معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   صفحات الدراسة (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=1007)
-   -   صفحة الطالبة: تماضر( لدراسة التفسير ) (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=23675)

تماضر 29 ربيع الثاني 1436هـ/18-02-2015م 08:14 AM

تلخيص تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)}


تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )
-مرجع الضمير في قوله :(إنا نحن):
إلى الله سبحانه وتعالى. حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر.
-مرجع الضمير في قوله :(عليك):
إلى الرسول ﷺ. حاصل ما ذكره ابن كثير.
-دلالة الآية على أن القرآن منزل من عند الله.
حاصل قول ابن كثير والأشقر.
-بيان ما يحتويه القرآن من الأخبار والأوامر:
فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك.
ولهذا قالَ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}. قاله السعدي.
-معنى قوله :(نزلنا عليك القرآن تنزيلا):
أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً، ولم تَأتْ به مِن عِندِك كما يَدَّعِيهِ الْمُشْرِكونَ.
قاله الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )
-لمن الخطاب في الآية :
للرسول ﷺ كما هو السياق.
-مرجع الضمير في قوله :(منهم):
إلى المعاندين من الكافرين والمنافقين الذين يريدون صد الرسول ﷺ عما أنزل عليه.
وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- أمر الله رسوله ﷺ أن يصبر على ماذا؟
أمره بالصبر على قضائه وقدره،فإنّه سيدبره بحسن تدبيره. ذكره ابن كثير.
-معنى حكم ربك في قوله:(فاصبر لحكم ربك):
أي: كما أكرمتك بما أنزلت عليك، فاصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ. مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي.
وقال الأشقر : مِن حُكْمِه وقَضائِه تَأخيرُ نَصْرِك إلى أجَلٍ اقْتَضَتْهُ حِكمتُه.
-معنى قوله {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا}
أي: لا تطع الكافرين والمنافقين المعاندين إن أرادوا صدّك عمًّا أنزل إليك.مجموع قاله ابن كثير والسعدي .
-معنى آثمًا :
أي: فاعِلاً إِثْماً ومَعصيةً. قاله السعدي والأشقر ، وزاد الأشقر :وقيلَ: المرادُ بقولِه: {آثِمًا} عُتبةُ بنُ رَبيعةَ.
-المراد بالكفور في الآية :
والكفور هو الكافر بقلبه والغالي في الكفر. وهذا مجموع قول السعدي والأشقر وزاد الأشقر : قيل المراد بالكفور الوليدُ بنُ الْمُغيرةِ.

-توجيه قول من قال أن الآثم عتبة بن ربيعة والكفور الوليد بن المغيره :
لأنهما قالا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ. ذكره الأشقر.
-متعلق الأمر بالصبر والنهي عن طاعة الكفار :
الأمر بالبلاغ لما أنزل الله إليه ، والتوكل على اللّه؛ فإنّ اللّه يعصمك من النّاس. قاله ابن كثير.
-سبب النهي عن طاعة الكفار والفساق :
لأنَّ طاعةَ الكُفَّارِ والفُجَّارِ والفُسَّاقِ لا بُدَّ أنْ تكونَ في المعاصي فلا يَأْمُرُونَ إلاَّ بما تَهْوَاهُ أنْفُسُهم. قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )
-علاقة الآية بما قبلها :
ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك، فقالَ: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}؛ ذكره السعدي.
-مرجع الضمير في قوله :(واذكر اسم ربك)
إلى النبي ﷺ كما هو السياق.
-المراد بالذكر وبيان ما يدخل في عمومه :
ذكر الله مطلقًا ودَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ. قاله السعدي.
وقيل المراد : صَلِّ لرَبِّكَ أوَّلَ النهارِ وآخِرَه. قاله الأشقر.
-معنى قوله :(بكرة وأصيلا:):
أي: أول النّهار وآخره. قاله ابن كثير والسعدي.
وعلى القول بأن المراد بالذكر الصلاة فإن
أوَّلُ النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخِرُه: صلاةُ العصْرِ. قاله الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )
-المخاطب في قوله :(فاسجد).
للرسول ﷺ.
-مرجع الضمير في قوله :(فاسجد له وسبحه)
لله سبحانه وتعالى.
-معنى الآية :
{ومن اللّيل فاسجد له وسبّحه ليلا طويلا} كقوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] وكقوله: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} [المزّمّل: 1-4] ذكره ابن كثير وهذا من قبيل تفسير القرآن بالقرآن.
-معنى الأمر بالسجود في قوله {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ}؛
أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بالإكثارِ مِن الصلاةِ. قاله السعدي.
-معنى التسبيح في قوله :(وسبحه ليلا طويلا):
المراد بذلك التهجد في صلاة الليل.
- تقييد إطلاق قوله {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً}:
وقد تَقَدَّمَ تَقييدُ هذا الْمُطْلَقِ بقولِه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} الآيةَ. قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )
-مرجع الضمير في قوله :(هؤلاء):
إلى الكفار من كفار مكة ومن أشبههم في حبّ الدّنيا ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
-معنى العاجلة في قوله :(يحبون العاجلة):
المراد بالعاجلة الدنيا. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
-المراد بحب الدنيا:
الإقبال عليها والانصباب إليها،وإيثارها والاطمئنان إليها ، وترك الدار الآخرة وراء ظهورهم وعدم العمل لها. ذكره ابن كثير والسعدي.
-دلالة الآية على إعراض الكفار وتعلقهم بالدنيا بالرغم ما نزل عليهم من الآيات وما بين لهم الرسول ﷺ منها. قاله السعدي.
-معنى {وَرَاءَهُمْ}:
أي: أمامَهم ، ذكره السعدي.
-المراد باليوم الثقيل في قوله{يَوْماً ثَقِيلاً} :
وهو يومُ القيامةِ، الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ ممَّا تَعُدُّونَ. ذكره السعدي.
وقالَ تعالى: {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}. فكأنَّهم ما خُلِقُوا إلاَّ للدنيا والإقامةِ فيها.
-سبب وصف يوم القيامة بالثقيل:
سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، فهم لا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به. قاله الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )
-مرجع الضمير في قوله :نحن خلقناهم):
إلى الله سبحانه وتعالى.
-مرجع الضمير في قوله :(خلقناهم):
إلى الكفار.
-معنى خلقناهم :
أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ. قاله السعدي.
-معنى أسرهم في قوله : {نحن خلقناهم وشددنا أسرهم} :
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ: يعني خلقهم. ذكره ابن كثير.
أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه. مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.
-الأقوال في معنى {وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} :
1-وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة،وأَنْشَأَنْاهم للبَعْثِ نَشأةً أُخْرَى، وأَعَدْنَاهم بأَعْيَانِهم ، وهذا استدلالٌ بالبداءة على الرّجعة. ذكره ابن كثير ، وقال به السعدي.
2-وقال ابن زيدٍ، وابن جريرٍ: {وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} [أي]: وإذا شئنا أتينا بقومٍ آخرين غيرهم، كقوله: {إن يشأ يذهبكم أيّها النّاس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديرًا} [النّساء: 133] وكقوله: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} [إبراهيم: 19، 20، وفاطرٍ 16، 17] ذكره ابن كثير وبه قال الأشقر .
-دلالة الآية على إثبات البعث بدليل عقلي ،وهو دليلُ الابتداءِ فقالَ: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وشددنا أسرهم } فالذي أَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم، والذي نَقَلَهم في هذه الدارِ إلى هذه الأطوارِ لا يَلِيقُ به أنْ يَتْرُكَهم سُدًى، لا يُؤْمَرُونَ ولا يُنْهَوْنَ ولا يُثَابُونَ ولا يُعاقَبُونَ ؛ ولهذا قالَ: {بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً}. ذكره السعدي.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )
-مرجع الضمير في قوله تعالى: {إنّ هذه}:
يعني: هذه السّورة. قاله ابن كثير والأشقر .
-معنى تذكرة :
أي: يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ.قاله السعدي.
-معنى {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا}:
أي: من شاء اهتدى بالقرآن،وآمن بربه وأطاعه وجعل القرآن طريقًا ومسلكا إلى ربه كقوله: {وماذا عليهم لو آمنوا باللّه واليوم الآخر وأنفقوا ممّا رزقهم اللّه وكان اللّه بهم عليمًا} [النساء: 39] فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )
-الخطاب في الآية للناس أجمعين.
-معنى قوله : {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه} :
أي: لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا فإن مشيئة الله نافذه ومَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك . وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
-معنى قوله :{إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} :
أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} فله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي.
-دلالة الآية على وجوب افتقار العبد لله سبحانه وتعالى لأن المشيئة متعلقة به وحده سبحانه.


تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )
-معنى قوله {يدخل من يشاء في رحمته }
أي: يهدي الله من يشاء فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي.
وقيل :أيْ: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، أو يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه. قاله الأشقر.
-معنى قوله {والظّالمين أعدّ لهم عذابًا أليمًا}:
ويضل من يشاء ، فالظالمين الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً بظُلْمِهم وعُدْوَانِهم . وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي.

أمل عبد الرحمن 18 جمادى الأولى 1436هـ/8-03-2015م 12:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 167319)
تفسير سورة الجن [ من الآية (11) إلى الآية (18) ]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)}


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) )
-مرجع الضمير في قوله (وأنّا منّا ) : ك ش المتكلم في الآية
إلى الجن. قاله ابن كثير والأشقر.

-المخاطب في الآية : ش المسألة: لمن قال الجن هذا الكلام؟
الجن ، أي : قالَ بعضُ الْجِنِّ لبَعْضٍ لَمَّا دَعَوْا أصحابَهم إلى الإيمانِ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كُنَّا قَبلَ استماعِ القرآنِ مِنَّا الْمَوْصُوفونَ بالصلاحِ. قاله الأشقر.
المسألة خاصة بمن كان يكلمهم الجن، فلا داعي لذكر معنى الآية كله خاصة وقد كررتيه في موضع آخر.

-معنى قوله (منا الصالحون ومنا دون ذلك): س ش
({وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ}؛ أي:
{منا الصالحون}: قالَ بعضُ الْجِنِّ لبَعْضٍ لَمَّا دَعَوْا أصحابَهم إلى الإيمانِ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: كُنَّا قَبلَ استماعِ القرآنِ مِنَّا الْمَوْصُوفونَ بالصلاحِ.
{وِمِنَّا دُونَ ذَلِكَ} أيْ: قومٌ غيرُ ذلكَ.
قيلَ: أَرادَ بالصالحينَ المؤمنينَ، وبِمَنْ هم دُونَ ذلك الكافرينَ والفاسقين الفجار.
وهذا مجموع ما قاله السعدي والأشقر.

-معنى قوله :(طرائق قددًا): ك س ش
طرائق متعدّدةً مختلفةً وآراء متفرّقةً وفِرَقاً مُتَنَوِّعَةً وأهواء متباينة ، كلُّ حزْبٍ لِمَا لَدَيْهِم فَرِحونَ. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ وغير واحدٍ: {كنّا طرائق قددًا} أي: منّا المؤمن ومنّا الكافر.
ذكره ابن كثير.
وقال أحمد بن سليمان النّجاد في أماليه، عن أبي معاوية قال: سمعت الأعمش يقول: تروّح إلينا جنّيٌّ، فقلت له: ما أحبّ الطّعام إليكم؟ فقال الأرز. قال: فأتيناهم به، فجعلت أرى اللّقم ترفع ولا أرى أحدًا. فقلت: فيكم من هذه الأهواء الّتي فينا؟ قال: نعم. قلت: فما الرّافضة فيكم ؟ قال شرّنا.
ذكره ابن كثير
وذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة العبّاس بن أحمد الدّمشقيّ قال سمعت بعض الجنّ وأنا في منزلٍ لي باللّيل ينشد:
قلوبٌ براها الحبّ حتى تعلّقت = مذاهبها في كلّ غرب وشارق
تهيم بحبّ اللّه، والله ربّها = معلّقةٌ باللّه دون الخلائق. ذكره ابن كثير.
وقالَ سعيدٌ: كانوا مُسلمينَ ويَهوداً ونَصارى ومَجوساً. ذكره الأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) )
-مرجع الضمير في قوله :(وأنّا ظننا):
إلى الجن كما هو السياق.
-معنى الظن في الآية: ك ش
العلم. أي نعلم أنّ قدرة الله حاكمة علينا وأنّا لا نعجزه أبدًا.

-معنى قوله :{ألن نعجز الله في الأرض}: ك
أي: وأَنَّا في وَقْتِنا الآنَ علمنا وتَبَيَّنَ لنا كَمالُ قُدرةِ اللَّهِ وكمالُ عَجْزِنا، وأنَّ نَوَاصِيَنا بِيَدِ اللَّهِ،(هذا الكلام بحاجة إلى أن يفصل في مسألة خاصة، وهي: السبب الداعي لإقرار الجن بهذا الكلام) فلنْ نُعْجِزَه في الأرضِ،ولن نفوته إن اراد بنا أمرًا. مجموع ماقاله ابن كثير والسعدي والأشقر.

-معنى قوله :{ولن نعجزه هربا}: ك س ش
ولو أمعنّا في الهرب وسَعَيْنَا بأَسبابِ الفِرارِ والخروجِ عن قُدرتِه فإنّه علينا قادرٌ لا يعجزه أحدٌ منّا. مجموع ما قاله ابن كثير و السعدي والأشقر.



تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) )
-مرجع الضمير في قوله :{وأنّا لما سمعنا الهدى} :
إلى الجن كما هو السياق.

-نوع الخطاب في الآية :{وأنّا لمّا سمعنا الهدى آمنّا به} : ك الأنسب أن نقول: لماذا قال الجن هذا الكلام؟ أو مثلا غرضهم من الكلام، لأنه ليس أسلوب خطاب كما ترين.
يقولون ذلك يفتخرون بذلك، وهو مفخرٌ لهم، وشرفٌ رفيعٌ وصفةٌ حسنةٌ.من ذكر ذلك؟

-المراد بالهدى في الآية: س
وهو القرآنُ الكريمُ، الهادِي إلى الصراطِ المُستقيمِ. من ذكر ذلك؟

وعندي مسألة يحسن فصلها: سبب تسمية القرآن بالهدى

-معنى قوله :{وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمنا به} أي لما عرفنا القرآن الكريم وعَرَفْنا هِدايتَه وإرشادَه أَثَّرَ في قُلُوبِنا فـ {آمَنَّا بِهِ}. السبب الداعي لإيمان الجن

-المراد بالإيمان في الآية :
التصديق أن القرآن والوحي من عند الله. قاله الأشقر.

-ما الذي رغب الجن في الإيمان بالقرآن : ك س السبب الداعي لإيمان الجن هو ما رأوه من من هدايته وإرشاده، أما ما ذكرتيه فالأنسب أن يقال فيه: ثمرات الإيمان بالله.
لأن الإيمان سبب داع إلى حصول كل خير وانتفاء كل شر ، فإن من يؤمن بربه إيمانًا صادقًا لا يخاف نقصًا أو طغيانًا ولا أذى يلحقه.
وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
-معنى البخس والرهق في الآية: ك س ش هما مسألتنان، وكان الصحيح أن يسبقا مسألة ثمرات الإيمان بالله.
البَخْسُ النُّقصانُ، والرَّهَقُ العُدوانُ والطُّغيانُ.
مجموع قول ابن كثير والسعدي والأشقر.
معنى قوله تعالى: {فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا}
قال ابن عبّاسٍ، وقتادة، وغيرهما: فلا يخاف أن ينقص من حسناته أو يحمل عليه غير سيّئاته، كما قال تعالى: {فلا يخاف ظلمًا ولا هضمًا} [طه: 112] ذكره ابن كثير.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) )
-مرجع الضمير في الآية إلى الجن كما هو السياق. إذا كان مرجع الضمير واحدا وواضح من السياق فلا داعي لإفرادة بمسألة كل مرة بل تكفي واحدة أول المسائل.

-معنى القاسط في الآية والفرق بينه وبين المقسط: ك س ش لا تجعلي المقسط ضمن المسائل فهو ليس من مسائل الآيات، فأما أن تقتصري عليه في التلخيص أو الأفضل فصله ضمن مسائل اللغة.
القاسط : الجائر عن الحقّ والصراط المستقيم النّاكب عنه، بخلاف المقسط فإنّه العادل.
وهذا مجموع قول ابن كثير والسعدي والاشقر.

-معنى رشدًا في قوله {فمن أسلم فأولئك تحرّوا رشدًا}: ك س ش معنى {تحروا رشدا}
أي: أَصَابُوا طريقَ الحق و الرَّشَدِ، الْمُوَصِّلَ لهم إلى الجَنَّةِ ونَعِيمِها المنجي لأنفسهم من العذاب فاجتهدوا في البحث عنه حتى وفقوا له. وهذا مجموع قول ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) )
-معنى قوله {فكانوا لجهنّم حطبًا}: ك ش
أي: وقودًا للنار تسعّر بهم كما توقد بكفرة الإنس. قاله ابن كثير والأشقر.

-سبب استحقاقهم للعذاب: س سبب استحقاق الظالمين للعذاب (لا داعي لاستعمال الضمائر إلا في أحوال ضيقة)
مجازاة لهم على أعمالِهم، لا ظُلْمٌ مِن اللَّهِ لهم.
قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) )
-فيمن نزلت هذه الآية:
وقال مقاتلٌ: فنزلت في كفّار قريشٍ حين منعوا المطر سبع سنين.ذكره ابن كثير.

-مرجع الضمير في قوله :(وأن لو استقاموا):
أنْ لو استقامَ الجنُّ أو الإنسُ من الكفار أو كلاهما. ذكره الأشقر أنت فسرت الآية، اقتصري على ذكر مرجع الضمير، مرجع الضمير هم الإنس والجن.

-المراد بالطريقة في قوله :(على الطريقة):
القول الأول : أن الطريقة هي الإسلام، ويكون المعنى: اي لو استقاموا على طريقة الإسلام وعدلوا إليها واستمرّوا عليها، {لأسقيناهم ماءً غدقًا}.
كقوله تعالى: {ولو أنّهم أقاموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [المائدة: 66] وكقوله: {ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السّماء والأرض} [الأعراف: 96].
ذكر من قال بهذا القول: قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} يعني بالاستقامة: الطّاعة.
وقال مجاهدٌ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} قال: الإسلام. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ، وسعيد بن المسيّب، وعطاءٌ، والسّدّيّ، ومحمّد بن كعبٍ القرظيّ.
وقال قتادة: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} يقول: لو آمنوا كلّهم لأوسعنا عليهم من الدّنيا.
وقال مجاهدٌ: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الحقّ. وكذا قال الضّحّاك، واستشهد على ذلك بالآيتين اللّتين ذكرناهما.
ذكره ابن كثير وقاله السعدي والأشقر.

القول الثاني : طريقة الضلالة.
كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56]
وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد؛ فإنّه في قوله: {وأن لو استقاموا على الطّريقة} أي: طريقة الضّلالة. رواه ابن جريرٍ، وابن أبي حاتمٍ، وحكاه البغويّ عن الرّبيع بن أنسٍ، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان. وله اتجاه، وتيأيد بقوله: {لنفتنهم فيه}
ذكره ابن كثير.

-معنى قوله :{لأسقيناهم ماء غدقًا}: معنى {غدقا}
غدقًا : كثيرًا هَنِيئاً مَرِيئاً، ،
المقصود من قوله تعالى: {لأسقيناهم ماء غداقا} والمراد سعة الرزق والخير الكثير. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

-ما سبب امتناع أهل الضلالة عن طريق الحق والاستقامة:
لم يَمْنَعْهُم ذلك إلاَّ ظُلْمُهم وعُدوانُهم. قاله السعدي.

تفسير قوله تعالى: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) )

- معنى قوله: {لنفتنهم فيه} : كان الأولى أن تفسر الآيات المرتبطة في الموضوع معا هكذا: {وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه8}
يختلف باختلاف المراد بالطريقة ، فعلى القول الأول : لنختبرهم ونمتحنهم فيما رزقناهم ليظهر الصادق من الكاذب ولنعلم كيف شكرهم على هذه النعم . ذكره ابن كثير وقال به السعدي والأشقر.
كما قال مالكٌ، عن زيد بن أسلم: {لنفتنهم} لنبتليهم، من يستمرّ على الهداية ممّن يرتدّ إلى الغواية؟.
وعلى القول الثاني يكون المعنى:
أي: لأوسعنا عليهم الرّزق استدراجًا، كما قال: {فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيءٍ حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون} [الأنعام: 44] وكقوله: {أيحسبون أنّما نمدّهم به من مالٍ وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون: 55، 56] ذكره ابن كثير.

-معنى قوله: {ومن يعرض عن ذكر ربّه}:
مَن أَعْرَضَ عن ذِكْرِ اللَّهِ، الذي هو كِتابُه فلم يَتَّبِعْه ويَنْقَدْ له، بل غَفَلَ عنه ولَهَى، يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً. قاله السعدي.
-معنى قوله :{يسلكه عذابًا صعدًا}
أي: عذابًا شاقًّا صعبًا شديدًا موجعًا مؤلمًا.
مجموع قول ابن كثير والسعدي والاشقر.
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وعكرمة، وقتادة، وابن زيدٍ: {عذابًا صعدًا} أي: مشقّةً لا راحة معها.
وعن ابن عبّاسٍ: جبلٌ في جهنّم. وعن سعيد بن جبيرٍ: بئرٌ فيها. ذكره ابن كثير.
- المقصود بالذكر
- معنى {يسلكه}
- معنى {عذابا صعدا}


تفسير قوله تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) )

-سبب نزول الآية :
-قال الأعمش: قالت الجنّ: يا رسول اللّه، ائذن لنا نشهد معك الصّلوات في مسجدك. فأنزل اللّه: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} يقول: صلّوا، لا تخالطوا النّاس.
وقال ابن جريرٍ: عن سعيد بن جبيرٍ،: {وأنّ المساجد للّه} قال: قالت الجنّ لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف لنا أن نأتي المسجد ونحن ناءون [عنك] ؟، وكيف نشهد الصّلاة ونحن ناءون عنك؟ فنزلت: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}


-معنى :{وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدًا}:
قال قتادة في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: كانت اليهود والنّصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا باللّه، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يوحّدوه وحده. هذا أيضا يلحق بأسباب النزول.
وقال ابن أبي حاتمٍ:-عن ابن عبّاسٍ في قوله: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا} قال: لم يكن يوم نزلت هذه الآية في الأرض مسجدٌ إلّا المسجد الحرام، ومسجد إيليّا: بيت المقدس.
والمعنى :اعلموا إن المساجد والسجود والعبادة كلها لله فلا تشركوا معه أحدًا.

-الأقوال في معنى المساجد:
-القول الأول: قال سفيان، عن خصيف، عن عكرمة: نزلت في المساجد كلّها. ذكره ابن كثير
القرل الثاني : وقال سعيد بن جبيرٍ. نزلت في أعضاء السّجود، أي: هي للّه فلا تسجدوا بها لغيره. وذكروا عند هذا القول الحديث الصّحيح، عن ابن عبّاسٍ، رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أسجد على سبعة أعظمٍ: على الجبهة -أشار بيديه إلى أنفه-واليدين والرّكبتين وأطراف القدمين" دكره ابن كثير
القول الثالث: المساجدُ كلُّ البِقاعِ؛ لأن الأرضَ كلَّها مَسْجِدٌ. ذكره الاشقر.



-معنى الدعاء في الآية:
أي لا تعبدوا معه أحدًا : لا تَطْلُبوا العونَ فيما لا يَقْدِرُ عليه إلا اللهُ، مِن أحَدٍ مِن خَلْقِه, كائناً ما كان، فإنَّ الدعاءَ عِبادةٌ ،فلا تدعو غيره لا دُعاءَ عِبادةٍ ولا دُعاءَ مَسألةٍ؛ فإِنَّ المساجِدَ التي هي أعْظَمُ مَحالَّ للعِبادةِ مَبْنِيَّةٌ على الإخلاصِ للهِ والخضوعِ لعَظَمَتِه، والاستكانةِ لعِزَّتِه.
فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً}. مجموع قول ابن كثيير والسعدي والأشقر.
الآية الأخيرة يمكننا تنظيم مسائلها كالتالي:
- ما ورد في أسباب نزول الآية
- المقصود بالمساجد
- معنى الدعاء
- مقصد الآية

-المسائل العقدية:
توحيد الله طريق كل خير وسعادة.
الدعاء من العبادة فلا يصرف لغير الله.
من طلب العون من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله فقد أشرك.

بارك الله فيك ونفع بك
يلاحظ تداخل في ترتيب المسائل، كما يلاحظ عدول عن الصيغ الملائمة للمسألة وقد تضعين الآية بطولها كمسألة، فانتبهي لذلك أعانك الله.
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 30/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 18/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 19/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 12/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 95/100

وفقك الله

أمل عبد الرحمن 30 جمادى الأولى 1436هـ/20-03-2015م 01:51 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 169881)
تلخيص تفسير قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)}

قائمة المسائل ؟؟؟

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )
-مرجع الضمير في قوله :(إنا نحن):
إلى الله سبحانه وتعالى. حاصل ما ذكره ابن كثير والأشقر.
-مرجع الضمير في قوله :(عليك):
إلى الرسول ﷺ. حاصل ما ذكره ابن كثير.
-دلالة الآية على أن القرآن منزل من عند الله. كيف دلت على ذلك؟ دلت بقوله تعالى: {نزلنا عليك}
حاصل قول ابن كثير والأشقر.
-بيان ما يحتويه القرآن من الأخبار والأوامر: من مقاصد إنزال القرآن
فيه الوعدُ والوَعيدُ، وبيانُ كلِّ مَا يَحْتَاجُه العِبادُ، وفيهِ الأمْرُ بالقِيَامِ بأوامِرِه وشرائعِه أَتَمَّ القِيامِ، والسَّعْيُ في تَنْفِيذِها، والصبرُ على ذلك.
ولهذا قالَ: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً}. قاله السعدي.
-معنى قوله :(نزلنا عليك القرآن تنزيلا):
أيْ: فَرَّقْنَاهُ في الإنزالِ ولم نُنْزِلْه جُملةً واحدةً، ولم تَأتْ به مِن عِندِك كما يَدَّعِيهِ الْمُشْرِكونَ. قاله الأشقر.
هذا الكلام يحتوي مسألتين:
- ما يفيده مجيء الفعل {نزلنا} بهذه الصيغة
- دلالة الآية على أن القرآن منزل من عند الله.
وعندنا مسألة: مقصد الآية، وقد ذكرها ابن كثير أنه الامتنان على النبي صلى الله عليه وسلم بإنزال القرآن عليه.

تفسير قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )
-لمن الخطاب في الآية :
للرسول ﷺ كما هو السياق.
-مرجع الضمير في قوله :(منهم):
إلى المعاندين من الكافرين والمنافقين الذين يريدون صد الرسول ﷺ عما أنزل عليه.
وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
- أمر الله رسوله ﷺ أن يصبر على ماذا؟ هذه المسألة واضحة في الآيات لا داعي لإفرادها بالسؤال.
أمره بالصبر على قضائه وقدره،فإنّه سيدبره بحسن تدبيره. ذكره ابن كثير.
-معنى حكم ربك في قوله:(فاصبر لحكم ربك):
أي: كما أكرمتك بما أنزلت عليك، فاصْبِرْ لِحُكْمِه القَدَرِيِّ فلا تَسْخَطْهُ, ولِحُكْمِه الدينِيِّ فامْضِ عليه, ولا يَعُوقُكَ عنه عائقٌ. مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي.
وقال الأشقر : مِن حُكْمِه وقَضائِه تَأخيرُ نَصْرِك إلى أجَلٍ اقْتَضَتْهُ حِكمتُه.
-معنى قوله {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا} اجعلي معنى الآية في آخر مسائلها
أي: لا تطع الكافرين والمنافقين المعاندين إن أرادوا صدّك عمًّا أنزل إليك.مجموع قاله ابن كثير والسعدي .
-معنى آثمًا :
أي: فاعِلاً إِثْماً ومَعصيةً. قاله السعدي والأشقر ، وزاد الأشقر :وقيلَ: المرادُ بقولِه: {آثِمًا} عُتبةُ بنُ رَبيعةَ. معنى اللفظ مسألة، والشخص أو الشيء المراد به مسألة اخرى.
-المراد بالكفور في الآية :
والكفور هو الكافر بقلبه والغالي في الكفر. وهذا مجموع قول السعدي والأشقر وزاد الأشقر : قيل المراد بالكفور الوليدُ بنُ الْمُغيرةِ.

-توجيه قول من قال أن الآثم عتبة بن ربيعة والكفور الوليد بن المغيره : سبب نزول الآية
لأنهما قالا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ. ذكره الأشقر.
-متعلق الأمر بالصبر والنهي عن طاعة الكفار :
الأمر بالبلاغ لما أنزل الله إليه ، والتوكل على اللّه؛ فإنّ اللّه يعصمك من النّاس. قاله ابن كثير. ما ذكرتيه داخل في معنى قوله تعالى: {فاصبر لحكم ربك} وهو الرسالة أي اصبر على أدائها.
ويمكن أن نعبر عما ذكرتيه بقولنا: الأمر بالصبر على البلاغ متضمن للوعد بالعصمة والكفاية من الله.
-سبب النهي عن طاعة الكفار والفساق :
لأنَّ طاعةَ الكُفَّارِ والفُجَّارِ والفُسَّاقِ لا بُدَّ أنْ تكونَ في المعاصي فلا يَأْمُرُونَ إلاَّ بما تَهْوَاهُ أنْفُسُهم. قاله السعدي.
وعندنا مسألة: مناسبة الآية لما قبلها.
وننبه على مراعاة ترتيب المسائل.


تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )
-علاقة الآية بما قبلها : مناسبة الآية لما قبلها.
ولَمَّا كانَ الصبْرُ يُساعِدُه القيامُ بعبادةِ اللَّهِ والإكثارُ مِن ذِكْرِه، أَمَرَه اللَّهُ بذلك، فقالَ: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً}؛ ذكره السعدي.
-مرجع الضمير في قوله :(واذكر اسم ربك)
إلى النبي ﷺ كما هو السياق.
-المراد بالذكر وبيان ما يدخل في عمومه :
ذكر الله مطلقًا ودَخَلَ في ذلك الصلواتُ المكتوباتُ وما يَتْبَعُها مِن النوافلِ والذِّكْرِ، والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ في هذه الأوقاتِ. قاله السعدي.
وقيل المراد : صَلِّ لرَبِّكَ أوَّلَ النهارِ وآخِرَه. قاله الأشقر. ما الفرق بين كلام الأشقر وكلام السعدي؟
-معنى قوله :(بكرة وأصيلا:):
أي: أول النّهار وآخره. قاله ابن كثير والسعدي.
وعلى القول بأن المراد بالذكر الصلاة فإن
أوَّلُ النهارِ: صلاةُ الصبْحِ، وآخِرُه: صلاةُ العصْرِ. قاله الأشقر. ذكر أول النهار صلاة الصبح، وذكر آخر النهار صلاة العصر.

تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )
-المخاطب في قوله :(فاسجد). المسائل الواضحة لا داعي لتكرارها فالمخاطب في الآيات لا يبدو أنه تغير في الآيات مطلقا، فيستغنى عن مسألته.
للرسول ﷺ.
-مرجع هاء الضمير في قوله :(فاسجد له وسبحه)
لله سبحانه وتعالى.
-معنى الآية :
{ومن اللّيل فاسجد له وسبّحه ليلا طويلا} كقوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] وكقوله: {يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا} [المزّمّل: 1-4] ذكره ابن كثير وهذا من قبيل تفسير القرآن بالقرآن.
-معنى الأمر بالسجود في قوله {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ}؛
أي: أَكْثِرْ له مِن السجودِ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ بالإكثارِ مِن الصلاةِ. قاله السعدي.
-معنى التسبيح في قوله :(وسبحه ليلا طويلا):
المراد بذلك التهجد في صلاة الليل.
- تقييد إطلاق قوله {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً}:
وقد تَقَدَّمَ تَقييدُ هذا الْمُطْلَقِ بقولِه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} الآيةَ. قاله السعدي.


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) )
-مرجع الضمير في قوله :(هؤلاء):
إلى الكفار من كفار مكة ومن أشبههم في حبّ الدّنيا ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
-معنى العاجلة في قوله :(يحبون العاجلة):
المراد بالعاجلة الدنيا. ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
-المراد بحب الدنيا:
الإقبال عليها والانصباب إليها،وإيثارها والاطمئنان إليها ، وترك الدار الآخرة وراء ظهورهم وعدم العمل لها. ذكره ابن كثير والسعدي.
-دلالة الآية على إعراض الكفار وتعلقهم بالدنيا بالرغم ما نزل عليهم من الآيات وما بين لهم الرسول ﷺ منها. قاله السعدي.
لما أقول دلالة الآية على كذا معنى ذلك أن هناك موضع في الآية يدل على المسألة المذكورة فتنبهي.
- معنى {يذرون}
-معنى {وَرَاءَهُمْ}:
أي: أمامَهم ، ذكره السعدي.
-المراد باليوم الثقيل في قوله{يَوْماً ثَقِيلاً} :
وهو يومُ القيامةِ، الذي مِقدارُه خَمسونَ ألْفَ سنةٍ ممَّا تَعُدُّونَ. ذكره السعدي.
وقالَ تعالى: {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}. فكأنَّهم ما خُلِقُوا إلاَّ للدنيا والإقامةِ فيها.
-سبب وصف يوم القيامة بالثقيل:
سُمِّيَ ثَقيلاً لِمَا فيه مِن الشدائدِ والأهوالِ، فهم لا يَسْتَعِدُّونَ له ولا يَعْبَؤُونَ به. قاله الأشقر.

تفسير قوله تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) )
-مرجع الضمير في قوله :نحن خلقناهم): عندنا أكثر من ضمير هنا فيجب تحديد الضمير، وأيضا هذه المسألة معروفة.
إلى الله سبحانه وتعالى.
-مرجع الضمير في قوله :(خلقناهم):
إلى الكفار.
-معنى خلقناهم :
أَوْجَدْنَاهم مِن العَدَمِ. قاله السعدي.
-معنى أسرهم في قوله : {نحن خلقناهم وشددنا أسرهم} :
قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وغير واحدٍ: يعني خلقهم. ذكره ابن كثير.
أي: أَحْكَمْنَا خِلْقَتَهُم بالأعصابِ، والعُروقِ، والأوتارِ، والقُوَى الظاهرةِ والباطنةِ، حتى تَمَّ الْجِسمُ واسْتَكْمَلَ، وتَمَكَّنَ مِن كلِّ ما يُريدُه. مجموع ما ذكره السعدي والأشقر.
-الأقوال في معنى {وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} :
1-وإذا شئنا بعثناهم يوم القيامة،وأَنْشَأَنْاهم للبَعْثِ نَشأةً أُخْرَى، وأَعَدْنَاهم بأَعْيَانِهم ، وهذا استدلالٌ بالبداءة على الرّجعة. ذكره ابن كثير ، وقال به السعدي.
2-وقال ابن زيدٍ، وابن جريرٍ: {وإذا شئنا بدّلنا أمثالهم تبديلا} [أي]: وإذا شئنا أتينا بقومٍ آخرين غيرهم، كقوله: {إن يشأ يذهبكم أيّها النّاس ويأت بآخرين وكان اللّه على ذلك قديرًا} [النّساء: 133] وكقوله: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلقٍ جديدٍ وما ذلك على اللّه بعزيزٍ} [إبراهيم: 19، 20، وفاطرٍ 16، 17] ذكره ابن كثير وبه قال الأشقر .
-دلالة الآية على إثبات البعث بدليل عقلي ،وهو دليلُ الابتداءِ فقالَ: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وشددنا أسرهم } فالذي أَوْجَدَهم على هذهِ الحالةِ، قادرٌ على أنْ يُعِيدَهم بعدَ مَوْتِهم لِجَزَائِهم، والذي نَقَلَهم في هذه الدارِ إلى هذه الأطوارِ لا يَلِيقُ به أنْ يَتْرُكَهم سُدًى، لا يُؤْمَرُونَ ولا يُنْهَوْنَ ولا يُثَابُونَ ولا يُعاقَبُونَ ؛ ولهذا قالَ: {بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً}. ذكره السعدي.

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (29) )
-مرجع الضمير في قوله تعالى: {إنّ هذه}: مرجع اسم الإشارة
يعني: هذه السّورة. قاله ابن كثير والأشقر .
-معنى تذكرة : معنى كون هذه السورة تذكرة.
أي: يَتَذَكَّرُ بها المُؤْمِنُ فيَنْتَفِعُ بما فيها مِن التخويفِ والترغيبِ.قاله السعدي.
-معنى {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا}:
أي: من شاء اهتدى بالقرآن،وآمن بربه وأطاعه وجعل القرآن طريقًا ومسلكا إلى ربه كقوله: {وماذا عليهم لو آمنوا باللّه واليوم الآخر وأنفقوا ممّا رزقهم اللّه وكان اللّه بهم عليمًا} [النساء: 39] فاللَّهُ يُبَيِّنُ الحقَّ والْهُدَى، ثم يُخَيِّرُ الناسَ بينَ الاهتداءِ بها أو النفورِ عنها، معَ قِيامِ الْحُجَّةِ عليهم. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.


تفسير قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) )
-الخطاب في الآية للناس أجمعين.
-معنى قوله : {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه} :
أي: لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه، ولا يدخل في الإيمان ولا يجر لنفسه نفعًا فإن مشيئة الله نافذه ومَشيئةُ العبْدِ مُجَرَّدَةً لا تَأتِي بخيرٍ ولا تَدفعُ شَرًّا، إلا إنْ أَذِنَ اللهُ بذلك . وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي والأشقر.
-معنى قوله :{إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} :
أي: عليمٌ بمن يستحقّ الهداية فييسّرها له، ويقيّض له أسبابها، ومن يستحقّ الغواية فيصرفه عن الهدى، وله الحكمة البالغة، والحجّة الدّامغة؛ ولهذا قال تعالى: {إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} فله الحكمةُ في هدايةِ الْمُهْتَدِي وإضلالِ الضالِّ. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي.
-دلالة الآية على وجوب افتقار العبد لله سبحانه وتعالى لأن المشيئة متعلقة به وحده سبحانه.


تفسير قوله تعالى: (يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )
-معنى قوله {يدخل من يشاء في رحمته } ممكن أن نقول: كيف يكون دخول العبد في رحمة الله؟
أي: يهدي الله من يشاء فيَخْتَصُّهُ بعِنايتِه، ويُوَفِّقُه لأسبابِ السعادةِ ويَهْدِيهِ لطُرُقِها. وهذا مجموع ما قاله ابن كثير والسعدي.
وقيل :أيْ: يُدْخِلُ في رَحمتِه مَن يَشاءُ أنْ يُدْخِلَه فيها، أو يُدْخِلُ في جَنَّتِه مَن يَشاءُ مِن عِبادِه. قاله الأشقر. وهنا مسألة: المراد بالرحمة في الآية
-معنى قوله {والظّالمين أعدّ لهم عذابًا أليمًا}:
- سبب استحقاق الظالمين للعذاب
ويضل من يشاء ، فالظالمين الذين اخْتَارُوا الشَّقَاءَ على الْهُدَى أَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً بظُلْمِهم وعُدْوَانِهم . وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي.

أحسنت، بارك الله فيك
التقييم:
- الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) 27/30
- الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) 19/20
- التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) 17/20
- الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) 13/15
- العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) 15/15

النسبة: 91/100

وفقك الله

تماضر 26 شعبان 1436هـ/13-06-2015م 10:16 PM

بحث مسألة تفسيرية بعنوان : المراد بأولى العزم من الرسل.
 
بحث المراد بأولي العزم من الرسل
عناصر البحث:
-معنى أولو العزم:
-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
-أما من قال بـأن من لبيان الجنس :
-الترجيح.


-معنى أولو العزم:
وَأولُوا الْعَزْمِ: أَصْحَابُ الْعَزْمِ، أَيِ الْمُتَّصِفُونَ بِهِ. وَالْعَزْمُ: نِيَّةٌ مُحَقَّقَةٌ عَلَى عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ دُونَ تَرَدُّدٍ[1].
قال ابن عبّاس: ذوو الحزم. ضحّاك: ذوو الجدّ والصّبر. القرظي: ذوو الرأي الصواب . ذكره الثعلبي في تفسيره [2]. وقال ابن الجوزي في تفسيره أي ذووا الحَزْم والصَّبْر [3].
-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
وَهَذِهِ الْآيَةُ اقْتَضَتْ أَن مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ لِأَنَّ تَشْبِيهَ الصَّبْرِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ بِصَبْرِ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ يَقْتَضِي أَنَّهُ مِثْلُهُمْ لِأَنَّهُ ممتثل أَمر رَبِّهِ، فَصَبْرُهُ مَثِيلٌ لِصَبْرِهِمْ، وَمَنْ صَبَرَ صَبْرَهُمْ كَانَ مِنْهُمْ لَا مَحَالَةَ , ذكره ابن عاشور في تفسيره [4].
-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
القول الأول : أن من تبعيضية .
القول الثاني : أن من لبيان الجنس.
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
القول الأول: أنهم من امتحن في ذات الله في الدنيا بالمحن ولم تزدهم المحن إلا جدًا في أمر الله , كنوح وإبراهيم وموسى ومن أشبههم , قاله ابن جرير رحمه الله[5].
القول الثاني : هم الّذين أمروا بالقتال، فأظهروا المكاشفة، وجاهدوا الكفرة بالبراءة، وجاهدوهم , ذكره الثعلبي عن الكلبي [6] وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي والكلبي[7].
القول الثالث: أنهم العرب من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن مجاهد والشعبي[8].
القول الرابع: من لم تصبه فتنة من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن الحسن[9].
القول الخامس : من أصابه منهم بلاء بغير ذنب , ذكره الماوردي عن ابن جريج[10] .
القول السادس: أنهم أولوا الصبر الذين صبروا على أذى قومهم فلم يجزعوا , ذكره الماوردي[11].
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
القول الأول : أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. رواه ابن جرير عن يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنى ثوابة بن مسعود، عن عطاء الخُراساني[12] وذكره عنه ابن عطية [13], وذكره الثعلبي في تفسيره [14] وذكره الماوردي عن ابن عباس ولم يذكر محمد صلى الله عليه وسلم [15] , وقال ابن الجوزي رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، وعطاء الخراساني، وابن السائب[16].
القول الثاني : كلّ الأنبياء (عليهم السّلام) أولوا عزم، إلّا يونس، ألا ترى إنّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم نهى عن أن يكون مثله، لخفّة وعجلة ظهرت منه حين ولّى من قومه مغاضبا. ذكره الثعلبي في تفسيره [17] وقال ابن عطية حكي عن أبي القاسم الحكيم[18].
القول الثالث : هم نجباء الرّسل المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر، وهو اختيار الحسين بن الفضل، قال: لقوله في عقبه: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ذكره الثعلبي في تفسيره [19] وذكره عنه ابن عطية [20].
القول الرابع : أُولُوا الْعَزْمِ ستّة: نوح صبر على أذى قومه فكانوا يضربونه حتّى يغشى عليه، وإبراهيم صبر على النّار، وإسحاق صبر على الذبح، ويعقوب صبر على فقد ولده وذهاب بصره، ويوسف صبر في البئر وفي السجن، وأيّوب صبر على ضرّه , ذكره الثعلبي وابن عطية عن مقاتل[21] .
القول الخامس :هم أربعة: إبراهيم، وموسى، وداود، وعيسى. ذكره الثعلبي عن الحسن البصري[22].
القول السادس : عن أبي العالية في قوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، قال: كانوا ثلاثة: نوح، وإبراهيم، وهود، ومحمّد رابعهم، أمر أن يصبر كما صبروا, ذكره الثعلبي[23] والماوردي [24] وابن الجوزي [25].
القول السابع : أنهم إبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ,وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي [26].
القول الثامن : أن منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب , وليس منهم يونس ولا سليمان ولا آدم ,ذكره الماوردي وابن الجوزي عن ابن جريج [27].
-أما من قال بـأن من لبيان الجنس :
قالوا بأن المراد بأولي العزم من الرسل كل الرسل , فلم يتخذ الله رسولا إلا كان ذو عزم , وهذا قول ابن زيد رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد [28] وذكره الثعلبي وقال هو اختيار علي بن مهدي الطبري والأنباري وقال به ابن زيد [29] وذكره الماوردي في تفسيره عن ابن زيد [30] وكذلك ابن عطية وقال : قال ابن زيد : . قال: والرسل كلهم أُولُوا الْعَزْمِ، ولكن قوله: كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ يتضمن رسلا وغيرهم، فبين بعد ذلك جنس الرسل خاصة تعظيما لهم، ولتكون القدوة المضروبة لمحمد عليه السلام أشرف, [31] .
الترجيح :
الراجح والله أعلم هو قول من قال بأن أولوا العزم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله [32]:
اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل اختلافًا كثيرًا , وأشهر الأقوال في ذلك أنهم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
واعلم أن القول بأن المراد بأولي العزم جميع الرسل عليهم السلام , وأن لفظة من في قوله : ( من الرسل ) بيانية يظهر أنه خلاف التحقيق , كما دل على ذلك بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى : ( فاصبر لحكم ربك ولاتكن كصاحب الحوت ) الآية .... , فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في آية القلم هذه بالصبر , ونهاه عن أن يكون مثل يونس لأنه هو صاحب الحوت , وكقوله (
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )
فآية القلم وطه المذكورتان كلتاهما تدل على أن أولي العزم من الرسل الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بان يصبر كصبرهم ليسوا جميع الرسل , والعلم عند الله .



[1] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .

[2] تفسير الثعلبي (9 /24)

[3] زاد المسير (4 /114) .

[4] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .

[5] تفسير الطبري (22/ 145)

[6] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[7] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[8] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[9] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[10] تفسير الماوردي (5 / 288).

[11] تفسير الماوردي (5 / 288).

[12] تفسير الطبري (22/ 145)

[13] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[14] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[15] تفسير الماوردي (5 / 288).

[16] زاد المسير (4 /114) .

[17] تفسير الثعلبي (9 /24)

[18] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[19] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[20] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[21] تفسير الثعلبي (9 / 25) , تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[22] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[23] تفسير الثعلبي (9 / 26)

[24] تفسير الماوردي (5 / 288).

[25] زاد المسير (4 / 114) .

[26] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[27] تفسير الماوردي (5 / 288) زاد المسير (4 / 114) .

[28] تفسير الطبري (22/ 145)

[29] تفسير الثعلبي (9 / 24) , زاد المسير (4 / 114) .

[30] تفسير الماوردي (5 / 288).

[31] تفسير ابن عطية (5 / 107) .

[32] أضواء البيان (7 / 241) .

أمل عبد الرحمن 15 شوال 1436هـ/31-07-2015م 06:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تماضر (المشاركة 208463)
بحث المراد بأولي العزم من الرسل
عناصر البحث:
-معنى أولو العزم:
-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
-أما من قال بـأن من لبيان الجنس :
-الترجيح.


-معنى أولو العزم:
(يجب أن أقدم للرسالة بمقدمة يسيرة أعرف فيها بموضوعها وأين وردت الآية موضوع البحث وكم رقمها وما هي مناسبتها ونحو ذلك مما يحسن التقديم به، وقد ورد الكلام عن أولي العزم في حديث نبوي فلا يصلح أن أغفل حديثا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المسألة).
وَأولُوا الْعَزْمِ: أَصْحَابُ الْعَزْمِ، أَيِ الْمُتَّصِفُونَ بِهِ. وَالْعَزْمُ: نِيَّةٌ مُحَقَّقَةٌ عَلَى عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ دُونَ تَرَدُّدٍ (يحسن بك التوسع إذا أردت بيان معنى اللفظة لغويا، وألا يكتفى بمرجع واحد، بل طالعي عدة تفاسير)
[1].
قال ابن عبّاس: ذوو الحزم. ضحّاك: ذوو الجدّ والصّبر. القرظي: ذوو الرأي الصواب . ذكره الثعلبي في تفسيره [2]. وقال ابن الجوزي في تفسيره أي ذووا الحَزْم والصَّبْر [3]. (عرضك للأقوال مقتضب جدا حتى أنك تذكرين اسم المفسّر مجردا وبجواره قوله
اقتباس:

ضحّاك: ذوو الجدّ والصّبر. القرظي: ذوو الرأي الصواب
وهذا خطأ، وعلى كلٍ فلا يُحتاج إلى سرد أقوال المفسّرين المتفقة والمتقاربة، بل تلخص في عبارة واحدة جامعة وتنسب إلى مجموع المفسّرين القائلين بها. (يطالع الرابط أدناه))

-ما يتضمنه الآية من معنى لدخول النبي صلى الله عليه تحت هذه الصفة :
(يمكنك الاستغناء عن كثير من هذه العناوين الفرعية، نحتاج فقط إلى تربيط يسير بين الفقرات)
وَهَذِهِ الْآيَةُ اقْتَضَتْ أَن مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُولِي الْعَزْمِ لِأَنَّ تَشْبِيهَ الصَّبْرِ الَّذِي أُمِرَ بِهِ بِصَبْرِ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ يَقْتَضِي أَنَّهُ مِثْلُهُمْ لِأَنَّهُ ممتثل أَمر رَبِّهِ، فَصَبْرُهُ مَثِيلٌ لِصَبْرِهِمْ، وَمَنْ صَبَرَ صَبْرَهُمْ كَانَ مِنْهُمْ لَا مَحَالَةَ , ذكره ابن عاشور في تفسيره [4].

-نوع ( من ) في قوله (أولوا العزم من الرسل) :
القول الأول : أن من تبعيضية .
القول الثاني : أن من لبيان الجنس.
-من هم أولو العزم ؟
اختلف العلماء في بيان من هم أولوا العزم من الرسل اختلافا كثيرًا , ولبيان خلافهم وأقوالهم نقسم أقوالهم على قسمين :
-من قال بأن من في الآية للتبعيض اختلفوا على قسمين :
· القسم الأول من جعل التعيين بالصفة :
القول الأول: أنهم (أي أولو العزم من الرسل) من امتحن في ذات الله في الدنيا بالمحن ولم تزدهم المحن إلا جدًا في أمر الله , كنوح وإبراهيم وموسى ومن أشبههم , قاله ابن جرير رحمه الله[5].
القول الثاني : هم الّذين أمروا بالقتال، فأظهروا المكاشفة، وجاهدوا الكفرة بالبراءة، وجاهدوهم , ذكره الثعلبي عن الكلبي [6] وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي والكلبي[7].
القول الثالث: أنهم العرب من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن مجاهد والشعبي[8]. ل قول مجاهد والشعبي مذكوران في التفسيرين أم في تفسير ابن الجوزي فقط لأن الإسناد مشكل؟)
القول الرابع: من لم تصبه فتنة من الأنبياء , ذكره الماوردي وابن الجوزي عن الحسن (كذلك)[9].
القول الخامس : من أصابه منهم بلاء بغير ذنب , ذكره الماوردي عن ابن جريج[10] .
القول السادس: أنهم أولوا الصبر الذين صبروا على أذى قومهم فلم يجزعوا , ذكره الماوردي[11].
· القسم الثاني من جعل تعيينهم بأسمائهم :
القول الأول : أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم. رواه ابن جرير عن يونس قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنى ثوابة بن مسعود، عن عطاء الخُراساني كتفى بقولنا رواه ابن جرير عن عطاء الخراساني) [12] وذكره عنه ابن عطية [13], وذكره الثعلبي في تفسيره [14] وذكره الماوردي عن ابن عباس ولم يذكر محمدا صلى الله عليه وسلم [15] , وقال ابن الجوزي رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، وعطاء الخراساني، وابن السائب[16]. (هل تحققت من صحة نسبة القول إلى ابن عباس وغيره؟)
القول الثاني : كلّ الأنبياء (عليهم السّلام) أولوا عزم، إلّا يونس، ألا ترى إنّ نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم نهى عن أن يكون مثله، لخفّة وعجلة ظهرت منه حين ولّى من قومه مغاضبا. ذكره الثعلبي في تفسيره [17] وقال ابن عطية حكي عن أبي القاسم الحكيم[18].
القول الثالث : هم نجباء الرّسل المذكورون في سورة الأنعام وهم ثمانية عشر، وهو اختيار الحسين بن الفضل، قال: لقوله في عقبه: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ذكره الثعلبي في تفسيره [19] وذكره عنه ابن عطية [20].
القول الرابع : أُولُوا الْعَزْمِ ستّة: نوح صبر على أذى قومه فكانوا يضربونه حتّى يغشى عليه، وإبراهيم صبر على النّار، وإسحاق صبر على الذبح، ويعقوب صبر على فقد ولده وذهاب بصره، ويوسف صبر في البئر وفي السجن، وأيّوب صبر على ضرّه , ذكره الثعلبي وابن عطية عن مقاتل[21] .
القول الخامس :هم أربعة: إبراهيم، وموسى، وداود، وعيسى. ذكره الثعلبي عن الحسن البصري[22].
القول السادس : عن أبي العالية في قوله: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ، قال: كانوا ثلاثة: نوح، وإبراهيم، وهود، ومحمّد رابعهم، أمر أن يصبر كما صبروا, ذكره الثعلبي[23] والماوردي [24] وابن الجوزي [25].
القول السابع : أنهم إبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ,وذكره الماوردي وابن الجوزي عن السدي [26].
القول الثامن : أن منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب , وليس منهم يونس ولا سليمان ولا آدم ,ذكره الماوردي وابن الجوزي عن ابن جريج [27].
-أما من قال بـأن من لبيان الجنس :
قالوا بأن المراد بأولي العزم من الرسل كل الرسل , فلم يتخذ الله رسولا إلا كان ذو (ذي) عزم , وهذا قول ابن زيد رواه ابن جرير عن يونس عن ابن وهب عن ابن زيد [28] وذكره الثعلبي وقال هو اختيار علي بن مهدي الطبري والأنباري وقال به ابن زيد [29] وذكره الماوردي في تفسيره عن ابن زيد [30] وكذلك ابن عطية وقال : قال ابن زيد : . قال: والرسل كلهم أُولُوا الْعَزْمِ، ولكن قوله: كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ يتضمن رسلا وغيرهم، فبين بعد ذلك جنس الرسل خاصة تعظيما لهم، ولتكون القدوة المضروبة لمحمد عليه السلام أشرف, [31] .
الترجيح :
الراجح والله أعلم هو قول من قال بأن أولوا العزم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله [32]:
اختلف العلماء في المراد بأولي العزم من الرسل اختلافًا كثيرًا , وأشهر الأقوال في ذلك أنهم خمسة وهم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام. (اذكري الآيات التي استدل بها على هذا القول)
واعلم أن القول بأن المراد بأولي العزم جميع الرسل عليهم السلام , وأن لفظة من في قوله : ( من الرسل ) بيانية يظهر أنه خلاف التحقيق , كما دل على ذلك بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى : ( فاصبر لحكم ربك ولاتكن كصاحب الحوت ) الآية .... , فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في آية القلم هذه بالصبر , ونهاه عن أن يكون مثل يونس لأنه هو صاحب الحوت , وكقوله (
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا )
فآية القلم وطه المذكورتان كلتاهما تدل على أن أولي العزم من الرسل الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بان يصبر كصبرهم ليسوا جميع الرسل , والعلم عند الله .



[1] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .

[2] تفسير الثعلبي (9 /24)

[3] زاد المسير (4 /114) .

[4] تفسير ابن عاشور (26 / 67) .

[5] تفسير الطبري (22/ 145)

[6] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[7] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[8] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[9] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[10] تفسير الماوردي (5 / 288).

[11] تفسير الماوردي (5 / 288).

[12] تفسير الطبري (22/ 145)

[13] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[14] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[15] تفسير الماوردي (5 / 288).

[16] زاد المسير (4 /114) .

[17] تفسير الثعلبي (9 /24)

[18] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[19] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[20] تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[21] تفسير الثعلبي (9 / 25) , تفسير ابن عطية ( 5 / 107) .

[22] تفسير الثعلبي (9 / 25)

[23] تفسير الثعلبي (9 / 26)

[24] تفسير الماوردي (5 / 288).

[25] زاد المسير (4 / 114) .

[26] تفسير الماوردي (5 / 288) , زاد المسير (4 / 114) .

[27] تفسير الماوردي (5 / 288) زاد المسير (4 / 114) .

[28] تفسير الطبري (22/ 145)

[29] تفسير الثعلبي (9 / 24) , زاد المسير (4 / 114) .

[30] تفسير الماوردي (5 / 288).

[31] تفسير ابن عطية (5 / 107) .

[32] أضواء البيان (7 / 241) .


أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وتحريرك للأقوال جيد، لكن يلاحظ الاختصار في كتابة الرسالة حتى أتت شبيهة بالملخص، ولو استفضت قليلا في الكلام وأضفت بعض الفوائد المتعلقة بالمسألة لزادت الفائدة من البحث كثيرا إن شاء الله.
ولابد كذلك من التحقق من صحة نسبة القول إلى من نسب إليه من السلف من المفسرين وذلك في كتب التفسير الأصيلة أو البديلة.
وبتعديل هذه الملحوظات يتم لك البحث إن شاء الله.
وينظر هنا ولبقية المواضيع المتعلقة به للفائدة، كما أنه يتوجب على كل طالب المشاركة فيها.
وفقك الله.
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=29520


الساعة الآن 08:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir