معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد

معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد (http://afaqattaiseer.net/vb/index.php)
-   منتدى المستوى الخامس (http://afaqattaiseer.net/vb/forumdisplay.php?f=887)
-   -   تسجيل الحضور اليومي بفوائد علمية مما يدرس في الأسبوع الأول (http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37666)

محمد عبد الرازق 18 ربيع الأول 1439هـ/6-12-2017م 11:07 AM

الفتور في طلب العلم على نوعين:
1- فتور طبيعي؛ تقتضيه طبيعة جسد الإنسان من ضعف أو نقص, وهذا النوع لا يلام عليه العبد.
2- فتور يكون سببه ضعف اليقين وضعف الصبر؛ وهذا يلام عليه العبد.

محمد عبد الرازق 18 ربيع الأول 1439هـ/6-12-2017م 11:59 AM

خصائص الفتور الطبيعي:
1- أنه من طبائع النفوس.
2- لا يلام عليه العبد.
3- أنه لابد منه في كل عمل؛ قال صلى الله عليه وسلم: "لكل عمل شرة, ولكل شرة فترة, فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى, ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن لهذه القلوب إقبالا وإدبارا, فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل, وإذا أدبرت فألزموها بالفرائض".
فمن كانت فترته إلى قصد واعتدال؛ لا يخل بالفرائض, ولا يتقحم المحرمات, ولا يحيد عن منهاج السنة, فهو غير ملوم.
ومن كانت فترته إلى انقطاع عن الواجب, وإلى استرواح النفس إلى المحرمات, وإلى سلوك غير سبيل السنة, فهو مذموم, وهو على خطر من الهلاك.
4- الغاية منه:
-أنه فتنة وابتلاء من الله سبحانه, ليميز به الصادق من الكاذب؛
فأما الصادق فيجعل فتوره استراحة واستجماما يذهب عبه السآمة, ليعود من جديد بجد ونشاط.
وأما الكاذب؛ فينقلب على عقبيه, ويعود إلى طبيعته وهواه, فهو على خطر من الضلال والهلاك.
5- ما ينبغي لطالب العلم عمله عند الفتور الطبيعي:
- أن يوطن نفسه عليه, ويعرف أن للنفس حاجة إلى الراحة والاستجمام, فمواصلة العمل بجد ونشاط بغير انقطاع أمر غير ممكن.
- ألا يكلف نفسه فوق ما يستطيع, وإلا كان على خطر من الإنقطاع الطويل؛ قال صلى الله عليه وسلم: "إن الدين يسر, ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه, فسددوا وقاربوا وأبشروا, واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة".
- أن يحذر أن يعالج الفتور الطبيعي بإكراه النفس على مواصلة الجد والاجتهاد, فذلك خلاف الفطرة والسنن الماضية, وإنما يعطي نفسه حقها من الاستجمام – في قصد واعتدال – كما كان يفعل أهل العلم فيجعلون هذة الفترة لترتيب الكتب والفهارس, أو مطالعة طرائف الأخبار, أو الشعر, أو بعض الرياضات كالرمي, أو أعمال البر ونحو ذلك.
- ضبط حد أدنى من المراجعة, حتى يبقى مواظبا على شيء من العلم, ولا ينقطع كلية فتركن نفسه إلى الراحة.

محمد عبد الرازق 18 ربيع الأول 1439هـ/6-12-2017م 03:10 PM

النوع الثاني: هو الفتور الذي يكون سببه ضعف اليقين وضعف الصبر؛
- ترجع أسبابه إلى أمرين؛ ضعف اليقين, وضعف الصبر.
- ماذا يحدث إذا ضعف اليقين وضعف الصبر؟
يسلط على العبد آفات من كيد الشيطان, وعلل النفس, وعواقب الذنوب.
- ماذا يفعل العبد عند ذلك؟
يعتصم بالله, ويلجأ إليه ويلح في الدعاء, كما كان يدعو صلى الله عليه وسلم:"ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا".
أ‌- آثار ضعف اليقين:
ضعف العزيمة, ووهن النفس, ودنو الهمة, واتباع الهوى والشيطان, حتى يقسو القلب, ويركن إلى الدنيا.
- سبب ضعف اليقين:
-قصر النظر عن الغاية من طلب العلم, والغفلة عن تحقيق الإخلاص لله تعالى, وابتغاء فضله, واتقاء عقابه, ومتى حدث ذلك, توغل حب الدنيا وزينتها إلى القلب, فيجد في العلم:
1-ما يدعوه إلى الرياسة والتوصل به.
2-ربما يدفعه إلى الرياء.
3-ربما يدفعه إلى العجب.
4-ربما يدفعه إلى كفر النعمة.
فالله تعالى يحب العبد الشكور؛ الذي إذا أنعم الله عليه بنعمة, قابلها بالفرح والتعظيم والشكر والثناء, وأدى حق الله فيها, واستعملها في مرضاة الله.
-والناس في ذلك درجات:
1-منهم المحسن في شكره؛ فهو بأعلى المنازل, وأحبها إلى الله, وأحرى بالفضل والزيادة.
2-ومنهم من يؤدي الشكر الواجب.
3-ومنهم من يؤدي بعضه دون بعض.
4-ومنهم من يكفر بالنعمة أحيانا.
5-ومنهم من يكثر منه كفر النعمة.
فمن ضعف يقينه, كان على خطر من الوقوع في كفر النعمة وما لها من سوء عقاب؛ قال تعالى: (ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب).
ب-آثار ضعف الصبر:
ضعف العزيمة, ووهن النفس, وسرعة الاستجابة للقواطع والشواغل, واستعجال ما يتطلب الصبر.
-أسباب أخرى للفتور في طلب العلم:
1 - الرياء لطلب الثناء من الناس.
2- العجب بما عنده من العلم, والتنمر به, وترك الطلب, والانشغال بالتصدر.
3 - الحرص على المال والجاه, والرفعة على الأقران والأقارب بما حصل من علم.
4 - الافتنان بالدنيا وزينتها؛ فإذا تمكنت من القلب صرفته عما ينفعه.
5 - عواقب الذنوب؛ قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير), وقال سبحانه: (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا), وقال وكيع بن الجراح: " ترك المعاصي, ما جربت مثله للحفظ".
6 – تحميل النفس ما لا تطيق المداومة عليه.
7 - الرفقة السيئة.
8 – العوائد الخاطئة في طرق طلب العلم, مما يؤدي إلى ضعف التحصيل.
9 - الموازنات الجائرة؛ بأن يقارن الطالب نفسه بكبار العلماء والحفاظ, فإذا به لا يستطيع مجاراتهم, فينقطع عن طلبه.
10- التذبذب في طلب العلم؛ فيدرس كتابا ولا يتمه, أو ينتقل من شيخ إلى آخر بغير موجب.

منى الحايك 18 ربيع الأول 1439هـ/6-12-2017م 04:29 PM

▪قال البخاريُّ في كتاب العلم من صحيحه: (باب الخروج في طلب العلم..
▪ورحل جابرُ بن عبد الله مسيرةَ شهرٍ إلى عبد الله بن أنيس في حديثٍ واحد)ا.هـ.

▪وقال سعيد بن المسيّب: (إن كنت لأسير الأيّام واللّيالي في طلب الحديث الواحد). رواه الخطيب البغدادي في الرحلة في طلب الحديث.

▪وقال يحيى ابن أبي كثير رحمه الله:*«لا يستطاع العلم براحة الجسم»*رواه الإمام مسلم في صحيحه.

قال بقيّ بن مخلد: (إني لأعرف رجلا كان يمضي عليه الأيام في وقت طلبه العلم، ليس له عيش إلا ورق الكرنب الذي يُرمى).
والظنّ أنه يعني نفسه، فقد كان من الأعلام الذين لاقوا الشدائد في تحصيل العلم؛ وله في الصبر على شدائد التحصيل أخبار عجيبة؛ فمنها أنه كان من أهل الأندلس فركب البحر إلى المغرب الأقصى؛ ثم رحل سيراً على قدميه، من المغرب إلى مصر والحرمين والشام والعراق وتنقّل بين البصرة والكوفة وواسط وبغداد مشياً على قدميه، وجمع أكبر مسندٍ عرفه أهل العلم، وهو مسند بقيّ بن مخلد.*
وقد روي عنه أنه قال: (سمعت من كل من سمعت منه في البلدان ماشياً إليهم على قدمي).

➖➖➖➖➖➖➖➖➖➖

هدى هاشم 18 ربيع الأول 1439هـ/6-12-2017م 07:15 PM

يرتكز علاج الفتور في طلب العلم على أصلين مهمين:
تحصيل اليقين, وتحصيل الصبر

طه شركي 19 ربيع الأول 1439هـ/7-12-2017م 10:09 AM

بالصبر و اليقين تُنال الإمامة في الدين، قال الله تعالى : ( و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون).

محمد عبد الرازق 19 ربيع الأول 1439هـ/7-12-2017م 12:41 PM

- مما يعين على اكتساب اليقين: إقبال القلب على الله, والدعاء, وكثرة الذكر, ومعاودة التفكر والتدبر حتى يكون العلم يقينا في قلب صاحبه, يحيا به, ويبصر به, ويمشي به في الناس, قال الله تعالى: (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك للكافرين ما كانوا يعملون).

عبدالحميد أحمد 19 ربيع الأول 1439هـ/7-12-2017م 03:51 PM

ومما يبين ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين: « ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا » متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

منى الحايك 19 ربيع الأول 1439هـ/7-12-2017م 08:51 PM

وكان وكيع بن الجراح الرؤاسي كثيراً ما يوصي طلاب العلم بترك المعاصي، وقال: ما جرّبت مثله للحفظ.
وكان معروفاً بقوّة حفظه؛ وكثرة مرويّاته؛ حتى كان يُضرب به المثل في الحفظ، وكان الحفّاظ يُسمّونه "التنّين" لأنه ما نزل في بلدٍ إلا انصرف الطلاب إليه، واشتغلوا بالسماع منه عن الحضور عند غيره.*
قال علي بن خشرم: ما رأيت بيد وكيع كتابا قط، إنما هو حفظ، فسألته عن أدوية الحفظ، فقال: إن عَلَّمتُك الدواء استعملتَه؟
قلت: إي والله.*
قال: (ترك المعاصي، ما جربت مثله للحفظ). رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
وقد أتاه الشافعي ليصف له ما يحفظ به العلم؛ فأوصاه بما كان يوصي به طلاب العلم من ترك المعاصي؛ فقال الشافعي في ذلك:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأنّ العلم نور ... ونور الله لا يُعطى لعاصي

منى الحايك 19 ربيع الأول 1439هـ/7-12-2017م 09:38 PM

من اشتغل بالتعليم والإرشاد والإفادة بنيّة صالحة بورك له في علمه، ودفعه ذلك إلى الازدياد من العلم لكثرة ما يعرض له أحوال الناس وأسئلتهم التي تستدعي البحث والقراءة والنظر والتأمّل وسؤال أهل العلم.
فإذا وفّق طالب العلم لحسن التعليم والإرشاد مع التثبّت فيما يقول، والتحرّز من القول بغير علم، وادّعاء ما ليس عنده، ورُزق التواضع وصلاح القصد فإنّه يرجى له أن يوفّق لعلم كثير مبارك، وأن يدفع عنه اشتغاله بالتعليم والإفادة أعراض الفتور في طلب العلم.*

لدرس الخامس


الساعة الآن 01:53 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir