تمهيد:
في القرن الرابع وقبله في أواخر القرن الثالث كثر تدوين التفسير جداً، وازدادت كثير من التفاسير طولاً، سواء في ذلك تفاسير أهل الحديث الذين عنوا بالأحاديث والآثار، وتفاسير أهل اللغة الذين عنوا ببيان الغريب والإعراب، وظهر في هذا القرن التأليف في توجيه القراءات، وهو علم وثيق الصلة بالتفسير، بل فرع من فروعه. وكان من أسباب زيادة طول التفاسير في هذا القرن وقوف المفسرين على تفاسير كثيرة لمن سبقهم؛ فبنوا عليها تفاسيرهم، فكان منهم من يجمع وينتخب، ويصنف ويرتب، ومنهم يجمع إلى ذلك دراسة الأقوال والأدلة، والنقد والتحرير، ومنهم من يعنى بالاختصار والتلخيص، ومنهم من يُعنى بتوضيح المشكل، وتفسير الغريب، على تفاضل كبير بينهم في ذلك، وتنوّع في المناهج، وتعدّدٍ لأوجه العناية العلمية. وكثرت في هذا القرن تفاسير أهل الأهواء من المعتزلة والأشاعرة والماتريدية والصوفية والشيعة وغيرهم، وقد أعرضت عن كثير منها، ولم أذكر إلا ما له شهرة عند أهل السنة، أو كثر النقل عنه، أو كان لذكره فائدة عارضة. ومما سبق التنبيه عليه أنَّ ترتيب التفاسير على وفيات مؤلفيها لا يقتضي ترتيب تأليفها في الحقيقة؛ فمن المفسرين من مات شاباً، ومنهم من امتدّ به العمر حتى كانت وفاته قريباً من وفيات تلاميذ تلاميذه، ويكون قد ألف تفسيره قبل ذلك بمدة طويلة. ومن ذلك أن ابن جرير الطبري كتب تفسيره في عام 283هـ ومكث فيه نحو سبع سنين، وعمّر حتى مات سنة 310هـ رحمه الله، وكذلك كان حال أبي عبد الرحمن النسائي، وأبي إسحاق الزجاج، وأبي محمد البستي، وغيرهم من المفسرين الذين توفوا في أوائل القرن الرابع الهجري. |
1: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت: 303هـ)
الإمام المحدّث الكبير صاحب السنن، ولد بنسا سنة 215هـ، ورحل في طلب العلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وطوّف في البلدان، وأخذ عن جماعة من الأئمة الكبار، وولي القضاء بحمص مدة، ثم استقرّ بمصر. روى عن: إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وقتيبة بن سعيد، وهناد بن السري، وأبي حفص الفلاس، وأحمد بن منيع، والحارث بن مسكين، وأحمد بن عبدة الضبي، ومحمد بن إسماعيل بن علية، ومحمد بن بشار، وغيرهم كثير جداً. وروى عنه: أبو بشر الدولابي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو جعفر النحاس، وابن السني، وأبو القاسم الطبراني، وابن عديّ الجرجاني، وأبو جعفر العقيلي، وأبو بكر ابن الحداد، وأبو سعيد ابن يونس، وغيرهم كثير. - قال أبو عبد الله الذهبي: (كان من بحور العلم، مع الفهم والإتقان والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف، جال في طلب العلم في خراسان، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور، ثم استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير في هذا الشأن). - وقال أيضاً: (ولم يكن أحد في رأس الثلاث مائة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى، وهو جارٍ في مضمار البخاري، وأبي زرعة). - قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: سمعت علي بن عمر [ وهو الدارقطني] يقول: (كان أبو عبد الرحمن النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار، وأعلمهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه؛ فخرج إلى الرملة، فسئل عن فضائل معاوية، فأمسك عنه، فضربوه في الجامع؛ فقال: أخرجوني إلى مكة، فأخرجوه إلى مكة وهو عليل، وتوفي بها مقتولا شهيداً). - قلت: ذكر ابن يونس صاحب تاريخ مصر وهو تلميذ أبي عبد الرحمن النسائي أنه مات بالرملة في فلسطين، ورجحه أبو عبد الله الذهبي. وكان النسائي قد دخل الشام ووجد في بعض أهلها انحراف عن عليّ فكتب كتابه "خصائص علي" ليعرّفهم فضائله لعل الله يهديهم به، لكن بدرت منه كلمة في شأن معاوية؛ أُسيء فهمها فضرُب ومات بعد ذلك بيسير. له كتب طبع منها: السنن الكبرى، والسنن الصغرى انتخاب تلميذه ابن السني، وفضائل القرآن، وفضائل الصحابة، وخصائص علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وتسمية فقهاء الأمصار، وعمل اليوم والليلة، والضعفاء والمتروكون، وكتاب الجمعة، وكتاب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكتاب ذكر المدلسين، وكتاب الإغراب. وفي السنن الكبرى كتاب كبير في التفسير ، وقد طبع مفرداً، وألحقت به ملحقات مما رواه في التفسير في غيره، وذكر شمس الدين أبو عبد الله الذهبي له كتاباً في التفسير، ولعله ما في ضمن سننه الكبرى. |
2: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأنماطي النيسابوري (ت:303هـ)
من أهل نيسابور، أخذ جماعة من علمائها منهم إسحاق ابن راهويه، ومحمد بن رافع. وطوّف بالبلدان؛ فأخذ عن محمد بن حميد بالري، وأبي حفص الفلاس بالبصرة، وأبي كريب، وعثمان بن أبي شيبة بالكوفة، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ولوين ببغداد، ومحمد بن يحيى العدني بمكة، كما فصّل ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء. ذكر الثعلبي في مقدمته أنّ له تفسيراً اقتصر فيه على الرواية والنقل، وقال الذهبي في ترجمته: (صاحب "التفسير الكبير"). |
3: أبو جعفر أحمد بن فرح بن جبريل الضرير العسكري (ت:303هـ)
مولى بني هاشم، قارئ، مفسّر، محدّث، لغوي. - قال أبو عبد الله الذهبي: (قرأ على: أبي عمر الدوري، وعلى أبي الحسن أحمد البزي. وكان بصيراً بالتفسير). وروى في الحديث عن علي ابن المديني، وأبي بكر ابن أبي شيبة، نزل الكوفة، وقرأ عليه جماعة كثيرة من القراء، وعمّر حتى قارب التسعين، ومات بالكوفة سنة 303هـ. |
4: أبو محمد إسحاق بن إبراهيم البُسْتيّ(ت:307هـ)
من شيوخ ابن حبّان، روى عن قتيبة بن سعيد وغيره، وتولى القضاء ببست. له كتاب في التفسير، حُقّق في رسائل علمية في الجامعة الإسلامية، وطبع حديثاً. - قال أبو عبد الله الذهبي: (كان متقناً نبيلاً عاقلاً). |
5: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ)
الإمام الجليل، شيخ المفسرين، ولد سنة 224هـ، ببلدة آمل من إقليم طبرستان، ونشأ نشأة صالحة، وطوّف البلدان في طلب العلم، وتحصيل النُّسَخ، وتدوين العلم، ولقي جماعة من الشيوخ المسندين، الذين جمعوا فأكثروا من الكتب والنسخ وحفظوا كثيراً من الأحاديث والآثار، كأبي زرعة الرازي، وأبي كريب محمد بن العلاء الكوفي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبي سعيد الأشج، وأبي حفص الفلاس، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن حميد الرازي، وهنّاد بن السري، وأحمد بن عبدة الضبي، وأحمد بن منيع، ونصر بن عليّ الجهضمي، ويونس بن عبد الأعلى، والوليد بن شجاع، وغيرهم كثير. وقرأ القرآن على سليمان بن عبد الرحمن الطلحي صاحب خلاد، وعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، ويونس بن عبد الأعلى، وغيرهم، وتبحّر في الحروف واختلافها، وقراءات قراء الأمصار، حتى صنّف فيها كتاباً، وكان قارئاً حسن القراءة. - قال أبو علي الطُّوماري: كنت أحمل القنديل في شهر رمضان بين يدي أبي بكر بن مجاهد إلى المسجد لصلاة التراويح، فخرج ليلة من ليالي العشر الأواخر من داره، واجتاز على مسجده فلم يدخله وأنا معه، وسار حتى انتهى إلى آخر سوق العطش، فوقف بباب مسجد محمد بن جرير، ومحمد يقرأ سورة الرحمن، فاستمع قراءته طويلا ثم انصرف، فقلت له: يا أستاذ تركت الناس ينتظرونك وجئت تسمع قراءة هذا؟!! فقال: (يا أبا علي! دع هذا عنك، ما ظننت أن الله تعالى خلق بشرا يحسن يقرأ هذه القراءة). رواه الخطيب البغدادي. أخذ عنه القراءة جماعة من القراء منهم: أبو بكر ابن مجاهد صاحب كتاب السبعة في القراءات، ومحمد بن أحمد الداجوني، وعبد الواحد بن أبي هاشم، ومحمد بن محمد بن فيروز الكرجي، وغيرهم. وبرع ابن جرير في فنون العلم، وحصل علماً غزيراً مباركاً، واجتمعت له كتب كثيرة جداً، وعرض عليه القضاء فأبى، وعرضت عليه الجوائز فأباها، وتفرّغ للتصنيف والإملاء والتعليم، وكتب كتباً كثيرة مباركة. - قال الخطيب البغدادي: (استوطن الطبري بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته، وكان أحد أئمة العلماء يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور " في تارخ الأمم والملوك "، وكتاب في " التفسير " لم يصنف أحد مثله، وكتاب سماه " تهذيب الآثار " لم أر سواه في معناه إلا أنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه). - وقال أيضاً: (سمعت علي بن عبيد الله بن عبد الغفار اللغوي المعروف بالسمسماني يحكي أنَّ محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة). طُبع من كتبه: تفسيره الكبير واسمه جامع البيان عن تأويل آي القرآن، والتبصير بمعالم الدين، وصريح السنة، وتهذيب الآثار، وتاريخ الرسل والملوك، واختلاف الفقهاء، وحديث الهميان. وقد جمع في تفسيره روايات كثيرة جداً انتخبها من كتب ونسخ تفسيرية كثيرة حصّلها، وصنَّف ما انتخبه على الآيات، ثم على الأقوال، وحرَّر ونقد، واحتجّ ورجّح، وأجاد وأفاد. - وقد روى الخطيب البغدادي وابن عساكر في تاريخيهما عن القاضي أبي عمرو السمسار وأبي القاسم الوراق أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ فقال: ثلاثون ألف ورقة. فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة. وقد أملى تفسيره في سبع سنين من سنة 283هـ إلى سنة 290هـ. - قال محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ: سمعت أبا بكر بن بالويه يقول: قال لي أبو بكر محمد بن إسحاق -يعني ابن خزيمة- بلغني أنك كتبت التفسير عن محمد بن جرير. قلت: بلى، كتبت التفسير عنه إملاء. قال: كله؟ قلت: نعم. قال: في أي سنة؟ قلت: من سنة ثلاث وثمانين إلى سنة تسعين. قال: فاستعاره مني أبو بكر فرده بعد سنين، ثم قال: (قد نظرت فيه من أوله إلى آخره، وما أعلم على أديم الأرض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة). رواه الخطيب البغدادي. ومن نظر إلى الأصول التي جمع منها ابن جرير الطبري تفسيره وصنّفه وهذّبه علِم أنه كان محقّاً حين قدّره بثلاثين ألف ورقة لأن بعض النسخ التفسيرية المشتهرة في زمانه عن بعض الأئمة لم يخرج منها إلا قليلاً. له أشعار حسنة منها قوله: إذا أعسرت لم يعلم رفيقـــــــــــي ... وأستغني فيستغني صديقــــــــــــي حيائي حافظٌ لي ماء وجهـــــــي ... ورِفْقي في مطالبتي رفيقـــــــــــــــي ولو أني سمحتُ ببذل وجهـــــي ... لكنت إلى الغنى سهل الطريق |
6: محمد بن إسحاق بن خزيمة النسابوري(ت:311هـ)
إمام الأئمة، حافظ محدث فقيه، بارع في الاستنباط، ومعرفة العلل. - قال الذهبي: (سمع إسحاقَ بن راهويه، ومحمد بن حميد الرازي، وما حدّث عنهما لصغره؛ فإنه ولد في صفر سنة ثلاث وعشرين ومائتين). روى عن: محمد بن بشار بندار، ومحمد بن رافع، وعلي بن حجر السعدي، وأحمد بن منيع، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وأحمد بن عبدة الضبي، ومحمد بن ميمون المكي، ويعقوب الدورقي، وعبد الجبار بن العلاء العطار، ويونس بن عبد الأعلى، وأبو كريب محمد بن العلاء، والربيع بن سليمان المرادي، والحسن بن محمد الزعفراني، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وأبي سعيد الأشج، وغيرهم كثير جداً. وروى عنه: البخاري ومسلم في غير الصحيحين، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وحفيده محمد بن الفضل، وابن حبان، وابن عدي، وغيرهم كثير. وكان كثير الكتب، ذكر أبو عبد الله الحاكم أن مصنفاته تزيد على مائة وأربعين مصنفاً سوى المسائل، وله كتاب في التفسير مفقود ذكره في مواضع من صحيحه. - قال أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري: حدثنا أبو بكر بن خزيمة قال: كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت الصلاة مستخيرا حتى يفتح لي فيها، ثم أبتدئ التصنيف). - وقال أبو سعد عبد الرحمن ابن المقرئ: سمعت ابن خزيمة يقول: (القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق، ومن قال: إن شيئا من تنزيله ووحيه مخلوق، أو يقول: إن أفعاله تعالى مخلوقة، أو يقول: إن القرآن محدث - فهو جهمي، ومن نظر في كتبي بان له أن الكلابية كذبة فيما يحكون عني، فقد عرف الخلق أنه لم يصنف أحد في التوحيد والقدر وأصول العلم مثل تصنيفي). - وقال محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة: سمعت جدي يقول: (استأذنت أبي في الخروج إلى قتيبة، فقال: "اقرأ القرآن أولاً حتى آذن لك" فاستظهرت القرآن؛ فقال لي: "امكث حتى تصلي بالختمة". فمكثت؛ فلما عيّدنا أذن لي، فخرجت إلى مرو، وسمعت بمرو الروذ من محمد بن هشام، فنعي إلينا قتيبة). - قال أبو بكر الصيرفي: سمعت أبا العباس بن سريج، وذكر أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، فقال: «يخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنقاش». رواه الحاكم في معرفة علوم الحديث. - وقال أبو حاتم ابن حبان: (كان رحمه الله أحد أئمة الدنيا علما وفقها وحفظا وجمعا واستنباطا حتى تكلم في السنن بإسناد لا نعلم سبق إليها غيره من أئمتنا مع الإتقان الوافر والدين الشديد إلى أن توفي رحمه الله). - وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: (فضائل هذا الإمام مجموعة عندي في أوراق كثيرة، وهي أشهر وأكثر من أن يحتملها هذا الموضع، ومصنفاته تزيد على مئة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة أكثر من مئة جزء، فإن فقه حديث بريرة ثلاثة أجزاء، ومسألة الحج خمسة أجزاء). طبع من كتبه: كتابه الصحيح واسمه "مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم" والموجود منه نحو ربع الكتاب، وكتاب التوحيد، فوائد الفوائد. |
7: أبو إسحاق إبراهيم بن السريّ الزجاج(ت:311هـ)
النحوي المفسّر، نشأ ببغداد، ولزم محمد بن يزيد المبرّد، وتتلمذ عليه، حتى حذق ما عنده، وجمع ما أمكنه من كتب المتقدمين من أهل اللغة في معاني القرآن وغريبه، وأمعن النظر فيها، وكتب كتابه الكبير "معاني القرآن وإعرابه". وهو أكبر كتب المتقدمين من أهل عصره في التفسير اللغوي وأجمعها، وفيه تحرير حسن. وقد طبع كتابه هذا، وتضمن تفسير سور القرآن من الفاتحة إلى سورة الفلق، وأتمّ المحقق تفسير سورة الناس على ما توخّى من منهجه، فلذلك لا يصحّ أن يُعزى تفسير المحقق لسورة الناس إلى أبي إسحاق الزجاج. وطبع من كتبه: تفسير أسماء الله الحسنى، والإبانة والتفهيم عن معنى "بسم الله الرحمن الرحيم"، وكتاب الشجرة، وما ينصرف وما لا ينصرف، وفعلت وأفعلت، وخلق الإنسان، والعروض، والمثلث. |
8: عمر بن محمد بن بجير البُجيري الهمداني (ت:311هـ)
أبو حفص السمرقندي، ولد سنة 223هـ روى عن: عبد بن حميد، وبندار، وأحمد بن عبدة الضبي، بشر بن معاذ العقدي، وغيرهم. وروى عنه: محمد بن بكر بن دهقان، وأبو بكر محمد بن أحمد الجشمي، وغيرهم. - قال أبو عبد الله الذهبي: (الحافظ، مصنف "الصحيح"، و"التفسير"، له الرحلة الواسعة، والمعرفة التامة، وهو من أبناء المحدثين؛ فإن أباه رحال كبير، روى عن أبي الوليد، وعارم، وطبقتهما. وعمر هذا رحل إلى خراسان، والبصرة، والكوفة، والشام، ومصر، والحجاز، وجمع ما لم يجمعه غيره، حتى إنه قال: رحلت إلى بندار ثلاث مرات، سمعت منه ستين ألف حديث أو أكثر). |
9: أبو بكر عبد الله بن أبي داوود سليمان بن الأشعث السجستاني(ت:316هـ)
طبع له كتاب المصاحف، ومسند عائشة، وكتاب البعث والنشور، وله قصيدة حائية مشهورة في الاعتقاد. روى عن: أبيه، وعلي بن خشرم المروزي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن بشار بندار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب الدورقي، وأبي سعيد الأشج، وأحمد بن صالح، وغيرهم كثير. وروى عنه: أبو بكر ابن مجاهد، وأبو بكر ابن شاذان، والدارقطني، وابن شاهين، ووغيرهم كثير. - قال عمر بن أحمد الواعظ: سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث، يقول: (ولدت سنة ثلاثين ومائتين ورأيت جنازة إسحاق بن راهويه، ومات سنة ثمان وثلاثين، وكنت مع ابنه في كتاب، وأول ما كتبت سنة إحدى وأربعين). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد. - وقال أبو الفضل صالح بن أحمد البغدادي: (أبو بكر عبد الله بن سليمان إمام العراق، وعلم العلم في الأمصار، نصب له السلطان المنبر فحدث عليه لفضله ومعرفته، وحدث قديماً قبل التسعين ومائتين، قدم همذان سنة نيف وثمانين ومائتين، وكتب عنه عامة مشايخ بلدنا ذلك الوقت، وكان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، ولم يبلغوا في الآلة والإتقان ما بلغ هو). رواه الخطيب البغدادي. - وقال الخطيب البغدادي: (رحل به أبوه من سجستان يطوف به شرقا وغربا، وسمعه من علماء ذلك الوقت، فسمع بخراسان، والجبال، وأصبهان، وفارس، والبصرة، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والشام، ومصر، والجزيرة، والثغور، واستوطن بغداد، وصنف المسند، والسنن، والتفسير، والقراءات، والناسخ والمنسوخ، وغير ذلك وكان فهما عالما حافظاً). - وقال أبو عبد الله الذهبي في ميزان الاعتدال: (قال أبو بكر النقاش - والعهدة عليه -: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: إن تفسيره فيه مئة ألف وعشرون ألف حديث). قلت: لعله - إن صحّ- في أصله الذي جعله لنفسه في التفسير أو النسخ التفسيرية التي حصّلها، وكتبها؛ فإنّ أصول المحدثين فيها مرويات كثيرة جداً لكنّهم إذا أرادوا التأليف انتقوا منها. |
10: أبو حفص قتيبة بن أحمد بن سريج البخاري (ت:316هـ)
المفسّر القاصّ، نزيل نَسَف. روى عن: سعيد بن مسعود المروزي، وأبي يحيى بن أبي مسرة. وروى عنه: نصوح بن واصل. ذكر ذلك أبو عبد الله الذهبي في تاريخ الإسلام وقال: (صاحب التفسير، سكن نسف، وكان شيعياً). وذكره السيوطي في طبقات المفسرين. |
11: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري (ت: 318هـ)
الإمام الجليل، صاحب المصنفات النافعة السائرة. ولد قريباً من موت الإمام أحمد، وأدرك أصحاب الشافعي فأخذ عنهم، وعن جماعة من فقهاء أهل الحديث. روى عن: محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي عيسى الترمذي، وأبي حاتم الرازي، والربيع بن سليمان المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ، وغيرهم. وروى عنه: أبو حاتم ابن حبان البستي، وأبو بكر الخلال، وأبو بكر ابن المقرئ، ومحمد بن يحيى بن عمار الدمياطي، وغيرهم. - قال أبو زكريا يحيى بن شرف النووي: (هو الإمام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابورى، المجمع على إمامته، وجلالته، ووفور علمه، وجمعه بين التمكن فى علمى الحديث والفقه، وله المصنفات المهمة النافعة فى الإجماع والخلاف، وبيان مذاهب العلماء، منها الأوسط، والإشراف، وكتاب الإجماع، وغيرها، واعتماد علماء الطوائف كلها فى نقل المذاهب ومعرفتها على كتبه، وله من التحقيق فى كتبه ما لا يقاربه أحد، وهو فى نهاية من التمكّن فى معرفة صحيح الحديث وضعيفه). طبع من كتبه: الإجماع، والإشراف على مذاهب العلماء، والأوسط، والإقناع. وله كتاب في التفسير طبعت منه قطعة يسيرة. وقد اختلف في سنة وفاته، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: (وجدت ابن القطّان نقل وفاته في هذه السنة [318] فلْيُعْتَمَد). |
12: أبو الحسن محمد بن أحمد ابن كيسان البغدادي النحوي(ت:320هـ)
له كتاب في معاني القرآن. - قال الخطيب البغدادي: (كان أحد المذكورين بالعلم، والموصوفين بالفهم). قال: (وكان يحفظ مذهب البصريين والكوفيين معا في النحو، لأنه أخذ عن المبرد وثعلب، وكان أبو بكر بن مجاهد المقرئ يقول: أبو الحسن بن كيسان أنحى من الشيخين، يعني: ثعلبا والمبرد). - وقال أبو عبد الله الذهبي: (صنف كتاب " غريب الحديث "، وكتابا في القراءات، وكتاب " الوقف والابتداء "، وكتاب " المهذب في النحو "، وغير ذلك). طبع من كتبه: شرح القصائد السبع، والموفقي في النحو، والفرق بين السين والصاد (فوائد ملخّصة منه)، وتلقيب القوافي وتلقيب حركاتها. وذُكر من كتبه: كتاب في معاني القرآن، وكتاب الهجاء، وكتاب التصاريف. - قال الخطيب البغدادي: (بلغني أنه مات في سنة تسع وتسعين ومائتين). - وقال ياقوت الحموي: (الذي ذكره الخطيب لا شك سهو؛ فإني وجدت في تاريخ أبي غالب همام بن الفضل بن المهذب المعري أن ابن كيسان مات في سنة عشرين وثلاثمائة). |
13: أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي (ت: 321هـ)
من أهل قرية طحا بمصر، ولد بها سنة 238هـ، وتفقّه على خاله إسماعيل بن يحيى المزني تلميذ الشافعي، وعلى الربيع بن سليمان المرادي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ويونس بن عبد الأعلى، وغيرهم كثير، وكان شافعياً ثمّ تحوّل إلى المذهب الحنفي، وتفقّه بالقاضي أحمد بن أبي عمران الحنفي، وبرع في الفقه والحديث، وصارت إليه رئاسة المذهب الحنفي بمصر، وكان ذكياً حافظاً ثقة ثبتاً، حسن التأليف والتصنيف، نفع الله بتصانيفه أهل العلم عامة والحنفية خاصّة فإنه هذَّب أدلّتهم، وحررها، وتكلم في التصحيح والتضعيف، والنقد والإعلال، وبرع في شرح المشكلات، ودرء التعارض حتى ألّف فيه كتاباً قيّماً سماه شرح مشكل الآثار. ومما طبع من كتبه: رسالته في بيان السنة المشهورة بالعقيدة الطحاوية، وأحكام القرآن الكريم، وشرح معاني الآثار، وشرح مشكل الآثار، والتسوية بين حدثنا وأخبرنا. ومن كتبه الجليلة: اختلاف العلماء، وهو مفقود لكن طبع مختصره للكاساني. - قال أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء: (أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، إليه انتهت رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، أخذ العلم عن أبي جعفر ابن أبي عمران، وعن أبي خازم وغيرهما، وكان شافعياً يقرأ على أبي إبراهيم المزني؛ فقال له يوماً: "والله لا جاء منك شيء"؛ فغضب أبو جعفر من ذلك، وانتقل إلى أبي جعفر ابن أبي عمران؛ فلما صنّف مختصره قال: (رحم الله أبا إبراهيم لو كان حياً لكفر عن يمينه). كتابه في أحكام القرآن مطبوع، وهو في تفسير آيات الأحكام. |
14: أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت:321هـ)
من علماء اللغة، ولد بالبصرة سنة 223هـ، وكان أبوه ذا منصب ويسار، ونشأ أبو بكر بالبصرة، وأخذ عن علمائها كعبد الرحمن ابن أخي الأصمعي، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، ثم ارتحل إلى بلاد فارس مدة، ثم عاد إلى بغداد واستوطنها. له كتب طبع منها: جمهرة اللغة وهو أشهر كتب، والمجتنى، والاشتقاق، والمطر والسحاب، السرج واللجام، شرح المقصور والممدود، والملاحن، ومقصورته المشهورة، والفوائد والأخبار، وتعليق من أماليه. ذمّه أبو منصور الأزهري في مقدّمة كتابه "تهذيب اللغة" بجملة أمور. وقد ذكر له ياقوت الحموي كتاباً في "غريب القرآن" لم يتم، وله كلام في معاني القرآن في معجمه. |
15: إبراهيم بن محمد بن عرفة الواسطي المعروف بنفطويه (ت: 323هـ)
المعروف بنفطويه، شيخ أبي منصور الأزهري، من علماء اللغة المذكورين، ولد سنة 244هـ، في السنة التي مات فيها ابن السكّيت، ونشأ ببغداد، وتفقّه على مذهب الظاهرية حتى حذقه، وأخذ علوم اللغة عن المبرّد وثعلب ومحمد بن الجهم صاحب الفراء وراويته، وبرع في علوم اللغة، وكان ينكر الاشتقاق، وصنّف كتباً كثيرة طبع من ها: المقصور والممدود، ومسألة "سبحان". وذكر من كتبه "البارع"، والمقنع في النحو". ذُكر له كتاب في "معاني القرآن" ويقال: "غريب القرآن"، وقد جُمعت أقواله في التفسير وطُبعت في كتاب. |
16: عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي (ت: 327هـ)
الإمام المفسر المحدّث الفقيه، ولد سنة 240هـ، ونشأ بالريّ، التي تسمى طهران اليوم، وأخذ عن أبيه وأبي زرعة الرازي علماً غزيراً مباركاً، بل كان راوية لعلومهما، وبثها في تصانيفه، ثم طوّف في البلدان فأخذ عن جماعة كثيرة من العلماء في خراسان، والعراق، والجزيرة، والشام، ومصر، والحجاز. روى عن: أبيه، وأبي زرعة، وابن وارة، وأحمد بن سنان القطان، وأبي سعيد الأشج، ويونس بن عبد الأعلى، وغيرهم كثير جداً. - قال أبو يعلى الخليلي: (أ أخذ علم أبيه، وأبي زرعة، وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال والحديث الصحيح من السقيم، وله من التصانيف ما هو أشهر من أن يوصف في الفقه، والتواريخ، واختلاف الصحابة، والتابعين، وعلماء الأمصار، وكان زاهداً يعد من الأبدال). وذُكرت عنه عجائب في الاستقامة، والزهد، والاشتغال بالعلم والعبادة، والانصراف عن الدنيا، والذهول عن شهواتها. له كتب كثيرة مباركة طبع منها: الجرح والتعديل، والمراسيل، وعلل الحديث، وآداب الشافعي ومناقبه، وبيان خطأ البخاري في تاريخه، والزهد. وله كتاب مشهور جليل القدر في التفسير، طبع بعضه، وقد أخرجه من نسخ تفسيرية كثيرة جداً، انتخب منها كما انتخب ابن جرير قبله. - قال أبو عبد الله الذهبي: (وله كتاب في " الرد على الجهمية" في مجلد كبير يدلّ على تبحره في السنة، وله تفسير كبير سائره آثار مسنده في أربع مجلدات كبار، قلّ أن يوجد مثله). |
17: أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري (ت:328هـ)
من علماء اللغة الكبار، ولد سنة 271هـ، ونشأ بالكوفة، وتضلّع من علوم القرآن، واللغة، والشعر، والأدب. أخذ عن: أبيه، ومحمد بن يونس الكديمي، وثعلب، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وغيرهم. - قال تلميذه أبو علي القالي: (كان أبو بكر يحفظ فيما قيل ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن). - وقال الخطيب البغدادي: (كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظاً له). - وقال: (كان صدوقاً، فاضلاً، ديناً، خيراً، من أهل السنة، وصنف كتباً كثيرة في علوم القرآن، وغريب الحديث، والمشكل، والوقف والابتداء، والردّ على من خالف مصحف العامة). - وقال حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق: (كان أبو بكر ابن الأنباري يملى كتبه المصنفة ومجالسه المشتملة على الحديث، والأخبار، والتفاسير، والأشعار، كل ذلك من حفظه). رواه الخطيب البغدادي. - قال الخطيب البغدادي: (أملي كتاب غريب الحديث، قيل إنه خمس وأربعون ألف ورقة، وكتاب شرح الكافي وهو نحو ألف ورقة وكتاب الهاءات نحو ألف ورقة، وكتاب الأضداد، وما رأيت أكبر منه، وكتاب المشكل أملاه وبلغ إلى طه وما أتمة وقد أملاه سنين كثيرة، والجاهليات سبع مائة ورقة، والمذكر والمؤنث ما عمل أحد أتم منه، وعمل رسالة المشكل ردا على ابن قتيبة وأبي حاتم ونقضا لقولهما). له كتب كثيرة، طبع منها: إيضاح الوقف والابتداء في القرآن الكريم، والهاءات في كتاب الله وهو جزء مستخرج من كتابه الكبير في الهاءات، والألفات المبتدآت في الأسماء والأفعال، وشرح خطبة عائشة أم المؤمنين في أبيها، وشرح المفضليات لأبيه رواه عنه، وشرح القصائد السبع الطوال، وكتاب الأضداد في اللغة، والمذكر والمؤنث، والزاهر في معاني كلمات الناس، والأمالي، وقصيدة في مشكل الغريب، ومسألة من التعجب. وذكر ياقوت الحموي ما يفيد أن كتابه "كتاب المشكل" هو في ما أشكل من معاني القرآن، وقال كما قال الخطيب البغدادي: (بلغ فيه إلى طه). |
18: أبو بكر محمد بن عزير السجستاني(ت: 330هـ تقريباً)
من تلاميذ أبي بكر ابن الأنباري، وهو صاحب الكتاب المشهور في "غريب القرآن" اجتهد في تحريره اجتهاداً بالغاً حتى روي أنه مكث فيه نحواً من خمسة عشر عاماً، ورتبه على الحروف. اختلف في اسم أبيه، فقال الدارقطني، والخطيب البغدادي، وعبد الغني المقدسي، وابن ماكولا: عزيز، وقال أبو عبد الله الذهبي: (الصحيح عُزير - براء -، رأيته بخط ابن ناصر الحافظ). - وقال: (ألف "الغريب" في عدة سنين وحرره، وراجع فيه أبا بكر بن الأنباري، وغيره). |
19: أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس(ت:338هـ)
من كبار علماء اللغة بمصر، روى عن أبي عبد الرحمن النسائي، وجعفر الفريابي، ويموت بن المزرّع العبدي، والحسن بن غليب، وبكر بن سهل الدمياطي، وغيرهم. ورحل إلى العراق وأخذ عن أبي إسحاق الزجاج، ونفطويه، وعلي بن سليمان الأخفش وغيرهم. - قال ياقوت الحموي: (وأبو جعفر هذا صاحب الفضل الشائع، والعلم المتعارف الذائع، يستغني بشهرته عن الاطناب في صفته). كتب كتباً كثيرة حسنة طبع منها: كتاب معاني القرآن، وإعراب القرآن، والقطع والائتناف، والناسخ والمنسوخ، والتفاحة في النحو، وشرح أبيات سيبويه، وشرح القصائد التسع المشهورات، وعمدة الكتاب، ورسالة في اللامات. |
20: أبو الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري (ت:344هـ)
فقيه مالكي، أصله من البصرة، وولي القضاء ببعض نواحي العراق مدة، ثم انتقل إلى مصر، وكان له بها حظوة كبيرة. روى عن أحمد بن موسى السامي، وأبي مسلم الكجيّ، وغيرهم. وأخذ عن سهل بن عبد الله التستري. له كتاب مطبوع في أحكام القرآن، اختصر فيه أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي( 282هـ). وله كتب أخرى منها: الرد على القدرية، والرد على المزني، والرد على الشافعي، وكتاب الأشربة، وكتب في أصول الفقه، وغيرها. |
21: أبو عمر محمد بن عبد الواحد البغدادي (ت:345هـ)
المعروف بالزاهد، وبغلام ثعلب لطول صحبته إياه وكثرة ما أخذ عنه. - وقال أبو علي التنوخي: (من الرواة الذين لم نر قط أحفظ منهم: أبو عمر محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب، أملى من حفظه ثلاثين ألف ورقة لغة فيما بلغني، وجميع كتبه التي في أيدي الناس إنما أملاها بغير تصنيف، ولسعة حفظه اتهم بالكذب، وكان يسأل عن الشيء الذي يقدر السائل أنه قد وضعه فيجيب عنه، ثم يسأله غيره عنه بعد سنة على مواطئة فيجيب بذلك الجواب بعينه). رواه الخطيب البغدادي. - وقال الخطيب البغدادي: سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي يقول: (لم يتكلم في علم اللغة أحد من الأولين والآخرين أحسن من كلام أبي عمر الزاهد، وله كتاب غريب الحديث، صنفه على مسند أحمد بن حنبل). قال الخطيب: وجعل يستحسنه جداً. طبع من كتبه: ياقوتة الصراط في تفسير غريب القرآن، وفائت الفصيح، والمُداخَل في اللغة، والعشرات في غريب اللغة، وكتاب اليوم والليلة، والمقصور والممدود. ومن كتبه التي لم تطبع: فائت العين، وفائت الجمهرة، وغريب الحديث صنفه على مسند الإمام أحمد، وشرح الفصيح، والشورى. |
22: أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي(ت:350هـ)
أحد تلاميذ ابن جرير الطبري، حدّث عنه، وعن محمد بن سعد العوفي، ومحمد بن الجهم السمّري صاحب الفراء، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن أبي خيثمة، وغيرهم. وروى عنه: أبو الحسن الدارقطني، وأبو عبيد الله المرزباني، وابن الفضل القطان، وغيرهم. ولد سنة 260هـ. - قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي: سأل أبو سعد الإسماعيلي أبا الحسن الدارقطني عن أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي، فقال: (كان متساهلاً، وربما حدّث من حفظه بما ليس عنده في كتابه، وأهلكه العجب؛ فإنه كان يختار ولا يضع لأحد من العلماء الأئمة أصلاً). فقال له أبو سعد: كان جريري المذهب؟ قال أبو الحسن: (بل خالفه، واختار لنفسه، وأملى كتاباً في السير، وتكلم على الأخبار). رواه الخطيب البغدادي. - قال الخطيب البغدادي: (كان من العلماء بالأحكام، وعلوم القرآن، والنحو والشعر، وأيام الناس، وتواريخ أصحاب الحديث، وله مصنفات في أكثر ذلك). ذكر من كتبه: كتاب في غريب القرآن، وكتاب القراءات، وموجز التأويل عن محكم التنزيل، وكتاب الوقوف، والتاريخ، والمختصر في الفقه، والشروط الكبير، والشروط الصغير، وأخبار القضاة، وغيرها. |
23: أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد النقّاش (ت:351هـ)
قارئ مفسّر، ولد سنة 266هـ، وكان من أهل الموصل ثم انتقل إلى بغداد. روى عن: ابن خزيمة، وابن مجاهد، وأبي مسلم الكجّي، وابن سنين، ومحمد بن عبد الله الحضرمي مطيَّن، ومحمد بن علي الصائغ، وغيرهم. وروى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأبو أحمد الفرضي، وأبو علي بن شاذان، وغيرهم. وكان ضعيفاً في الحديث، بل اتّهم فيه. - قال أبو بكر البرقاني: (كلّ حديثه منكر). - وقال الخطيب البغدادي: (كان عالماً بحروف القرآن، حافظاً للتفسير، صنف فيه كتاباً سماه: شفاء الصدور، وله تصانيف في القراءات وغيرها من العلوم، وكان سافر الكثير شرقا وغربا، وكتب بالكوفة، والبصرة، ومكة، ومصر، والشام، والجزيرة، والموصل، والجبال، وببلاد، خراسان، وما وراء النهر). - وقال أبو عبد الله الذهبي: (وهو مؤلف "شفاء الصدور" في التفسير، وكان واسع الرحلة، قديم اللقاء، وهو في القراءات أقوى منه في الروايات. وله كتاب "الإشارة في غريب القرآن" ، وكتاب "المناسك"، و"دلائل النبوة"، و"المعاجم الثلاثة": أوسط وأكبر وأصغر، فالأكبر في معرفة المقرئين، وله كتاب كبير في التفسير نحو من أربعين مجلداً، وكتاب القراءات بعللها، وكتاب السبعة، وكتاب "ضد العقل"، وكتاب "أخبار القصاص" وأشياء، ولو تثبت في النقل، لصار شيخ الإسلام). كتابه "شفاء الصدور من تفسير القرآن" طبع منه المقدمة وتفسير الفاتحة. |
24: أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (ت:360هـ)
الحافظ المحدث الكبير، من أهل طبرية، ولد بعكّا سنة 260هـ، وأدرك جماعة من الأئمة، وطوّف في البلدان في طلب العلم فرحل إلى مدن الشام، ثم العراق، ومصر، والحجاز، واليمن، وأصبهان، وغيرها، وحوى علماً غزيراً مباركاً، وكان حافظاً ضابطاً كثير الكتابة والتصنيف. روى عن: هاشم بن مرثد الطبراني، وأبي زرعة الدمشقي، وأحمد بن شعيب النسائي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعلي بن عبد العزيز البغوي، ويوسف بن يزيد القراطيسي، وغيرهم كثير جداً. وروى عنه: أبو بكر ابن مردويه، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو عمر البسطامي، وأبو سعيد الصفار، وغيرهم. - قال أبو بكر بن أبي علي: سأل والدي أبا القاسم الطبراني عن كثرة حديثه فقال: (كنت أنام على البواري ثلاثين سنة). رواه ابن عساكر. - وقال أبو نعيم الأصبهاني: (قدم أصبهان سنة تسعين ومئتين، فخرج منها، ثم قدمها ثانياً، فأقام بها محدثاً ستين سنة). طبع من كتبه: المعاجم الثلاثة الكبير والصغير والأوسط، ومسند الشاميين، والأحاديث الطوال، والأوائل، والدعاء، ومكارم الأخلاق، وفضل عشر ذي الحجة، وفضل الرمي وتعلمه، والزيادات في كتاب الجود والسخاء، وطرق حديث من كذب عليّ متعمدا، وحديث الضب، ومن اسمه عطاء من رواة الحديث. وذُكر من كتبه: كتاب التفسير، وكتاب المناسك، ودلائل النبوة، وعشرة النساء، ومسند أبي هريرة، ومسند شعبة، ومسند سفيان، وغيرها. |
25: محمد بن علي الكَرَجِي القصاب (ت: 360هـ)
أبو أحمد الحافظ المحدّث الفقيه المجاهد، من أهل الكَرَج، وهي بلدة بين أصبهان وهمذان. - قال أبو عبد الله الذهبي: (عرف بالقصّاب لكثرة ما قَتَل في مغازيه). روى عن: عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يعقوب الهمذاني، ومحمد بن العباس الأخرم، ومحمد بن أحمد الثقفي، والحسن بن يزيد الدقاق، وغيرهم. له كتاب "نكت القرآن الدالة على البيان" وهو مطبوع. وله كتب غيره منها: "شرح السنة"، و"ثواب الأعمال"، و"عقاب الأعمال السيئة"، و"تأديب الأئمة"، وغيرها. |
26: أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن أشته اللوذري الأصبهاني(ت:360هـ)
قارئ لغوي، أصله من أصبهان، وسكن مصر، قرأ على ابن مجاهد، وأبي بكر النقاش، وغيرهما. - قال أبو عمرو الداني: (ضابط مشهور، ثقة، عالم بالعربية، بصير بالمعاني، حسن التصنيف، صاحب سنة). ذكره الذهبي وابن الجزري. - وقال أبو عبد الله الذهبي: (برع في القراءات، وصنف التصانيف). - وقال ابن الجزري: (أستاذ كبير، وإمام شهير، ونحوي محقق، ثقة، سكن مصر). له كتاب "رياضة الألسنة في إعراب القرآن ومعانيه"، وكتاب المصاحف، وهو من مصادر السيوطي في الدر المنثور وفي الإتقان، وله كتاب "المحبّر في القراءات" قال عنه ابن الجزري: (وكتابه المحبر كتاب جليل يدل على عظم مقداره)، وله كتاب "المفيد في الشاذ". |
27 : أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي(ت:365هـ)
المعروف بالقفال الكبير، من علماء بلاد ما وراء النهر، ومن كبار فقهاء الشافعية، ولد سنة 291هـ. روى عن: ابن خزيمة، وابن جرير الطبري، وأبي القاسم البغوي، وأبي عروبة الحراني، وغيرهم. وروى عنه: أبو عبد الله الحاكم، وابن مندة، والحليمي، وأبو عبد الرحمن السلمي وغيرهم. - قال شمس الدين أبو عبد الله الذهبي: (كان إمام عصره بما وراء النهر، وكان فقيهاً محدثاً أصولياً، لغوياً شاعراً، لم يكن للشافعية بما وراء النهر مثله في وقته). - وقال أبو الحسن الصفار: سمعت أبا سهل الصعلوكي، وسئل عن تفسير أبي بكر القفال؛ فقال: (قدَّسه من وجه، ودنَّسه من وجه) أي: دنسه من جهة نصرة مذهب الاعتزال. - وقال السيوطي: (نقل عنه الإمام الرازي في تفسيره كثيراً مما يوافق مذهب المعتزلة، ونقلتُ عنه بعض مناسبات في كتابي أسرار التنزيل). ألّف في التفسير والفقه وأصول الفقه وغيرها كتباً كثيرة، وقد طبع كتابه "محاسن الشريعة"، وله تفسير مشهور مفقود، نقل منه أبو المظفر السمعاني، والرازي وغيرهما في مواضع، وقد جمعت أقواله في التفسير وطبعت في كتاب. |
28: أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني(ت: 369هـ)
من أعلام المحدثين، ولد سنة 273هــ، أو 274هـ، ونشأ بأصبهان ثمّ رحل في طلب العلم إلى بلدان عدّة، وحصّل علماً غزيراً، وصنّف تصانيف نافعة، وكان كثير الصلاة والتعبد. روى عن: إبراهيم بن سعدان، ومحمد بن أسد، وأبي يعلى الموصلي، وأبي عروبة الحراني، وأحمد بن الحسن الصوفي، وغيرهم. - قال أبو نعيم الأصبهاني: (أحد الثقات والأعلام صنف الأحكام والتفسير والشيوخ). - وقال أبو بكر بن مردويه: (ثقة مأمون، صنف التفسير، والكتب الكثيرة في الأحكام وغيره). - وقال أبو عبد الله الذهبي: (وكان حافظاً، عارفاً بالرجال والأبواب، كثير الحديث إلى الغاية، صالحاً، عابداً، قانتاً لله، صنف تاريخ بلده، و"التاريخ" على السنين، وكتاب "السنة"، وكتاب "العظمة"، وكتاب "ثواب الأعمال"، وكتاب "السنن"، وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه). طبع من كتبه: كتاب العظمة، والأمثال في الحديث النبوي، وأخلاق النبي وآدابه، والفوائد، والتوبيخ والتنبيه، وأحاديث أبي الزبير عن غير جابر، وطبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها، وذكر الأقران، والعوالي. وكتابه الحكايات له نسخة خطية منشورة على الشبكة. وله كتاب تفسير رواه عنه جماعة، ذكره أبو القاسم ابن منده في المستخرج والمستطرف، ولم يُطبع فيما أعلم، وقد جُمعت أقواله في التفسير في رسائل علمية. |
29: أبو بكر أحمد بن علي الرازي الجصاص (ت: 370هـ)
شيخ الحنفية ببغداد، ولد سنة 305هـ، ونشأ بالريّ، ثم رحل في طلب العلم إلى بلدان عدة، ثم استقرّ ببغداد. تفقّه على أبي الحسن الكرخي، وأبي سهل الزجاج، وغيرهما، وأخذ عن أبي عمر الزاهد غلام ثعلب، وعبد الباقي بن قانع، وغيرهما. - قال أبو إسحاق الشيرازي: (وإليه انتهت رياسة العلم لأصحاب أبي حنيفة ببغداد، وعنه أخذ فقهاؤها). له كتاب "أحكام القرآن" مطبوع. وله كتب أخر منها: شرح الأسماء الحسنى، وشرح الجامع لمحمد بن الحسن الشيباني، وشرح مختصر الطحاوي، وشرح مختصر أبي الحسن الكرخي، وغيرها. |
30: أبو عبد الله الحسينُ بنُ أحمدَ ابنُ خالويه الهمَذاني(ت:370هـ)
قرأ على عن ابن مجاهد، وابن الأنباري، وأخذ عنهما اللغة، وأخذ عن أبي عمر الزاهد، ونفظويه، وقيل: أخذ عن ابن دريد أيضاً. وأخذ عنه القراءة وغيرها: عبد المنعم بن غلبون، والحسن بن سليمان، وأبو علي الحسين بن علي الرهاوي، وغيرهم. - قال أبو عبد الله الذهبي: (قدم الشام، وصحب سيف الدولة ابن حمدان، وأدّب بعض أولاده، ونفق سوقه بحلب، واشتهر ذكره، وقصده الطلاب من الآفاق). له كتب كثيرة طبع منها: إعراب القراءات السبع وعللها، والبديع في القراءات الثمان، وإعراب ثلاثين سورة، وليس في كلام العرب، وشرح الفصيح، والانتصار لأبي العباس ثعلب، والألفات، وشرح المقصور والممدود لابن ولاد، وأسماء الريح، وشرح ديوان أبي فراس الحمداني، وشرح مقصورة ابن دريد. وله كتب لم تطبع منها: شرح أسماء الله، والإيضاح في القرآن، وما ينوّن وما لا ينوّن في القرآن، وتقفية ما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي، والجمل، والهاذور، وغيرها. |
31: أبو منصورٍ محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهَرِي (ت: 370هـ)
ولد سنة 282هـ، ونشأ بهراة، وأخذ بها عن الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السامي،وغيرهما. ثم انتقل إلى بغداد، وأخذ عن جماعة من علمائها؛ فأخذ عن: أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داوود، وإبراهيم بن عرفة نفطوية، وأبي الفضل المنذري، وابن السرّاج، وغيرهم. وابتلي بالأسر فأسرته القرامطة، ثمّ استرقوه ومكث في الرقّ سنوات طويلة، وكان عند قوم عرب أقحاح؛ فاستفاد منهم ألفاظاً كثيرة في العربية، حتى منّ الله عليه بالخلاص منهم. - قال في مقدمة كتابه تهذيب اللغة: (وكنت امتحنت بالإسار سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير، وكان القوم الذين وقعت في سهمهم عربا عامتهم من هوازن، واختلط بهم أصرام من تميم وأسد بالهبير نشئوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع، ويرجعون إلى أعداد المياه، ويرعون النعم ويعيشون بألبانها، ويتكلمون بطباعهم البدوية وقرائحهم التي اعتادوها، ولا يكاد يقع في منطقهم لحن أو خطأ فاحش. فبقيت في إسارهم دهراً طويلاً. وكنا نتشتى الدهناء، ونتربع الصمان، ونتقيظ الستارين، واستفدت من مخاطباتهم ومحاورة بعضهم بعضا ألفاظا جمة ونوادر كثيرة، أوقعت أكثرها في مواقعها من الكتاب). - قال أبو عبد الله الذهبي: (كان رأساً في اللغة والفقه، ثقةً، ثبتاً، ديناً). طبع من كتبه: كتاب "تهذيب اللغة" وهو أجلّ معاجم اللغة وأصحّها، وفيه مباحث في تفسير بعض الآيات لا يكاد يوجد نظيرها في كثير من كتب التفسير، وله كتاب معاني القراءات وعللها اعتنى فيه بتوجيه القراءات، وكتاب الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي. وذُكر من كتبه المفقودة: تفسير الأسماء الحسنى، والتقريب في التفسير، وتفسير السبع الطوال، والروح، وتفسير إصلاح المنطق، وكتاب الرد على الليث، وتفسير ديوان أبي تمام، وغيرها. |
32: أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي الحنفي (ت: 375هـ)
فقيه حنفي، من أهل سمرقند، لقّب بإمام الهدى، له تفسير طبع باسم "بحر العلوم" وهو من مصادر القرطبي في تفسيره. - قال أبو عبد الله الذهبي: (تروج عليه الأحاديث الموضوعة). وقال: (وفي كتابه " تنبيه الغافلين " موضوعات كثيرة). له كتب طبع منها: تفسيره المسمى بحر العلوم، وعيون المسائل في فروع الحنفية، وفتاوى النوازل، والمقدمة في الفقه، ومختلف الرواية، وتنبيه الغافلين وفيه موضوعات، وبستان الواعظين، وقرة العيون ومفرح القلب المحزون، وعقوبة أهل الكبائر، والمقدمة في الصلاة، والمقدمة في الآداب الشرعية. ومن كتبه التي لم تطبع: عمدة العقائد، وتفسير جزء عم يتساءلون، وفضائل رمضان، شرح الجامع الصغير، وغيرها. |
33: أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ)
من كبار علماء اللغة في زمانه، أخذ عن أبي إسحاق الزجاج، وأبي بكر ابن مجاهد، وأبي بكر السراج، وأبي بكر الخياط، وروى عن ابن معدان صاحب إسحاق بن راهويه. وأخذ عنه: أبو الفتح ابن جني، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وعلي بن عيسى الربعي، وغيرهم. - قال الخطيب البغدادي: قال لي التنوخي: (ولد أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي الفارسي بفسا، وقدم بغداد فاستوطنها، وسمعنا منه في رجب سنة خمس وسبعين وثلاث مائة، وعلت منزلته في النحو، حتى قال قوم من تلامذته: هو فوق المبرد، وأعلم منه. وصنف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها، واشتهر ذكره في الآفاق، وبرع له غلمان حذاق، مثل عثمان بن جني، وعلي بن عيسى الشيرازي، وغيرهما، وخدم الملوك ونفق عليهم، وتقدم عند عضد الدولة). - وقال أبو عبد الله الذهبي: (دخل الشام وأقام بطرابلس، ثم بحلب، وخدم سيف الدولة، ثم رجع إلى بغداد، وأقبل على الإشغال والتصنيف، وعلت منزلته في النحو حتى فضله بعض تلامذته على المبرد، وخدم الملوك ونفق عليهم). - وقال محمد بن أبي الفوارس: (كان متهما بالاعتزال). ذكره الخطيب البغدادي. له كتاب "الحجة للقراء السبعة"، وهو في التوجيه اللغوي للقراءات، وهو علم متّصل بالتفسير وعلوم القرآن، وله كتاب"الإغفال" ذكر فيه ما أغفله أبو إسحاق الزجّاج في معاني القرآن، وردّ عليه ابن خالويه بكتاب "الهاذور"، وردّ هو على ابن خالويه بكتاب "نقض الهاذور"، وله كتاب التتبع لكلام أبي علي الجبائي في التفسير. وقد طبع من كتبه: كتاب الحجة للقراء السبعة، والإغفال، والمقصور والممدود، والتعليقة على كتاب سيبويه، والإيضاح العضدي، والتكملة، وكتاب إيضاح الشعر، وأقسام الأخبار، والمسائل العضديات، والمسائل البغداديات، والمسائل البصريات، والمسائل الحلبيات، والمسائل الشيرازيات، والمسائل العسكريات، والمسائل المنثورة، والتذكرة طبع تهذيبها لابن جني. |
34: أبو الحسن علي بن عيسى بن علي الرمَّاني (ت: 384هـ)
لغوي نحوي معتزلي، من أهل بغداد، ولد سنة 296هـ، ويُعرف بابن الرماني الأخشيذي. أخذ عن أبي بكر ابن دريد، وأبي بكر ابن السرّاج. وأخذ عنه: أبو القاسم التنوخي، والحسن بن علي الجوهري، وغيرهما. - قال الخطيب البغدادي: (كان من أهل المعرفة، مفننا في علوم كثيرة من الفقه والقرآن والنحو واللغة والكلام على مذهب المعتزلة). - وقال ياقوت الحموي: (أرى أنه كان تلميذ ابن الاخشيذ المتكلّم أو على مذهبه؛ لأنه كان متكلماً على مذهب المعتزلة وله في ذلك تصانيف مأثورة، وكان إماما في علم العربية علّامة في الأدب في طبقة أبي عليّ الفارسيّ وأبي سعيد السيرافي). - وقال أبو عبد الله الذهبي: (صنف في التفسير والنحو واللغة.. وله نحو مائة تصنيف، وكان مع اعتزاله شيعياً.. كان رأسا في عدة فنون لاسيما العربية، وكان يمزج في كلامه في النحو بالمنطق). طبع من كتبه: قطعة من تفسيره المسمى "الجامع لعلم القرآن"، والنكت في إعجاز القرآن، ومنازل الحروف، والحدود في النحو، والألفاظ المترادفة. وذكر من كتبه: شرح كتاب سيبويه، وشرح الجمل لابن السراج، والاشتقاق، والتصريف، وغيرها. |
35: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ابن شاهين البغدادي (ت: 385هـ)
محدّث واعظ مشهور من أهل بغداد، من أقران الدارقطني، كان كثير الكتب، صاحب تصانيف سائرة. ولد سنة 297هـ، وكان أوّل سماعه الحديث سنة 308هـ، وأدرك جماعة من الأئمة. روى عن: أبي القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، وأبي بكر ابن أبي داوود، ومحمد بن محمد الباغندي، وشعيب بن محمد الذراع، وأحمد بن محمد بن الهيثم الدقاق، وغيرهم. وروى عنه: ابنه عبيد الله، والقاضي أبو الحسين الهاشمي، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو محمد الخلال، وأبو بكر البرقاني، وهلال الحفار، وأبو القاسم التنوخي، وغيرهم. - قال القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد الهاشمي: قال لنا أبو حفص بن شاهين: (ولدت في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين، وأول ما كتبت الحديث سنة ثمان وثلاث مائة، وصنفت ثلاث مائة مصنف، وثلاثين مصنفا، أحدها " التفسير الكبير " ألف جزء، والمسند ألف وخمس مائة جزء، والتاريخ مائة وخمسين جزءا، والزهد مائة جزء، وأول ما حدثت بالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة). رواه الخطيب البغدادي. - وقال محمد بن أبي الفوارس: (كان ابن شاهين ثقة مأموناً، قد جمع وصنف ما لم يصنف أحد). - وقال البرقاني: سمعت الأزهري ذكر ابن شاهين، فقال: (كان ثقة، وكان عنده عن البغوي سبع مائة أو ثمان مائة جزء). - وقال محمد بن عمر الداودي: (كان ابن شاهين شيخا ثقة، يشبه الشيوخ، إلا إنه كان لحاناً). - وقال حمزة بن يوسف السهمي: سمعت الدارقطني، يقول: (أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين يلج على الخطأ، وهو ثقة). - وقال البرقاني: قال لي ابن شاهين: (جميع ما خرجته، وصنفته من حديثي لم أعارضه بالأصول). يعني ثقة بنفسه فيما ينقله. - وقال الداودي أيضاً: وقال لي الدارقطني يوماً: (ما أعمى قلب ابن شاهين! حمل إليَّ كتابه الذي صنفه في التفسير، وسألني أن أصلح ما أجد فيه من الخطأ؛ فرأيته قد نقل تفسير أبي الجارود، وفرّقه في الكتاب، وجعله عن أبي الجارود، عن زياد بن المنذر، وإنما هو عن أبي الجارود زياد بن المنذر). قلت: وأبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني (ت:150هـ) رأس فرقة الجارودية، وهم من الزيدية له تفسير مشهور، لكنه كذاب متروك الحديث. - وقال الخطيب البغدادي: (كان ثقة أميناً). - وقال ابن ماكولا: (ثقة مأمون سمع بالشام والعراق والبصرة وفارس، وجمع الأبواب والتراجم، وصنف كثيراً) - وقال أبو عبد الله الذهبي: حدثني شيخنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الواسطي، قال: (كان عندنا " تفسير " ابن شاهين بواسط في نحو ثلاثين مجلداً). طبع من كتبه: الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة، وجزء فضائل فاطمة، وناسخ الحديث ومنسوخه، وتاريخ أسماء الثقات، وتاريخ أسماء الضعفاء والكذابين، وذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيهم، والترغيب في فضائل الأعمال، وفضائل رمضان، والفوائد، والأفراد، وجزء من حديثه. وله كتب كثيرة لم تطبع. |
36: أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الأدفوي (ت: 388 هـ)
نسبة إلى "أدفو" مدينة جنوبي مصر قرب "أسوان". قرأ على أبي غانم مظفّر بن أحمد المصري، ، وسمع الحروف من أحمد بن إبراهيم بن جامع، ومن سعيد بن السكن. وأخذ عن أبي جعفر النحاس، وروى كتبه، واستفاد منها في مؤلفاته. - قال أبو عمرو الداني: (انفرد أبو بكر بالإمامة في وقته، في قراءة نافع مع سعة علمه، وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وتمكنه من علم العربية، وبصره بالمعاني). ذكره الذهبي في معرفة القراء الكبار. - وقال ياقوت الحموي: (سكن مصر، وكان صالحاً يرتزق من معيشته، وكان خشاباً، وصحب أبا جعفر النحاس المصري، وأخذ عنه وأكثر، وروى كلَّ تصانيفه، وأخذ عن غيره من أهل العلم والقرآن والحديث والعربية، وكان سيّد أهل عصره في مصره وغير مصره، وقرأ عليه الأجلاء، واعتاد على مجلسه الرؤساء والفضلاء، وصنّف في التفسير كتباً مفيدة، منها كتابه «الاستغناء» وهو أكبر كتاب صنف في التفسير، جمع فيه من العلوم ما لم يجتمع لغيره). وذكره في معجم البلدان وقال: (له كتاب في تفسير القرآن المجيد في خمسة مجلدات كبار، وله غير ذلك من كتب الأدب). - وقال أبو عبد الله الذهبي: (سمع الحديث، وقرأ القرآن برواية ورش فأتقنها، وكان سيد أهل عصره بمصر، وكانت له حلقة كبيرة. أخذ عنه طائفة. وله كتاب " تفسير القرآن " في مائة وعشرين مجلدة). - وقال سهل بن عبد الله البزاز: (صنف شيخنا أبو بكر الأدفوي كتابه الاستغناء في علوم القرآن في اثنتي عشرة سنة). ذكره الذهبي في معرفة القراء الكبار. له تفسير كبير سمّاه "الاستغناء في علوم القرآن"، وهو تفسير كبير جداً ذكر تلميذه مكّي بن أبي طالب أنه في ثلاثمائة جزء، وقد حُقّق بعضه في رسائل جامعية. |
37: محمد بن علي بن إسحاق ابن خويز منداد المالكي(ت:390هـ)
ويقال: ابن خواز، ويقال: ابن كواز، من فقهاء المالكية بالبصرة، تفقه بأبي بكر الأبهري، وغيره. وروى عن أبي بكر ابن داسة، وأبي الحسن التمار، وأبي العباس الأصم، وغيرهم. - قال أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الفقهاء: (ومنهم أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله المعروف بابن كواز، تفقه بأبي بكر الأبهري، وله كتاب كبير في مسائل الخلاف وكتاب في أصول الفقه، وله أحكام القرآن). - وقال القاضي عياض: (وعنده شواذ عن مالك، وله اختيارات وتأويلات على المذهب في الفقه والأصول، لم يعرّج عليها حذاق المذهب). وقال أيضاً: (وكان يجانب الكلام جملة، وينافر أهله). له كتب كثيرة، ومنها كتاب مشهور في أحكام القرآن من مصادر القرطبي في تفسيره، وقد جُمعت أقواله في التفسير وطبعت. |
38: علي بن عبد العزيز بن الحسن الجرجاني(ت:392هـ)
قاضي الريّ في أيام الصاحب بن عباد، وهو صاحب الأبيات السائرة التي منها: يقولون لي فيك انقبـــــــــــــــــــاض وإنمــــــــــــــا ... رأوا رجلا عن موقف الذلّ أحجمـــــــــا - قال ياقوت الحموي: (وللقاضي عدة تصانيف منها: كتاب تفسير القرآن المجيد. كتاب تهذيب التاريخ. كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه).ولم أقض حقّ العلم إن كــــــــــــــان كلّمـــــــــا ... بدا طمع صيرته لي سلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا ولو أن أهـل العلم صـــــــــانوه صانهــــــــــــم ... ولو عظّموه في النفوس لعَظّمــــــــــــــــــــــــــا - وقال أبو عبد الله الذهبي: (كان حسن السيرة في أحكامه، صدوقا، جم الفضائل، بديع الخط جداً). طبع له كتاب "الوساطة بين المتنبي وخصومه". |
الساعة الآن 02:20 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir