد الرزاق وابن المنذر كل تلك الكتب مقررة لعقيدة أهل السنة والجماعة..
س2: ما هي أبرز مسائل الاعتقاد التي يظهر فيها انحراف من انحرف من المفسرين في أبواب الاعتقاد؟
مسائل الصفات وتوحيد الأسماء والصفات والقدر.
س3: صنف أتباع الفرق الكلامية تفاسير تقرر مذاهبهم؛ فاذكر(ي) تفسيراً قرر
أ: عقيدة المعتزلة: الكشاف للزمخشري
ب: عقيدة الأشاعرة: كتاب البيضاوي , الفخر الرازي
ج: من اضطرب في تفسيره لآيات الصفات. الشوكاني

تماضر 29 ذو الحجة 1435هـ/23-10-2014م 08:23 PM

فضل علم التفسير وحاجة الأمة إليه

1: اذكر ثلاثًا من فضائل تعلم التفسير ؟
1: فأصل فضائل التفسير هو أنه معين على فهم كلام الله عز وجل؛ ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيراً كثيراً.
2- أن الله فضل العلم وشرفه وشرف أهله ورفع درجتهم، والعلم بالقرآن هو أفضل العلوم وأجمعها، وقد فصل الله في القرآن كل شيء؛ فمن ابتغى العلم من أفضل أبوابه وأحسنها فعليه بتدبر القرآن وفهمه ومعرفة معانيه:
3-ومن فضائل علم التفسير أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة وقد قال الله تعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم} ، وقال تعالى: {فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطاً مستقيما}
2: بين بالدليل حاجة الأمة إلى فهم القرآن ؟
حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به ماسة، وكم من فتنة ضل بها العبد ، وضلت بها طوائف من الأمة بسبب مخالفتها لهدى الله عز وجل وما بينه في كتابه، وقد قال الله تعالى: {وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}.
وقال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}، وقال تعالى: {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون}.
فحاجة الناس إلى معرفة ما بينه الله في القرآن من الهدى، والحذر مما حذرهم منه أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والنفس؛ لأن انقطاع هذه الأمور أقصى ما يصيب الإنسان بسببها أن يموت، والموت أمر محتم على كل نفس.
من ذلك حاجة الأمة إلى فهم القرآن والاهتداء به في معاملة أعدائها على اختلاف أنواعهم، وأن يحذروا مما حذرهم الله منه وتوعد عليه المخالفين بالعذاب الأليم والعقوبات الشديدة ، وقد قال الله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}
وكم من فتنة ابتليت بها الأمة وكم من عاب عذبت به طوائف من هذه الأمة بسبب مخالفتهم عن أمر الله.
وحاجة الأمة إلى مجاهدة الكفار بالقرآن حاجة عظيمة لأنه يندفع بهذه المجاهدة عن الأمة شرور كثيرة جداً.
وقد قال الله تعالى: {فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً}.
3: كيف يستفيد الداعية وطالب العلم من علم التفسير في الدعوةِ إلى الله تعالى ؟
-قد يكون طالب العلم في مجتمع تفشو فيه فتنة من الفتن أو منكر من المنكرات فيتعلم من كتاب الله ما يعرف به الهدى ويدعو به من حوله لعلهم يهتدون.
- وكذلك المرأة في المحيط النسائي قد تبصر ما لا يبصره كثير من الرجال أو لا يعرفون قدره من أنواع المنكرات والفتن التي افتتن به كثير من النساء فتتعلم طالبة العلم كيف تدعو بالقرآن في محيطها النسائي، وكيف تكشف زيف الباطل، وتنصر الحق، وتعظ من في إيمانها ضعف وفي قلبها مرض.

محمود بن عبد العزيز 2 محرم 1436هـ/25-10-2014م 01:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 145235)
• أدلّة وجوب الإيمان بالقرآن

- الأدلة من القرآن :
-يتضمن وجوب الإيمان بالقرآن مايلي:
-الإيمان بنزوله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
-أن القرآن عصمة وحرز من النار ونور لمن استنار به وشفاء وهدى ورحمة للمؤمنين.
-العمل بما جاء فيه .
-الإيمان بمتشابهه والاعتبار بأمثاله.
-قال تعالى : {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا}.
{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.


- الأدلة من السنة:
1-عن أبي غنيّة، قال: قال أبو رزينٍ: يا رسول اللّه ما الإيمان؟ قال: ((تؤمن باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، والجنّة والنّار، والحساب والبعث، والقدر خيره وشرّه، فذلك الإيمان كما يحبّ الظّمآن الماء البارد في اليوم الصّائف يا أبا رزينٍ))
2-عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»
ويتضمن ذلك :
-الاعتقاد بصحة القرآن وكماله وتمامه وأنه بقي محفوظًا لم تجر عليه زيادة ولا نقصان كما وعد الله بقوله:{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
وهو كما قال:{وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، قال الحسن البصري حفظه الله من الشيطان: فلا يزيد فيه باطلا ولا ينقص منه حقا.


- حديث جبريل الطويل:
باب ذكر سؤال جبريل للنبي عليهما السلام عن الإسلام ما هو؟ وعن الإيمان ما هو؟
- عن عبد الله بن عمر قال: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يعرفه أحد منا، حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبته إلى ركبته، ووضع كفيه على فخذيه، ثم قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، وما الإسلام؟
قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا «
قال: صدقت، فعجبنا أنه يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان؟
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره»
قال: صدقت.
قال فأخبرني عن الإحسان.
قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك»
قال: فأخبرني عن الساعة؟
قال: «ما المسؤل عنها بأعلم من السائل»
قال عمر: فلبثت مليا ، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عمر، هل تدري من السائل؟»
فقلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم»
فنص في الحديث نص واضح على وجوب الإيمان بالقرآن الكريم في سؤال جبريل عن الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم :"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله..".


• فضل الإيمان بالقرآن:
-من أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا واحدا فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه السنة
- من كان مؤمنًا حرّم اللّه ماله ودمه، ووجب له ما يجب على المسلمين من الأحكام.


• الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل بما فيه:
-لا يكون العبد مؤمنًا إلّا بأن يجمعها كلّها حتّى يكون مؤمنًا بقلبه، مقرًّا بلسانه، عاملًا مجتهدًا بجوارحه، ثمّ لا يكون أيضًا مع ذلك مؤمنًا حتّى يكون موافقًا للسّنّة في كلّ ما يقوله ويعمله، متّبعًا للكتاب والعلم في جميع أقواله وأعماله، وبكلّ ما شرحته لكم نزل به القرآن، ومضت به السّنّة، وأجمع عليه علماء الأمّة.
*فأمّا فرض المعرفة على القلب، فما قاله اللّه عزّ وجلّ في سورة المائدة:{يا أيّها الرّسول لا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر من الّذين قالوا آمنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم }.
وقال في النحل: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلّا من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرًا}
فهذا بيان ما لزم القلوب من فرض الإيمان لا يردّه ولا يخالفه ويجحده إلّا ضالٌّ مضلٌّ.
*وأمّا بيان ما فرض على اللّسان من الإيمان، فهو ما قال اللّه عزّ وجلّ في سورة البقرة{قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا}.
وقال في سورة آل عمران:{قل آمنّا باللّه وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب} إلى آخر الآية.
-عن جابرٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه ".
*وأمّا الإيمان بما فرضه اللّه عزّ وجلّ من العمل بالجوارح تصديقًا لما أيقن به القلب ونطق به اللّسان فذلك في كتاب اللّه تعالى يكثر على الإحصاء وأظهر من أن يخفى، قال اللّه عزّ وجلّ:{يا أيّها الّذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون}
وقال:{وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} وفي مواضع كثيرةٍ من القرآن أمر اللّه فيها بإقامة الصّلاة وإيتاء الزّكاة وصيام شهر رمضان والجهاد في سبيله وإنفاق الأموال وبذل الأنفس في ذلك، والحجّ بحركة الأبدان ونفقة الأموال، فهذا كلّه من الإيمان، والعمل به فرضٌ لا يكون المؤمن إلّا بتأديته.

• حكم من أنكر شيئًا من القرآن:
-فمَن لم يُؤمِنْ بأنَّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ لم يؤمِنْ باللَّهِ وكتبه.
-قال عبدُ اللَّهِ بنُ المبارَكِ:( مَن كَفَرَ بحرفٍ مِن القرآنِ فقد كفَرَ بالقرآنِ، ومَن قال لا أؤمِنُ بهَذَا الكلامِ فقد كَفَرَ).
-وقال غيرُ واحدٍ مِن السَّلَفِ: مَن أنْكَرَ أنْ يكونَ اللَّهُ متكلِّماً أو يكونَ القرآنُ كَلامَه فقد أَنكَرَ رسالةَ مُحَمَّدٍ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، بل ورسالةَ جميعِ الرُّسلِ التي حقيقَتُها: تبليغُ كلامِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فإذا لم يكُنْ ثَمَّ كلامٌ فماذا يُبلِّغُ الرَّسولُ، بل كَيْفَ يُعقلُ كونُه رسولا؟ .

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد ..
كان الأولى تقديم الآيتين في مسألة "الأدلة من القرآن" ثم إتباعهم بما يتضمنانه.
تقييم التلخيص:
الشمول ( شمول التلخيص على أهم المسائل ) : 18 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 18 / 20
التحرير ( اختصار الأقوال الواردة تحت المسائل مع تحريرها علميًّا ) : 20 / 20
الصياغة ( صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ليسهل قراءته ومراجعته ) : 10 / 10
التقييم العام: 76 / 80
وفقك الله وسددك

تماضر 8 محرم 1436هـ/31-10-2014م 07:05 PM

عِلْمٌ بِهِ يُبْحَثُ عَنْ أَحْوَالِ = كِتَابِنَا مِنْ جِهَةِ الْإنْزَالِ
وَنَحْوِهِ بالْخَمْسِ وَالْخَمْسِينَا = قَدْ حُصِرَتْ أَنْوَاعُهُ يَقينَا
وَقَدْ حَوَتْهَا سِتَّةٌ عُقُودُ = َوبَعْدَهَا خَاتِمَةٌ تَعُودُ
وَقَبْلَهَا لَا بُدَّ مِنْ مُقَدَّمَهْ = بِبَعْضِ مَا خُصَّصَ فِيهِ مُعْلَمَهْ


حد علم التفسير:
الحد
: هو التعريف وجمعه حدود , والتعريف من الأمور التي يهتم بها العلماء ويعتنون بها في المتأخرين أكثر من سلف الأمة :
1-لأن المصطلحات لا يختلفون فيها . 2-وحد بعض الأمور مما يزيد في غموضه وخفائه.

ولو بحثت في مصنفات المتقدمين ما وجدت من التعاريف إلا القليل النادر الذي تختلف حقيقته الشرعية عن حقيقته العُرفية، فيحتاجون إلى بيانه.
وأما المـُتأخرون فجعلوا الحدّ ركن أساس في التعليم والتعلُم والتأليف؛ فلا يتكلمون عن شيء إلا بعد تعريفه.

يقول في حدّ علم التفسير: علمٌ به يُبحث عن أحوال كتابنا من جهة الإنزالِ ونحوهِ.
(علمٌ به يُبحث عن أحوال): علم التفسير، وعلوم القرآن، وأصول التفسير تُطلق ويراد بها علم واحد على ماتقدم نظير إطلاقات علوم الحديث.
-لا يريد بذلك التفسير التفصيلي للآيات، وإنما يريد ما يتعلقُ بالقرآن إجمالاً، نظير ما يُبحث في أصول الفقه وعلوم الحديث من حيث الإجمال، فيُبحث به عن الأحوال.
فالمقصود أن علم التفسير، وعلوم القرآن علم يُبحث به عن أحوال كتابنا الذي هو القرآن العزيز من جهة نزوله ونحوهِ مما يُذكر في العقود الستة:
العقد الأوّل: يقول: ما يرجع إلى النزول زمانًا ومكانًا.
هل هو: مكي ولا مدني , سفري ولا حضري , صيفي ولا شتائي , ليلي ولا نهاري.
من جهة وقت إنزاله، ومن جهة مكان إنزاله، وكيفية النزول لأنواع الوحي مثلاً، وغير ذلك مما يتعلق بالقرآن من المسائل والأنواع التفصيلية التي يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى ؛ ولذا قال:
مِنْ جِهَةِ الإِنْـزَالِ.

ونَحْوِهِ ، بالخَمْسِ والخَمْسِينا = قَـدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا

هل القسمة حاصره إلى خمسةٍ وخمسين ؟ ، أو أنّه قابل للزيادة ؟

قابلة للزيادة وليست حاصرة , لكنه تبع في ذلك "النُقاية" و "النُقاية" أُلفت لمـُبتدئين، واقتُصر فيها على الأنواع دون بعض.
وإلا فمُؤلف "النُقاية" السيوطي ذكر في التحبير مائة ونوعين قريب من الضعف مما ذكرهُ هنا، وفي "الإتقان" قلت الأنواع لكنها زادت على ما عندنا كثيرًا؛ لأنه ضم بعضُها إلى بعض، وفي بعضها من التشابه ما يمكن ضمه إلى الآخر.

........ بالخَمْسِ والخَمْسِينا = قَـدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا

-بالخمس والخمسينا: إذا حُذف التميز جاز التذكير والتأنيث.

)قَدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا): يعني أهم أنواعه مما يحتاجه الطالب المبتديء.
(وقَدْ حَوَتْهَا): أي حوت هذه الأنواع.

وقَدْ حَــوَتْهُ سِـتَّةٌ عُقُودُ = ......................

نظم هذه الأنواع كلّ مجموعة منها عشرة أو تزيد أو تنقص، كلّ مجموعة منها في عقد، مجموعة مُتشابهة جعلها في عقدٍ واحد؛ فصارت العقود ستة، وهي: الأبواب التي تتفرع عنها الفصول؛ فالعقود بمثابة الأبواب، والأنواع الداخلة في هذه العقود بمثابة الفصول .

وقَدْ حَــوَتْهُ سِـتَّةٌ عُقُودُ = وبَعـدَهـا خاتِمَـةٌ تَعُودُ.

بعد هذه العقود الستة خاتمة:ختم بها المنظومة ترجع مقاصدها لتلك الأنواع.


وقَبْلَها لا بُـدَّ مِنْ مُقَـدِّمَةْ = .....................

(وقبلها) يعني :قبل العقود الستة لابد من مُقدمة.
(ومُقدِمة): تقال بفتح الدال وكسرها.
والأصل أن تكون المـُقدمة في صدر الكلام، إذ كيف تكون مُقدمة وهي مُتأخرة عن بعضِهِ. لأن المؤلف قدمها بين يدي كتابه، ومن لازم التقديم أن يكون في الصدر.
تخبرك هذه المقدمة أو يخبرك المؤلف من خلال هذه المقدمة ببعض ما في الكتاب, تكون ملخص أوفيها إشارة إلى موضوع الكتاب وأبواب الكتاب، ومسائل الكتاب على سبيل الإجمال.


............................= بِبَعْضِ ما خُصِّصَ فيهِ مُعْلِمَةْ


يعني: المقدمات ينبغي أن تشتمل على المصطلحات المستعملة في الكتاب؛ لأن كثير من المؤلفين لهم اصطلاحات في كتبهم ؛ لابد من بيانها في المقدمات ففهم هذه الاصطلاحات له أثر في فهم الكتاب.
فالفقهاء حينما استعملوا بعض الحروف للخلاف، بعض الحروف استعملوها للخلاف قالوا:
-(لولا): للخلاف القوي.
-و (حتى): للخلاف المتوسط.
-و (إن): للضعيف..

*كتاب:"مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثير في الأحكام" هذا استعمل رموز في الكتاب لا تُحل إلا من خلال الإطلاع على المقدمة .


(ببعض ما خصص فيه معلمه) : يريد أن يبحث في هذه المقدمة بعض ما خُصص بحثه في هذا العلم.
عرف السورة، وعرف الآية، وحكم ترجمة القرآن، وحكم روايته بالمعنى، وحكم تفسيره بالرأي، وبالأثر. هذه أمور متعلقة بالقرآن ، وهي تُبحَث في هذا العلم، واشتملت عليها المقدمة فهذه مسائل من أهم المهمات، من عضل المسائل. فهذه موضوع الباب الأول. وهذا هو الأصل؛ لأن الباب عندهم، الأبواب عندهم إنما تجعل للمسائل الكبرى، يليها ما تحويه الفصول , أما المقدمات في الغالب فلا يُدخَلُ فيها في صلب البحث أو صلب الكتاب.

تماضر 8 محرم 1436هـ/31-10-2014م 09:52 PM

لقاء : آداب تلاوة القرآن وأحكامها:

س1: تنقسم آداب تلاوة القرآن الكريم إلى آداب واجبة وآداب مستحبّة ؛ مثّل لكلّ نوع بثلاثة أمثلة.

من الآداب المستحبة عند تلاوة القرآن الكريم :
1-الطهارة إذا كانت قراءة القرآن عن ظهر قلب , فللطهارة أثر كبير على الانتفاع بالقرآن واستعداد النفس للقراءة.
2- السواك وتطييب الفم ؛ لأن الفم آلة القراءة , وفي ذلك تعظيم لكلام الله , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشوص فاه بالسواك عند صلاة الليل وهي موطن قراءة القرآن.
3- استقبال القبلة إن تيسر له ذلك لأن القرآن من العبادات الفاضلة وفي ذلك تعظيم لكلام الله .
وغير ذلك من الاستعاذة والبسملة وسجود التلاوة .

من الآداب الواجبة عند تلاوة القرآن:
الطهارة عند مس المصحف , تعظيم المصحف وعدم امتهانه , عدم إدخال المصحف لدورات المياه .


س2: بيّن فائدة الاستعاذة عند تلاوة القرآن، وما شروط حصول أثرها؟

فائدتها قبل القراءة:طرد الشيطان حتى لا يوسوس للمسلم حتى لا يصرفه عن تدبر القرآن والعمل بها , وهذا علامة وعنوان على أن المتلو كلام الله عزوجل.
وفائدتها بعد القراءة: أن الإنسان يعان على العمل بالقرآن ويتخلص من وساوس الشيطان وتثبيطه عن طاعة الله .

وشرط حصول أثرها:
قراءة الاستعاذة بقلب حاضر مستشعرًا معناها موقنًا بأثرها , لذلك لابد من معرفة معناها .
ولمعرفة معناها تفصيلا يرجع إلى كتب التفسير في بداية سورة الفاتحة أو في تفسير سورة النحل أو كتب آداب حملة القرآن .
وأما معناها إجمالا : فهو أستجير وألتجيء بجناب الله عزوجل من الشيطان الرجيم الذي هو كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب أن يضلني
أو يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ما أمرت به أو يحثني على فعل ما نهيته عني.
والرجيم : هو المرجوم المطرود عن رحمة الله عزوجل .


س3: ما حكم دعاء ختم القرآن؟


مستحب في خارج الصلاة .
-وقد ورد عن أنس رضي الله عنه أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لم .
-وهذا كما قال ابن القيم رحمه أن هذا من آكد مواطن الدعاء , فينبغي للمسلم أن يدعو الله عزوجل بالأدعية المأثورة وخيري الدنيا والآخرة , وأن يركز على الأدعية الخاصة بالقرآن
عند ختم القرآن وهذا من مواطن الإجابة وحاجة الإنسان للانتفاع من القرآن تدعوه للدعاء بمثل هذه الأدعية, فإذا تقبل الله عزوجل هذه القراءة فينبغي أن يحرص على الانتفاع بالقرآن .

تماضر 9 محرم 1436هـ/1-11-2014م 01:21 AM

كتابة عناصر الشرح
 
-عناصر شرح المنظومة :
1-المراد بالحد , والفرق بين طريقة المتقدمين والمتأخرين في التأليف من ناحية الاهتمام بالتعريف.
2-شرح حد علم التفسير.
3-بيان أن المراد بعلم التفسير هو أصول التفسير وعلوم القرآن.
4-المراد بقوله : ستة عقود.
5-المراد بقوله :خاتمة تعود.
6-بيان المقدمة والمراد بها.
7-ذكر الأصل في كون المقدمة التقديم .
8-ذكر فائدة المقدمة.
9-بيان أهم مسائل علم القرآن .





اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 148803)
عِلْمٌ بِهِ يُبْحَثُ عَنْ أَحْوَالِ = كِتَابِنَا مِنْ جِهَةِ الْإنْزَالِ
وَنَحْوِهِ بالْخَمْسِ وَالْخَمْسِينَا = قَدْ حُصِرَتْ أَنْوَاعُهُ يَقينَا
وَقَدْ حَوَتْهَا سِتَّةٌ عُقُودُ = َوبَعْدَهَا خَاتِمَةٌ تَعُودُ
وَقَبْلَهَا لَا بُدَّ مِنْ مُقَدَّمَهْ = بِبَعْضِ مَا خُصَّصَ فِيهِ مُعْلَمَهْ


حد علم التفسير:
الحد
: هو التعريف وجمعه حدود , والتعريف من الأمور التي يهتم بها العلماء ويعتنون بها في المتأخرين أكثر من سلف الأمة :
1-لأن المصطلحات لا يختلفون فيها . 2-وحد بعض الأمور مما يزيد في غموضه وخفائه.

ولو بحثت في مصنفات المتقدمين ما وجدت من التعاريف إلا القليل النادر الذي تختلف حقيقته الشرعية عن حقيقته العُرفية، فيحتاجون إلى بيانه.
وأما المـُتأخرون فجعلوا الحدّ ركن أساس في التعليم والتعلُم والتأليف؛ فلا يتكلمون عن شيء إلا بعد تعريفه.

يقول في حدّ علم التفسير: علمٌ به يُبحث عن أحوال كتابنا من جهة الإنزالِ ونحوهِ.
(علمٌ به يُبحث عن أحوال): علم التفسير، وعلوم القرآن، وأصول التفسير تُطلق ويراد بها علم واحد على ماتقدم نظير إطلاقات علوم الحديث.
-لا يريد بذلك التفسير التفصيلي للآيات، وإنما يريد ما يتعلقُ بالقرآن إجمالاً، نظير ما يُبحث في أصول الفقه وعلوم الحديث من حيث الإجمال، فيُبحث به عن الأحوال.
فالمقصود أن علم التفسير، وعلوم القرآن علم يُبحث به عن أحوال كتابنا الذي هو القرآن العزيز من جهة نزوله ونحوهِ مما يُذكر في العقود الستة:
العقد الأوّل: يقول: ما يرجع إلى النزول زمانًا ومكانًا.
هل هو: مكي ولا مدني , سفري ولا حضري , صيفي ولا شتائي , ليلي ولا نهاري.
من جهة وقت إنزاله، ومن جهة مكان إنزاله، وكيفية النزول لأنواع الوحي مثلاً، وغير ذلك مما يتعلق بالقرآن من المسائل والأنواع التفصيلية التي يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى ؛ ولذا قال:
مِنْ جِهَةِ الإِنْـزَالِ.

ونَحْوِهِ ، بالخَمْسِ والخَمْسِينا = قَـدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا

هل القسمة حاصره إلى خمسةٍ وخمسين ؟ ، أو أنّه قابل للزيادة ؟

قابلة للزيادة وليست حاصرة , لكنه تبع في ذلك "النُقاية" و "النُقاية" أُلفت لمـُبتدئين، واقتُصر فيها على الأنواع دون بعض.
وإلا فمُؤلف "النُقاية" السيوطي ذكر في التحبير مائة ونوعين قريب من الضعف مما ذكرهُ هنا، وفي "الإتقان" قلت الأنواع لكنها زادت على ما عندنا كثيرًا؛ لأنه ضم بعضُها إلى بعض، وفي بعضها من التشابه ما يمكن ضمه إلى الآخر.

........ بالخَمْسِ والخَمْسِينا = قَـدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا

-بالخمس والخمسينا: إذا حُذف التميز جاز التذكير والتأنيث.

)قَدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا): يعني أهم أنواعه مما يحتاجه الطالب المبتديء.
(وقَدْ حَوَتْهَا): أي حوت هذه الأنواع.

وقَدْ حَــوَتْهُ سِـتَّةٌ عُقُودُ = ......................

نظم هذه الأنواع كلّ مجموعة منها عشرة أو تزيد أو تنقص، كلّ مجموعة منها في عقد، مجموعة مُتشابهة جعلها في عقدٍ واحد؛ فصارت العقود ستة، وهي: الأبواب التي تتفرع عنها الفصول؛ فالعقود بمثابة الأبواب، والأنواع الداخلة في هذه العقود بمثابة الفصول .

وقَدْ حَــوَتْهُ سِـتَّةٌ عُقُودُ = وبَعـدَهـا خاتِمَـةٌ تَعُودُ.

بعد هذه العقود الستة خاتمة:ختم بها المنظومة ترجع مقاصدها لتلك الأنواع.


وقَبْلَها لا بُـدَّ مِنْ مُقَـدِّمَةْ = .....................

(وقبلها) يعني :قبل العقود الستة لابد من مُقدمة.
(ومُقدِمة): تقال بفتح الدال وكسرها.
والأصل أن تكون المـُقدمة في صدر الكلام، إذ كيف تكون مُقدمة وهي مُتأخرة عن بعضِهِ. لأن المؤلف قدمها بين يدي كتابه، ومن لازم التقديم أن يكون في الصدر.
تخبرك هذه المقدمة أو يخبرك المؤلف من خلال هذه المقدمة ببعض ما في الكتاب, تكون ملخص أوفيها إشارة إلى موضوع الكتاب وأبواب الكتاب، ومسائل الكتاب على سبيل الإجمال.


............................= بِبَعْضِ ما خُصِّصَ فيهِ مُعْلِمَةْ


يعني: المقدمات ينبغي أن تشتمل على المصطلحات المستعملة في الكتاب؛ لأن كثير من المؤلفين لهم اصطلاحات في كتبهم ؛ لابد من بيانها في المقدمات ففهم هذه الاصطلاحات له أثر في فهم الكتاب.
فالفقهاء حينما استعملوا بعض الحروف للخلاف، بعض الحروف استعملوها للخلاف قالوا:
-(لولا): للخلاف القوي.
-و (حتى): للخلاف المتوسط.
-و (إن): للضعيف..

*كتاب:"مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثير في الأحكام" هذا استعمل رموز في الكتاب لا تُحل إلا من خلال الإطلاع على المقدمة .


(ببعض ما خصص فيه معلمه) : يريد أن يبحث في هذه المقدمة بعض ما خُصص بحثه في هذا العلم.
عرف السورة، وعرف الآية، وحكم ترجمة القرآن، وحكم روايته بالمعنى، وحكم تفسيره بالرأي، وبالأثر. هذه أمور متعلقة بالقرآن ، وهي تُبحَث في هذا العلم، واشتملت عليها المقدمة فهذه مسائل من أهم المهمات، من عضل المسائل. فهذه موضوع الباب الأول. وهذا هو الأصل؛ لأن الباب عندهم، الأبواب عندهم إنما تجعل للمسائل الكبرى، يليها ما تحويه الفصول , أما المقدمات في الغالب فلا يُدخَلُ فيها في صلب البحث أو صلب الكتاب.


تماضر 17 محرم 1436هـ/9-11-2014م 01:02 AM

النوع الخامس : تخفيف الهمزة
نَقْلٌ فَإِسْقَاطٌ وَإِبْدَالٌ بِمَدْ=مِنْ جِنْسِ مَا تَلَتْهُ كَيْفَمَا وَرَدْ
نَــحْـــوُ أَئِــنَّـــا فِــيـــهِ تَـسْـهِـيــلٌ فَـــقَـــطْوَرُبَّ هَــمْـــزٍ فِـــــى مَــوَاضِـــعٍ سَـــقَـــطْ
وَكُـــــــــلُّ ذَا بِـــالـــرَّمْـــزِ وَالْإِيـــــمَـــــاءِإذْ بَـسْـطُــهَــا فــــــي كُـــتُـــبِ الْـــقُــــرَّاءِ




التسهيل :نوع من أنواع التخفيف ، التخفيف يكون بأربعة أشياء:
1- بالنقل
2- بالإسقاط
3- بالإبدال
4- وبالتسهيل
الأول: النقل :هو نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها من ساكن فتسقط الهمزة.
وشرطه:
أن يكون آخر ماقبلها غير حرف مد ولا لين , وأتى بعده همزة قطع .
فورش ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبله ويسقط الهمزة , نحو : (بعاد إرم ) بكسر نون التنوين مع إسقاط الهمزة , (قد أفلح ) بفتح الدال وإسقاط الهمزة.

الثاني: الإبدال: يكون بإبدال الهمزة بحرف مدّ من جنس ماتلته على أي حال ورد من فتح أو ضم أو كسر , وذلك محله كما في التقريب عند ورش :
1-إذا وقعت الهمزة الساكنة في مقابلة فاء الفعل نحو: يؤمنون , مؤتفكة , تألمون.
إلا ما كان من مادة الإيواء فلا تبدل عنده نحو :
مأوى , تؤوي.
2-وتبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واوًا إلا مع كونها فاء الفعل نحو: مؤجلا , مؤذن , يؤاخذ.
وأما الباقون ففيه تفصيل يؤخذ من كتب القراءات .

الثالث: التسهيل: بين الهمزة وبين حرف حركتها بلا إبدال .
نحو: أئنّا , الأولى مفتوحة والثانية مكسورة .
أما إذا كانت الهمزتان في كلمتين , أو في كلمة والثانية غير مكسورة ففيها تفصيل بسطه في كتب القراءات.

الرابع: الإسقاط: إسقاط الهمزة بلا إبدال ولا نقل وذلك إذا اتفقتا في الحركة سواء كانتا في كلمة نحو: أأنذرتهم , أأنت , أو في كلمتين نحو: جاء أجلهم , ومن النساء إلا , ففيها تفصيل في كتب القراءات.

-فضل الاهتمام بأحكام التجويد والقراءات :
مثل هذه الأمور لا شك أن الاهتمام بها من الاهتمام بكتاب الله جل وعلا من الاهتمام بالقرآن ولا شك أن الذي يهتم بها أن هذا من علامة توفيقه لكن يبقى إن الاهتمام بها على حساب الثمرة العظمى هو الإستباط والعمل يكون مفضول .
ومعرفتها بالنسبة للأمة فرض كفاية كغيره من العلوم إن لم يكون أهم من غيره من العلوم لكن يبقى أن مثل هذه الأمور لا تكون على حساب الثمرة العظمى من معرفة النصوص والاستنباط ،وإن لا شك أن معرفة هذه الأمور والعناية بها من تحقيق حفظ الله جل وعلا لهذا الكتاب .

تماضر 17 محرم 1436هـ/9-11-2014م 02:06 AM

عرض جبريل القران على رسول الله عليه وسلم

-الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم:

1-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
2-عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا)).
3-قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}, أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ .
قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان.). [فضائل القرآن : ]


-جمع الصحابة القرآن كما أنزله الله على رسوله مرتب السور والآيات :

وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

-إثبات تلقين الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته وترتيب القرآن على ما هو موجود الآن:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.

-سبب اختيار أبو بكر لزيد بن ثابت في جمع القرآن:

وقد صح في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين فكان جمع القرآن سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

-قول من قال بأن القرآن مرتب على ما ورد عن رسول الله عدا الأنفال وبراءة:
وقال البيهقي في "المدخل": كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة.
لما روى الحاكم وغيره عن ابن عباس قال:(قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له، فيقول: ضعوا في السورة التي فيها كذا وكذا.
وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم).

-عرضة القرآن الأخيرة , هل كانت على حرف واحد أم على الأحرف المأذون بها:

واختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره؟

واستدل من قال بأن العرضة الأخيرة كانت بحرف واحد منها وهو الذي جمع عليه القران عثمان بن عفان بزيادة وردت في حديث بن عباسٍ : فيرون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة . وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة).
واختلفوا هل العرضة الأخيرة كانت على قراءة زيد أم قراءة ابن مسعود:
كما روي ومن طريق مجاهد عن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟)
قالوا: قراءة زيد بن ثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).
وهذا يغاير حديث سمرة ومن وافقه.
وعند مسددٍ في مسنده من طريق إبراهيم النخعي أن ابن عباسٍ سمع رجلًا يقول: الحرف الأول؛ فقال: (ما الحرف الأول؟)
قال: إن عمر بعث ابن مسعودٍ إلى الكوفة معلمًا فأخذوا بقراءته؛ فغيَّر عثمان القراءة فهم يدعون قراءة ابن مسعود الحرف الأول؛ فقال ابن عباسٍ: (إنه لآخر حرفٍ عرض به النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل).
وأخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟
قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ.
قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين
فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.


فوائد ولطائف من حديث ابن عباس:
-قوله كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس فيه احتراسٌ بليغٌ لئلا يتخيل من قوله وأجود ما يكون في رمضان أن الأجودية خاصةٌ منه برمضان فيه فأثبت له الأجودية المطلقة أولًا ثم عطف عليها زيادة ذلك في رمضان قوله: (وأجود ما يكون في رمضان)
-في كثرة نزول جبريل في رمضان من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى , ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة , وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير.
-وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ .
-وفيه أن ليل رمضان أفضل من نهاره وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية .
-وقد أخرج أبو عبيدٍ من طريق داود بن أبي هندٍ قال قلت للشعبي قوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أما كان ينزل عليه في سائر السنة قال بلى ولكن جبريل كان يعارض مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ما أنزل الله فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء .


صفية الشقيفي 18 محرم 1436هـ/10-11-2014م 05:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 146949)
أود معرفة سبب نقصان ال8درجات ونصف لأستفيد وأصحح أخطائي وأتجنبها فيما يلي
لحسن الله إليكم

بارك اللهُ فيكِ
المقصود 19.5 / 20
وهي الدرجة التي تم رصدها في كشف الدرجات
وكان ذلك خطأ مني غير مقصود

وفقكِ الله وزادكِ علمًا وهدىً ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

صفية الشقيفي 18 محرم 1436هـ/10-11-2014م 09:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 148803)
عِلْمٌ بِهِ يُبْحَثُ عَنْ أَحْوَالِ = كِتَابِنَا مِنْ جِهَةِ الْإنْزَالِ
وَنَحْوِهِ بالْخَمْسِ وَالْخَمْسِينَا = قَدْ حُصِرَتْ أَنْوَاعُهُ يَقينَا
وَقَدْ حَوَتْهَا سِتَّةٌ عُقُودُ = َوبَعْدَهَا خَاتِمَةٌ تَعُودُ
وَقَبْلَهَا لَا بُدَّ مِنْ مُقَدَّمَهْ = بِبَعْضِ مَا خُصَّصَ فِيهِ مُعْلَمَهْ


حد علم التفسير:
الحد
: هو التعريف وجمعه حدود , والتعريف من الأمور التي يهتم بها العلماء ويعتنون بها في المتأخرين أكثر من سلف الأمة :
1-لأن المصطلحات لا يختلفون فيها . 2-وحد بعض الأمور مما يزيد في غموضه وخفائه.

ولو بحثت في مصنفات المتقدمين ما وجدت من التعاريف إلا القليل النادر الذي تختلف حقيقته الشرعية عن حقيقته العُرفية، فيحتاجون إلى بيانه.
وأما المـُتأخرون فجعلوا الحدّ ركن أساس في التعليم والتعلُم والتأليف؛ فلا يتكلمون عن شيء إلا بعد تعريفه.

يقول في حدّ علم التفسير: علمٌ به يُبحث عن أحوال كتابنا من جهة الإنزالِ ونحوهِ.
(علمٌ به يُبحث عن أحوال): علم التفسير، وعلوم القرآن، وأصول التفسير تُطلق ويراد بها علم واحد على ماتقدم نظير إطلاقات علوم الحديث.
-لا يريد بذلك التفسير التفصيلي للآيات، وإنما يريد ما يتعلقُ بالقرآن إجمالاً، نظير ما يُبحث في أصول الفقه وعلوم الحديث من حيث الإجمال، فيُبحث به عن الأحوال.
فالمقصود أن علم التفسير، وعلوم القرآن علم يُبحث به عن أحوال كتابنا الذي هو القرآن العزيز من جهة نزوله ونحوهِ مما يُذكر في العقود الستة:
[ والمشهور أن علم التفسير يُطلق ويراد به بيان معاني آيات الله عز وجل ]

العقد الأوّل: يقول: ما يرجع إلى النزول زمانًا ومكانًا.
هل هو: مكي ولا مدني , سفري ولا حضري , صيفي ولا شتائي , ليلي ولا نهاري.
من جهة وقت إنزاله، ومن جهة مكان إنزاله، وكيفية النزول لأنواع الوحي مثلاً، وغير ذلك مما يتعلق بالقرآن من المسائل والأنواع التفصيلية التي يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى ؛ ولذا قال:
مِنْ جِهَةِ الإِنْـزَالِ.

ونَحْوِهِ ، بالخَمْسِ والخَمْسِينا = قَـدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا

هل القسمة حاصره إلى خمسةٍ وخمسين ؟ ، أو أنّه قابل للزيادة ؟

قابلة للزيادة وليست حاصرة , لكنه تبع في ذلك "النُقاية" و "النُقاية" أُلفت لمـُبتدئين، واقتُصر فيها على الأنواع دون بعض.
وإلا فمُؤلف "النُقاية" السيوطي ذكر في التحبير مائة ونوعين قريب من الضعف مما ذكرهُ هنا، وفي "الإتقان" قلت الأنواع لكنها زادت على ما عندنا كثيرًا؛ لأنه ضم بعضُها إلى بعض، وفي بعضها من التشابه ما يمكن ضمه إلى الآخر.

........ بالخَمْسِ والخَمْسِينا = قَـدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا

-بالخمس والخمسينا: إذا حُذف التميز جاز التذكير والتأنيث.

)قَدْ حُصِرَتْ أَنواعُهُ يَقينا): يعني أهم أنواعه مما يحتاجه الطالب المبتديء.
(وقَدْ حَوَتْهَا): أي حوت هذه الأنواع.

وقَدْ حَــوَتْهُ سِـتَّةٌ عُقُودُ = ......................

نظم هذه الأنواع كلّ مجموعة منها عشرة أو تزيد أو تنقص، كلّ مجموعة منها في عقد، مجموعة مُتشابهة جعلها في عقدٍ واحد؛ فصارت العقود ستة، وهي: الأبواب التي تتفرع عنها الفصول؛ فالعقود بمثابة الأبواب، والأنواع الداخلة في هذه العقود بمثابة الفصول .

وقَدْ حَــوَتْهُ سِـتَّةٌ عُقُودُ = وبَعـدَهـا خاتِمَـةٌ تَعُودُ.

بعد هذه العقود الستة خاتمة:ختم بها المنظومة ترجع مقاصدها لتلك الأنواع.


وقَبْلَها لا بُـدَّ مِنْ مُقَـدِّمَةْ = .....................

(وقبلها) يعني :قبل العقود الستة لابد من مُقدمة.
(ومُقدِمة): تقال بفتح الدال وكسرها.
والأصل أن تكون المـُقدمة في صدر الكلام، إذ كيف تكون مُقدمة وهي مُتأخرة عن بعضِهِ. لأن المؤلف قدمها بين يدي كتابه، ومن لازم التقديم أن يكون في الصدر.
تخبرك هذه المقدمة أو يخبرك المؤلف من خلال هذه المقدمة ببعض ما في الكتاب, تكون ملخص أوفيها إشارة إلى موضوع الكتاب وأبواب الكتاب، ومسائل الكتاب على سبيل الإجمال.


............................= بِبَعْضِ ما خُصِّصَ فيهِ مُعْلِمَةْ


يعني: المقدمات ينبغي أن تشتمل على المصطلحات المستعملة في الكتاب؛ لأن كثير من المؤلفين لهم اصطلاحات في كتبهم ؛ لابد من بيانها في المقدمات ففهم هذه الاصطلاحات له أثر في فهم الكتاب.
فالفقهاء حينما استعملوا بعض الحروف للخلاف، بعض الحروف استعملوها للخلاف قالوا:
-(لولا): للخلاف القوي.
-و (حتى): للخلاف المتوسط.
-و (إن): للضعيف..

*كتاب:"مغني ذوي الأفهام عن الكتب الكثير في الأحكام" هذا استعمل رموز في الكتاب لا تُحل إلا من خلال الإطلاع على المقدمة .


(ببعض ما خصص فيه معلمه) : يريد أن يبحث في هذه المقدمة بعض ما خُصص بحثه في هذا العلم.
عرف السورة، وعرف الآية، وحكم ترجمة القرآن، وحكم روايته بالمعنى، وحكم تفسيره بالرأي، وبالأثر. هذه أمور متعلقة بالقرآن ، وهي تُبحَث في هذا العلم، واشتملت عليها المقدمة فهذه مسائل من أهم المهمات، من عضل المسائل. فهذه موضوع الباب الأول. وهذا هو الأصل؛ لأن الباب عندهم، الأبواب عندهم إنما تجعل للمسائل الكبرى، يليها ما تحويه الفصول , أما المقدمات في الغالب فلا يُدخَلُ فيها في صلب البحث أو صلب الكتاب.

بارك اللهُ فيكِ
إنما كان المطلوب
البدء باستخلاص هذه المسائل - كما فعلتِ هنا -

اقتباس:

-عناصر شرح المنظومة :
1-المراد بالحد , والفرق بين طريقة المتقدمين والمتأخرين في التأليف من ناحية الاهتمام بالتعريف.
2-شرح حد علم التفسير.
3-بيان أن المراد بعلم التفسير هو أصول التفسير وعلوم القرآن.

4-المراد بقوله : ستة عقود.
5-المراد بقوله :خاتمة تعود.
6-بيان المقدمة والمراد بها.
7-ذكر الأصل في كون المقدمة التقديم .

8-ذكر فائدة المقدمة.
9-بيان أهم مسائل علم القرآن .

ثم تحرير الأقوال تحتها بأسلوبك
ويُفضل ترتيب المسائل وتنظيمها
مثلا المسائل الأخيرة
توضع تحت عنوان أبواب المنظومة
وتقولين أنها انقسمت لمقدمة وستة عقود وخاتمة ثم تبيني كلا منها.



تقييم التلخيص :
الشمول : 30 / 30

الترتيب : 10 / 20
التحرير العلمي : 18 / 20
الصياغة : 13 / 15
العرض : 10 / 15
_______________
= 81 %
درجة الملخص : 8 / 10


وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

تماضر 27 محرم 1436هـ/19-11-2014م 09:52 PM

فهرسة مسائل أحكام المصاحف ..
1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟

1-والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الْجَامِعُ للصُّحُف الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ، وَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُصْحَفُ مُصْحَفًا لأَنه أُصحِف أَي جُعِلَ جَامِعًا لِلصُّحُفِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
2-والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، وهذه مُوَلَّدَةٌ كأنها مأخوذَةٌ من الأولَى.

3-الرَّصِيعُ: زِرُّ عُرْوةِ المُصْحف.



2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟


أجمع المسلمون على أنه كافر مباح الدم.



3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟

اختلف العلماء بين : دفنها وغسلها وحرقها ، فمنهم من رجح الدفن ، ومنهم من رد ذلك لأن الدفن فيه إهانة له وقد يتعرض للوطء بالأقدام.
ومنهم من رجح الغسل وكره الحرق لأنه خلاف الاحترام.
ومنهم من رجح الحرق لفعل عثمان ولم ينكر
ومنهم من كره الغسل لأن الغسل عادة يكون على الأرض فيكون عرضة للإهانة.



فهرسة مسألة : السفر بالقرآن إلى أرض العدو :

1-النصوص الواردة في حكم المسألة:
1-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» قَالَ مَالِكٌ: «وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ»)
2-عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو))

-الآثار الواردة في حكم المسألة:

1-مرسل الأوزاعي: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف إلى أرض العدوّ لكيلا ينالها الكفّار).
2-أثر الحسن: (كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم).
3-كلام الزركشى: (ويحرم السفر بالقرآن إلى أرض العدو للحديث فيه خوف أن تناله أيديهم وقيل كثر الغزاة وأمن استيلاؤهم عليه لم يمنع لقوله((مخافة أن تناله أيديهم)).

-خلاصة القول في المسألة :
اختلف العلماء في حكم السفر بالقرآن إلى أرض العدو :

1-منهم من منع السفر به مطلقا لعموم الحديث.
2-ومنهم من منعه إن كان السفر لغزو وبلاد حرب.
3-ومنهم من منعه إن كان الجيش أو السرية قليلة ويخشى تعرضه للامتهان ورخص فيما إن كان جيش المسلمين في منعة وشدة وعزة وظهور على العدو.
4-ومنهم من منعه إن كان في ذلك خشية إهانة المصحف مطلقًا ، أما إن أمن الخشية من الإهانة فيجوز الذهاب به لبلاد الكفار.

-قال ابن عبد البر : أجمع الفقهاء أن لا يسافر بالمصحف فى السرايا والعسكر الصغير المخوف عليه , واختلفوا فى الكبير المأمون عليه : فمنع مالك أيضا مطلقا , فصل أبو حنيفة , وأدر الشافعية الكراهة مع الخوف وجودا وعدما . وقال بعضهم كالمالكية.

تماضر 28 محرم 1436هـ/20-11-2014م 04:02 AM

آداب التلاوة ..

س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
الإخلاص هو أساس قبول العمل فإن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصًا لله موافقًا لشرعه ، وقد دلت أحاديث وآيات كثيرة تحث على العمل ابتغاء وجه الله ومن ذلك تلاوة القرآن فهو مما يبتغى به وجه الله فمن أراد به عرضًا من الدنيا فقد خاب وخسر ، وقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أول من تسعر بهم النار وذكر منهم: " ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار"، وورد في حديث مرسل البراءة ممن لم يستغنِ بالقرآن وجعله سببًا يتكسب به
عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).
قال أبو عبيد: قوله: ((من لم يتغن)).
التغني: هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس واستئكالهم بالقرآن، وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما).
وورد في حديث آخر أن من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله وأراد به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ، أي حرم حتى من ريحها .. إلى غير ذلك من الأحاديث التي تحث الإخلاص وتنهى وتحذر عما سواه ، فينبغي لقارئ القرآن أن يصون كتاب الله عن الابتذال وجعله سببا لطلب الناس ، ويستعين به على جميع أموره وأن يعلق قلبه بالله ويتوكل عليه ..


س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
الصواب والله أعلم : استحباب الشهادة للآيات وجواب أسئلتها مطلقًا خارج الصلاة وداخلها إن كان الصلاة نفلا للإمام والمأموم ، لكن إن كان يشغل المأمون هذا الكلام عن الإنصات للآيات فلا يفعل.
أما إذا كانت الصلاة فرضًا فيجوز للإمام و للمأموم الإجابة والشهادة لا على الاستحباب.
والله أعلم.


س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
يكمل الآية ثم يرد عليه السلام ، فوجوب رد السلام عام على قارئ القرآن إن لم يكن في صلاة وغيره.


● آداب حامل القرآن ●

• إكرام القرآن وتعظيمه

ومن ذلك :
1-اتباع القرآن والعمل به والاستقامة عليه واتباع السلف الصالح والتخلق بأخلاق القرآن والترفع عن اللهو واللغو تعظيمًا لحق القرآن .

أ‌- عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة عليها السلام عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:"كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه"
ب‌- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال :(من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه)
ت‌- قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا أو قال: مبينا.
ث‌- أثر الحسن:( وإن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرؤه...وإنما تدبر آياته
اتباعه بعمله...).
ج‌- عن مجاهد: { وإنك لعلى خلق عظيم}, قال: «أدب القرآن .
ح‌- أثر الفضيل:( حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو ....)
خ‌- روي أن سالم مولى أبي حذيفة، أنه كان معه لواء المهاجرين يوم اليمامة، قال: فقيل له: إنا نخاف عليك. كأنهم يعنون الفرار. فقال:" بئس حامل القرآن أنا إذاً"
د‌- قول الزركشي: (...ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله وألا يقرأ في المواضع القذرة، وأن يكون ذا سكينة ووقار مجانبا للذنب محاسبا نفسه يعرف القرآن في سمته وخلقه لأنه صاحب كتاب الملك والمطلع على وعده ووعيده).
ذ‌- قول أبو بكر الآجري: ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله... أن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه، يعمّر به ما خرب من قلبه، ويتأدّب بآداب القرآن، ويتخلّق بأخلاقٍ شريفةٍ، تبين به عن سائر النّاس ممّن لا يقرأ القرآن............ قد جعل القرآن والسّنّة والفقه دليله إلى كلّ خلقٍ حسنٍ جميلٍ، حافظاً لجميع جوارحه عمّا نهي عنه، إن مشى؛ مشى بعلمٍ، وإن قعد؛ قعد بعلمٍ، يجتهد ليسلم النّاس من لسانه ويده.
2-يصون نفسه عن الرزق الحرام والسؤال من الناس :

فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس
3-العناية برائحة الفم عند قراءة القرآن, والابتعاد عما يورث الروائح الكريهة كالكراث والبصل وغيره .
أ-أثر قتادة (ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن)
ب-أثر يزيد بن أبي مالك قال: (إن أفواهكم طرق من طرق الله فنظفوها ما استطعتم فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن)
4-كراهية الاستدلال بالقرآن على شيء يعرض من أمر الدنيا :
أ- قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة، فتأتيه من غير طلب، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى} وهذا من الاستخفاف بالقرآن، ومنه قول ابن شهاب: "لا تناظر بكتاب الله، ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال أبو عبيد: يقول: لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل.
5-أثر العلم بالقرآن على آداب الصحبة والمجالسة:
أ‌- عدم اللعن والانتقام إلا إذا انتهكت محارم الله : عن عائشة، قالت:"ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما من لعنة تذكر، ولا انتقم من شيء يؤتى إليه، إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل فيكون هو لله عز وجل ينتقم، وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله، وما سئل شيئا فمنعه إلا أن يسأل مأثما، فكان أبعد الناس من ذلك، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة"
ب‌- الحلم والأناة وحسن التعليم والتوجيه :
1- عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم , فعطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم قال: قلت: واثكل أمياه، ما لكم تنظرون إلي في الصلاة، فضربوا بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوني لكني سكت. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني , فبأبي هو , وأمي , ما رأيت معلما أحسن تعليما منه، وما سبني، ولا كهرني، ولا ضربني قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التكبير والتسبيح، وقراءة القرآن، والتحميد )
2- وعن الآجري- رحمه الله- : ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله...[أن] يصحب المؤمنين بعلمٍ، ويجالسهم بعلمٍ، من صحبه نفعه، حسن المجالسة لمن جالس، إن علّم غيره رفق به، لا يعنّف من أخطأ ولا يخجله، رفيقٌ في أموره، صبورٌ على تعليم الخير، يأنس به المتعلّم، ويفرح به الجّالس، مجالسته تفيد خيراً، مؤدّبٌ لمن جالسه بأدب القرآن والسّنّة.

-فيمن لا تنفعه قراءة القرآن
أ- الخوارج : عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليقرأنّ القرآن أقوامٌ من أمّتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة)
ب-من يقرأ ويحفظ ولا يفهم ويتدبر ويترك العمل :
1-عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يخرج في آخر الزّمان قومٌ أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم)
2-عن زياد بن لبيدٍ، قال:ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: وذاك عند أوان ذهاب العلم، قال: قلت: يا رسول الله، كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة، قال: ثكلتك أمّك زياد، إن كنت لأراك من أفقه رجلٍ بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنّصارى يقرؤون التّوراة والإنجيل، لا يعملون بشيءٍ ممّا فيهما)
ج-من استحل محارم الله: عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه)

هيئة التصحيح 5 3 صفر 1436هـ/25-11-2014م 04:38 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 137558)
القرآن الكريم
القرآن في اللغة: مصدر قرأ بمعني تلا، أو بمعني جمع.
فعلى المعنى الأول: (تلا) يكون مصدراً بمعني اسم المفعول؛ أي بمعني متلوّ.
وعلى المعنى الثاني: (جمع) يكون مصدراً بمعني اسم الفاعل؛ أي بمعني جامع لجمعه الأخبار والأحكام.
والقرآن في الشرع: كلام الله تعالى المنزل على رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس. قال تعالى: (إنّا نحن نزّلنا عليك القرآن تنزيلاً) (الإنسان: 23)
-حمى الله تعالى هذا القرآن العظيم من التغيير والزيادة ، فقال: (إنّا نحن نزّلنا الذّكر وإنّا له لحافظون) (الحجر: 9).
- وصف الله القرآن بأوصاف كثيرة، تدل على عظمته وبركته وتأثيره وشموله، وأنه حاكم على ما قبله من الكتب.قال الله تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) (الحجر: 87).... (والقرآن المجيد) (ق: الآية 1). (لو ذكرت كل صفة مع دليلها لكان أفضل )
-القرآن الكريم مصدر الشريعة الإسلامية التي بعث بها محمد صلى الله عليه وسلم إلى كافة الناس، قال الله تعالى: (تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً) (الفرقان: 1)
-وسنة النبي صلى الله عليه وسلم المصدر الثاني للشريعة الإسلامية كما قرره القرآن، قال الله تعالى: (من يطع الرّسول فقد أطاع اللّه ومن تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظاً) (النساء: 80) (ومن يعص اللّه ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبيناً) (الأحزاب: الآية 36). (هذا استطراد)
1- نزول القرآن:
أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر) (شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدىً للنّاس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان) (البقرة: الآية 185).
وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم، وهذه السّن هي التي يكون بها بلوغ الرشد وكمال العقل وتمام الإدراك.
والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، جبريل أحد الملائكة المقربين الكرام، قال الله تعالى عن القرآن: (وإنّه لتنزيل ربّ العالمين (192) نزل به الرّوح الأمين (193) (الشعراء: 192- 195).
وقد كان لجبريل عليه السلام من الصفات الحميدة العظيمة، ما جعله أهلاً لأن يكون رسول الله تعالى بوحيه إلى رسله قال الله تعالى: (إنّه لقول رسولٍ كريمٍ (19) ذي قوّةٍ عند ذي العرش مكينٍ (20) مطاعٍ ثمّ أمين (21ٍ) (التكوير: 19- 21)وقال: (قل نزّله روح القدس من ربّك بالحقّ ليثبّت الّذين آمنوا وهدىً وبشرى للمسلمين) (النحل: 102) فإنه لا يرسل من كان عظيما إلا بالأمور العظيمة.

2- أول ما نزل من القرآن
1-أول ما نزل من القرآن على وجه الإطلاق قطعا ً الآيات الخمس الأولي من سورة العلق، وهي قوله تعالى: (اقرأ باسم ربّك الّذي خلق (1) خلق الإنسان من علقٍ (2) اقرأ وربّك الأكرم (3) الّذي علّم بالقلم (4) علّم الإنسان ما لم يعلم (5) (العلق: 1- 5).وهذا أو مانزل من القرآن وما ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. الدليل؟ حديث عائشة؟
2-ثم فتر الوحي مدة ، ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثر، وهي قوله تعالى: (يا أيّها المدّثّر (1) قم فأنذر (2) وربّك فكبّر (3) وثيابك فطهّر (4) والرّجز فاهجر (5) (المدثر: 1-5). الدليل؟
فهذه الآيات باعتبار أنها أول ما نزل بعد فترة الوحي، أو أول ما نزل في شأن الرسالة.
ولهذا قال أهل العلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ ب (اقرأ) (العلق: 1) وأرسل ب المدّثّر)
3- نزول القرآن ابتدائي وسببي
ينقسم نزول القران إلى قسمين:
الأول: ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو غالب آيات القران.
القسم الثاني: سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه.
والسبب:
أ - إما سؤال يجيب الله عنه مثل (يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للنّاس والحجّ) (البقرة: الآية 189).
ب - أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل: (ولئن سألتهم ليقولنّ إنّما كنّا نخوض ونلعب) (التوبة: الآية 65) الواقعة التي حصلت في غزوة تبوك من استهزاء المنافقين ثم إتيانهم للاعتذار من رسول الله فأنلز سبحانه: (أباللّه وآياته ورسوله كنتم تستهزئون) (التوبة: الآية 65).
ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل: (قد سمع اللّه قول الّتي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى اللّه واللّه يسمع تحاوركما إنّ اللّه سميعٌ بصيرٌ) (المجادلة: 1)


شكر الله لك وبارك فيك
- لا بد عند ذكر الأقوال في المسائل (هنا مثلا في مسألة أول ما نزل) لا بد من ذكر دليل كل قول ، وتوجيه الأقوال
م- سألة أوصاف القرآن لو لخصتها بهذه الطريقة لكان أفضل :
أوصاف القرآن:
* كتاب مبارك (كتابٌ أنزلناه إليك مبارك)
*مؤثر في نفوس سامعيه (لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله)
وهكذا في بقية الصفات

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/ 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 16/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15/ 15
_____________________________
100/95
الدرجة النهائية: 10/9.5


وفقك الله وسددك

هيئة التصحيح 5 3 صفر 1436هـ/25-11-2014م 04:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 137589)
فوائد معرفة أسباب النزول:
1-بيان أن القران نزل من الله تعالى:
أ-لأن النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الشيء، فيتوقف عن الجواب أحيانا، حتى ينزل عليه الوحي. : فعندما سئل رسول الله عن الروح توقف ولم يجب حتى نزل قوله تعالى: (ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً) (الإسراء: 85)
ب- أو يخفى الأمر الواقع، فينزل الوحي مبينا له:كما في قصة زيد بن أرقم وسماعه لقول عبد بن أبي , وإنكاره مع تصديق رسول الله له فنزلت الآية تصدق قول زيد رضي الله عنه. قال تعالى (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذلّ) (المنافقون: الآية 8).
2-بيان عناية الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم في الدفاع عنه مثال ذلك قوله تعالى: (وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً) (الفرقان: 32)
3-بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غمومهم. مثال ذلك آية التيمم،وقد نزلت عند حادثة ضياع عقد عائشة في سفر من أسفار النبي صلى الله عليه وسلم.وأقاموا في طلبه ولم يجدوا الماء
4-فهم الآية على الوجه الصحيح. مثال ذلك قوله تعالى: (إنّ الصّفا والمروة من شعائر اللّه فمن حجّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوّف بهما) (البقرة: الآية 158) أي يسعى بينهما، فنفي الجناح ليس المراد به بيان أصل حكم السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه، حيث كانوا يرون أنهما من أمر الجاهلية. الحديث؟
عموم اللفظ وخصوص السبب:-
إذا نزلت الآية لسبب خاص، ولفظها عام كان حكمها شاملا لسببها، ولكل ما يتناوله لفظها، لأن القران نزل تشريعا عاما لجميع الأمة فكانت العبرة بعموم لفظه لا بخصوص سببه.
مثال ذلك: آيات اللعان، وهي قوله تعالى: (والّذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلّا أنفسهم) إلى قوله (إن كان من الصّادقين) (النور: 6 )فهذه الآيات نزلت بسبب قذف هلال بن أمية لامرأته، لكن حكمها شامل له ولغيره.
المكي والمدني:
قسم العلماء رحمهم الله تعالى القرآن إلى قسمين: مكي ومدني:
فالمكي: ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة.
والمدني: ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة.

-يتميز القسم المكي عن المدني من حيث الأسلوب والموضوع:
أ- أما من حيث الأسلوب فهو:
1-الغالب في المكي قوة الأسلوب، وشدة الخطاب، لأن غالب المخاطبين معرضون مستكبرون.
أما المدني: فالغالب في أسلوبه البين، وسهولة الخطاب، لأن غالب المخاطبين مقبلون منقادون، أقرا سورة المائدة.
2-الغالب في المكي قصر الآيات، وقوة المحاجة، لأن غالب المخاطبين معاندون مشاقون.
أما المدني : فالغالب فيه طول الآيات، وذكر الأحكام، مرسلة بدون محاجة، لأن حالهم تقتضي ذلك.
ب-وأما من حيث الموضوع فهو
1-الغالب في المكي تقرير التوحيد والعقيدة السليمة بما في ذلك الإيمان بالبعث، لأن غالب المخاطبين ينكرون ذلك.
أما المدني: فالغالب فيه تفصيل العبادات والمعاملات، لأن المخاطبين قد تقرر في نفوسهم التوحيد والعقيدة السليمة، فهم في حاجة لتفصيل العبادات والمعاملات..
2-الإفاضة في ذكر الجهاد وأحكامه والمنافقين وأحوالهم في القسم المدني لاقتضاء الحال، ذلك حيث شرع الجهاد، وظهر النفاق بخلاف القسم المكي.
-فوائد معرفة المدني والمكي:
معرفة المكي والمدني نوع من أنواع علوم القرآن المهمة، وذلك لأن فيها فوائد منها:
1-ظهور بلاغة القران في أعلى مراتبها، حيث يخاطب كل قوم بما تقتضيه حالهم.
2-ظهور حكمة التشريع في أسمى غاياته حيث يتدرج شيئا فشيئا .
3-تربية الدعاة إلى الله تعالى، وتوجيههم إلى أن يتبعوا ما سلكه القران في الأسلوب والموضوع.
4-تمييز الناسخ من المنسوخ .
-الحكمة من نزول القرآن الكريم:
من تقسيم القرآن إلى مكي ومدني، يتبين أنه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقا. ولنزوله على هذا الوجه حكم كثيرة منها:
1-تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: (كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً ) .
2-أن يسهل على الناس حفظه وفهمه والعمل به.
3-تنشيط الهمم لقبول ما نزل من القران وتنفيذه.
4-التدرج في التشريع حتى يصل إلى درجة الكمال، كما في آيات الخمر . اذكريها


شكر الله لك وبارك فيك

بعض الملاحظات بالأحمر مدمجة مع التلخيص

تقييم التلخيص لدرس أسباب النزول:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18/ 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15/ 15
_______________
100/98
الدرجة النهائية: 10/10


وفقك الله وسددك

صفية الشقيفي 4 صفر 1436هـ/26-11-2014م 02:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 150006)
النوع الخامس : تخفيف الهمزة
نَقْلٌ فَإِسْقَاطٌ وَإِبْدَالٌ بِمَدْ=مِنْ جِنْسِ مَا تَلَتْهُ كَيْفَمَا وَرَدْ
نَــحْـــوُ أَئِــنَّـــا فِــيـــهِ تَـسْـهِـيــلٌ فَـــقَـــطْوَرُبَّ هَــمْـــزٍ فِـــــى مَــوَاضِـــعٍ سَـــقَـــطْ
وَكُـــــــــلُّ ذَا بِـــالـــرَّمْـــزِ وَالْإِيـــــمَـــــاءِإذْ بَـسْـطُــهَــا فــــــي كُـــتُـــبِ الْـــقُــــرَّاءِ




التسهيل :نوع من أنواع التخفيف ، التخفيف يكون بأربعة أشياء:
1- بالنقل
2- بالإسقاط
3- بالإبدال
4- وبالتسهيل
الأول: النقل :هو نقل حركة الهمزة إلى ما قبلها من ساكن فتسقط الهمزة.
وشرطه:
أن يكون آخر ماقبلها غير حرف مد ولا لين , وأتى بعده همزة قطع .
فورش ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبله ويسقط الهمزة , نحو : (بعاد إرم ) بكسر نون التنوين مع إسقاط الهمزة , (قد أفلح ) بفتح الدال وإسقاط الهمزة.

الثاني: الإبدال: يكون بإبدال الهمزة بحرف مدّ من جنس ماتلته على أي حال ورد من فتح أو ضم أو كسر , وذلك محله كما في التقريب عند ورش :
1-إذا وقعت الهمزة الساكنة في مقابلة فاء الفعل نحو: يؤمنون , مؤتفكة , تألمون.
إلا ما كان من مادة الإيواء فلا تبدل عنده نحو :
مأوى , تؤوي.
2-وتبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واوًا إلا مع كونها فاء الفعل نحو: مؤجلا , مؤذن , يؤاخذ.
وأما الباقون ففيه تفصيل يؤخذ من كتب القراءات .

الثالث: التسهيل: بين الهمزة وبين حرف حركتها بلا إبدال .
نحو: أئنّا , الأولى مفتوحة والثانية مكسورة .
أما إذا كانت الهمزتان في كلمتين , أو في كلمة والثانية غير مكسورة ففيها تفصيل بسطه في كتب القراءات.

الرابع: الإسقاط: إسقاط الهمزة بلا إبدال ولا نقل وذلك إذا اتفقتا في الحركة سواء كانتا في كلمة نحو: أأنذرتهم , أأنت , أو في كلمتين نحو: جاء أجلهم , ومن النساء إلا , ففيها تفصيل في كتب القراءات.

-فضل الاهتمام بأحكام التجويد والقراءات :
مثل هذه الأمور لا شك أن الاهتمام بها من الاهتمام بكتاب الله جل وعلا من الاهتمام بالقرآن ولا شك أن الذي يهتم بها أن هذا من علامة توفيقه لكن يبقى إن الاهتمام بها على حساب الثمرة العظمى هو الإستباط والعمل يكون مفضول .
ومعرفتها بالنسبة للأمة فرض كفاية كغيره من العلوم إن لم يكون أهم من غيره من العلوم لكن يبقى أن مثل هذه الأمور لا تكون على حساب الثمرة العظمى من معرفة النصوص والاستنباط ،وإن لا شك أن معرفة هذه الأمور والعناية بها من تحقيق حفظ الله جل وعلا لهذا الكتاب .



أحسنتِ أختي
أحسن الله إليكِ
تقييم التلخيص:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30/30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20/ 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15/ 15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15/ 15
____________
100 %
درجة الملخص : 10 / 10

تماضر 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م 06:37 AM

دورة : تاريخ علم التفسير , للشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله .


السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن وهذا النوع منه الصريح وغير الصريح.
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفسر به القرآن.

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:أحاديث تفسيرية تتضمن معنى الآية.
مثل:
تفسير قوله :(يوم يكشف عن ساق) بحديث أبي هريرة :(إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى منادٍ............فيكشف لهم عن ساق فيقعون له سجودًا ، وذلك قوله تعالى :(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)........)

النوع الثاني: أحاديث يؤخذ منها معنى التفسير من باب الاجتهاد.
مثل: تفسير ابن عباس رضي الله عنه لمعنى اللمم بحديث :(العين تزني وزناها النظر.......) وهو من معنى اللمم.

(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - عكرمة
2- قتادة
3- سعيد بن جبير

(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- محمد بن كعب القرضي
3- محمد بن إسحاق بن يسار

(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: غرائب القرآن ورغائب الفرقان لنظام الدين النيسابوري
2: تفسير ابن كثير
3: تفسير أبو الحيان البحر المحيط.

السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟

عدم مخالفة التفسير لأصل صحيح أو دليل صحيح ، وأن لا يخالف سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولا إجماع العلماء.

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1-من القرآن ماكان بيانه تلاوته ، لأنه نزل بلغة العرب فهو بين واضح المعنى لهم.
2-ومن آيات كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما تلا بعضها وفسرها وبيّنها.
3-ومنه أمور كان يُسأل عنها وعن معناها ومرادها فيجيب.

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
يقصد بذلك ماكان في عصره من انتشار الأقوال الخاطئة المرسلة الضعيفة التي أكثرها كذب ، مثل ماكان يرويه الكلبي وسيف بن عمرو ونحو ذلك.

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
1-من باب اشتهار ما قيل في الآية وإن كان الإسناد ضعيفًا.
2-قد يكون في بعض ما قال به الضعفاء وجه حسن في التفسير ، بغض النظر عن ضعف الإسناد.
3-ومنها ما يشكل فيذكرونه من باب استيعاب ما قيل في المسألة.
4-وقد يكون ما ذكروه في التفسير صحيحًا من وجه آخر.
-فليست الرواية عنهم عن اعتماد لهم ولأقوالهم-

السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

صحبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وملازمتهم له وصحة لسانهم وعلمهم الصحيح وفهمهم الحسن وخشيتهم وإنابتهم لله واستجابتهم لرسول الله من أهم ما يميزهم عن غيرهم في التفسير ومعاني الآيات وفهم القرآن ، وكذلك تأديب رسول الله لهم وتعليمه فقد رباهم حتى فقهوا من العلم الشيء الكثير المبارك ففتحوا البلدان والقلوب ونشروا الإسلام.
وقد كان الصحابة لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلمون ما فيها ويفقهون معناها ويعملون بها ، كما أن لقراء الصحابة فضل في معرفة التفسير ومضان الخطاب وأسباب النزول ، فما يروى عن الصحابة مما لا يعلم إلا عن طريق الوحي من المعاني فله حكم المرفوع.

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلمون مافيها ويعملون بها ، وكانت مدارسة التفسير إما عن تفسير الآية مباشرة سواء في خطبة أو حلقة علم ، وإما عن طرح سؤال وتصويب الإجابة ، وقد يجتهد بعض الصحابة فيخطئون فيصوب بعضهم بعضًا وينكر بعضهم على بعض.

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الأسود ، مسروق ، الحارث بن قيس ، عمرو بن شرحبيل.

السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
-في عصر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك داعٍ لتدوين التفسير لكثرة الفقه والفهم في الآيات.
-في عصر الصحابة كان التفسير في بعض الصحائف متناثرة ولم يكن تفسيرًا كاملا لجميع أوجه الآيات.
-في عصر التابعين وتابعيهم كان التفسير يروى في صحائف قليلة وأكثرها تفسير لفظة وبيان غريب وتفسير مضمر ، أشياء يسيرة جدًا في التفسير.
مقاتل بن سليمان كان أول من جمع تفسير القرآن كاملا وقام بجمع روايات التفسير لكن بدون أسانيد وهو ممن اتهم بالكذب ولم يكن له معرفة بعلم الحديث ليميز بذلك الروايات الصحيحة من الباطلة.
-بدأ التدوين في نهاية القرن الثاني الهجري وكان له اتجاهان ، اتجاه التفسير بالرواية واتجاه التفسير بالاجتهاد وحذف الأسانيد ،
فممن عرف بالتفسير بالرواية هم أهل الحديث وبعض القصاص إلا أنهم لهم بعض الزيادات بلا إسناد.
-في بدايات القرن الثالث الهجري أو نهاية القرن الثاني ظهر محمد بن إدريس الشافعي وكان لظهوره نقلة كبيرة في تفسير القرآن وأثر فيمن بعده من المفسرين لأنه أحيا علم الاحتجاج بالقرآن والسنة وبيان الدلالات وانواع الاحتجاج وغير ذلك مما يستخدمه العلماء كثيرا في التفسير وغيره.
-ظهر في القرن الثالث الهجري الاقتصار على تفسير آيات الأحكام من القرآن الكريم.
-لم يصل شيء من التفاسير المحررة إلى نهاية القرن الثالث الهجري.
-كان هناك تفاسير لغوية وممن اشتهر بذلك أبو عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة.
-في القرن الرابع الهجري جمع الطبري طلابه ورأى الحاجة إلى جمع كتاب كامل في التفسير وذكر أنه سيكون في 30 ألف ورقة ، فاستطالوا ذلك وعرضوا عليه اختصاره فاختصره في 3آلاف ورقه ، ومما يؤخذ على تفسيره انتقاده لبعض القراءات المتواترة ورده لها ، وكان ذلك يرجع إلى عدم ظهور علم القراءات وتمييز الصحيح من الضعيف منها آنذاك ، وكان أول من جمع علم القراءات تلميذه مجاهد.


السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:

(1) تفسير ابن جرير الطبري.
يتميز بالموازنة بين الأقوال وترجيح بعضها على بعض ، وذكر الخلافات والاقوال والترجيح بينهم.

(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
بارع في أصول التفسير ونقد الأقوال والترجيح بينهما.

(3) معاني القرآن للزجاج.
أوسع من كتب في التفسير وهو من علماء اللغة إلا أنه لم يكمل تفسيره بل وصل إلى سورة الفلق وأتمه محقق الكتاب.

(4) تفسير الثعلبي.
قيمة كتابه تكمن في كثرة مراجعه ومصادره وكثير منها مفقود ، وينتقد في كونه ليس بالمتين في القراءة والإكثار من الإسرائيليات بدون تمييز الصحيح من الضعيف ، وقد يروي بعض الموضوعات بلا تمييز.

(5) أضواء البيان للشنقيطي
لم يذكر الشيخ مميزات الكتاب ، واكتفى بقوله أنه من أجل كتب التفسير في تفسير القرآن بالقرآن.
بحث عن مميزاته فوجدت أن من مميزاته: - اهتمامه ببيان الأحكام الشـرعية, مع دقة في الاستنباط, وقوة في الاستدلال.
- تحقيق بعض المسائل اللغوية والأصولية.
- الكلام على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً.
- خلوه من الإسرائيليات.
- الترجيح بين الأقوال.
لكنه يستطرد في بعض المسائل الفقهية, حتى أنه ذكر أحكام الحج في مئات الصفحات.
ملتقى أهل الحديث.

السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.

معتزلي سليط اللسان على أهل السنة ، في تفسيره اعتزاليات ظاهرة وخفية.


(2) التفسير الكبير للرازي.
عدم ترجيحه بين الأقوال ، فيذكر الآية وما ورد فيها من وجوه بلا ترجيح.

(3) النكت والعيون للماوردي.
يذكر الأقوال مختصرة وجامعة لكنه أخطأ في أمرين:
1-إذا رأى ابن جرير يروي عن ابن عباس فهو يذكر القول بلا إسناد ويقول رواه ابن عباس ، فقد يكون السند واهـٍ ونسبة القول له غير صحيحة ، فيأتي من بعده ويسري عليه الخطأ فينسب القول لابن عباس.
2-يزيد في التفسير في أوجه مبالغة فيها وبعيدة المعنى.
ويؤخذ عليه تأثره في بعض المسائل بطريقة المعتزلة.

(4) تفسير الثعلبي.
وينتقد في كونه ليس بالمتين في القراءة والإكثار من الإسرائيليات بدون تمييز الصحيح من الضعيف ، وقد يروي بعض الموضوعات بلا تمييز

(5) تنوير المقباس.
اعتمد رواية السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، وهي رواية ضعيفة كاذبة واهية.

تماضر 15 صفر 1436هـ/7-12-2014م 06:55 AM

أصول التفسير لابن عثيمين , المشتهرون بالتفسير من الصحابة :



اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، من أجلّهم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ؛ إلا أن الرواية عن الثلاثة الأول قليلة لانشغالهم بالخلافة وشؤون المسلمين , وقلة الحاجة للبيان .
ومن المشتهرين بالتفسير كذلك , عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم.
-نبذة وترجمة لبعضهم :
1- على بن أبي طالب:
-نسبه ونشأته:

هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله.

-من مناقبه:
وهلك به طائفتان: النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه، والروافض الذي بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب.
اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء .

-ما قيل فيه:
ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها.
وروى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب.
قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.

2- عبد الله بن مسعود:
-نسبه ونشأته:

هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد، تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن.

-ما قيل فيه :
وقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".
وقال عن نفسه : والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.

وفاته:
توفي في المدينة سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.

3- عبد الله بن عباس:
-نسبه ومولده:

هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم.

-سبب نبوغه وعلمه:
ضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: " اللهم علمه الحكمة" ، وفي رواية: "الكتاب" ، وقال له حين وضع له وضوءه: "اللهم فقه في الدين"، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه.

-ما قيل فيه:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم.
وقال ابن عمر لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه اعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقها وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من واد واسع.
وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم (أي وال على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور نجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت.

وفاته :
مات في الطائف سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.

تماضر 22 صفر 1436هـ/14-12-2014م 11:32 PM

أنواع المؤلفات في علوم القران

السؤال الأول : أكمل ما يلي :


1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي : كل العلوم المتعلقة بالقرآن سواء كانت خادمة له أو مستنبطة منه.
المعنى الخاص : أبحاث كلية تتعلق بالقرآن من نواحي شتى يصلح أن يكون كل مبحث منها علمًا مستقلًا.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات تضمنت مسائل هذا العلم (التدوين الضمني)
ب: التدوين الموسوعي وهو الكتب الموسوعية في علوم القرآن وتخصصت في علوم القرآن على وجه الشمول والاستيعاب.
ج: كتب أفردت نوعًا من أنواع علوم القرآن.


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن :
كتاب فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن لابن الجوزي.
وإن لم يستوعب كل علوم القرآن.


4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي عبيد القاسم بن سلّام .
ب: الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عزوجل لأبي جعفر النحاس.
ج: الإيضاح في الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لمكي بن أبي طالب .


السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
يفيد طالب العلم من جهتين:

1-من جهة القراءة والتحصيل ، فيقتني ما ينصح به أهل العلم والخبرة من الكتب ممن هو أصلا في الموضوع أو مرجع رئيس في العلم.
2- من جهة البحث العلمي ، فالباحث بحاجة ماسة إلى مكتبة قرآنية أو علمية ، فقد يحتاج إلى كتب كثيرة في بحثه والرجوع لمصادرها وتصور المسألة تصورًا كاملًا.

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1-حقيقة القرآن. 2-مصدره. 3-نزوله. 4-حفظه. 5-نقله. 6-بيانه وتفسيره. 7-لغته وأساليبه. 8-أحكامه.

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثر التأليف في علوم القرآن عندما صارت هذه العلوم قسمًا مستقلًا في جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات التي فيها أقساما شرعية وتهتم بالدراسات القرآنية.


السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

من أحسن الكتب في علوم القرآن وأرتبها , كتاب جمع بين حسن الترتيب وحسن التحقيق للمسائل ولا يكاد يذكر حديث أو أثر إلا مع الحكم عليه وهذه ميزة يندر وجودها في كتب علوم القرآن , من قرأ هذا الكتاب استمتع به ووجد كثيرًا من التحريرات والتحقيقات والنفائس والأحكام ما لا يكاد يوجد في غيره.

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
جمع في عنوانه بين أكبر مرجعين , وامتاز بحسن التحرير ومناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم وتحريرها والرد على ما فيه ضعف ونظر ويذكر الخلاصة في كل مسألة , يستعرض الجيد ويرد على الضعيف , وهو من الكتب التي يظهر فيها علم المؤلف وتمكنه من علوم القرآن وليس مجرد نقل , يستعرض المؤلفات مع الحكم عليها في كل نوع ويتكلم عنها , من أحسن ما كتب في هذا القرآن , فيه تحرير بديع ونقاش مفصل ورد على الشبهات ويتحدث فيه بلغة علمية حوارية مقنعة فيذكر الشبهة ويرد عليها .

السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.

غير محقق ولا محرر فيه الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تمحيص ، يذكر الروايات ولا يحكم عليها ، لا يبين رأيه في المسألة ، ذكر في علوم القرآن أنواعًا بدعية خرافية لا تجوز ولا تليق بالقرآن نقلها من بعض كتب غلاة الصوفية ولم يحكم عليها ولم يبين بطلانها.

2: أسباب النزول للواحدي.
رواية فقط مع مقدمة يسيرة في هذا النوع وفيه الكثير من الأسانيد المنقطعة ، لكنه العمدة في أسباب النزول.

السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

ذكر المقارنة بين الاتقان والبرهان د.حازم سعيد حيدر في كتاب علوم القرآن بين الإتقان والبرهان دراسة وموازنة.
ذكر 39 نوعًا مشتركًا بين الاتقان والبرهان.
و8 أنواع انفرد بها الزركشي عن السيوطي وهي:
1-معرفة على كم لغة نزل. 2-معرفة التصريف. 3-بلاغة القرآن. 4-وجه ماذهب إليه كل قارئ. 5-هل يجوز في التصانيف والخطب والرسائل. 6-استعمال بعض ألفاظ القرآن الذي يسمى الاقتباس. 7-معرفة أحكامه. 8-بيان معاضدة السنة للقرآن.

ما انفرد به السيوطي وقسمه على أنواع:
1-ما انفرد به وأصله في البرهان : وهو 18 نوعًا ، منها : 1-معرفة الحضري والسفري 2-النهاري والليلي 3-ماتكرر نزوله. 4-ما تأخر حكمه عن نزوله. 5-مانزل مشيعا وما نزل مفردًا 6-في بيان الموصول لفظا المقصود معنى. 7-في الإمالة والفتح وما بينهما 8-في المد والقصر 9-في تخفيف الهمز وكيفية تحمله 10-في العام والخاص 11-في المنطوق والمفهوم 12-في المجمل والمبين 13-في المطلق والمقيد 14-مفردات القران 15-في طبقات المفسرين 16-في اسماء من نزل فيهم القران 17-في العلوم المستنبطة من القران
18-في الموصول لفظت المقصود معنى.

2-ما انفرد به السيوطي مع كونه مسبوقًا به في غير البرهان:
الصيفي والشتائي ، الفراشي والنهاري ، مانزل مفرقا وما نزل جمعا ، معرفة العالي والنازل من أسانيده ، معرفة المشهور والآحاد والموضوع والمدرج ، في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب ، فيما وقع من الأسماء والكنى والألقاب.

3-الأنواع المبتكرة في الإتقان :
الأرضي والسمائي , فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة , ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
من أبرز الكتب في علوم القرآن , كتبه بأسلوب شيق وعرض ممتع وتحرير فائق للمسائل التي اشتمل عليها , وهو أوسع من الكتابين السابقين وأصبح هذا الكتاب مرجعًا لطلاب العلم , تميز باقتصاره على العلوم الأساسية في علوم القرآن .
ومما تحدث عنه وأطال فيه في كتابه : ترجمة القرآن وحكمها تفصيلا وهذا المبحث من أنفس ما كتب النسخ وأطال وفصل فيه , ذكر الشبهات التي أثيرت على القرآن ورد عليها بتوسع خاصة شبهات المستشرقين , وهو كتاب جدير بالعناية غير أن فيه شطحات وأخطاء في المسائل العقدية والعلمية , قام الشيخ خالد السبت بدراسته في الماجستير وعنوان رسالته مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم , وقد درس هذا الكتاب وبين مزاياه وما يتعلق به ثم بيّن الأخطاء والزلات التي وقع فيها.

اللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا ممن علم فعمل فأخلص فانتفع و نفع :"

هيئة التصحيح 7 25 صفر 1436هـ/17-12-2014م 12:28 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 153636)
دورة : تاريخ علم التفسير , للشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله .

إجمالي الدرجات = 96 / 100
(16 / 16)
السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن وهذا النوع منه الصريح وغير الصريح [والذي يعدّ من التفسير الإلهي هو الصريح].
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي.
النوع الثالث: أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفسر به القرآن.

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول:أحاديث تفسيرية تتضمن معنى الآية نصا .
مثل:
تفسير قوله :(يوم يكشف عن ساق) بحديث أبي هريرة :(إذا جمع الله العباد في صعيد واحد نادى منادٍ............فيكشف لهم عن ساق فيقعون له سجودًا ، وذلك قوله تعالى :(يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)........)

النوع الثاني: أحاديث يؤخذ منها معنى التفسير من باب الاجتهاد.
مثل: تفسير ابن عباس رضي الله عنه لمعنى اللمم بحديث :(العين تزني وزناها النظر.......) وهو من معنى اللمم.

(ج) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - عكرمة
2- قتادة
3- سعيد بن جبير

(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- كعب الأحبار
2- محمد بن كعب القرضي
3- محمد بن إسحاق بن يسار

(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: غرائب القرآن ورغائب الفرقان لنظام الدين النيسابوري
2: تفسير ابن كثير
3: تفسير أبو الحيان البحر المحيط.

(15 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟

عدم مخالفة التفسير لأصل صحيح أو دليل صحيح ، وأن لا يخالف سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولا إجماع العلماء.

2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1-من القرآن ماكان بيانه تلاوته ، لأنه نزل بلغة العرب فهو بين واضح المعنى لهم.
2-ومن آيات كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما تلا بعضها وفسرها وبيّنها.
3-ومنه أمور كان يُسأل عنها وعن معناها ومرادها فيجيب.
الرابع: ما يكون بيانه عن طريق الوحي، فلا يدرك بدلالة اللغة، بل لا يدرك إلا عن طريق الوحي؛ كالإخبار عن المغيبات كذكر تفاصيل ما يكون في القبر، وأخبار يوم القيامة.

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
يقصد بذلك ماكان في عصره من انتشار الأقوال الخاطئة المرسلة الضعيفة التي أكثرها كذب ، مثل ماكان يرويه الكلبي وسيف بن عمرو ونحو ذلك.

4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
1-من باب اشتهار ما قيل في الآية وإن كان الإسناد ضعيفًا.
2-قد يكون في بعض ما قال به الضعفاء وجه حسن في التفسير ، بغض النظر عن ضعف الإسناد.
3-ومنها ما يشكل فيذكرونه من باب استيعاب ما قيل في المسألة.
4-وقد يكون ما ذكروه في التفسير صحيحًا من وجه آخر.
-فليست الرواية عنهم عن اعتماد لهم ولأقوالهم-
(9 / 9) السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.

صحبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم وملازمتهم له وصحة لسانهم وعلمهم الصحيح وفهمهم الحسن وخشيتهم وإنابتهم لله واستجابتهم لرسول الله من أهم ما يميزهم عن غيرهم في التفسير ومعاني الآيات وفهم القرآن ، وكذلك تأديب رسول الله لهم وتعليمه فقد رباهم حتى فقهوا من العلم الشيء الكثير المبارك ففتحوا البلدان والقلوب ونشروا الإسلام.
وقد كان الصحابة لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلمون ما فيها ويفقهون معناها ويعملون بها ، كما أن لقراء الصحابة فضل في معرفة التفسير ومضان الخطاب وأسباب النزول ، فما يروى عن الصحابة مما لا يعلم إلا عن طريق الوحي من المعاني فله حكم المرفوع.

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
كانوا لا يتجاوزون عشر آيات حتى يعلمون مافيها ويعملون بها ، وكانت مدارسة التفسير إما عن تفسير الآية مباشرة سواء في خطبة أو حلقة علم ، وإما عن طرح سؤال وتصويب الإجابة ، وقد يجتهد بعض الصحابة فيخطئون فيصوب بعضهم بعضًا وينكر بعضهم على بعض.

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
الأسود ، مسروق ، الحارث بن قيس ، عمرو بن شرحبيل.
(9 / 9) السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
-في عصر النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك داعٍ لتدوين التفسير لكثرة الفقه والفهم في الآيات.
-في عصر الصحابة كان التفسير في بعض الصحائف متناثرة ولم يكن تفسيرًا كاملا لجميع أوجه الآيات.
-في عصر التابعين وتابعيهم كان التفسير يروى في صحائف قليلة وأكثرها تفسير لفظة وبيان غريب وتفسير مضمر ، أشياء يسيرة جدًا في التفسير.
مقاتل بن سليمان كان أول من جمع تفسير القرآن كاملا وقام بجمع روايات التفسير لكن بدون أسانيد وهو ممن اتهم بالكذب ولم يكن له معرفة بعلم الحديث ليميز بذلك الروايات الصحيحة من الباطلة.
-بدأ التدوين في نهاية القرن الثاني الهجري وكان له اتجاهان ، اتجاه التفسير بالرواية واتجاه التفسير بالاجتهاد وحذف الأسانيد ،
فممن عرف بالتفسير بالرواية هم أهل الحديث وبعض القصاص إلا أنهم لهم بعض الزيادات بلا إسناد.
-في بدايات القرن الثالث الهجري أو نهاية القرن الثاني ظهر محمد بن إدريس الشافعي وكان لظهوره نقلة كبيرة في تفسير القرآن وأثر فيمن بعده من المفسرين لأنه أحيا علم الاحتجاج بالقرآن والسنة وبيان الدلالات وانواع الاحتجاج وغير ذلك مما يستخدمه العلماء كثيرا في التفسير وغيره.
-ظهر في القرن الثالث الهجري الاقتصار على تفسير آيات الأحكام من القرآن الكريم.
-لم يصل شيء من التفاسير المحررة إلى نهاية القرن الثالث الهجري.
-كان هناك تفاسير لغوية وممن اشتهر بذلك أبو عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة.
-في القرن الرابع الهجري جمع الطبري طلابه ورأى الحاجة إلى جمع كتاب كامل في التفسير وذكر أنه سيكون في 30 ألف ورقة ، فاستطالوا ذلك وعرضوا عليه اختصاره فاختصره في 3آلاف ورقه ، ومما يؤخذ على تفسيره انتقاده لبعض القراءات المتواترة ورده لها ، وكان ذلك يرجع إلى عدم ظهور علم القراءات وتمييز الصحيح من الضعيف منها آنذاك ، وكان أول من جمع علم القراءات تلميذه مجاهد.

(23 / 25) السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
يتميز بالموازنة بين الأقوال وترجيح بعضها على بعض ، وذكر الخلافات والاقوال والترجيح بينهم.

(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
بارع في أصول التفسير ونقد الأقوال والترجيح بينهما.

(3) معاني القرآن للزجاج.
أوسع من كتب في التفسير وهو من علماء اللغة إلا أنه لم يكمل تفسيره بل وصل إلى سورة الفلق وأتمه محقق الكتاب.

(4) تفسير الثعلبي.
قيمة كتابه تكمن في كثرة مراجعه ومصادره وكثير منها مفقود ، وينتقد في كونه ليس بالمتين في القراءة والإكثار من الإسرائيليات بدون تمييز الصحيح من الضعيف ، وقد يروي بعض الموضوعات بلا تمييز.
[كتاب جليل، قيمته ليس في تحريره العلمي، فهو منتقد فيه، ولكن في كثرة مصادره، فهو جامع لتفاسير كثيرة، وكان الثعلبي متمكّنا من التفسير فكان يلقّب: (بالأستاذ المفسر)، وتفسيره أصل لعدد من التفاسير كتفاسير الواحدي، وتفسير السمعاني، ولخص تفسيره البغوي وهذبه.]

(5) أضواء البيان للشنقيطي
لم يذكر الشيخ مميزات الكتاب ، واكتفى بقوله أنه من أجل كتب التفسير في تفسير القرآن بالقرآن.
بحث عن مميزاته فوجدت أن من مميزاته: - اهتمامه ببيان الأحكام الشـرعية, مع دقة في الاستنباط, وقوة في الاستدلال.
- تحقيق بعض المسائل اللغوية والأصولية.
- الكلام على الأحاديث تصحيحاً وتضعيفاً.
- خلوه من الإسرائيليات.
- الترجيح بين الأقوال.
لكنه يستطرد في بعض المسائل الفقهية, حتى أنه ذكر أحكام الحج في مئات الصفحات.
ملتقى أهل الحديث.
(24 / 25) السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.

معتزلي سليط اللسان على أهل السنة ، في تفسيره اعتزاليات ظاهرة وخفية.


(2) التفسير الكبير للرازي.
عدم ترجيحه بين الأقوال ، فيذكر الآية وما ورد فيها من وجوه بلا ترجيح. [إجابة مختصرة]
الرازي من نظار الأشاعرة وكبار المتكلمين، وقد ندم في آخر حياته لاشتغاله بعلم الكلام.
اعتمد في تفسيره على عدد من كتب المعتزلة كالزمخشري، فوافقهم في بعض أقوالهم وردّ بعضها.

ينتقد عليه:

انتهاجه طريقة المتكلمين

ضعفه في الحديث

ضعفه في القراءات


(3) النكت والعيون للماوردي.
يذكر الأقوال مختصرة وجامعة لكنه أخطأ في أمرين:
1-إذا رأى ابن جرير يروي عن ابن عباس فهو يذكر القول بلا إسناد ويقول رواه ابن عباس ، فقد يكون السند واهـٍ ونسبة القول له غير صحيحة ، فيأتي من بعده ويسري عليه الخطأ فينسب القول لابن عباس.
2-يزيد في التفسير في أوجه مبالغة فيها وبعيدة المعنى.
ويؤخذ عليه تأثره في بعض المسائل بطريقة المعتزلة.

(4) تفسير الثعلبي.
وينتقد في كونه ليس بالمتين في القراءة والإكثار من الإسرائيليات بدون تمييز الصحيح من الضعيف ، وقد يروي بعض الموضوعات بلا تمييز

(5) تنوير المقباس.
اعتمد رواية السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ، وهي رواية ضعيفة كاذبة واهية.

إجمالي الدرجات = 96 / 100
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

أمل عبد الرحمن 5 ربيع الأول 1436هـ/26-12-2014م 05:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 151648)
فهرسة مسائل أحكام المصاحف ..
1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟

1-والمُصْحَفُ والمِصْحَفُ: الْجَامِعُ للصُّحُف الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ كأَنه أُصْحِفَ، وَالْكَسْرُ وَالْفَتْحُ فِيهِ لُغَةٌ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْمُصْحَفُ مُصْحَفًا لأَنه أُصحِف أَي جُعِلَ جَامِعًا لِلصُّحُفِ الْمَكْتُوبَةِ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
2-والرَّبْعَةُ: جُونَةُ العَطَّارِ، وصُندوقٌ أجْزاءِ المُصْحَفِ، وهذه مُوَلَّدَةٌ كأنها مأخوذَةٌ من الأولَى.

3-الرَّصِيعُ: زِرُّ عُرْوةِ المُصْحف.
تجب الإشارة إلى من ذكر هذه المعاني وفي أي مرجع من مراجع اللغة
10/10




2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟

أجمع المسلمون على أنه كافر مباح الدم.
يجب إسناد القول، نقول: ذكره النووي في التبيان، وابن تيمية في الفتاوى
8/10


3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟

اختلف العلماء بين : دفنها وغسلها وحرقها ، فمنهم من رجح الدفن ، ومنهم من رد ذلك لأن الدفن فيه إهانة له وقد يتعرض للوطء بالأقدام.
ومنهم من رجح الغسل وكره الحرق لأنه خلاف الاحترام.
ومنهم من رجح الحرق لفعل عثمان ولم ينكر
ومنهم من كره الغسل لأن الغسل عادة يكون على الأرض فيكون عرضة للإهانة.
لو نظمت الإجابة أكثر فجعل مع كل قول ما يتعلق به من الأدلة والحجج ومن قال به ومن رد عليه
وإليك نموذج إجابتها

اقتباس:

ورد فيه ثلاثة أقوال:
1- أنها تدفن
نقله أبو عبيد في فضائل القرآن عن إبراهيم النخعي،
أنه قال: "وكانوا يأمرون بورق المصحف إذا بلي أن يدفن".
ونقله الزركشي في البرهان
والسيوطي في الإتقان عن بعض الأحناف.
من ضعف هذا القول:
نقل الزركشي عن الإمام أحمد أنه قال: وقد يتوقف فيه لأنها قد توطأ بالأقدام.

2- أنها تغسل
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي
من ضعف هذا القول:
قال الزركشي والسيوطي: ذكر غيره أن الإحراق أولى لأن الغسالة قد تقع على الأرض وتوطأ

3- أنها تحرق

أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي، قياسا على فعل عثمان رضي الله عنه في حرق المصاحف ولم ينكر عليه أحد من الصحابة.
من ضعف
هذا القول:
قال
الزركشي والسيوطي: وقد كرهه النووي وجزم القاضي حسين في تعليقه بالمنع لأنه خلاف الاحترام، وكذا في الواقعات من كتب الحنفية أنها تدفن ولا تحرق.

ويمنع:
1- تقطيعها وتمزيقها، لما فيه من تقطيع الحروف وتفرقة الكلم، وفي ذلك إزراء بالمكتوب.
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي

2- وضعها في شق أو غيره، لأنه قد يسقط ويوطأ
أورده الزركشي والسيوطي عن الحليمي .


8/10
الدرجة الكلية: 26/30

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر لأنه يتداخل مع ملاحظات التصحيح
فهرسة مسألة : السفر بالقرآن إلى أرض العدو :

1-النصوص الواردة في حكم المسألة:
1-عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» قَالَ مَالِكٌ: «وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ»)
2-عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو))

-الآثار الواردة في حكم المسألة:
1-مرسل الأوزاعي: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف إلى أرض العدوّ لكيلا ينالها الكفّار).
2-أثر الحسن: (كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم).
3-كلام الزركشى: (ويحرم السفر بالقرآن إلى أرض العدو للحديث فيه خوف أن تناله أيديهم وقيل كثر الغزاة وأمن استيلاؤهم عليه لم يمنع لقوله((مخافة أن تناله أيديهم)).
تجب الإشارة إلى الراوي ومن خرج الحديث أو الأثر

-خلاصة القول في المسألة :
اختلف العلماء في حكم السفر بالقرآن إلى أرض العدو :
1-منهم من منع السفر به مطلقا لعموم الحديث. تجب الإشارة إلى أصحاب هذا القول
2-ومنهم من منعه إن كان السفر لغزو وبلاد حرب.
3-ومنهم من منعه إن كان الجيش أو السرية قليلة ويخشى تعرضه للامتهان ورخص فيما إن كان جيش المسلمين في منعة وشدة وعزة وظهور على العدو.
4-ومنهم من منعه إن كان في ذلك خشية إهانة المصحف مطلقًا ، أما إن أمن الخشية من الإهانة فيجوز الذهاب به لبلاد الكفار.

-قال ابن عبد البر : أجمع الفقهاء أن لا يسافر بالمصحف فى السرايا والعسكر الصغير المخوف عليه , واختلفوا فى الكبير المأمون عليه : فمنع مالك أيضا مطلقا , فصل أبو حنيفة , وأدر الشافعية الكراهة مع الخوف وجودا وعدما . وقال بعضهم كالمالكية.
الأقوال في حكم السفر بالمصحف لا تخرج عن ثلاثة
1- المنع مطلقا
2- المنع المقيد بحال الخوف على المصحف، فإذا أمن عليه انتفى المنع، وهو على قولين
-
-
3- الإباحة مطلقا
وبكل قول من الأقوال الأربعة قال جماعة من أهل العلم، واستدلوا لأقوالهم بأدلة يجب ذكرها

أحسن الله إليك أختي وبارك الله فيك، قد فصل فيها الشيخ صالح الرشيد حفظه الله في المسألة، لكن لعلك لم تراجعيه.
والمتأمل لكلامه حفظه الله في الموضوع يخلص إلى ثلاثة عناصر رئيسية:
اقتباس:


1- الأحاديث والآثار الواردة في النهي عن السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار
2- حكم السفر بالمصحف إلى بلاد الكفار
1- المنع مطلقا

2- المنع المقيد بحال الخوف على المصحف، وفيه قولان
- قول للشافعي والنووي وابن حجر وجماعة آخرين
- قول لأبي حنيفة وصاحبية
3- الإباحة مطلقا
- المقصود بالمصحف
- حكم السفر بكتب الحديث والفقه

3- مسائل متفرعة على مسألة "وجوب صيانة المصحف وحفظه"


وقد أحسنت بتقسيمك لأول عنصرين، لكن تداخلت عندك الأقوال عند الكلام عن الحكم في المسألة، وفاتك الكلام عن بعض المسائل كما هو موضح لك
فأرجو منك أن تعيدي كتابة الملخص على ترتيب هذه العناصر، مراعية ذكر الأدلة وأقوال أهل العلم بالتفصيل فيها
بارك الله فيك ووفقك لكل خير

أمل عبد الرحمن 10 ربيع الأول 1436هـ/31-12-2014م 02:43 AM

أرجو عدم استعمال اللون الأحمر فهو يتداخل مع ملاحظات التصحيح، بارك الله فيك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 151702)
آداب التلاوة ..

س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
الإخلاص هو أساس قبول العمل فإن العمل لا يقبل إلا إذا كان خالصًا لله موافقًا لشرعه ، وقد دلت أحاديث وآيات كثيرة تحث على العمل ابتغاء وجه الله ومن ذلك تلاوة القرآن فهو مما يبتغى به وجه الله فمن أراد به عرضًا من الدنيا فقد خاب وخسر ، وقد ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أول من تسعر بهم النار وذكر منهم: " ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار"، وورد في حديث مرسل البراءة ممن لم يستغنِ بالقرآن وجعله سببًا يتكسب به
عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).
قال أبو عبيد: قوله: ((من لم يتغن)).
التغني: هو الاستغناء والتعفف عن مسألة الناس واستئكالهم بالقرآن، وأن يكون في نفسه بحمله القرآن غنيا، وإن كان من المال معدما).
وورد في حديث آخر معناه أن من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله وأراد به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة ، أي حرم حتى من ريحها .. إلى غير ذلك من الأحاديث التي تحث الإخلاص وتنهى وتحذر عما سواه ، فينبغي لقارئ القرآن أن يصون كتاب الله عن الابتذال وجعله سببا لطلب الناس ، ويستعين به على جميع أموره وأن يعلق قلبه بالله ويتوكل عليه ..
أحسنت أختي بارك الله فيك، والأحاديث والآثار الواردة في الموضوع كثيرة، لو استزدت منها، كما يحسن بك إيراد نص الحديث، وذكر راويه ومخرجه، حتى تكون إجباتك أكثر دقة
10/10


س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
الصواب والله أعلم : استحباب الشهادة للآيات وجواب أسئلتها مطلقًا خارج الصلاة وداخلها إن كان الصلاة نفلا للإمام والمأموم ، لكن إن كان يشغل المأمون هذا الكلام عن الإنصات للآيات فلا يفعل.
أما إذا كانت الصلاة فرضًا فيجوز للإمام و للمأموم الإجابة والشهادة لا على الاستحباب.
والله أعلم.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 151702)
الجواب فيه تفصيل أكثر، وقد تكلم في المسألة غير واحد من أهل العلم
وعند الحديث عن الحكم الشرعي في مسألة، يجب إيراد: جميع الأقوال، ومن قال بها، وحجة كل قول، وعلته إن وجدت، ثم الترجيح بينها، مع الإشارة إلى المصادر.
وتنظيم إجابة المسألة يفيد الطالب كثيرا في رسوخ المسألة وسهولة استرجاعها، ولو تأملت الموضوع لوجدت أنه تعرض للمسألة من عدة جوانب:
اقتباس:

حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها

الأحاديث والآثار الواردة في الشهادة للآيات وجواب أسئلتها
حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها خارج الصلاة
حكمها في الصلاة
- من قال بالجواز
من قال بالاستحباب في الصلاة عموما فرضا كانت أو نفلا
من قال بالاستحباب في النفل دون الفرض
من قصر الشهادة للآيات وجواب أسئلتها على ما ورد فيه النص، يستوي في
ذلك الفرض والنفل
- من قال بالمنع
حكمها للمأموم


ويجب تناول كل عنصر منها بالتفصيل

7/10


س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
يكمل الآية ثم يرد عليه السلام باللفظ ، فوجوب رد السلام باللفظ عام على قارئ القرآن إن لم يكن في صلاة وغيره.

هذا أحد رأيين في المسألة وقد قال به النووي رحمه الله، أما الرأي الثاني فقد ذكره الواحدي رحمه الله وهو عدم وجوب الرد باللفظ ويكفيه الرد بالإشارة، مع جواز الرد باللفظ إن أراد القاريء، ويستحب له أن يستعيذ ثانية للقراءة
7/10
الدرجة الكلية: 24/30

● آداب حامل القرآن ●

• إكرام القرآن وتعظيمه

ومن ذلك :
1-اتباع القرآن والعمل به والاستقامة عليه واتباع السلف الصالح والتخلق بأخلاق القرآن والترفع عن اللهو واللغو تعظيمًا لحق القرآن .

أ‌- عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة عليها السلام عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:"كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه"
ب‌- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال :(من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه)
ت‌- قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا أو قال: مبينا.
ث‌- أثر الحسن:( وإن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرؤه...وإنما تدبر آياته
اتباعه بعمله...).
ج‌- عن مجاهد: { وإنك لعلى خلق عظيم}, قال: «أدب القرآن .
ح‌- أثر الفضيل:( حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلهو مع من يلهو ....)
خ‌- روي أن سالم مولى أبي حذيفة، أنه كان معه لواء المهاجرين يوم اليمامة، قال: فقيل له: إنا نخاف عليك. كأنهم يعنون الفرار. فقال:" بئس حامل القرآن أنا إذاً"
د‌- قول الزركشي: (...ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله وألا يقرأ في المواضع القذرة، وأن يكون ذا سكينة ووقار مجانبا للذنب محاسبا نفسه يعرف القرآن في سمته وخلقه لأنه صاحب كتاب الملك والمطلع على وعده ووعيده).
ذ‌- قول أبو بكر الآجري: ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله... أن يجعل القرآن ربيعاً لقلبه، يعمّر به ما خرب من قلبه، ويتأدّب بآداب القرآن، ويتخلّق بأخلاقٍ شريفةٍ، تبين به عن سائر النّاس ممّن لا يقرأ القرآن............ قد جعل القرآن والسّنّة والفقه دليله إلى كلّ خلقٍ حسنٍ جميلٍ، حافظاً لجميع جوارحه عمّا نهي عنه، إن مشى؛ مشى بعلمٍ، وإن قعد؛ قعد بعلمٍ، يجتهد ليسلم النّاس من لسانه ويده.
2-يصون نفسه عن الرزق الحرام والسؤال من الناس :

فقد جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات لا تكونوا عيالا على الناس
3-العناية برائحة الفم عند قراءة القرآن, والابتعاد عما يورث الروائح الكريهة كالكراث والبصل وغيره .
أ-أثر قتادة (ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن)
ب-أثر يزيد بن أبي مالك قال: (إن أفواهكم طرق من طرق الله فنظفوها ما استطعتم فما أكلت البصل منذ قرأت القرآن)
4-كراهية الاستدلال بالقرآن على شيء يعرض من أمر الدنيا :
أ- قال أبو عبيد: وهذا كالرجل يريد لقاء صاحبه، أو يهم بالحاجة، فتأتيه من غير طلب، فيقول كالمازح: {جئت على قدر يا موسى} وهذا من الاستخفاف بالقرآن، ومنه قول ابن شهاب: "لا تناظر بكتاب الله، ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم".
قال أبو عبيد: يقول: لا تجعل لهما نظيرا من القول ولا الفعل.
5-أثر العلم بالقرآن على آداب الصحبة والمجالسة:
أ‌- عدم اللعن والانتقام إلا إذا انتهكت محارم الله : عن عائشة، قالت:"ما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما من لعنة تذكر، ولا انتقم من شيء يؤتى إليه، إلا أن تنتهك محارم الله عز وجل فيكون هو لله عز وجل ينتقم، وما ضرب بيده شيئا قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله، وما سئل شيئا فمنعه إلا أن يسأل مأثما، فكان أبعد الناس من ذلك، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة"
ب‌- الحلم والأناة وحسن التعليم والتوجيه :
1- عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم , فعطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم قال: قلت: واثكل أمياه، ما لكم تنظرون إلي في الصلاة، فضربوا بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتوني لكني سكت. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني , فبأبي هو , وأمي , ما رأيت معلما أحسن تعليما منه، وما سبني، ولا كهرني، ولا ضربني قال: ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التكبير والتسبيح، وقراءة القرآن، والتحميد )
2- وعن الآجري- رحمه الله- : ينبغي لمن علّمه الله وفضله على غيره ممن لم يحمله...[أن] يصحب المؤمنين بعلمٍ، ويجالسهم بعلمٍ، من صحبه نفعه، حسن المجالسة لمن جالس، إن علّم غيره رفق به، لا يعنّف من أخطأ ولا يخجله، رفيقٌ في أموره، صبورٌ على تعليم الخير، يأنس به المتعلّم، ويفرح به الجّالس، مجالسته تفيد خيراً، مؤدّبٌ لمن جالسه بأدب القرآن والسّنّة.

-فيمن لا تنفعه قراءة القرآن يستفاد من الأحاديث والآثار الواردة في هذه الفقرة أن يكون حامل القرآن على حذر من هذه الأوصاف، وأن يتصف بضدها، من فهم القرآن فهما صحيحا والعمل بما فيه، فهي آداب مستخلصة من الدرس أيضا.
أ- الخوارج :عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليقرأنّ القرآن أقوامٌ من أمّتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة)
ب-من يقرأ ويحفظ ولا يفهم ويتدبر ويترك العمل :
1-عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(يخرج في آخر الزّمان قومٌ أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم)
2-عن زياد بن لبيدٍ، قال:ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا فقال: وذاك عند أوان ذهاب العلم، قال: قلت: يا رسول الله، كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة، قال: ثكلتك أمّك زياد، إن كنت لأراك من أفقه رجلٍ بالمدينة، أو ليس هذه اليهود والنّصارى يقرؤون التّوراة والإنجيل، لا يعملون بشيءٍ ممّا فيهما) هذه الفقرة والتي قبلها عن صنف واحد وهم الخوارج
ج-من استحل محارم الله: عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما آمن بالقرآن من استحلّ محارمه)


أحسنت أختي بارك الله فيك وأحسن إليك
قد اشتمل تلخيصك على المسائل الواردة في الدرس تقريبا، وتبقى بعض الملاحظات على ترتيب وتصنيف المسائل
وجميع الآداب الواردة على اختلافها هي في الأصل ثمرة الأدب مع القرآن، لكن يمكن تقسيمها، فبعضها يتعلق مباشرة بالقرآن، كتطييب الفم لتلاوته، وإكرامه بالترفع عن إتيان أبواب الملوك وقضاء الحاجات به، وتدبره عند التلاوة.
وبعضها آداب تتعلق بحامل القرآن نفسه باتصافه بالتقوى والورع ومحاسبة النفس ومراقبة الله
وبعضها يظهر عند اتصاله بالخلق، كاتصافه بالشمائل الحسنة والأخلاق الفاضلة
فلو رتبت هذه الآداب على هذا التصنيف لكان أفضل
يلاحظ عليك عدم ذكرك لرواة الأحاديث والآثار ومن خرجها، فانتبهي له مستقبلا إن شاء الله
التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 18 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 13 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 17 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) :9 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 63/70
وفقك الله

هيئة التصحيح 7 23 ربيع الأول 1436هـ/13-01-2015م 05:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 154489)
أنواع المؤلفات في علوم القران

إجمالي الدرجات = 100 / 100
(24 / 24 )
السؤال الأول : أكمل ما يلي :


1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي : كل العلوم المتعلقة بالقرآن سواء كانت خادمة له أو مستنبطة منه.
المعنى الخاص : أبحاث كلية تتعلق بالقرآن من نواحي شتى يصلح أن يكون كل مبحث منها علمًا مستقلًا.

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات تضمنت مسائل هذا العلم (التدوين الضمني)
ب: التدوين الموسوعي وهو الكتب الموسوعية في علوم القرآن وتخصصت في علوم القرآن على وجه الشمول والاستيعاب.
ج: كتب أفردت نوعًا من أنواع علوم القرآن.


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن :
كتاب فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن لابن الجوزي.
وإن لم يستوعب كل علوم القرآن.


4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبي عبيد القاسم بن سلّام .
ب: الناسخ والمنسوخ في كتاب الله عزوجل لأبي جعفر النحاس.
ج: الإيضاح في الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لمكي بن أبي طالب .


(24 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
يفيد طالب العلم من جهتين:

1-من جهة القراءة والتحصيل ، فيقتني ما ينصح به أهل العلم والخبرة من الكتب ممن هو أصلا في الموضوع أو مرجع رئيس في العلم.
2- من جهة البحث العلمي ، فالباحث بحاجة ماسة إلى مكتبة قرآنية أو علمية ، فقد يحتاج إلى كتب كثيرة في بحثه والرجوع لمصادرها وتصور المسألة تصورًا كاملًا.

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
1-حقيقة القرآن. 2-مصدره. 3-نزوله. 4-حفظه. 5-نقله. 6-بيانه وتفسيره. 7-لغته وأساليبه. 8-أحكامه.

3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
كثر التأليف في علوم القرآن عندما صارت هذه العلوم قسمًا مستقلًا في جامعة الأزهر وغيرها من الجامعات التي فيها أقساما شرعية وتهتم بالدراسات القرآنية.


(16 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.

من أحسن الكتب في علوم القرآن وأرتبها , كتاب جمع بين حسن الترتيب وحسن التحقيق للمسائل ولا يكاد يذكر حديث أو أثر إلا مع الحكم عليه وهذه ميزة يندر وجودها في كتب علوم القرآن , من قرأ هذا الكتاب استمتع به ووجد كثيرًا من التحريرات والتحقيقات والنفائس والأحكام ما لا يكاد يوجد في غيره.

2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
جمع في عنوانه بين أكبر مرجعين , وامتاز بحسن التحرير ومناقشة الأقوال التي يوردها أهل العلم وتحريرها والرد على ما فيه ضعف ونظر ويذكر الخلاصة في كل مسألة , يستعرض الجيد ويرد على الضعيف , وهو من الكتب التي يظهر فيها علم المؤلف وتمكنه من علوم القرآن وليس مجرد نقل , يستعرض المؤلفات مع الحكم عليها في كل نوع ويتكلم عنها , من أحسن ما كتب في هذا القرآن , فيه تحرير بديع ونقاش مفصل ورد على الشبهات ويتحدث فيه بلغة علمية حوارية مقنعة فيذكر الشبهة ويرد عليها .

(16 / 16 ) السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.

غير محقق ولا محرر فيه الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تمحيص ، يذكر الروايات ولا يحكم عليها ، لا يبين رأيه في المسألة ، ذكر في علوم القرآن أنواعًا بدعية خرافية لا تجوز ولا تليق بالقرآن نقلها من بعض كتب غلاة الصوفية ولم يحكم عليها ولم يبين بطلانها.

2: أسباب النزول للواحدي.
رواية فقط مع مقدمة يسيرة في هذا النوع وفيه الكثير من الأسانيد المنقطعة ، لكنه العمدة في أسباب النزول.

( 20 / 20 ) السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟

ذكر المقارنة بين الاتقان والبرهان د.حازم سعيد حيدر في كتاب علوم القرآن بين الإتقان والبرهان دراسة وموازنة.
ذكر 39 نوعًا مشتركًا بين الاتقان والبرهان.
و8 أنواع انفرد بها الزركشي عن السيوطي وهي:
1-معرفة على كم لغة نزل. 2-معرفة التصريف. 3-بلاغة القرآن. 4-وجه ماذهب إليه كل قارئ. 5-هل يجوز في التصانيف والخطب والرسائل. 6-استعمال بعض ألفاظ القرآن الذي يسمى الاقتباس. 7-معرفة أحكامه. 8-بيان معاضدة السنة للقرآن.

ما انفرد به السيوطي وقسمه على أنواع:
1-ما انفرد به وأصله في البرهان : وهو 18 نوعًا ، منها : 1-معرفة الحضري والسفري 2-النهاري والليلي 3-ماتكرر نزوله. 4-ما تأخر حكمه عن نزوله. 5-مانزل مشيعا وما نزل مفردًا 6-في بيان الموصول لفظا المقصود معنى. 7-في الإمالة والفتح وما بينهما 8-في المد والقصر 9-في تخفيف الهمز وكيفية تحمله 10-في العام والخاص 11-في المنطوق والمفهوم 12-في المجمل والمبين 13-في المطلق والمقيد 14-مفردات القران 15-في طبقات المفسرين 16-في اسماء من نزل فيهم القران 17-في العلوم المستنبطة من القران
18-في الموصول لفظت المقصود معنى.

2-ما انفرد به السيوطي مع كونه مسبوقًا به في غير البرهان:
الصيفي والشتائي ، الفراشي والنهاري ، مانزل مفرقا وما نزل جمعا ، معرفة العالي والنازل من أسانيده ، معرفة المشهور والآحاد والموضوع والمدرج ، في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب ، فيما وقع من الأسماء والكنى والألقاب.

3-الأنواع المبتكرة في الإتقان :
الأرضي والسمائي , فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة , ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم .
2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
من أبرز الكتب في علوم القرآن , كتبه بأسلوب شيق وعرض ممتع وتحرير فائق للمسائل التي اشتمل عليها , وهو أوسع من الكتابين السابقين وأصبح هذا الكتاب مرجعًا لطلاب العلم , تميز باقتصاره على العلوم الأساسية في علوم القرآن .
ومما تحدث عنه وأطال فيه في كتابه : ترجمة القرآن وحكمها تفصيلا وهذا المبحث من أنفس ما كتب النسخ وأطال وفصل فيه , ذكر الشبهات التي أثيرت على القرآن ورد عليها بتوسع خاصة شبهات المستشرقين , وهو كتاب جدير بالعناية غير أن فيه شطحات وأخطاء في المسائل العقدية والعلمية , قام الشيخ خالد السبت بدراسته في الماجستير وعنوان رسالته مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم , وقد درس هذا الكتاب وبين مزاياه وما يتعلق به ثم بيّن الأخطاء والزلات التي وقع فيها.

اللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا ممن علم فعمل فأخلص فانتفع و نفع :"

إجمالي الدرجات = 100 / 100
بارك الله فيكِ ، وأدام تميزكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

صفية الشقيفي 27 ربيع الأول 1436هـ/17-01-2015م 12:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 150016)
عرض جبريل القران على رسول الله عليه وسلم

-الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم:

1-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
2-عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا)). [ من رواه ؟ ]
3-قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224هـ): (حدثنا ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}, أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ .
قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان.). [فضائل القرآن : ]
[ الحديث الثالث لما لم تصيغينه بنفس طريقة الحديث الأول ؛ فتقولين : عن داوود ابن أبي هند قال .... ، رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن ]

-جمع الصحابة القرآن كما أنزله الله على رسوله مرتب السور والآيات :

وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

-إثبات تلقين الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته وترتيب القرآن على ما هو موجود الآن:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.

-سبب اختيار أبو بكر لزيد بن ثابت في جمع القرآن:

وقد صح في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن على جبريل عليه السلام في كل عام مرة في رمضان وأنه عرضه في العام الذي توفي فيه مرتين ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين فكان جمع القرآن سببا لبقائه في الأمة رحمة من الله تعالى لعباده وتحقيقا لوعده في حفظه على ما قال تعالى:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.

-قول من قال بأن القرآن مرتب على ما ورد عن رسول الله عدا الأنفال وبراءة:
وقال البيهقي في "المدخل": كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة.
لما روى الحاكم وغيره عن ابن عباس قال:(قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين قفرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد، وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له، فيقول: ضعوا في السورة التي فيها كذا وكذا.
وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، وكانت قصتها شبيهة بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرحيم).

[ المسائل الواردة أعلاه ، هل ترين أن لها علاقة مباشرة بعرض القرآن ، وإذا كانت لها علاقة مباشرة فيحسن بنا التركيز على ذلك في عنوان المسألة ثم فيما ورد تحتها ]
-عرضة القرآن الأخيرة , هل كانت على حرف واحد أم على الأحرف المأذون بها:

واختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره؟

واستدل من قال بأن العرضة الأخيرة كانت بحرف واحد منها وهو الذي جمع عليه القران عثمان بن عفان بزيادة وردت في حديث بن عباسٍ : فيرون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة . وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة).
واختلفوا هل العرضة الأخيرة كانت على قراءة زيد أم قراءة ابن مسعود:
كما روي ومن طريق مجاهد عن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟)
قالوا: قراءة زيد بن ثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).
وهذا يغاير حديث سمرة ومن وافقه.
وعند مسددٍ في مسنده من طريق إبراهيم النخعي أن ابن عباسٍ سمع رجلًا يقول: الحرف الأول؛ فقال: (ما الحرف الأول؟)
قال: إن عمر بعث ابن مسعودٍ إلى الكوفة معلمًا فأخذوا بقراءته؛ فغيَّر عثمان القراءة فهم يدعون قراءة ابن مسعود الحرف الأول؛ فقال ابن عباسٍ: (إنه لآخر حرفٍ عرض به النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل).
وأخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟
قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ.
قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين
فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.


فوائد ولطائف من حديث ابن عباس:
-قوله كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس فيه احتراسٌ بليغٌ لئلا يتخيل من قوله وأجود ما يكون في رمضان أن الأجودية خاصةٌ منه برمضان فيه فأثبت له الأجودية المطلقة أولًا ثم عطف عليها زيادة ذلك في رمضان قوله: (وأجود ما يكون في رمضان)
-في كثرة نزول جبريل في رمضان من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى , ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة , وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير.
-وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ .
-وفيه أن ليل رمضان أفضل من نهاره وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية .
-وقد أخرج أبو عبيدٍ من طريق داود بن أبي هندٍ قال قلت للشعبي قوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن أما كان ينزل عليه في سائر السنة قال بلى ولكن جبريل كان يعارض مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان ما أنزل الله فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء .



بارك الله فيكِ أختي تماضر ، ونفع بكِ
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 15 / 30 [ فاتكِ الكثير من المسائل ، وسأضع لكِ مسائل الموضوع لتتنبهي لما فاتكِ بإذن الله ]
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 10 / 20 [ ركزتِ كثيرًا على مسائل استطرادية ، كان يحسن تأخيرها لنهاية الموضوع ، مع الإشارة تحتها لعلاقتها به ]
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 10 / 20 [ بدا واضحًا في بعض المواضع النسخ المباشر من كلام العلماء والأولى جمع أقوال العلماء في المسألة ، ثم ترتيبها وصياغتها بأسلوبك ، فتمتلكين بذلك ملكة تنظيم الأقوال وسردها وذكر أدلتها ]
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 11/ 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 14 / 15
___________________
= 60 %


وإليكِ مسائل هذا الموضوع :
1: الأحاديث والآثار الواردة في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
2: معنى معارضة القرآن :
3: زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
4: إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
5: الغرض من معارضة القرآن كل عام :
6: أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
7: الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
8: مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :
9: الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
10: من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة :11: جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
12: تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :

وأرجو أن تقرأي هذا الدرس في شرح الفهرسة ( هنا ) ، ومتابعة دورة أنواع التلخيص وسيتم شرح الفهرسة فيها مرة أخرى بإذن الله مع التطبيق.
ويمكنكِ إعادة التلخيص ويعاد التصحيح لكِ وتعتمد الدرجة الأخيرة
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.


تماضر 29 ربيع الأول 1436هـ/19-01-2015م 01:11 AM

فهرسة مسألة : السفر بالقرآن إلى أرض العدو :

1-النصوص الواردة في حكم المسألة:
1-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» قَالَ مَالِكٌ: «وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ»)الموطأ (2 / 246)
2-
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو)) فضائل القرآن

2-
الآثار الواردة في حكم المسألة:
1-مرسل الأوزاعي: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف إلى أرض العدوّ لكيلا ينالها الكفّار). رواه ابن أبي داود , المصاحف (411-418) .
2-أثر الحسن:(كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم). رواه ابن أبي داود , المصاحف (411-418)
3-كلام الزركشى:(ويحرم السفر بالقرآن إلى أرض العدو للحديث فيه خوف أن تناله أيديهم وقيل كثر الغزاة وأمن استيلاؤهم عليه لم يمنع لقوله((مخافة أن تناله أيديهم)).البرهان في علوم القرآن (1 / 480-449).

-3خلاصة القول في المسألة :
اختلف العلماء في حكم السفر بالقرآن إلى أرض العدو :
1-منهم من منع السفر به مطلقا سواء كانت دار حرب أو عهد لعموم الحديث. مقتضى كلام ابن ماجشون في التمهيد واختيار ابن حزم في المحلى , والدسوقي .
واستدلوا بعموم النهي الوارد في هذا الشأن , قال ابن حزم في المحلى :(روينا من طريق معمر عن أيوب السخستاني عن نافع عن ابن عمر قال:" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو".
قال ابن عبد البر في التمهيد : (وذكر أحمد بن المعدل عن عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون أنه سئل عن الرجل يدخل بالمصحف إلى أرض العدو لما له في ذلك من استذكار القرآن والتعليم ولما يخشى أن يطول به السفر فينسى , فقال عبد الملك : لا يدخل أرض العدو بالمصاحف لما يخشى من التعبث بالقرآن والامتهان له مع أنهم أنجاس وما جاء ذلك من النهي الذي لا ينبغي أن يتعدى).

2- المنع المقيد بحال الخوف على المصحف، فإذا أمن عليه انتفى المنع، وهو على قولين:
-تقيد المنع بإذا كان الجيش أو السرية قليلة ويخشى تعرضه للامتهان ورخص فيما إن كان جيش المسلمين في منعة وشدة وعزة وظهور على العدو.
لأن الغازي ربما يحتاج إلى القراءة من المصحف إذا كان لا يحسن القراءة عن ظهر قلبه , أو يتبرك بحمل المصحف أو يستنصر به, والظاهر أنه في العسكر العظيم يأمن هذا لقوتهم , وفي السرية ربما يبتلى به لقلة عددهم , فمن هذا الوجه يقع الفرق و والذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم :"نهى أن يسافر بالقرآن في أرض العدو " تأويله أن يكون سفره مع جريدة خيل لا شوكة لهم . كتاب السير لمحمد بن الحسن وشرحه للسرخسي.
-الإباحة مطلقًا بشرط الأمن من العدو , وذهب إلى ذلك أبو حنيفة وابو يوسف ومحمد بن الحسن .
القول الثالث : الإباحة مطلقًا وتقييد التحريم بزمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المصاحف لم تكثر في أيدي المسلمين و وكان لا يؤمن إذا وقعت المصاحف في أيدي العدو أن يفوت شيء من القرآن من أيدي المسلمين , ويؤمن من مثله في زماننا لكثرة المصاحف وكثرة القراء , ولأنه لو وقع مصحف في دهم لم يستخفوا به ؛لأنهم وإن كانوا لا يقرون بانه كلام الله فهم يقرون بأنه أفصح الكلام بأوجز العبارات وأبلغ المعاني فلا يستخفون به كما لا يستخفون بسائر الكتب , قاله الطحاوي ونسب هذا القول إلى ابن الحسن القمى أيضا والعيني.

3-مسائل متفرعة على مسألة وجوب صيانة المصحف وحفظه:
-حكم بيع القرآن على الذمي :
قال النووي :( ويحرم بيعه من الذمي فإن باعه ففي صحة البيع قولان للشافعي أصحهما لا يصح , والثاني يصح , ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه )
واستدل بالمنع الوارد عن السفر بالمصحف لبلاد الكفار على منع بيع المصحف من الكافر ؛ لوجود المعنى المذكور فيه وهو التمكن من الاستهانة به, ولا خلاف فى تحريم ذلك وإنما وقع الاختلاف هل يصح لو وقع ويؤمر بإزالة ملكه عنه أم لا ؟ واستدل به على منع تعلم الكافر القرآن : فمنع مالك مطلقا , وأجاز الحنفية مطلقا , وعن الشافعي قولان , وفصل بعض المالكية بين القليل لأجل مصلحة قيام الحجة عليهم فأجازه , وبين الكثير فمنعه . ويؤيده قصة هرقل حيث كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات , وقد سبق فى " باب هل يرشد " بشيء من هذا , وقد نقل النووي الاتفاق على جواز الكتابة إليهم بمثل ذلك . ذكره ابن حجر نقلا عن قول ابن البر.
-السفر بكتب الحديث لبلاد العدو:
ومثل المصحف كتب الحديث فيما يظهر , كالبخاري لاشتماله على آيات كثيرة , وحرمة ما ذكر ولو طلبه الملك ليتدبره خشية الإهانة , وهذا حاصل ما قاله العدوي والدسوقي.

أمل عبد الرحمن 29 ربيع الأول 1436هـ/19-01-2015م 05:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 158721)
فهرسة مسألة : السفر بالقرآن إلى أرض العدو :

1-النصوص الواردة في حكم المسألة:
1-
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُسَافَرَ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ» قَالَ مَالِكٌ: «وَإِنَّمَا ذَلِكَ مَخَافَةَ أَنْ يَنَالَهُ الْعَدُوُّ»)الموطأ (2 / 246)
2-
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تسافروا بالقرآن فإني أخاف أن يناله العدو)) فضائل القرآن
هذا الحديث قد رواه الكثير من أهل الحديث فتجب الإشارة إلى ذلك، نقول:
رواه البخاري ومسلم، ورواه أيضاً: الإمام مالك والشافعي وأبو عبيد القاسم بن سلام وأحمد وابن ماجه والنسائي وابن أبي داوود بألفاظ متقاربة.
2-
الآثار الواردة في حكم المسألة:

1-مرسل الأوزاعي: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينهى أن يغزى بالمصاحف إلى أرض العدوّ لكيلا ينالها الكفّار). رواه ابن أبي داود , المصاحف (411-418) .
2-أثر الحسن:(كان يكره أن يسافر بالمصحف إلى أرض الرّوم). رواه ابن أبي داود , المصاحف (411-418)
3-كلام الزركشى:(ويحرم السفر بالقرآن إلى أرض العدو للحديث فيه خوف أن تناله أيديهم وقيل كثر الغزاة وأمن استيلاؤهم عليه لم يمنع لقوله((مخافة أن تناله أيديهم)).البرهان في علوم القرآن (1 / 480-449).

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 158721)

-3خلاصة القول في المسألة :
اختلف العلماء في حكم السفر بالقرآن إلى أرض العدو :
1-منهم من منع السفر به مطلقا سواء كانت دار حرب أو عهد لعموم الحديث. وهو قول الإمام مالك، ومقتضى كلام ابن ماجشون في التمهيد واختيار ابن حزم في المحلى , والدسوقي .

واستدلوا بعموم النهي الوارد في هذا الشأن , قال ابن حزم في المحلى :(روينا من طريق معمر عن أيوب السخستاني عن نافع عن ابن عمر قال:" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو".
قال ابن عبد البر في التمهيد : (وذكر أحمد بن المعدل عن عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون أنه سئل عن الرجل يدخل بالمصحف إلى أرض العدو لما له في ذلك من استذكار القرآن والتعليم ولما يخشى أن يطول به السفر فينسى , فقال عبد الملك : لا يدخل أرض العدو بالمصاحف لما يخشى من التعبث بالقرآن والامتهان له مع أنهم أنجاس وما جاء ذلك من النهي الذي لا ينبغي أن يتعدى).

2- المنع المقيد بحال الخوف على المصحف، فإذا أمن عليه انتفى المنع، وهو على قولين:

-تقيد المنع بإذا كان الجيش أو السرية قليلة ويخشى تعرضه للامتهان ورخص فيما إن كان جيش المسلمين في منعة وشدة وعزة وظهور على العدو.
لأن الغازي ربما يحتاج إلى القراءة من المصحف إذا كان لا يحسن القراءة عن ظهر قلبه , أو يتبرك بحمل المصحف أو يستنصر به, والظاهر أنه في العسكر العظيم يأمن هذا لقوتهم , وفي السرية ربما يبتلى به لقلة عددهم , فمن هذا الوجه يقع الفرق و والذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم :"نهى أن يسافر بالقرآن في أرض العدو " تأويله أن يكون سفره مع جريدة خيل لا شوكة لهم . كتاب السير لمحمد بن الحسن وشرحه للسرخسي.
وهو رأي الشافعي والنووي وابن حجر وآخرون

-الإباحة مطلقًابشرط الأمن من العدو , وذهب إلى ذلك أبو حنيفة وابو يوسف ومحمد بن الحسن .
لا يجوز أن نقول مطلقا ثم نشترط، الفرق أن أبو حنيفة زاد على القول الأول وهو الأمن في حال الحرب بدخول المصحف في الجيش الكبير، والأمن في حال السلم إذا دخل دار عهد وعرف عن أهلها أنهم يوفون بالعهد، لكن إذا انتفى الأمن على أي حال منهما حرم.

القول الثالث : الإباحة مطلقًا وتقييد التحريم بزمن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن المصاحف لم تكثر في أيدي المسلمين و وكان لا يؤمن إذا وقعت المصاحف في أيدي العدو أن يفوت شيء من القرآن من أيدي المسلمين , ويؤمن من مثله في زماننا لكثرة المصاحف وكثرة القراء , ولأنه لو وقع مصحف في دهم لم يستخفوا به ؛لأنهم وإن كانوا لا يقرون بانه كلام الله فهم يقرون بأنه أفصح الكلام بأوجز العبارات وأبلغ المعاني فلا يستخفون به كما لا يستخفون بسائر الكتب , قاله الطحاوي ونسب هذا القول إلى ابن الحسن القمى أيضا والعيني.

3-مسائل متفرعة على مسألة وجوب صيانة المصحف وحفظه:

-حكم بيع القرآن على من الذمي :
قال النووي :( ويحرم بيعه من الذمي فإن باعه ففي صحة البيع قولان للشافعي أصحهما لا يصح , والثاني يصح , ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه)
واستدل بالمنع الوارد عن السفر بالمصحف لبلاد الكفار على منع بيع المصحف من الكافر؛ لوجود المعنى المذكور فيه وهو التمكن من الاستهانة به, ولا خلاف فى تحريم ذلك وإنما وقع الاختلاف هل يصح لو وقع ويؤمر بإزالة ملكه عنه أم لا ؟

هنا مسألة أخرى:
واستدل به على منع تعلم الكافر القرآن : فمنع مالك مطلقا , وأجاز الحنفية مطلقا , وعن الشافعي قولان , وفصل بعض المالكية بين القليل لأجل مصلحة قيام الحجة عليهم فأجازه , وبين الكثير فمنعه . ويؤيده قصة هرقل حيث كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعض الآيات , وقد سبق فى " باب هل يرشد " بشيء من هذا , وقد نقل النووي الاتفاق على جواز الكتابة إليهم بمثل ذلك
. ذكره ابن حجر نقلا عن قول ابن البر.
وبقي مسألتان:

- حكم إرسال القرآن إلى ملك الكفار ليتدبره (رأيتك ذكرتيها عند الحديث عن حكم السفر بالكتب التي فيها آيات من القرآن، لكن مكانها الطبيعي هنا بين هذه المسائل)
- حكم معاملة الكفار بالدراهم والدنانير التي عليها اسم الله تعالى و
ذكره


-السفر بكتب الحديث لبلاد العدو:

ومثل المصحف كتب الحديث فيما يظهر , كالبخاري لاشتماله على آيات كثيرة , وحرمة ما ذكر ولو طلبه الملك ليتدبره خشية الإهانة , وهذا حاصل ما قاله العدوي والدسوقي.

ومسألة مهمة: المقصود بالمصحف
هل هو المصحف كله؟؟
بل الكتاب يكون فيه آية أو آيتين من القرآن، يسري عليه نفس الحكم (راجعي الموضوع)



أحسنت أختي بارك الله فيك ونفع بك


التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 17 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 15 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 62/70
اجتهدي أكثر في تنظيم طريقة عرض الأقوال في المسألة في نقاط مرتبة، ولا تداخلي بين الأقوال
وفقك الله

تماضر 1 ربيع الثاني 1436هـ/21-01-2015م 12:35 AM

-الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم:
1-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
2- عن حماد بن سلمة , عن ثابت , عن أنس , عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا)) رواه الرازي في فضائل القرآن وتلاوته.
3-عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}, أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ .
قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان.). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن.

-معنى معارضة القرآن :
المعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع قوله , قاله ابن حجر.

- زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
في كل ليلة من رمضان , عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.

-إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
قال ابن حجر : في الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير , فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان المذكور وكان في سنة عشرٍ إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة , ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم" فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق , وما نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته فيستفاد من ذلك أن القرآن يطلق على البعض مجازًا.

-الغرض من معارضة القرآن كل عام :
قالَ عن عامر الشعبي، قال:(كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ) ذكره مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ في فضائل القرآن .
وفي معارضة القرآن كل عام تأكيدًا للحفظ وزيادة في الاستذكار لئلا ينسى نسيانًا ليس بعده تذكر , وإثبات المحكم وبيان المنسوخ وزيادة في الخير والفضل ..

-أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :

وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ.

-الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
-يحتمل أن يكون السر في ذلك أن رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسةٌ لوقوع ابتداء النزول في رمضان ثم فتر الوحي ثم تتابع فوقعت المدارسة في السنة الأخيرة مرتين ليستوي عدد السنين والعرض.
-ويحتمل أن يكون السبب ما تقدم في الاعتكاف أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف عشرًا فسافر عامًا فلم يعتكف فاعتكف من قابلٍ عشرين يومًا وهذا إنما يتأتى في سفرٍ وقع في شهر رمضان وكان رمضان من سنة تسعٍ دخل وهو صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك .

-مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :

عرض كل ما نزل من القرآن إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان في سنة عشر إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة , ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم" فإنها نزلت يوم عرفة , وكأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته .

-الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
واختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره؟

واستدل من قال بأن العرضة الأخيرة كانت بحرف واحد منها وهو الذي جمع عليه القران عثمان بن عفان بزيادة وردت في حديث بن عباسٍ : فيرون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة . وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة).
واختلفوا هل العرضة الأخيرة كانت على قراءة زيد أم قراءة ابن مسعود:
كما روي ومن طريق مجاهد عن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟)
قالوا: قراءة زيد بن ثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).
وهذا يغاير حديث سمرة ومن وافقه.
وعند مسددٍ في مسنده من طريق إبراهيم النخعي أن ابن عباسٍ سمع رجلًا يقول: الحرف الأول؛ فقال: (ما الحرف الأول؟)
قال: إن عمر بعث ابن مسعودٍ إلى الكوفة معلمًا فأخذوا بقراءته؛ فغيَّر عثمان القراءة فهم يدعون قراءة ابن مسعود الحرف الأول؛ فقال ابن عباسٍ: (إنه لآخر حرفٍ عرض به النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل).
وأخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟
قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ.
قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين
فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.

-من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة:
زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات ,ذكره علي بن محمد الخازن في كتابه لباب التأويل والزركشي في كتابه البرهان عن أبي عبد الرحمن السلمي.

-جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف . ذكره الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن.

ثبات تلقين الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته وترتيب القرآن على ما هو موجود الآن:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.

-تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :
تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه , ثم معارضته ما نزل منه فيه , ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى ,كما أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة كما أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير
وفي عرضه للقرآن بالليل دليل على أن ليل رمضان أفضل من نهاره ,وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية.


صفية الشقيفي 2 ربيع الثاني 1436هـ/22-01-2015م 09:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 159137)
-الأحاديث والآثار الوارد في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم:
1-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
2- عن حماد بن سلمة , عن ثابت , عن أنس , عن عائشة رضي الله عنها عن فاطمة رضوان الله عليها قالت‏:‏ "قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(( ‏يا فاطمة , كان جبريل يأتيني في كل سنة مرة يعارضني بالقرآن , وقد أتاني العام مرتين , ولا أراني إلا أفارق الدنيا)) رواه الرازي في فضائل القرآن وتلاوته.
3-عن داود بن أبي هند، قال: قلت للشعبي: قوله {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}, أما نزل عليه القرآن في سائر السنة، إلا في شهر رمضان؟ .
قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم بما ينزل في سائر السنة في شهر رمضان.). رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن.

-معنى معارضة القرآن :
المعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع قوله , قاله ابن حجر.

- زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
في كل ليلة من رمضان , عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.

-إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة. أخرجه البخاري.
قال ابن حجر : في الحديث إطلاق القرآن على بعضه وعلى معظمه لأن أول رمضان من بعد البعثة لم يكن نزل من القرآن إلا بعضه ثم كذلك كل رمضان بعده إلى رمضان الأخير , فكان قد نزل كله إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان المذكور وكان في سنة عشرٍ إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة , ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم" فإنها نزلت يوم عرفة والنبي صلى الله عليه وسلم بها بالاتفاق , وما نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته فيستفاد من ذلك أن القرآن يطلق على البعض مجازًا.

-الغرض من معارضة القرآن كل عام :
قالَ عن عامر الشعبي، قال:(كان الله تعالى ينزل القرآن السنة كلها، فإذا كان شهر رمضان، عارضه جبريل عليه السلام بالقرآن، فينسخ ما ينسخ، ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم، وينسئ ما ينسئ) ذكره مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوبَ بنِ الضُّرَيسِ في فضائل القرآن .
وفي معارضة القرآن كل عام تأكيدًا للحفظ وزيادة في الاستذكار لئلا ينسى نسيانًا ليس بعده تذكر , وإثبات المحكم وبيان المنسوخ وزيادة في الخير والفضل ..

-أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :

وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى ويستفاد منه أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم وإن كان هو لا يخفى عليه ذلك لزيادة التذكرة والاتعاظ.

-الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
-يحتمل أن يكون السر في ذلك أن رمضان من السنة الأولى لم يقع فيه مدارسةٌ لوقوع ابتداء النزول في رمضان ثم فتر الوحي ثم تتابع فوقعت المدارسة في السنة الأخيرة مرتين ليستوي عدد السنين والعرض.
-ويحتمل أن يكون السبب ما تقدم في الاعتكاف أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف عشرًا فسافر عامًا فلم يعتكف فاعتكف من قابلٍ عشرين يومًا وهذا إنما يتأتى في سفرٍ وقع في شهر رمضان وكان رمضان من سنة تسعٍ دخل وهو صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك .

-مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :

عرض كل ما نزل من القرآن إلا ما تأخر نزوله بعد رمضان في سنة عشر إلى أن مات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيعٍ الأول سنة إحدى عشرة , ومما نزل في تلك المدة قوله تعالى :"اليوم أكملت لكم دينكم" فإنها نزلت يوم عرفة , وكأن الذي نزل في تلك الأيام لما كان قليلًا بالنسبة لما تقدم اغتفر أمر معارضته .

-الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
واختلف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره؟

واستدل من قال بأن العرضة الأخيرة كانت بحرف واحد منها وهو الذي جمع عليه القران عثمان بن عفان بزيادة وردت في حديث بن عباسٍ : فيرون أن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة . وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة).
واختلفوا هل العرضة الأخيرة كانت على قراءة زيد أم قراءة ابن مسعود:
كما روي ومن طريق مجاهد عن ابن عباسٍ قال: (أي القراءتين ترون كان آخر القراءة؟)
قالوا: قراءة زيد بن ثابتٍ.
فقال: (لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن كل سنةٍ على جبريل فلما كان في السنة التي قبض فيها عرضه عليه مرتين وكانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).
وهذا يغاير حديث سمرة ومن وافقه.
وعند مسددٍ في مسنده من طريق إبراهيم النخعي أن ابن عباسٍ سمع رجلًا يقول: الحرف الأول؛ فقال: (ما الحرف الأول؟)
قال: إن عمر بعث ابن مسعودٍ إلى الكوفة معلمًا فأخذوا بقراءته؛ فغيَّر عثمان القراءة فهم يدعون قراءة ابن مسعود الحرف الأول؛ فقال ابن عباسٍ: (إنه لآخر حرفٍ عرض به النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل).
وأخرج النسائي من طريق أبي ظبيان قال قال لي بن عباسٍ: (أي القراءتين تقرأ؟
قلت: القراءة الأولى قراءة بن أم عبدٍ يعني عبد الله بن مسعودٍ.
قال: (بل هي الأخيرة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرض على جبريل..) الحديث وفي آخره (فحضر ذلك ابن مسعودٍ فعلم ما نسخ من ذلك وما بدل) وإسناده صحيحٌ.
ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين
فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.

-من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة:
زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات ,ذكره علي بن محمد الخازن في كتابه لباب التأويل والزركشي في كتابه البرهان عن أبي عبد الرحمن السلمي.

-جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
وثبت بالدليل الصحيح أن الصحابة إنما جمعوا القرآن بين الدفتين كما أنزله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم من غير أن زادوا فيه أو نقصوا منه شيئا والذي حملهم على جمعه ما جاء مبينا في الحديث وهو أنه كان مفرقا في العسب واللخاف وصدور الرجال فخافوا ذهاب بعضه بذهاب حفظته فافزعوا إلى خليفة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم أبي بكر فدعوه إلى جمعه فرأى في ذلك رأيهم فأمر بجمعه في موضع واحد باتفاق من جميعهم فكتبوه كما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير أن قدموا أو أخروا شيئا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: كانت قراءة أبي بكر وعمر وعثمان وزيد بن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدة، كانوا يقرءون القراءة العامة وهي القراءة التي قرأها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جبريل مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان زيد قد شهد العرضة الأخيرة وكان يقرئ الناس بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصديق في جمعه وولاه عثمان كتبة المصحف . ذكره الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن.

ثبات تلقين الرسول صلى الله عليه وسلم لصحابته وترتيب القرآن على ما هو موجود الآن:
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه ويعلمهم ما ينزل عليه من القرآن على الترتيب الذي هو الآن في مصاحفنا بتوقيف جبريل عليه السلام إياه على ذلك وإعلامه عند نزول كل آية أن هذه الآية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبت أن سعي الصحابة كان في جمعه في موضع واحد لا في ترتيبه فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على النحو الذي هو في مصاحفنا الآن.

-تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :
تعظيم شهر رمضان لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه , ثم معارضته ما نزل منه فيه , ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات مالا يحصى ,كما أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة كما أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير
وفي عرضه للقرآن بالليل دليل على أن ليل رمضان أفضل من نهاره ,وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم لأن الليل مظنة ذلك لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية والدينية.



أحسنتِ أختي أحسن الله إليكِ
- إذا تعددت الأقوال في المسألة ؛ نظميها ، فقولي مثلا : في هذه المسألة قولان :
القول الأول :
القول الثاني :


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
[ إذا تعددت الأقوال في المسألة ؛ نظميها ، فقولي مثلا : في هذه المسألة قولان :
القول الأول :
القول الثاني : ]

رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 14 / 15
___________________
= 97 %
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

تماضر 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م 11:22 PM

محاضرة البناء العلمي


الإجابة على الأسئلة التالية:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.

مرحلة البناء العلمي مرحلة مهمة جدا ولب
التحصيل العلمي لطالب العلمي ، فبعد أن يتم التأسيس يبدأ بالبناء
وتكون مرحلة البناء في فورة نشاط الطالب وأوائل الطلب فهذه الفترة الذهبية في الشباب من فرط في البناء العلمي وقت نشاطه وصحته يصعب عليه فيما بعد البناء ومداومة الطلب .

كانت للعلماء عناية حسنة وبالغه في البناء العلمي ، كان لكثير من العلماء أصولهم العلمية الخاصة يصنفونها حسب بنائهم العلمي.
فقد كان لأهل الحديث أصولهم الخاصة لكل محدث أصل خاص به .
1-الإمام أحمد صاحب المسند يقول انتقيت المسند من 750 ألف حديث ، كان له أصل يكتب فيه الأحاديث و لما أراد أن يكتب المسند استخرج من هذا الأصل المسند الذي فيه نحو 30 ألف حديث.

2-إسحاق بن راهوية يقول كأني أنظر إلى 100 ألف حديث من كتبي و30 ألف أسردها ، ونستفيد من ذلك أن له أصل يعتمد عليه ويكثر مراجعته فيه ومداومة النظر.

3-شيخ الإسلام لم يكن في وقته كتب تجمع كلام السلف في التفسير ، وقد وقف على 25 تفسيرا مسندا ، وكتب نقول السلف على جميع القران من التفاسير المسندة وجعلها أصلا لديه.


س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.


كانت للعلماء طرق في بناء اصولهم العلمية ، ومن طرق البناء العلمي :
1-التأليف ، السيوطي ألف كتابه التحرير ولم يتجاوز عمره 23 جمع في هذا الكتاب في علوم القرآن مسائل كثييرة متفرقة حتى كان هذا الكتاب أصلا له ثم ألف كتابه الإتقان وهو كتاب جامع قيم.

2_اختيار كتاب في العلم الذي يدرسه فيحفظه ويعتني به ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه من كثرة المراجعة والتعليق كابن فرحون وابن التبان.
بعض العلماء كانت مكتباتهم صغيرة قليلة الكتب ، لكنهم كانوا يقرأونها قراءة حسنة ويكثرون القراءة فيها حتى يستحضرون مافيها كالشيخ عبدالرزاق عفيفي وقد كان نائب رئيس هيئة كبار العلماء لكنه كان حسن القراءة يجيد ما يقرأ ويستظهر المسائل والأقوال منها ، وكذلك ابن عثيمين كان يكثر المطالعة والقراءة والحفظ حتى كاد يحفظ بعض الكتب وقد حفظ الزاد عن ظهر قلب ودرس الفقه الحنبلي على شيخه ابن سعدي حتى برع وصار من فقهاء العصر.

2-أن ينشئ الطالب أصلا بنفسه
ومن ذلك أن يختار عالم من العلماء فيقبل على كتبه ويلخص مسائله ويعتني بها، ويكون له عناية حسنة ويستفيد من طريقته في المسائل
كما فعل الثعلب مع كتب الفراء ، ومحمد بن عبدالوهاب والسعدي مع كتب ابن تيمية
وكذلك مافعله بعض المعاصرين بكتب ابن عثيمين ، لكن يجب التنبيه إلى أنه هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها إلا بعد مشقة وصبر وووقت طويل وهو يلخص ويحرر ويقرأ قراءة بعد قراءة حتى يستظهر هذا الاصل ولا يحصل ذلك بالقراءة العابرة.

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
مراحل البناء العلمي:
1-دراسة مختصر في هذا العلم والغرض من ذلك:
أ-أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.
ب-وأن يكون على إلمام عام في مسائل ذلك العلم ، ولأجل ذلك قررنا في المستوى الأول تدريس أصول في التفسير والزمزمزي والفاتحة وجزء عم.

2-الزيادة على هذا الأصل أو المختصر يزيد الطالب عليه بدراسة كتاب أوسع منه قليلا فيستفيد فائدتين : أ-مراجعة للمسائل التي سبق له دراستها واتقانها ، ب-وزيادة تفصيل وبيان عليها.
ولذلك قرر في المستوى الثاني دراسة مقدمة ابن تيمية في التفسير ومقدمة ابن سعدي في علوم القران.

3-تكميل جوانب التأسيس : الطالب بعد دراسة المختصر والزيادة عليه قد يجد أن لديه ضعفا في بعض الجوانب فيحتاج لدراسة مختصر في الجانب الذي يضعف فيه كضعف في أساليب البلاغة أو الاشتقاق أو الاملاء فيدرس مختصرًا فيما ينقصه.

4-قراءة كتاب جامع في ذلك العلم او اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه ، كقراءة الاتقان للسيوطي والعناية به وتلخيص مسائله.

5-القراءة المبوبة
فمثلا علوم القران بعد أن اتخذ فيها أصلا له ولخصه وزاد كتابا بعد كتاب واستفاد منها ،
قد يجد الطالب مؤلفا قيما يعتبر عمدة في باب معين من أبواب علوم القرآن ، فيدرسه ويلخصه ويضيف المسائل إلى أصله
وهكذا يجد بعد سنوات انه قرأ كتبا كثيرة في أكثر من باب.
وفي هذه المرحلة تكون القفزات الكبيرة لطلاب العلم لأنه قد يقف على كتاب قيم يختصر عليه كثيرا من الوقت والجهد.

6-المراجعة والفهرسة للأصل الذي بناه له وكثرة النظر فيه والعناية به.

هيئة التصحيح 7 25 ربيع الثاني 1436هـ/14-02-2015م 12:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 164043)
محاضرة البناء العلمي


الإجابة على الأسئلة التالية:
س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.

مرحلة البناء العلمي مرحلة مهمة جدا ولب
التحصيل العلمي لطالب العلمي ، فبعد أن يتم التأسيس يبدأ بالبناء
وتكون مرحلة البناء في فورة نشاط الطالب وأوائل الطلب فهذه الفترة الذهبية في الشباب من فرط في البناء العلمي وقت نشاطه وصحته يصعب عليه فيما بعد البناء ومداومة الطلب .

كانت للعلماء عناية حسنة وبالغه في البناء العلمي ، كان لكثير من العلماء أصولهم العلمية الخاصة يصنفونها حسب بنائهم العلمي.
فقد كان لأهل الحديث أصولهم الخاصة لكل محدث أصل خاص به .
1-الإمام أحمد صاحب المسند يقول انتقيت المسند من 750 ألف حديث ، كان له أصل يكتب فيه الأحاديث و لما أراد أن يكتب المسند استخرج من هذا الأصل المسند الذي فيه نحو 30 ألف حديث.

2-إسحاق بن راهوية يقول كأني أنظر إلى 100 ألف حديث من كتبي و30 ألف أسردها ، ونستفيد من ذلك أن له أصل يعتمد عليه ويكثر مراجعته فيه ومداومة النظر.

3-شيخ الإسلام لم يكن في وقته كتب تجمع كلام السلف في التفسير ، وقد وقف على 25 تفسيرا مسندا ، وكتب نقول السلف على جميع القران من التفاسير المسندة وجعلها أصلا لديه.


س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.


كانت للعلماء طرق في بناء اصولهم العلمية ، ومن طرق البناء العلمي :
1-التأليف ، السيوطي ألف كتابه التحرير ولم يتجاوز عمره 23 جمع في هذا الكتاب في علوم القرآن مسائل كثييرة متفرقة حتى كان هذا الكتاب أصلا له ثم ألف كتابه الإتقان وهو كتاب جامع قيم.

2_اختيار كتاب في العلم الذي يدرسه فيحفظه ويعتني به ويدمن قراءته حتى يكاد يحفظه من كثرة المراجعة والتعليق كابن فرحون وابن التبان.
بعض العلماء كانت مكتباتهم صغيرة قليلة الكتب ، لكنهم كانوا يقرأونها قراءة حسنة ويكثرون القراءة فيها حتى يستحضرون مافيها كالشيخ عبدالرزاق عفيفي وقد كان نائب رئيس هيئة كبار العلماء لكنه كان حسن القراءة يجيد ما يقرأ ويستظهر المسائل والأقوال منها ، وكذلك ابن عثيمين كان يكثر المطالعة والقراءة والحفظ حتى كاد يحفظ بعض الكتب وقد حفظ الزاد عن ظهر قلب ودرس الفقه الحنبلي على شيخه ابن سعدي حتى برع وصار من فقهاء العصر.

2-أن ينشئ الطالب أصلا بنفسه
ومن ذلك أن يختار عالم من العلماء فيقبل على كتبه ويلخص مسائله ويعتني بها، ويكون له عناية حسنة ويستفيد من طريقته في المسائل
كما فعل الثعلب مع كتب الفراء ، ومحمد بن عبدالوهاب والسعدي مع كتب ابن تيمية
وكذلك مافعله بعض المعاصرين بكتب ابن عثيمين ، لكن يجب التنبيه إلى أنه هذه الطريقة لا تؤتي ثمارها إلا بعد مشقة وصبر وووقت طويل وهو يلخص ويحرر ويقرأ قراءة بعد قراءة حتى يستظهر هذا الاصل ولا يحصل ذلك بالقراءة العابرة.
ومن ذلك أيضا أن ينشيء لنفسه أصلا من مصنفات عدد من العلماء كما فعل شيخ الإسلام الإسلام ابن تيمية في التفسير ، فقد مثلتِ لذلك في إجابة السؤال الأول .

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
مراحل البناء العلمي:
1-دراسة مختصر في هذا العلم والغرض من ذلك:
أ-أن يعرف كيف يدرس المسائل العلمية في ذلك العلم.
ب-وأن يكون على إلمام عام في مسائل ذلك العلم ، ولأجل ذلك قررنا في المستوى الأول تدريس أصول في التفسير والزمزمزي والفاتحة وجزء عم.

2-الزيادة على هذا الأصل أو المختصر يزيد الطالب عليه بدراسة كتاب أوسع منه قليلا فيستفيد فائدتين : أ-مراجعة للمسائل التي سبق له دراستها واتقانها ، ب-وزيادة تفصيل وبيان عليها.
ولذلك قرر في المستوى الثاني دراسة مقدمة ابن تيمية في التفسير ومقدمة ابن سعدي في علوم القران.

3-تكميل جوانب التأسيس : الطالب بعد دراسة المختصر والزيادة عليه قد يجد أن لديه ضعفا في بعض الجوانب فيحتاج لدراسة مختصر في الجانب الذي يضعف فيه كضعف في أساليب البلاغة أو الاشتقاق أو الاملاء فيدرس مختصرًا فيما ينقصه.

4-قراءة كتاب جامع في ذلك العلم او اتخاذ أصل مرجعي والزيادة عليه ، كقراءة الاتقان للسيوطي والعناية به وتلخيص مسائله.

5-القراءة المبوبة
فمثلا علوم القران بعد أن اتخذ فيها أصلا له ولخصه وزاد كتابا بعد كتاب واستفاد منها ،
قد يجد الطالب مؤلفا قيما يعتبر عمدة في باب معين من أبواب علوم القرآن ، فيدرسه ويلخصه ويضيف المسائل إلى أصله
وهكذا يجد بعد سنوات انه قرأ كتبا كثيرة في أكثر من باب.
وفي هذه المرحلة تكون القفزات الكبيرة لطلاب العلم لأنه قد يقف على كتاب قيم يختصر عليه كثيرا من الوقت والجهد.

6-المراجعة والفهرسة للأصل الذي بناه له وكثرة النظر فيه والعناية به.

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، إجابة جيدة ، وتنسيق متميز ، أحسن الله إليكِ ، ونفع بكِ .
يرجى الاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية وتصويبها - إن وجدت - ، ولمراعاة علامات الترقيم .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

تماضر 26 جمادى الأولى 1436هـ/16-03-2015م 05:28 PM

أنواع اختلاف التنوع
-بيان كون خلاف السلف قليل في التفسير مقارنة بخلافهم في الأحكام : ش
كلام السلف من الصحابة والتابعين في التفسير قد يكون مختلفاً ولكن خلافهم واختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فإن اختلافهم في الأحكام كثير جداً وأما اختلافهم في التفسير فقليل وهذا الكلام قد لا يسلَّم له إذا نظر إلى أن الاختلاف في كل آية موجود عن السلف موجود عنهم الخلاف في تفسير كلمات أو في تفسير الآيات بين الصحابة والتابعين.
فالاختلاف نوعان: اختلاف تنوع، واختلاف تضاد.
وتقرير ذلك أن الاختلاف في الآية في تفسيرها أو في كلمة منها لا يعني أن يكون القول بل أقول إن الاتفاق في تفسير الآية أو في تفسير كلمة منها لا يعني أن يكون القول من الصحابي موافقاً للقول الآخر بحروفه بل قد يكون الاتفاق في المعنى ولا يسمى هذا اختلاف بل هو اتفاق؛ لأنهم في الحقيقة اتفقوا على المعنى أما اللفظ فجرى بينهم خلاف فيه.
-أنواع الاختلاف الوارد عن السلف :
وهو نوعان: اختلافُ تنوُّعٍ واختلافُ تضادٍّ.
-تعريف اختلاف التنوع :ش ط
واختلافُ التنوُّعِ هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ.
-أقسام اختلاف التنوع : ش ط
ينقسمُ إلى قسمين:
قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
-تعريف اختلاف التضاد: ش ط
هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ، وهو كما ذَكرَ المصنِّفُ قليلٌ.
-مثال اختلاف التضاد:ش ط
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.
-ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير.
الجمع بين الاختلاف من جهة المسمى والصفات , والعام وأفراده.
-وجود الترادف التام في القرآن :
والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر الترادف التام يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
-الفرق بين الألفاظ المترادفة، والألفاظ المتبايينة، والألفاظ المتكافئة:ش ط
الترادف التام : يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
أما التباين: فأن تكون هذه غير تلك لفظاً ومعنىً بينهما ؛لأن الألفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الآخرلفظاً ومعنىً وليست هي المترادفة لأن اللفظ مع الآخر متساوٍ في المعنى تماماً لا اختلاف فيه وليست هي المتباينة من أن هذا اللفظ غير ذاك تماماً مع معناه المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً بل هي بين هذا وهذا متكافئة اشتراك في شيء واختلاف في شيء في دلالاتها على المسمى على الذات هذه واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات هذه مختلفة مثل ما ذكروا أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار... إلخ هذه أسماء هل هي متباينة؟
على كلامه هي ليست بمتباينة لأن البتار والصارم والمهند كل هذه معناها السيف، وهل هي مترادفة؟ لا لأنه دلالتها على الذات واحدة لكن مختلفة في المعنى البتار: فيه أنه سيف وزيادة، زيادة وصف وهو كونه بتاراً.
المهند: سيف وزيادة، كونه جاء من الهند.
الصارم: سيف وزيادة أن من وصفه الصرامة وهكذا، فإذاً هي فيها ترادف من جهة الدلالة على المسمى وفيها تباين من جهة المعنى فصارت بين بين فصارت متكافئة يعني يكافئ بعضها بعضاً وهذا لا يقتضي التبيان ولا يقتضي الترادف هذا مثل ما جاء في الأسماء الحسنى كما مثل لك: فإن اسم الله العليم والقدوس والمؤمن والسلام هذه بدلالة الذات فإن العليم هو الله والقدوس هو الله والسلام هو الله والرحيم هو الله والملك هو الله من جهة دلالتها على الذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة فإن اسم الله القدوس ليس مساوياً في المعنى يعني من جهة الصفة لاسم الله الرحيم، اسم الله العزيز ليس مساوياً من جهة المعنى يعني الصفة التي اشتمل عليها الاسم لاسم الله القوي، ونحو ذلك، هذه تسمى متكافئة، يعني من حيث دلالتها على المسمى واحدة لكن من حيث دلالتها على الوصف الذي في المسمى مختلفة؛ لأن المسمى في الذات ذات أي شيء المسمى هذا يختلف فيه صفات متعددة إذا نظرت إليه من جهة يوصف بكذا ومن جهة أخرى يوصف بكذا وهو ذات واحدة.
-كيف يكون مقصود السائل عاملا مؤثرا في عبارة المفسر؟ ط
إِذَا كَانَ مَقْصُودُ السَّائِلِ تَعْيِينَ المُسمَّى عبَّرْنَا عَنْهُ بِأَيِّ اسْمٍ كَانَ إِذَا عُرِفَ مُسمَّى هَذَا الاسْمِ، وقَدْ يَكُونُ الاسْمُ عَلَمًا، وَقَدْ يَكُونُ صِفَةً، كَمَنْ يَسْأَلُ عَنْ قولِهِ:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} [سُورَةُ طه: 124] مـَا ذِكْرُهُ؟
السائلُ الآنَ يريدُ أن يعرِفَ ما هو الذِّكرُ المرادُ في قولِه تعالى: {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}؟ والذِّكْرُ هنا يحتملُ أن يكونَ يُرادُ به ما يَذكُرُ به العبدُ ربَّه , وهو قولُه: سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللَّهُ. فهذه تسمَّى أذكارًا، ويحتملُ أن يكونَ المرادُ بالذِّكرِ هنا هو القرآنَ، ويعبِّرُ عن القرآنِ بالذِّكرِ أو بالكلامِ أو بالهُدى، فيكونُ المعنى {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} أي: كلامي، أو هُدايَ، أو كتابي؛ لأنَّ هذه الألفاظَ وإن كانتْ معانيها مختلفةً فإنها تدلُّ على شيءٍ واحدٍ وهو القرآنُ.
فيقالُ للسائلِ هنا: {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} هو القرآنُ؛ لأنَّ مرادَه هو السؤالُ عن المقصودِ بالذِّكرِ، وليس السؤالَ عن معناهُ اللغويِّ.
هذا هو الاحتمالُ الثاني: أن يكونَ السائلُ يعرفُ أنَّ المرادَ بـ (ذِكري) هو كتابُ اللَّهِ، لكنَّه يريدُ أن يعرفَ معنى لفظِ (ذكري) ما معناها؟
ومثلُه ما ذَكرهُ في المثالِ الآخَرِ (القُدُّوس) فالسائلُ يعرفُ أنَّ القدوسَ هو اللَّهُ , لكنه يريدُ أن يعرفَ ما معنى هذه الكلمةِ؟ فهو يسألُ عن الوصفِ الزائدِ عن المسمَّى الذي هو الصِّفةُ في القُدُّوسِ.
أيضًا (السلامُ) ما معنى السلامِ؟
فالنظَرُ هنا إلى مقصودِ السائلِ، فأحيانًا يكونُ مقصودُ السائلِ معرفةَ المسمَّى دونَ النظَرِ إلى معنى العبارةِ، وأحيانًا يكونُ السائِلُ يَعرفُ المسمَّى , لكنه يريدُ أن يعرفَ المعنى الذي في العبارةِ.
-فائدة مهمة في تعبير السلف في التفسير : ط
هي أن نعرفَ أن السَّلفَ كثيرًا مـا يُعبِّرُون عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه، ولا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى.
فعندَما أقولُ: أحمدُ هو الحاشِرُ، ليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ،وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ , وهو الماحِي , وهو كذا. وستأتِينا في التفسيرِ أمثِلةٌ لهذا , إن شاءَ اللَّهُ تعالى.
- الأصلَ في تفسيرِ السَّلفِ للعمومِأنه على التمثيلِ , لا على التخصيصِ: ط
-قضية الحد المطابق والرد بها على المناطقة: ط
ثم إنَّ المصنِّفَ ذَكرَ هنا قضيةَ الحدِّ المطابِقِ , وذلك للردِّ على المَناطِقَةِ، وذلك أنَّ التحديدَ الدقيقَ للمصطلحاتِ الشرعيةِ ليس دائمًا صحيحًا، ومِن ثَمَّ لا يُستفادُ من هذا الحدِّ المطابِقِ في العلمِ بحقيقةِ الشيءِ ومعرفَتِه.
فلو قال قائلٌ مثلًا: عرِّفِ الصلاةَ. فقلتَ له: هي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ مُبْتَدَأَةٌ بالتكبيرِ , ومُخْتَتَمةٌ بالتسليمِ. فمِثلُ هذا التعريفِ هل يَحتاجُ إليه المسلمُ لمعرفةِ معنى الصلاةِ؟
وكذلك تعريفاتُ العلومِ مِثلِ علمِ الفقهِ، وعلمِ الأصولِ، وعلمِ التجويدِ، وغيرِ ذلك، ولهذا إذا أردتَ مثلًا أن تُعرِّفَ عِلمَ أصولِ الفقهِ تعريفًا جامعًا مانعًا فإنَّ هذا لا يُمكنُ؛ لأنَّ طلبَ الحدِّ المطابِقِ فيه نوعٌ من التعجيزِ، ولذلك فإنه يُكتفَى في التعريفِ بالوصفِ الذي يوضِّحُ مدلولَ العِلمِ، ولا يلزمُ ذِكرُ الحدِّ المطابِقِ تمامًا؛ لأنَّ المرادَ هو إفهامُ السامعِ، وذلك يتحقَّقُ بدونِ ذكرِ التحديدِ الدقيقِ لبعضِ المصطلحاتِ العلميَّةِ أو الشرعيةِ. وهذه فائدةٌ علميةٌ نبَّه عليها شيخُ الإسلامِ في الردِّ على المنطِقِيِّين.
فالتعريفَ بالمثالِ قد يُسهِّلُ أكثرَ من التعريفِ بالحدِّ المطابِقِ، والعقلُ السليمُ يتفطَّنُ للنوعِ كما يَتفطَّنُ إذا أُشيرَ إلى الرغيفِ , وقيل: هذا هو الخُبزُ.
-القاعدةَ العامَّةَ في أسباب النزول إذا تعدَّدتِ الحكايةُ في سببِ النـزولِ: ط
هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.
ولو رجعتَ ـ مثلًا ـ إلى ما قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ؛ ولهذا قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.
-موقف المفسر إذا فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم آية، وكانت عبارة القرآن أعم وأشمل من تفسيره صلى الله عليه وسلم: ط
إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
ومثالُ ذلك قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}. فَسَّرَها صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بقولِه: ((ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ)) فقولُه تعالى: {مِنْ قُوَّةٍ} نكرةٌ دالَّةٌ على العمومِ؛ لأنَّها مؤكَّدةٌ بـ " مِن " فهي تشملُ أيَّ قوةٍ سواءٌ كانت رميًا أو غيرَه. ولكنه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لمَّا فسَّرَها بالرميِ أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ، وهذا التفسيرُ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يعني أنَّ غيرَ الرميِ من أنواعِ القوَّةِ لا يدخُلُ في مفهومِ الآيةِ، ولهذا فسَّرَ السَّلفُ القوةَ بذكورِ الخيلِ، وفسَّرَها بعضُهم بالسيوفِ والرماحِ , إلى غيرِ ذلك من التفسيراتِ، لكن ينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
-تفسير السلف لقوله تعالى :(اهدننا الصراط المستقيم ): ط ش
بعضُهم قال: إنَّ الصراطَ هو القرآنُ. ومنهم مَن قال: إنَّ الصراطَ هو الإسلامُ. ومنهم مَن قال: هو السُّنَّةُ والجماعةُ. ومنهم مَن قال: هو طريقُ العبوديةِ. ومنهم مَن قالَ: هي طاعةُ اللَّهِ ورسولِه.
فهذه العباراتُ إذا نظرْتَ إليها وجدْتَها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ , وهي تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , كما ذَكرَ المصنِّفُ رحمهُ اللَّهُ.
فإذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي الصراطُ المستقيمُ.
وهي أنه يُوجدُ في كلامِ شيخِ الإسلامِ المتقدِّمِ ما يدلُّ على أنَّ الصراطَ المستقيمَ هو القرآنُ أو الإسلامُ، وذلك في حديثِ علِيٍّ المتقدِّمِ – وإن كان في سنَدِه مقالٌ – قال: ((هو حَبلُ اللَّهِ المتينُ والذِّكرُ الحكيمُ وهو الصراطُ المستقيمُ)) وفي الحديثِ الآخَرِ قال: ((فالصراطُ المستقيمُ هو الإسلامُ ))، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان لم يَذكُرْ هذين الحديثَيْن في مقامِ التفسيرِ إلا أنَّ بينَهما وبينَ المعنى المذكورِ في الآيةِ توافُقًا من جهةِ المعنى، ومادام الأمرُ كذلك فيُمكنُ أن يقالَ: إنَّ الصراطَ المستقيمَ الذي في الآيةِ هو الصراطُ الذي ذَكرَهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ في الحديثِ؛ لأنَّ السُّنةَ تُفسِّرُ القرآنَ، ولكنَّ الذي رَبَطَ بينَ المَعنَيَيْنِ هو المفسَّرُ.
-مثال اختلاف التنوع على سبيل المثال :
تفسير قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، فمِنْهُمْ ظَالِمٌ لنَفْسِهِ ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ}،
بعضُ المفسِّرِين جعلَها في أوقاتِ الصلاةِ، وبعضُهم جعلَها في المالِ، ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك ، فكلُّ عملٍ من أعمالِ الخيرِ ينقسِمُ الناسُ فيه إلى ظالِمٍ لنفْسِه , ومقتصدٍ , وسابقٍ بالخيراتِ. فالخلاف هنا اختلاف تنوع على سبيل المثال .
- تفسير قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} :
قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ، ولذلك فإنَّ عباراتِ السَّلَفِ في مِثلِ هذا تُحملُ على المثالِ , لا على التخصيصِ، فما ذُكرَ لا يَدخُلُ في النَّعيمِ ويدخلُ معه غيرُه مما لم يُذكَرْ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
أمثلة اختلاف التنوع على سبيل تعدد ذكر أفراد العام :
-تفسير قوله : {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} :
الحسنة عند العلماء هي ما يلائم الطبع ويسر النفس، النساء من ذلك يعني الزوجات والجواري من ذلك، والمال من ذلك، الإمارة والأمر والنهي من ذلك فلما قال الله – جل وعلا – فيهم: {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة} فمن فسرها بأنها المال فسر الحسنة ببعض أفرادها ببعض ما يدخل فيه.
قال الآخر: هي المال هي الزوجات، قال الثالث: الإمارة، قال الرابع: أن يطاع والجاه ونحو ذلك فهذا لا يعد اختلافاً، بل كله داخل الاسم العام.
ومن هنا نستفيد فائدة وهي أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية لا لأجل الألفاظ وهذا مما يحتاجه المفسر جداً أن يرى حاجة السائل فيفسر الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف فلا يرد اعتراض من يعترض يقول: إنك فسرت الحسنة مثلاً بأنها لمال لا هم فسروا الحسنة بأنها الجاه مثلاً أو الأمر والنهي نقول لا تعارض فإن المفسر قد يرى أن الحاجة أن ينص على بعض الأفراد. إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يصوغ تخصيصه.
-مثاله أيضاً في سورة النحل في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات وهكذا.
فإذاً التفسير أن الحفدة يشمل هذا كله فمنهم من عبر عنه بأبناء البنين ومنهم من عبر عنه بالأصهار، ومنهم من عبر عنها بالخدم والعبيد وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً.
ولهذا ينظر المفسر أو تنظر وأنت تقرأ في التفسير إلى هذا بعناية الاختلافات تحاول أن تجمع بينها إما من الجهة الأولى المسمى والصفات وإما من هذه الجهة العام وأفراده.

أمل عبد الرحمن 29 جمادى الأولى 1436هـ/19-03-2015م 03:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 183096)
لابد من قائمة عناصر الدرس أولا

أنواع اختلاف التنوع
-بيان كون خلاف السلف قليل في التفسير مقارنة بخلافهم في الأحكام : ش
كلام السلف من الصحابة والتابعين في التفسير قد يكون مختلفاً ولكن خلافهم واختلافهم في التفسير قليل بالنسبة لاختلافهم في الأحكام الفقهية فإن اختلافهم في الأحكام كثير جداً وأما اختلافهم في التفسير فقليل وهذا الكلام قد لا يسلَّم له إذا نظر إلى أن الاختلاف في كل آية موجود عن السلف موجود عنهم الخلاف في تفسير كلمات أو في تفسير الآيات بين الصحابة والتابعين.
فالاختلاف نوعان: اختلاف تنوع، واختلاف تضاد.
وتقرير ذلك أن الاختلاف في الآية في تفسيرها أو في كلمة منها لا يعني أن يكون القول بل أقول (من الذي يقول؟) إن الاتفاق في تفسير الآية أو في تفسير كلمة منها لا يعني أن يكون القول من الصحابي موافقاً للقول الآخر بحروفه بل قد يكون الاتفاق في المعنى ولا يسمى هذا اختلاف بل هو اتفاق؛ لأنهم في الحقيقة اتفقوا على المعنى أما اللفظ فجرى بينهم خلاف فيه.
-أنواع الاختلاف الوارد عن السلف :
وهو نوعان: اختلافُ تنوُّعٍ واختلافُ تضادٍّ.
-تعريف اختلاف التنوع :ش ط
واختلافُ التنوُّعِ هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ، إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ.
-أقسام اختلاف التنوع : ش ط
ينقسمُ إلى قسمين:
قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.
-تعريف اختلاف التضاد: ش ط
هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ، وهو كما ذَكرَ المصنِّفُ قليلٌ.
-مثال اختلاف التضاد:ش ط
ومثالُه قولُه تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} فالضَّميرُ في (نَاداها) يعودُ على مَن؟
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى. وبعضُهم قال: ناداها جبريلُ. فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ (الضميرُ ضميرُ المُفرَدِ)،فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.
-ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير.
الجمع بين الاختلاف من جهة المسمى والصفات , والعام وأفراده. الكلام مختصر.
-وجود الترادف التام في القرآن :
والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر الترادف التام يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
-الفرق بين الألفاظ المترادفة، والألفاظ المتبايينة، والألفاظ المتكافئة:ش ط
الترادف التام : يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته هذا الترادف.
أما التباين: فأن تكون هذه غير تلك لفظاً ومعنىً بينهما ؛لأن الألفاظ المتكافئة بين المترادفة والمتباينة فهي ليست مترادفة كل لفظ هو الآخرلفظاً ومعنىً وليست هي المترادفة لأن اللفظ مع الآخر متساوٍ في المعنى تماماً لا اختلاف فيه وليست هي المتباينة من أن هذا اللفظ غير ذاك تماماً مع معناه المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً بل هي بين هذا وهذا متكافئة اشتراك في شيء واختلاف في شيء في دلالاتها على المسمى على الذات هذه واحدة في دلالاتها على أوصاف الذات هذه مختلفة مثل ما ذكروا أسماء السيف أنه السيف والصارم والمهند والبتار... إلخ هذه أسماء هل هي متباينة؟
على كلامه هي ليست بمتباينة لأن البتار والصارم والمهند كل هذه معناها السيف، وهل هي مترادفة؟ لا لأنه دلالتها على الذات واحدة لكن مختلفة في المعنى البتار: فيه أنه سيف وزيادة، زيادة وصف وهو كونه بتاراً.
المهند: سيف وزيادة، كونه جاء من الهند.
الصارم: سيف وزيادة أن من وصفه الصرامة وهكذا، فإذاً هي فيها ترادف من جهة الدلالة على المسمى وفيها تباين من جهة المعنى فصارت بين بين فصارت متكافئة يعني يكافئ بعضها بعضاً وهذا لا يقتضي التبيان ولا يقتضي الترادف هذا مثل ما جاء في الأسماء الحسنى كما مثل لك: فإن اسم الله العليم والقدوس والمؤمن والسلام هذه بدلالة الذات فإن العليم هو الله والقدوس هو الله والسلام هو الله والرحيم هو الله والملك هو الله من جهة دلالتها على الذات واحدة ومن جهة دلالتها على الصفة مختلفة فإن اسم الله القدوس ليس مساوياً في المعنى يعني من جهة الصفة لاسم الله الرحيم، اسم الله العزيز ليس مساوياً من جهة المعنى يعني الصفة التي اشتمل عليها الاسم لاسم الله القوي، ونحو ذلك، هذه تسمى متكافئة، يعني من حيث دلالتها على المسمى واحدة لكن من حيث دلالتها على الوصف الذي في المسمى مختلفة؛ لأن المسمى في الذات ذات أي شيء المسمى هذا يختلف فيه صفات متعددة إذا نظرت إليه من جهة يوصف بكذا ومن جهة أخرى يوصف بكذا وهو ذات واحدة. الكلام فيه تفصيل زائد، كما أنه يجب أن يعرض بطريقة مختلفة عن مجرد السرد.
-كيف يكون مقصود السائل عاملا مؤثرا في عبارة المفسر؟ ط
إِذَا كَانَ مَقْصُودُ السَّائِلِ تَعْيِينَ المُسمَّى عبَّرْنَا عَنْهُ بِأَيِّ اسْمٍ كَانَ إِذَا عُرِفَ مُسمَّى هَذَا الاسْمِ، وقَدْ يَكُونُ الاسْمُ عَلَمًا، وَقَدْ يَكُونُ صِفَةً، كَمَنْ يَسْأَلُ عَنْ قولِهِ:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي} [سُورَةُ طه: 124] مـَا ذِكْرُهُ؟
السائلُ الآنَ يريدُ أن يعرِفَ ما هو الذِّكرُ المرادُ في قولِه تعالى: {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}؟ والذِّكْرُ هنا يحتملُ أن يكونَ يُرادُ به ما يَذكُرُ به العبدُ ربَّه , وهو قولُه: سبحانَ اللَّهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللَّهُ. فهذه تسمَّى أذكارًا، ويحتملُ أن يكونَ المرادُ بالذِّكرِ هنا هو القرآنَ، ويعبِّرُ عن القرآنِ بالذِّكرِ أو بالكلامِ أو بالهُدى، فيكونُ المعنى {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} أي: كلامي، أو هُدايَ، أو كتابي؛ لأنَّ هذه الألفاظَ وإن كانتْ معانيها مختلفةً فإنها تدلُّ على شيءٍ واحدٍ وهو القرآنُ.
فيقالُ للسائلِ هنا: {ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي} هو القرآنُ؛ لأنَّ مرادَه هو السؤالُ عن المقصودِ بالذِّكرِ، وليس السؤالَ عن معناهُ اللغويِّ.
هذا هو الاحتمالُ الثاني: أن يكونَ السائلُ يعرفُ أنَّ المرادَ بـ (ذِكري) هو كتابُ اللَّهِ، لكنَّه يريدُ أن يعرفَ معنى لفظِ (ذكري) ما معناها؟
ومثلُه ما ذَكرهُ في المثالِ الآخَرِ (القُدُّوس) فالسائلُ يعرفُ أنَّ القدوسَ هو اللَّهُ , لكنه يريدُ أن يعرفَ ما معنى هذه الكلمةِ؟ فهو يسألُ عن الوصفِ الزائدِ عن المسمَّى الذي هو الصِّفةُ في القُدُّوسِ.
أيضًا (السلامُ) ما معنى السلامِ؟
فالنظَرُ هنا إلى مقصودِ السائلِ، فأحيانًا يكونُ مقصودُ السائلِ معرفةَ المسمَّى دونَ النظَرِ إلى معنى العبارةِ، وأحيانًا يكونُ السائِلُ يَعرفُ المسمَّى , لكنه يريدُ أن يعرفَ المعنى الذي في العبارةِ.
-فائدة مهمة في تعبير السلف في التفسير : ط
هي أن نعرفَ أن السَّلفَ كثيرًا مـا يُعبِّرُون عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه، ولا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى.
فعندَما أقولُ: أحمدُ هو الحاشِرُ، ليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ،وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ , وهو الماحِي , وهو كذا. وستأتِينا في التفسيرِ أمثِلةٌ لهذا , إن شاءَ اللَّهُ تعالى.
- الأصلَ في تفسيرِ السَّلفِ للعمومِأنه على التمثيلِ , لا على التخصيصِ: ط
-قضية الحد المطابق والرد بها على المناطقة: ط
ثم إنَّ المصنِّفَ ذَكرَ هنا قضيةَ الحدِّ المطابِقِ , وذلك للردِّ على المَناطِقَةِ، وذلك أنَّ التحديدَ الدقيقَ للمصطلحاتِ الشرعيةِ ليس دائمًا صحيحًا، ومِن ثَمَّ لا يُستفادُ من هذا الحدِّ المطابِقِ في العلمِ بحقيقةِ الشيءِ ومعرفَتِه.
فلو قال قائلٌ مثلًا: عرِّفِ الصلاةَ. فقلتَ له: هي أقوالٌ وأفعالٌ مخصوصةٌ مُبْتَدَأَةٌ بالتكبيرِ , ومُخْتَتَمةٌ بالتسليمِ. فمِثلُ هذا التعريفِ هل يَحتاجُ إليه المسلمُ لمعرفةِ معنى الصلاةِ؟
وكذلك تعريفاتُ العلومِ مِثلِ علمِ الفقهِ، وعلمِ الأصولِ، وعلمِ التجويدِ، وغيرِ ذلك، ولهذا إذا أردتَ مثلًا أن تُعرِّفَ عِلمَ أصولِ الفقهِ تعريفًا جامعًا مانعًا فإنَّ هذا لا يُمكنُ؛ لأنَّ طلبَ الحدِّ المطابِقِ فيه نوعٌ من التعجيزِ، ولذلك فإنه يُكتفَى في التعريفِ بالوصفِ الذي يوضِّحُ مدلولَ العِلمِ، ولا يلزمُ ذِكرُ الحدِّ المطابِقِ تمامًا؛ لأنَّ المرادَ هو إفهامُ السامعِ، وذلك يتحقَّقُ بدونِ ذكرِ التحديدِ الدقيقِ لبعضِ المصطلحاتِ العلميَّةِ أو الشرعيةِ. وهذه فائدةٌ علميةٌ نبَّه عليها شيخُ الإسلامِ في الردِّ على المنطِقِيِّين.
فالتعريفَ بالمثالِ قد يُسهِّلُ أكثرَ من التعريفِ بالحدِّ المطابِقِ، والعقلُ السليمُ يتفطَّنُ للنوعِ كما يَتفطَّنُ إذا أُشيرَ إلى الرغيفِ , وقيل: هذا هو الخُبزُ. الكلام فيه تفصيل زائد
-القاعدةَ العامَّةَ في أسباب النزول إذا تعدَّدتِ الحكايةُ في سببِ النـزولِ: ط
هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.
ولو رجعتَ ـ مثلًا ـ إلى ما قيلَ في المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فإنَّكَ سَتَجِدُ أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ؛ ولهذا قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.
-موقف المفسر إذا فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم آية، وكانت عبارة القرآن أعم وأشمل من تفسيره صلى الله عليه وسلم: ط
إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
ومثالُ ذلك قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}. فَسَّرَها صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بقولِه: ((ألا إنَّ القوَّةَ الرَّمْيُ, ألا إنَّ القوَّةَ الرَّميُ)) فقولُه تعالى: {مِنْ قُوَّةٍ} نكرةٌ دالَّةٌ على العمومِ؛ لأنَّها مؤكَّدةٌ بـ " مِن " فهي تشملُ أيَّ قوةٍ سواءٌ كانت رميًا أو غيرَه. ولكنه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لمَّا فسَّرَها بالرميِ أرادَ أن يُمثِّلَ لأعلى قوَّةٍ تُؤثِّرُ في العدُوِّ، ومن الملاحَظِ أنَّ الحروبَ كلَّها من بدءِ الخلقِ إلى اليومِ تقومُ على الرَّمْيِ، فربما كانت السِّهامَ والمَنْجَنِيقَ واليومَ الطائراتِ والصواريخَ، وهذا التفسيرُ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يعني أنَّ غيرَ الرميِ من أنواعِ القوَّةِ لا يدخُلُ في مفهومِ الآيةِ، ولهذا فسَّرَ السَّلفُ القوةَ بذكورِ الخيلِ، وفسَّرَها بعضُهم بالسيوفِ والرماحِ , إلى غيرِ ذلك من التفسيراتِ، لكن ينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
-تفسير السلف لقوله تعالى :(اهدننا الصراط المستقيم ): ط ش هذا أول أنواع اختلاف التنوع وموقعه يجب أن يكون أول الملخص.
بعضُهم قال: إنَّ الصراطَ هو القرآنُ. ومنهم مَن قال: إنَّ الصراطَ هو الإسلامُ. ومنهم مَن قال: هو السُّنَّةُ والجماعةُ. ومنهم مَن قال: هو طريقُ العبوديةِ. ومنهم مَن قالَ: هي طاعةُ اللَّهِ ورسولِه.
فهذه العباراتُ إذا نظرْتَ إليها وجدْتَها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ , وهي تعودُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , كما ذَكرَ المصنِّفُ رحمهُ اللَّهُ.
فإذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى ذاتٍ واحدةٍ , وهي الصراطُ المستقيمُ.
وهي أنه يُوجدُ في كلامِ شيخِ الإسلامِ المتقدِّمِ ما يدلُّ على أنَّ الصراطَ المستقيمَ هو القرآنُ أو الإسلامُ، وذلك في حديثِ علِيٍّ المتقدِّمِ – وإن كان في سنَدِه مقالٌ – قال: ((هو حَبلُ اللَّهِ المتينُ والذِّكرُ الحكيمُ وهو الصراطُ المستقيمُ)) وفي الحديثِ الآخَرِ قال: ((فالصراطُ المستقيمُ هو الإسلامُ ))، والرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ وإن كان لم يَذكُرْ هذين الحديثَيْن في مقامِ التفسيرِ إلا أنَّ بينَهما وبينَ المعنى المذكورِ في الآيةِ توافُقًا من جهةِ المعنى، ومادام الأمرُ كذلك فيُمكنُ أن يقالَ: إنَّ الصراطَ المستقيمَ الذي في الآيةِ هو الصراطُ الذي ذَكرَهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ في الحديثِ؛ لأنَّ السُّنةَ تُفسِّرُ القرآنَ، ولكنَّ الذي رَبَطَ بينَ المَعنَيَيْنِ هو المفسَّرُ.
-مثال اختلاف التنوع على سبيل المثال : وهذا نوع آخر من اختلاف التنوع
تفسير قوله تعالى:{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا، فمِنْهُمْ ظَالِمٌ لنَفْسِهِ ومِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ومِنْهُمْ سَابِقٌ بِالخَيْرَاتِ}،
بعضُ المفسِّرِين جعلَها في أوقاتِ الصلاةِ، وبعضُهم جعلَها في المالِ، ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ. والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ , والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ , فهذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ , وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك ، فكلُّ عملٍ من أعمالِ الخيرِ ينقسِمُ الناسُ فيه إلى ظالِمٍ لنفْسِه , ومقتصدٍ , وسابقٍ بالخيراتِ. فالخلاف هنا اختلاف تنوع على سبيل المثال .
- تفسير قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} :
قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ، ولذلك فإنَّ عباراتِ السَّلَفِ في مِثلِ هذا تُحملُ على المثالِ , لا على التخصيصِ، فما ذُكرَ لا يَدخُلُ في النَّعيمِ ويدخلُ معه غيرُه مما لم يُذكَرْ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
أمثلة اختلاف التنوع على سبيل تعدد ذكر أفراد العام : هذا مثال آخر لنفس النوع فهو مشابه للأمثلة السابقة
-تفسير قوله : {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} :
الحسنة عند العلماء هي ما يلائم الطبع ويسر النفس، النساء من ذلك يعني الزوجات والجواري من ذلك، والمال من ذلك، الإمارة والأمر والنهي من ذلك فلما قال الله – جل وعلا – فيهم: {لنبؤنهم في الدنيا حسنة} {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة} فمن فسرها بأنها المال فسر الحسنة ببعض أفرادها ببعض ما يدخل فيه.
قال الآخر: هي المال هي الزوجات، قال الثالث: الإمارة، قال الرابع: أن يطاع والجاه ونحو ذلك فهذا لا يعد اختلافاً، بل كله داخل الاسم العام.
ومن هنا نستفيد فائدة وهي أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية لا لأجل الألفاظ وهذا مما يحتاجه المفسر جداً أن يرى حاجة السائل فيفسر الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف فلا يرد اعتراض من يعترض يقول: إنك فسرت الحسنة مثلاً بأنها لمال لا هم فسروا الحسنة بأنها الجاه مثلاً أو الأمر والنهي نقول لا تعارض فإن المفسر قد يرى أن الحاجة أن ينص على بعض الأفراد. إذاً فإذا كان اللفظ عاماً يدخل فيه كثير من الأفراد فإنه لا يصوغ تخصيصه.
-مثاله أيضاً في سورة النحل في قوله تعالى: {وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات} هنا الحفدة اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن.
قال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات.
وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
وهذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك؛ لأن الحفد في اللغة هو المسارعة ومن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
كذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
الأصهار أزواج البنات الأصل أنهم يرضون ويسرعون آباء أولادهم يعني من جهة البنات وهكذا.
فإذاً التفسير أن الحفدة يشمل هذا كله فمنهم من عبر عنه بأبناء البنين ومنهم من عبر عنه بالأصهار، ومنهم من عبر عنها بالخدم والعبيد وكل هذا صحيح لأن الحفدة جمع حافد وهو اسم فاعل الحفد والحفد المسارعة في الخدمة وهذا يصدق على هؤلاء جميعاً هذا من هذا القسم وهو أن يكون اللفظ عاماً فيفسر بأحد أفراده هذا لا يعتبر اختلافاً.
ولهذا ينظر المفسر أو تنظر وأنت تقرأ في التفسير إلى هذا بعناية الاختلافات تحاول أن تجمع بينها إما من الجهة الأولى المسمى والصفات وإما من هذه الجهة العام وأفراده.

بارك الله فيك ونفع بك ومتعك بالصحة والعافية.
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.

يلاحظ على هذا الملخص تفصيلات زائدة عن الحاجة، كما أنك لم تبرزي أهم عنصرين فيه وهما نوعا اختلاف التنوع بل أخرتيهما نهاية الملخص على غير المتوقع، وهذا أكبر مأخذ على تلخيصك.
ويتبين لك ذلك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 28
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 17
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 90 %
وفقك الله


الساعة الآن 07:12 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir