![]() |
اقتباس:
أعجبني كثيرا هذا الجمع الذي جمعتيه من تسمية المراد بخيرية عامة ومخصوصة ومشروطة. فدليني كيف أصل إلى حسن تسمية المسائل؟ وهل تنصحيني أن أتدرب على هذه الرسالة ذاتها لتجويد كتابتي؟ بارك الله فيك وفي شيخنا والقائمين على هذا المعهد الكريم. |
اقتباس:
ليست تسمية المسائل في حد ذاتها مشكلة ولا ينبغي أن تقلق طالب العلم، إنما المهمة الأهم أن يشعر الطالب بالمسألة، أن الموضع الفلاني محل مسألة كذا وكذا، ولو سماها بأي تسمية كانت. وبالنسبة للتقسيمات والتصنيفات، فتكون بمداومة النظر في الموضوع محل الدراسة، ومحاولة ملاحظات العلاقات والروابط بينها جيدا. أمّا بالنسبة للتسمية فإنها تكتسب مع الوقت إن شاء الله، أولا بمعرفة أصول تسمية المسائل، وثانيا بكثرة الاطّلاع والمحاكاة لأهل العلم في عباراتهم وألفاظهم. ونرجو أن تساعد الدورات التي ستعقد في التصحيح اللغوي ونحوه في إعانة الطالب على هذا الجانب، لأنه يرتبط بقدراته اللغوية بدرجة كبيرة. وبالنسبة لسؤالك عن إعادة كتابة نفس الرسالة، فالقرآن لا تنقضي عجائبه، وكلما كررت المعاودة كلما تبين لك شيء جديد لم تكوني لاحظتيه من قبل، فسواء راجعت هذه المسألة أو انتقلت لغيرها ففي كل خير إن شاء الله. بارك الله فيك يا هبة ورزقك ما ترجين. |
مجلس مذاكرة سور الحشر والممتحنة والصف
أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:- أ: شتّى.أي متفرقة متباغضة. ب: يثقفوكم.أي يجدونكم قادرين عليكم. ج: زاغوا.عدلوا وانصرفوا عن الحق السؤال الثاني: اذكر مع الترجيح الأقوال الواردة في تفسير قوله تعالى:- أ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآَخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ (13)) الممتحنة. فيه قولان: الأول: كما يئس الكفار الأحياء من الاجتماع بقراباتهم الأموات لإنكارهم البعث، وهو مروي عن ابن عباس وقتادة والضحاك. الثاني: كما يئس الكفار الذين في قبورهم من كل خير بعد أن عاين حقيقة الأمر وتيقن ألا نصيب له فيها، وهو قول ابن مسعود ومجاهد وعكرمة ومقاتل والكلبي واختيار ابن جرير. ب: سبب نزول سورة الصف. أن بعض الصحابة ومنهم عبد اللّه بن سلامٍ قالوا: لو نعلم: أي الأعمال أحب إلى الله عزّ وجلّ لعملناه، فنزلت السورة. السؤال الثالث: أ: اذكر سبب قبول النبي صلى الله عليه وسلم عذر حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه. أنه شهد بدرًا، ولعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال لهم: "اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم"، وكذلك لم يقصد حاطب أنه يرضى بالكفر عن الإسلام وإنما أراد أن يتخذ عندهم يدًا. ب: اذكر علّة تحريم موالاة أهل الكفر. أنهم كفروا بالله ورسوله وكفروا بالحق الذي يؤمن به المسلم الموحد، هذا مع ما هم عليه من إظهار العداوة والبغضاء، ومحبتهم العنت والضيق للمسلمين، وإخراجهم المسلم من بلده ورغبتهم في إخراجنا من ديننا. ولو تمكنوا منا لآذونا وفتنونا عن ديننا؛ ولهذا جاءت آيات كثيرة في هذا المعنى، منها قوله تعالى: {لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من اللّه في شيءٍ إلا أن تتّقوا منهم تقاةً ويحذّركم اللّه نفسه} ج: فيمن نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ...(10)) الممتحنة. نزلت في أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، لما هاجرت أراد أخواها أن يردانها إلى المشركين، فنزلت الآية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صالح المشركين عام الحديبية؛ فبين تعالى أن هذا لا يشمل المسلمات أي رد من جاء مسلمًا إلى الكفار لا يشمل النساء. د: بيّن كيف تكون نصرة الله كما أمر في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ...(14)) الصف. تكون بالأقوالِ والأفعالِ، بالالتزام بدين الله في النفس والغير، وبتعلم العلم ونشره، وجهاد أهل الباطل بالحجة والبيان. السؤال الرابع: فسّر باختصار قوله تعالى:- أ: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)) الحشر. هذه الآية جاءت بعد الدعوة إلى التفكر والتدبر في آيات الله، وبيان أن القرآن لو نزل على جبل لخشع الجبل، وأولى ما يتفكر فيه المسلم من آيات القرآن تلك الآيات التي تتحدث عن الأسماء والصفات لله تعالى؛ ومنها هذه الآيات. هو الله الإله المعبود بحق، الذي تألهه القلوب وتتذلل له حبًا وتعظيمً، لا إله إلا هو، ولا مبعود بحق إلا هو، وهو عالم الغيب وعالم الشهادة يعلم كل ما غاب وكل مشاهد، وهو الرحمن المتصف بالرحمة الواسعة في الدنيا بجميع الخلق، ورحمته في الآخرة بالمؤمنين، وهو الله الملك الذي له الملك التام والتصرف التام، لا منازع له في ملكه، فلا مالك على الحقيقة إلا الله. القدوس الطاهر المبارك الذي تقدسه الملائكة، السالم من كل عيب ونقص، الذي يؤمن عباده من الظلم ويصدقهم في إيمانهم، المهيمن الرقيب والشهيد على كل شيء سبحانه وتعالى. وهو العزيز الذي لا يغالب، الذي ذل كل شيء لعزته، الجبار الذي لا ينبغي الجبروت إلا له، المصلح لعباده، الجابر لهم، المتكبر لا ينبغي التكبر والكبرياء إلا له. تعالى الله وتقدس وتنزه عما يشركه به المشركون. وهو الله الخالق البارئ: الخلق: التّقدير، والبراء: هو الفري، فهو الذي قدر الخلق، فكان على ما قدره سبحانه وتعالى، فالخلق التقدير والبراء هو أن تنفيذ المقدر، والمصور أي يصور الخلق على الصورة التي أراد، له الاسماء الحسنى البالغة الغاية في الحسن والكمال، والصفات العلا، يسبح له وينزهه ويقدسه بلسان الحال والمقال من في السموات ومن في الأرض، وهو العزيز الذي لا يغالب الحكيم الذي يضع الشيء في موضعه، ويحكم أمره، الحكيم في شرعه وقدر. ب: (وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآَتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (11)) الممتحنة. كانت إذا جاءت المرأة إلى المسلمين مسلمة وامتحنوها وتحققوا منها ردوا إلى زوجها ما دفعه من مهرها، وإذا حدث العكس فكذلك، فرفض المشركون رد مهر المرتدة إلى زوجها المسلم، فأرشدهم الله لما يفعلوه في تلك الحال. القول الأول في معنى الآية:قاله مجاهدٌ، وقتادة: هذا في الكفّار الّذين ليس لهم عهدٌ، إذا فرّت إليهم امرأةٌ ولم يدفعوا إلى زوجها شيئًا، فإذا جاءت منهم امرأةٌ لا يدفع إلى زوجها شيءٌ، حتّى يدفع إلى زوج الذّاهبة إليهم مثل نفقته عليها. يعني إن لحقت امرأة رجلٍ من المهاجرين بالكفّار، أمر له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه يعطى من الغنيمة مثل ما أنفق. فمعنى : {فعاقبتم} أي أصبتم غنيمةً من قريشٍ أو غيرهم {فآتوا الّذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا} يعني: مهر مثلها. والقول الثاني: ألا يدفعوا للمشركين مهور من جاءتهم مسلمة بعد ذلك، ويدفعوا من هذا المال لزوج المرتدة التي لحقت بالمشركين، ولا منافاة بين القولين، فإنه إن لم يكف المال دفعوا له من الغنائم. ثم أرشدهم الله أن يتقوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ليكونوا من المؤمنين حقًا. السؤال الخامس: استدلّ لما يلي مما درست. أ: ضرورة محاسبة العبد لنفسه وتفقده لها. قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}. ب: النهي عن الاستغفار للمشركين ولو كانوا من أهل القرابة، وبيّن علّة النهي. قال تعالى: {إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك..}. السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:- أ: (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (17)) الحشر. 1-شدة عداوة الشيطان للإنسان. 2-أن كيد الشيطان لا يقف عند حد؛ بل هو يطمع أن يوصلنا إلى الكفر. 3-أن الشيطان يستدرج الإنسان ثم يبرأ منه. 4-أنه لا ينفعنا الاشتراك في العذاب مع الشيطان أو مع صحبة السوء، لا تهون ولا تنفع. ب: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)) الحشر. 1-لو شبعت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا. 2-أن القرآن هو الأساس في التزكية والتربية. 3-ضرورة تفقد القلب للوقوف على علته التي منعته الانتفاع بالقرآن والخشوع بتلاوته. |
مجلس مذاكرة سور الجمعة والمنافقون
أجب على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: اذكر المعنى اللغوي للمفردات التالية:- أ: يزكيهم. يطهرهم عن الرذائل، ويحثهم على الفضائل، ويزكي قلوبهم بالإيمان. ب: الفاسقين. الخارجون عن طاعة الله المنهمكون في معاصيه، ويدخل فيها الخروج الكلي عند المنافق. ج: يؤفكون. يصرفون عن الهدى إلى الضلال. السؤال الثاني: استخلص المسائل ولخّص أقوال المفسّرين في تفسير قوله تعالى: أ: (هو الّذي بعث في الأمّيّين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلالٍ مبينٍ (2)) الجمعة. المسائل التفسيرية: المراد بالأميين ك س ش لماذا خصهم بالذكر ك س القرآن ذكر للناس كافة ك معنى الآيات س ش معنى التزكية س ش المراد بالكتاب والحكمة س ش بيان الضلال الذي كانوا فيه س ش الآية هي مصداق إجابة اللّه لخليله إبراهيم ك تلخيص أقوال المفسرين: المراد بالأميين: هم العرب سواء كانوا يحسنون الكتابة أو لا، لأن الأمي المراد هنا من ليس بأهل كتاب، هذا حاصل أقوال المفسرين. لماذا خصهم بالذكر؟ لأن المنة عليهم آكد؛ لأنهم عادمون للخير لعدم وجود كتاب، ذكره ابن كثير والسعدي رحمهما الله. القرآن ذكر للناس كافة: ما ذكر في الآية من اختصاصهم بالمنة لا ينافي أن الرسالة للناس كافة، والدليل قوله تعالى: {قل يا أيّها النّاس إنّي رسول اللّه إليكم جميعًا} معنى الآيات: هي آيات القرآن الموجبة للإيمان واليقين، ذكره السعدي والأشقر. معنى التزكية: تزكيتهم من الكفر والذنوب، وتطهير قلوبهم بالإيمان. المراد بالكتاب والحكمة: هو القرآن والسنة. بيان الضلال الذي كانوا فيه: هو الشرك من عبادة الأحجار والأصنام والأشجار، مع ما هم فيه من سوء خلق وذنوب. الآية هي مصداق إجابة اللّه لخليله إبراهيم: لأنه دعا لأهل مكة أن يبعث الله فيهم رسولًا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، فاستجاب الله دعاءه. السؤال الثالث: 2: ما المراد بالسعي للصلاة في يوم الجمعة؟ المراد به القصد والاهتمام وجعلها أهم المشاغل، وليس المراد العدو، فقد نهينا عن العدو للصلاة وأمرنا بالسكينة في المشي إليها، قال قتادة: أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المشي إليها. وذلك يكون بالاغتسال للجمعة، والتبكير إليها، والقرب من الإمام ونحو ذلك. 3: اذكر مرجع اسم الإشارة في قوله تعالى: (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)) الجمعة. ترجع إلى النبوة؛ أي ما أعطاه الله للنبي صلى الله عليه وسلم من النبوة، وأرسله إلى أمته هو الفضل الذي هو أعظم من نعم البدن والدنيا. 4: بيّن ما يفيده مجيء قوله تعالى: {واللّه يعلم إنّك لرسوله} في الآية الأولى من سورة المافقون. تصديق من الله بأن محمدًا رسوله، لكي لا يفهم من التكذيب لهم في دعواهم نفي الرسالة عنه. 5: ما المراد بيوم التغابن؟ ولم سمّي بذلك؟ هو من أسماء يوم القيامة، وسمي بذلك لأن أهل الجنة يغبنون فيه أهل النار، ويظهر التغابن والتفاوت بين الناس؛ هؤلاء في عليين، وهؤلاء في أسفل سافلين. السؤال الرابع: استدل لما يلي وبيّن وجه الاستدلال:- أ: عموم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. قوله تعالى: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم} أي أن غير العرب يدخلون في الإسلام كذلك، فيدل أن الإسلام عام للعرب وغيرهم، ومنه قوله تعالى: {قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}. ب: وجوب العمل بالعلم. {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين} ذم الله أقوامًا لتركهم العمل بما حملوه من كتاب الله، فدل على وجوب العمل بالعلم. ج: بطلان ادعاء اليهود أنهم أولياء لله من دون الناس: {قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين} فلما تليت عليهم الآيات لم يتمن أحد منهم الموت، فدل ذلك على كذبهم في دعواهم. السؤال الخامس: :- أ: اكتب رسالة في حوالي عشرة أسطر تبيّن فيها خطر النفاق على الأمة مستفيدا من دراستك لتفسير سورة المنافقون. عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ومعه الصحابة كانوا مستضعفين، ولم يكن عندهم شوكة؛ فلم يكن ثم إلا مؤمن وكافر مجاره بكفره. فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وانتصر في غزوة بدر، دخل في الإسلام من أبطن الكفر، وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول، وكان دخولهم لغرض هدم الإسلام من الداخل والتشغيب على المسلمين، وبث الفرقة بينهم، والإرجاف والتوهين لهم. ولشدة خطورة المنافقين أنزل الله في أول سورة البقرى آيات مطولة فيهم؛ بدأها بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ( 8 ) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ( 9 )}، وكذا في سورة التوبة آيات كثيرة تفضح المنافقين؛ حتى سميت بالفاضحة، وليس هذا فحسب؛ بل نزلت سورة تحمل اسمهم وهي سورة المنافقين. وخطر المنافقين على المجتمع الإسلامي كبير، وذلك من وجوه: أولها: أن المنافق ظاهر حاله الإسلام، فيؤمن جانبه، ويلبس على كثير من ضعاف النفوس. ثانيًا: أن المنافق يعمل على بث الفرقة بين المسلمين، وقد يلبس هذا لباس الحق أو لباسًا مزينًا ظاهره المصلحة والحرص؛ قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}. ثالثًا: نشر أخبار المسلمين لأعدائهم، ليعرفوا نقاط الضعف والقوة عند المسلمين؛ فيتمكنون من هزيمتهم. رابعًا: بث الشبهات والشائعات بين المسلمين لتوهين العقيدة في القلوب، فكان من تولى كبر حادثة الإفك هو رأس المنافقين، وكان من سخر من الصحابة والقراء هم المنافقون، وكان من تهكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وزعم أنه ذليل هو رأس المنافقين، وفي غزوة الأحزاب عمدوا إلى إضعاف نفوس المسلمين، وفي غزوة بني النضير كانوا سببًا لتثبيت اليهود في البداية وعدم استسلامهم، وفي غيرها كذلك. خامسًا: نشر الفواحش والمعاصي بين المسلمين ليضعف إيمانهم ويتسلط الشيطان عليهم، فينزهموا لقلة طاعتهم لله. سادسًا: القتال الفعلي للمسلمين ومناصرة أهل الشرك والكفر عليهم. وغير ذلك، والله أعلم. السؤال السادس: اذكر الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير قوله تعالى:- أ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (12) اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (13)} التغابن. 1-القدر مكتوب على الإنسان لا محيد عنه ألبتة. 2-الصبر عند البلاء يعين عليه أن تعلم أنه مكتوب. 3-من يعلم أن ما نزل به من عند الله، ويؤمن بذلك يهديه الله ويربط على قلبه. 4-الله عليم وحكيم، فلا تفزع من المصائب ولا تظنن أنها بغير علم العليم الرحيم. 5-طاعة الله واجبة، وكذلك طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله. 6-ما على الرسول إلا البلاغ؛ فلا تحزن إذا لم ترى أثرًا لدعوتك. 7-التوكل من الأعمال القلبية الدالة على الإيمان. |
الساعة الآن 01:11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir