![]() |
تلخيص تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)}
تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) ) -مرجع الضمير في قوله :(إنا نحن): إلى الله سبحانه وتعالى. حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر. -مرجع الضمير في قوله :(عليك): إلى الرسول ﷺ. حاصل ما ذكره ابن كثير. -دلالة الآية على أن القرآن منزل من عند الله. حاصل قول ابن كثير والأشقر. -بيان ما يحتويه القرآن من الأخبار والأوامر: فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك. ولهذا قالَ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}. قاله السعدي. -معنى قوله :(نزلنا عليك القرآن تنزيلا): أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً، ولم تَأتْ به مِن عِندِك كما يَدَّعِيهِ الْمُشْرِكونَ. قاله الأشقر. تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) ) -لمن الخطاب في الآية : للرسول ﷺ كما هو السياق. -مرجع الضمير في قوله :(منهم): إلى المعاندين من الكافرين والمنافقين الذين يريدون صد الرسول ﷺ عما أنزل عليه. وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. - أمر الله رسوله ﷺ أن يصبر على ماذا؟ أمره بالصبر على قضائه وقدره،فإنّه سيدبره بحسن تدبيره. ذكره ابن كثير. -معنى حكم ربك في قوله:(فاصبر لحكم ربك): أي: كما أكرمتك بما أنزلت عليك، فاصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ. مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي. وقال الأشقر : مِن حُكْمِه وقَضائِه تَأخيرُ نَصْرِك إلى أجَلٍ اقْتَضَتْهُ حِكمتُه. -معنى قوله {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا} أي: لا تطع الكافرين والمنافقين المعاندين إن أرادوا صدّك عمًّا أنزل إليك.مجموع قاله ابن كثير والسعدي . -معنى آثمًا : أي: فاعِلاً إِثْماً ومَعصيةً. قاله السعدي والأشقر ، وزاد الأشقر :وقيلَ: المرادُ بقولِه: {آثِمًا} عُتبةُ بنُ رَبيعةَ. -المراد بالكفور في الآية : والكفور هو الكافر بقلبه والغالي في الكفر. وهذا مجموع قول السعدي والأشقر وزاد الأشقر : قيل المراد بالكفور الوليدُ بنُ الْمُغيرةِ. -توجيه قول من قال أن الآثم عتبة بن ربيعة والكفور الوليد بن المغيره : لأنهما قالا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ. ذكره الأشقر. -متعلق الأمر بالصبر والنهي عن طاعة الكفار : الأمر بالبلاغ لما أنزل الله إليه ، والتوكل على اللّه؛ فإنّ اللّه يعصمك من النّاس. قاله ابن كثير. -سبب النهي عن طاعة الكفار والفساق : لأنَّ طاعةَ الكُفَّارِ والفُجَّارِ والفُسَّاقِ لا بُدَّ أنْ تكونَ في المعاصي فلا يَأْمُرُونَ إلاَّ بما تَهْوَاهُ أنْفُسُهم. قاله السعدي. تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) ) -علاقة الآية بما قبلها : ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك، فقالَ: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}؛ ذكره السعدي. -مرجع الضمير في قوله :(واذكر اسم ربك) إلى النبي ﷺ كما هو السياق. -المراد بالذكر وبيان ما يدخل في عمومه : ذكر الله مطلقًا ودَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ. قاله السعدي. وقيل المراد : صَلِّ لرَبِّكَ أوَّلَ النهارِ وآخِرَه. قاله الأشقر. -معنى قوله :(بكرة وأصيلا:): أي: أول النّهار وآخره. قاله ابن كثير والسعدي. وعلى القول بأن المراد بالذكر الصلاة فإن أوَّلُ النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخِرُه: صلاةُ العصْرِ. قاله الأشقر. تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) ) -المخاطب في قوله :(فاسجد). للرسول ﷺ. -مرجع الضمير في قوله :(فاسجد له وسبحه) لله سبحانه وتعالى. -معنى الآية : {ومن اللّيل فاسجد له وسبّحه ليلا طويلا} كقوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] وكقوله: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} [المزّمّل: 1-4] ذكره ابن كثير وهذا من قبيل تفسير القرآن بالقرآن. -معنى الأمر بالسجود في قوله {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ}؛ أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بالإكثارِ مِن الصلاةِ. قاله السعدي. -معنى التسبيح في قوله :(وسبحه ليلا طويلا): المراد بذلك التهجد في صلاة الليل. - تقييد إطلاق قوله {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً}: وقد تَقَدَّمَ تَقييدُ هذا الْمُطْلَقِ بقولِه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} الآيةَ. قاله السعدي. تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) ) -مرجع الضمير في قوله :(هؤلاء): إلى الكفار من كفار مكة ومن أشبههم في حبّ الدّنيا ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. -معنى العاجلة في قوله :(يحبون العاجلة): المراد بالعاجلة الدنيا. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر. -المراد بحب الدنيا: الإقبال عليها والانصباب إليها،وإيثارها والاطمئنان إليها ، وترك الدار الآخرة وراء ظهورهم وعدم العمل لها. ذكره ابن كثير والسعدي. -دلالة الآية على إعراض الكفار وتعلقهم بالدنيا بالرغم ما نزل عليهم من الآيات وما بين لهم الرسول ﷺ منها. قاله السعدي. -معنى {وَرَاءَهُمْ}: أي: أمامَهم ، ذكره السعدي. -المراد باليوم الثقيل في قوله{يَوْماً ثَقِيلاً} : وهو يومُ القيامةِ، الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ ممَّا تَعُدُّونَ. ذكره السعدي. وقالَ تعالى: {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}. فكأنَّهم ما خُلِقُوا إلاَّ للدنيا والإقامةِ فيها. -سبب وصف يوم القيامة بالثقيل: سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، فهم لا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به. قاله الأشقر. تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) ) -مرجع الضمير في قوله :نحن خلقناهم): إلى الله سبحانه وتعالى. -مرجع الضمير في قوله :(خلقناهم): إلى الكفار. -معنى خلقناهم : أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ. قاله السعدي. -معنى أسرهم في قوله : {نحن خلقناهم وشددنا أسرهم} : قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ: يعني خلقهم. ذكره ابن كثير. أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه. مجموع ما ذكره السعدي والأشقر. -الأقوال في معنى {وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} : 1-وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة،وأَنْشَأَنْاهم للبَعْثِ نَشأةً أُخْرَى، وأَعَدْنَاهم بأَعْيَانِهم ، وهذا استدلالٌ بالبداءة على الرّجعة. ذكره ابن كثير ، وقال به السعدي. 2-وقال ابن زيدٍ، وابن جريرٍ: {وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} [أي]: وإذا شئنا أتينا بقومٍ آخرين غيرهم، كقوله: {إن يشأ يذهبكم أيّها النّاس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديرًا} [النّساء: 133] وكقوله: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} [إبراهيم: 19، 20، وفاطرٍ 16، 17] ذكره ابن كثير وبه قال الأشقر . -دلالة الآية على إثبات البعث بدليل عقلي ،وهو دليلُ الابتداءِ فقالَ: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وشددنا أسرهم } فالذي أَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم، والذي نَقَلَهم في هذه الدارِ إلى هذه الأطوارِ لا يَلِيقُ به أنْ يَتْرُكَهم سُدًى، لا يُؤْمَرُونَ ولا يُنْهَوْنَ ولا يُثَابُونَ ولا يُعاقَبُونَ ؛ ولهذا قالَ: {بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً}. ذكره السعدي. تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) ) -مرجع الضمير في قوله تعالى: {إنّ هذه}: يعني: هذه السّورة. قاله ابن كثير والأشقر . -معنى تذكرة : أي: يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ.قاله السعدي. -معنى {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا}: أي: من شاء اهتدى بالقرآن،وآمن بربه وأطاعه وجعل القرآن طريقًا ومسلكا إلى ربه كقوله: {وماذا عليهم لو آمنوا باللّه واليوم الآخر وأنفقوا ممّا رزقهم اللّه وكان اللّه بهم عليمًا} [النساء: 39] فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر. تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) ) -الخطاب في الآية للناس أجمعين. -معنى قوله : {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه} : أي: لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا فإن مشيئة الله نافذه ومَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك . وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر. -معنى قوله :{إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} : أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} فله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي. -دلالة الآية على وجوب افتقار العبد لله سبحانه وتعالى لأن المشيئة متعلقة به وحده سبحانه. تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) ) -معنى قوله {يدخل من يشاء في رحمته } أي: يهدي الله من يشاء فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي. وقيل :أيْ: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، أو يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه. قاله الأشقر. -معنى قوله {والظّالمين أعدّ لهم عذابًا أليمًا}: ويضل من يشاء ، فالظالمين الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً بظُلْمِهم وعُدْوَانِهم . وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي. |
اقتباس:
يلاحظ تداخل في ترتيب المسائل، كما يلاحظ عدول عن الصيغ الملائمة للمسألة وقد تضعين الآية بطولها كمسألة، فانتبهي لذلك أعانك الله. التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 12/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 95/100 وفقك الله |
اقتباس:
التقييم: - الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 27/30 - الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20 - التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20 - الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 13/15 - العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15 النسبة: 91/100 وفقك الله |
بحث مسألة تفسيرية بعنوان : المراد بأولى العزم من الرسل.
بحث المراد بأولي العزم من الرسل -معنى أولو العزم: -ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة : -نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) : -من هم أولو العزم ؟ اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين : -من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين : · القسم الأول من جعل التعيين بالصفة : · القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم : -أما من قال بـأن من لبيان الجنس : -الترجيح. -معنى أولو العزم: وَأولُوا الْعَزْمِ: أَصْحَابُ الْعَزْمِ، أَيِ الْمُتَّصِفُونَ بِهِ. وَالْعَزْمُ: نِيَّةٌ مُحَقَّقَةٌ عَلَى عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ دُونَ تَرَدُّدٍ[1]. قال ابن عبّاس: ذوو الحزم. ضحّاك: ذوو الجدّ والصّبر. القرظي: ذوو الرأي الصواب . ذكره الثعلبي في تفسيره [2]. وقال ابن الجوزي في تفسيره أي ذووا الحَزْم والصَّبْر [3]. -ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة : وَهَذِهِ الْآيَةُ اقْتَضَتْ أَن مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ لِأَنَّ تَشْبِيهَ الصَّبْرِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ بِصَبْرِ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ يَقْتَضِي أَنَّهُ مِثْلُهُمْ لِأَنَّهُ ممتثل أَمر رَبِّهِ، فَصَبْرُهُ مَثِيلٌ لِصَبْرِهِمْ، وَمَنْ صَبَرَ صَبْرَهُمْ كَانَ مِنْهُمْ لَا مَحَالَةَ , ذكره ابن عاشور في تفسيره [4]. -نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) : القول الأول : أن من تبعيضية . القول الثاني : أن من لبيان الجنس. -من هم أولو العزم ؟ اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين : -من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين : · القسم الأول من جعل التعيين بالصفة : القول الأول: أنهم من امتحن في ذات الله في الدنيا بالمحن ولم تزدهم المحن إلا جدًا في أمر الله , كنوح وإبراهيم وموسى ومن أشبههم , قاله ابن جرير رحمه الله[5]. القول الثاني : هم الّذين أمروا بالقتال، فأظهروا المكاشفة، وجاهدوا الكفرة بالبراءة، وجاهدوهم , ذكره الثعلبي عن الكلبي [6] وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي والكلبي[7]. القول الثالث: أنهم العرب من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن مجاهد والشعبي[8]. القول الرابع: من لم تصبه فتنة من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن الحسن[9]. القول الخامس : من أصابه منهم بلاء بغير ذنب , ذكره الماوردي عن ابن جريج[10] . القول السادس: أنهم أولوا الصبر الذين صبروا على أذى قومهم فلم يجزعوا , ذكره الماوردي[11]. · القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم : القول الأول : أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. رواه ابن جرير عن يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنى ثوابة بن مسعود، عن عطاء الخُراساني[12] وذكره عنه ابن عطية [13], وذكره الثعلبي في تفسيره [14] وذكره الماوردي عن ابن عباس ولم يذكر محمد صلى الله عليه وسلم [15] , وقال ابن الجوزي رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، وعطاء الخراساني، وابن السائب[16]. القول الثاني : كلّ الأنبياء (عليهم السّلام) أولوا عزم، إلّا يونس، ألا ترى إنّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم نهى عن أن يكون مثله، لخفّة وعجلة ظهرت منه حين ولّى من قومه مغاضبا. ذكره الثعلبي في تفسيره [17] وقال ابن عطية حكي عن أبي القاسم الحكيم[18]. القول الثالث : هم نجباء الرّسل المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر، وهو اختيار الحسين بن الفضل، قال: لقوله في عقبه: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ذكره الثعلبي في تفسيره [19] وذكره عنه ابن عطية [20]. القول الرابع : أُولُوا الْعَزْمِ ستّة: نوح صبر على أذى قومه فكانوا يضربونه حتّى يغشى عليه، وإبراهيم صبر على النّار، وإسحاق صبر على الذبح، ويعقوب صبر على فقد ولده وذهاب بصره، ويوسف صبر في البئر وفي السجن، وأيّوب صبر على ضرّه , ذكره الثعلبي وابن عطية عن مقاتل[21] . القول الخامس :هم أربعة: إبراهيم، وموسى، وداود، وعيسى. ذكره الثعلبي عن الحسن البصري[22]. القول السادس : عن أبي العالية في قوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، قال: كانوا ثلاثة: نوح، وإبراهيم، وهود، ومحمّد رابعهم، أمر أن يصبر كما صبروا, ذكره الثعلبي[23] والماوردي [24] وابن الجوزي [25]. القول السابع : أنهم إبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ,وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي [26]. القول الثامن : أن منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب , وليس منهم يونس ولا سليمان ولا آدم ,ذكره الماوردي وابن الجوزي عن ابن جريج [27]. -أما من قال بـأن من لبيان الجنس : قالوا بأن المراد بأولي العزم من الرسل كل الرسل , فلم يتخذ الله رسولا إلا كان ذو عزم , وهذا قول ابن زيد رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد [28] وذكره الثعلبي وقال هو اختيار علي بن مهدي الطبري والأنباري وقال به ابن زيد [29] وذكره الماوردي في تفسيره عن ابن زيد [30] وكذلك ابن عطية وقال : قال ابن زيد : . قال: والرسل كلهم أُولُوا الْعَزْمِ، ولكن قوله: كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ يتضمن رسلا وغيرهم، فبين بعد ذلك جنس الرسل خاصة تعظيما لهم، ولتكون القدوة المضروبة لمحمد عليه السلام أشرف, [31] . الترجيح : الراجح والله أعلم هو قول من قال بأن أولوا العزم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله [32]: اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل اختلافًا كثيرًا , وأشهر الأقوال في ذلك أنهم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. واعلم أن القول بأن المراد بأولي العزم جميع الرسل عليهم السلام , وأن لفظة من في قوله : ( من الرسل ) بيانية يظهر أنه خلاف التحقيق , كما دل على ذلك بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى : ( فاصبر لحكم ربك ولاتكن كصاحب الحوت ) الآية .... , فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في آية القلم هذه بالصبر , ونهاه عن أن يكون مثل يونس لأنه هو صاحب الحوت , وكقوله ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ) فآية القلم وطه المذكورتان كلتاهما تدل على أن أولي العزم من الرسل الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بان يصبر كصبرهم ليسوا جميع الرسل , والعلم عند الله . [1] تفسير ابن عاشور (26 / 67) . [2] تفسير الثعلبي (9 /24) [3] زاد المسير (4 /114) . [4] تفسير ابن عاشور (26 / 67) . [5] تفسير الطبري (22/ 145) [6] تفسير الثعلبي (9 / 25) [7] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) . [8] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) . [9] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) . [10] تفسير الماوردي (5 / 288). [11] تفسير الماوردي (5 / 288). [12] تفسير الطبري (22/ 145) [13] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) . [14] تفسير الثعلبي (9 / 25) [15] تفسير الماوردي (5 / 288). [16] زاد المسير (4 /114) . [17] تفسير الثعلبي (9 /24) [18] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) . [19] تفسير الثعلبي (9 / 25) [20] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) . [21] تفسير الثعلبي (9 / 25) , تفسير ابن عطية ( 5 / 107) . [22] تفسير الثعلبي (9 / 25) [23] تفسير الثعلبي (9 / 26) [24] تفسير الماوردي (5 / 288). [25] زاد المسير (4 / 114) . [26] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) . [27] تفسير الماوردي (5 / 288) زاد المسير (4 / 114) . [28] تفسير الطبري (22/ 145) [29] تفسير الثعلبي (9 / 24) , زاد المسير (4 / 114) . [30] تفسير الماوردي (5 / 288). [31] تفسير ابن عطية (5 / 107) . [32] أضواء البيان (7 / 241) . |
اقتباس:
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك. وتحريرك للأقوال جيد، لكن يلاحظ الاختصار في كتابة الرسالة حتى أتت شبيهة بالملخص، ولو استفضت قليلا في الكلام وأضفت بعض الفوائد المتعلقة بالمسألة لزادت الفائدة من البحث كثيرا إن شاء الله. ولابد كذلك من التحقق من صحة نسبة القول إلى من نسب إليه من السلف من المفسرين وذلك في كتب التفسير الأصيلة أو البديلة. وبتعديل هذه الملحوظات يتم لك البحث إن شاء الله. وينظر هنا ولبقية المواضيع المتعلقة به للفائدة، كما أنه يتوجب على كل طالب المشاركة فيها. وفقك الله. http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=29520 |
الساعة الآن 08:27 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir